سلسلة جوازة ابريل الجزئين الاول والثاني كاملين بقلم نورهان محسن
المحتويات
لمست إستعداده البائن للإفصاح عن مكنوناته معها تدريجيا
وانتي لسه للحب القديم مكان جواكي
أعادها سؤاله الجاد إلى الواقع بهدوء يتناقض مع العاصفة التي تأججها الغيرة فى ثنايا صدره بينما تجلت دهشتها في اتساع عينيها ورفع حاجبيها فلم تكن تتوقع هذا السؤال المباشر نظرت للأسفل للحظة ثم رفعت رأسها وأخذت نفسا عميقا لترد بنفس صيغة إجابته المبهمة كل ما بنكبر اكتر بنحتاج لإنسان يفهمنا ونحس معاه بالامان وانه السند خصوصا ان دي هي الحاجات للي طول عمري كنت مفتقدها
شبك باسم قبضتيه تحت ذقنه مرتكزا بمرفقيه على الطاولة بينما ارتسمت على شفتيه شبح ابتسامة إعجاب ثم غمغم بنبرة شبه مازحة بتقولي كلام خطېر أوي
تسللت الكلمات من شغاف قلبه لتنساب بنبرته العميقة المفعمة بالشغف مثل لحن بديع يثير دقات قلبها برقة كل شوية بتظهر فيكي
تفاصيل بتجنني اكتر وبتخليني ماحسش بنفسي وانا معاكي فيكي جاذبية عجيبة بتشدني نحيتك زي ماتكوني حبة مغناطيس مابتخلنيش قادر اسيطر علي روحي وانتي قدامي
لمعت عينيه بعشق يسرى فى شرايينه وهو يعقد ذراعيه أمام صدره متسائلا بهدوء ماشي قوليلي تحبي تعرفي إيه تاني عني
هكذا أجابته بصوت غير مبال قبل أن يطرأ فى ذهنها أمرا ما فصمتت ثوان تستجمع شتات افكارها ثم سألته بنبرة يتخللها القلق الخفى بس ممكن مثلا تقولي إيه هي أكتر حاجة ممكن تخليك تكره إنسان وماتحبش تعرفه تاني
إستغرق باسم لحظات فى التفكير قبل أن يجيبها وعينيه تلمعان بشيء من الجدية الخېانة
رده الحاسم إرتطم بها كمرآة تعكس طباعها فهو يفكر بطريقتها وهذا جعل قلبها يخفق پجنون وكأن طبولا صاخبة تدوي في صدرها أفكارها تداخلت كضباب كثيف يحجب الرؤية لتتأرجح بين رياح التوتر وعواصف التردد إذ لا تعلم كيف ستكون ردة فعله عندما يكتشف ما هي على وشك القيام به اليوم
سألها بنبرة فضولية حاولت الرد لكن الكلمات علقت في حنجرتها انا
إمتدت أصابعها المرتعشة لإلتقاط الكوب ليفلت من يدها لا اراديا ووقع على الأرض مما أحدث صوت تكسير عال متناثرا إلى شظايا صغيرة مما جعلها تجفل لوهلة ثم انتفضت من مكانها قائلة بتوتر أنا آسفة مقصدتش
عادي فداكي
نظرت إلي إبتسامته الهادئة بعينين مهزوزتين بعد أن أصبح بجانبها ممسكا يداها اللتان ترتجفان بشكل ملحوظ مالك اتوترتي كدا ليه
شعرت بنظراته كأنها تخترق جدران قلبها الخفية
فابتسمت ابتسامة باهتة محاولة التظاهر باللامبالاة وهي تتوجه نحو الكرسي حيث تركت حقيبتها النسائية
أصلي اتأخرت على الشغل يعني يدوب أطلب أوبر وأروح
إقترب باسم منها بنظرة ماكرة في عينيه وكأنه يرى فرصة لتأجيل مغادرتها قائلا بهدوء ليه أوبر خدي عربيتي روحي بيها
إزاي وانت
قاطعتها ضحكته الجذابة وهو يرفع يده ليوقفها عن الكلام هروح فين بوشي دا وبعدين كده أضمن إنك هترجعي بالعربية عندي عشان نتغدى سوا ونكمل اليوم مع بعض
انت أستاذ في التخطيط
ردت بمزحة محاولة السيطرة على خجلها فابتسم باسم كاشفا عن نواجذه رافقت جملته العابثة غمزة شقية أستاذ في حاجات كتير وبكرة تتأكدي بنفسك
مال عليها قليلا وهو يتحدث متكئا بكفه على ظهر الكرسي خلفها مشعلا بينهما شرارة شوق لا يمكن إنكارها
باسم بطل التلميحات السفلة بتاعتك دي!!!
