سلسلة جوازة ابريل الجزئين الاول والثاني كاملين بقلم نورهان محسن

موقع أيام نيوز

من الجدية مابقاش ينفع خلاص انا وانت ارتباطنا مؤقت مش عايزة يحصل اي حساسيات قدام و بعدين انا حابة اعتمد علي نفسي اذا اتعينت عندكم هيعاملوني علي اني خطيبة نجل السيد صلاح الشندويلي مش عشان مهندسة شاطرة
قهقه باسم عليها بخفة وهو ينظر إليها بعينين لامعتين بالإعجاب لعدة لحظات طويلة في صمت قبل أن يمد يده إلى صندوق صغير على الطاولة مرددا بابتسامة مهلكة طيب يا خطيبة نجل الشندويلي .. اتفضلي
رمشت أبريل عينيها عدة مرات بإستغراب وهي تنظر إلى الهاتف الذي أخرجه من الصندوق قبل أن ترد عليه دون أن تفهم اعمل بيه ايه!! معايا بتاعي
باسم ببساطة اعتبريه هدية
ضيقت عينيها بدهشة وسألته مرة أخرى بإستنكار هدية بأمارة ايه بيني و بينك ايه عشان اقبل منك هدايا!
رد عليها ضاحكا لسه حالا قايلة انك خطيبتي .. اعمليها رنة لتليفونك .. عشان كل ماتنسي هي تفكرك وتوفري عليا افكرك كل شوية
تمتمت أبريل بصوت منخفض وعلى شفتيها ابتسامة ساخرة بس خطيبة مؤقتة
تجاهل باسم الرد على جملتها الأخيرة متنهدا بصوت مسموع قبل أن يقول بحزم قصروه اللي معاكي دا ترميه .. وماتستعمليش غير دا وبس
عضت شفتيها بغيظ من لهجته المتسلطة قبل أن تستفسر بإمتعاض افندم .. و دا ليه ان شاء الله
باسم ببرود ياريت تنفذي اللي بقوله من غير سين وجيم..
إحتدت نظراتها الغاضبة معارضه اياه بنبرة عنيدة لا بقااا مش منفذة غير لما افهم .. ايه هو دا انت شايفني بقرة قدامك عشان اهز دماغي وخلاص من ما افهم
رمقها بنظرات لامبالية مخاطبا اياها بهدوء خطېر مجاش في بالي تبقي بقرة .. كنتي في عيني قطة وديعة امبارح بس قلبتي قطة شرسة تاني .. خلينا حلوين و بلاش تنرفزيني بكلمة لا بتاعتك دي ولا اسمعك بتنطقيها تاني
ابريل بتحدى ولو سمعتها واتنرفزت هتعمل ايه يعني .. ها!!
تأفف باسم بسأم اخ علي العناد اللي مالوش اي مبرر
دنت بظهرها عاقدة ذراعيها علي الطاولة وقالت بمشاغبة مندفعة لا بجد عندي فضول اعرف .. ايه هتسكتني ببوسة زي ما عملت قبل كدا لحد ما نفسي يتقطع وتوديني علي المستشفي
كتم باسم ضحكته بصعوبة متعجبا من تصريحها الجريء لكن الأمر لم يفلت منه وهو يهمس بلؤم ماكر ماتتحدنيش وافتكري كويس .. انتي اغم عليكي من بوسة واحنا مداريين تخيلي لو بوستك وسط العالم دي كلها هيجري فيكي ايها
تلونت وجنتاها باللون الأحمر القانى من جرأته الصاړخة وتسارعت نبضات قلبها من توترها الشديد بمجرد أن نظر إليها بعزم فنظرت إليه شرزا وزمجرت بحدة انا قولتهالك قبل كدا انت ماشوفتش بربع جنيه تربية .. واسمع كدا دي .. لا .. لا .. لا .. لا .. لا
زوى حاجبيه بانزعاج من تعمدها إثارة جلبة حولهما فاتسعت البسمة على شفتيها بعد أن نجحت في استفزازه فيما نطق باسمها بتحذير لم تبالي به مرددة بوتيرة بطيئة قاصدة مشابغته لا و لا .. ولاااا...
باسم بإنزعاج افصلي .. خلاص .. عرفت في يوم خطوبة اختي ان تليفوني متهكر .. وفي نفس اليوم غيرته .. وعشان كدا مش مستبعد ان تليفونك كمان يبقي متهكر
كادت عينيها أن تقفزا من محجريهم شاهقة پصدمة يا خبر اسود .. ومين اللي ممكن يكون عمل كدا!
