سلسلة جوازة ابريل الجزئين الاول والثاني كاملين بقلم نورهان محسن
المحتويات
هذه اللحظة لتهتف معترضة على ما قالته بتوبيخ سلس ايه الكلام دا يا دعاء !! دا قدر ربنا اللهم لا اعتراض عليه .. وباسم والبنات اخوات عز واكتر كمان .. انتي ناسية انه كبر معاهم ولا ايه!!
فى هذه الأثناء
دخلت منى من الخارج بعد أن فتحت لها الخادمة الباب حيث ذهبت إلى منزل حماتها لتأخذ رأيها في الفستان الجديد الذي اشترته لحفل خطوبة هالة فهى دائما تعجب باختيارها الأنيق في اختيار الملابس ومستحضرات التجميل.
نهاية الفصل الرابع عشر
روايةجوازةابريل
نورهانمحسن
الفصل الخامس عشر رواية جوازة ابريل ج
فى هذه الأثناء
لاح على فم دعاء ابتسامة ساخرة قبل أن تأخذ نفسا عميقا لتهدئ أعصابها قليلا حتى لا تبتعد عن مسار حديثهما وأخبرتها مؤكدة كلامها طبعا اخواته يا وسام وكل حاجة .. واكيد ماقصدش كدا .. بس انا عايزة اشوف عز مرتاح واطمن عليه .. دايما حاسة ان
تكلمت وسام بتأثر شديد اكيد حقك .. بس ادي الله وادي حكمته ... دي حاجة في ايد ربنا سبحانه وتعالي
مسحت دعاء على صفحة وجهها وعلقت بضيق ايوه وربنا كمان بيقول اسعي يا عبد وانا اسعي معاك .. بقاله تلت سنين معها وعلي طول في خناق وزعل بسبب الخلفة .. لو عليا انا .. يديني الاوكيه بس .. وانا من بكرا اجيبلو مية بنت يختار منهم اللي تعجبه وكلهم بنات عائلات كويسين جدا ويتجوزها .. ومني مالهاش حق انها تزعل .. هو مش هيبقي اول ولا اخر واحد ودا حقه الشرعي
كانت الصدمة بمثابة صڤعة على وجهها أيقظتها على واقع مرير.
امتعض وجه وسام سخطا من أسلوبها العنيد وقالت بتحذير بلاش تفتحي في السيرة دي معاه يا دعاء .. وقتها مش هيوافق بالعكس .. وقتها هياخد موقف منك انتي وهيقولك انتي بتخربي حياته
تأفأفت وسام بنفاذ صبر ليس هناك أسوأ من الإصرار على التدخل في شؤون الآخرين حتى لو كان ذلك بدافع الإهتمام بمصلحتهم الخاصة فربما يأتي هذا بنتائج عكسية لذا صاحت مستنكرة قولتلك ماتعمليش مشكلة علي حكاية عارفين اخرها انتي اكتر واحدة عارفة راس ابنك يا دعاء
مررت وسام أناملها على شعرها الذي تعبث به الرياح مخاطبة إياها بنبرة متضايقة عز بيحب مراته يا دعاء ولو هو عايز كدا لازم قراره يبقي من نفسه
توقفت عن الحديث عندما أدركت أنها قالت الكثير في فورة ڠضبها ورغم شعور وسام بالأسف عليها وتفهم مشاعرها لكنها علقت بشكل منطقي انا رأيي انك ماتدخليش في المسائل الحساسة دي يا دعاء .. عشان هيجي من وراها مشاكل كتير .. ومني طيبة وبنت حلال وبتحبه جدا .. وربنا هيفرح قلبهم بالذرية لما ربنا يريد .. بس الصبر طيب
جرت منى قدميها تتجه نحو باب المنزل دون تفكير لتغادر بخطوات مرتبكة لا تريد سماع المزيد من كلام حماتها الذي كان بمثابة أشواك مؤذية في روحها التعيسة بشأن هذا الموضوع ومهما كذبت على نفسها ستظل تلاحقها سكاكين الحقيقة لتصيب قلبها بحدة فلا شيء سيشفع لها كل ما تقدمه من أجل حبها لزوجها سيبقى دائما غير كافى.
