سلسلة جوازة ابريل الجزئين الاول والثاني كاملين بقلم نورهان محسن
المحتويات
ذهنها عن مبرر مقنع لإخراجهما من هذا المأزق الصعب لتخبرها بلهجة متماسكة إلى حد ما هو اصلو .. خاېف ان علاقة باسم ببنت فهمي تبوظلو شغله مع ابو مصطفي يا ستي ويخسرهم .. وكان بيدور عليه عشان يعاتبه لولا اني وقفته
رفعت وسام حاجبيها وهي تسمع كلامها لتخاطب صلاح بنبرة متذمرة ممزوجة باللوم مش وقت ولا مكان الكلام دا خالص يا صلاح
أنه سخط وڠضب على ابنه بينما تابعت دعاء على عجل وهي تنظر يمينا ويسارا بتوتر دا اللي كنت بقوله بالظبط مش وقته .. يلا هروح اشوف عز عشان يروحني
إبتسمت وسام وهى تخبرها بصوت هادئ لا عز روح
علي بيته و انتي هتيجي معانا نوصلك في طريقنا
كيف يمكن أن تشك بها أو تحسب للخېانة حساب من ناحيتها وهي التي ظلت تحثها على الزواج لسنوات طويلة بعد ۏفاة زوجها ولم تكن تتلقى منها سوى الرفض حتى استسلمت وهى تجزم أن هذه المرأة وفية جدا لذكرى أخيه التوأم.
بعد مرور عدة دقائق
مدي ايدك
قال فريد كلماته الغامضة بنبرة عملية مما جعل هالة تنظر إليه بحاجب مرفوع وهي تسأله بتوجس غريزي افندم!!
أشار فريد إليها بعينيه إلى الأسفل حيث ظهر ضوء الشاشة بوضوح من خلف قماش جيب بنطاله الأيمن قبل أن يفسر لها بصوته الرجولي العميق موبايلي بيرن في جيبي .. مش هعرف اطلعوا والابرة غرزة في دراعي
جاء صوت الممرضة الهادئ من خلفهما ممكن يكون حد من اهله عايزين يطمنوا عليه يا دكتورة
ارتجفت هالة بداخلها وهي تومئ برأسها موافقة وتمتمت علي مضض طيب
أخذ فريد الهاتف من يدها التي شعر بها ترتجف متأكدا أنه سبب لها توترا كبيرا ودون أن يبدو على وجهه تعبير مقروء ظل يحدق في الشاشة المضيئة التي تحمل اسم والدته زهيرة لعدة لحظات وهو يعلم أنه إذا أخبرها الآن بما حدث فسوف تصر على المجيء إليه وهذا غير ضروري على الإطلاق.
انا
أجاب فريد بحسم بارد وهو يرمي الهاتف بجانبه بلا مبالاة مش هرد
مش طبيعي
همست هالة بصوت غير مسموع ثم سرعان ما خرج صوتها تلقائيا بسؤال محمل بالدهشة واستنكارا اومال خليتني اطلعوا ليه
وقبل أن يفتح فمه ليتحدث سمعا طرقا خاڤتا على باب الغرفة ودخل إحد الممرضين وهو يوزع نظراته بين فريد وهالة ليخبرها بصوت لاهث دكتورة هالة .. وكيل النيابة برا وعايز ياخد اقوال الاستاذ
في خلال ذلك
عند خالد
فى حديقة المستشفي
تبصر إليها خالد مليا وهي تقف وظهرها إليه واضعة يديها داخل جيوب معطفها الطويل الأنيق فوق فستان السهرة الذي يصل إلى الكاحل.
تذكر المرة الأولى التي التقيا فيها حدث ذلك عندما سافر مع باسم في زيارة قصيرة إلى الفيوم عند جدته منذ أكثر من عام وبسبب حبه الكبير للخيول كان أول مكان يذهب إليه هو الإسطبل لرؤيتهم ثم التقى لها كما لو كان قدره على موعد معها.
إنفرجت ابتسامة صغيرة على القاسېة حينما عادت تلك الذكرى إلى ذهنه مرة أخرى فجعلت قلبه يخفق وكأنه تحول إلى حصان يعدو بسرعة البرق عندما رأى بندقيتها المذهلة دون أن يفكر فيما سيجده في نهاية هذا المطاف.
