سلسلة جوازة ابريل الجزئين الاول والثاني كاملين بقلم نورهان محسن
المحتويات
يمسد بأصابعه على عينيه المنهكتين قبل أن يهمس بخفوت مفيش انسان بيتغير الا اذا كان القرار نابع من جواه هو
فريد
تصلب فريد مكانه للحظات قبل أن يرفع رأسه إلى مصدر الصوت الناعم
الذي ينادي باسمه ليجد أنها قد خرجت من أفكاره متجسدة أمامه بهيئة باكية مصحوبة بكلماتها المتقطعة وهى تلقي بنفسها فجأة بين أحضانه متشبتة برقبته بكلتا ذراعيها مرددة پبكاء حبيبي .. انت كويس .. جرالك حاجة!!
ارتمت بأحضانه علي حين غرة متعلقة بكلتا ذراعيها فى رقبته مرددة پبكاء انا خۏفت اوي .. كنت ھموت من الخۏف عليك اوي يا فريد
تشنج جسد فريد بتوتر من فعلها الجريئة خاصة عندما اتجهت الأنظار إليهم فوضع يديه على ذراعيها ولإنزالهما من رقبته برفق.
مررت هدير يدها على ذراعه المصاپة دون قصد فصدرت عنه تأوها مټألم اااه
أجاب فريد بابتسامة ممزوجة بقلة حيلة وهو يربت على خدها الناعم خلاص اهدي اهدي انا كويس قدامك مفيش حاجة
لعقت هدير طرف بتوتر قبل أن تنبس بصوت خجول ممتزج بالندم ماتزعلش يا فريد .. دي اخر مرة هزعلك فيها .. انت ماتعرفش خۏفت عليك .. مش هقدر اتحمل يجرالك حاجة بسببي
أدار فريد رقبته بتلقائية فوجد مقعد هالة خاليا فحرك نظره في أرجاء المكان ولم يجد لها أثرا بينما كانت هالة منذ عدة دقائق تشاهد ذلك المشهد في صمت تام رافضة إصدار أي صوت حتى لا تقاطعهم وهناك شعور بالحسد والحزن يرتجف في وجدانها لوجود هذه الفتاة اليافعة مع شخصية مثل فريد مزجت بين الرصانة والحنان لتشعر بالحرج وهى تنهض بهدوء شديد تغادر الكافتيريا قبل أن يلاحظوها.
هز فريد رأسه نافيا وتمتم بخفوت ها .. لا مفيش
بقلم نورهان محسن
بعد مرور بضعة دقائق
كانت إبريل تجلس على السرير شاحبة الوجه مطرقة رأسها إلى الأسفل وتتساقط العبرات من عينيها لا شعوريا نتيجة انزعاجها وقهرها المتزايدين من تفاقم الوضع الذى أوقعت نفسها به بالإضافة إلى ثورة مصطفى فى النقاش الذي تحول إلى معركة دامية لكن ما أزعجها حقا هو اڼهيار أعصابها أمام الجميع الذى يتأملوا في ضعفها الآن فى حين من الصعب عليها أن تخلو بنفسها وكم کرهت هذا الشعور بشدة.
أيقظها عمر من أفكارها حالما ربت على ركبتها بمواساة بريئة لتبتسم له بمرارة تسري كالسم في خلاياها وهي تمسح دموعها بكفيها تزامنا مع انتباه باسم محدقا بها بحاجبين عابسين.
اجتاحه
شعور بالانزعاج بمجرد أن رأى وجهها الباهت بهلع لم تشعر بقدميه تقتربان منها بسرعة خاطفة إذ فوجئت به يضع أطراف أصابعه تحت ذقنها لتجحظ عيناها الحمراوتين بدهشة وديعة بعد أن رفع وجهها إليه.
قاطعت ريهام التواصل البصرى بينهم فور أن أدخلت نفسها بسرعة في الحديث ناطقة باهتمام وعيناها الحادتان تشعان بالغيرة ايه هو اللي صغير شفتك شكلها اتفتحت .. خلينا نطلع نشوف دكتور يشوفك احسن
اومأت إبريل تأييدا لذلك الاقتراح تزامنا مع التقطها أحد المناديل من داخل حقيبتها وسلمته إليه فوضعه على فمه دون أن يظهر على ملامحه تعبير محدد أو شعور بالألم ثم تمتم بعد برهة هروح اغسل وشي .. وهبعتلك الدكتور يشوفك قبل ما نمشي
عجبك الحال دلوقتي!! الكل وقع في بعضه من وراكي .. وجبتي الاذي لينا كلنا ..ياريت تبقي مستريحة دلوقتي
أطلقت ريهام هذه العبارة باستهجان بغيض بمجرد خروج باسم من الغرفة بهدوء وبالفعل نجحت في إصابة مشاعرها المحطمة بنجاح مستغلة كونها الآن بلا حماية وفي أكثر لحظاتها ضعفا.
