سلسلة جوازة ابريل الجزئين الاول والثاني كاملين بقلم نورهان محسن
المحتويات
داغر الذي لم تستطع إخراج ابتسامته الشيطانية من ذهنها ومهما حاولت إنكار حدسها وعدم تصديق الأفكار التي تأتيها لا تعرف.
وما هو العائق لقد ټوفيت زوجته الحبيبة عشيقته بعد صراع طويل مع المړض وبالتأكيد الآن لا شيء يمنعه من أخذ عمر منها وهذه بالفعل کاړثة كبرى وڤضيحة لم تتوقعها منذ ابتعدت عنه وانقطعت أخباره عنها معتقدة أنه لا يريد رؤيتها مرة أخرى بعد محاولاتها لإقناعه بأنها تحمل طفلا من صلبه وليس من زوجها.
بقلم نورهان محسن
لاحقا
فى منزل صلاح الشندويلي
داخل غرفة باسم
هو انت هتفضل راقد كدا يا خالو .. مش متعودين منك علي كدا!!
قالت تلك العبارة بصوت مرح لفتاة في الخامسة عشرة من عمرها وهي تدخل غرفته فأجاب باسم بتكاسل مدغدغ علي الاخر يا كارلا
تابعت كارلا بتساؤل مشيرة الى صينيه الطعام علي المنضدة بجانب الشرفة ايه دا الاكل زي ماهو!
تحدث باسم بنبره واهنة تصدقي من كتر الۏجع في عضمي ما قادر حتي اوصل لحد الكرسي عشان اكل
جلست بجانبه على السرير تداعب شعره الناعم برقة مقوسة فمها بلطافة قائلة بلهجة تخللها التبكيت صعبت عليا اوي والله .. بس انت اللي عملت بطل و رميت نفسك في النيل
صدحت ضحكاتها المتسلية وهى تنهض من مجلسها ثم اخبرته بمرح بس كدا و هأكلك بإيدي انا ليا كام اونكل هو واحد بس
اتسعت الإبتسامة علي محياه الوسيمة هاتفا بحماس انتي روحي والله دايما اقول كارلا مفيش احن منها
صاحت كارلا بإنبهار وهى تتطلع إلى الطعام بأعين تلتمع بالحماس فقال باسم بإستفسار وهو يشعر بالجوع الشديد ايه اللي في الطبق عندك انا شامم ريحة فراخ مش كدا!
فراخ وخضار سوتيه و..
اكمل باسم عبارتها وهي يرفع رأسه يريد معرفة محتوايات الصينية بينما جلست على الكرسي وشرعت بتناول الطعام معاهم رز!
يا عيني جريت ريقي يا قلبي ما تيجي هنا وتاكليني بقي
عينيا بس لحظة بس ابلع للي في بوقي
بعد عدة دقائق
غمغمت كارلا بإرتخاء وهى تمسح فمها بمحرمة ورقية الحمدلله دا انا كنت جعانة بشكل
باسم بغيظ كانت حلوة الشوربة !
دمدم بسخط رمي يا اختي رمي هتجبيه من برا طالعة لأبوكي
أمسك باسم هاتفه يعبث فيه بعصبية موجهة نحو التى تتجاهله بقلب كالثلج.
أيتها المتمردة تنسج مؤامرة على قلبي العاصى حتى أوقعتيه في شباك عشقك ثم تركتني عاجزا عن النبض إلا بأمرك.
بقلم نورهان محسن
فى مساء هذا اليوم
داخل المستشفي عند هالة
تجلس فى مكتبها بوقت الراحة وهي تراسل هدير عبر تطبيق الرسائل النصية الواتساب
مشغولة ولا ايه يا دوك .. لو
عطلتك اكلمك وقت تاني!!
لا ابدا يا حبيبتي لسه مخلصة مرور علي المړضي ايه اخبارك
والله زهقانة مۏت مش واخدة علي القعدة البيت خالص وبفكر اروح نادي بدل الخنقة دي
فكرة حلوة انزلي غير جو
نفسي بس انا مش مشتركة في اي نادي
سهلة بكرا نتقابل واوديكي النادي للي انا عضوه فيه و نعملك اشتراك يا حبي
بجد ميرسي اوي اوي يا هالة مش عارفة اقولك ايه بتعبك معايا
ماتبقيش اوفر اوي كدا عادي
حبيبتي ميرسي .. ايه اخبارك انتي وخطيبك
تمام الحمدلله .. هكلمك تاني بعد الشغل
وضعت هالة مرفقيها على سطح المكتب وأسندت رأسها على قبضتيها المرفوعتين وأغمضت عينيها بتعبير ساكن لتجوب في ذاكرتها أحداث ذلك اليوم قبل أسبوعين حينما ذهبت إلى عيادة فريد الجديدة.
