سلسلة جوازة ابريل الجزئين الاول والثاني كاملين بقلم نورهان محسن
المحتويات
يعرف صديقه كيف يعمل عقله بدهاء حالما يتحمس لشيء ولا يستطيع أحد إيقافه لذا سأله بابتسامة ساخرة ومفكرتش ايه ممكن يحصل لو اللعبة قلبت جد
ضحك باسم بصوت عال قبل أن يعلق على سؤاله بنبرة متغطرسة ايه خاېف عليها لا تتعلق بيا وتحبني و تتوجع لما الجيم يخلص
حك خالد ذقنه مستطردا بذات النبرة دون أن تتلاشى ابتسامته الساخرة من استهتار باسم بالأمر او يمكن تيجي تصيبها فتصيبك كل شئ ممكن
كانت هالة تقف بجانب المكتب بعد أن ارتدت معطفها الطبي وقبل أن ترتدي القفازات الطبية جاءها صوت مرام تخبرها بإستعجال ممزوج بالنعومة حيث تريد لفت الانتباه الجالس بتعبير مبهم على وجهه هالة .. انا رايحة الاستقبال طلبني هناك
أومأت هالة بخفة دون النظر لها وقالت بهدوء تمام
أغلقت مرام الباب خلفها بإحباط من عدم التفاته لها بينما تحركت هالة نحوه بخفة وهي تحمل الإبرة بين أصابعها فسألها بلهجة ثقيلة يشوبها الكثير من الشك فهو يعاني من الوسواس القهري فيما يتعلق بنظافة الأدوات الطبية تحديدا الابرة دي معقمة
توقفت يد هالة في الهواء فور أن شعرت باهتزاز هاتفها في جيب معطفها قبل أن يرن صوته في المكان فوضعت يدها فوقه تلقائيا وهمست باعتذار عفوا .. ممكن تيجي تخيطي الچرح
وجهت هالة حديثها إلى الممرضة بينما كان فريد ينظر إليها بحاجب مرفوع ونظرة حادة غير راض عن إهمالها في أداء عملها من وجهة نظره الصارمة فى تلك الأمور بينما هالة لم تنتبه لأنها ولت ظهرها له وابتعدت عدة خطوات قبل أن ترد عليه برقة ايوه يا لميس
تأفف صلاح داخليا من هذا الهراء الذي تهذي به فى هذا المكان تحديدا لكنه حاول أن يتكلم بنبرة هادئة بعض الشيء كفاية جنان يا دعاء .. انتي عارفة انك..
كانت دعاء مستمرة في هز جسدها بعصبية وهى تلعب بأظافرها بتوتر لتحاول قمع إمتعاضها من عدم فهمه لكنها لم تستطع الصمت طويلا إذ نظرت إليه بعينين تشعان بحدة قبل أن توبخه بنبرة مقيتة كفاية .. انت ايه مابتزهقش من .. انا خلاص زهقت بجد من العيشة .. وزهقت من نفس الكلام اللي بتسكتني بيه كل مرة
سحبت يدها منه بنفور مدمدمة پعنف مكبوت سيب ايدي
أردفت بنبرة ساخرة والإنزعاج يملأ تعبيرات وجهها راجعة عند وسام ولا عايزاها تلاحظ غيابنا احنا الاتنين و تشك فيك وحياتك اللي تعبت عشان تبنيها تتهد فوق دماغنا كلنا
جاء صوت وسام المذهول التي كانت تتجول بين الممرات بحثا عن زوجها ولم يكن معها هاتفها لتتصل به حتى رأت كلا من صلاح ودعاء يقفان مقابل بعضهما البعض وبدا من أصواتهما وأظهرت ملامحهما العابسة أنهما يتشاجران.
تدحرجت أعينهما عليها وبحثا داخل أذهانهما المشتتة عن كلمات التبرير الواقفة على طرف ألسنتهما.
نهاية الفصل الرابع
الفصل الخامس متيم بالهوي رواية جوازة ابريل ج
يقال إن الرجل الذي يحب إمرأة واحدة قد عرف معنى الحب الحقيقي..
فالحب لا نتقنه بالتعداد ولا يكبر بالتكرار..
بل أن الحب هو أن تزرع زهرة وتقوم برعايتها ثم تبني بها وطنا وتسكن فيه..
الحب لا يعني أنك تتجول بين المرافىء أو تتسكع كالنحل بين الأزهار..
الحب هو انتماء احتواء واكتفاء بزهرتك.
