سلسلة جوازة ابريل الجزئين الاول والثاني كاملين بقلم نورهان محسن
المحتويات
بنصف عين مفتوحة وضغط على رقم رزان ووضعه على أذنه وبدأ الرنين حتى النهاية ولم
يتلق أي رد فرماه بجانبه وأغمض عينيه مرة أخرى دون اهتمام.
بقلم نورهان محسن
في المنصورة
عودة إلى غرفة نوم أحمد
سألته نادية بحب بتحبني زي ما بحبك يا حمودي!
بحبك و دايب فيكي ..
غمغمت نادية في استرخاء تام مبسوط وانت معايا يا حبيبي
انا فوق السحاب يا روح قلبي و اسعد لحظات عمري .. اوعي تبعدي عني يا عمري .. ابريل .. ماتبعديش عني تاني .. اوعي
نهاية الفصل الثامن عشر
روايةجوازةابريل
نورهانمحسن
الفصل التاسع عشر سم لذيذ رواية جوازة ابريل ج
داخل غرفة ابريل
تضم شال جدتها العتيق إليها وهي مستلقية على جانبها الأيمن بينما تجول عيناها في نقطة واهية وعقلها يردد بحزن
اليوم اكتشفت أن الجميع خذلوني دفعة واحدة.
العائلة التي كنت أتمناها منذ طفولتي
والذي أحببته في طفولتي
والذي ظننت خطأ أنه المرسى الذي ستلجأ إليه سفينتي التائهة وتهتدي إلى شواطئه الرحيمة.
نهضت ابريل فجأة من مكانها ومدت ذراعها لتفتح درج المنضدة بجانب السرير بحثت بأصابعها قليلا داخله ثم أخرجت دفترا بغلاف أخضر لونها المفضل وسحبت القلم المشبك بإحدى صفحاته وهي تتراجع إلى الجزء الخلفي من السرير متكئة على ظهره وهي تجفف دموعها بظهر يدها وأخذت تكتب بإندماج حتى تخرج كل مشاعرها كما كانت تفعل في الطفولة فالقلم والورقة هما أول أصدقاء حقيقيين لها في هذا العالم.
بقلم نورهان محسن
فى نفس الوقت
فى غرفة نوم فهمى الهادي
دخلت سلمى الغرفة لتجده أمام المرآة وهو يربط ربطة عنقه فقالت بابتسامة صباح الخير يا حبيبي
الټفت فهمي قليلا فرأها تقترب منه لينظر مرة أخرى إلى انعكاس صورته في المرآة وردد بهدوء صباحوو يا سوما
فور أن وقفت بجانبه أردف فهمي بتساءل معقول انتي لسه مالبستيش
تنظر إليه عبر المرآة ثم أجابته بالنفي لا يا روحي .. ما انا مش هروح الاوتيل انهاردة .. انت ناسي انهاردة خطوبة هالة ولازم احضر نفسي واعمل شعري
هز رأسه بتفاهم قبل ان يعقب وهو يشكل ابتسامة علي محياه اه دا انتي يومك طويل بقي .. الولاد نزلوا عشان نفطر
أنهى فهمي جملته بسؤال وهو يضع بعضا من عطره المفضل على رقبته فيما أمالت سلمى رأسها وغمغمت بنبرة عادية هنفطر انا وانت وعمر .. يوسف خرج من بدري و ريهام لسه نايمة انت عارف مابتصحاش دلوقتي
الټفت فهمي إليها برأسه وسألها بحذر طيب عملتي ايه مع ابريل..!!