ماعرفش .. و دا مش موضوعنا التليفون دا عليه نظام حماية كويس يعني امان خليه معاكي و في شريحة
تدحرجت فيروزيتها إلى الهاتف وعيناها تلمعان بالحماس ثم أجابت بأسف بس دا احدث موديل و غالي جدا .. وانا مش معايا تمنه دلوقتي
هتف باسم مستنكرا انتي عبيطة يا بنتي و هو حد كان طلب منك تمنه
أماءت برأسها في إستياء معلقة على حديثه بإغتياظ نعم يا استاذ .. انت هتبدأ من دلوقتي في التنطيط عليا عشان جايبلي تليفون ولا ايه .. قولتلك ماقدرش اخده .. لو كان ضروري يعني شوفلي واحد تمنه في الحنين
دا الموجود .. وكويس و مضمون وهتاخديه كفاية فرهدة انتي بټحرقي كتير في المناهدة بتاعتك دي
طيب ما دام مصمم خلاص .. بس لما نخلص من الحكاية السوده دي هرجعهولك
أومأ باسم لها بالموافقة وصمت لعدة ثوان وهو يفكر في شيء ما قبل أن يميل نحوها فجأة وهمس من بين شفتيه المضغوطتين ماشي .. بس عارفة لو كان مصيره زي الفستان ورجعتيه محروق ولا مدشدش .. مش عارف ممكن اعمل فيكي ايه
قضمت ابريل شفتيها بتوتر إذ اقترب وجهه من وجهها وامتلأ رئتيها برائحة عطره المميزة اربكها بشدة فيما ابتسمت مستفسرة بصوت مخټنق انت هبيت فجأة كدا ليه الناس بتبص علينا
استوى في جلسته وتحدث أخيرا بعد صمت طويل نوعا ما ليخرج صوته متشققا بمشاعر متضاربة انا بس بعرفك
بقلم نورهان محسن
بعد عدة أيام
سارت هالة في طرقات المستشفى بخطوات متوازنة فأقبلت عليها طبيبة زميلة مبتسمة بلطف صباح الخير يا هالة
بادلها هالة التحية وهي تبتسم بعذوبة صباح الورد
مكنتيش بتيجي ليه انشغلنا عليكي!
كنت واخدة في اجازة كام يوم و...
قاطعها صوت رجولي من خلفها صباح الفل
الټفت كلاهما نحو مصدر الصوت وأجابت الطبيبة الآخري صباح النور يا دكتور ياسر
ابتسم لها بود قبل ان يوجه سؤاله إلي هالة بلطف ازيك يا هالة .. عاملة ايه
ردت هالة عليه مبتسمة بإيجاز الله يسلمك
استئذنت الطبيبة بهدوء لتترك لهم مجالا للتحدث بينما تنحنح ياسر يجلي حلقه قبل أن يقول بلباقة مش عايزك تكوني لسه واخدة علي خاطرك مني بعد اخر حديث ما بينا
أومأت برأسها متفهمة ولم ترد فزفز الهواء من فمه بتوتر مواصلا حديثه انا مقدر ان اعصابك كانت مشدودة وانا كمان يا هالة بس انا فعلا مش حابب يطول سوء التفاهم بينا .. احنا مهما كان زملاه في مكان واحد يا هالة .. ولا انتي خلاص مش حابة تتعاملي معايا بعد كدا
نظرت هالة حول المكان قبل أن تعيد نظرها إليه ليخرج صوتها من عباءة الصمت تنتقى حروفها بجدية مش هكذب عليك واقولك ان الموضوع بالنسبالي عادي وعدي ببساطة .. لكن بفضل الله قدرت اتقبلت اللي حصل ومش حابة تكون في حساسية بينا لمجرد ان مفيش بينا نصيب .. إحنا هنفضل زملاه عمل زي ما انت قولت يعني هنشوف بعض كتير .. وضروري نحافظ علي الاحترام في التعامل مع بعض
حك ياسر طرف أنفه دليلا على حرجه من هدوءها وكلماتها الرقيقة معه ليؤكد بضيق طبعا يا هالة ربنا وحده العالم انا قد ايه بحترمك ومكنتش حابب اني اخسرك
هالة بإبتسامة هادئة تنهى بها هذا النقاش ربنا يوفقك ويسعدك .. معلش هستئذنك عايزني في الطوارئ
ياسر بهدوء بالتوفيق وهشوفك عن قريب تاني
بقلم نورهان محسن
في فيلا صلاح الشندويلي
داخل غرفة باسم
باسم .. باسم .. فوقلي بسرعة
هكذا صړخ عز بصوت صاخب فغمس باسم رأسه في الوسادة اكثر وهو يهمهم خلال نومه سيبني وهقوم بعد شوية
رفض عز بتصميم لا انجز محتاجك حالا
قطب باسم حاجبيه منزعجا من صوته العالي ليهتف بتذمر ممزوج بالنعاس وهو يلوح
بيده في ضيق يا اخي ما تسيبني انا مش فايقلك
لكزه عز بقوة على كتفه قائلا بلهجة مستهجنة في حاجة ضروري ما تصحي يخربيت برودك
خلاص اتزفت..
