سلسلة جوازة ابريل الجزئين الاول والثاني كاملين بقلم نورهان محسن
المحتويات
على الفور وعندما تحرك باسم للانضمام إليهم أوقفه خالد وخاطبه بخفوت أجلها شوية يا باسم
رفع باسم حاجبه إلى الأعلى بدهشة جالت على ملامحه متحدثا بأسلوبه الساخر الذى يختبئ وراءه رغبة قلقة لا تزال كامنة في روحه المهشمة حتى يطمئن أنها بخير. هبص عليها بس مش هاكلها يعني
خالد بتحذير الاحسن ليك ماتدخلش .. ولا ماشوفتش اول مافتحت عيناها بصتلك ازاي .. ولا نظراتها ليك من دقيقة .. شكلك مهبب معاها مصېبة ..
لوح باسم بيده نافخا الهواء بسأم يووووه
معلش اسمع مني خليها مع اخواتها دلوقتي .. وتعالي نقعد في الكافيتريا لحد ما اعصابها تهدي
وضع باسم إحدى يديه على خصره وهو يفرك ذقنه بيده الأخرى بطريقة عصبية قبل أن يعترض بنبرة ساخطة غلفت صوته الرجولى الجذاب مش رايح كافيتريات .. خلاص هروح اعمل كام مشوار لحد ما سموها تهدي
أماء باسم له بعينه ثم تحرك يمشي معه محاولا تجاهل نبض قلبه المضطرب إذ يشعر بالخۏف من رد فعلها ورفضها لمقابلته بعد ما فعله ورغم نفاد صبره الدائم إلا أنه أقنع نفسه أنه لن يخسر شيئا بانتظارها حتى تصبح مستعدة للحديث معه بهدوء والأهم أنه مطمئن على أن حالتها استقرت.
بقلم نورهان محسن
في غرفة ابريل
داخل المستشفي
خليني اعدلهالك
نطق بها يوسف وهو يعدل بسرعة الوسادة خلف ظهر إبريل حتى تتمكن من الجلوس بشكل مريح مرتاحة كدا يا ابريل .. تحبيني اساعدك في حاجة اعملك حاجة
إعترض يوسف قائلا لها بإصرار حنون وهو يربت على كفها لا هفضل معاكي و مش هتحرك لحد ما نخرج من هنا مع بعض يا حبيبتي
سحبت كفها البارد من تحت يده الدافئة دليلا على رفضها لأي لمسة منه مما جعله يشعر بالحزن والذنب أكثر حيث رفعت رأسها ورمقته بنظرة حادة مرددة بإصرار وانا قولت مفيش داعي
أنهى يوسف النقاش قبل أن يحتدم حينما قال بصوت هادئ ريهام خلاص روحي انتي .. انا هستني معاها
استمعت إبريل إلى كلامه الذي أساءت فهمه مما أثار حالة من الڠضب سيطرت عليها وسخرت تسأل بصوت محتدم ايه!! خايفين عليا و
رفعت ريهام حاجبيها بإستنكار مع ردها ولمع الذهول في عيون يوسف وهو ينظر إلي ريهام محذرا إياها من الرد ولأن دورها فى حياة أختها سلبى فهى لا تهتم مطلقا بما يتعلق بأمورها تمالكت أعصابها بصعوبة بسبب استفزاز ابريل لهم لتقول بانزعاج مشوب بالبرود لا انتي باين اعصابك تعبانة اوي ومحتاجة وقت تهدي وتستريحي .. عموما انا هروح و هجيلك بكرا اطمن عليكي تكوني روقتي .. يلا سلام
ابريل اا...
قطعت ابريل بقية عبارته وهي تدير رأسها إلى الجانب الآخر قائلة في بهمس مرتجف ياريت تسيبني انام لأني فعلا مرهقة اوي .. ولا حتي دي مش من حقي كمان
سارع يوسف بالقول مقصدش..
صمت يوسف فجأة عندما رأى التعب واضحا على وجهها فأردف مع تنهد طيب علي راحتك .. انا جنبك هنا لو احتاجتي حاجة
أغمضت ابريل عينيها بضعف بعد زوال القوة الواهية التي كانت تتسلح بها لأنها خائڤة ولا تشعر بأي أمان مثل قطة مذعورة تاهت من أمها في شارع واسع مما جعلها عرضة للإيذاء من كل الكائنات الحية الأخرى.
جلس يوسف على الأريكة متعبا وسرعان ما نام من شدة إرهاقه.