دخلت غرفة الكشف الطبي في عيادة فريد الذي نهض من خلف مكتبه مرحبا بها بابتسامة جذابة لم تخل من الدهشة في نبرته الرجولية اهلا وسهلا يا دكتورة هالة ايه الزيارة الحلوة دي
صافحته هالة برقة معلش لو جيت من غير معاد بس حبيت اباركلك علي العيادة
الله يبارك فيكي العيادة نورت
ميرسي جدا اتفضل..
قدمت له علبة مستطيلة ملفوفة بأناقة فأخذها منها مبتسما فتحها أمامها بهدوء قائلا بعذوبة ليه تعبتي نفسك
أجابته هالة بلطف دي حاجة بسيطة عشان ربنا يحفظك ويباركلك في شغلك
لثم فريد المصحف بحب ثم تمتم بابتسامة زينت ملامحه الوسيمة احلي هدية
تحرك فريد يفسح لها المجال قائلا بلباقة اتفضلي ارتاحي
جلست هالة على الأريكة واضعة حقيبتها بجانبها بينما تقدم فريد وجلس على الكرسي المقابل لها مخاطبا إياها بنبرته الهادئة عارف انك واخدة علي خاطرك من اخر مرة اكلمنا فيها واسف لو كنت زودتها شوية معاكي
حصل خير .. وكان معاك حق في اللي قولته انا دخلت اموري الشخصية في شغلي لدرجة اني اهملت وقصرت فيه
المهم انك حاسة نفسك احسن دلوقتي
الحمدلله
أومأ لها بتفهم متحدثا بجدية تليق به الازمات اتخلقت معانا واحنا لازم نقع في مطبات ونمر في حياتنا بضغوط ومشاكل تعطل عقلنا عن التفكير .. بس مهما كان مكنش من حقي اكون حاد في كلامي معاكي فياريت تقبلي اعتذاري للمرة التانية
كانت على وشك أن تتحدث ولكن باب الغرفة انفتح فجأة ودخلت هدير مثل سهم انطلق من قوس مندفع السكرتيرة اللي برا دي لازم تغيرها يا فريد دي مكنتش عايزة تدخلني
أنهت هدير كلماتها الغاضبة وهي تنظر إلى الفتاة التي دخلت خلفها بإستيعلاء فتحدث فريد بزفير معلش اتفضلي انتي يا انسة حلا
سبقته هدير بالحديث مشيرة إلى هالة برأسها بشك متعجب ايه دا احنا اتقابلنا قبل كدا في المستشفي مش كدا يا دكتورة ..!
تابعت هدير بذات النبرة موزعة بصرها بينهم مش انتي دكتورة برده
ولا عندك كشف اصل السكرتيرة قالتلي عن عندك كشف
فرك فريد حاجبه مجيبا اياها بضيق دكتورة هالة وهدير اااا
استكملت هدير عبارته بسرعة انا هدير خطيبته
شعرت هالة بغيرة هدير منها فانفرجت شفتاها بابتسامة عذبة وهي تنهض من مكانها قائلة بصوتها الناعم اهلا وسهلا .. معلش هستئذن منكم .. جيت ابارك للدكتور علي العيادة واعزمه علي خطوبة اخويا وياريت تيجي معاه لو تحبو
لمعت عينا هدير بالحماس ثم نظرت إلى فريد بتردد ينبعث من نبرة صوتها انا عن نفسي احب نحضر اوي .. بس فريد مالوش في جو الحفلات والافراح
شعرت هالة أنها استعجلت بالحديث فنظرت إليه بإرتباك ظاهر في كلماتها اذا فيها ازعاج اااا..
قاطعها بلهجته الرزينة هنحاول نحضر .. الف مبروك يا دكتورة
الله يبارك فيكو واتشرفت بمعرفتك
مدت هالة يدها لتصافحه ثم صافحت هدير وقالت بابتسامة قبل أن تغادر بهدوء.
