سلسلة جوازة ابريل الجزئين الاول والثاني كاملين بقلم نورهان محسن
المحتويات
وتتجاذب معها اطراف الحديث منذ دقائق.
أجابتها ابريل نافية بإبتسامة صغيرة ماتفهمنيش غلط يا ريهام انا عارفة انك حابة تساعديني .. بس انا وباسم هنكون كدا مرتاحين اكتر
ريهام مستنكرة غيظ وهو ايه دخلو دا فستان خطوبتك ماله بيه ماتفهميني فيها ايه لما تاخدي الفستان من الاتيليه بتاعي
أستوضحت ابريل بتنهيدة يتخللها اللامبالاة الخفية بالأمر برمته الموضوع مالوش علاقة بيكي .. الاتيليه اللي هو هيدويني ليه صاحبته عايزة تجامله عشان شغل بينهم هو دا كل الموضوع
لفت كلام الأخرى انتباه ابريل لتعقد حاجبيها الرفيعين بإستفهام بزغ في سؤالها قلقانة من ايه
من موضوع ارتباطك بباسم .. انا عارفة انك بتحبي الانسان الصادق والواضح .. و باسم مش كدا خالص هو مش مناسب ليكي .. يعني واحد زيه علاقاته بالبنات الكتير اللي بيعرفهم مش هيريحك .. وكل كام يوم والتاني بيطلع عليه اشاعة انقح من اللي قبلها .. دا غير انه لعبي اوي ومستهتر
جاء رد أبريل الواثق محطما سقف آمالها في تخريب علاقتها به فوق رأسها لا ماتقلقيش عليا يا حبيبتي .. انا وهو لسه بنعرف بعض .. وكمان حاسة ان في بينا تفاهم .. واللي عجبني فيه انه كان واضح وصارحني بكل حاجة لسه قايلها من البداية
حوالي الساعة الحادية عشر مساءا
عند باسم
داخل الفناء الخارجي لمقهى في حي يعج بالحشود والتجمعات.
اخيرا يا اخي نزلت وشوفت ناس من عشر ايام .. انا كنت قربت اڼتحر من قعده البيت دي لوحدي .. والله لميس هي اللي كانت مصبراني علي اللي انا فيه
خرجت هذه العبارة من فم خالد أعقبها نفس عميق من صدره وعلى وجهه ابتسامة رائعة مليئة بالحب فضحك باسم عليه قائلا بسخرية ما انت اللي عامل فيها روميو بقى وعايش الدور قوي
ارتفعت ضحكاته عندما تبادر إلى ذهنه تلك القزمة المتمردة قبل أن يخبره بنبرة شفقة عن حاله الذي لم يخلو من المرح عايش ايه!! دي مطلعه عيني .. بس والله چنونها كده ليه لذة ومسلي...
ماشي يا عمنا .. ها ايه بقى الحاجه اللي قولتلي في التليفون انها مهمة اوي كأنها سر قومي دي!
قهقه خالد بتعجب والله دماغها سم حتى اختها ما سلمتش منها .. وماقلتلهاش طبعا
هكذا استفهم خالد في نهاية عبارته فأجابه باسم بالنفى اكيد
لا ما جبتش سيره ليها بحاجة
طيب ما علينا خلينا في المهم ايه الموضوع
دنى باسم بيده ليمسك كوبا من مشروبه الغازي ورفعه إلى فمه متجرعا منه ليروي حلقه الجاف من العطش قبل أن يقول له ببرود مبحوح في احتمال كبير ان ابريل ترجع لمصطفى تاني
اندهش خالد من حديثه بحاجب مرفوع ترجع له ازاي يعني قالتلك حاجة
لا سمعت
أجاب باسم بإيجاز وهو يطوي ذراعيه على صدره موزعا نظره في المكان فتمتم خالد بسؤال مهتم سمعت ايه
صمت قليلا يعود بذاكرته إلى ذلك اليوم الذي كان فيه مع أبريل في غرفتها قبل أن تتركه لتذهب حتى تأتى له بالثلج فتبعها إلى الخارج ليسمع الحديث الذي دار بين مصطفى وريهام دون أن يشعرا بوجوده قبل أن ينفض هذه الأفكار من عقله وهو يجيب بشرح جدي مصطفى له فلوس عندهم .. لما دورت ورا الموضوع فهمت انه كان داخل شريك بالبناء مع سلمى في الاوتيل بتاعها دا غير ديون على فهمي وشيكات بتمن توريدات من شركة مصطفس للاوتيل وطبعا كله متقيد على النوته ما بيدفعوش .. و بعد حركه ابريل بدأ بيساومهم يا يدفعوا او يتجوزها .. مش حبا فيها طبعا .. بس عشان ياخد حقه من اللي عملته فيه .. وتخيل بقى كل ده بمساعده مين !! اختها حبيبتها .. ريهام
اتسعت عينان خالد من الصدمة وهتف مستنكرا يخربيت ابو جحودها .. الست دي ايه .. ملهاش اخر خالص!!!
