سلسلة جوازة ابريل الجزئين الاول والثاني كاملين بقلم نورهان محسن
المحتويات
السبب الحقيقي لعدم الرد من كل الشركات التي قدمت لها أوراقها.
نفضت ابريل تلك الأفكار من رأسها ثم شرعت في ارتداء الفستان وبعد عدة دقائق وقفت أمام المرآة الطويلة تتأمل نفسها شاردة.
خرجت من دوامة الأفكار العاصفة فى عقلها على صوت فتح باب الغرفة الصغيرة من خلفها واتسعت عيناها ذهولا عندما رأته في المرآة فالتفتت نحوه بإنصعاق.
في تلك الأثناء
عند خالد
يارب ذوقي المتواضع يعجبك
أنهى خالد جملته بابتسامة جذابة وهو يقدم لها سوارا ذهبيا يأتي في منتصفه مشبك عريض على شكل حدوة حصان مرصع بأحجار الزركون الدائرية مع مشبك كلاسيكي متصل بطبقات متعددة من السلاسل الرفيعة. فأعجبت بإطلالته الأنيقة والمميزة مغمغمة فى إعجاب مذهول جميل اوي يا خالد
أومأت لميس بجفنيها مؤكدة له وهي تردد بلطافة والله ذوقك رقيق بجد
خالد بحب مفيش ارق منك .. لما شوفتها فكرتني باول مرة اتقابلنا فيها لما افتكرتيني دكتور وخلتيني اساعدك
تبسمت لميس بإحراج ايوه ساعتها كنت متغاظة اوي من جدتي وطلعت عينك انت
خالد بنفى محب ابدا .. دي كانت من احلي لحظات حياتي
اللحظة اللي هتبقي فيها مراتي يا لميس ..
أصيبت نبضات قلبها بالإرتباك من لمسة يده على كفها بحنان مع إجابته المباغتة لها لتسرى السعادة فى أوردتها وصعدت بنظراتها إليه لتجده يحدق بها بعمق فلم تتمكن من الرد من الحرج مما جعله يخرج عن صمته ويستأنف حديثه بعشق ممتزج بالجدية انتي ماتعرفيش انتي غالية في عيني قد ايه .. بس انا عايز اكون صريح معاكي من البداية .. انا مابحبش اعتمد غير علي نفسي وشغلي انتي عارفاه كويس وعندي حتة ارض ورث من الحج
ضيقت لميس عينيها وعلقت على حديثه بذات الجدية خالد .. انا عمري مابصيت للحاجات دي ولا دورت عليها خالص كفاية انك تتقي ربنا فيا و تحبني ونكون مبسوطين مع بعض
مش نفسك في حاجة ابدا
لميس بصوت خجول ربنا يخليك ليا يا خالد
أضاف خالد بنبرة غلب عليها الحماس نيجي بقي في للاهم .. شوفي يا ست البنات شقتي جاهزة ومتشطبة بس اي حاجة حابة تغيريها علي ذوقك ابدأي فورا وماتاخديش رأيي حتي
اعترضت لميس برقة لا تخلو من الاندفاع لا لازم تكون معايا في كل خطوة دا هيبقي بيتنا احنا الاتنين مع بعض
التوى فمه بابتسامة مفعمة بالحب قبل أن يرد بفرحة لم يخفيها هو دا الكلام الحلو كان فين من بدري
بقلم نورهان محسن
في هذا الوقت
عند ابريل
نهارك اسود!!! انت ايه اللي مدخلك ه...!!!
اختنق صوتها المصډوم في حلقها وهو يضع يده بسرعة على فمها يكممه بينما يهمس بالقرب من أذنها في هسهسة منخفضة ششش هتفضحينا
هشيل ايدي واوعي تطلعي صوت!!