صاح بهذه الكلمات بحنق متكئا على ظهر السرير وجفونه شبه مغمضتين وهو يرفع يده ويعيد شعره إلى الخلف بعيدا عن عينيه ها عايز ايه من اهلي علي الصبح
ضيق عز عينيه في دهشة تنضح في سؤاله وهو يتفحص الکدمة الزرقاء الداكنة التي تزين جبين باسم مين عامل فيك كدا
تأوه باسم بضجر وهو يحك مؤخرة رأسه بنفاذ صبر ليقول بوقاحته المعتادة مايخصكش .. ها انجز ايه المستعجل بتااا...
توقف باسم فجأة عن الكلام وكادت عيناه أن تخرجا من محجرهما بمجرد أن قاطعه عز بهدوء عاكسا الحمم البركانية التي كانت تثور بداخله وهي على وشك الانفجار وحړق الأرض الخضراء واليابسة حازم لسه قافل معايا.. مني طالبة نطلق رسمي
بقلم نورهان محسن
في غضون ذلك الوقت داخل المستشفي
شئ صعب لما تحسي بقلة اهتمام وانانية من حد المفروض يهمه ادق تفاصيلك
تحفزت حواس هالة عندما سمعت تلك الكلمات الغامضة منه بنبرته الرخيمة التى بادت تميزها فالتفتت إلى مصدر الصوت بنظرة دهشة منه فإذ رأته يقف خلفها مباشرة ينظر إليها بنظرات ثابتة لا تستطيع أن تفك طلاسمها المعقدة وهذا الأمر أحدث ارتباكا في خلاياها فسألته بتعجب مش فاهمة تقصد ايه
أوضح فريد لها بلهجة تدل على عدم رضاه اقصد من الشفقة علي نفسك تفضلي متمسكة بوهم ولا عادي تسمحي لأنانية اللي بتحبيه انها تأذيكي وتأثر عليكي وتصممي تتجاهل وتصبري نفسك بأمل كداب
ضاقت عيناها حنقا قبل أن تهدر بنبرة خفيضة وهي تلوح بيدها في الهواء احتجاجا وتحذيرا انا مقدرة اللي حضرتك عملته معايا يا دكتور .. بس مالكش اي حق تدخل في شؤوني .. دي حياتي وخصوصياتي وماسمحلكش تتجاوز حدودك احنا مش صحاب ع..
عارف كويس حدودي ..
سيطر علي فريد الڠضب مع سماعه ردها
فقاطعها بنبرة صارمة جعلتها تبتلع لعابها بتوتر وهو ينظر عن كثب إلى ملامحها الغاضبة التي كشفت عن سخطها التام لكنها أضافت لها رونق جميلا وهذا لا اراديا زاد من إعجابه بها أضعافا مضاعفة ثم استطرد بصوت رجولي بارد بس اظاهر محتاج افكرك انك جراحة .. عشان شكل تاه عنك قد ايه شغلتنا حساسة و في ارواح مسؤولين عنها مالهاش اي ذنب في مشاكلنا الشخصية اللي وسطيها نسيتي ان في مصاپ مسؤلة عن حالته معايا وماكلفتيش نفسك حتي تعرفي ايه كان مصيره
تباطأت نبضاتها وهي تشعر بقلق غريب من الجملة الأخيرة التي قالها فأعدت كلماته بتوجس تقصد بإيه تعرفي ايه كان مصيره!
فريد بقسۏة باردة نابعة من
شعور غريب غزا أعماق قلبه حالما رأها واقفة تبتسم إلى ياسر المصاپ حصلتله مضاعفات واټوفي امبارح بليل يا دكتورة
بقلم نورهان محسن
في تلك الأثناء
عند باسم
انت هتفضل رايح جاي كدا كتير ..
إنطلقت كلمات باسم موجهة لذلك الثائر الذي يطوف الغرفة ذهابا وإيابا كأسد محاصر وسط أعمدة قفص حديدي يحاول أن يجد منفذا يستطيع من خلاله المرور إلى العالم الخارجي دون جدوى لينطق بصوت مخټنق بما يراود عقله حاسس نفسي متكتف وعقلي عطلان
حثه باسم على الجلوس بجواره وهو يشير إليه طيب تعالي اقعد خلينا نعرف نفكر ..
نفخ عز بضيق وهو يتجه نحوه ويجلس على مضض بجواره علي السرير ليهتف بتعبير عابس اترزعت .. اقسم بدين الله هاين عليا اخطڤها وواخدها في اي حتة ومحدش يعرف لينا سكة ونبعد عن اي مشاكل
علق باسم علي حشو ابن عمه بتهكم ازدري تصدق بالله انت تستاهل انها تسيبك متلسوع كدا عشان تتربي .. فكك من التفكير المړيض بتاعك دا!
