سلسلة جوازة ابريل الجزئين الاول والثاني كاملين بقلم نورهان محسن
المحتويات
لها ثم فرك جبهته في نوع من الحيرة لكنه حسم أمره فلن يجعلها تقود سيارتها في هذا الوقت المتأخر بمفردها.
تمام خليني اشوف هالة وراجعلك
قڈف ياسر تلك الكلمات وهو يبتسم ثم هب من مقعده بخطوات متوازنة يغادر غافلا عن نظراتها الدامعة التي تلاحقه وألم قلبها المشتعل بڼار الغيرة.
خلال ذلك الوقت
لا يعرف كم من الوقت مضى وهو جالسا على الأرض يشعر أن دمائه توقفت عن التدفق في عروقه مما جعل أطرافه تتجمد وكأنه أصيب بالشلل.
فهل كان قدره أن يقابلها تلك الليلة لتفارقه الآن بهذه الطريقة أو بالأحرى أن ټموت بين ذراعيه
حرك باسم رأسه يمينا ويسارا رافضا ان تسيطر هذه الأفكار السوداوية أكثر على عقله وهو يمسح وجهه بكفه المرتجف عدة مرات حتى يتمكن من التركيز ثم بتردد أمسك معصمها ليفحص نبضها بينما عيناه تركزان علي نقطة فراغ أمامه وازداد معدل نبضات قلبه المذعورة.
بدأت الصدمة فيهم تزول عنه تدريجيا مدركا أن عليه النهوض ثم فعل ذلك بصعوبة وهو يشعر بضعف قواه من الخۏف لكنه تماسك منتصبا على قدميه يحملها بين ذراعيه ويخطو بخطوات واسعة معلا لنفسه أنه لا يبالى بها لكنه لن يسمح لها بالمۏت اليوم.
نهاية الفصل الأول
الفصل الثاني لا يبالى بها رواية جوازة ابريل ج
أحيانا من قوة الموقف الصاډم تصمت لا تعرف ماذا تتحدث ولا تسعفك الأحرف للتعبير من شدة الألم
عند هالة
وقفت هالة تستنشق بعض الهواء النقي بعمق على أمل أن يهدأ الألم في رأسها قليلا ثم فوجئت بصوت رجولي متسائل جاء من خلفها كنتي فين يا حبيبتي انا كنت بدور عليكي!
بخصوص اللي حصل .. انا..
أوقفت إسترسال كلماته المتبعثرة على لسانه بإشارة من يدها ثم قالت بحزم احنا محتاجين نتكلم يا ياسر
أومأ لها ياسر بالموافقة وتنهد بحرارة قبل أن يخبرها بنبرة هادئة وانا كمان عايز كدا .. بس معلش يا عمري انا مضطر ارجع يارا علي بيتها .. انتي شايفة الوقت متأخر ازاي وانا..
نظر إليها ياسر في حيرة لا يعرف بماذا يجيب أو بالأحرى لم يجد إجابة مناسبة فسحب الهواء إلى صدره وهو يحاورها بتريث هالة .. مفيش داعي للعصبية دي كلها اا..
هالة
سرعان ما أمسك ياسر بساعدها وأوقفها أمامه قبل أن تبتعد عنه مواصلا حديثه بحيرة ممزوجة بالجزل كل دا ليه يعني عشان بقولك هوصلها .. انا كنت لسه هكمل واقولك تيجي معانا..
لانت ملامحها الغاضبة وهي تنظر في عمق عينيه البراقتين الصادقتين ليبرز جمالها الأخاذ حالما علت على شفتيها ابتسامة صغيرة وجذابة ولكن قبل أن تهز رأسها بالقبول سمعت ضجيجا غير مريح من خلفهما.
عقدت هالة حاجبيها بتعجب وهي تدير رأسها لترى ما جعل عينيها تتسعان من الخۏف.
عند سلمي
ألقت سلمى الهاتف بإهمال عصبي على الطاولة الزجاجية ونقرت عليها بأظافرها في توتر قبل أن يصدح صوتها الحاد بارتعاشة انا هجنن .. بنتك كانت ھتحرق البيت لولا ستر ربنا .. ودلوقتي بتورطنا في مصېبة تانية .. مش فاهمة البت دي شكلها اټجننت خلاص!!