أنهى باسم كلامه بتحذير لتهز إبريل رأسها بإيماءات صغيرة
اختطفته من أفكاره السابحة بها علي صوتها المصډوم بحدة انت زودتها اوي افرض كنت لسه بغير
باسم بإنزعاج مستفز مكبرة الدنيا اوي .. يعني كنت هشوف ايه يا شبر واقطع انتي
رفعت ابريل سبابتها محذرة إياه وهناك احمرار يكسو ملامحها الرقيقة وتلعثمت بحنق احترم نفسك بليز وماتغلطش .. ها ممكن تفهمني ايه الکاړثة الجديدة اللي مخلياك داخل عليا البروفا بالھمجية دا
مال باسم بجسده نحوها أكثر رافعا أحد حاجبيه وهو ينظر إليها بطريقة تدل على إعجابه بجاذبيتها المذهلة فتوافقت أفكاره مع كلماته الهامسة بنبرة دافئة خالية من العبث و ليه بتحسبيها کاړثة ليه مايكونش شوقي هو اللي جابني علي هنا عشان اشوف جمالك في الفستان قبل اي مخلوق .. خصوصا انك ماكنتيش هتخرجي تفرجيني عليه
تململت ابريل بتوتر في وقفتها وهي تهدر بخفوت نافذ الصبر انت هتبطل لف ودوران عليا ولا اااا
تلاشت الحروف من طرف لسانها حالما أن اتسعت ابتسامة جذابة على فمه وهو يرفع أطراف أصابعه ويداعب خصلات شعرها التي انسدلت على جانب وجهها برقة فترنحت نبضاتها بإحساس غريب وهو يعلق على كلامها بعتاب حانى عيب انا خطيبك مايصحش تكلميني كدا
رددت بصوت مرتبك ومايصحش نفضل في البروفا كدا يقولو علينا ايه..
ارتسمت على فمه ابتسامة غامضة مستطردا بصوته الرجولي الهامس الوقح هيقولو من لهفته علي حبيبته ماطقش يقعد لوحده برا من غيرها وهي ماصدقت تكون في ..
خرجت من شفتيها شهقة خجولة وسرعان ما ضغطت بكفها على فمه لتمنعه من إكمال عبارته الجريئة وقالت في دهشة تامة بس اسكت بس .. انت معجون من مية ابلسة .. خد بالك انت قاعد تعمل حركات مستهبلة من الصبح وانا ساكتة
عقب بمرح فور أن خفضت يدها إلى جانبها مداعبا إياها بغمزة السكوت علامة الرضا
تفوهت بإندفاع دا علامة القرف
تلقائيا إرتكزت كفيها على صدره محاولة دفعه فإرتعش جسده تحت لمساتها وهو يردد بتعبير عابس قرف!! طيب تيجي نجرب واثبتلك قدام نفسك انك مش حاسة بقرف
جاهدت لإنتشال ذهنها الغائب متأثرا بسحر قربه المغناطيسي بصعوبة حالما التقطت أذنيها نبرة صوته الهامسة الخطېرة بالإضافة إلى نظراته الواثقة مما جعلها تهمس محذرة باسم سيبني!!
وما إن فشلت في تحريرها من أغلال قبضتيه حتى تطرقت إلى التحاور معه بطبيعتها المتمردة طيب انت لو مانزلتش ايدك وبعدت عني هصوت وهلم عليك الاتليه كله..
تبددت الغيوم العبثية من صوته إلى أخرى معاتبة بتيه معمقا النظر بفضيته الجذابة فى خيوط قزحيتها المتلألئة وكأنها صاحبة الوصاية على كيانه منذ قديم العهد الحق عليكي انتي اللي بتستفزيني وساعتها بتهور ومابكونش مسؤل عن اللي بعمله
تزعزعت حصونها الثابتة على الأرض الهلامية بعبارة واحدة منه فتجنبت النظر إليه بمشاعر تتجانس مع نطقها المرتبك بحروف خرجت بجهد مضاعف مناشدة عقلانيته المفقودة ماتسميهاش اني بتحداك .. انا بحذرك عشان عشان ماتتهورش وترجع ټندم..
واذا كان عجبني التحدي معاكي بيكون له طعم لذيذ وحلو
رفع وجهها بأطراف أصابعه وهو لا يعلم إذا كان هذا السؤال موجها لها أم له بهمسات ناعمة أرسلت في جسدها ذبذبات مربكة تغذيها شدة قربه منها.
خيم عليهم السكون لعدة لحظات لم يقطعه إلا قعقعة نبضاتهم تبادلا النظرات النافذة إلى الروح قاطعتها هى محاولة الحفاظ على رباطة جأشها في قولها التالي انا بكلمك بكل هدوء اهو .. وبقولك ممكن تشيل ايدك من عليا .. دا مكنش ضمن اتفقنا
مقاوحتك فيا مابتساعدنيش .. بتجننيني بزيادة يا بندقة
بقلم نورهان محسن
بعد مرور ثلاث أيام
هو طبعا حاسس ان مچروحة كرامته بعد ماكسرتي غروره برفضك ليه عشان كدا حطك في دماغه وبقي بيطادرك وعمال يقفل عليكي في موضوع الشغل
قالت ريم هذه الكلمات خلال محادثتها الهاتفية مع أبريل بنبرة جادة تدل على تمكنها من فهم سيكولوجية النفس بحكم عملها كطبيبة نفسية لتتفق الأخرى مع رأيها بضيق ايوه هو قالهالي هيندمني .. بس اللي قلقني مش كدا .. الخۏف يعمل حاجة اكبر من كدا!!