جاب المكان بنظرات هادئة تعكس الڠضب الذي يدور بداخله قبل أن يعلق على كلامه بسأم لا ملهاش .. ولا دا اللي بفكر فيه .. انا دلوقتي اللي شاغلني اني مش ضامن رد فعل ابريل لما تعرف
دي مش محتاجه تخمين .. لو عرفت هتكون بين اختيارين يا تكمل في لعبتك .. يا تنقذ ابوها من السچن .. وماعتقدش انها تختار الخيار الاول مهما
كان ده ابوها
رد عليه بهدوء يغلفه البرود عشان كده مش عايزها تعرف اي حاجه عن اللي بيحصل حواليها .. عشان لو عرفت من حد منهم ساعتها هيقدرو يأثروا عليها .. ووقتها مش هعرف اخلص من ريهام .. وكمان انا مش هدي لمصطفى فرصة انه يكسبني في التحدي ده .. خصوصا ان بدات خيوطها تتلف حاولين صوابعي وتطمنلي يعني قريب هعرف ارقصها لمصلحتي زي ما انا عاوز
أضاف بجحود يلائم الابتسامة الجانبية التى ارتفعت من زاوية فمه مليئة بدهاء الذئب الذي قرر الاڼتقام بطريقته الخاصة وهو على ثقة كبيرة من نجاح خطته الماكرة كل اللي محتاجو بس شويه وقت .. على الاقل ليوم خطوبتنا .. بعد كدا هتلاقي نفسها
قصاد امر واقع بعد ماتنصدم بالمفاجاه اللي محضرهلها
رمقه خالد بعينين ضيقتين بعدم ارتياح صدح في نبرة صوته الخشنة وهو يقول محذرا الغازك كترت و شكلك هتعك جامد اوي يا باسم الفترة الجاية .. بس افتكر انا حذرتك لو اللعبة اللي بتلعبها قلبت بجد .. انت اول واحد هتطلع منها بخسارة كبيرة
نهاية الفصل الثالث والعشرون
النصف الأول من الفصل الرابع والعشرون قبلة المتبجح روايةجوازةابريل
قلبي وروحي في بحارك سابحه
وشراع عيني في عيناك ساريه
إني رسمتك في خيالي جنانا عاليه
فيها الطيور بكل لحن صادحه
و الشعر يروي من عيناك
سحر القوافي للفؤاد مصافحه
كلي عشقتك و قد ملكت الفؤاد والمقل لم يبق مني في الجوارح جارحه
وإذا بليت من الأنام بحاسد
أرقيك بالآيات بعد الفاتحه
كن واثقا بالحب دوما
للحب يابن الناس أيد صالحه
حين القلوب من المحبة ترتوي
تمسي وتصبح للحبيب مسامحه
بالحب تاجر في حياتك كلها
إن التجارة بالمحبة رابحه
في توقيت الظهيرة
داخل مقر لأزياء العرائس
اهلا اهلا يا باسم الاتيليه نور ..
قالتها سيدة في الأربعينيات من عمرها أنيقة المظهر بترحيب بالغ وهي تنهض من خلف مكتبها لتصافح باسم الذي قال مبتسما بلطف منور بيكي يا كاميليا مبروك علي التجديدات
وانت كمان الف مبروك علي الخطوبة
أردفت مبتسمة بثناء عروستك زي قمر ماشاء الله
ابريل بلطافة ميرسي اوي .. كلك ذوق
تدخل باسم فى الحديث بهدوء مشيرا إلى المرأة وهو يضع يده في جيب بنطاله اشتغلنا كتير مع بعض وهي من احسن تلاتة فاشن ديزاين ناجحين في مصر
ضحكت كاميليا بنعومة وهي تمسد علي شعرها قبل ان تقول بامتنان ميرسي اوي يا باسم .. هو علي طول كدا مجامل بزيادة .. اتفضلو استريحو....