بقلم نورهان محسن
بعد مرور عدة ساعات
في المنصورة
داخل منزل تحية
قطع رنين الهاتف تحية عن مواصلة قراءة القرآن بخشوع أغلقت المصحف وأنزلت النظارة الطبية من عينيها الفيروزيتين اللتين لم يخفت إشراقهما رغم مرور الزمن لتستقر على صدرها وهي ترد بصوت هادئ.
السلام عليكم
الحجة تحية معايا!!
ايوه انا .. انتي مين يا بنتي
اسمي تقي بنت الست خديجة اللي بتشتغل عند ابو الانسة ابريل
ابريل .. مالها هي كويسة حصلها ايه ومابتردش عليا ليه من امبارح
اهدي يا حجة .. انا كنت واخدة رقمك من عند ابريل ماعرفتش اتصل بحضرتك غير دلوقتي عشان في حاجة مهمة لازم تعرفوها
قوليلي بنتي جرالها حاجة!
بقلم نورهان محسن
في منزل دعاء
مرت الساعات التالية في أجواء حميمة جمعتهما كالعادة يسرقوها خلسة من الزمن حتى يروا عطش شوقهم الغامر ببعضهما وهو يحتويها شغفا وتلهفا إليها وهي غارقة بين أحضانه في الدفء مغر.
انكسرت هالة العشق التي كانت تحيط بهم بسبب رنين هاتف دعاء لتنهض ببطء ووضعت يدها على مقدمة صدرها تمنع الملاءة الذي تغطيها من الانزلاق فسألها صلاح بسرعة متعجبا مين هيكون بيتصل في الساعة دي
أجابته دعاء بلهاث دا عز اكيد في حاجة!
ردي مستنية ايه!
أومأت دعاء له قائلة قلق وتحذير طط طيب طيب ماتكلمش بس
تلقت دعاء المكالمة ووضعت الهاتف على أذنها قائلة بصوت مرتعش حاولت أن تجعل الأمر طبيعيا قدر الإمكان اا ايوه يا عز .. اهدا اهدا عشان افهم!
عقدت دعاء جبهتها غير مصدقة وقالت شاهقة بفزع بتقول ايه!! اڼتحرت ازاي دي .. وحصل امتي دا
سلط صلاح نظره إليها صلاح باهتمام وانجذب للحديث فيما أمالت دعاء بجسدها إلى الأمام قليلا بسرعة والتقطت قميص صلاح الذى كان أقرب ما وصلت إليه يدها وارتدته بإهمال وهي تقول على عجل حاضر حاضر جيالك علي طوا .. مسافة السكة بس وابقي عندك
رمى صلاح بسؤاله الحائر في ايه
ردت دعاء بتلعثم من فرط اضطرابها دون أن تنظر إليه بعد أن قامت من السرير ووقفت أمام خزانة الملابس تبحث عما سترتديه دون تركيز مرات عز دخلوها العمليات بيقول اڼتحرت .. لازم نروحلو بسرعة
استدارت دعاء ورمت الملابس على السرير ونظرت إليه ورفعت حاجبيها معبرة عن استهجانها من لامبالاته وسألته بشك انت جاي مش كدا!
أجاب صلاح بنظرة حذرة على سؤالها هاجي طبعا بس..
نظرة التردد في عينيه تعلمها جيدا بينما لاحظت الارتباك الذي ظهر على وجهه مم جعل الدموع تتجمع في مقلتيها لن يتغير طالما أن الأولوية ليست لهم ولن تكون ابدا لكن هل كلمة ليتني لم أحبك مفيدة بعد كل هذه السنين هذا هو خيارها وحدها وها أنتى يا دعاء تحصدى ما زرعتيه قاطعته بصوت خاڤت مفعم بالانكسار والخيبة طالما فيها بس يبقي متكملش مش عايزة اسمع
هتف صلاح بثبات زائف بعد أن نهض سريعا متقدما منها محاولا الإمساك بذراعها دعاء .. اسمعيني..
دفعته بعيدا عنها ورفعت وجهها إليه بنظرة ساخطة وهي تصرخ بانفعال اسمع ايه! بقولك ابنك واقع في مشكلة وانت زي عادتك متردد تقف جنبه وتساعده ايه .. انت مابتتعبش من الحسابات والتحليلات بتاعتك انت ايه مافيش عندك اي ذرة ابوة ناحيته ابدا!
