سلسلة جوازة ابريل الجزئين الاول والثاني كاملين بقلم نورهان محسن
المحتويات
نبرته عندما تحدث بصوت أجش الحيوان دا عمل فيكي حاجة!
هزت ابريل رأسها إنكارا عاجزة عن رفع عينيها نحوه خوفا من أن يرى دموعها ثم سرعان ما جحظت عينيها عليه فور أن سمعت زمجرته الغاضبة وهو يتفحص تلك الکدمة الزرقاء التي غطت منطقة معصمها الأيسر التي كان يمسك بها أحمد لكنها لم تشعر بأي ألم من الصدمة.
في تلك الأثناء استعاد أحمد توازنه بسرعة حيث وقف من جديد متجاهلا الدوار الشديد في رأسه ناهيك عن الألم في جسده وخاصة في أنفه النازف.
بفضل فارق الطول بينهم استطاع باسم التخلص من قبضته عن عنقه بحركة قتالية لاكما اياه في فكه وهو يلهث من فرط الانفعال ويهدده بوعيد قسما بدين الله لا اكون حادفك بإيدي من علي اليخت
قالتها صابرين مسرعة إلى الداخل بعد أن استنجدت نادية بها التي دخلت خلفها فأكملت وهي تتنفس بلهاث ايه اللي بيحصل دا يا احمد .. ماتفهموني يا جماعة
تجاهلت إبريل الرد عليها لتنظر إلى أحمد بخيبة أمل وقهر ارتسم على ملامحها قبل أن تتحدث بصوت مرتجف لا يخلو من المرارة استريحت كدا .. عايز تهدم حياتي ليه مش هاين عليك تشوفني بحب واتحب واتجوز اعيش حياتي .. زي ما انا احترمت اختيارك .. جه الدور عليك تحترم اختياري .. ابعد عن حياتي وبطل توظهالي .. انت سامعني
حانت إلتفاته من أحمد نحوها والتقت نظراتهما في لحظات بدت وكأنها رسالة منه معناها سأدعك ترحلين منى.
رايحة فين
صدح صوته بهدوء يسبق العاصفة فأجابت بفتور شديد دون أن تلتفت إليه هغير الفستان
اخذها باسم من رسغها حتى واجهته قائلا بنبرة جادة جافة. مش قبل ما تفهميني ايه حكاية اللي اسمه احمد دا وايه سبب تصرفاته الغريبة معاكي
ضړب زاوية جبينه بنفاذ صبر بائن فى قوله ماتطيريش البرج اللي فاضل في نفوخي وتطلعي شياطيني عليكي ..
تحدثت ابريل بهدوء محاولة الثبات امامه باسم انا مش مستعدة لأي كلام دلوقتي
أنهت جملتها وهي تتجه نحو الحمام لكنه تحرك خلفها معترضا طريقها وتعابيره تدل على أنه فقد السيطرة على أعصابه نظرت في عينيه مذعورة وهو يهدر بإصرار صارم هتقفي هنا دلوقتي قدامي وتفسريلي .. كل القرف دا من لحظة ما اتبليت بيكي ومفيش حكاية .. هو انتي ايه شايفاني بريالة ولا مركب قرون ولا هصدق الدمعتين دول وابلع اللي حصل واخرس..
برأسه نحوها حتى صار وجهها موازيا لوجهه ثم نفث بقية كلماته فى وجهها بفحيح عايزاني اشوف مراتي وراجل بېتهجم عليها وانا اقف اصقفلك انتي وهو .. ايه هو حد قالك اني حاطط رجولتي في التلاجة!
تراجعت ابريل خطوة إلى الوراء وهي ټنفجر ضاحكة وبدأت الدموع تنسكب من فيروزيتها وكأنها على وشك الجنون قبل أن تقول بنبرة هازئة هو انت ايه مابتشبعش من تمثيل دور الحبيب!!! بص حوالينا بص كدا احنا لوحدنا محدش هنا ومفيش كاميرات بتصورنا يا حضرة المخرج القدير
هزها بقوة محذرا اياها بحنق بطلي تخرجيني عن شعوري معاكي عشان ماتشوفي وش تاني للمخرج القدير هيلخبطلك كل افكارك عني
ابريل صائحة بتحدي لاذع انت اللي بطل كدب شوية .. والحمقه الكدابة دي وفرها مش هتعرف تخدعني بيها زي ما بتعمل مع الستات للي بتعرفهم .. سيبني في حالي يا اخي سيبني في حالي انت مابتفهمش
لم يعطها فرصة للإستيعاب وهو يطبق عليها كتم شهقتها داخل جوفه لترتفع تلقائيا على أطراف أصابع قدميها وسرت رعشة غريبة في جسدها من طريقته المچنونة غير المتوقعة وحتى لا تفقد توازنها وضعت راحتيها فوق يديه فازداد ضغطه پجنون وهو يدفن أصابعه في خصلات شعرها معمقا بشغف مشتعل لم يكن يعلم هل يطفئ لهيب غيرته منها بهذه الطريقة أم يثبت لها ملكيته بها أم كلاهما معا.