فى الساعة الثانية صباحا
عند يارا
كانت يارا مستلقية على السرير وقد جف النوم مقلتيها من حدة الصداع في رأسها وبينما كانت تحدق في شاشة الهاتف المضيئة وسط الظلام المحيط بها انطلقت نغمة تنبيه مع وصول رسالة من صديقتها على تطبيق المراسلة الفورية المسمى واتساب.
قرأتها يارا بعينيها قبل أن تتصل بها وسرعان ما تلقت الرد من صوت أنثوي مرح قلبي .. شوفتك اون لاين قولت اشوفك .. ايه الأخبار
يارا بحشرجة باكية الاخبار زفت
باين علي صوتك ..
ايه اللي حصل
خلال ذلك الوقت
في منزل عز
دخل عز المنزل الذي كان يملأه الصمت وزع نظره حول المكان الهادئ وبصدر ينبض بالأمل توجه مباشرة إلى غرفة النوم عندما رأى الضوء الكهربائي يسطع فيها.
جحظت عيناه في ذهول فور
دخوله الغرفة التي كانت مليئة بالفوضى.
وقف عز مصډوما وهو ينظر إلى وسائد السرير الملقاة على الأرض والصور الممزقة بجانب السرير ناهيك عن الزجاج المكسور والمتناثر لإطار صورة زفافهما الذي كان معلقا على الحائط ويستقر الآن الأرضية.
قرع قلبه وتخبط بين جنبات صدره پعنف من هذا المشهد قبل أن يجبر قدميه على التحرك للبحث عنها في أرجاء المنزل حتى تمكن من رؤية ضوء من تحت عتبة باب الحمام فركض بسرعة مباشرة إليها ووقف أمام الباب يطرقه بقوة وهو يهتف بقلق مني .. مني حبيبتي افتحي الباب
أدار عز ظهره للباب وانزلق ببطء ليجلس على الأرض ويثني ركبتيه المتباعدتين على صدره ويسند عليهما ذراعيه.
ظل عز ينظر أمامه وعيناه الصلبتان مملوءتان بالدموع المحپوسة في مقلتيه أخرج الهواء الساخن من بين شفتيه وبدأ يتنفس بعمق لعل الألم في قلبه يهدأ قليلا قبل أن يستأنف كلامه بصوت مخټنق مني .. انا عارف اني غلطت واتسرعت .. بس انا عشمان تسامحي المرة دي كمان .. والله انا معرفش ازاي طلع مني الكلام اللي قولتو .. عشان خاطري افتحي .. انا ماليش غيرك ومقدرش استغني عنك
في تلك الاثناء
عند فريد
مد فريد كفه الكبير أمام الممرضة وهو يتحدث بنبرة آمرة اديني الابرة دي
دحرجت الممرضة بصرها بينه وبين الإبرة التى تمسكها ثم سألت بتوجس ليه يا فندم
رد فريد ببرود هخيطه بنفسي
هزت الممرضة رأسها برفض وهتفت پصدمة معارضة ايه الكلام دا يا استاذ ماينفعش طبعا!
مسح فريد وجهه بضيق محاولا أن يستدعي الهدوء لنفسه ناهيك عن أنه يشعر بالانزعاج من الأحداث المقيتة التي حدثت في تلك الليلة الطويلة فبدأ بالشرح لها بنفاذ صبر بعد أن نظر إليها مرة أخرى لا اله الا الله .. انا دكتور يا ستي مش استاذ .. بصي علي ايدك بتترعش ازاي .. هاتيها
إنتبهت هالة إلى صوته الصاخب فعقدت حاجبيها في دهشة وهي تتمتم على الفور طيب .. هقفل دلوقتي .. باي باي
أغلقت هالة المكالمة مع لميس ووضعت الهاتف في جيبها لتتجه إليهما بسرعة وتخاطب الممرضة بصوت هادئ خلاص
انتي اتفضلي
خفضت الممرضة وجهها من الحرج من ذلك الموقف وابتعدت عنهم بسرعة بينما وجهت هالة سؤالها إلى فريد في تعجب هو في ايه حضرتك
أجابها فريد بفظاظة ولهجة واثقة في أفورة مالهاش لازمة بتحصل .. الچرح صغير مايستاهلش اصلا .. انا هقطبو لنفسي وخلاص مافيش داعي تتعبي نفسك
أحست هالة بأنه يسخر منها من خلال نظراته الثاقبة لها لتشتعل شرارات الڠضب في عينيها الزرقاوين بسبب وقاحته وعدم إحترامه في معاملته لها ومع الممرضة وبغتة أمسكت بقطعة من القطن لتضعها على جرحه مم جعل ملامحه تنزعج من الألم المفاجئ ليخرج منه أنين خاڤت إنقطع فى مهده وهو يضغط على أسنانه پعنف قبل أن يحذرها حاسبي!!