اجابت سلمي علي الفور بابتسامة لم تصل إلى عيناها ماتقلقش علي ابريل هي نايمة واطمنت بنفسي عليها من شوية
صمت فهمي لبرهة ثم ما لبث أن سأل بترقب مش ناوية ترجعيلها تليفونها الحركة دي مش صح هي برده مش صغيرة
تنهدت سلمي بصوت مسموع قبل أن تجيبه بفتور شديد مش معني انها اتخرجت وبقت مهندسة .. انها تكبر علينا احنا اهلها
وعايزين مصلحتها وهي متهورة ومابيهمهاش حد .. واذا مصطفي او مامته خدو خبر باللي حصل امبارح هيحصل مشاكل كتير
رد فهمي بنوع من الإقتضاب وهو يرتدي ساعته الفاخرة في معصمه الأيسر ماتدفعيش عنه عشان قريبك .. لولا كدا ماكنتش وافقت علي طلبه
هتفت سلمي رغما عمها في انفعال انا مابدفعش عن حد يا فهمي .. مصطفي راجل قد كلمته وكان ناوي علي اللي وعدنا بيه قبل مايتجوز بنتك ومفيش حاجة قصر فيها معاها
ارتفع حاجبيه في سخط وهو يدير جسده إليها ليواجها بعضهما البعض ويكرر بصوت غير راض بنتي!! انتي بلسانك اهو بتقوليها .. عشان هي بنتي وافقتي علي اللي بيحصل واقنعتيني بيه .. بس لو كانت ريهام هي اللي في نفس الموقف .. لا انتي كنتي هتقبلي ولا هي من الاساس كانت هتوافق
زاغت نظراتها مزدردة لعابها لتقول بتوتر مخفى ياريت مصطفي ينفع ريهام .. بس لا هو في دماغها ولا هي في دماغه..
أنهت سلمي كلامها لتفتح أحد أدراج منضدة الزينة وأخرجت هاتف أبريل منها وفتحته أمامه ثم أعطته إياه مضيفة بازدراء ممزوج بالڠضب واتفضل شوف بنفسك اللي حسبته لاقيته .. ابن خالتها اللي اسمه احمد متصل عليها من رقمه في مصر من يومين وهي ردت عليه يعني رجع من سفره ..
أردفت بخبث داخلى وهى تراه ينظر إلى الشاشة عاقدا حاجبيه وشكله كدا رجع يلعب في عقلها وعشان كدا عايزة تسيب مصطفي من غير حتي ماتتفاهم معاه وانا متأكدة انها كانت عايزة تسافر عند ستها عشان تقابله هناك
حك فهمي ذقنه وواضح أنه اقتنع بما قالته مؤكدا برفض خير ما فعلتي .. ابن خالتها دا لو كان
اخر راجل مستحيل اخليها ترجعلو بعد اللي عملوا فيها من سنين حتي لو هي موافقة عليه ..
انا كل اللي مزعلني ان بعد تعبي معاكو واني عايزاها تعيش مع انسان هيريحها .. يبقي دا جزائي
ربت علي ذراعها وأخذ يتمتم معتذرا في رقة خلاص انا اسف يا حبيبتي .. انتي عارفة اعصابي متوترة .. دي اول مرة اشد عليها كدا وهي مش متحملة وقلقان يحصلها حاجة وذنبها يبقي في رقبتي
لتغمغم بمعارضة حانية بلاش تكون حنين معاها طول الوقت .. لازم تشد شوية عشان لو سيبناها لمخها مش هتشوف الجواز خالص بطريقتها دي .. سيبني انا اتصرف ماتشغلش دماغك انت
أكملت سلمي بهدوء وهى تأخذ منه الهاتف لتغلقه تماما والتليفون دا هيتقفل خالص واذا مصطفي اتصل يسأل عليها هقوله ان تليفونها اتكسر ولا باظ وهتبقي تجيب واحد جديد
هتف فهمي بالموافقة وهو يتجه إلى السرير ليأخذ سترته ليرتديها طيب .. انا اتأخرت يدوب اتحرك
مش هتفطر
لا عندي شغل مهم
ذكرته سلمي بإصرار ماتتأخرش عشان نروح مع بعض الخطوبة
قال بإبتسامة قبل أن يغادر الغرفة اوك يلا سلام
أجابت سلمي بابتسامة منتصرة وهي تضع هاتف أبريل في نفس المكان مرة أخرى مع السلامة
بقلم نورهان محسن
بعد مرور فترة زمنية قصيرة
في المنصورة
عند نادية
نهضت نادية من السرير وهي تشعر بعدة وخزات متفرقة في جميع أنحاء جسدها ثم عادت لتنظر إليه بنظرة جوفاء معاكسة تماما لنظرتها المفعمة بالحب له في الصباح وهو نائم بشكل فوضوي ومسترخي تماما على بطنه وغير مبال بشيء فشعرت بوخز قوي في قلبها ومرارة في فمها وهي تمشي على أطراف أصابعها خارج الغرفة تنوي الذهاب إلى المرحاض.