أثناء ذلك
زفرت لميس بحرارة ففاح عبقها العطر وانتشرت ذراته في الهواء لتجري على بساط من السحر يلتف حول ذلك المتيم بالهوى ليفقد السيطرة على خفقاته وڼار الحب تضرم بلا رحمة في قلبه بسبب جاذبيتها الفاتنة ورغما عنه إنتقل عقله إلى هذا المشهد القديم.
وقف خالد بطوله المهيب وأكتافه العريضة يرتدي بنطالا أبيض وقميصا فضفاضا أخضر داكنا بأكمام قصيرة تظهر عضلاته متكئا على باب إسطبل الخيل يتأمل من تحت النظارات الشمسية فوق عينيه الجنية التي كانت تقف وظهرها إليه غير منتبهة لنظرته الفضولية إذ كانت مشغولة بتفحص عيني الحصان الذي أمامها بحذر واهتمام شديد.
رفع خالد يده نحو فروة رأسه ليغرس أطراف أصابعه في خصلات شعره السوداء الناعمة ليجذبه تلقائيا عندما فعلت لميس نفس الشيء مع الحصان حيث رفعت يدها لتداعب رأسه الأسود ذو الشعر الكثيف الحريري بنظرات حزينة علي حالة هذا المخلوق مهيب الجسد والمظهر لكنه مع ذلك حساس للغاية ويحتاج فقط للاهتمام والرحمة ليطمئن لك ويشعر بالأمان معك.
جاء صوت من خلفها أخرجها من تفكيرها كانت قشة انشقت تحت قدمي خالد الذي تحرك قليلا من مكانه فحمحمت بخفة تنقى بلعومها قبل أن يخرج صوتها الرقيق بجدية ناولني المحلول يا عم متولي
ودون أن تلتفت من مكانها مددت كفها الناعمة إلى جانبها منتظرة أن يفعل ما أمرته به لكن الصمت ساد المكان لتتأفف بصوت متذمر ماتيلا يا عم متولي .. مش عاااا..
التفتت لميس بجسدها فجأة فتصلبت عيناها على هذا الشخص الغريب قبل أن تخطو خطوة تحذيرية نحوه لتواجهه بسؤال مليء بالتوجس انت مين
انفرجت شفتيه قليلا وحرج شديد إعتراه ليحاول العثور على رد مناسب اا..
جمجمت لميس من بين شفتيها بتبرم عملتيها يا تفيدة
قطب خالد بين حاجبيه متعجبا من كلماتها المبهمة ثم خلع نظارته فرأت بريق خضراوتيه الجذابة في ضوء الشمس الذي يتسرب من إحدى فتحات الإسطبل متسائلا بغرابة نعم
واضح ان جدتي نفذت كلامها وبعتتلك تيجي .. مع اني قولتلها اني اقدر اتصرف لوحدي
انا مش..
قاطعت لميس حديثه بانزعاج للمرة الثانية في نفس الدقيقة ولم تمنحه مهلة للرد مش محتاج تبرر ماهي مش غلطتك انت
لم يعلق على حديثها فى الحقيقة بدى الأمر مسلى له وظهر شبح ابتسامة مرحة على شفتيه لكنه حاول إخفاءها بسرعة حالما حدقت به لميس بعينين ضيقتين وهي تسحب أطراف بلوزتها البيج إلى الأسفل ثم وضعت يديها على خصر بنطالها البني الواسع وتابعت تستجوبه بإستغراب وجاي فاضي ليه
رفع خالد حاجبيه الكثيفين بتعبير مندهش ثم سأل بصوت أجش عميق تقصدي ايه
عقدت لميس ذراعيها اسفل صدرها وهى تتساءل بنبرة ساخرة فين ادواتك وشنطتك الطبية يا دكتور
تقدم خالد منها عدة خطوات واثقة والحماس يزداد في أوردته ليقول بنبرة ثقيلة ممعيش اي حاجة
وقف خالد أمامها مباشرة مما جعلها تشعر بهالته أقوى بينما كانت تخاطب نفسها سرا بسخط كمان يا تفيدة
عقصت بيدها خصلة شعرها خلف أذنها وهى تعض على شفتها بغيظ لتغمغم بصوت منخفض فهمت .. هي مش بعتاك عشان تعالج كرم .. بعتاك عشان تشرف عليا وانا بعالجه
أضافت تلك الكلمات بثقة شديدة وعدم الرضا دون أن تشعر بالفوضى العارمة التي تسببها حركاتها العصبية في قلب ذلك الجبل الشامخ أمامها ليتنحنح خالد قبل أن يسأل بصوت هادئ يخفي وراءه انجذابا قويا نحوها مين كرم
دا كرم
ابتسم خالد مع تفسيرها وهو ينظر إلى الحصان الأسود الذي كانت تقف أمامه وتداعبه برقة قبل قليل حسده عليه وقبل أن يتمكن من الرد جاء صوتها الناعم بإستفهام انت كنت فين يا عم متولي كل دا تأخير
قالت لميس ذلك وهي تتجه نحو الحصان بينما متولي يبرر بصوته الغليظ ماتأخرتش والله يا دكتورة مسافة الطريق وجيت
دحرج بصره على خالد الذى إلتقى به قبل قليل بالخارج ليهتف ببشاشة عجبك الاسطبل يا ا...
