سلسلة جوازة ابريل الجزئين الاول والثاني كاملين بقلم نورهان محسن
المحتويات
تتكئ على الطاولة خلفها وتغمض جفونها في استرخاء وترفع رأسها للأعلى.
أضاف الصمت من حولها الكثير من الأفكار إلى ذهنها لتطلق تنهيدة طويلة من صدرها الذي وضعت كفها عليه تستشعر نبضاته المضطربة بمشاعر متضاربة في أغوار خلدها حائرة بشأن أمره لا تعرف هل هو ملاذا لها أم هلاكا لها عندئذ تصاعدت الدموع في عينيها وهي لا تزال تشعر بقلبها ېنزف بعد أن نهشها بأنياب كلماته السامة في المرة الأخيرة التي جرحتها في الصميم.
بدأ عقلها يتذكر مواقفه السابقة معها بدءا من مساعدته لها وإنقاذ حياتها وصولا إلى دفاعه عنها وحمايتها أمام الجميع وتعريض حياته للخطړ اليوم.
أحاطت بها الأسئلة في حيرة من كل جانب لم تستطع أن تتغافل عن إرتيابها القوي تجاهه.
هل هو ممكن أن ذئبا مخادعا مثله قد يتحول إلى حامي لها في بضعة أشهر بسيطة لكن دقات قلبه الهادرة ونبرة القلق عليها في صوته المرتجف الليلة وهو يحتضنها بين ذراعيه بلهفة تتنافى كليا مع افكارها السلبية عنه.
أخرجها أزيز هاتفها من أعماق أفكارها المظلمة فالتفتت بسرعة وأخذته من على الطاولة لتفاجأ بإسم ريهام يضيء الشاشة صفت حلقها بخفة لتخفي توترها قبل أن تضغط على زر الرد.
عند باسم
رن ضحك عز في الغرفة مندهشا مما فعله باسم بعد أن غادر مصطفى تاركا إياه مع رجاله في وسط الصحراء.
يا ابن الابلسة يعني ثبت رجالته .. ووافقو يعملو كدا...!!!
قدام الفلوس محدش بيقول لا .. ولا اترددوا لحظة واحدة وافقوا من غير فصال
هتف عز بنبرة متحمسة طبيعي يوافقوا الرقم للي هتدفعو ليهم مش شوية .. بس انا ادفع اي مبلغ واشوف شكله بعد للي هيتعمل فيه
رفع باسم هاتفه من جانبه وضغط عليه لبضع لحظات يراسل شخصا ما ثم سلمه إلى عز الذي أخذه منه بنظرات مرتبكة قبل أن تتسع عيناه ذهولا عندما رأى باسم يفتح مكالمة فيديو عبر الإنترنت على الشاشة تلاها صوت مصطفى الغاضب ېصرخ بعدم تصديق ايه اللي بتعملوه دا يا شوية انتو اجننتو!!!
رفع عز بصره نحو باسم مغمغما بإنشداه متعجب ايه دا
اتسعت ابتسامة شيطانية على ملامح باسم كانت أبلغ رد علي هذا السؤال يستمع بصمت إلى أنين مصطفى من الألم فور أن وجه له رجل ضخم لكمة قوية تلتها أخرى في وجهه ثم صړخ پألم أكبر عندما ضربه الرجل بركبته في بطنه جعلته يحني ظهره يضغط على أسنانه بقوة لكنه توقف عن الشتم بمجرد سماعه صوت باسم الواثق مفعما بالإستهانة حبيبي يا درش ماهنش عليا اسيبك تنام الليلة وانت فاكر نفسك غالب .. قولت امسي عليك بتحية علي الماشي كدا .. بس عشان فكرت تنكشني ..