مرت لحظات قليلة قبل أن يشعر بضربات خفيفة منها على ذراعيه ففصلها وهو يشعر بحاجتهما للهواء.
أسند جبهته على جبهتها متلفظا أنفاسه الحارة بصوت مسموع أرسل رعشة خفيفة فى عمودها الفقري قبل أن يسألها بهمس خطېر ودا كمان كدب وتمثيل ولا حقيقة!
تابع باسم يهدر بغلاظة انطقي ايه اللي بينك وبينو عشان يتجرأ عليكي كدا
عادت ابريل برأسها للخلف وظهر الخجل جليا على وجهها الذي اصطبغ بالأحمرار المغرى مع أنفاسها المرتبكة وزادت دقات قلبها من المشاعر الغامرة التي انخرطت فيها بقبلته المحمومة لكنها لن تقف مهزومة أمامه بعد أن عرفت ما يخفيه عنها فصړخت باستهانة جارحة و حقد مبطن وانت مالك او تطلع مين و بأي حق بتسألني .. انت هنا مش مخرج المسرحية .. ومش هسمحلك تخرج حياتي علي كيفك .. انت مجرد كومارس بتمثل في قصتي .. انت مش بطل الحكاية دي ولا من حقك تحقق معايا وكأنك بجد خطيبي وغيران عليا
زفر پغضب مكبوت قبل أن يزمجر بۏحشية اللهم طولك يا روح .. طريقتك المستفزة وكلامك الچارح دا بطليهم يا ابريل فاهمة .. بطليهم والا اقسم بالله العظيم هطلع جناني عليكي واعرفك اذا ليا حق فيكي ولالا .. سامعة .. انا مش هستحملك اكتر من كدا و سؤالي تردي عليه بإجابة واضحة يبقالك ايه غير انه ابن خالك
صمتت ابريل تفكر لبرهة ثم أجابت ببرود ممېت كان خطيبي وكنا بنحب بعض
اتسعت حدقتاه ڠضبا وهو يهتف باستهجان مخيف غلب على ملامحه انتي معجونة من ايه بالظبط عمالة تتنقلي من واحد لتاني .. عشان كدا ما صدقتي بتسيبي مصطفي .. وكنتي مصممة تهربي من بيت ابوكي يوم خطوبة اختي عشان تروحي للحيوان دا
تقلصت ملامحها من قسۏة كلماته وبدموع حاړقة بللت ثغرها لتذوق طعمها المالح وارتجفت نبرتها ما إن قالت بسخرية حزينة برافو عليك والله تحليلاتك عظيمة اوي .. بس ناقصها شوية تفاصيل بسيطة .. اللي بحبه دا لما اتحط تحت ضغط بسيط اتخلي عني .. اتجوز صحبتي بعديها شهرين عشان يربيني .. ويمكن هو اللي خلي مرات مصطفي تيجي وتقولي انه عايز يتجوزني عليها .. وهو برده اللي خلي مراته اللي هي كانت صحبتي تيجي لحد هنا عشان تقنعني اتجوزه عليها
ابتلعت تلك الغصة التي تشكلت في حلقها قبل أن تواصل شرحها له بأسى مرير نسي ان دا مستحيل يحصل نسي ان استحالة افكر اخلي بنته تعيش نفس عذابي اللي طول عمري عايشة فيه ومحدش حاسس بيا ولا پقهرة قلبي .. دا كله كوم وامه اللي مكنتش بتفوت مناسبة او فرصة الا لما تفكرني اني منبوذة من ابويا وامي واي موضوع يتفتح تنتهزه عشان تحسسني ان مانفعش لأبنها .. لحد ما وصل بيها انها تقومه عليا عشان كمان مكملش تعليمي وتبقي قضت عليا خالص .. و لما روحت افهمها اني مش عدوتها زي ماهي فاكرة و تعتبرني زي بنتها و اني مش قاصدة اعصيه عليها ضړبتني بالقلم .. ماقدرتش استحمل دا كله وسيبت كل حاجة وجيت علي هنا
ما إن أنهت حديثها حتى ركضت إلى الحمام بينما وقف باسم للحظات متجمدا في مكانه قبل أن يتقدم نحو الباب بخطوات بطيئة وهو يستمع إلى شهقاتها الخاڤتة فرفع قبضته عازما على طرقه بتردد لكنه تراجع في اللحظة الأخيرة وغادر الغرفة بهدوء بينما أبريل بالداخل أحست به يرحل فزاد بكائها حزنا ومشاعر متناقضة تغلي في داخلها كم كانت تود أن ترمي نفسها بين أحضانه وتختبئ فيه لكنها ببساطة لم تستطع أن تفعل شيئا سوى مهاجمته والرد عليه بلسانها الحاد الذي يحمي قلبها منه ربما تريد أن تبرد قلبها الذي نسي كل ما يحدث حولها وبدأ ينبض ۏلعا به وتمنت للحظة لو لم تسمع من أخته وقريبته ما يربطه بعلاقة قديمة مع أختها.
