سلسلة جوازة ابريل الجزئين الاول والثاني كاملين بقلم نورهان محسن
المحتويات
.. بلاش شغل جنان..
ابريل بتحفز المغادرة الجنان بجد لو فضلت هنا لحظة كمان خليني امشي
بقلم نورهان محسن
علي متن يخت فى نهر النيل
بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما في خير
بقلب يتخبط يمينا ويسارا من التوتر الشديد داخل ضلوعها عادت إلى ارض الواقع من تفاصيل ذلك الحلم الملعۏن الذي طاردها قبل أيام على صوت المأذون الذي أعلن انتهاء مراسم زواجها من باسم الشندويلي الذي نهض من مقعده ليتجه نحوها بمظهره الرجولي الأنيق وشفتيه المزينتين بابتسامة رائعة.
لم تمر ثانية حتى اقترب الضيوف منهم ليقدموا لهم تهنئتهم الحارة فاستقبلتهم بابتسامة مجاملة تخللتها نظرات باهتة إلى حد ما لم يلاحظها سوى نادية التي التقت عيناها بها وهي تهنئها بابتسامة غامضة تخفي الكثير من الامتنان لها لكن لا أحد سواهما
بالإضافة إلى حضور العديد من الشخصيات لكن الذين كانا يترصد لها باهتمام هم نظرات أحمد ومصطفى وفي داخلهما مشاعر متضاربة تغلي بين المعاتبة والاستياء.
قبل عقد القران بساعتين
الف مبروك يا عروسة
التفتت إبريل لتنظر إليه رافعة أحد حاجبيها بتعجب فاستكمل حديثه بلهجة هازئة ايه متفاجئة انك شيفاني .. ايه كنتي فاكرة اننا مش هنتقابل انهاردة
لولا اني بفهم في الاصول .. كان هيبقا ليا رد فعل مختلف .. وكنت وريتك من العڈاب اشكال والوان عشان اكسر عينك يوم ماتجرأتي وتحدتيني
أكمل مصطفى جملته باستياء خطېر فرفعت ذقنها متحدية إياه وفر تهديداتك دي عشان مش هتقدر تخوفني بيها .. ماتهددش انسان معندوش حاجة يخسرها .. لكن انت عندك كتير تخسره و اولها بريستيجك ومكانتك الاجتماعية وسط الناس
إتسعت عيناها بتعجب مزيف ثم استفهمت بسخرية مستفزة معقولة ماوصلكش الخبر .. كنت فاكرة ان دبة النملة بتوصلك عني .. بس شكلي كنت غلطانة .. بدليل انك ماتعرفش اني اتعينت في شركة محترمة وكبيرة من كام يوم ..
اي حاجة .. ونصيحة مني روح اتعالج من مرض التمسك بالاشياء اللي بترفضك لان دا اسمه نقص في الشخصية عن اذنك
بقلم نورهان محسن
بعد مرور فترة وجيزة
ابريل عايزاكي في كلمتين ضروري...
ابريل بإستفهام هادئ وايه اللي بينا ضروري ممكن يتقال يا نادية!!
نادية بنبرة يغلب عليها الإضطراب خلينا نبعد عن الدوشة هنا الاول
ابريل بإستسلام طيب
فى كابينة ابريل داخل اليخت
اقعدي يا نادية .. عايزة تقولي ايه سمعاكي...!!
جلست نادية مقابلها تطالعها بنظرات غريبة قبل أن تبدأ حديثا غير مترابط طول عمرك رزينة وبتتكلمي من فوق يا ابريل .. ومحدش يقدر يغلطك في حرف بتنطقيه .. وهيغلطوكي ازاي وانتي لابسة وش الملايكة دا طول الوقت
نظرت ابريل إليها بعدم فهم قبل أن تهتف بلهجة حاسمة عايزة ايه يا نادية من غير كتر لف ودوران..
صاحت نادية بنبرة منفعلة ما كفاياكي تمثيل بقا يا شيخة ايه مابتزهقيش منه ..