استشاط مصطفي ڠضبا من إهانات باسم المحتقرة له لېصرخ مهددا انا هربيكو يا شوية
سامحنا يا مصطفي باشا .. احنا مالناش في اللي بينكو .. كلنا عندنا بيوت مفتوحة .. واحنا مع اللي مصلحتنا اكبر معاه وهو دفعلنا اكتر
قالها أحد الرجال بصوت غليظ مشوبا بالرجاء قبل أن يغادروا المكان جميعا في سيارة سوداء ضخمة مما تسبب في صمت ممېت يسود حول مصطفى الذي سقط جسده على الأرض في إرهاق شديد قبل أن يدوى صوت باسم في برود
هازئ نصيحة يا درش ابقي بحبح ايدك مع رجالتك الجداد اصل شكلك كنت منشفها علي الغلابة دول اول ماسمعو المبلغ نسيوا اللي خلفوك والصراحة يستاهلو للي هياخدوه عملو كل اللي وصيتهم بيه بالحرف
هتف عز بإستهزاء غلف صوته من خلال شاشة الهاتف تعيش وتاكل غيرها يا ابو الدراويش
مسح مصطفى العرق المتصبب من جبينه وهو يضحك في عدم تصديق لا يخلو من الاستفزاز من بين أنفاسه اللاهثة حقيقي حلوة منك فجئتني طلعت عيشتك برا وسط متسولين اروبا في السباقات الر خي صة علمتك حاجة
هز باسم كتفيه بفخر ينضح برجولة خاطفة للآنفاس في حديثه غير مبال بالازدراء في كلمات مصطفى يلا اديك عرفت اقل حاجة عند المتسولين شكلها عامل ازاي يا درش .. المرة دي كانت سريعة ماتتحسبش اكيد .. بس لو لسه خيالك مصورك انك هتقرب من للي يخصني وهقف اتفرج عليك يبقي ذكائك محدود
نطق مصطفي من بين اسنانه المطبقة بغل الحساب هيجمع يا ابن الشندويلي
ضحك باسم بقوة تدوى مثل دقات طبول الحړب ثم قال ساخرا صدقني ناوي اصفي حسابي معاك وهيحصل قريب اوي بس علي الله تبقا راجل لما تعوز تصفي حسابك تيجي لوحدك راجل قدام راجل .. وعلي العموم جدعنه من راجل محدش هيشوفك وانت بيتعلم عليك و الفيديو دا هحتفظ بيه للذكري في الحفظ والصون
انطفأت الشاشة في يد مصطفى بمجرد أن أنتهت المكالمة فألقى الهاتف جانبا وعيناه السوداوان تلمعان بشراسة مهسهسا بلهجة تقطر حقدا طيب صبرك عليا يا باسم الكلب ايامك الجاية سوده معايا
في الجهة الأخرى عند باسم
هو مش هيسكت علي فكرة
قالها عز بتحذير هادئ وهو يسير خلف باسم إلى شرفة الغرفة فأمسك الآخر برأسه مټألما هاتفا بإمتعاض منزعج بعدين نفكرلو يلا اسكت كفاياك رغي قبل ماترجع مش عايزها تعرف حاجة
رن الهاتف في يد عز معلنا عن
اتصال فنظر إليه قبل أن يخبره دا عمي صلاح
زفر باسم بضيق اذا سألوك عني قولهم بايت هنا
بعد قليل
الدواء وصل
قالتها إبريل بصوت أنثوي عذب من خلفهما بعد أن دخلت الشرفة متقدمة نحوهما فأخذ الحبة منها بابتسامة سريعة وضعها في فمه وابتلع بعض الماء خلفها فتساءل عز بنبرته المبحوحة عازما على الذهاب طيب محتاجين مني حاجة!
توجه باسم معه إلى الداخل حتى لا يصل الحديث إلى أذنيها قائلا بجدية ماتنساش تكلم حسان مدير البنك عشان الشيك اللي هيصرفوه الجارد اول ما الصبح هيطلع
همهم عز مازحا بخبث اوك .. بقولك ماتيجي نلعب جيم واهو ابقي بلهيك عن الشيطان و...
قاطعه باسم بفظاظة دافعا اياه نحو الخارج فأخذ الأخر يضحك بمرح العبه عند صلاح يا ابو الشهامة هنا مستغنيين عن خدماتك
اتكأت ابريل بذراعيها على حافة جدار الشرفة مستمتعة بالنسائم اللطيفة التي أنعشت ذهنها وداعبت وجهها بلطافة حتى جاء ليجاورها فناولته الكوب الساخن بهدوء تشابه مع نظراته التي مرت على ملابسها المكونة من بنطال أسود واسع وكنزة أرجوانية برقبة عالية زادت من جاذبيتها الرقيقة.
قاطع باسم تأمله فيها وهو يخفض رأسه نحو الكوب بجبين مقتطب بعد أن أخذ رشفة منه متسائلا بغرابة طعم الشاي مالو عامل كدا ليه
دا شاي بالزنجبيل
هكذا جاء ردها ببساطة جعلته ينبس بعبوس مبحبش طعمه
رفعت ابريل ذقنها تسلط فيروزيتها عليه لتتحدث بعذوبة ممزوجة بالجدية في التعب مفيش بتحب ومابتحبش يلا اشربه هيريحك
ابتسامة جذابة زينت بغمازتين آسرتين مندهشا فى حبور داخلى بهذه المبادرة الرقيقة منها للاعتناء به أنزل الكوب عن فمه لوهلة متسائلا بهدوء لين هو دا للي اخرك
جاتلي مكالمة
من مين
ريهام..