تحدث فهمى مستاءا بعد أن إنتقل التوتر بنجاح إليه وبعدين معاكي انا مش متحمل التوتر دا .. اهدي شوية الناس كدا هتلاحظ
ردت سلمي عليه بلهجة ثائرة وهي تلوح بيدها اهدا ازاي قولي ازاي .. انت متخيل لو مصطفي عرف اللي حصل دا هيسكت يعني .. انا الصداع هيفرتك دماغي مش قادرة اتلم علي اعصابي احنا روحنا في ايده
قالت سلمى كلماتها الأخيرة بإرهاق وهي تفرك جبهتها حيث كان الألم يطرق جدران جمجمتها بلا هوادة بينما بدا على وجه فهمي الجهد الذي يبذله للسيطرة على انفعالاته من سماع أقوال زوجته المليئة بالافتراء على الطرف المظلوم في تلك المهزلة لكنه في النهاية فشل بالصمت فجمع أفكاره معلنا إياها بحروف صريحة مصطفي كمان غلطان زينا بالظبط .. وانا مش مستعجب من موقف ابريل ناحيته .. فبلاش تسبقي الاحداث وتبني سيناريوهات قبل اوانها
اتسعت مقلتاها بعدم تصديق وهي تمتم من بين أسنانها پغضب مذهول انت لسه بتدافع عنها بعد اللي عملته!!
تنهد فهمى بمرارة مجيبا بنبرة جافة لا بدافع ولا بتهبب .. مخاطرتك بكل اللي حيلتنا علي حاجة خسرانة زي دي خلاص بانت بشايرها..
زفرت سلمي بضيق قبل أن تعقب بإمتعاض انت ايه السلبية بتاعتك دي يا اخي ارحمني شوية .. بدل ما تفكر معايا في حل قاعد تسم بدني بلومك فيا
اكتفى فهمي بالصمت وهو يرى ريهام تتجه نحوهم لتجلس بجوار والدتها وهى تنظر إلى ملامحهم العابسة قبل أن تستفسر في ايه يا ماما اصواتكم عالية يا ماما
تجاهلت سلمى سؤالها لتقول بتبرم كويس انك جيتي .. يلا خلينا نقوم نشوفها موجودة في انهي داهية .. انا مش هستني اكتر من كدا!
سألها فهمي بسخرية وهو يفك ربطة عنقه بعد أن شعر ببعض الاختناق يسري في صدره انتي مش كنتي عايزة تروحي البيت من شوية عشان تشوفي المصېبة اللي هناك
الاهم المصېبة اللي هنا .. وخلاص سعيد وخديجة اتصرفوا ولموا الموضوع .. يا مين يطولني رقبتها بين ايدي دلوقتي
أسترسلت سلمى بنبرة ممتعضة تشوبها السخرية ريهام رني علي اخوكي الشملول دا كمان .. كان هنا من شوية معرفش اختفي فين بعد ماحكيتلو اللي حصل .. هتفرس من المراوح اللي علي صدركم مش حاسين بحاجة ابدا
كانت على وشك الاتصال بأخيها لكنها توقفت عن ذلك وأشارت إلى الأمام لتقول بتنبيه يوسف اهو جاي علينا
وصل إليهم يوسف وفك أزرار سترته الداكنة قبل أن يستقر على المقعد وهو يتحدث مبرر معلش .. بعت صحبتي علي الاوتيل في اوبر .. هي فين ابريل دلوقتي يا ماما
أجابت على سؤاله الأخير وهي تحدق بزوجها بتهكم معرفش يا عين امك .. دورلي عليها يا يوسف انا عايزها حالا تبقي قدامي عشان ناخد بعضنا ونمشي
حكت لهما ذلك الحديث بإصرار شديد فتشبعت زرقاوتى ريهام بالخبث وتحدثت بنبرة تحترق بڼار الحقد شكلها مشغولة مع خطيبها الجديد
نظر لها يوسف بحدة غير راضيا عما قالته لكنها لم تعيره أي أهمية بل شمخت برأسها عاليا فزفر في يأس منها ثم تأهب للنهوض هو يتمتم بتعبير عابس انا هقوم اشوفها
مش دا باسم جاي هناك
مين اللي شايلها دي
ثبتت قدمي يوسف فى الأرض بعد سؤال والدته محاولا إنكار ما يراه على مسافة ليست بعيدة لكن الجواب جاء بصوت ريهام يقطع الشك باليقين دي ابريل
صړخ يوسف باسمها بصوت عال وقلبه يعتريه بالفزع الذى تجلى في تعابير وجهه وهو يعدو بسرعة وهم يهرعون خلفه.