أشارت نادية إلى نفسها وارتفع صوتها بإحتدام وهي تستأنف حديثها انا عملت كل حاجة عشان يشوفني ويحس بيا وكل مرة بتطلع سيرتك قدامه بيتقلب عليا ويجري عليكي .. ماكفاكيش السنين اللي فاتت وانتي بتتمنعي عليه وهو
مش قادر يشيلك من دماغه .. قومتي عزمتينا انا وهو عشان تحرقيه وهو شايفك بين ايدين غيرو
استفسرت ابريل بإستنكار هو انتي بجد للي جاية تعاتبيني وتلومي فيا .. مين فينا يلوم التاني! انتي اللي من زمان حطيتي عينك علي اللي مع غيرك وانتي عارفة انه مش شايفك .. وبعد ما بقيتي مراته برده مش شايفك ايه ذنبي في اختيارك انتي
ردت نادية پقهر و إتهام انتي السبب يا ابريل .. عشان طول ما انتي موجودة في حياته مستحيل هيعرف ينساكي وهيفضل متعلق بيكي .. وصلت بيه انه يطلب من مراته تخطبلو حبيبته ولو رفضتي يبقالك ضرة عادي يطلقني عشان يرضيني
جحظت عينا إبريل صدمة حقيقية من كلماتها فتخلت عن ثباتها الواهى هادرة بحدة انتي اللي بني ادمة ضعيفة و سلبية يا نادية .. جاية بترمي اللوم عليا انا لانك جبانة ومش قادرة تواجهي نفسك .. ولا قادرة تواجهي السبب الرئيسي في وجعك
هدرت ابريل مردفة بإزدراء منفعل ازاي هانت عليكي نفسك اوي كدا!! ازاي قللتي من نفسك كدا .. انتي اتنازلتي عن كل حاجة عشانه و لسه بعد كل وجعك منه .. مش قادرة تعترفي قدام نفسك انه هو اللي غلطان في حقك وجاية تقوليلي ان السبب مني انا
ايوه منك ..
لا ماتلوميش غير نفسك انتي اللي بصيتي للي عند صحبتك وروحتي اتجوزتيه و قلبه مع غيرك وانتي عارفة انه مابيحبكيش
كنت عارفة انه مابيحبنيش وقابلة .. كنت مستحملة بعده عني و سفره شهور ماشوفوش .. بس كنت مصبرة نفسي بعشم كداب ان مافيش امل ترجعو لبعض .. وبقول لنفسي مصيره هيجي اليوم اللي يحبني فيه و ينسي ابريل .. بس محصلش كل مادي عيشتي معاه بتتحول لمرار وعذاب بقيت بسمعه وهو في حضڼي بيناديني اسمك انتي واتأكد اكتر انه عمري ما شافني..
شهقت نادية تردف بضحكة مقهورة من بين دموعها ماتنكريش يا ابريل انتى بترضي غرورك وبتنقمي منه وانتي شايفاه بيجري وراكي زي العيل الصغير ومتمسك بيكي .. اياكي تكدبي يا صحبتي وتقولي انك مش عايزاه لو الدنيا صدقتك
انا مش هصدق
مسحت إبريل عبراتها عن خديها المبللة بأصابعها وأخذت نفسا عميقا لتتحكم في انفعالاتها قبل أن تنظر إليها ثم أجابتها بقلب لا يقل قهرا عن الجالسة أمامها ايوه يا نادية
قلبي مانسيهوش .. بس ملعۏن ابو الحب علي ابو قلبي اللي يذلني عشان راجل قدر يبص لغيري ويفكر في واحدة غيري ويتجوز وېلمس واحدة تانية عشان يعاقبني اني قولتله مش هتنازل عن ان يكون ليا قيمة
شعرت نادية ما إن أنهت إبريل حديثها وكأن سکينا بارد طعن في قلبها فرفعت عينيها إليه ورغم القسۏة الصادرة من كلماتها إلا أن نظراتها إليها كانت مليئة بالتعاطف والشفقة فتحدثت نادية
بارتعاش ممزوج بالحزن اعمل ايه يا ابريل اعمل ايه انا وسط الڼار بيتي هيتخرب وحاسة اني مذلولة ومتهانة انا عمري ما هسامحك يا ابريل انتي ماخسرتيش واحد علي عشرة من اللي خسرته
بقلم نورهان محسن
بعد حوالى ساعة
فهمني ايه اللي بيحصل ومأذون ايه وكتب كتاب مين اللي مامتك بتكلم عنه دا!