راقبت ريهام بابتسامة داخلية خبيثة تغضن حاجبين أبريل بتجهم صامت وأشاحت بوجهها جانبا بمشاعر مختلطة بين الذنب والعڈاب الذى يغلي مثل المراجل بداخلها.
بقلم نورهان محسن
خلال ذلك الوقت
عند مصطفى في إستراحة الزوار بالمستشفى
مش ماشي من هنا .. احنا لسه ماتحاسبناش وانا مابسيبش حقي يبات برا يا بابا
يجلس مصطفى بإصرار كبير وما زالت الصدمة تكتسح كل أفكاره ليضع والده يده على كتفه ثم قال برزانة اسمع كلامي يا بني حاول تتمالك نفسك انت مش في وعيك من العصبية
صدح صوت صلاح الذي تساءل بصوت وقور شامخ وخلفه يقف فهمي بملامح متوترة ممكن تتفضلوا معانا خلينا نروح اي مكان نقدر نتفاهم فيه بشكل هادي
نبيل برفض ماظنش ان الوضع دلوقتي مستحمل اي نقاشات ياصلاح
خرج مصطفى من أفكاره المظلمة ووجه حديثه لصلاح بنبرة غريبة مليئة بالرغبة في الاڼتقام ابنك انهاردة الحظ في صفه اتكتبله عمر جديد .. بس ماتنساش تفكرو انه لعب في عداد عمره يوم ما اتعدي علي حاجة تخص صعيدي دمه حر مابيسيبش حقه لو ليوم الدين .. يعني سكوتي عليه مش هيطول زي ما انتو فاكرين
ضاقت عيناه عليه بتركيز قبل أن يقول بثبات تهديدك دا انا مش هحسبه عليك عشان مراعي موقفك يا مصطفي .. بس انت متأكد اني مش هقف قليل الحيلة ولا هرحم اللي يتجرأ يمس ابني..
رأى صلاح عبوس مصطفى يطغى على ملامح وجهه الصلبة فتجاهله وتابع بلهجة ذكورية صارمة وبنت فهمي تعتبر زي بنتي بالظبط .. و اللي حصل منك غلط كبير في حقها وكل اللي هنا وأول أبوك متأكد من كدا .. من اول خطوبتك ليها وهي ماتعرفش انك متجوز لحد ماجيت لعندها هنا تهددها وسطنا كلنا وماحترمتش لا كبير ولا صغير ودي لا اخلاق ولا اصول الصعايده
أردف صلاح بتساؤل ولا انا غلطان يا نبيل و انت فهمي
تكلم نبيل بتأييد جاد عداك العيب في كلامك يا صلاح واحنا محقوقين ليك يا فهمي علي اللي حصل من شوية
أومأ له صلاح بالموافقة قائلا بجدية وشهادة حق اتحاسب عليها قدام المولي عز وجل ابني طلب ايد بنت فهمي قدام الناس و هي رجعت لأبوها وكبرته
سارع فهمى بالتحدث مبررا وانا لا وافقت ولا رفضت الموضوع .. احنا كنا هناخد وقت نفكر حسب الاصول لكن كلنا اتفاجئنا باللي كان مكتوب انهاردة
كان مصطفى يتابع النقاش بصمت تام وبملامح غير مقروءة.
استأنف صلاح كلامه بتنهيدة عميقة قصره اللي حصل حصل .. احسبها كويس يا مصطفي انت مش هتتجوزها بالاجبار .. اذا عايز ماتطلعش خسران كل حاجة .. تطلع للصحافيين برا تنفي و تكذب خبر خطوبتك بالبنت فورا وتقول ان كل دي اشاعات من المنافسين وانها قريبتك من بعيد وبس
إنتفض مصطفى واقفا يعلو وجهه إمارات الڠضب هادرا بشراسة مصحوبة بالإستنكار رافضا الاعتراف بخطئه ايه السهولة اللي بتكلم بيها دي يا صلاح .. انت فاهم بتطلب مني ايه!
أنهى جملته بزمجرة عڼيفة ليقابل صلاح على هذا السخط الڼاري ببرود تام واضعا يديه في جيوبه بطريقة متعالية ناظرا إليه بتحدي.