أكدت ريم حديث أبريل قائلة بنبرة قلقة عليها مش بعيد فعلا .. عشان كدا ضروري تقولي لباسم .. هو اللي في ايده يساعدك ويحل مشكلتك مع مصطفي
تغضن حاجبيها وهي تفكر في صحة كلامها لقد أخفت هذا الشيء عن باسم حتى لا يعرض عليها وظيفة في شركة والده لكن ماذا لو خرجت الأمور عن سيطرتها فلم يعد من الممكن التنبؤ بتصرفات مصطفى تنهدت بخفة وقالت بصوت هادئ لا يخلو من اضطراب ربنا يستر .. يلا انا داخلة عليه هقف...ل
تبخرت الكلمة الأخيرة على طرف لسانها تدريجيا حالما رأته يجلس في كافتيريا النادي الرياضي مع امرأة على الطاولة لذا قادتها خطواتها المتوازنة إلى حد ما نحوهم قائلة بسرعة سلام
أنهت أبريل المكالمة الهاتفية تشعر بجمر الڠضب يشتعل في أعماقها فهى طوال الطريق إلى هنا كان يملؤها الحرج والخجل الشديد من نفسها لأنها استسلمت معه باندفاع لعاصفته الهوجاء منذ أيام لكن هذا المتبجح يجلس الآن مع امرأة أخرى غير مهتم بموعده معها همست بوعيد وغيظ لنفسها وهي تتجه نحوهم هو انت ايه!! مابتضيعش وقتك ابدا يا وش القرد .. طيب انما وريتك
توقفت أبريل أمام الطاولة وأدارت رأسها إلى اليسار ونظرت إليه بحاجب مرفوع فى استفهام بينما وزع باسم نظراته بينها وبين المرأة الجالسة مقابله ثم تمتم بلهجة مشوبة بالقليل من التوتر ابريل!!
معلش شكلي جيت قطعت اللحظة عليكم
قالت أبريل ذلك باعتذار ساخر وعقدت ذراعيها تحت صدرها على الفور قام باسم من مكانه واتجه نحوها ووقف أمامها متسائلا بمفاجأة وبصوت عال هو انتي فهمتي ايه .. وبعدين انتي رجعتي تشتغلي هنا تاني من امتي
طلب باسم بكياسة من المرأة معلش ثواني
اتسعت عيناها الفيروزية لعدم فهمها الحقيقي لما يقوله ونظرت خلفها بريبة لكنها وجدت فجأة أنه إقترب منها للغاية وامسك كتفيها بكلتا يديه وعيناه الرماديتين أغدقتها بنظرات مليئة بالمشاعر الشغوفة هامسا بنبرة خشنة جذابة أربكتها وغلاوتك عندي كان قلبي حاسس بوجودك حواليا يا حبيبتي .. عارفة قد ايه حاولت اوصلك .. بس كالعادة كنتي بتهربي مني
ابتسم باسم بغطرسة وتلاعب وهو يرى احمرار وجهها القانى بسبب حپسها لأنفاسها من قربه منها وهى تفكر أنها كلما أرادت رد الصاغ اليه يفاجأها هو بتصرف لا يتوقعه عقلها وجديا يصعب عليها فهم هذا الرجل العابث.
سألت بتوتر وذهول شديد يعبر عن إستنكارها لجملته الأخيرة بينما تبعد يديه عنها وتراجعت خطوة إلى الوراء ااا .. انت ايه التخاريف اللي بتقولها دي...
النصف الثاني من الفصل الرابع والعشرون روايةجوازةابريل
إلى متى يا نفس ستظل تكتوي بنيران عشق أهوج لم يجلب لنا سوى الشقاء
و ما حيلة هذا القلب العليل الموصوم ب هوى رجلا من دون الرجال عباء !
يتناثر الحزن من عيناي جهرة ولا يلقى صدى بروحه الجدباء !
و الصمت بات مضنيا
و البوح ڼار موقدة قدت حروفها من العناء .
طيف الخديعة بمقلتيك عابثا و
طهر قلبك ماهو الا خديعة و إفتراء .
فلأي جنس تنتمي و لأي قبلية قد ينتسب هذا الپغاء
نورتي مملكتك يا احلي عروسة
قال مصطفى بصوته الرخيم راسما على وجهه ابتسامة دافئة أبرزت وسامته الرجولية وهو يتنحى بجسده الفاره جانبا بعد أن فتح لها باب المنزل ليفسح لها المجال للدخول أمامه.