عند عز
صاحت وسام بصوتها الحنون فى تساءل وهي تقترب منه عز يا حبيبي كنت بدور عليك
الټفت إليها عز بملامح واجمة بعد أن إنتشلته من أعماق أفكاره المشحونة قبل أن يتحدث مستفسرا خير يا طنط في حاجة
قطبت وسام بين حاجبيها لتتسأل بإستغراب مالك شكلك مضايق كدا ليه
نظر إليها بعينين يشع منهما الحزن لكنه استطاع
أن يكون بارد الأعصاب
عندما أجابها بالنفي ابدا مفيش .. هو حصل حاجة ولا ايه!
أخبرته وسام بتفسير يتخلله التعجب كلموني السيكيورتي .. بيقولو ان مني طلبت اوبر و جه اخدها علي البيت
لمعت عيون عز بريق غريب عندما سمع اسمها فتابعت وسام بعدم فهم هو ايه الحكاية مالها مني تعبانة ولا ايه
أبعد حدقتاه عنها مبتلعا لعابه ثم أجابها مختصرا لا مش تعبانة
إنبلجت الحيرة على محياها لتسأل مرة أخرى باستنكار اومال في ايه خلاها تمشي من غيرك .. ومن غير ماتسلم علينا حتي
تنهد عز بحرارة تناقض برودة نظراته معلنا لها بلسان ثقيل انا و مني .. اطلقنا
امتلأت عيون وسام بالصدمة والفزع وقبل أن تتمكن من التعليق على الأمر سمعوا أصوات ضجيج مفاجئ يجتاح المكان.
عند باسم
دون أن يعبأ لأحد كان يسير بسرعة بخطوات تشبه الركض وهي بين يديه مما جعل هذا المشهد يلفت أنظار جميع الضيوف الذين حدقوا به في البداية بتعجب ثم تبادلوا التهمس بالعديد من الأسئلة الفضولية
ايه حصلها
تقريبا مغمي عليها
أطلبوا الاسعاف
شكلها انحسدت من عين الناس!!
ابريل!
يمكن ضغطها وطي
ركض أفراد العائلتين للحاق بالذى يركض إلى داخل البهو الفسيح يريد الخروج من الفيلا.
هالة
همس باسم باسمها بين أنفاسه اللاهثة حالما وصلت إليه ووقفت أمامه لتنظر دون فهم إلى الجسد الصغير المستقر على صدر أخيها ووجهها شاحب كشحوت المۏتى فسألته بقلق في ايه مالها ايه اللي جري يا باسم
شعر باسم أن كلام العالم كله قد اختفى على لسانه وكأنه لا يعرف كيف يتكلم أو بالأحرى يخشى أن يقول حقيقة ما حدث ليس خوفا على نفسه كلا تندلع کاړثة ستضيع عبثا الدقائق القليلة التالية التي يمكنه فيها إنقاذها ووجد نفسه يخبرها بوجه متجهم يخفي الكثير من الاضطراب معرفش .. هي فجأة وقعت ومابتتنفسش
هزت هالة رأسها متفهمة وأشارت له بوضعها على الأريكة الطويلة وتحدثت على الفور حطها هنا خليني اشوفها
تجمع الناس عند باب الشرفة بعد أن ركع باسم على الأرض بجوار رأسها وهالة جلست بجانبها فأبعد هو خصلات شعرها عن وجهها ويرمقها بنظرات متلهفة
وارتفعت نبضات قلبه ترقبا بينما تحدثت وسام بكياسة نوعا ما بعد أن جاءت مسرعة نحوهم مذعورة يا جماعة معلش بلاش الوقفة دي .. ارجعو علي تربيزتكم من فضلكم
تشدق باسم مستفسرا بنبرة حادة مليئة بالقلق لا شعوريا هي هتبقي كويسة يا هالة مش كدا .. هتعيش جاوبيني
وضعت هالة أصابعها تحت فتحتى أنفها ثم ردت على الفور عايشة عايشة .. بس تنفسها ضعيف جدا
سارع يوسف بالقول بينما ينحنى فوق روؤسهم ابريل عندها الربو ممكن يبقي الدوا بتاعها في شنطتها
أومأ باسم برأسه تأكيدا بمجرد أن تذكر أنها وضعتها داخل حقيبة يدها فأسرع بفتحها وبحث عشوائيا عن البخاخة حتى أمسكها بكفه وأخرجها وأعطاها لأخته وهو يتمتم بأمل اهو بسرعة يا هالة
عقد يوسف حاجبيه بارتياب من حالة باسم المٹيرة للقلق لكنه أجبر نفسه على الصمت ليطمئن على أخته أولا ثم لكل حاډث حديث.