هات المحلول من عندك وتعالي امسك راس كرم
بترت لميس بقية جملته دون أن تنظر إليهم وهي تربط شعرها البني إلى الأعلى بربطة سوداء حتى لا يزعجها وهي تبدأ عملها وقبل أن يتحرك متولي أشار له خالد بالتوقف قائلا بحزم خليك انا همسكه
جحظت عينان متولى بعدم فهم ونظر إليه خالد الذى ابتسم بمغزي فأومأ له الرجل ببلاهة في صمت.
اقترب خالد من الحصان بحرص ووقف بجوار تلك التي ولت كامل انتباهها لعملها بينما بدأ الآخر يمسد ظهر الحصان برفق قبل أن يمسك رأسه بين كفيه الكبيرتين وهو ينظر إلى عين الحصان المصاپة وكانت هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها الدموع في عيون حيوان وكأنه يبكي فوجد نفسه يتمتم تلقائيا دي اول مرة اشوف فيها دموع الخيل
دي افرازات من نشارة الخشب اللي دخلت في عينه..
توقفت عن الكلام العفوى ثم أردفت بتساءل متعجب اول مرة!! انت تقصد ايه
لمعت في عينيها نظرة شك وهي تنظر إليه عن كثب بينما كان هناك شيء في نظرتها يسحبه لا شعوريا إلى أغوار بندقيتها لكنه استعاد السيطرة علي نفسه وهمس لها بصوته الدافئ العميق كملى
ارتعش بداخلها شعور غريب وهى تشعر بضآلة حجمها أمامه وقد تناست ما قاله منذ قليل.
وفي الدقائق التالية قامت لميس بعلاج الحصان بمساعدة خالد الذي سأل بهدوء كدا خلصنا
ايوه .. تقدر دلوقتي ترجع لجدتي وماتنساش تقولها تقييمك .. بس بضمير انت حالف قسم
نظر خالد إليها بحاجب مرفوع وهو يسمع كلماتها التحذيرية الممزوجة بالحزن على عدم ثقة جدتها في عملها فأخبرها بثقة وابتسامة جذابة يوصل
تدخل متولى فى الحديث ببلاهة تامة تقييم ايه ويوصل ايه ماتفهمني يا ابني بدل ما انا زي الاطرش في الزفة كدا وسطكو
أخبره خالد موضحا بنبرة خشنة مستمتعة مفيش حاجة دا سوء تفاهم بسيط .. الانسة كانت فاكرني الدكتور
سألته لميس بتعجب وهى تحدق في ملامحه پصدمة فاكراك .. اومال انت تطلع مين
جاءتها الإجابة بصوت متولى الغليظ دا الاستاذ خالد يا ست لميس .. جاي ضيف من مصر مع الاستاذ باسم
شعرت لميس بمزيج من الڠضب والحرج حالما أدركت ذلك كان يجاريها فقط مم جعلها تهتف بضيق وماقولتش كدا ليه من الاول .. ماكنش ليها لزمة الاشتغالة السخيفة دي
اقترب خالد منها خطوة وضيق عينيه الخضراوين التي إنعكست فيها علامات إعجابه بها ليجيبها بصوت هامس عميق ضاعف من حرجها انتي اللي مابتديش لحد فرصة يقول حاجة
هز خالد رأسه بخفة طاردا كل هواجسه الحالمة بها وهو يتقدم للأمام وكلما اقترب منها يشعر وكأنه يسير على الغيوم المحملة بعطرها السحري.
استدارت لميس تنوي الاطمئنان على زوجة عمها التي تأخرت مما جعل شعرها البني يتطاير بخفة في الهواء من حولها لكن سرعان ما تراجعت خطوة إلى الوراء متفاجئة به خلفها.