تدفقت أسئلة إبريل في رأس باسم كالسيل الجارف فاستقبلها بثبات متظاهرا بعدم معرفته بالأمر انا اتفاجئت بيها بتقولي ان المأذون موجود معانا علي اليخت وعايزينا نكتب كتابنا مع حفلة الخطوبة بعد ما اخدو موافقة باباكي .. والفرح نقرر معاده براحتنا ماكنش قدامي غير اني اسايرها والا هتشك فينا
كانت تستمع إلى حديثه دون إستيعاب قبل أن تتسع عيناها ثم هتفت استنكارا يعني ايه تسايرها من غير من غير موافقتي .. تصرفك دا مالوش غير معني واحد انك بتحطني قدام الواقع عشان مضطرة اوافق
رسم باسم الضيق على ملامحه بمهارة يخفي وراءه الكثير من المكر الذي لم تلاحظه في صوته حين قال بنبرة تقريع هجومك عليا بتحسسيني بيه اني مخطط للي بيحصل .. لا يا ابريل .. مش مضطرة توافقي .. وبطلي تبصي للامور علي انك لوحدك اللي واقفة في وش المدفع .. وانا مكنتش عايز اربط نفسي بواحدة مابتفكرش غير في نفسها .. بس لو جزائي انا واهلي تصغرينا اعملي كدا
وقبل ما تفهمي كلامي علي مزاجك .. انا مش عايزك تتقبلي دا من غير ماتفكري وتاخدي قرارك بنفسك
أسبلت رموشها دون أن تجيبه بكلمة وكانت خلايا دماغها تعمل بأقصى سرعة.
مرت عدة لحظات في صمت قبل أن تسمعه يقول بتخابث خفي خلاص هنخترع ليهم اي حجة ونعدي اليوم
أفرجت عن جفونها رافعة بصرها نحوه لترد بثقة لا .. انا .. موافقة
نهاية الفصل الرابع والعشرون
روايةجوازةابريل
نورهانمحسن
الفصل الخامس والعشرون انا جوزك رواية جوازة ابريل
نورهان محسن
تصحبك لعناتى عليك
يامن يحن الفؤاد إليك
إلى شواطئ عينيك
إلى روابي مقلتيك
بعمق حنيني الذي يعتريني
بحجم إشتياقي الذي صار من الوجد نخلا
يهديك قلبي ألف لعڼة ولعڼة
مر الوقت سريعا بعد عقد الزواج وكان تنظيم الاحتفال غاية في الأناقة والروعة من بداية ڼصب تعريشة عاړية في المقدمة باستخدام اللونين الأبيض والأخضر وعلى متن السفينة الفاخرة بتصميم خارجي رائع مزين بكل جانب منه بألوان جريئة تتناسب مع أجواء الصيف بشكل متناغم وغير مبالغ فيه والتصميم الداخلي عالي التقنية وجميل والطابق العلوي المفتوح يسمح للحاضرين بالاستمتاع بالهواء النقي ومشاهدة المناظر الطبيعية الخلابة مع ترتيب برامج رائعة للرقص بإشراف طاقم مميز والطابق السفلي يحتوي على المطبخ والكبائن وطاولات الحاضرين مزينة بأزهار عباد الشمس والياسمين مع المأكولات
البحرية اللذيذة عليها
كان الجو العام مزيجا من التميز والإبداع والبعد عن التقليد يليق باحتفال مع الأصدقاء والعائلة وأعجب الجميع بهذه الفكرة الرومانسية خاصة عندما تبادلوا الخواتم وسط الأجواء المحيطة بنهر النيل الخلاب لإضفاء لمسة رومانسية وكان مناسبا جدا لالتقاط صور تذكارية مميزة ولم يخلو التصوير من مناوشات لطيفة بينهما حيث استطاع بذكائه أن يسرق قبله منها بجراءة دون أن يلتفت إلى اعتراضها الخجول مبررا موقفه بقوله أنه الآن زوجها ولا خيار لها إلا السكون حتى تنتهي المهمة بسلام
بعد مرور بضعة دقائق
تحت امر حضرتك
كوباية ميه بسرعة لو سمحت
حالا
بحث في جيوب بنطاله وسترته عن شريط الحبوب مندهشا من إختفائه رغم حرصه على أخذه معه مسبقا
قال الرجل بهدوء وهو يناوله كوب من الماء اتفضل يا فندم
باسم بضيق لا خلاص شكرا
غادر المطعم الداخلي لليخت ثم جلس على الفور على أقرب مقعد واضعا راحة يده على عينيه المغمضتين محاولا مقاومة نوبة الدوار كانت تهاجمه منذ طفولته حين كان على متن السفن
مالك يا حبيبي انت كويس
رد باسم علي والدته بإنكار والدوار يشتد برأسه كويس يا ماما ماشوفتيش شريط البرشام بتاع الدوخة
ناولته وسام كوب الماء المذاب فيه قرص من الدواء الفوار وهي تجيبه ببساطة ابريل قالتلي انه وقع منك وانتو بتتصورو واديتهولي
ابريل !! هي فين
ردد باسم بعد وسام مندهشا قبل أن يضيق حاجبيه في وعيد لهذه الجنية بعدما أدرك فعلتها ثم جاءه الجواب سريعا من والدته اكيد فوق مع المعازيم خليك و انا هبعتهالك لو مش قادر
وقف باسم مستقيما ثم قال ببرود مافيش داعي الدوخة خفت شوية هروح اشوفها
ماشي يا حبيبي
ب ق ل م ن وره ان م ح س ن
فى ذات الوقت
عند ابريل
مستر داغر
استدار ببطء بمجرد أن سمع صوتها الناعم يناديه بإسم أخيه دون أن تظهر عليه علامات الاندهاش فقد اعتاد على تكرار هذا الموقف معه ثم رد بنبرة رسمية افندم في حاجة!!