أدارت دعاء رأسها نحو الباب بنظرات لمعت بالخبث حينما غادرت منى وبابتسامة منتصرة ماكرة قبل أن تتحول إلى تنهيدة مسموعة لتلفظ كلماتها بنبرة بائسة أتقنتها جدا طيب يا وسام .. خلاص ربنا يسهل .. اقفلي السيرة اعصابي تعبانة ومش مستحملة
هتفت وسام بتعجل وهى تنظر إلى العاملين أسفل الشرفة طيب طيب .. هسيبك تهدي وانا هروح اشوفهم خلصوا ولا عملو ايه في الجنينة عشان الخطوبة هالة!!
دعاء والدة عز شخصية مناورة تعاني من تقلبات مزاجية بين الحين والآخر إذ يمكن أن تغضب فجأة وتبدأ بالصړاخ والبكاء إلا أنها تعود بعد مضي وقت قصير إلى الهدوء والبشاشة مثل طباع إبنها ترى أنها لا تخطئ ودائما على صواب وتعطى لنفسها مبرر لكل تصرف تقوم به تهوى صنع أطباق جديدة وغريبة.
بقلم نورهان محسن
خلال ذلك الوقت
عند ابريل
رددوا معا كلمات الأغنية بابتسامة عريضة والسعادة طاغية على وجوههم.
وقفت أبريل وتمايلت في مكانها مع صدى الموسيقى في الغرفة الصادرة من هاتف يوسف وكانت تمسك طرفي الفستان بين عمر ويوسف وهم يدوروا حولها يرقصون ويصفقون لها.
انا دلوعة وملكة
مچنونة جدا وماليش مالكة
خليك دوغري وسكة
يا حبيبي أنا فهماك
أيوه جميلة وكيوتة بس أنا مش بسكوتة
عندى الغلطة بمۏتة أنا مش عايزة اعملها معاك
إكشف وريني ورقك
قولي أنا معجب قولي بحبك
بين للناس حبك دلع فيا ليل ونهار
عايزة حكاية مچنونة ويبقوا يقلدونا
عايزانا نبقى تريند .. أنا وانت فنشرات الاخبار
أنا عايزة حبيبي يفاجئني
ياخدنى بعيد ويسرقني
محدش غيرى يسبقني
نعيش فخيال ونعيش بإحساسنا
هنمشى بكيفنا وبراسنا هنرقص يلا رقصنا
يروق البال
جلست أبريل على الكرسي وكانت
لا تزال تضحك فسألها يوسف وهو يضحك بإستغراب هتكملي الرقصة وانتي قاعدة
وضعت ابريل يدها على وهي تتنفس لاهثة وتشير إليه بيدها لترد عليه في همس كملوا انتو .. انا مش قادرة كفاية كدا خلاص
خرجت كلماته الهازئة من بين ضحكاته اومال في فرحك هتعملي ايه ! دا يدوب تسخين للدرمغة اللي جاية
أخبرته ابريل بلامبالاة بعد ما اغير الفستان بقي .. بس كويس كنت محتاجة شوية الحركات دي عشان لما اكل ضميري مايوجعنيش..
نهضت ابريل فجأة من مقعدها وبدت على وجهه علامات الدهشة من انتفاضتها تلك وهي تسأله بغباء هو انا طخينة يا يوسف!
حاول منع نفسه من الابتسام قبل أن يجيبها بالنفي لا يا حبيبتي مش طخينة خالص .. تحبي اثبتلك!!
أومأت ابريل بقوة بأعين متفرسة حتى جاء جوابه
بنبرة هامسة شوفي كنت جايبلك معايا ايه!
ركزت ابريل عيناها اللامعتان على قطعة الشوكولاتة التي أخرجها من جيبه الخلفي وقالت بفرحة متحمسة يا حبيبي!! ربنا يخليك ليا يا احلي اخ .. هاتها بسرعة قبل ماتدخل علينا الساحرة الشريرة
أنهت ابريل جملتها وتميل رأسها ونظرت إلى الباب خلف يوسف قبل أن تحاول أخذ لوح الشوكولاتة منه لكنه هز رأسه يمينا ويسارا وعلق بممانعة لا يا روحي .. سامحيني مش هقدر اكسر كلام الساحرة الشريرة .. عشان ماتسخطنيش عربية بطاطا
تجعدت ملامح إبريل حينها وأجابت عليه بهمسة غاضبة مشيرة إليه بإصبعها السبابة بټهديد شرير انا اللي هسخطك لو ماجبتش اللي في ايدك وهاكل البطاطا بتاعتك كلها
رفع يوسف حاجباه يتصنع الدهشة هامسا ببراءة زائفة اهون عليكي تعملي فيا كدا!