فى قاعة المستشفى تحديدا أمام غرفة العناية المركزة
جسد يوسف ممدود على كراسي الانتظار
وهو في نوم عميق واضعا إحدى يديه على بطنه والأخرى متدلية على الأرض بينما كانت ريهام تجلس على أحد المقاعد في الجانب الآخر وعيناها لا تفارقان شاشة الهاتف حتى وصل صوت أقدام تقترب منها إلى أذنيها فرفعت عينيها وأدارت
رأسها بفضول لترى باسم يتقدم منهم بخطواته الهادئة الواثقة ودون أن يكلف نفسه عناء النظر إليها وقف في صمت تام يحدق إلى أبريل مطولا عبر زجاج الغرفة شاردا فى أفكاره الخاصة.
استقرت ريهام براحة يدها على كتفه برقة ظهرت في صوتها الهامس عندما سألته الكل روحوا .. انت مش هتروح
أزاح باسم كفها من فوق كتفه بضيق وهو يجيب بإيجاز حازم لما تفوق
إلتوى شدقها بعدم رضا ثم إزدردت ريقها لتقول بنبرة مترددة وكأنها تسير في حقل ألغام وتخشى أن ينفجر بها في أي لحظة باسم .. ممكن اكلم معاك شوية!!
استدار باسم بجانب وجهه وأومأ لها علي مضض دون أن ينظر إليها لأنه يحملها مسؤولية ما حدث فإذا لم تخرج عن نطاق السيطرة وتحاول تهديده پالقتل بعد التدخل في شؤونه لما حدثت هذه الفوضى الكارثية معهم جميعا مم جعله يرمى سؤالا بنبرة هادئة ساخرة وهو لسه في كلام عندك يتقال
شعرت ريهام بحالة من الانزعاج جراء أسلوبه البارد تجاهها لكنها تكلمت بنبرة متماسكة لطيفة خلينا نروح الكافيتريا نشرب قهوة ونتكلم
مرر باسم أصابعه على فكه وهو يفكر في عرضها قبل أن يتمتم في استسلام طيب
بعد فترة وجيزة
عند عز
رفع عز يده ليضرب الباب مرة أخرى قائلا بندم ورجاء طيب ردي عليا خليني اطمن .. مش معقول هتباتي الليلة كلها في الحمام
أدار عز عينيه من الملل والسخط لتجاهلها له فواصل حديثه بذات النبرة وهو يرتكز بظهره للباب وأسند رأسه إليه مش ناوية تبطلي العادة دي ابدا .. افتحي بقي بلاش شغل عيال خلينا نتكلم يا حبيبتي ونتفاهم
قالها بتنهيدة عميقة فهذه أول مرة يتوسل لها كل هذه المدة ولا يتلقى منها إيماءة بسيطة تجعله يطمئن فأخذ عز يطرق الباب عدة مرات متتالية بإلحاح وهو يهتف بوعيد وټهديد انتي زوديتها كدا .. طيب يا مني دي آخر مرة اقولك فيها افتحي .. انا اكلمت بالذوق كتير اهو وماجبش نتيحة .. مش هتانيها تاني وهاكسر عليكي الباب .. بس يكون في معلومك لو دخلت بالشكل مش هعديهالك علي خير
مسح عز وجهه مستدعيا الهدوء لنفسه بعد أن بدأت بوادر الڠضب تطغى عليه من تجاهلها المتعمد له ليستأنف طرق الباب وأحس بالتوتر والخۏف يسيطر عليه من صمتها المقلق فخفض من لهجته قائلا بحنو لعلها تستجيب له طب خلاص .. بلاش نتكلم
لو مش عايزة .. بس افتحي قعدتك في الحمام دي غلط يا حبيبتي
مرر عز يده في شعره في إضطراب عندما لم يتلق منها أي أجابة تطمئنه فبدأ القلق يحفر مخالبه في قلبه پعنف ولم ينتظر ثانية أخرى إذ أخذ نفسا عميقا قبل أن يدفع الباب بكتفه بقوة عدة مرات لكن محاولات فتحه باتت بالفشل فتراجع خطوتين إلى الوراء ثم بكل عزم ركل الباب بركلة واحدة فكسر القفل قبل أن يولج إلى الداخل سريعا وهو ينظر بشكل عشوائي فى المكان حتى رأها ملقاة على الأرض لا ترتدي
متابعة القراءة