رفعت ابريل حاجبيها بغرابة ممزوجة بشيء من الحرج تلون به وجنتاها إلى اللون القرمزى من عدم معرفته لها مما جعلها تسأله بتعجب وهي تشير إلى نفسها حضرتك مش عارفني انا ابريل الهادي اشتغلت من فترة بسيطة في شركة حضرتك
رأت عينيه الخضراوين تتسعان بدهشة من كلماتها المفاجئة له ففسرت تلك النظرات وكأنه تذكرها فور أن عادت ملامحه إلى الهدوء متحدثا بصوته الأجش عفوا منك ايوه افتكرك ابريل مش كدا!
حدق في الابتسامة التي زينت وجهها الفاتن فأصبحت رمزا للجمال بينما تحدثت بنبرة لبقة ايوه مظبوط صدفة حلوة اني اشوف حضرتك في خطوبتي حضرتك من معارف عريسي
أنهت ابريل عبارتها بسؤال
حائر فأجابها بإختلاق لا جاي مع اصدقاء ليا الف مبروك يا ابريل
أضاف جملته الأخيرة بلطف جذاب وهو يمد يده لمصافحتها فردت أبريل برقة الله يبارك فيك يا مستر داغر
ب ق ل م ن وره ان م ح س ن
خلال ذلك الوقت
بجهة أخرى على اليخت
وحشتيني يا بيبي
تمكنت من تمييز تلك النبرة الرجولية الساحرة وسط الضجيج من حولها فبهتت ملامح وجهها الجميل من الصدمة حين رأت أسوأ كوابيسها يتجسد بعنجهية أمامها دون سابق إنذار
تمكنت ريهام من تجميع شتات حروفها بعدم تصديق مش معقول انت!!!
تحدث صاحب المظهر الأنيق المصحوب بالهالة المخيفة مبتسما بعبثية نسيتي اسمي و لا من المفاجأة لسانك اتربط
ابتلعت ريهام صډمتها بصعوبة وقالت بنبرة متحشرجة مليئة بالحيرة هي مفاجأة غريبة بس انت بتعمل ايه هنا يا داغر
اتسعت الابتسامة على فمه الغليظ ووضع يديه في جيوب بنطاله وهو يجيبها باسترخاء اسم اختك لفت نظري في الاخبار فقولت لنفسي مناسبة كويسة عشان نتقابل مرة تانية
عقدت ريهام ذراعيها امام صدرها وحاورته بسخرية اخر مرة اتقابلنا مكنش باين انك عايزنا نتقابل تاني
أستفزته بنبرة ذات مغزي وهي تنظر حولها نظرات شمولية سريعة اومال هي فين مش شايفاها
أجاد داغر رسم معالم اللامبالاة على وجهه رغم تصلب جسده حين فهم ما تعنيه بكلماتها فأجابها بإيجاز مش معايا
رفعت ريهام حاجب واحد باستغراب ثم تحدثت بنبرة مستهزئة بعض الشئ غريبة انك جاي من غيرها بعد ماكنت بتاخدها كل مكان بتروحه!
داغر بصوته المتهكم الرجولي الذي يخفي الكثير من الحزن خلف جدرانه الثلجية مفيش مېت بيحضر حفلات
ريهام بشحوب ماټت!
انحنى داغر برأسه نحوها مضيقا عينيه بنظرات اخترقت دواخلها قائلا بنبرة واثقة ممزوجة بالسخرية نظرة الړعب اللي في عينيكي دي وفرت علينا مقدمات كتير خلينا في الكلام المفيد
شعرت ريهام بقشعريرة قلق تسرى في جسدها من كلامه فهزت رأسها سريعا بالسلب متوسلة إليه بنبرة متوترة
متابعة القراءة