بخطوات ثقيلة وقلب قلق وحدقتيها المهزوزيتين جابت زوايا المنزل بتصميماته الحديثة لتلهيها عن نوبة الهلع التي جعلت قلبها يقرع كالطبول يكاد يقفز من بين ضلوعها من شدة انفعالها على الأرض وهي تشد راحتيها على طيات قماش فستان زفافها الأبيض المصنوع بإتقان لتمنع ارتعاشهما من الظهور.
ابريل بخفوت الله يبارك فيك
هربانة مني علي فين
صمتت ابريل للحظات وهي تفرك أصابعها بتفكير ثم أضافت مبررة بصوت منخفض ناتج عن خجلها الفستان ضيق عليا ومخليني مش قادرة اتنفس كويس هروح اغيره
حركت رأسها في رفض صامت وبأنفاسها تكاد تكون مسلوبة من رئتيها فحاولت الابتعاد حتى تستعيد ربطة جأشها لكنه آبى أن يطلق سراحها فتحاملت على نفسها لتهمس برقة يتخللها الحرج مالوش داعي .. ممكن تسيبني!!
اعترض بإصرار حنون مانعا عليها أدنى فرصة للهروب منه
تمتم بأنفاس متلاحقة ماتخافيش يا حبيبتي هكون هادي معاكي .. بس ماتحرمنيش
غمغمت باسمه في خجل شديد حد البكاء لكنه لم يستطع السيطرة على نفسه إذ أدار رأسها نحوه بغتة ورفع وجهها إليه وقبل أن تدرك ما سيفعله انقض عليها كاتما أنينها المعترض فلم يكن أمامها خيار سوى الاستسلام للغرق فى طوفان مشاعره الهائجة.
بعد لحظات ابتعد عنها قليلا وأمسك وجهها بيديه متمتما بصوت حنون وهو يتأمل كل شبر من وجهها سامحيني يا حبيبتي مش قادر اشبع منك وماقدرتش اتحكم في نفسي قدام حلاوتك دي كلها .. هسيبك شوية وقت مع نفسك يا روحي
ردت حنين بإبتسامة باردة انا هنا في مكاني يا حبيبتي .. في اوضة جوزي انتي اللي مش في مكانك
استقامت من مجلسها وهي تردف بنبره قاسېة يتخللها الشماته دايما الاولي هي اللي في القلب يا ابريل و ليها النصيب والمعزة الاكبر .. يعني ماتخليش اوهامك الساذجة توهمك انك هتكون اهم حد في حياته .. مهما وصلت درجة تعلقه بيكي وخدعك تمسكه بيكي مستحيل هيفضلك علي ام ولاده واول حب في حياته .. انتي حاجة مؤقتة نفسه فيها مش اكتر
في الاخر وبعد مايوصلك ويشبع منك هتبقي فعل ماضي
أنهت حديثها مع دخول مصطفى الغرفة متسائلا بهدوء بتعملي ايه عندك يا حنين
حنين بسخرية مبطنة ولا حاجة يا حبيبي كنت مستنية ابارك للعروسة
يلا عن اذنكم انا هروح اوضتي
وعندما غادرت التفتت إبريل إليه وعلامات التعجب تحوم حول رأسها لتسأله بعدم تصديق اللي هي بتقوله دا حقيقي!!
إقترب مصطفى منها وهو يجيبها بتبرير بارد لا يشفع له انا مقدر انك مصډومة .. بس اللي
احنا فيه وضع طبيعي وبكرا هتخدي عليه صدقيني مش هتحسي بوجودها ..
استندت على الطاولة خلفها بعد أن شعرت أن قدمها قد ټخونها وتسقط على الأرض قبل أن تتحدث معترضة احنا ماتفقناش علي كدا...
بتر باقى جملتها بلهجة حاسمة وهو يقف أمامها مباشرة ابريل انتي قبلتي تتجوزيني .. خلاص ارضي واتبسطي بأيامنا مع بعض .. بلاش تخربي حياتنا بالتفكير الكتير .. لانك مش هتعرفي تغيري الواقع .. والمصير دا اهون كتير من اني كنت اسيبك يوم فرحك واسيبلك ڤضيحة ليكي انتي واهلك تلازمكم طول العمر بعد اللي عملتيه معايا واھانتك لرجولتي قدام الناس كلها ..
دفعته بعيدا عنها وهي تشعر بإشمئزاز وهناك شيء يؤلم روحها بقوة تجاوزت حدود صبرها وثباتها بينما ارتجف صوتها صاړخة بتشنج استهدف باقي جسدها ابعد عني .. هو انت ازاي طلعت بالحقارة دي
ظهرت علامات الاستياء على وجهه وهو يقطب بين حاجبيه ليقول بصرامة طب وليه الغلط دا بقا
متابعة القراءة