وبعد فترة قصيرة انخرطا في أحاديث جانبية قبل أن تستثني كاميليا نفسها منهما بلباقة ودودة معلش مضطرة اقوم في معاد مع عميلة هخلصو ارجعلكم .. وعلي ماتشربو العصير يكون الكولكشن الجديد عندكم .. وطبعا مش محتاجة اقولكم المكان بتاعكم خدو راحتكم
وفور خروجها ارتشفت أبريل من كوب العصير الخاص بها وهي توزع نظراتها في المكتب بهدوء بينما كان باسم يحدق بها في صمت وهو يجلس على الأريكة الجلدية وهي في مقعد فردى فسمعته يسألها بصوته صوت هادئ ايه مقعدك بعيد كدا تعالي جنبي عشان نعرف نختار مع بعض..
أومأت ابريل له بالموافقة ونهضت من مقعدها لتتجه نحوه وحالما وقعت عينيها إلى المكان الصغير في نهاية الأريكة بجانب حافتها حيث يشير إليها تجعدت حاجبيها بعدم رضا وردت هازئة بخجل والله ما تاخدني علي رجلك احسن
عبست معالم وجهه الوسيم قبل أن يمسك رسغها وسحبها نحوه في الوقت نفسه تحرك قليلا من مكانه ليهيئ لها مكانا جيدا لتجلس بجانبهد معلقا على حديثها بوقاحته المعهودة وهو يحاوطها بذراعه دعوة حلوة وجريئة منك بس انا عامل حساب لاحراجك يا ام لسان زي المبرد
بعد قليل
شدة التصقها به
اخترتي ايه
قالها باسم بتساؤل فأجابت إبريل بإحباط وعيناها تفحصان التصاميم باهتمام ولا واحد لافت نظري
أشارت الفتاة بيدها نحو المجلة مقترحة عليها بذوق طيب شوفي دا يا انسة .. تصميمه هادي زي ما انتي حابة ومناسب لطولك
أومأت ابريل برأسها مجيبة عليها وهي تضم يديها الاثنتين معا بتوتر هو موديله شيك و حلو اوي بس مش حاباه
رجع باسم إلى الخلف ليتكئ بأريحية على ظهر الأريكة ويضع ساقا فوق الأخرى وهو يقول للفتاة بكياسة ياريت توريلها كولكشن غيره
تمام يا فندم
الټفت باسم نحوها برأسه وهو يسألها سؤال مباشر بصوت أجش بصراحة كدا انتي مش حابة المكان ومش عايزة تنقي الفستان من هنا عشان عايزة نروح لأتيليه اختك
رفعت ابريل حاجبيها مستغربة من سؤاله الذي لم تفهم معناه الذى قصده إذ هزت رأسها سلبا وهي تجيبه بنبرة صادقة لا خالص .. انا مش حابة اروح هناك
تنهدت ابريل بقوة وخاطبت نفسها سرا بالعكس انت اديتني حجة تعفيني من اني اروح عندها مع انها عارفة الحاجة اللي بفضلها ومناسبة ليا .. بس كدا افضل للكل
طيب ايه الذوق اللي يناسبك قولي عشان مانضيعش وقت الناس في الفاضي الالوان مش عجباكي..
المشكلة مش في الالوان
تعجب باسم مما سمعه منها اكثر ليسألها باندهاش اومال ايه فهميني بدل الحيرة دي!
دحرجت ابريل عينيها عنه بتوتر ليراقب هو شفتيها ترتجفان وهي تجيب بصوت منخفض متذمر لا يخلو من حرج كلهم يا كتافهم عريانة .. يا اما بعد رقبة باين اوي
تفاجأت أبريل بصمته فنظرت إليه مرة أخرى لتجده يتأملها بنظرة غامضة لم تفهمها فسألته قائلة بتبصلي كدا ليه
أجابها باسم متنهدا بعد برهة كل شوية بتفاجئيني بحاجة مش متوقعها
رمشت ابريل بأهدابها عدة مرات قبل أن تقول بإستفسار زي ايه
مط باسم شفتيه ثم رد بهدوء يكسو ملامحه يعني معروف ان البنت في يوم خطوبتها او جوازها بتحب تلبس حاجة ملفتة وجريئة عشان تبان في اجمل صورة
رفعت ابريل ذقنها وسألته بخفوت حذر افهم من كدا انت تقبل ان خطيبتك تقعد جنبك وهي لابسة فستان زي دا كدا
في عريس يوم خطوبته ينفع يجي ناسي يلبس كرفتته!
