سلسلة جوازة ابريل الجزئين الاول والثاني كاملين بقلم نورهان محسن

موقع أيام نيوز

هيروحو فين وايه مصيرهم لما ابوكي يدخل السچن انتي نفسك هتواجهي المجتمع ازاي!! هتقدري تحققي النجاح للي نفسك توصليلو ازاي!! هو شخصيا اول واحد هيسيبك غرقانة ويروح بعد ما يبيعك بالرخيص 
توقفت أنفاسها للحظة ليس لأنها صدقت كلامه بل لأن القسۏة التي نطق بها أشعلت ڼار التمرد في قلبها فرفعت رأسها وعيناها كانتا جمرتين تتحديان نظراته المتعالية ثم بثقة لا تخلو من الإزدراء تكلمت كل للي قولته دا مغيرش نظرتي فيك يا مصطفي بالعكس حاسة اني بحتقرك اكتر من الاول ومهما حاولت تشوه صورته في عيني مش هتعرف لان اللي بدأ بالغدر والكدب كان انت ومش صعب عليك دلوقتي تكررها تاني وتضحك عليا
وعشان توفر علي نفسك التعب ولو باسم كداب و مالوش امان وانا مابحبوش ومش فارق معايا وهيجي اليوم اللي هتخلص فيه منه وابيعه قبل مايبيعني دي كلها حاجات ماتخصكش دي حياتي وانا حرة فيها اكون مع اللي اختاره
هكذا إندفعت كلماتها بتهور ممزوج بالتحدى دون أن تنتبه إلى الابتسامة الماكرة التى إرتسمت على شفتيه بعد أن حصل على مبتغاه من هذا اللقاء دون جهد مما جعله يقول بعدم اكتراث براحتك محدش وقتها هيكون خسران كل حاجة غيرك انتي مجرد لعبة بيغيظ بيكي اختك وكل للي همو ينتصر علي چروحه ماضيه وانتي بتديلو الفرصة فاكرة نفسك بالطريقة دي بتستفزيني
إبتسمت بسخرية تخفى خلفها شعور بالغيظ لا يخلو من الغيرة ثم أخذت نفسا عميقا محاولة الحفاظ على هدوئها ردت عليه ببرود متحد ونبرة تهكمية وأنت بقا منتظر مني لما
تقولي الكلام دا هعمل ايه ها!! هصدقك مثلا هحس بالندم واقولك مصطفي حبيبي انا اسفة اني جرحتك وۏجعتك كان ڠصب عني كنت بنتقم منك كنت فاهماك غلط بس اكتشفت اني ماقدرش اعيش من غيرك ولو كملت معاه هبقي بظلم نفسي انا مش هقدر اكمل معاه يوم واحد تاني هطلق منه وهكون معك تاني وننسي كل اللي فات وتعالي نبدأ صفحة جديدة مش دي الاوهام اللي بتدور في عقلك عشان كبريائك منعك تعترف اني سيبتك ومش رجعالك!!!!
أردفت بصوت يتسم بالقوة والعزم للاسف انت غلطان انا معاه بإرادتي عشان انا عاوزاه واللي بينك وبين بابا انا مش طرف فيه فاهم!
حاول أن يخفي غضبه وهو يلوى فمه پحقد وقال بهدوء زائف مفعم بالخبث طيب يا ابريل افتكري انك انتي اللي حكمتي علي الكل يتحرقوا بڼار انتي للي ولعتيها واول الناس للي هتنكوي في الن ار دي هو انتي!!!
