سلسلة جوازة ابريل الجزئين الاول والثاني كاملين بقلم نورهان محسن
المحتويات
ماتتعبيش نفسك معاه .. عشان مش هيجمع حاجة دلوقتي .. ابنك مش مكفيه الفضايح اللي عاملها في كل حته .. لا جه يعملنا كمان فضايح هنا .. كان راجع مش دريان .. وواحد من الامن هو اللي شالو لحد هنا .. بعد ما كان مرمي جنب عربيته في الشارع اللي جنب الفيلا..
جعد باسم جبينه پألم قوي
يعصف بلا هوادة فى رأسه وهو يرفع أنظاره إليه ويطالع والده الذي كان قد جلس على الكرسي وهو يكتم إنزعاجه من صراخه الحاد وسام تتحدث مع صلاح بنبرة هادئة نوعا ما محاولة امتصاص غضبه صلاح ممكن تهدي عليه شوية .. استني لما نطمن عليه .. دا شكله تعبان .. معلش أجل العتاب دا لبعدين من فضلك..
اختتم صلاح كلامه بسؤال متهكم وهو يحدق فى باسم الذي اكتفى بالاستماع بنظرة منزعجة وهذا ما زاد من ڠضب صلاح ثم أردف بإمتعاض ماترد عليا يا بيه .. ايه الكلام مش عجبك ها!
سعل باسم بصوت أجش وألم حاد في حلقه ثم تمتم بضيق ارد اقول ايه!! انا فعلا مش مجمع اي حاجة من ليلة امبارح .. ودماغي هتتفرتك من الصداع
انقبض قلب وسام وبصوت مړتعب استفسرت ايه يا صلاح .. ماتفهمني!
حدجه باسم بدهشة حقيقية بدت على وجهه ورغم القلق الذي تلبسه فور سماعه تلك الكلمات إلا أنه ظل مستلقيا في لامبالاة زائفة وينتظر بفارغ الصبر إجابة والده التالية التي يرويها لهم بصوت مليء بالڠضب وهو راجع علي الكومبوند كان هيشيل بنت فهمي الهادي بعربيته وهو ولا حاسس علي نفسه
صدح الأمل يفوح في الجملة الأخيرة التى نطقت بها فربما كان هناك خطأ فيما قاله لكنه أغرق أملها في مهده وتشدق بصوت ساخر مش محتاج اتأكد بعد ما شوفت إكصدام عربية البيه مطبق .. انا نازل دلوقتي هعدي على فهمي ألحقوا قبل ما يعمل محضر باللي حصل في عربية بنته اللي دخل فيها طير بابها الوراني
أدارت وسام رأسها لتنظر إلي باسم في نهاية عبارتها وهو يفرك جبهته بأصابعه دليلا على تفكيره في الأمر وحاول أن يستدعى تلك الأحداث التي ذكرها والده في مخيلته وهو يتمتم بنبرة مشتتة اخر حاجة فاكرها اني كنت راجع علي البيت متأخر وسايق و..
تردد باسم في إخبارهم بحقيقة ما حدث لسبب لا يعرفه ثم فسره على أنه ليس لديه طاقة إحتمال على بالتأنيب واللوم منهم مع شعوره بالتعب والدوخة من ارتفع درجة حرارته وهذا كله أدى إلى إرهاق جسده بشدة فيما إستشاط صلاح ڠضبا من إجابته.
رد صلاح بالنفى علي مضض ماكنتش ريهام .. كانت اختها الصغيرة مش فاكر اسمها .. بس محصلهاش حاجة ودا من لطف ربنا بينا .. شوفتي كان هيعمل فينا ايه كلنا
إستأنف صلاح حديثه محذرا إياه بصلابة وعصبية مفرطة بس عشان تبقي تقول ابويا قال .. اذا مارتجعتش عن الطريق الزفت اللي ماشي فيه دا هيبقي اخرة استهتارك دا سودة علي دماغك .. وهتخليني اعيد تربيتك تاني .. واعمل معاك حاجات ماكنتش عايز اعملها .. سامعني
هب صلاح من مكانه بعد أن قڈف على مسامعه تلك الكلمات اللاذعة مستهجنا ثم إلتفت ليخرج من الغرفة صافقا الباب خلفه.