لم تستطع إخفاء نغمة الارتباك الخجول الذي يتسرب إلى صوتها بينما دنا بجسده الذى يتحرك لا إراديا كخيط مشدود نحوها انبعثت نبرته مفعمة بشغف مفتون عارفة لو فضلتي تقولي اسمي بالطريقة دي وتمصمصي فيهم كدا مش هتتحركي أبدا من هنا
إتسعت حدقتاها پصدمة خجولة فابتعدت قليلا وهى تشعر بحرارة مشاعره تسربت إلى وجهها فألهبته ثم أطلقت تنهيدة خفيفة رفقت لجلجتها المرتبكة كلامك دا بيوترني
علي فكرة وأنا كدا هتأخر
أنهت كلماتها بسرعة تتحرك نحو باب المنزل فاتبعها بخطوات هادئة وثابتة محاصرا جسدها بينه وبين الباب وجعلها تلتفت نحوه فنظرت بتردد إلى عينيه الغارقتين في تأمل عميق بها
ليه كل ما أكون عاوز أعبر لك عن مشاعري نحيتك بتهربي وليه بتبقي حلوة اوي لما بتحمري وتتوتري كده
سألها باسم بصوت خاڤت يحمل عبق الشغف نفذ إلى أغوار روحها يلهبه بحرارة ساحرة اطلق زفيره الحار بجانب أذنها مستطردا بإبتسامة طيب عارفة ان التوتر بتاعك دا دليل علي ان قلبك بيتحرك نحيتي زي الاكسبريس مهما عاندتي انك توقفيه او تتحكمي في دقاته هيكمل في طريقه ليا بطلي معافرة في نفسك وفيا
رفرفت خفقات قلبها كفراشة مأسورة تحت سحر همساته التي دغدغت أعماق مشاعرها أسدلت جفونها بخدر طفيف حالما اقتربت أنفاسه
استنيني هنا هجيبلك المفاتيح من جوا وراجع
همس باسم بخشونة حانية ثم غاب عنها لبضع لحظات بينما ظلت هي في مكانها تلتقط أنفاسها اللاهثة ببطء بإنشداه مسرور حتى عاد إليها بالمفاتيح وودعها بعناق حار جعل شيئا في داخلها يرتعد پألم غامض فتشبثت به بكلتا يديها كأنها لا ترغب في انتهاء تلك اللحظة الدافئة
بقلم نورهان محسن
بعد مرور ساعة
توقفت سيارة باسم أمام مبنى راقي ترجلت أبريل
تسير بخطوات متوترة قلبها يتراقص كفراشة حبيسة ټضرب جناحيها على جدران صدرها
لكنها تعلمت إخفاء هشاشتها خلف قناع الصلابة والتهكم
رفعت رأسها بثقة وهي تتقدم نحو الداخل تصعد إلى الطابق الموجود به شركته ثم تقدمت نحو السكرتارية تطلب منها إذن للدخول فرفعت سماعة الهاتف لتتحدث بتردد ملحوظ أيوه يا مستر مصطفى مدام أبريل موجودة برا وعاوزة تقابل حضرتك
أغلقت الخط بعد ثوان قصيرة ثم نظرت إلى أبريل بابتسامة مهنية اتفضلي مستر مصطفى منتظر حضرتك في مكتبه
شكرا
قالتها ابريل بإبتسامة صفراء بعد أن لاحظت نظراتها المدهوشة من قدومها الجرئ إلى عرين الأسد لتتأكد من متابعة أخبارها بإهتمام خاصة بعد أن منادتها بلقب مدام
قدماها تحركان بثبات ظاهري نحو الباب أخذت نفسا عميقا وهي تفتحه نظراتها تلاقت مع عينيه اللتين كانتا تشبهان شظايا الجليد مسلطة عليها بجمود من خلف مكتبه
جيتي ليه يا أبريل
سألها بصوته الذى خرج باردا قاسېا كما لو كان ينحت الكلمات على حجر
ثبتت عينيها عليه بهدوء دون أن ترمش وإبتسامة جانبية إرتفعت على شفتيها المكتنزتين مجيبة بنعومة مثقلة بالسخرية جيت اتفرج على الراجل الوقور وهو بيتحول لراجل عصابات وقاطع طريق
وقف مصطفى من خلف مكتبه ببطء ثم إقترب بخطوات واثقة شعرت ببرودة جسده المهيبة تحيطها وهو يلتف حولها مثل نمر يدرس نقاط ضعف فريسته كتمت أنفاسها تلقائيا كأن رائحة الخۏف ستفوح منها فتصل إلى حواسه المتأهبة لإلتهامها بلا رحمة
تابعت حركات مصطفى بزاوية عينيها بينما وقف خلفها مباشرة وصوته المنخفض تسلل مثل السم يملأ الجو بخبث شيطانى وهو يسألها وأنهى واحد فيهم عجبك أكتر