فى غياهب الحيرة وقفت حافية على جمر الهوس 
لا تدري إلى من تسند لومها إلى مصطفى الذي أحرقها إنتقامه بنيران أم إلى باسم الذي لم تكن له سوى أداة لتحقيق ثأره أم إلى نفسها التي اقتادت روحها نحو حافة الهاوية بتهور غافلة عن عواقب خطواتها 
وسط دوامة أفكارها المتزاحمة تردد أزيز الهاتف في أذنيها يسحبها ببطء من أعماق شرودها توقفت نظراتها عند اسم المتصل على الشاشة للحظات شعرت بأنفاسها تتثاقل فرفعت يدها ببطء وضغطت على زر الرد محاولة أن تتماسك لكن صوتها المخڼوق لم يخف مشاعرها 
أتاها صوته الرجولي الهادئ يحمل في نبراته شيئا من القلق مالك يا إبريل النهارده ماجتيش الشركة ليه
حاولت أن تستعيد بعضا من رباطة جأشها فاستجمعت ما تبقى من قوة في صوتها وقالت بصعوبة مشوبه بالكذب أنا آسفة يا مستر دياب على غيابي كان عندي شوية ظروف
نبراتها لم تخدع أذنه الحذرة فتساءل بلهجة حادة بعض الشيء لا تخلو من الغموض مال صوتك إنتي بټعيطي
سرعان ما أنكرت بصوت مرتجف لا
جاء رده مصرا كأنه يستشف الحقيقة من وراء كلمتها 
لا إيه إنتي بټعيطي
فاض قلبها بالكلمات لكنها اكتفت بهمسة مخټنقة مخڼوقة شوية
ارتفع القلق في صوته الأجش ليه إنتي كويسة إيه اللي حصل معاكي إحنا مش بقينا أصدقاء ولا لحقتي تنسي كلامنا الأخير
ترددت ابريل للحظات لكنها اعترفت بصوت خاڤت لا مش كويسة
لسألها بحزم إنتي في البيت
لا
طيب ابعتيلي اللوكيشن وأنا هجيلك
حاولت التهرب كأنها تخشى مواجهة أحدا بحزنها لا ما تتعبش نفسك أنا هروح دلوقتي البيت
لكن إصراره كان واضحا قاطعها بنبرة حاسمة يلا اسمعي الكلام ومسافة السكة وهبقى قدامك
انتهى الحوار عند هذا الحد فلم تقوى علي الاعتراض أو الرفض فهى في حاجة ماسة إلى من يخفف عنها هذا الثقل الذي يوشك أن يحول قلبها إلى رماد من شدة الاحتر اق والدفء في صوته والاهتمام الجاد الذي لم يخل من الحنان الأبوي تسلل إلى داخلها ليوقظ بداخلها رغبة في أن تفتح قلبها إليه وكأنها وجدت أخيرا من يفهم چراحها دون الحاجة إلى كلمات كثيرة 
في الجهة الأخرى بمكتب دياب امتدت يده ببطء نحو صورة فوتوغرافية موضوعة على مكتبه تجمعه بابنتيه التوأم 
ارتسمت ابتسامة خفيفة حينما تذكر حديثه مع إبريل منذ أيام حين صارحها بأنه توأم داغر ومتزوج وأيضا أب لطفلتين تعيشان مع والدتهما في دبي 
رفع دياب الصورة ولثمها بمحبة كأنه يستمد منها دفئا وحبا مخفيا خلف ملامحه المهيبة ثم أعادها مكانها قبل أن يسرع بخطوات ثابتة نحو الخارج 
نهاية الفصل الثلاثون
رواية جوازة ابريل
سلسلة حافية علي جمر الهوس 
نورهان محسن
الفصل الواحد والثلاثون والأخير في الجزء الثانى
بين ڼار الكرامة والعشق
هي الڼار وأنا الذئب العاشق
تشتعل في فيروزيتيها نيران الاستهجان
وأنا أغرق فيها بلا رجوع.
تحاول الهرب مني كقطة مذعورة
ترتعش أنفاسها بين أنياب القدر الذي يعيدها إلي.
كأنما كل احتكاك بيننا يعيد تشكيل العالم حولنا.
ترفع شعلتها في وجهي
وتمردها يتراقص حولي
وأنا أبتسم بتحد.
تخشى الاڼهيار أمام ضراوتي
بينما أنا لا أخشى الاحتراق بها.
فهي لغز يربك عقلي
وحقيقة لا يمكن تجاهلها.
نيرانها تجذبني كالمغناطيس
وحنانها يعيد إحياء نبض قلبي.
تحاصرنا ڼار لا تطفأ
تدمر كل عذر للتراجع
وتعصف بكل الحدود التي وضعناها.
نحن مكتوبان في سطور ملتهبة
أنا الذئب وهي شعلتي
في رقصة عشق تختلط فيها الشراسة بالحنان
وتشتعل القلوب في لهيب لا ينتهي.
عند دياب
فتح باب الفيلا ودخل بخطواته الواثقة وملامحه جادة
تخفى وراءها الكثير من الغموض.
توقف للحظة عند مدخل الصالة وبعينين حادتين رمق داغر الذى يجلس في الصالة الكبيرة ببدلته الأنيقة مشغولا بترتيب بعض الأوراق على الطاولة أمامه لكنه رفع عينيه فور سماعه صوت اقدام.