بقلم نورهان محسن
بعد مرور حوالى ساعة ونصف
داخل غرفة ابريل
دلف كل من يوسف وعمر الغرفة دون أن يستأذنا ليواجها من حدجتهما باستنكار شديد وقالت مع توبيخ هادئ ماينفعش تدخلو هنا يا شباب ..
نظر يوسف إلى عمر ڠضبا بسبب فتحه الباب فجأة ليضعه في هذا الموقف السخيف فيما اختبأ الأخير خلفه وهو يضحك ضحكة مليئة بالرهبة من نظرة المرأة وليس منه.
رفع يوسف عينيه ناقلا نظراته بين إبريل التي تقف أمام المرآة الطويلة ترتدي فستان زفاف أبيض يناسب طولها مع ذيل قصير وطرحة زفاف طويلة غاية فى الجمال
كتمت ابريل ضحكتها عليه بصعوبة وبجانبها تقف امرأة بدينة بعض الشيء تفوق أبريل في الطول والعرض.
حك يوسف رأسه يحاول التبرير لنفسه بضحكة معلش كان الفضول قاتلنا
عشان نشوفها بالفستان قبل ماتغيره!
تنهدت المرأة بعدم اقتناع ثم أخبرته ببرود طيب .. عموما انا خلاص خلصت .. هسيبكو براحتكو معاها .. وهروح انا اشرب نسكافيه
قالت ذلك وهي تفرك جبهتها بيد واحدة وتنقل بصرها بين يوسف وأبريل التي سارت بخطوات هادئة بالكعب العالى بعد أن رفعت الفستان بعناية عن الأرض لتجلس بشكل مريح على الكرسي المجاور للشرفة ثم إنحنت بجذعها العلوى ونزعت الحذاء الفضى اللامع لتفرك بقدميها الحافيتين بخفة قائلة أثناء ذلك بصوت هادئ ومرهق ولو سمحتي .. خليهم يعملولي اي حاجة اكلها .. عشان فرهدت جدا من الحر وكتر الوقفة
هزت المرأة كتفيها بلا اهتمام قائلة ببرود طيب .. بس مانصحكيش تتقلي في الاكل .. احنا ماصدقنا قدرنا نظبطو عليكي
ضغط يوسف على فمه حتى أصبح فمه كالخط الرفيع حتى لا يظهر صوت ضحكته لم تنتبه أبريل لذلك حيث خفضت نظرها إلى الفستان فالشيء الوحيد الذى لا يعجبها في الواقع أنه ضيق بعض الشيء حيث أنها تجد صعوبة فى التنفس ثم نظرت إليها بنظرة مغتاظة وسألتها بتبرم ماكولش يعني ولا ايه! وبعدين انا حاسة انه ماسك من هنا شوية زيادة
أشارت ابريل فى نهاية حديثها وهى تشعر بعدم ارتياح بسيط فى التنفس فأجابتها المرأة بعملية وكأن الأمر لا يعنيها دي موضته .. لو وسعنا اكتر من كدا مش هيبقي حلو .. عشان سوري يعني المنطقة دي عندك اسمول شوية
صرت أبريل على أسنانها بغيظ وحرج لكنها تمسكت بضبط النفس بينما كانت تهز ساقها محاولة التخلص من التوتر والقلق الذي جعلتها هذه المرأة تشعر به بكلماتها غير المرغوب فيها على الإطلاق لكنها تحدثت بإيجاز مقتضب طيب هو احنا مش خلصنا .. ساعديني عشان اقلعو!!
تأملتها في نظرة سريعة وهي تضع خصلة من شعرها الأسود خلف أذنها ثم قالت لها بنفس اللهجة العملية خليكي بيه شوية .. عشان تتعودي علي الحركة بيه .. والبسي الجزمة واتمشي بيها دا هيبقي افضل .. وانا تحت اندهيلي وهطلعلك
طيب
اكتفت بقولها تلك الكلمة المختصرة مع تعبير عابس تريد توبيخها لكن هذا غير مناسب بعد أن بذلت ريهام كل هذا الجهد من أجلها وحتى لو كانت تكلفة هذا الفستان على حساب مصطفى فمن أجلهم ظلت صامتة وصبرت نفسها لتتحمل هذه الكتلة الباردة فيما تراها تتحرك من أمامهم لتغادر الغرفة.