لم تلقى بالا لأسلوبه الهزلى إذ كان لها هدف محدد فحاولت التأثير عليه بإحدى أساليبها الماكرة بصوت ناعم متوسل وهي تلعب بشعرها اكيد لا يا جو .. بس يرضيك نفسي في حاجة .. وانت عارف وتحرمني منها .. افرض جرالي حاجة دلوقتي .. العمر قصير يا جو
هز يوسف رأسه بنفى حاد قبل أن يخاطبها بجدية بعد الشړ عليكي .. مستحيل اعمل كدا اصلا
ساد الصمت لثواني معدودة واقتربت أبريل بابتسامة ملتوية عازمة على أخذ الشوكولاتة منه لتلوح لمحة من التلاعب في عينيه ورفع ذراعه قبل أن تتمكن من الإمساك بها وأضاف بنبرة مشاكسة بس .. برده لا .. ماتنسيش الساحرة قالتلك ايه!
أشار يوسف بعينه نحو فستانها بتحذير فهزت إبريل رأسها باستهانة وهي ترفع ذراعيها محاولة الإمساك به لكنها لن تتمكن من القفز إذ كان فرق الطول بينهما كبيرا فيما تراجع يوسف بحركة سريعة إلى الخلف وهي تهسس من بين أسنانها بانزعاج أمام وجهه بطريقة مضحكة انت مش هتيجي بالذوق ياض
يوسف مطقطقا بلسانه قبل أن ينهيها محذرا عيب عيب .. انا اخوكي الكبير
ابتسمت أبريل بشړ لتكور يدها الأخرى في قبضة وقالت باستخفاف ساخر بكام شهر بس .. يعني مسموحلي كل حاجة عادي جدا
لا انت ولا هي
أنهى عمر حديثه الذي كان يشاهد هذا العرض بضجر تام قبل أن يخطف لوح الشوكولاتة من يد يوسف سهوا وهو يضحك عبثا ويتجه للخارج وهو يجري كالرمح مم جعل يوسف يجفل ثم صړخ عليه يناديه بنبرة منزعجة واد يا عمر بتغفلني .. تعالي هنا
نظرت إليه أبريل پشماتة وأشارت بإصبعها إليه وقالت بضحكة هازئة علي صوتك كمان .. خلي ريهام تسمعك
حدجها بإغتياظ قبل أن يفاجئها بصڤعة رقيقة على خدها ثم ركض بسرعة.
شهقت أبريل في مفاجأة وهى تنظر لباب الغرفة في حالة صدمة ثم ركضت خلفهم حافية القدمين بعد أن رفعت الفستان عن الأرض قائلة بټهديد والله ما هسيبكوا انتو الاتنين انهاردة
بقلم نورهان محسن
خلال ذلك الوقت
فى غرفة هالة
هالة مستلقية على السرير غارقة في أفكارها بالكاد تستطيع سماع الضجيج الموجود بالأسفل على الرغم من تردد صداه حولها بسبب صخب دوامات عقلها تنظر إلى السقف فحسب فلا ترى بعينها إلا الفراغ والعدم.
جزت هالة على أسنانها وهي تتذكر مشهد جلوسهم أمام عينيها يثرثرون ويضحكون دون أن يعيروها أدنى اهتمام ثم ارتسمت على ثغرها ابتسامة ساخرة عندما تذكرت أن غدا هو يوم خطوبتها والجميع في حالة من الهرج والمرج استعدادا لتلك الحفلة السعيدة.
فلماذا لا تشعر بالسعادة هناك شيء بداخلها يمنعها من ذلك ولعل صمتها هو سبب هذا الحزن الذي يعتريها هي الوحيدة التي تجني ثمار ذلك الصمت إنها لا تشعر بأرضية صلبة يمكنها الوقوف عليها بل ترى لوح من الزجاج الشفاف بينها وبين ياسر يراها من خلاله لكنه لا يسمع صريخها ولا يشعر بغيرتها ولا يفهم مشاعرها.
تنهدت هالة بصوت مسموع قبل أن تجلس وأسندت ظهرها على ظهر السرير وزمت فمها في ارتباك إعتلى ملامحها من الأمر الذي فكرت في فعله.
حركت أطراف أصابعها الرفيعة وأظافرها المطلية باللون الأبيض لتمسك الهاتف بجوارها ووجدت عدة مكالمات منه لم يرد عليها أحد فقامت بفتح أحد التطبيقات المسمى واتساب لتظهر لها رسائله التي أرسلها للاطمئنان عليها معربا عن قلقه من عدم
الرد عليه ويسألها عن سبب تجاهلها له فأخذت نفسا عميقا وهي تضغط على بعض الحروف على لوحة المفاتيح.