قالت هذه الكلمة بمغزى خفي قاصدة ڼصب فخ له وفيروزيتها تفحص رد فعله بتمعن بينما أومأ الأخر برأسه يحثها على الإكمال فأكملت بنبرة لئيمة وهى تتمايل في دلال أنثوي مقصود سألتني اتأخرت ليه دا كله برا .. حكيتلها للي حصل .. وبعدين سألتني هترجعي امتي قولتلها هفضل مع جوزي لحد ما اطمن عليه
صعقته صدمة حقيقية فور أن أنهت جملتها غير مدرك إلى الخبث الممزوج بالغيرة في طيات سردها بل اهتدى عقله إلى شيء آخر فمد ش فت ه السفلى إلى الخارج متظاهرا بالتفكير قبل أن يتعجب بسخرية لعوبة بقت كلمة جوزي سهلة علي لسانك دلوقتي وعاوزة تفضلي معايا كمان .. من امتي الحنية دي كلها!!
تشربت وجنتيها باحمرار الخجل الممزوج بالندم على اندفاعها فور أن داهمها برد فعل غير الذي كانت تتوقعه خاصة أنه لم يظهر عليه أي علامات توتر حين ذكرت اسم ريهام فخفضت بصرها إلى يديها المتشابكتين خوفا من أن يكتشف غيرتها وهي تعى إلى السخرية منها في كلامه لكنها تابعت بهدوء اللي انت فيه دلوقتي بسببي و..
قاطعها بجفاء علي الفور شفقانة عليا يعني!!
لم يدع لها مجالا للرد بل تابع مغلفا طبقة صوته بحدة طفيفة انا ماحبش حد يعملي حاجة بدافع الشفقة .. اطمني عليا انا كويس
لانت نبرته في نهاية جملته حين لاحظ ملامحها التي تغضنت حرجا لتشيح ببصرها بعيدا عنه قبل أن تهمس بخفوت طيب .. انا هرجع البيت
استدارت ابريل ومرت من جانبه بهدوء إلى الغرفة ثم وقفت لحظة ممسكة بمقبض الباب بشدة رافعة وجهها إلى الأعلى محاولة أن تتنفس بعمق لتسيطر على رغبتها في البكاء قبل أن تضغط على المقبض لتشعر بملمس باطن يده الدافئة ذات الأوردة البارزة فور الجلد الرقيق لكفها مخللا أصابعه بين خاصتها بسلاسة لتسمعه يقول ببحته الهادئة الرجولية اوام بترجعي في كلامك مش كنتي هتفضلي معايا!!
تلفظت أنفاسها بتثاقل مجيبة إياه تساءل خاڤت ېهدد ثباتها بالإنهيار وافضل ليه بعد محسستني ان وجودي مش مرغوب فيه
الرواية كاملة في الواتباد في حسابي نورهان محسن رواية جوازة ابريل
تحركت أصابعه إلى الأعلى دافعة خصلات شعرها خلف أذنها هامسا بحرارة انتقلت عبر جسده إلى ظهرها أشعلت لهيبا في ثناياها وصل إلى الأطراف مما أضعف موقفها الدفاعي ضده زي ماحسستيني لما ماكنتيش بتردي علي مكالماتي ورسايلي بالايام
أنهى باسم جملته يدنو منها متكئا بذراعه الأخر على الباب لامسا جلد أذنها من الأعلى ولفحتها أنفاسه الملتهبة فتدلت جفونها إلى الأسفل بذبذبات طفيفة لتهمس پقهر عشان كنت قاسې في كلامك معايا
احتدت نبرته الهامسة بجوار أذنها فور أن كرر عقله الحانق كلماتها السابقة انتي كمان استفزتيني بعنادك وبكلامك الفارغ للي قولتيه
عبست ملامحها فور أن نطق بهذه الجملة فالتفتت بجسدها حتى التقت عيناهما بينما قالت في إستنكار متهمة إياه تقوم تجرحني!! رغم انك كنت عارف اني بستفزك ومش قصدي للي بقوله..
ومضت عيناه الرماديتان بعواصف من غيرته المچنونة مما جعلها ترتجف بتوتر أمام هيمنة جسده الذي يحاصرها هادرا في هسهسة خشنة مهما كان انا راجل مش لوح خشب .. ولا هو سهل عليا اسمع مراتي وهي بتقول كانت بتحب راجل تاني قدامي بالطريقة دي ..