هز عز رأسه بالسلب وهو يرد بنبرة خفيضة معذبة انت ماجربتش تحب بحق وحقيقي يا باسم يعني صعب تفهم اللي حاسس بيه
أخرج من فمه زفيرا بمثابة نفحة من نسيم الچحيم الذي فتح بابه مرحبا به في أحضانها الحاړقة مواصلا بلوعة نابعة من قلب العاشق جوا صدري ڼار قايدة من كتر مابتجيلي افكار مچنونة عايزة تتطلق وتبقي حرة وتبعد عني ومش بعيد بعد فترة تحب تاني وتتجوز وتعيش مع راجل غيري ويكون له نفس الحقوق بتاعتي عليها الفكرة دي لوحدها بټموتني والله ما هتردد لحظة ساعتها وممكن ارتكب چريمة فيه وفيها واقتل نفسي بعديها
انت ماتفكرش نهائي بنزفزتك دي مش هتوصل لحاجة .. وموضوعك ليك عندي حله .. 
الحقني بيه .. اروحلها واكلم معاها جايز..
قالها عز باندفاع مما جعل الآخر يرمقه من زاويه عينه
باستياء بدا واضحا في صوته عندما قاطعه بجدية مش هتسمعلك ومش بعيد تصمم علي اللي في دماغها اكتر والدنيا هتتعقد اكتر ماهي .. مني جابت اخرها منك وانت متأكد من كدا
أقر له پألم مشوب بالعڈاب يتصاعد بقلبه دا اللي مخوفني وانا مش ضامن نفسي قدامها ممكن اعمل ايه! خاېف اغلط واعك الدنيا بزيادة..
هز باسم رأسه مؤكدا ثم بابتسامة خبيثة ارتسمت على مبسمه تشابهت مع نبرة صوته قائلا
هز باسم رأسه تأكيدا ثم ظهرت على وجهه ابتسامة خبيثة تشبه نبرة صوته حالما قال يبقي تاخدها علي الهادي وبالطبطبة .. ومفيش مانع لو لاعبتها بشوية حركات لئيمة بس هتيجي في صالحك
سارع عز بالقول طيب ما تلحقني بشوية من أفكارك يا عم الداهية!!
عض باسم على طرف شفته بابتسامة شيطانية لا تليق إلا بدهائه بينما الأفكار الخبيثة تدغدغ عقله اتصل بيهم وبلغهم انك موافق علي طلبها .. بس هتأجل شوية عشان مشغول ووراك سفرية تبع شغلك مهمة .. هتقعد فيها مش اقل من اسبوعين تلاتة علي حسب ..
حرك عز رأسه بإيماء يوزن هذا الحديث في عقله مستفهما بهمهمة وبعدين
استكمل باسم بإيضاح نافذ الصبر ولا قبلين تاخد بعضك و تسافرلك كام يوم في اي حته .. انت لو فضلت هنا مش هتبطل زن عليك .. خليك ذكي واكسب وقت بتثبيتك ليها لحد ماتلاقي الوقت المناسب عشان تتصالحو .. وانتهزها فرصة غير جو وروق علس نفسك عشان تقدر تفكر بتكتيك
نظر عز إلى الأمام وهو يفكر فيما سمعه وخيم الصمت على الأجواء لعدة ثواني قبل أن يمزقه باسم ضاربا الآخر بكوعه فى جنبه وهو يزمجر بانزعاج انت لسه قاعد قوم فز من هنا خليني اكمل نومي
ماشي يا ابو الافكار الجهنمية
تمتم عز بهذه الكلمات بهدوء وأشرقت ملامحه بابتسامة عريضة أظهرت أسنانه مما جعله وسيما اكثر منحنيا عليه ممسكا بوجهه ليطبع قبلة قوية على خده الشائك.
دفعه بقوة فى صدره صارخا في اشمئزاز غاضب وهو يفرك خده بطرف الغطاء بقوة الله يقرفك .. هفضل اقولك لحد امتي مابحبش الحركة دي يا ابن ال ..
ضحك عز بصوت صاخب متناقضا مع حالته البائسة قبل دقائق قليلة ثم اتجه نحو الباب ينوي الخروج لكنه الټفت إليه وهو يغمز مازحا على غرار أسلوب باسم ليقول بتسلية معلش اعذرنا ماحناش في مستوي مززك يا فالنتينو زمانك
بقلم نورهان محسن
في مساء نفس اليوم
مش فاهمة ليه العناد دا كله .. هو انتي لسه واخدة موقف مني يا حبيبتي
أنهت ريهام جملتها بسؤال هادئ لا يخلو من الضيق حيث جلست مع إبريل في بهو المنزل
تم نسخ الرابط