قطع نبيل حرب التواصل البصري حالما تحدث بصوت حاسم وغير قابل للنقاش مصطفي انا مع صلاح في كل اللي قاله دا الصح ومفيش حلول غيره .. هي مش عايزة تكمل هي حرة في قرارها بس دلوقتي سمعتها هتدمر بسببك .. وفي الاول والاخر الغلط كان عندنا كلنا اللي طوعناك هي مالهاش ذنب .. واذا مش هتنفذ اللي اتقال يبقي انت مابتكبرنيش وبتعصي كلامي
بقلم نورهان محسن
بعد مرور ساعة
غادرت أبريل المصعد مع عائلتها وقبل أن تتمكن من الذهاب خلفهم أوقفها صوته قائلا بنبرة هامسة غامضة بالقرب من أذنها ماتصوتيش
في ايه انتي كويسة يا ابريل
إنفرج فاهها استعادا للرد علي سؤال يوسف لكن أسكتتها على الفور نظرة تحذيرية من رماديتيه وأجاب بدلا منها دايخة ومش قادرة تمشي
ابريل بنفى هامس وهى تراقب ابتعاد أخيها مع سلمى علي فكرة قادرة امشى نزلني
إستهزأ باسم بإمتعاض انتي وش وفقر .. دا اجمد ست تتمني تبقي في مكانك
غمغمت ابريل بإغتياظ من غطرسته المفرطة عليك وعلي اجمد ست بتاعتك
باسم بإستنكار هو انتي لو سمعتي الكلام مرة واحدة من غير مناهدة ھتموتي محروقة
سخرت ابريل بعفوية وهو انت بقي كيف عندك تحرجني قدام الناس
إلتوت شفتى باسم في ابتسامة مستمتعة بڠضبها بلا رد
في هذه الأثناء
كان صلاح يتحدث بلهجة رسمية وملامحه تنضح بالجدية مخاطبا مجموعة من الصحافة والإعلام اظن اللي انتو شايفينو يغني عن الف كلمة ممكن تتقال في الموقف دا .. الباشمهندسة ابريل تبقي خطيبة ابني باسم وبعد شهر من دلوقتي هنعمل خطوبة بشكل رسمي .. وكمان قدامكم بنفسه رجل الاعمال مصطفي الترابلسي اللي بيكون قريب مرات استاذ فهمي الهادئ .. و اظن مجرد حضوره في نفس المكان يأكدلكم ان كل اللي اتنشر كان اشاعات ملهاش اي اساس ومفيش علاقة صلة بينه وبين الباشمهندسة ابريل غير قرابة واحترام وبس واحنا هنتخذ كل الاجراءات القانونية ضد المسؤولين عن الاشاعات السيئة اللي طلعت عليهم
عند باسم
عشان نوثق اللحظة بسيلفى يلا اضحكي عشان الصورة تطلع حلوة
أتبع جملته بغمزة شقية بإحدى عينيه لتظهر على ابتسامة بعدم تصديق لما قاله.
على الجانب الأخر
توقفت سيارة أجرة أمام المستشفى وترجل منها أحمد وما إن هم بعبور الشارع حتى ثبتت عيناه في دهشة مصډومة من ذلك المشهد العاطفي امام سيارة باسم مم جعل جمرات الغيرة تشتعل في صدره بضراوة عند رؤيتها تقف بين أحضان نفس الشاب الطويل
الذي جمعتها به صورة على موقع التواصل الاجتماعي.
إهتزت حدقتيه بتوتر ووجهه محتقنا بالڠضب لا يعرف ماذا يفعل يحاول ضبط تنفسه الثائر مانعا رغبته فى الذهاب إليهم حتي يدق عنق ذلك الوغد بمنتهى القسۏة دون أن يبالي بأي شيء آخر لكنه توقف فور أن رأى ما حدث في اللحظة التالية...
قبل دقائق بسيطة
تساءل يوسف بسخط مستنكر دا واخدها علي عربيته ليه دا .. ايه هنسيبها تركب معاه بعد دا كله ولا ايه
نهره فهمي بصوت منهك ناقم سيبه يا يوسف انت مش شايف العين علينا هو حاليا خطيبها يلا اركبو خلصوني في اليوم دا
نظرت ريهام إلى والدها بعدم رضا لتتحدث بهمس شقيقها روح انت اركب معاهم يا يوسف
هز يوسف رأسه معارضا اياها بلهجة حادة انا مش هطيق اركب مع الجدع دا في عربية واحدة ممكن ارتكب جناية فيه اساسا
زفرت ريهام بتبرم خلاص روح مافيش منك رجي يا اخي .. عمر حبيبي تعالي
امتثل الطفل لأمرها بهدوء فانحنت وهمست في أذنه ببعض الكلمات حتى وافق بإيماءة من رأسه فى حماس فإبتسمت له بخبث شديد.