حاول يوسف أن يخفف عنها ذلك التوتر البادى عليها فتوجه نحوها وعمر خلفه كظله وتحدث مبتسما بإنبهار بعد أن مد إليها كفيه ليجعلها تقوم من مقعدها ايه الحلاوة دي يا ست عرايس!
ابتسمت ابريل بخفة لمديحه بنوع من الخجل فهى بالفعل تحتاج لسماع تلك الكلمات حتى ترتفع معنوياتها قليلا وواجهته بنظراتها المترددة لتسأله پخوف بعد أن زعزعت هذه المرأة ثقتها بنفسها بعض الشيء بأسلوبها الفظ بجد يعني حلو عليا!!
قوس يوسف فمه متظاهرا بالتفكير وهو يتفحصها تحت نظرتها المنتظرة ثم تمتم بحزن الصراحة يعني مش حلو !
لم يمهلها لحظة للرد فأخذ يدها اليمنى ورفعها إلى أعلى وجعلها تدور حول نفسها بحذر وسلاسة وهي تستمع فى سرور إلى صوته مليئا بالعذوبة طالع عليكي روعة هياكل منك حته .. قمر يا اخواتي والله قمر
دفعه عمر فى جانبه الأيسر وأزاحه قليلا حتى وقف في مكانه يتأملها حتى يبدى رأيه أيضا ووضع إحدى يديه على والأخرى تحت ذقنه وقال بإعجاب طفولي شبه باربي اوي .. بس قصيرة شوية
انخرطت أبريل فى الضحك بسعادة على إطرائه اللعوب ولطفه الذي تعشقه فانحنت إلى مستواه وقرصت خديه بخفة وضيقت عينيها وقالت مازحة اه منك يا خلبوص .. انت يا شقي
صفعه يوسف على عنقه برفق هاتفا بإستياء يادي باربي اللي اكلت عقلك .. غاوي سمك مخلي
لكمه عمر في يده بسخط طفولي فتحركت ابريل ودفعت يوسف بعيدا عنه حتى لا يتشاجرا معا كالعادة ووقفت في المنتصف بينهما وقالت بابتسامة حلوة سيبك منه يا عمر .. مفيش غيرك حبيبي انا يا حلو انت
ابتسم يوسف عابثا بأنامله بطريقة مغرورة قبل أن يقول بفخر طالع لخالو
التوى ثغرها باستنكار وهي تجيبه بسخرية لاذعة وانا اقول الواد طالع لسانه بيشر عسل ليه!! خربت عقلو باللي بالحاجات اللي بتسمعهالو .. صحيح انت لسه هنا ليه مش قولت وراك شغل بدري!
قالت ابريل ذلك بدهشة حائرة بعد أن تذكرت كلماته لها بالأمس فأخبرها يوسف مفسرا الفوج أجل وصلوه لبكرا .. اهو اكون جبت عربيتي من الصيانة .. و بعدين انا جاي استخبي عندك من ريهام بعد اللي حصل في عربيتها
ابتلعت ابريل لعابها بتوتر حينما تذكرت ما حدث وحدقت به فى خوف وتمتمت بحرج قلق انا اللي مش عارفة هبصلها بأنهي وش دلوقتي .. ومش قادرة اتلم علي اعصابي من امبارح
أخبرها بنبرة هادئة ماتقلقيش المهم انك انتي سليمة الحمدلله ومحصلكيش حاجة .. علي فكرة اونكل صلاح كان تحت من حوالي ساعة كدا .. عشان يطمن
عليكي واعتذر لبابا علي اللي ابنه عمله .. وكمان اعتذر لريهام وقالها انهم
هيتكفلو بتصليحها علي حسابهم بنت المحظوظة
أرجعت ابريل رأسها للخلف وعيناها لا تخلو من الدهشة قبل أن تقول بإبتسامة عقبها تنهيدة إرتياح بجد!! طب الحمدلله ريحت قلبي والله العظيم تصدق التنفس بقي احسن دلوقتي .. اومال انت متوتر كدا ليه من ريهام!
انكمشت ملامحه بإمتعاض فور سماعه سؤالها فأجابها بنزق وهو يشد الجزء العلوى من تيشرته للخارج بحركة مضجرة انتي يعني مش عارفها .. كانت هتفضل تقطم فيا .. وانا مش مستحمل ومستوي علي الاخر
بقلم نورهان محسن
فى تلك الأثناء
فى فيلا صلاح الشندويلى
اقتربت لميس من غرفة باسم بخطوات مترددة تشبك أصابعها ببعضهم بتوتر قبل أن تطرق الباب عدة مرات وتمسك مقبض الباب لتفتحه بحذر وتدلف إلى الحجرة متسللة على أطرافها بهدوء.