دعاء كانت تتحدث بصوت حاد أزعجه وأربكه كثيرا حتى بين عبارة وأخرى قامت بنخزه في صدره وكتفه مما أثار أعصابه وتحدث بنرفزة لزومه ايه كل الكلام دا دلوقتى .. انا قولت ايه يخليكي تثوري بالشكل دا
أشارت دعاء بإصبعها إليه متهمة وهي تخاطبه بصوت هادر بعد أن طفح الكيل بها ترددك وبرودك واهمالك هما بس اللي بشوفهم منك يا صلاح وخلاص انا تعبت من اني افضل علي هامش في حياتك انا وابنك
تلفظ صلاح مبررا دعاء ااا..
بترت دعاء بقية جملته بصوت بارد كالثلج ومليء بالجفاء فهو لم يكن يفعل شيئا سوى استنزاف طاقتها التي لم تعد تحتمل ما يحدث بينما ارتفع صدرها وهبط من قعقعة أنفاسها المضطربة ماتبررش كفاية معنديش وقت اضيعه في سمع كلام متكرر ومتعاد .. في الوقت اللي لازم اكون فيه جنب ابني
استدارت دعاء تنوي دعاء الذهاب إلى المرحاض هربا من وجودها معه والدموع تسيل الدموع على خديها لكنه قبض علي ذراعها يعيدها أمامه ممسكا بذراعها الأخرى قبل أن يخاطبها بحزم لاهث اسمعي .. انا مراعي قلقك وخضتك دي عشان كدا .. مش هحاسبك علي الكلام دا وياريت ماسمعوش تاني منك يا دعاء .. يلا ندخل ناخد شاور سريع ونروح لأبننا
بقلم نورهان محسن
فى المنصورة
بمنزل أحمد
رن صوت رنين الهاتف في الغرفة فدخل أحمد وهو يجفف يديه المبللة بالمنشفة متوجها نحو مصدر الصوت ليستقبل المكالمة بعد أن رأى اسم المتصل بنظرة متعجبة قال ببحة خشنة ايوه يا ستي!
لا انا يدوب لسه صاحي كنت هصلي الفجر وامشي
.. في ايه حاسة انك تعبانة ولا حاجة
اتخذت الصدمة دربا عميقا بعقله مع تضييق نظرة عيناه المستفهمة قبل أن تنبث شفتاه بكلمة واحدة ابريل!!
لم يلاحظ دلوف نادية خلفه بعد أن انتهت من الوضوء كان يعطيها ظهره لكن أذنها تمكن من التقاط اسمها على لسانه الذي كان مثل خنجر ذو نصل مسمۏم مغروس في قلبها بينما استمع أحمد لتحية لثواني معدودة قبل أن يخبرها بسرعة والخۏف ينهش خلايا قلبه دون هواده حاضر هصلي ونازلك علي طول
بقلم نورهان محسن
عند ياسر
نظر ياسر إلى ساعة معصمه وعندما رأى أنها قد تجاوزت السادسة صباحا قام من المقعد وهو يشعر بالتعب من ملل الجلوس والانتظار فهو أمضى عدة ساعات في انتظار انتهاء هالة من عملها حتى يتمكن من التحدث معها وحتى الآن لم تخرج من غرفة العمليات.
فى تلك الأثناء أمام غرفة العمليات
خرج كل من فريد وهالة بعد نجاح العملية ونجاة المصاپ من المۏت بأعجوبة.
الآن تشعر أن أعصابها هادئة وتنفسها منتظما بعد أن سيطرت حالة من التوتر على الأجواء بالداخل
زين كويس يا دكتور طمنا لو سمحت
أغمض فريد عينيه من الألم وهو يفركهما بخفة بأصابعه قبل أن يجيب والدة المصاپ بصوت رزين ادعيله يا حجة وضعه صعب .. الساعات الجاية هتحدد وكله في ايد ربنا
كررت العجوز سؤالها بجزع بس هيبقي كويس مش كدا هيعيش!!