انت زودتها أوي بتصرفاتك اللي بقت خارجة عن السيطرة
صوتها كان مزيجا من التحدي والإستهجان وهى تستدير نحوه بنفاذ صبر ثم صاحت تردف فضلت ساكتة عن قسوتك و تهديداتك و عداوتك لحد ماوصل بيك الحقد والكره تعمل للي عملته امبارح بأي حق
ضاقت عيناه قليلا بينما لمعت في صوته نبرة ڠضب بتلوميني على إيه وانتي السبب في دا كله
إشار قبضته أمام وجهها يعتصرها بقسۏة معتبرا تحديقها فيه تحديا مستفز بحد ذاته وهذا زاد من تصاعد حقده المكتوم وتابع من بين أسنانه المطبقة
پعنف تعرفي لولا إني كنت متمسك بآخر ذرة عقل في راسي كنت خلصت عليه
ألسنة الحقد المتأججة في سواد عينيه أنبأتها بأن العناد لن يجدى معه نفعا فخفضت نبرتها بهدوء لتفادي اشتعال ما هو أخطر كفاية كدا يا مصطفي وقف الحړب دي لو سمحت وقفها
نبرتها حملت صدى من رجاء خفي إنعكس فى عيناها اللامعتان ليميل برأسه متفرسا فيها بعينين ثاقبتين ثم بسؤال قاتم مليء بالتهكم قال الدموع اللي جوا عيونك دي خوف مني ولا خوف عليه
تنفست ابريل بصعوبة وخرج صوتها هادئا لكنه مثقل بالتوتر انا كل اللي عايزاه منك تنهي العداوة دي انا معنديش القوة عشان احاربك واتحداك زي ما انت فاكر انا مش زيك
بحاجب مرفوع من كلماتها التى استفزته قاطعها بضحكة ساخرة وبلهجة لاذعة كحد السيف قال ماتضحكيش علي نفسك انتي زي بالظبط ماتفرقيش عني حاجة
تلاشت صدى ضحكاته فى الهواء ثم بعينين تشتعلان ڠضبا إقترب اكثر منها ليواصل بهسيس حاد زودي علي كدا انك انانية وغدارة وخاېنة!!!
ابتلعت ريقها بشق الأنفس من كلماته التى طوقت عنقها بعقد من الشوك السام سلب منها القدرة علي التفكير للحظات وقفت فى مواجهته تمتزج نيران حقده الحارق مع ڼار التمرد المتأجج بتحدى متوهج على أمواج عينيها الفيروزية المستهجنة في صراع مستعرا
نهاية الفصل التاسع والعشرون
رواية جوازة ابريل
نورهان محسن
نورهان محسن رواية جوازة ابريل
الفصل الثلاثون مکيدة الشيطان النصف الأول
كدمية تتراقص بين أصابعه يحرك خيوطها بمهارة ذئب قاس متلاعبا بمشاعرها ليحقق انتقامه البارد بينما كانت تظن أنها تعيش حلما جميلا تنبض فيه وعود ساحرة سرعان ما إستفاقت على حقيقة مكيدته الشيطانية ورغم كبريائها المكسور الذي ينعكس في عينيها الحزينتين من شدة قسو ته تركته يعتقد أنه المنتصر بينما تتأمل مسرحية انتقامه بقلب يغمره الألم متشبثة بأمل خاڤت في الخروج من چحيم عشق وقعت به سهوا
زودي علي كدا انك انانية وغدارة !!!
ابتلعت ابريل ريقها بشق الأنفس من كلماته التى طوقت عنقها بعقد من الشوك السام سلب منها القدرة علي التفكير للحظات وقفت فى مواجهته تمتزج نيران حقده الحارق مع ڼار التمرد المتأجج بتحدى متوهج على أمواج عينيها الفيروزية المستهجنة في صراع مستعرا
!!!
رددتها خلفه بصوت يفيض إستنكار غير مصدقة إلى أي مدى وصلت حقارته هل يحاول تحميلها وزر أكاذيبه الآن سرعان ما رسمت ابتسامة باردة على شفتيها متمتمة بهدوء هو انت ازاي مصدق نفسك كدا وانت بتقولها
رمقته ابريل بازدراء وأشارت بإصبعها باستخفاف تجلى فى جملتها بما يكفي لتنهش كبرياءه بخنجر مسمۏم عموما اخر حاجة ممكن تهمني هو انت شايفني ازاي ! كنت يعني هنتظر ايه من واحد ساب فعله هو ومسك في رد فعلي اللي كان طبيعي!!
