سلسلة جوازة ابريل الجزئين الاول والثاني كاملين بقلم نورهان محسن
المحتويات
من هنا كتر خيرك لحد كدا
مال باسم نحو أذنها وتمتم بنفس النبرة طيب عناد فوق عنادك مش ماشي ولا هرجعلك باسبورك الا لما تسمعي الكلام وتخلصي فطارك ادينا قعدين
اغتاظت ابريل من تهديده لها لتدمدم بعناد رهيب مش سامعة كلام و هات الباسبور بالادب والا...
قطع صراع الهمس بينهما صوت أنثوي يقول بهدوء صباح الخير
اتجهت أنظارهما نحو الباب ليجدوا ريهام تدلف بطلة أنثوية جذابة ورائحة عطرها الرائعة تسبقها فردا التحية في نفس الوقت.
اكتفي باسم بهز رأسه في حين ردت ابريل بإقتضاب الحمدلله
شعرت ريهام بإستمرار ابريل في الانزعاج منها لتقول بنبرة عادية بالمناسبة بابا بيتكلم مع الدكتور برا عشان يطمن علي صحتك وداخلين يشوفوكي
أضافت وهي تشير إلي الطفل تعالي يا عمر اغسل ايدك عن اذنكم شوية وجاية
عند هالة
انتي بتعملي ايه!
أمسكت هالة كف يده الباردة بأطراف أصابعها المرتجفة وبسطتها لتضع خاتم الخطوبة الذي لم تلبسه إلا ساعات قليلة قالت بابتسامة باهتة اتفضل .. دي مش بتاعتي وماكنش المفروض البسها وهي من حق واحدة تانية
رمق ياسر الخاتم الذي في يده بتعجب وخاطبها باستنكار هالة .. انتي منفعلة دلوقتي بلاش قرارات نندم عليها بعدين عشان شوية حكايات في بالك مالهاش اساس
قالت هالة ذلك لتهم بالرحيل لكن قبضته على معصمها منعتها قائلة بنبرة غاضبة استني هنا .. انتي عمالة تجيبي كلمة من الشرق وكلمة من الغرب ومش مدياني فرصة ادافع فيها عن نفسي ولا عايزة تسمعيني
هز ياسر رأسه بالنفي وشدها إليه اكثر قائلا پحده حاسمة مش قبل ماتسمعي اللي هقوله
لم يترك لها أي مجال للرد بل سحبها خلفه إلى الباب الخلفي للسيارة وقال بنفاذ صبر اتفضلي اركبي
هل أصابه الجنون هذا ما كان يدور في رأسها من تحوله المفاجئ لتهتف بارتياب وكأن أذنيها لا تسمعان ما أمرها به هو انت مسكني كدا ليه
وضعت هالة يدها على يده تحاول أن تدفعه عنها وكانت على وشك الرد لكن قاطعها جسم ضخم وقف كالحاجز بينها وبين ياسر وقال بصوت رجولي بارد مش من الاصول تسحب بنات الناس من ايدها في الشارع وتركبها العربية وبالعافية ماينفعش
في غرفة ابريل بالمستشفي
مرت عدة دقائق وهما يستمعان إلى صوت صنبور الماء من داخل الحمام فيما جلست إبريل بجوار باسم تهز قدميها بحركة متوترة وعيناها على باب الغرفة رمقها باسم بنظرة خاطفة وهو يعلم ما يدور في ذهنها.
اذا وجودي مش مريحك فانا ممكن أمشي
قال ذلك بهدوء خبيث ثم نهض من مقعده ينوي الذهاب إلى الباب لكن أبريل انتفضت بسرعة خلفه وتلقائيا تشبثت بذراعه لتمنعه من الخروج قائلة بلهفة متوترة هتروح فين .. انت هتسيبني هنا وسطهم لوحدي خليك وانسي مؤقتا للي كنا بنقوله
كتم باسم ابتسامته وهو يحاول الحفاظ على ملامحه الجدية بينما كان يستمتع بعنادها الذي تتمسك به بإستماتة فرفع وجهه إلى أعلى وكرر بمكر مؤقتا ها .. لا يا ستي ماتجيش علي نفسك كدا .. شكلي فرضت نفسي عليكي اكتر من اللزوم ودي مسائل عائلية وانا غريب!!