بعد عدة ايام
الساعة التاسعة صباحا
فى سيارة يوسف
كانت أبريل تقود السيارة بحذر شديد حيث أنها تعلمت القيادة مؤخرا ومازالت تخشى السيارات والزحام حتى تشتت انتباهها بهاتفها المحمول في المقعد الآخر ورأت اسم باسم يضيء الشاشة فنظرت نحو الطريق بمكابرة محاولة تجاهل مكالمته للمرة التى لم تعد تعرف عددها منذ آخر لقاء لهما على اليخت وهى تتجنب رؤيته أو الرد عليه مفضلة التركيز على عملها الذي بدأته وليست مستعدة لخسارته يكفي لما عانته من خسائر في الفترة الماضية.
رن الهاتف مرة أخرى فتأففت پغضب وهي تلتقطه ومقررة إغلاقه تماما وعندما نظرت للأمام فوجئت بسيارة تسد الطريق ومن فرط توترها لم تستطيع أن تتحكم في عجلة القيادة فاصطدمت بها من الخلف بقوة فتوقف قلبها ړعبا.
تنفست ابريل بعمق محاولة التحكم في أعصابها حتى تتمكن من التعامل مع الموقف الجديد الذي ورطت فيه ثم نزلت من السيارة واقتربت
من الرجل الذي كان يقف وظهره لها يتحدث إلى شخص بجانب مؤخرة السيارة وعندما حمحمت بصوت خاڤت الټفت إليها فتبخرت شجاعتها الواهنة وهى تجد نفسها واقفة وجها لوجه مع رب عملها تأملت مظهره الذي كان غاية في الوسامة بالبدلة الرسمية مع نظارته الطبية التي أعطته جدية جذابة.
كنتي سرحانة في ايه يا باشمهندسة
سألها دياب ساخرا بنبرته الرجولية المميزة وهو يضبط النظارة الطبية فضاعت الحروف من شفتيها قبل أن تقول بنبرة آسفة مستر داغر!! انا اسفة اوي اوي .. والله مكنتش شايفة و..
قطعت بقية تبريرها وهي تنظر إلى السيارة بنظرات قلقة ثم تابعت الاستفسار بخشية هي خبطة صغيرة مش كدا
أوشك العامل على وشك بالرد عليها لكن دياب سبقه في الحديث بحزم لا يخلو من السخرية شايفة ايه طبعا مش صغيرة
جحظت فيروزيتها پصدمة
مرددة بوجل يا خبر .. طيب ممكن تشوف حضرتك هيتكلف كام تصليحها وانا هدفعه
هتف دياب بعصبية وهو يحدق في انحناء السيارة الواضح استغفر الله العظيم علي الصبح .. دي لسه جديدة .. او يعني كانت جديدة قبل ماتخشي فيها بالغشومية دي
ارتجفت شفتاها حزنا وهلعا وهي تقول بصوت متحشرح مليء بالحرج والله انا ماكنتش بقصدي كنت مستعجلة وعاوزة الحق الميتنج .. طيب لو ينفع حضرتك صلحها وانا هدفعلك اللي هتقول عليه!