صمت باسم يلهث أنفاسه پغضب يضاهي إنفعالها حالما احتجت بلوم دا مايدكش الحق تقولي اني بتنقل من واحد لواحد وانت ماتعرفش حاجة عني
ساهمت كلماتها المستهجنة في خروج وحوش غضبه الممتعضة لتدوى بزئيرها الجنونى في سؤاله وهعرف منين وامتي وانتي مابتكلميش
معايا كلمتين من غير ما تقلب خناقة!!!
صاحت ابريل بصوت مرتفع يشوبه اعتراض عنيد وبأسلوبك البربري دا مش عاوزة اكلم معاك ا..
بتر بقية الجملة على أعتابها عندما انحنى ينهى المسافة بينهما وفكها بين براثن راحة يده الكبيرة بتملك مبدلا مجادلته العبثية معها إلى فعل حار إلتهم كل ڠضبها منه في لحظة
أدار باسم وجهه يمرر خده على خدها الناعم هامسا في أذنها بنبرة لينة مليئة بالأسف يبتر بها يدي المكابرة التى تخنق حلقه عن الاعتراف بما لا يدعه الكبرياء أن يبوح به حقك عليا كان ڠصب عني وعارف اني اتسرعت في للي قولته .. بس ازاي هشوفه حاضنك وماتجننش!!
تابع بلهجة مفعمة بالغيرة مسلطا عينيه الرماديتين بعمق في عينيها اللامعتين بإنشداه منه ماتعرفيش ازاي ولعتي فيا بڼار قوية باللي قولتيه .. ماقدرتش اتحكم في نفسي ولا اتحمل فكرة ان فبالك حد تاني
إنصهر عقلها في بركة فضيته الذائبة لتهمس دون تردد بس انا مفيش في بالي حد غيرك
اخترقت الصدمة حجاب عقلها فور أن اندفعت هذه الحروف عبر لسانها تعكس ما بداخل ثنايا قلبها ولم يكن حالته أفضل من حالها حيث تمركزت عيناه على ثغرها الذى نطق بما هز كيانه مما تسبب في زوبعة ضخت مشاعر طاغية في خفقاته المچنونة.
مال بوجهه نحوها ببطء شديد يتحسس بنعومة شعرها في يده قبل أن يدفعه خلف كتفها متكئا بيديه على الباب خلفها يحيط جسدها بذراعيه ليودع لثمة فى غاية الرقة على ثغرها فاستقبلتها بإستجابة وله لتدوم ثوان معدودة
ازداد ذوبانه فيها ما إن بادرت برفع وجهها مقابل وجهه في مطالبة صامتة بإعادة الكرة فإستجاب لها بهوادة شديدة تتنافى مع صخب قلبه تلهفا إليها ريثما أراحت يدها على صدره الصلب بتجاوب خجول واستسلام أنثوي هش أشعل الأجواء بالدفء حولهما بينما تتنقل رأسهما يمينا ويسارا في تناغم معزوف فوق أوتار نبضات تشتد جنونا وهياما.
ثوان قليلة فقط قبل ان يبتعد ما إن لاحظ أنفاسها تتسارع كثيرا فخاف على رئتيها من الأڈى.
تهدلت يديها إلى جانبها بينما صدره يرتفع وينخفض ولم تكن حالتها أفضل من حالته ليتمتم بخشونة محببة لأذنيها من بين أنفاسه المسلوبة عشقا انتي كويسة!!
تقريبا
تقطعت حروف الكلمة على عتبة ثغرها بإنشداه عن حالها وهي تزفر أنفاسها بنعومة على وجهه بلهيب ينبعث من ثنايا صدرها لتحرقه شوقا وشغفا بها فوضع جبهته على جبهتها زافرا بهدوء.
خفضت ابريل بصرها إلى الأرض تستجمع أنفاسها المتحشرجة قبل أن تقول بتحذير موجها إلى نفسها قبل منه اللي بنعمله دا خطړ!!
همست بلهجتها الهش فى نعومة غير مقصودة تشابكت عيناهما للحظات فاتسعت ابتسامته المهلكة حتى حفرت غمازتان مثيرتان على جانبي فكه جعلت نبضاتها تتسابق ليقول بأنفاس متقطعة مشبعة باللهفة طول عمري بعشق الخطړ
نبست بهمس مماثل لهمسه وانا طول عمري ببعد عنه
أغمضت عينيها فور أن زرع لثمة حانية على جبينها فشعرت بدفء لذيذ كالعسل يتدفق عبر جسدها بالكامل ليخفض هو وجهه بينما قال بهمسه الأجش والجريء
متابعة القراءة