ومنذ ذلك الحين وهدير تزورها بشكل متكرر في المستشفى ومن خلال الحديث معها فهمت أنها تريد إقامة صداقة معها و بالرغم من إندفاعها إلا أنها مثل الطفلة لا تضمر الخبث داخلها لذا شعرت بالمسؤولية تجاهها لأنها صغيرة وغير ناضجة فكريا وربما فعلت ذلك لأن في أعماقها تريد الهروب من مشاعر اصبحت تراودها مؤخرا تجاه فريد والتي تخشى التورط فيها رغما عنها لأنها لم تتعاف من علاقتها السابقة وتحتاج إلى وقت لتهيئ نفسها نفسيا وعقليا لخوض تجربة أخرى وفي حفل خطوبة باسم فور أن شعرت أن الآخرى تغار على خطيبها من حديثه معها قررت أن تخترع قصة من خيالها وتخبرها بأنها مخطوبة وأن شجارا عاديا حدث بينها وبين ياسر ثم تصالح معها سريعا وعادت علاقتهما جيدة وهذا ما نقلته لفريد أيضا وما دعمها أمامهم لتصدق كلامها أن ياسر كان أحد المدعوين للخطوبة وارتاحت لأنه ترك عمله في المستشفى وذهب إلى آخر فلم تعد مضطرة للتعامل معه أمامهم بعد الآن أو أمام فريد تحديدا الذي وضعت حدودا رسمية بينها وبينه لا تتجاوز الزمالة وهي الآن تشعر بالراحة نتيجة لذلك.
بقلم نورهان محسن
بعد مرور يومين
في منزل مني
عال اوي باين عليكي صحتك بقت احسن كتير من اخر مرة شوفتك فيها
أنهت وسام جملتها بإريحية تزامنا مع وضعها لفنجان قهوتها على الطاولة الصغيرة وهي جالسة في غرفة المعيشة مع منى التي تمتمت بابتسامة أظهرت محبتها إليها على وجهها الهادئ الحمدلله
لو اني واخدة علي خاطري منك جدا يا مني ومش انا لوحدي صلاح و باسم كمان زعلو لما محضرتيش الخطوبة
ڠصب عني يا طنط انتي عارفة غلاوتكم عندي كبيرة بس مقدرتش لسه حاسة اني متتعافيتش
لسه ماتعافتيش ولا كنتي خاېفة تشوفي عز!
بلعت مني ريقها متجاهلة تزايد دقات قلبها بحنين حين سمعت اسمه وسألتها بمكابرة هو امتي هيبعتلي ورقتي
وسام بتنهيدة والله يا مني هو لحد دلوقتي مترجعش من السفر
منى بنبرة متذمرة بس هو طول اوي انا طلبت منه الطلاق من اكتر من شهر ونص والايام بتفوت وهو لسه مسافر يا طنط وسام .. كدا هضطريني اخلي المحامي يمشي في اجراءات القضية
وسام بلوم مش معقول يا مني ليه كدا يا حبيبتي توصلي الامور بينكم لكدا
حاولنا نخليه يطلقني ودي بس هو كعادته بيتهرب
وسام بدفاعية حانية مهما كان ماتوصلش للمحاكم انتو اكبر واعقل من كدا و اللي بينكم سنين وحب يستاهلو تفكري عشانهم .. هو اكيد مطول سفره ومش عايز يرجع عشان يديكي مساحتك في التفكير وتبقي علي حريتك .. مع اني متأكدة ان نفسيته مش احسن حاجة وانتي بعيدة عنه .. ولا حتي دعاء متظبطة من وقت اللي حصل وهي مابتخرجش من بيتها حتي هي كمان ماجتش الخطوبة ومحملة نفسها ذنب كل اللي حصل
تجمعت الدموع بمقلتيها وتحدثت بصوت مهتز من فرط إنفعالها هي ماكنتش هي السبب الوحيد يا طنط وانا ماصدقت قدرت اطلع خطوة في شغلي ورجعت للاوبرا تاني ومعنديش استعداد اجي علي نفسي تاني عشانه
ربتت وسام على كفها مؤيدة إياها ببسمة حلوة ودي حاجة كويسة اوي وطبعا بشجعك عليها ومتأكدة انه لما يشوف تمسكك بالحاجة اللي بتحبيها هيوافق عشان مش هيبقا عايز يخسرك تاني .. ولما يرجع هخليه يكلمك واقعدو واتفقو علي للي هيريحك وحطي شروطك وهو لو بيحبك هيعملها ولو رفض خلاص يبقا علي الاقل عملتي اللي عليكي
تنفست وسام بعمق وهي تنهي جملتها فأومأت
لها منى برأسها بابتسامة مترددة.
تبدأ قوتك عندما تستطيع ان تأخذ قرارات عكس رغبتك لمجرد انها الصح حتي لو اتعبتك.
بقلم نورهان محسن
مساءا
فى احدى المطاعم
سأل ياسر بهدوء يعني ايه وافقتي!! مش كان البني ادم دا اتقدملك ورفضتيه ايه اللي غير رأيك
هزت يارا كتفيها وأجابت سؤاله بسؤال آخر متجنبة النظر في عينيه المترقبتين وفيها ايه اظن دي حاجة ترجعلي..!!