رفعت هالة حاجبيها وهي تلوي فمها بابتسامة صغيرة قبل أن تتابع بسخرية وهتقطبه ازاي الچرح الصغير محتاج يتنضف كويس قبل الخياطة .. عشان لسه في حتت ازاز فيه ولازم نخرجهم والا هيلتهب
أستعدت هالة في ذهنها لكلمات الڠضب منه وهي تتفحص الچرح بعناية لكن صوت ضحكته الرجولية وصل إليها فنظرت إليه بنظرات حادة متفاجئة وتساءلت بشك ممزوج بالارتباك عفوا .. بس ايه يضحك في كلامي
زفر فريد الهواء من صدره بنفاذ صبر من كونها كانت مشغولة بالحديث عبر الهاتف ولم تنتبه لتعريفه عن مهنته لذا غمغم بتحذير غريزي امري الله يا ستي .. بس خفي ايدك لو سمحتي
أخذت هالة نفسا عميقا ثم ازفرته على المهل وهي تبدأ عملها قائلة بنعومة عفوية يتخللها جدية تمام ممكن ماتتحركش
فى ذلك الوقت
عند يارا
هدرت صديقتها توبخها بصوت غاضب منصعقة من يارا التى إنتهت من سرد تفاصيل تلك الليلة لها للتو انتي اكيد اتخبلتي في مخك اكيد .. ازاي تعملي عملة سودة زي دي
همست يارا بصوت باكي معربة عن ندمها وخجلها من نفسها ڠصب عني يا نيرة .. والله ما اعرف ازاي عملت كدا
تنفست نيرة بعمق وتكلمت بنبرة صوت ملامة بجد انتي غلطانة واوي كمان .. ماتزعليش مني انا مش عشان صحبتك هطبلك في الغلط
استطردت نيرة بإيماءة تدل على التفكير بعمق وهو صدك من صډمته .. بس عارفة الخۏف بقي من ايه
استفهمت يارا بصوت مرتعش ايه
تابعت نيرة بجدية ان بعد مايستوعب اللي حصل .. يفكر انه ياخدك تسلية .. يعني مش كفاية انه موقفلك حياتك تحت بند الصداقة .. لا و كمان بقت مشاعرك مكشوفة قدامه يا خايبة ويمكن يستغل حبك بطرق كتير
عضت يارا شفتها بعد أن تسلل القلق إلى أعماقها وبالدموع ردت پضياع انا مفكرتش في كل اللي بتقولي عليه دا .. ومافتكرش ياسر ممكن يفكر فيا كدا
قالت يارا العبارة الأخيرة في انكار ونبرة دفاعية ثم جاءها صوت صديقتها قاطع ممزقا جميع حساباتها القديمة الايام الجاية هتبين كل حاجة .. مش بتقولي بعد اللي حصل منك دا قالك مش عايز اخسرك وننسي اللي حصل .. ماظنش انه هينسي .. والأسوء كمان لو قبل حبك دا وهو لسه خاطبها .. وقتها هيبقي عايزك تظهري حبك دا أكتر .. عشان يرضي غروره ورجولته من غير مقابل منه .. ودا بيحصل من معظم الرجالة الايام دي .. بيرتبطو بواحدة وبتكون في حياتهم بنت تانية بإسم الصداقة .. بس وراه الستارة بيستنزف حبها وعمرها منها علي الفاضي .. خصوصا لو قدمت حبها بدون اي تمن .. وبتكون هي الطرف التالت في قصة حب انثي تانية .. والراجل بيشوفها مرهم لچروحه بيهرب لها من زهقه ومشاكله مع حبيبته
شعرت يارا بالتجمد وهي تستمع إليها كما لو أن دلوا من الماء المثلج قد سكب على رأسها دفعة واحدة مما جعل عقلها يهيم من الصدمة وهي تتخيل أن هذا يمكن أن يحدث لها وهذا لن تتحمله أبدا ليزداد الألم في قلبها وهمست بصوت ضعيف للي بتقوليه دا اذا حصل انا معرفش ممكن اتصرف ازاي
تابعت نيرة بصوت حازم مفيهاش غير تصرف واحد .. هو انك تبعدي يا يارا تقطعي معاه خالص طول عمرك
تضاعفت العبرات على خديها وهي تخبرها بحقيقة ما تشعر به وما يدور في خلدها بتخبط شديد انا حاسة اني اتحبست في خانة اليك .. وعلي قد ما انا نفسي يحس بيا .. بس .. بس ياريته ينسي اللي حصل الليلة .. عشان اخر حاجة بتمناها اني اكرهه يا نيرة اذا فكر فيا بالطريقة دي انا اكيد هكرهه وهكره نفسي
شعرت نيرة بالأسف عليها فلم تضغط عليها وقالت بنبرة لينة انتي اعصابك تعبانة ومحتاجة تنامي .. خلينا نأجل الكلام لحد ما اعدي عليكي بكرا احسن
طيب تصبحي علي خير
وانتي من اهله باي
في نفس الوقت
فى المستشفى
فتحت لميس باب أحد ممرات المستشفى وأثناء سيرها في الردهة نظرت للأسفل لتضع هاتفها داخل حقيبة يدها الصغيرة بعد أن أنهت مكالمتها مع هالة منذ دقيقتين.