رفعت ابريل كتفيها وأجابت ببساطة لا!!!
نظر باسم إلى داخل فيروزيتيها التي تتلألأ بترقب منتظرة كلماته التالية ليهدر بثبات مزين بشيء من الحدة لا ممكن ينفع في حالة واحدة لما اشنق كرامتي بالكرافته قبل ما اجي اخدك من بيت ابوكي بقصاقيص فستان زي اللي في الكتالوج دا
ارتفعت ضحكاتها برقة على تعبيره الساخر ثم ردت بحيرة وتهكم قصاقيص!!! ولما انت معترض كدا كنت بتخليني اتفرج عليهم ليه افرض كان واحد فيهم عجبني وصممت اخده!
شقت الابتسامة ثغره وهو يدنو منها ويجيبها بنبرة واثقة لو مش واثق انك هترفضي مكنتش خليتها توريهولك..
اهتزت حدقتاها من قربه الذي يخطف أنفاسها وشعرت بحرارة قوية تسرى فى جسدها من شدة إلتصاقه بها إلى جانب ثقته الغريبة في حديثه وعلى الفور أشاحت بوجهها عنه وسألت بارتباك ملحوظ وانت جبت منين الثقة دي
أدار وجهها إليه بأطراف أصابعه وهو يهمس أمام شفتيها المرتجفتين غامزا بمكر ممزوج بالغموض ماقدرش اقولك علي مصادري
بقلم نورهان محسن
خلال ذلك الوقت
فى مطعم علي ضفاف النيل
تحبي تتغدي ايه!
أنهى خالد سؤاله باهتمام فرفعت كتفيها ببساطة وقالت بصوتها الهادئ مش جاي علي بالي حاجة معينة اللي هتطلبه هاكل منه
أغلق خالد قائمة الطعام ووضعها على الطاولة قائلا بابتسامة خدي وقتك في التفكير وقوليلي حابة ايه!
إلتوى فم لميس ببسمة غاية في الجاذبية والسحر تطابقت مع نبرة صوتها الناعمة بمجرد نطقها قول علي طول انك عايز تعرف انا بحب ايه في الاكل
رفع حاجبيه في تعجب وهو يداعب شعره ببعض الإحراج قبل أن يتمتم بصوت رجولى حلو باين عليا اوي لدرجة دي انا شفاف قدامك
نظرت لميس إليه عدة لحظات قبل أن تهمس بصدق و دي اكتر حاجة مريحاني من ناحيتك يا خالد
أخفض عينيه الخضراوين مستمتعا بنبرة صوتها التي تنطق حروف اسمه بحنان طبع فى ذاكرته وجعله يزفر أنفاسه الساخنة من صدره المثقل بمشاعره القوية تجاهها ثم قال بنبرة دافئة مغايرة مع خشونة صوته خالد حابب يعرف عنك كل حاجة .. من اصغر تفصيلة لأكبر تفصيلة فيكي واكون اقرب ليكي من كل الناس
بللت لميس شفتيها بخجل وتحدثت بخفوت رقيق واحدة واحدة و هنعرف عن بعض كل اللي محتاجين نعرفه ماتستعجلش
بقلم نورهان محسن
بعد مرور فترة وجيزة
داخل حجرة صغيرة لقياس الملابس بروفا
تقف أبريل تتنفس بإضطراب وهي تتذكر بتوتر ما حدث معها هذا الصباح عندما أعلن هاتفها عن وصول رسالة نصية على موقع التواصل الاجتماعي.
فور أن قرأت كلماتها شعرت بنبضها يتسارع پعنف خلف قضبان ضلوعها العقاپ لسه في اوله يا ابريل .. كرامتي اللي دوستيها قصادها هيكون اغلي حاجة عزيزة عليكي يا باشمهندسة .. مستقبلك وطموحك اللي كنتي بترسمي و بتتعبي عشان تحققيه ودعيه عشان كل سنين تعليمك وشهادة التخرج بتاعتك اخرها هتتعلق في ركن علي حيطة اوضتك وبس .. نصيحة مني ايأسي ومابتدويش عشان مفيش ولا شركة هتعرفي تحطي رجلك فيها طول ما انا
حطك في دماغي
هذه الكلمات السامة المفعمة بالحقد كانت مضمون رسالة مصطفى الشامت لتدرك من خلالها أنه
متابعة القراءة