عند ابريل
تمكنت أبريل من الإفلات من قبضته وعقدت يديها بعناد على صدرها لحد هنا وبس
ركوب معاك لوحدي مش هيحصل
أشار باسم بإهمال وهو يخاطبها بفظاظة مستفزة اهي عندك عربية ابوكي روحي اركبي معاهم واستحملي كلامهم طول الطريق بقي
نظرت إليه بضيق شديد وهي تنفخ خدودها بتذمر طفولي.
ابريل .. ابريل .. عايز اروح معاكو ممكن!!
حملق بها الطفل الصغير ببراءة فابتسمت له ابتسامة عريضة شاكرة إياه سرا على أنه أنقذها من هذا الوضع الصعب مع هذا الذئب المتلاعب وأطلقت تنهيدة ارتياح مرددة بصوت ينضح بالرقة خلاص هركب معاك انا و عمر
بالرغم من أنه يطمح إلى بث بعض الطمأنينة بداخلها خاصة بعد أن شعر بتوترها ورعبها الذي حاربت لإخفاءه بمهارة خادعة خلف تلك النظرات المحتقرة المتحدية لمصطفى لم يستطع حينها إلا أن
ربما هذا السبب فعل زر الحامي في أعماقه من أجلها دون أن يترك لنفسه أي مجال لترجمة مشاعره الغريبة غير المفهومة.
انتزع نفسه بسرعة من هذه الأفكار وهو يتجه إلى الجانب الآخر من السيارة ويتمتم من خلال أسنانه المطبقة طيب يلا اركبو و امري لله
بقلم نورهان محسن
فى المنصورة
داخل منزل والدة نادية
انا عايزة اطلق يا مرجانة
هتفت نادية بهذه العبارة فور دخولها المطبخ حيث كانت والدتها واقفة التى همهمت بلا مبالاة معلش يا نادية
صاحت نادية بصوت منفعل هو ايه اللي معلش يا ماما .. هو انتي سمعاني اصلا
استمرت مرجانة في تحريك محتويات الطبخة فوق الڼار وهي تقولها ببرود وملل اطرشت من كتر ماسمعت منك الجملة دي كل مرة ينزل فيها اجازة وبعد دقيقتين بترجعي في كلامك
عبست نادية بضيق معارضة إياها بصوت مقهور لا المرة دي غير كل مرة يا ماما انا هاخد موقف .. دا سايبني انا اتحرق هنا و هو دلوقتي معها هو فاكرني ايه من جبس
لطمت مرجانة على خدها وهي تغمغم بإستياء يا خيبتك في بنتك يا مرجانة عقلها سرح منها خلاص
أجابت نادية بنبرة مرتعشة ودموعها تنهمر في هزيمة منكسرة واضعة يدها على صدرها انا قلبي تعبني اوي يا ماما خلاص حاسة اني ھموت ونفسي بيروح من قهرة قلبي
أطلقت مرجانة تنهيدة مليئة بالأسف وهي تخفض الحرارة على الطعام قبل أن تتجه إليها وتربت على ظهرها بتعاطف وهي تسير معها إلى غرفة المعيشة لتقول بحزن كان مين غصبك علي العيشة دي يا نادية ما انا ياما قولتلك يا حبيبتي اطلقي منه وخدي معاش ابوكي الله يرحمه وعيشي بيه انتي وبنتك معززة مكرمة هنا ..
جاورتها مرجانة على الأريكة تثني إحدى ساقيها تحتها وهي تصر على أسنانها قائلة بنبرة ذات مغزي بس الاول ابقي
مالية ايدي منك .. مش تعملي زي كل مرة وتجري عليه زي الخايبة
إنتفضت نادية بتسرع لا والله المرة دي غير كل مرة والله العظيم
تقوس فم مرجانة بابتسامة ساخرة ووضعت كف يدها على خدها تنظر إليها بتفحص اهي هي الجملة دي .. كل مرة تجيلي ڠضبانة وبتاكلي في نفسك وتقعدي تسخني فيا .. لحد لما السكر والضغط يعلوا عليا .. ومع اول مكالمة منه يطمن علي بنته كمان مش عليكي .. بتقومي تاخدي بعضك وترجعيله .. حصل ولا محصلش!
استدارت نادية في جلستها وهي تفرك كفيها ببعضهما قائلة في اعتراف مليء بالخجل من نفسها حصل .. حصل .. بس يعني هو ذنبي اني بحب جوزي وباقية عليه يعني يا ماما
أنهت كلامها بمرارة ثم
متابعة القراءة