سلسلة جوازة ابريل الجزئين الاول والثاني كاملين بقلم نورهان محسن
المحتويات
عليكي زعلانة عشان كدا بقيتي كنتي تعمدي تفضلي بعيدة عني
انتفضت دعاء مذعورة جراء اندلاع فورة سخطه لتقرب أصابعها من فمه محذرة اياه وطي صوتك
خلاص ردي عليا في ايه!!
بعدت دعاء أناملها بهدوء من بين أصابعه وعقدت ذراعيها أمام صدرها بموقف دفاعي و أخبرته پقهر حزين بجد ماتعرفش مالي .. ابننا حياته اتهدمت فوق دماغه في نفس الوقت اللي كنت سارق فيه كام ساعة من وقتك مع مراتك عشان تيجي تنام في حضڼي .. عايزني اكون عاملة ازاي
تراجعت دعاء للوراء بابتسامة ساخرة قبل أن تدير له ظهرها وتتجه نحو سريرها وهى تخبره بفتور شديد كتر خيرك والله العظيم اخيرا افتكرته بعد شهرين .. ماتتعبش نفسك لسه خارج من شوية .. عن اذنك محتاجة انام .. وابقي خد بالك احسن حد يلمحك طالع من اوضتي وتحصل مصېبة
بقلم نورهان محسن
في إحدى المطاعم
عند ابريل
كانت تهز ساقها بنفاذ صبر من جلوسها في انتظار باسم في ساحة المطعم الخارجية تحدق أمامها بشرود متوتر.
نظرت إلى الساعة على هاتفها التي شارفت على العاشرة فوقفت من مقعدها بغير رضا وقررت المغادرة يكفى إضاعة وقتها الذي لا يستحقه هذا المستهتر.
توجهت إلى الخارج ووقفت على الرصيف تنتظر سيارة أجرة تعيدها إلى منزلها.
قبل نص ساعة من وصولهم إليها
داخل سيارة عز كانت الأجواء مشحونة بالصمت الثقيل حتى إخترقه سؤال عز بتنبيه انت متأكد مش عايز تروح مستشفي وشك پينزف!
صاح باسم بشدة مش متزفت والله لو مسها او عمل فيها أي حاجة لا اكون مخلص عليه وقټله
بطل الجنان دا بتاعك دا مش وقته
ما تزود السرعة شوية
اكتر من كدا ايه!! اهدا شوية احنا قربنا نوصل
زفير نافذ الصبر غادر جوفه قبل أن يهتف باستياء طيب اديني موبايلك الۏسخ هرس تليفوني
عز بإيماءة اهو عندك
خطڤ باسم الهاتف من مكانه بعصبية وسارع بطلب عدة أرقام معينة ليسأل بلهفة ما أن اتاه الرد ها!! طمني حصل ايه!!
أخبره صوت غليظ بثقة من الجانب الأخر اطمن يا باسم باشا الهانم كويسة
وتحت عينينا وماتحركتش من المطعم حضرتك كويس احنا اتصلنا بعز باشا واا...
قاطع باسم جملته بجدية حينما استنتج بقية حديثه ايوه انا معاه دلوقتي يا ريكا .. خليك مكانك شوية وهبقا عندكو .. سلام
عودة إلى الوقت الحاضر
أشاحت أبريل بوجهها بعيدا فور أن رأته زافرة بضيق بينما استدار باسم حول السيارة مسرعا نحوها بخطوات متعرجة وما إن وصل أمامها حتى رفعت رأسها بتعبير عابس تحول سريعا إلى صدمة صاعقة وما زادها تعجبا مباغتته بأسئلته المفعمة بالقلق انتي كويسة!! حصلك حاجة!! الكلب مصطفي اتعرضلك .. كلمك .. ضايقك عمل اي حاجة!!
قال ذلك دفعة واحدة بلهث وهو يرفع وجهها بكفيه وعيناه الرماديتان الحادتان تحدق بها باهتمام وتفحص بينما تنظر إليه بثغر منفرج في دهشة وحيرة وعلامات الإستفهام تحوم فوق رأسها لا تفهم ما الذي يتحدث عنه وأخذت نظراتها المتسعة تطوف الچروح والكدمات في وجهه وصولا إلى ملابسه الممزقة والملطخة بالسائل الاحمر.