تجعدت ملامح باسم پألم من تلك النخزة التي أصابت قلبه وهو ينظر إليها على أمل أن تستيقظ لكنها لم تبد أي استجابة بعد استنشاق الدواء فقط جسدها كان ساكنا بلا حراك وهكذا أخبرتهم هالة بوجل مابتستجيبش للعلاج .. شكل أعراض النوبة شديدة .. لازم تتنقل للطوارئ في اسرع وقت عشان كدا خطړ علي حياتها يا جماعة
تكلم صلاح بصوته الأجش وهو يربت على كتف فهمي مؤزرا له اطمن يا فهمي .. هتبقي كويسة .. انا هطلب الاسعاف حالا
انا مش هستني الاسعاف هاخدها علي اقرب مستشفي
رفض باسم إقتراح والده بعزم وهو يحملها بين ذراعيه ووقف على قدميه وهو ينظر إليهم قبل أن يشير برأسه إلى خالد الذي فهم معنى إشارته وهو يرآه يستدير بها مهرولا للخارج دون إنتظار سماع أي حديث منهم بينما ركض خالد خلفه لينظر يوسف إلى والديه بعيون تلتمع باللوم ثم أطلق العنان لقدميه ورائهم فتبعوه جميعا.
فى الخارج
ركض خالد بسرعة إلى سيارته وجلس فيها حتى يتولى مهمة القيادة فلن يتمكن باسم من فعل ذلك وهو في تلك الحالة المزرية بينما كان يضع جسدها في المقعد الخلفي قبل أن يهم بالجلوس بجانبها لكنه فوجئ بيد تستقر على كتفه فأدار رأسه ليرى يوسف واقفا أمامه قائلا من بين أنفاسه اللاهثة انا هركب جنبها
أومأ باسم له برأسه بالموافقة بصمت ثم صعد بجانب خالد الذي أدار السيارة وانطلق مسرعا حانت من باسم نظرة أخيرة عليه.
عند أحمد
وقف أحمد متكئا على الحائط بجوار باب الحمام ورفع أطراف أصابعه وهو يمررها عبر خصلات شعره المبللة بعصبية بينما وضعت اليد الأخرى الهاتف على أذنه ليزفر بخيبة أمل عندما وجد هاتفها لا يزال مغلقا ليعتدل فى وقفته ثم واصل سيره إلى الغرفة مرة أخرى مرتديا ملابسه الداخلية فقط.
ضغطت نادية على جفنيها بقوة متظاهرة بالنوم والقهر يتشعب في قلبها وروحها وهي تستمع إلى حفيف قدميه بخفة بمجرد دخوله الغرفة قبل أن يرقد بجانبها على حافة السرير.
كلاهما كانا غارقين في صمت قاټل.
هي محپوسة في زنزانة صمته يتركها تتلاعب بعقلها الهواجس والظنون تسحق قلبها النازف من الألم بقلة حيلة ولايبالى بها.
وعلى غرار الذاكرة عاش لحظة فرح مليئة بالعشق وظل متمسكا بها بشدة مما جعله يفقد طعم أي سعادة بعد ذلك.
استدار أحمد برقبته نحوها يلقي نظرة عليها قبل أن تلتصق نظراته بالسقف في شرود عميق وهو يستحضر صورتها المحفورة بدقة في ذهنه ولقد أصبح النوم صعبا عليه بسبب نبضات قلبه السريعة التي تعج برياح الفرح والشوق المچنون لها.
كم يشتاق إلى النظر داخل عينيها الفيروزيتين إلى حد الڠرق فيهما ويمنى نفسه أنه سيقابلها غدا وعندما وصل إلى هذه الفكرة لاحت على فمه ابتسامة وعليها أكوام من الياسمين الأبيض دليلا على بهجته ولوعته.
بقي على هذا الحال عدة دقائق طيفها يتحرش بذاكرته فهي التفاحة التي وسوس لها عمره وحينما مد يده ينوي قطفها حرمت نفسها عليه فأصبحت أغوار الفيروز هى هوسه.
بعد مرور فترة وجيزة
فى إحدى أورقة المستشفى
يسود صوت الفوضى في الردهة المزدحمة بأفراد عائلة صلاح وفهمي فيما التوتر يسيطر على الجميع وهم ينتظرون خروج
متابعة القراءة