ردت ابريل
بإرتباك عادي مفيش مشكلة اذا قعدت
جلس باسم علي كانت حافة الأريكة فأصبح مستوى طولها تماما وتساءل في دهشة تغيير مش متوقع صراحة
.. بس عارفة الجملة دي ناقصة حاجة
عقدت ابريل ذراعيها الي صدرها وتساءلت بعدم فهم ايه بقي
تأملها عن كثب للحظات قبل أن يقول احساس واحترام
ارتفع حاجبها بتعجب وهمست بتساؤل انت بتتلكك بقي
رفع باسم حاجبه بحركة مماثلة وأجابها بتحدي هامس اه بتلكك .. قولتي ايه
زفرت أبريل الهواء بضيق يظهر مدى الحنق الذي يشتعل في عروقها قالت بتبرم لو سمحت ممكن تخليك
هز باسم رأسه بعدم رضا وقال بإبتسامة جانبية بنفس عشان اصدقك
مضت عدة ثوان أدارت بهم وجهها إلى الجانب الآخر لتتنفس بعمق قبل أن تنظر مرة أخرى إلى عينيه الرماديتين الداكنتين ثم تحدثت بصوت رقيق مملوء بالرجاء الصادق ممكن لو سمحت تفضل معايا وماتسيبنيش هنا لوحدي
تبادلا النظرات للحظات بين الحاجة والقلق والرضا والصمت قبل أن يقرب شفتيه بجوار أذنها لتتغلغل رائحتها الرقيقة إلى رئتيه وهمس فى تساءل شارد بصوت حاني جعلها ترتجف كأنه يحادث نفسه اسيبك و اروح علي فين
بقلم نورهان محسن
أمام غرفة في ممر المستشفي
جر قدميه إلى خارج الغرفة منهكا وعيناه غير قادرتين على رؤية أي شيئا مملوءتين بالحزن وكلماتها القاسېة لا تزال تتردد في أذنيه مما جعل حياته سوداء كالليل المظلم لكن قلبه الهادر باسمها سيظل متمسكا بالأمل ربما تحدث معجزة سحرية حتى يعود حبيبته بين ذراعيه مرة أخرى.
افاق عز من حالته علي صوت يهتف بأنفاس لاهثة ماما
رأت سوسن ابنها قادما بخطوات واسعة نحوهم وعندما وصل إليهم قالت بتعب تعالي يا حازم شوف اللي جرا لأختك!
التقط كفها الباردة بين يديه يربت عليها بلطف ويقول لها في حرج معلش اتأخرت عليكم ڠصب عني
تسأل حازم بقلق طمنوني ايه اخبار مني عملت في نفسها كدا ليه
سوسن بمرارة متجاهلة وقوف عز ودعاء الصامتة حالتها لا تسر عدو ولا حبيب .. اختك مدمرة علي الاخر
اول ما تقدر تقف علي رجليها هاخدها ونسافر علي الشرقية
سارع عز بالتدخل بشكل فظ تسافر ازاي يعني يا حجة..
حازم بهوادة استهدي بالله يا عز .. اكيد مني محتاجة تغير جو و السفر هيساعدها
أطلقت سوسن تنهيدة ساخرة ولم تعجب عز نبرة الټهديد منها عندما تحدثت بحزم اسمع يا عز قدام الكل بقولك بنتي ورقتها توصلها لحد عندها و متتقربش منها تاني كفاية للي جرالها بسببك لحد كدا
تدخل حازم يقول بإستنكار اهدي يا ماما طلاق ايه بس
قالت سوسن بجفاء مغمور باللوم اسأل جوز اختك ولا اقول طليقها بعد ما رميت عليها يمين الطلاق امبارح
تكلم بخشونة تضاهي سوداويته الحادة اسمع يا
حازم خلاص انا موافق انها تسافر عشان تهدي اعصابها وتعرف تفكر كويس بس مش هطلقها رسمي الا لما تبقي متأكدة من قرارها و اي حاجة هي عايزاها انا هنفذها و دا اخر الكلام..
مشى بجانب أمه بضيق شديد وقلبه يغلي ڠضبا وقهرا لا يصدق أنه سيسمح لها بالابتعاد عنه لا يستطع تحمل فكرة الفراق عنها بتلك السهولة لكن كان عليه أن يمنحهما فرصة للتفكير والاسترخاء ربما تغير قرارها الذي اتخذته عن مستقبلهما معا.