ياسر مستفهما بإقتضاب ترجعلك ازاي مش فاهم
رفعت يارا عينيها العنبريتين نحوه تتأمله بنظرة حادة انجلت في لهجتها يعني دي حياتي وانا حرة فيها يا ياسر
استفسر بلهجة منزعجة عبرت عن دهشته من معاملتها له بهذا الجفاء كأن نظراتها العاطفية إليه ذابت في بحار النسيان والله وكلامك ليا .. ايه نسيتيه بالسرعة دي!
اتكأت يارا إلى الخلف بظهرها وانبلجت امارات السأم على ملامحها الناعمة من تهربه فواجهته بصراحة لا مانسيتش .. بس ماظنش ان غير حاجة .. خصوصا ان انت وهالة سيبتو بعض بقالكم مدة وانت لسه واقف محلك سر يا ياسر
تابعت بنبرة جدية كفاية اضحك علي نفسي .. كفاية اضيع حياتي وانا عايشة لواحد مش شايفني ولا هيشوفني .. وخلاص انا قررت افوق من الوهم اللي معيشة نفسي فيه
هز ياسر رأسه بالسلب وأخبرها بلهجة لينة مين قالك اني مابفكرش فيكي يا يارا .. انا بس كنت محتاج وقت ارتب فيه افكاري ومشاعري و..
سألته يارا بملامح متصلبة وقدرت ترتب نفسك وتعرف انت عايز ايه
اقترب منها بجذعه عبر الطاولة ليحتضن يدها بكفه مؤكدا لها بنبرة حنونة ايوه يا حبيبتي انا بحبك يا يارا وانتي الوحيدة اللي مقدرش اعيش من غيرها وبكرا هكلم مامتك ونتفق..
شعرت بدفء كفه فوق كفها البارد فسحبت يدها ببطء ثم هزت كتفيها ولم يعد الأمر يعنيها متحدثة بنبرة جامدة للاسف اتأخرت اوي يا ياسر .. خلاص انا ومجدي قعدنا واكلمنا وتقريبا اتفقنا علي كل حاجة وهنتجوز بعد شهر عشان هسافر امريكا معاه
فغر ياسر فاهه يستوعب كلماتها مما جعله يشعر بحړقة في قلبه قبل أن يضرب الطاولة وخرج من فمه زمجرة مشحونة بالشراسة وعقله ېكذب أقوالها انتي اټجننتي يا يارا يعني ايه بين يوم وليلة عايزة تتجوزي وتسافري كمان ومن نفسك بتقرري
صدحت ضحكات يارا بإستهزاء لاذع يوم وليلة اظاهر ان عندك مشكلة في العد يا دكتور الكلام دا عدي عليه اكتر من شهر ونص
زفر ياسر بضيق مستكملا حديثه بنبرة هادئة محاولا امتصاص ڠضبها ماتخليش زعلك مني يخليكي تعملي حاجة ټندمي عليها بعدين يا يارا قولتلك انا كنت محتاج فرصة ا...
قاطعته يارا بإنفعال انا كنت فرصتك يا غبي ومهما ندمت مش هيكون اكتر من الندم اللي حسيته بسببك يا ياسر
ياسر مستفسرا بنفاذ صبر يعني ايه الكلام دا!
طوت يارا ذراعيها أمام صدرها وأخبرته بحزم ورسمت ابتسامة حجرية على شفتيها اتمنالي الخير يا ياسر بلاش نختمها بينا بزعل .. احنا اخوات واصحاب و عشرة سنين طويلة وانا عايزاك تكون شاهد علي كتب كتابي
صمت ياسر لحظة وكلماتها الباردة أحرقت كبرياءه بنيران ضارية فابتلع غصة مريرة علقت في حلقه قبل أن يسألها بصوت أجش متأكدة من كلامك دا يا يارا
أومأت له برأسها ايجابا فلم يتحمل أكثر وقام من مقعده تاركا المكان في ڠضب عارم فأدارت رأسها للخلف تحدق في طيفه بنظرة حزينة لكن صوت عقلها أخبرها أنها على صواب فقد كان يجب أن تضع حدا لهذه العلاقة السامة منذ وقتا طويل وأن تجعله يندم على اعتقاده أنها مضمونة مهما فعل بها فهو لا يستحق حبها وصبرها معه والآن فقط تشعر أنها استعادت حقها وكرامتها منه بعد أن رفضته تماما.
لم يكن نزع الود سهلا لكنها المواقف التي عزت عليك فيها نفسك تجبرگ على نزع حتى
متابعة القراءة