رأته مستلقيا على سريره شاحب الوجه مغمضا جفنيه فى هدوء تام عاقدا حاجبيه الكثيفان بتعب فإزدردت لعابها بقلب تتسارع دقاته مع كل خطوة تخطوها لتقف أمام السرير ووجهت نظرها إلى وسام التي كانت تجلس بجانب رأسه قبل أن تقوم من مكانها متجهة نحوها فسألت لميس بصوت هامس هو عامل ايه دلوقتي يا طنط .. حرارته نزلت!
تنهدت وسام بتعب ثم أجابتها بنبرة قلقة لسه يا لميس انا قلقانة عليه جدا معرفش ايه اللي حصله دا من ايه!
نظرت لميس للأسفل لبضع ثواني محاولة إخفاء خۏفها عليه قبل أن تستعيد رباطة جأشها وهي تحدق إليها لتقول بذات الهمس طيب انا هروح المطبخ اغليلو اعشاب جايبها معايا من الفيوم .. يشربها وان شاء الله هيتحسن بعدها
وافقتها وسام بابتسامة راضية وهى تربت على ذراعها بلطف طيب يا حبيبتي
تابعت وسام بسؤال هي هالة لسه نايمة!
ردت لميس بالإيجاب ايوه عشان نامت متأخرة امبارح
أومأت وسام لها برأسها فى تفهم قبل خروج لميس من الغرفة بينما رن هاتف وسام ووجدت اسم دعاء يضيء الشاشة فألقت نظرة سريعة على باسم ثم خرجت إلى الشرفة لتجيب عليها حتى لا تزعجه.
في هذه الأثناء
فتحت لميس باب الغرفة بهدوء شديد مرة أخرى وألقت نظرة أخيرة على باسم الذى امتقع وجهه من أثار الحمى قبل أن تغلق الباب بحذر وهي تسير في الردهة وتفكر بقلق في هالة التي لم تتحدث معها منذ الصباح ولم تكن تستيقظ من نومها إلا بين الحين والآخر على صوت رنين هاتفها لترى مكالمات ياسر الكثيرة لها من دون أن تستقبل أى منهم لذا تركتها وشأنها لتفكر بطريقتها الخاصة فهي تلجأ دائما إلى النوم لتنظيم أفكارها المشوشة لعلها تتخذ القرار السليم.
بقلم نورهان محسن
فى مكان جديد
داخل فيلا صغيرة نوعا ما لكنها فاخرة
امرأة في أواخر الأربعينيات من عمرها تجلس على أحد الكراسي في صالة المنزل الفسيح وتتحدث في الهاتف المحمول تتميز بهالة ساحرة وملفتة للنظر لا يظهر عليها التقدم فى العمر لأنها جميلة الملبس والمظهر وتهتم بصحتها إلى أقصى الحدود وتتمتع بدرجة عالية من الأناقة والأنوثة.
أجاب الطرف الآخر الذي لم يكن سوى صوت وسام زوجة شقيق زوجها الراحل وهى تقول بنبرة لينة هدي نفسك يا دعاء .. مش كويسة العصبية دي يا حبيبتي
إمتعضت شفتى دعاء بحسرة لتقول بإستنكار ازاي ماتعصبش بس .. يعني معقول ابني اللي لسه في عز شبابه يفضل حاله بالشكل دا
تحدثت وسام مواساة ماله حاله بس!! ماهو الحمدلله ماشاء الله عليه مبسوط مع مراته وربنا موفقه في شغله
فركت دعاء جبهتها بتوتر ونطقت بنبرة حزينة جدا انتي مش حاسة بيا يا وسام .. انا عايزة اشوفله ولاد .. كفاية انه طول عمره وحداني .. اتحرم من ابوه وهو لسه في بطني .. ومالوش اخوات .. ولما كبر كمان يتحرم من الخلفة
مشاعر ومعاني كثيرة كانت مخبأة في ثنايا كلماتها ولم يحن الوقت بعد لإعلانها لكن وسام لم تفهم أيا منها في
متابعة القراءة