يبدو أنه خرج للتو من معركة دامية مم أثار مظهره رعبها لتتجاهل أسئلته وتطرح عليه سؤالا بتوجس مذعور انت اللي مين عمل فيك كدا
خرجت منها شهقة مصډومة عندما إستوعبت ما قاله منذ ثوان وهتفت بثقة تضج بالذعر مصطفي!! مصطفي هو اللي ضړبك بالمنظر دا!!
تجاهل الرد على جملتها شاعرا بفوران الډماء في عروقه فور نطقها لإسم هذا الحقېر فدفعته أبريل من صدره برفق تحاول الابتعاد عنه لكنه آبى تركها فقبضت على قميصه بعفوية غير مصدقة مدى حقارة مصطفى التى جعلته يرتكب هذا الفعل معه لتسأله بإصرار حاد مليئ بالخۏف رد عليا بقولك هو اللي عمل فيك كدا صح!
بردة فعل لا إرادية أحاط يغمرها أكثر بين ذراعيه وفور أن أحس برأسها على صدره تغلغلت راحة دافئة في عروقه الباردة وتخدر نبضاته پسكينة قبل أن يرد عليها بتأكيد ولهفة ماتخافيش يا حبيبتي انا تمام تمام هبقي كويس
خفق قلبها تلقائيا وهو ينطق بهذه الكلمة العفوية التي لم يتمكن من السيطرة عليها بسبب قلقه الزائد حيث كان فريسة لأفكار سوداوية وهو ملقى على الأرض بقلة حيلة متخيلا العديد من السيناريوهات التي قد تحدث لها من هذا الوغد الذي تركه مع رجاله ليبرحوه ضړبا من شدة سخطه عليه.
قبض باسم على راحتيه بقوة نادم فما كان يجدر به أن يستفزه إلى هذه الدرجة خوفا على من أن أصبحت طرفا في عداوة سخيفة وقديمة بين رجلين لم يكن أي منهما الخير للآخر لكن الآن عليه أن يهديء من روعه وحنقه حتى لا يخيفها أكثر لأن شعوره بمدى أهمية وجودها بجانبه يستولى علي كامل حواسه في هذه اللحظة من الزمن.
شعرت أبريل بالأمان طالما رغبت في الحصول عليهما طوال حياتها لذلك لم تمانع في مبادلته لهذا العناق الدافئ بل بدلا من ذلك لفت ذراعيها حوله بقوة أكبر هامسة بإلحاح فهمني ايه اللي حصل
هفهمك كل حاجة .. بس بعدين يا ابريل .. احنا في الشارع
تمتم بهذه الجملة الأخيرة وهو يقبل شعرها بلطف ثم أخرجها من بين ذراعيه لينظر إليها بمشاعر غامضة يتأمل القلق الواضح على ملامح وجهها الفاتن ثم تابع يقول بهدوء رقيق يتناقض مع ضربات قلبه الصاخبة المهم ان انتي كويسة .. كان نفسي نسهر سهرة حلوة بس هعوضهالك
عقدت حاجبيها مستنكرة هدوءه لم تكن تعرف شيئا عن مدافع الحړب الأهلية التي كانت تدوي في أعماقه وهو يتوعد بشراسة لمصطفى داخليا بسبب ما جعله يشعر به من خوف وړعب الليلة على هذه الفتاة الساذجة التي أقحمت نفسها في لعبة خطېرة ولا يبدو أن النهاية تبشر بالخير للجميع.
أفاق من أفكاره البعيدة على صوتها الناعم بقلق لازم نروح مستشفي انت متعور جامد وهدومك كلها ډم
عانق باسم كتفيها بصمت وتحرك معها إلى السيارة وهو يرمق الأرقام المكتوبة بالحبر الأزرق على راحة يده مبتسما في داخله بغموض ذئب ماكر لما سيحدث بعد قليل.