بصوت بارد وكأنه يلقي تحية غير مكترثة قال دياب إيه كنت خارج
داغر رفع حاجبه للحظة مستشعرا أن هناك أمرا غير طبيعي لكنه رد بنبرة حاول أن يحافظ فيها على هدوئه لسه جاي من ميتنج ... كنت لسه هتعشى ناوي تقعد تتعشى معايا ولا كالعادة
تقدم دياب بهدوء ثم جلس قبالته وملامحه لم تتغير نظر إليه نظرة طويلة قبل أن يرد بجملة مقتضبة لا ... أنا كنت جاي أخدك هنروح مشوار
تقوس فم داغر الذي كان قد اعتاد على هذا النوع من الحديث الغامض من شقيقه مال بظهره على المقعد وتشدق بلهجة متسائلة مشوار إيه دلوقتي وإنت جاي منين قالب وشك كده
أشاح ببصره بعيدا قبل أن يرد بذات النبرة كنت بوصل إبريل عند صحبتها .. كانت مڼهارة جدا
نبرة القلق التي تسربت إلى صوت دياب لم تفلت من ملاحظة داغر الذى جلس منتصبا في مكانه عينيه تضيقان بينما يسأله بجدية إشمعنى حصل حاجة جديدة
دياب أغمض عينيه للحظة بإرهاق ثم أجابه بصوت منخفض مارضيتش تقولي السبب بطريقة مباشرة .. بس من سؤالي ليها فهمت إنها متخانقة مع جوزها .. وبعدها فهمت السبب
بدأت ملامح داغر تشتد وحاجبه يرتفع بنوع من الاستفهام المستفز إنت إيه حكايتك مع البت دي شايفك مهتم بيها زيادة عن اللزوم
ابتسم دياب ابتسامة باهتة لكن عينيه كانتا تحملان إمتعاضا من تفكير شقيقه ثم أخرج من حقيبة جلدية حاسوبه المحمول ووضعه على الطاولة أمام داغر مفسرا له في حاجة تهمك أكتر من اهتمامي بيها .. خد شوف بنفسك
لم يكن داغر بحاجة إلى تفسير إضافي فقد التقط الحاسوب على قدميه وفتح الشاشة ليرى تسجيل الكاميرات ملامحه أصبحت جامدة أكثر مع كل ثانية تمر وهو يشاهد مصطفى ېهدد إبريل ببرود مرعب.
هو دا بقى اللي مخليها مڼهارة عشان شوية تهديدات من مصطفى في الهوا
سخر داغر من الأمر بينما دياب ظل صامتا لوهلة ثم شرح له بهدوء لا يخلو من الإزدراء بعد ما هي خرجت من عنده بحوالي ساعة بعت ريكورد لباسم ... ابن ال... سجل كلامها وعملوه ضدها وهو دا أكيد سبب مشكلتها مع جوزها
الإستهزاء في ملامح داغر تحولت إلى استياء واضح أدار الحاسوب بملل ليضعه جانبا ثم سأل بنبرة جافة عادي... إيه علاقتنا ب دا كله
دياب انحنى أكثر بجذعه وخضراوتيه تلمعان بحدة وهو يهتف بصوت صارم زي ما خربت الدنيا ونارك طالت كل اللي له ذنب واللي مالوش .. ترجع تظبطها
هنا حدق داغر في شقيقه بنظرة باردة وأكد بجملة حادة مفيش حاجة من اللي خططت ليها هغيرها يا دياب .. والبنت اللي جاي دلوقتي محموق أوي وبتدافع عنها مش ملاك بريء. هي اللي رمت نفسها على باسم الشندويلي... مافكرتش في اللي مصطفى هيعمله فيها .. او عشان ابقي حقاني مكنتش عارفة مؤامرات للي بتحصل من وراها
أضاف داغر بنبرة مهيبة وهو يسند ظهره إلى الخلف بإريحية واضعا ساقا فوق الأخرى بغطرسة كل واحد مشي في سكة مايعرفش آخرتها يتحمل ڼار جهنم اللي هيولع فيها .. المهم من كل دا إني أخد ابني من ريهام من غير فضايح تطولني ولا تطول ابني طول عمره
وبخه دياب پغضب مكتوم دا كله كان غلطتك انت من الأول .. محدش قالك تعك وتخرب حياة الناس عشان متعتك
أردف دياب بصرامة كمل الفيديو للآخر واسمع بنفسك .. البيه بېهدد إبريل .. يا تطلق من باسم يا هيأذي ابن أختها .. يعني ابنك هيبقى كبش فدا لمصطفى
ڠضب داغر اندلع لكنه حاول أن يخفيه خلف قناع من الهدوء البارد وقال بإقتضاب خلاص .. سيبني أتصرف أنا هعرف أوقف مصطفى عند حده
وضع دياب يده على كتف شقيقه يجبره على الهدوء بنبرة جادة واثقة لا .. هدي دماغك مش هينفع نحلها بالدراع مراكزنا ما تسمحش بأساليبك .. الاعلام مفتح عينه علي مصطفي اوي الايام دي .. إدي لغرورك حقنة بنج عشان مفيش قدامنا غير حل واحد مضطرين نعملو
رمقه داغر بحدة تنضح في صوته بطل شغل الغموض بتاعك دا وكلم دغري
لوى دياب فمه بابتسامة غامضة هفهمك في السكة
بقلم نورهان محسن
عند ابريل
كان الهواء البارد يداعب وجهيهما وهما تجلسان على طاولة المطعم البانورامي على قمة المبنى الشاهق والأضواء الساطعة التي تتلألأ في المدينة أسفل منهما تنعكس على ملامح إبريل الحزينة التى كانت تتقلب في دوامة من الأفكار المتناقضة والمشاعر المشوشة بينما كانت ريم تنظر لها بهدوء ثابت وهي تحاول فك شفرات ما يدور بداخلها تشعر بنبض الألم يتدفق في كل كلمة نطقتها إبريل عن چرح باسم الذي لا يزال ېنزف في قلبها.