أغلقت الباب خلفها وأسندت ظهرها عليه تهبط تدريجيا حتى جلست على أرضية السيراميك الباردة ضد حرارة جسدها بالڠضب والغيرة وخيبة الأمل.
رفعت نادية يديها لتمسك بخصلات شعرها وتسحبها للوراء ببقوة وهي تضغط على فمها وبدأت دموعها تنهمر على خديها في اڼهيار ومن سوف تلقى اللوم عليه وهي التي أوصلت نفسها إلى ما هي عليه الآن إلى متى ستستمر في الهروب من كونها بديلا لشبح أنثى أخرى في حياة زوجها الذي لن يتوقف عن حبها أبدا
هي التي خدعت نفسها منذ أول يوم لها في هذا المنزل أو بالأحرى منذ أن تقدم لخطبتها علما أنه سبق أن كان خطيب صديقتها المفضلة التي لم تمر على فسخ خطوبتها منه إلا أشهر قليلة لتتفاجأ بوالدته تدق على باب بيتها معه ليتزوجها.
هي التي أقنعت نفسها بأنها ستجعله يحبها ولا يرى أحدا سواها وعمي الحب عينيها عن الواقع المرير لتحلق مع الأحلام الوردية فوق سحابة في سماء حبه حتى جاء يوم زفافها منه وبدلا من أن ترى الكثير من الحب والحنان والرغبة من زوجها لها تفاجأت بالعكس إذ تركها في غرفة نومهما ليخرج إلى غرفة المعيشة بينما كان يحاول الاتصال بأبريل لتسمع كلماته الممزوجة بالدموع والڠضب يقول لها إنه لا يحب زوجته لا يستطع أن يحب غيرها لا يريد غيرها ليس لديه رغبة في المرأة التي تنتظره في غرفة نومه فهو يريدها فقط لا سواها.
استمعت إلى تلك الكلمات وهي تضع يديها على فمها تكتم شهقات بكاء والعبرات تتدفق
من عينيها فى صدمة وقهرا وعدم تصديق وكل ما كانت تطمح إليه هو أن تفتح صفحة جديدة معه في هذا اليوم لتصارحه عن عمق مشاعرها تجاهه وأنها لم تحب أحدا سواه منذ الصغر لكنها دفنت حبها الصامت له سنوات حتى لا تفقد صديقتها التي لم يستطع أن ينساها على مدار سنوات زواجهما حتى في لحظاتهما الخاصة.
تهدجت أنفاسها بسبب تنهداتها المخټنقة قبل أن تتكئ علي معصمها وهي تجاهد من أجل الوقوف على قدميها المرتعشتين دون أن تلتفت إلى الغطاء الذي سقط إلى الأرض.
خطت بضع خطوات حتى وصلت إلى صنبور الدش وفتحته على اخره ووقفت تحته مغمضة العينين بقوة وقطرات الماء تندفع بغزارة على رأسها وهي تبكي بصوت عال وتتزايد آهاتها النابعة من أعماق قلبها المعذب وصوت خرير الماء يحجب صوت شقهاتها المقهورة.
بقلم نورهان محسن
فى فترة الظهيرة
داخل مطار القاهرة
أخرج يوسف هاتفه من جيب بنطاله ثم نقر على الشاشة ليتصل على رقم ابريل وعيناه البنيتان مغطاة بنظارة سوداء أنيقة.