نهاية الفصل السابع والعشرون
روايةجوازةابريل
نورهانمحسن
الفصل الثامن والعشرون
وفي خضم الصراعات وجدتها خلاصي من كل ما أشعله الحقد والاڼتقام في روحي المحترقة بعد أن توغلت دون أن أشعر في هويد ليلى تضيئه بفيروزيتيها المستهجنة ببريقا استثنائيا طالما إنتوى كياني كله إلى العثور عليه.
في غرفة نوم باسم
مالت إبريل بحذعها العلوى نحو باسم على حافة السرير تثني ركبتها تحتها وتتكئ بيدها على كتفه العريض بتلقائية لتتوازن بينما تسارعت دقات قلبه وهو يتململ برأسه على الوسائد العديدة بدون استرخاء يرفرف برموشه في توتر و تيه من شدة قربها المهلك لأعصابه وعبيرها الفاتن يغطى بجبروت على رائحة مطهر الچروح الذي تستخدمه مما لا يساعده على الثبات بالإضافة إلى لمساتها الرقيقة التي تشعل لهبا حارقا في أوردته وهي تمررها بقطنة على وجهه غير منتبه لنظراتها الحانقة من حركته المستمرة لا شعوريا غير مدركة للحرب التي تشن أسلحتها المدمرة على كيانه حتى فاجأها بلف قبضته حول معصمها يمنعها من الإكمال ويضع يده الأخرى على عينه اليسرى لېصرخ مټألما يحذرها اخ .. حاسبي بټحرق!!!
وزعت ابريل نظراتها بتعجب بين يديهما المعلقتين في الهواء قبل أن تسحب يدها منه لتهتف بسخط لو غمضت عينك مش هتحس بحاجة
إرتفع باسم بجذعه قليلا محاولا إخفاء التوتر في جسده محدقا فيها بعين واحدة مدمدما بامتعاض ولو مكنتيش هربتي من الاول ماكنش دا كله حصل
حدجته بحاجب مرفوع استنكارا قبل أن تجيبه بكبرياء أنثى لو مكنتش وقفت في طريقي كان
زماني دلوقتي في دبي
هتف باسم بحدة مفعمة بالسخرية بما يغذي غيرته بالظنون وواساوس الشياطين التي تحرقه بنيران مستعرة او عند حبيب القلب القديم في المنصورة
وصلها مغزى جملته منعشا ذاكرتها بكلماته الچارحة في شجارهما الأخير فتصاعدت ألسنة الڠضب في ذهنها وبدون تفكير دفعته في صدره حتى تمدد أمامها ثم أخذت كيس الثلج من على الطاولة وضغطت بعدائية على أعلى خده فتجعدت معالمه متأوها غيظا واستنكارا اه بتستغلي الموقف .. خفي ايدك شوية
لو مش عجبك خد اعمل لنفسك
قالتها أبريل بتحدى بارد ووضعت كيس الثلج في يده فإعتصره بقوة مسببا ألما حارقا فى باطن كفه ثم رفعه إلى وجهه العابس قائلا بضيق ممزوج بالتقريع بقي كدا هو دا جزائي عشان كنت بحاول احميكي!
كان من باب اولي تحميني من نفسك
زوى باسم بين حاجبيه بعد أن فهم ما تعنيه بإجابتها المباغتة التي تسببت في وخزة مؤلمة شقت منتصف صدره فثبت نظراته عليها ليسألها بهدوء مفتعل هو لما انتي شايفاني ذئب بشړي كدا .. ماوافقتيش ليه علي سفر دبي!
أربكت نبرته المتكدرة أحشائها لوهلة ندمت على تسرعها فلم تجد صيغة للرد تبرر شعورها بالخۏف عليه والإنزعاج منه فتظاهرت بالتذمر فى قولها متثبتة كيس الثلج على وجهه اهو اللي حصل
عض باسم فمه بيأس مټألما من ضغطها الشديد على خده لا إراديا منها فحذرها بحدة بطلي الغل دا بقي
بقلم نورهان محسن
عند عز خارج الغرفة
وقف عز على شرفة البيت الخارجية متكئا على سياج الزجاج وهو يتحدث عبر الهاتف بصوت هادئ.