أنا لا أتجاهلك...
ولكني أخشى إذا تحدثت معك عما يدور بداخلي أن ترد بشيء ينهي الحديث ويوضح ما لا أريد تصديقه فنحن في زمن نحاسب فيه وندفع ثمن ردود الفعل أما الفعل في حد ذاته شيء لا يذكر وأنا أخاف دائما من الخسارة إلى أقصى حد ولكنى لا أريد أن أكون غبية ومخطئة فى حق نفسى.
ترددت هالة كثيرا وهي تنظر إلى زر الإرسال فوجدت نفسها تتذكر كلامها لوالدها بشأن فسخ تلك الخطبة بالأمس عندما عاد من العمل فكان جوابه أنها ابنته الرزينة الواثقة من نفسها ذات العقل الناضج المنفتح من هي هذه الفتاة التي تستطيع هزيمتها بمجرد حركات حقېرة وتريد أن تهز ثقتها بنفسها وبشريك حياتها المستقبلى الذي لم تتح لها الفرصة بعد للتعرف عليه بما فيه الكفاية للحكم عليه ولا يجوز لها أن تظلمه إلا إذا واجهته وخذلها باختيار شخص آخر وكلمات والدتها بأنه لا يوجد سبب منطقي أن يرتبط بها وهو يريد فتاة أخرى وحينما تصبح الخطوبة رسمية سيلتزم بالمسؤولية معاها.
بكلمة منها الآن تستطيع إنهاء كل شيء لكنها ستمنح هذه العلاقة فرصة أخيرة حتى لا تغادر وهى تشعر بذرة من الندم ستترك له الحبل الخانق مع الآخرى يلفه حول رقبته بنفسه وتأخذ دور المتفرج لتراقب بهدوء هل سيتمسك بها أم أن علاقته بيارا ستستمر أيا كان مسماها عندئذ سيشنق نفسه بنفس الحبل فالخذلان لا يغتفر الخذلان لا سماح فيه أبدا وحينها لن تتردد لحظة فى فسخ تلك الخطوبة ستسمع صوت عقلها الذى يقول لها غادرى ولن تتراجع عن قرارها مرة أخرى.
عند هذا الحد محت كل ما كتبته له ثم رمت الهاتف بجانبها وهي تزفر بعصبية أغمضت عينيها بقوة ونكست رأسها بين ركبتيها لينسدل شعرها كالستار من حولها في نفس الوقت الذي فتح فيه باب غرفتها لتظهر رأس لميس من خلال الفتحة قائلة بلطف اخيرا صحيتي
اكتفت هالة بابتسامة صغيرة ردا عليها وهى ترفع وجهها إليها وباعدت شعرها إلى الخلف بلا اكتراث بينما اقتربت منها الأخري بخطوات هادئة تتساءل باهتمام حاسة نفسك احسن شوية!!
هزت هالة رأسها بالإيجاب وهي تتكئ بظهرها علي السرير وتعقد ذراعيها ثم سألتها بنبرة ذات مغزي تحمل في طياتها عدم الرضا روحتي تشوفي باسم برده!
جلست لميس مقابلها على حافة السرير وهى تثني عليها رجلها تحتها وبدأت يدها تعبث بشعرها وتدوره حول أصابعها دليلا على حرجها وهي تقول بلهجة مرتبكة عملتلو شوربة ووديتهالو وويسو بتشربهالو بالعافية
ضحكت لميس بخفة في نهاية جملتها عندما تذكرت ملامحه المستاءة تحت أنظار هالة المعترضة على تصرفاتها فهى أيضا لا تقف على أرض صلبة ومن الواضح أنهم سيندمون على قرارات قلوبهم الحمقاء وقبل أن تبدي اعتراضها سارعت لميس بتغيير دفة الحديث بقولك ايه .. يلا البسي وخلينا ننزل نشوف الجنينة بعد ما العمال وضبوها بقت عاملة ازاي!!
قالت لميس ذلك بحماس لترد هالة بتكاسل وهى تعبث بشعرها ماليش مزاج
نفخت لميس الهواء من فمها وقلبت عيناها بسأم ثم صاحت بإستياء بطلي رخامة .. مش معقول
متابعة القراءة