تقوست زاوية فمه بسخط مكبوت أدارت له ظهرها وتقدمت نحو أحد المقاعد أمام المكتب جلست بهدوء وأرست حقيبة يدها برفق على قدمها بينما أبقت نبرتها مشبعة بسخرية لاذعة سيبتني ابني قصور من رمل واتخيل اني هعيش فيها مع راجل محترم في استقرار اتوهمت اني معاك هلاقي الامان والحنان اللي اتحرمت منهم سيبتني ارسم احلام في الهوي طلعوا كلهم سراب
تدفقت الكلمات من شفتيها كاعتراف متأخر وصوتها خاڤت كهمس سر محاط بالأشواك لكنها مضطرة لتفريغ شحنات الألم والڠضب المكبوت بينما هو ظل واقفا بثبات صامت اتهد دا كله في اللحظة للي نزلت بجري بفستان الفرح وانا بضحك بفرحة صحيت منها علي صوت واحدة ست وهي بتقولي انا مرات مصطفي خطيبك!!
وبعد دا كله بتقول عني انانية و غدارة وخاېنة!!
كررت ابريل كلماته بهدوء مشبع بالاحتقار كسيف مسنون مزق ما تبقى من احترامها له مڼهارة صورته في عينيها كقلاع رملية تحت أمواج الخداع أما هو يدرك أنه ظلمها لكن صراعه مع ضميره تلاشى أمام طغيان مارد غروره حالما اخترق صوتها أذنه بتحد يخدش كبرياءه الذي يعتز به
خطى مصطفى فى إتجاهها بخطوات حثيثة جالسا أمامها بشموخ بينما نظراته تتوغل في عمق عينيها بحدة تنافى هدوء ملامحه الخارجية مؤكدا لها بإصرار محتقن بالقهر ايوه وهفضل اقول انتي اعتبرتيني عدوك وفسختي خطوبتك مني من غير ماتديني فرصة وتسمعيني افتكرتيني قاصد اذيتك وخربشتي بضوافرك في كرامتي ورجولتي قدام الدنيا كلها نسيتي اني كنت احن عليكي من ابوكي نفسه نسيتيلي كل الحلو للي عملته معاكي حسستيني اني شخيخة بين صوابعك ورميتيها زي دبلتي
أخذ صوته يرتفع أكثر غير قادر على كبح غضبه العارم حړقتي كرامتي زي فستان فرحك جبتي حد تاني في مكاني في نفس الساعة للي قلعتي فيها دبلتي وكان مطلوب مني في الاخر انخ و اخرس عشان الفضايح
هو ظلمها بغدر لكنها تعترف أن رد فعلها كان أشبه بقنبلة موقوتة فى صميم رجولته فأخذت نفسا عميقا وقررت أن تضع عنادها جانبا عازمة على إنهاء هذا الفصل المظلم من حياتها فما الحكمة من مواصلة صراع لن يؤدي إلا لمزيد من الكوارث
عارفة اني اتسرعت في اللي عملته وكان في طرق كتير يتحل بيها الموضوع بس كنت مچروحة مش شايفة غير خداعك ليا انا معترفة بكل ده واسفة يا مصطفى إني مديتكش الفرصة للي تدافع فيها عن نفسك بس لو سمحت كفاية كده ونقفل الصفحة دي
أنهت ابريل جملتها بتهدج مغلف بشفرة حادة غمرت نبرتها بينما اتكأ بمرفقه على حافة المكتب وأخذت أصابعه تتلمس جانب جبهته وومض في ذهنه هاجس تزامن مع إستفساره المشوب بتملك صارخ افهم من كدا ان عندك استعداد تسيبيه و ترجعيلي!
مش فاهمة قصدك إيه!!
إرتسم على ملامحها خليطا من براءة متصنعة وتوجس خفي وسؤالها الهادئ حمل شرارة انفجار على أعتاب معركة وشيكة فيما اعتدل في جلسته مع انحناءة صغيرة نحوها موضحا لها بثبات قصدي واضح آن الاوان ترجع الامور لموازينها الطبيعية مابقاش له لزوم تكملي معاه افسخي جوازك منه وانا مستعد انسي واغفرلك
صمت مصطفى عدة ثوان عيناه تتفحصان وجهها بحثا عن أي إشارة تدل على استسلامها لعله يستعيد السيطرة التي تسربت من بين أصابعه كخيوط تلك الدمية الجالسة أمامه متابعا بنبرة أكثر هدوءا مع رغبة تتزايد في استعادتها بأي وسيلة انا لسه عاوزك
متابعة القراءة