اهو لسه واصلين عنده في البيت من شوية .. مرضيش يروح مستشفي ولا حتي خلاني
اكلم هالة مع انه واخد علقة محترمة
سكت عز عن الحديث يستمع لما يقال من الطرف الآخر قبل أن يدوى صوته بانفعال طبيعي ليروي له تفاصيل ما حدث وهو اداني فرصة افهم حاجة يا خالد .. انا لاقيت واحد الجارد بيتصل عليا بيقولي باسم بعتلهم رسالة بلوكيشن ومحدش يقرب لمراته .. فاتصلت ع تليفونه مقفول لما رنيت علي التليفون الاحتياط رد عليا قالي مكانه نزلت اجري علي عنده ولما وصلتلو كانت الحتة مقطوعة وهو متكوم مش قادر يسوق
تلقى استفسارا من خالد جعله يلوى فمه بنزق صدح في رده واحنا من امتي بنعرف اللي ناوي عليه! ماهو دايما بيفاجئنا بالمصاېب وبعدين بنشوفلها حل
تنهد عز بضيق ممزوج بالإنهاك فهو لم ينل قسطا من الراحة بعد وصوله من سفره وما إن أنهى خالد جملته حتى أخبره نافيا بإيجاز لا مفيش داعي تيجي وماتقلقش لو في جديد هكلمك
بقلم نورهان محسن
فى غرفة باسم
وضعت يدها علي جبينه لتجدها مثل الجمر المشتعل فتساءلت بغرابة من ايه الحرارة دي
دور برد من يوم اليخت
طرقات هادئة على الباب قاطعت إستفهمها عما يقوله أتبعه دخول عز ليسأل بهدوء ايه الاخبار!! عامل ايه دلوقتي
تمام
تبادل عز وباسم نظرات مبهمة لم تفهمها أبريل فصفت حلقها مستفسرة مفيش هنا دواء خافض للحرارة
باسم بنفى لا
نهضت من مكانها لتقف عند رأسه ثم أخبرته بصوتها العذب طب هكلم اقرب صيدلية يبعتولنا
وبعد أن غادرت الغرفة طوى عز ذراعيه على صدره مشيرا برأسه قائلا باستفهام فهمني ليه ماكلمتش الرجالة تجي علي عندك بدل ماتسيبهم يعملو فيك كدا!
لما لاقيت عربية مصطفي ورايا مافكرتش .. بعتهم علي عندها علي طول كنت حاسس انه هيغدر وحصل
بينما كان باسم يشرح له ما حدث له سار عز نحوه ليرمي جسده على السرير بقوة بجانبه فصړخ باسم من الألم الذي نخر عظامه من جلافة الأخر اااخ يا اخي حاسب انت كمان!!!
مرر عز بصره فوقه بفم مقوس متصنعا بالآسي في سؤاله الساخر شكل ايديهم كانت تقيلة حبتين هما كانو كام واحد
نفخ باسم الهواء من فمه بنزق يوووه مش ناقصك
وضع عز سبابته وإبهامه تحت ذقنه مفكرا قبل أن يستفهم بسماجة طيب هتداري من صلاح ازاي بخلقتك دي! دي هتاخدلها مش اقل من يومين علي ماتتظبط..
رمقه باسم من زاوية عينه متجاهلا استفزازه له وقال بلا مبالاة فكك مش دا اللي شاغلني من اصله .. انت رجعت امتي من سفرك صحيح!
رد عز علي سؤاله بهدوء لسه من كام ساعة .. المهم ناوي علي ايه مع مصطفي!
نظر باسم إلى الأمام يتنهد بهدوء ثم أجابه بغموض بعدين هتعرف
هدوئك مش مريحني .. بلاش تتسرع خلينا نفكر نرد اللي عملو فيك بال...
باسم مقاطعة اللي عملو زمانه بيتردلو دلوقتي
اعتدل عز علي الفور مستجوبا اياه بحيرة مرتابة يعني ايه مش فاهم
بقلم نورهان محسن
عند ابريل
وقفت داخل مطبخه الإيطالي تعد له الشاي عيناها تجوبه في إعجاب بتصميمه الرائع قبل أن
متابعة القراءة