بقلم نورهان محسن
في شقة زينب ام احمد
اه يا ركبتي بقالي يا اختي مدة ركبتي بتنقح عليا العيال وطلباتهم هدت حيلي
قالت ذلك أختها بنبرة متعبة بينما كانت تجلس معها في غرفة المعيشة فخاطبتها زينب بلطف سلامتك يا حبيبتي ابقي فكريني وانتي نازلة اديكي اسم مرهم هيسكنلك الۏجع
ردت بإبتسامة تعيشي يا قلبي .. طمنيني صوتك في التليفون قلقني خير حصل ايه .. انتي وغوشتيني اوي
خفضت زينب عيناها قائلة بتنهيدة يتخللها الاسي مش خير خالص يا سناء .. انا في غلب من ساسي لراسي يا اختي وضغطي واطي وتعبانة اوي
سناء بفضول سلامتك .. غلب ايه .. خير كفالله الشړ
زينب بتبرم يا فرحتي رجوعه .. رجع وناوي ېخرب بيته بإيده
مش فاهمة حاجة
روت لها زينب بسخرية الحديث الذي دار بينها وبين أحمد بعد قراره السفر إلى القاهرة امبارح فتحني في سيرة اللي ماتتسمي
حكت سناء طرف حاجبها بحيرة قصدك علي مين
هتفت زينب بنزق البت ابريل هو في غيرها ماتتسمي
لوت سناء شدقها بعدم رضا ايه اللي فكروا بيها تاني .. مش اتقفلت السيرة دي من يجي اربع سنين .. من يوم مافركشتي خطوبتهم والغندورة سافرت عند ابوها وخلصتو من همها وابنك بسم الله ماشاء الله عليه اتجوز وخلف وارتاح قلبك
هزت زينب رأسها بنفي عدة مرات وقالت بحسرة مفيش حاجة اتقفلت يا سناء يا اختي
يعني ايه الكلام دا ياختي معقولة لسه حاطتها في دماغه
الله يسامحك يا ابن بطني .. من لحظة ما عرف ان المحروسة خطوبتها اتفسخت والموضوع رجع يشعشع في نفوخه من تاني
سناء بإستفهام طيب ومراته
ردت بإبتسامة متكهمة ممزوجة بالقهر بيقول ان معندوش حاجة تمنع و يقدر يفتح بيتين .. الحكاية دي تدخلنا في خناق ومشاكل من تاني مش عارفة اعمل ايه
سناء بدراما يا خبر زعلتيني ليه كدا هي مراته مالها ماهي زي القمر وبتحبه وتتمنالو الرضي يرضي
اهو اللي حصل مش راضي باللي مقسوملو و كل ما افتح بوقي يقلبلي خلقته .. كأنه بيقولي انتي السبب يمه وانا سيبتها عشان خاطرك .. بس لسانه مابينطقش .. وانا قلبي حرقني عليه يعني كنت مفكرة لما يتجوز ومراته تبقي في بيته هيركز معاها وينسي ابريل وايامها
يا زينب ماهو دا الطبيعي مش سهل علي البني ادم ينسي حد كان بيحبه ومتعلق بيه خصوصا انهم متربين مع بعض من صغرهم
زينب بضيق شديد مش عارفة مش عارفة اعمل معاه ايه بس يا خۏفي لا ينخرب بيته ويرجع يندم
ربتت سناء علي كتفها بمواساة يتخللها اللامبالاة بالأمر ان شاء الله خير اهدي انتي بس
بقلم نورهان محسن
في غرفة ابريل
الله الله واضح ان صحتك ردت لابسة ومحضرة شنطتك كمان ايه كنتي عايزة تكرريها تاني مش كدا يا بنت
صاح فهمي مستنكرا بشدة بعد أن اقتحم الغرفة وسلمى خلفه ثم واصل حديثه الغاضب ومعناه ايه اللي منشور في الجرايد وعلي المواقع دا يا ابريل يعني ايه انتي تعلني للصحافة انكو مخطوبين حتي قبل ما يتقدملك في الحفلة ممكن تفهمونا
وزع فهمي نظراته بينهم ليبادر باسم بالتحدث بصوت هادئ ممكن تقعد يا عمي وتهدي عشان نعرف نتكلم
بدأ يغزو الارتباك كيان أبريل لذا حاولت الحفاظ على بعض الهدوء والاستقرار الإنفعالى وهي تسأل بصوت متقطع هو مين قال اصلا اني هربت!
فهمي بنفاذ صبر اومال ايه كل اللي حصل دا ايه تقدري توضحيلنا!
حركت قدميها نحو السرير وعقلها يعمل بأقصى سرعة حتى جلست على مسافة قليلة من باسم وكأنها تبحث عن ملجأ آمن بجانبه وأجابت بتوتر حصل بالغلط ڠصب عني .. كنت مضايقة ومخڼوقة من القعدة في الاوضة لوحدي .. لاقيت نفسي بلبس عشان اروح الخطوبة
استنكرت سلمي بعدم إقتناع اومال مين ۏلع في الفستان ان شاء الله .. كانت الولاعة بتعمل معاكي ايه من الاساس!