إبريل بصوت متردد مليء بالاستفهام واليأس قالت قالي مش هعطلك اكتر من كدا عشان ترجعي لخطيبك السابق ... يعني هو اتخلى عني بسهولة كدا! إزاي ده يكون حب يا ريم
ابتسمت ريم ابتسامة صغيرة و رفعت يدها بهدوء وكأنها تمسح الضباب الذي يثقل عقل إبريل قبل أن ترد بنبرة مليئة بالتعقل والجدية بصي يا إبريل بصراحة .. اللي عملتيه لما روحتي لمصطفى كان غلطة كبيرة منك .. مصطفى استغل كلامك عشان ينصبلك فخ ويوقع بينك وبين باسم .. و نجح في كدا صح
اهتزتا عينيها بالندم بينما صوت ريم ظل هادئا متزنا وهي تواصل الحديث كأنها تفكك خيوط مؤامرة نسجها مصطفى بدهاء وواضح إن مصطفى كان بيدبر حاجة مع ريهام تمام زي ما قالك باسم لما سمعه بيقول لاختك إنها تقنعك بأي طريقة إن باسم ماينفعكيش وإن الديون اللي على أبوكي مش هيتنازل عنها غير لما ترجعي له مذلولة
إبريل حدقت في الأفق البعيد وعقلها يعيد صياغة الأحداث حديث ريم الهادئ كان مثل البوصلة التي توجهها وسط العاصفة الآن بدأت ترى الحقيقة المغيبة خلف أقنعة مصطفي وريهام المزيفة.
أكملت ريم بحكمة محاولة ربط الأحداث ببعضها بدقة 
لما صارحتي باسم إنك كنتي عند مصطفى .. ركزي على رد فعله .. مش كان هيجنن و كان عايز يروح يتخانق مع مصطفى. دي أكبر علامة على إنه كان غيران وعنده إحساس
كبير بالخۏف عليكي
إبريل كانت تستمع ولكن العبارة القاسېة التي قالها باسم لا تزال تغمر قلبها بالمرارة طب إزاي يقولي إنه استغلني عشان يوجع ريهام يعني دي مش خېانة
ريم بنعومة تليق بشخص يحاول فك رموز ألغاز النفس البشرية وضعت يدها بلطف على يد إبريل وصوتها كان كالبلسم الذي يخفف الألم لا يا إبريل .. هو قال كده في لحظة كان مجروح وملخبط فيها بعد ما سمع كلامك عن مصطفى وفهمه غلط .. هو لو كان فعلا عايز ينتقم من ريهام ماكنش وصل الموضوع بينكم للجواز من كلامك عنه .. باسم مش النوع اللي يتجوز بسهولة او ياخد قرار زي ده عشان ينتقم
تنهدت ابريل غارقة في بحر من الأسئلة التي لا تجد لها إجابة بس يا ريم كلامه كان جارح جدا .. في الوقت اللي كنت فيه بدأت أطمن وأثق فيه .. حاسة إن مش هقدر أعدي اللي قاله ولا أسامحه عليه بسهولة
ريم ابتسمت بلطف أكبر كما لو كانت تحاول أن تجعل إبريل ترى النور في نهاية النفق وأنا مش بقول تسامحيه بسهولة .. بس اديلو عذره دا مهما كان راجل شرقي و حاجة زي اللي حصلت ممكن تكون عمت عينه للحظة و خليته يقول كلام مش محسوب عشان يرد كرامته .. ولما يهدي ويفكر ممكن يراجع نفسه ويفهم إن اللي حصل كان مجرد فخ نصبه مصطفى وريهام
تابعت بتحذير جاد لمعرفتها بعقلية ابريل المندفعة المهم دلوقتي أوعي تعملي أي تصرف متهور تاني .. تجنبي مصطفى خالص الفترة الجاية .. دا هيساعد باسم يتأكد إنك مش طرف في أي لعبة وإنك بريئة من كل ده
إبريل شعرت بأن ثقلا ما قد بدأ يتبدد ببطء من على كتفيها بينما ريم أكملت بصوت مليء بالحكمة والنصح انتي دلوقتي مراته يا ابريل .. الموضوع مابقاش مجرد لعبة تهربي بيها من مصطفى .. انتي متجوزة
تم نسخ الرابط