حاسبي يا حوادث
حذرها باسم بنبرة ضاحكة في نفس الوقت الذى امسك بذراعيها وهو يثبتها في مكانها قبل أن تصطدم بصدره ليواصل حديثه بمشاكسة عفوية دون انتبه إلى وحش الغيرة ذو العينين الخضراوين الذي يقف بجمود بجانبه دايما ماشية مش باصة قدامك كدا!!
تركها باسم بينما يتابع بقية كلامه وهو يتراجع خطوتين إلى الوراء ويضع يديه داخل جيوبه.
أزاحت لميس خصلات شعرها خلف أذنها دون تعليق وأشاحت وجهها في إرتباك حتى لا تتقابل عيناها فى عيون خالد الذى لا سلط نظره عليها بغموض بينما تابع باسم بسؤال حائر اومال فين الناس
لميس موضحة برقة هالة في الطوارئ .. وطنط وسام راحت تشوف عمو صلاح وبعديها هنرجع علي البيت
أسند باسم بمرفقه على سطح طويل ومستو يجلس خلفه الموظفون ثم همهم بهدوء وهو يلقي نظرة خاطفة على خالد ماشي احنا ليلتنا طويلة هنا ابقي عرفيهم
تمام .. انا .. هروح استناهم في الاستراحة
الكلمات خرجت على عجل متلعثمة من فم لميس قبل أن تغادر هربا من عيون الۏحش الخضراء التي لم تتزحزح عنها.
ايه دا
الټفت إليه خالد متعجبا من سؤاله المفاجئ فقوس باسم فمه بابتسامة ملتوية وهمس بتسلية كأني شامم ريحة شياط من هنا
برقت عينان الذئب الماكر وهو يشير بإصبعه السبابة إلى موضع قلب خالد فى نهاية حديثه ليدفعه خالد من كتفه بقسۏة وقد سيطر الانزعاج على ملامحه فإزداد الۏحش وسامة برية من استفزازه له ليقول بنفاد صبر ابو ام لذاتك يا ظريف
أخذ باسم يضحك ساخرا من إستياءه ثم هدأت ضحكته سريعا وخرج صوته هادئا طيب انا طالع اشوف ايه الاخبار فوق
نظر إليه خالد بنظرة تحذيرية مفادها لا تثير المشاكل لكنه لم يتلق منه شيئا سوى اللامبالاة فأدار عينيه في يأس وأخبره بنبرته العميقة فى استسلام خلاص انا هطلع اشرب سېجارة برا .. شوية وهحصلك
خلال ذلك
عند صلاح
أضافت وسام متسائلة في شك من صمتهم المفاجئ منذ قدومها وهى تحدق في ملامحهم المبهوتة لتعقد ذراعيها منتظرة الجواب ايه اللي هيتهد وفوق دماغ مين بالظبط
شعر صلاح بتوقف عقله عن عمل لثواني معدودة ولم تساعده الحروف الأبجدية على الإطلاق فيما كانت وسام تنظر إليه تارة وتارة إلى دعاء التي إزدردت ريقها وهى تحاول الابتسام لتتغلب على توترها وتبادر بالتحدث بصوت طبيعي قدر الإمكان على الرغم من شعورها بقشعريرة باردة تسري في جسدها تعالي شوفي جوزك كان بيقول ايه
التفتت وسام لتنظر إلى زوجها الذي كان لا يزال على حالته المتجمدة مما أثار الشكوك في ذهنها وتسلل القلق إلى قلبها فألحنت بإنفعال طفيف ايه الحكاية يا جماعة!! في ايه يا صلاح .. انت مخبي عني حاجة
جفل كلاهما من الصدمة عندما ألقت وسام سؤالها الأخير على صلاح فتبادل النظرات مع دعاء التي كانت تبحث في
متابعة القراءة