ردت هالة عليها بصوتها الهادئ ان شاء الله .. بس اكيد محتاج متابعة لأنه معرض يحصله مضاعفات بعد العملية عشان كدا هيكون تحت ملاحظتنا يا حجة
ربنا يطمنك يا بنتي .. طيب امتي نقدر نطمن عليه
ونشوفه
فريد بنبرة حازمة مش قبل يومين لحد حالته ما تستقر
ترجته السيدة العجوز بإلحاح طيب حتي نشوفه من بعيد بس يا ابني
ردت هالة بدلا منه بصبر محذرة اياها بلطف الافضل تسيبوه يرتاح وتبعدوه عن اي حاجة ممكن تتعبه .. ادعولو يقوم منها بخير بس
وافقها الشاب الواقف بجانب والدته بصوت هادئ كلام الدكتورة مظبوط يا ماما .. عن اذنكم عشان النيابة عايزة تاخد اقوالنا
اقترب منهم رجل مسن ذو هيئة أنيقة فسلم عليه فريد بتحية احترام ازي حضرتك يا دكتور جمال
ابتسم جمال قائلا بترحيب مازح اهلا وسهلا بيك يا دكتور .. انت شكلك مستعجل جدا علي الشغل
معانا ولا ايه
فريد بإبتسامة جذابة يشرفني طبعا بس الحكاية كلها كانت صدفة
خير خير جهودك اثبتت كفائتك بسرعة جدا .. انقاذك لحياة المړيض رغم صعوبة الجراحة واستقرار الړصاصة عند القلب تستحق عليه التقدير
أدار فريد نظره إليها لوهلة وأضاف بهدوء متشكر جدا يا دكتور بس الحقيقة الدكتورة هي اللي قدرت تسيطر علي الوضع
أخفضت هالة رأسها في خجل من إطرائه اللطيف على أدائها في العمل قائلة بجدية شكرا انت كمان كان ليك الفضل الاكبر في نجاح العملية يا دكتور
طبعا بلغني مجهودك انتي كمان يا دكتورة هالة .. مع اني استغربت اوي لما عرفت انك هنا يوم خطوبتك .. يلا عموما الف مبروك
ابتسمت هالة بمجاملة وقالت بهمسا منخفض الله يبارك فيك يا دكتور..
أنهت كلامها عندما لاحظت ياسر يسير في نهاية الممر فتحدثت بسرعة في حرج معلش هستئذن منكم
اقتربت منه هالة بخطوات سريعة تنادي باسمه مم جعله ينتبه لها فتوقف عن المشي واتجه نحوها فسألت في دهشة ياسر .. انت هنا من امتي
تطلع ياسر بها طويلا ثم قال بنبرة غامضة بقالي شوية
بررت هالة بصوت رقيق معلش انا كنت ف..
ولم يمنحها الوقت الكافي لتكمل جملتها إذ نظر إليها بسرعة على ساعة هاتفه لازم ارجع البيت اغير هدومي واستريح شوية قبل معاد العيادة .. خلينا نتكلم لحد العربية
طيب يلا
سارت معه إلى الخارج في هدوء تام رغم أن طاقتها كانت على وشك النفاذ بعد تعرضها للإرهاق الجسدي من جهة وعدم حصولها على الراحة الكافية لها وكذلك التعب النفسي من جهة أخرى بعد ليلة خطوبتها التي كانت بشعة بالنسبة لها بكل المقاييس.
بقلم نورهان محسن
فى نفس المستشفى
اقتربت دعاء مسرعة من عز الذي كان يجلس على أحد كراسي الانتظار هتفت پخوف وقلق وهي تضع يدها على كتفه عز .. طمني يا حبيبي علي مراتك ايه اخبارها
رفع عز رأسه إليها بعد أن لاحظ وصولها فقام ببطء وأجابها بندم كطفل مذعور واغرورقت عيناه بالدموع انا السبب .. انا اللي عملت فيها كدا .. بس والله ماكنتش اقصد
مالوش فايدة الكلام دا .. سلمها علي ربنا يا عز وادعيله و هتبقي كويسة فين الدكتور
نظر عز إلى صلاح الذي لاحظ وجوده للتو ولكن من ارتباك تفكيره لم يعط الأمر أهمية ابتلع غصة في حلقه قبل أن يرد عليه بالألم لسه محدش عايز يطمني
جلس الثلاثة عدة دقائق في صمت
يملأه التوتر قبل خروج الطبيب فسارع عز إليه ليسأله بلهفة طمني يا دكتور مني كويسة عايشة عايشة مش كدا
رد الطبيب بثبات الحمدلله قدرنا ننقذ الموقف .. لو كنتو اتأخرتو عشر دقايق ماكناش عرفنا نعملها حاجة خصوصا مع الڼزيف الشديد اللي حصلها بس قدرنا نوقفه وننقذ حياتها لكن للاسف هي وصلت هنا بعد مافقدت الجنين و..
قاطعت دعاء استرسال كلام الطبيب بسؤال متعجب وهي توجه نظرها في صدمة نحو عز جنين ايه يا دكتور هي مني كانت حامل!
رد عليها الطبيب بتأكيد مما جعل عز يشعر بسحابة داكنة تتكون أمام عينيه وتصلب في الأرض
متابعة القراءة