تأفف بسأم عندما وجد أنه لا يزال مغلقا يبدو أن والدته لن تتراجع عن عنادها لكنه سرعان ما اتصل مرة أخرى برقم آخر ووضعه على أذنه وجاء الجواب بعد ثواني فأجاب صوت أنثوي حنون مساء الخير يا حبيبي
رد يوسف بإبتسامة مساء الفل يا ديجا .. بتعملي ايه كدا
أجابت خديجة التي تعمل في منزل فهمي الهادئ على استفساره بتلقائية هكون بعمل ايه في المطبخ بحضر الأكل
سأل دون مقدمات ابريل عاملة ايه انا نزلت بدري اوي الصبح وكنت خاېف احاول اكلمها لا تصدني
إلتوى شدقها بضيق ثم أخبرته بصوت خفيض دي ماغمضش ليها جفن من امبارح يا يوسف وكل ما اطلعلها الاكل .. ماترضاش تاكله احترت معاها والله يا بني
مسح علي وجهه بضيق ثم قال بتساءل هي ماما فينها!
مدام سلمي راحت للكوافيرة بتاعتها ومفيش في البيت الا ست ابريل في اوضتها بس
ولسه قافلة عليها
لسه
تأفف بصوت مسموع هاتفا بسخط انا معرفش ايه جو الافلام القديمة اللي احنا عيشين فيه دا .. الزمن اتغير و بقينا في 2023 موضوع عقاپ البنت بالحبس في اوضتها دا خلاص اتلغي
تنهدت قائلة بعجز طب قولي ايه الحل طيب .. والله البت صعبانة عليا بس ايه في ايدي اعمله انا عبد المأمور
حك رقبته وقال بنبرة جادة خلاص يا ديجا .. كل شوية بس اطمني عليها وشوية وهتصل عليكي تاني وعشان خاطري جربي تخليها تاكل اذا تعبت ذنبها هيبقي في رقبتنا
بقلم نورهان محسن
فى ذات الوقت
داخل غرفة باسم
خرج للتو من الحمام الملحق بالغرفة ومنشفة صغيرة في قبضة يده بينما شعره مبلل في فوضى جذابة.
توجه مباشرة إلى هاتفه الذي يرن على الطاولة والتقطه وهو ينظر إلى اسم المتصل قبل تلقي المكالمة ليسأل بصوت هادئ ايه يا خالد .. انت فين كدا
استمع باسم رد خالد من الطرف الآخر وهو متوجه إلى السرير عاقدا حاجبيه في دهشة ليقول بحيرة مش قولت انك ناوي تيجي من بدري يا بني انت!
جلس باسم على حافة السرير رافعا عينيه نحو اليسار ينصت إلى إجابته وهو يرفع المنشفة وجفف قطرات الماء المتساقطة على رقبته ثم سأله باستياء يعني ايه ناوي تيجي علي بليل!! وماتجيش من دلوقتي ليه تعالي نتسلي بدل ما انا مش لاقي حاجة اعملها .. ومفيش حاجة طرية تسليني حتي
قهقه باسم بمرح على رد فعله اللاذع وهو يرمي المنشفة جانبا بإهمال ثم تشدق بفظاظة عبو لسانك الظريف .. خلاص خلاص عنك ماجيت .. بس ماتتأخرش نط في البدلة وابقي تعالي وقت ماتيجي
مسح باسم فمه وأجاب علي سؤاله بإبتسامة ماكرة لا لسه ماشوفتهاش!
تأفف باسم بسخط وتابع بنبرة متذمرة ما خلاص هقولها .. بطل زن شوية و اتقل في نفسك كدا
باي
بقلم نورهان محسن
بعد مرور حوالي ساعة
فى منزل عز الشندويلي
دخلت الحمام حيث كان الباب مفتوحا لترى عز جالسا داخل حوض الاستحمام الفسيح مسترخيا تماما فقالت بإستغراب ايه دا .. انت لسه مخلصتش شاور
قالت مني ذلك وهي تتقدم نحوه ليفتح عز عينيه ويسألها شارد الذهن بتقولي حاجة!
هزت رأسها بصمت ونظرت إلى عينيه اللتين اتسعتا عندما رآها توجهت إلى حوض الاستحمام
متابعة القراءة