أخبرتها ابريل بلهجة مغلفة بالثبات والثقة كانت هدية من مصطفي .. كنت رامية الفستان علي الارض من عصبيتي .. واظاهر ان شبكت فيه الڼار لما وقعت مني الولاعة من غير ما اخد بالي وانا خارجة .. ولما خرجت لاقيت الامن بيجروا ورايا فاټخضيت وجريت منهم لحد ماوصلت لفيلا اونكل صلاح .. وهناك قبلت باسم وهو اللي فجئني بطلب جوازه مني وقتها اتجمع المصورين علينا وسمعونا معرفناش نوضحلهم حاجة وكل حاجة حصلت بسرعة
سلمي بسخرية واحنا المفروض نصدق التمثيلية العبيطة بتاعتك دي
اندفعت ابريل تقول بنبرة قوية ذات مغزي زي ما انا صدقت تمثليتكم الخايبة ليا
صړخ فهمي پعنف على إثر ذلك انتفضت ابريل وشحبت پخوف شكلك مش حاسة بالڤضيحة اللي حصلت بسببك لينا ومصطفي ولأهل باسم كمان
ضاقت عيناها بدهشة حقيقية وهي تجيبه بدفاع عن نفسها ڤضيحة ليه انا معملتش حاجة اخاڤ منها .. ومصطفي مالوش عندي حاجة خطوبته وفسختها لانه واحد كداب وغشاش .. وقرار خطوبتي من باسم محدش له انه يدخل فيه دي حياتي ومن حقي انا اللي اختار اعيشها ازاي
زجرها فهمي بصرامة حانقة اخرسي يا بنت انتي جايبة البجاحة دي منين .. بقي دا جزائنا علي اللي بنعملو عشانك يا بنت الهام
سارع باسم بالتحدث بدفاع فهمي بيه المكتوب دا كلام جرايد ومتفبرك .. اظن انك المفروض تكون اكتر واحد فاهم كدا كويس .. المهم دلوقتي نحضر في اسرع وقت ترتيبات الخطوبة عشان نقفل علي اشاعات طلعت دي نهائي
ريهام بإنخراط في الحديث وانت تعرفها اصلا منين يا باسم وامتي عشان تتقدملها وليه عايز تتجوزوا بالسرعة
تابعت ريهام بخبث خفي الا اذا انتو حصل بينكو حاجة وعايزين تتجوزوا عشان تداروا عليها
بقلم نورهان محسن
في شقة تحية
تفتكري يا ماما يعني لو كان جاب البنت دي من ابريل مش الحياة كانت هتبقي احسن هتبقي متشحططة معاهم كدا
هزت تحية رأسها بسرعة مستنكرة بشدة وقالت استغفري ربنا يا صابرين لو دي من الشيطان يا صابرين .. دي ارادة ربنا هو اللي بيوفق وهو اللي بيفرق .. يلا ربنا يكتبهم الخير كلهم ويوفق كل واحد في حياته
اللهم امين يارب العالمين
تابعت صابرين بإغتياظ بس انا برده لحد انهاردة مفروسة من زينب .. فضلت تزن علي ودانه بكلام فارغ قال ايه .. ابريل دي عاملة زي الطير المهاجر من عشه وبكرا تتلوي عليك لو صالحتها ونفذتلها طلبها وهتركبك وتسوق هي .. وشحنته كلام زي الزفت في حق البت الغلبانة .. ومفيش شهر وراحت خطبيتلو نادية وقال ايه احنا هنجوزهم بسرعة البت اهلها مجهزينها من الابره للصاروخ و هي موافقة ماتكملش بعد الثانوية كمان عشان خاطر عيونه وفي الاخر اهو بقي بيسيبها بالشهور لوحدها وبيطل عليها شهر واحد في السنة بالذمة دا مش حرام عليه
تحية بتنهيدة الله يصلح حالهم هنقول ايه دا النصيب .. فكرتيني صحيح من ضمن حجج مرات اخوكي اللي مابتخلصش عشان تسم بدنها .. ابريل مش فاضية تجهز نفسها وملخومة في دراستها الله يهديها ويسامحها
صابرين بتأكيد ابريل عزيزة النفس وكانت مابتتكلمش عن جهازها دا خالص ولا بتجيب سيرته
تحية بقلة حيلة الله وحده يعلم الحال كان ممشينا بالعافية انا لو عليا كنت جبتلها الدنيا عندها
بس بابا الله يرحمه ليه فضل رافض خالص انها تشتغل رغم انها كانت بتزن عليه كتير
ابوكي ماكنش عايزها تتبهدل عشان صحتها ومذاكرتها ماتتأثرش مش هتبقي خربانة من كله
متابعة القراءة