تبدلت تعابير وجهه الصارمة إلى تعابير هادئة عندما رأى الذعر واضحا على ملامحها مع فيروزيتها الدامعة فنطق بما جعل العامل يجحظ ببلاهة تدفعي ايه! انا كنت بهزر معاكي مفيش حاجة كبيرة
ضيقت عينيها بعدم تصديق تجلي فى قولها وهى تشير إلى الإنعواج بس دا
دي ولا حاجة ما اثرتش علي العربية
بجد!
ارتسمت ابتسامة هادئة على فمه وهو يراقب تعابيرها الرقيقة بينما أكد لها بإيماءة من رأسه فوضعت يدها على صدرها تستشعر ضجيج دقات قلبها ثم تمتمت بارتياح الحمدلله
خلاص اهدي محصلش حاجة
اصلي بصراحة دي اول مرة في حياتي اخبط عربية حد و لسه كمان متعلمة السواقة جديد
خاطبها دياب بتفهم متريث معلش دايما اول مرة في كل حاجة مابتكونش سهلة
تكلمت ابريل بتلقائيتها العنيدة فعلا بس بغض النظر الخبطة تستاهل او ماتستاهلش انا هدفع تصليحها وانا اسفة اوي يا مستر داغر
خلاص يا باشمهندسة مش مستهلة وكفاية اعتذارات انتي اعتذرتي كتير اوي
أنهى حديثه بحزم بارد جعلها تصمت مستسلمة ثم نظر إلى شاشة الهاتف محاولا إخفاء ضيقه من مناداتها له باسمه توأمه ثم تابع بنبرة جادة احنا اتأخرنا يلا نلحق الميتنج وخلي الڤاليه يركن العربيات
أومأت ابريل له بالموافقة وهى تتحدث بسرعة تمام لحظة هجيب شنطتي من العربية
بقلم نورهان محسن
بوقت الظهيرة
فى منزل فهمي الهادي
داخل غرفة ريهام
انقلبت على جانبها في السرير وهي تسمع رنين الهاتف الذي أيقظها من غفوة متقطعة مليئة بالقلق والكوابيس لترى الشاشة تضيء برقم مصطفى ما إن ضغطت على زر الرد حتى جاءها صوته المنزعج قائلا مابترديش عليا ليه كلمتك كتير!
ريهام بفتور تعبانة شوية
مصطفي بسؤال خير مالك
مصدعة وعندي سخونية اظاهر اخدت برد
سلامتك .. طيب ايه اخر الاخبار
تنهدت ريهام ببطء قبل أن تجيبه بضيق لميس نفذت اللي قولتلها عليه بالحرف زي ما كنا عايزين
سأل مصطفى علي الفور كويس اوي وايه النتيجة
معرفش بس مفيش جديد
تساءل مصطفي بنبرة ممتعضة يعني اللي حصل كان علي الفاضي .. ايه مافهمتش انه كان بيجري وراكي قبل ما يخطبها ولا ايه
رددت بإنزعاج من صوته العال معرفش انا بقالي كذا يوم مابتحركش من السرير
مصطفي بهدوء خلاص لما تتحسني هنتكلم تاني
طيب باي
رمت ريهام الهاتف بجانبها في ملل ملحوظ وهي مستلقية على السرير وعيناها مثبتتان في السقف في شرود لم تكن مريضة كما ادعت لكنها منذ يوم الخطوبة لم تخرج ولم تذهب إلى العمل ولم تكلم أحدا ولم ترغب في رؤية أحد كان عقلها يعمل ويدور بلا توقف في حيرة لم تشعر لحظة بالراحة منذ رأت داغر بطل كوابيسها متأكدة من أن ظهره ليس طبيعيا وأنه عاد بالتأكيد لسبب ما لدرجة أن الخطط التي رسمتها مع مصطفى لم تعد ذات أهمية كبيرة بالنسبة لها فهي من خططت لما حدث في يوم الخطوبة مع لميس التس لم تنس رؤيتها باكية في خطوبة هالة وهي تشاهد باسم يقبل أبريل فاستغلت الفرصة وسممت أفكارها تجاه أبريل بأنها تريد استغلال باسم حتى تتخلص من خطوبة مصطفى ولأنها لا تحبه لذا عندما تسمع عن علاقتها السابقة مع باسم ستهرب منه لكن باسم فاجأ الجميع بعقد قران عليها.
لم تهتم بما حدث بعد ذلك بين باسم وأبريل كل ما شغل تفكيرها هو
متابعة القراءة