رواية كاملة بقلم إيمان حجازي

موقع أيام نيوز


و كأنه قبضا جديديه تضغط عليه...وضعت يدها فوق خافقها الذي يكاد ينبض ببطء....هطلت دموعها بغزاره....ثقل تنفسها و لكن ....روحها المزبوحه صړخت پجنون و قهر لم تشعر به يوما جوااااااااااااااد
الفصل الثالث والاربعون 
صباحك بيضحك يا قلب فريده
يا بنت ...انتي زعلانه ليه ...الحزن مش لايق عليكي يا سكر ..هو في حد يبقي ليه رب كريم و رحيم و يشيل هم

اقسملك ...هيجبرك و هيعوضك و هيطبطب علي قلبك الطيب بس قولي يااااارب مليش غيرك ...مش هيسيبك ابدا ....و انا كمان معاكي و واثقه انك قدها و هتعدي ...كله هيعدي ...و هتطلعي اقوي ...و اجمل ...و مجبوره جبر يتعجب له اهل السماوات و اهل الارض..بامر الله
انا بحبك
الحياه تمر بنا ....شئنا ام أبينا ..سنعيش كل ما فيها ...سنتألم ...ثم نسقط ...ثم نحاول ان نعود من جديد ..
ثم تعتصر قلوبنا الما ...حتي نعجز عن التنفس
و فجأه ...يأتي عوض الله و رحمته ينسينا كل ۏجع ...يربت علي قلوبنا برحمته....يبدل احزاننا افراح ....يشعرنا بحلاوه ....
الجبر ...بعد الصبر
دائما و ابدا ...كن علي يقين ...ان بعد الصبر جبر ...و ان عوض الله أتي لا محاله
الجميع يقف امام غرفه العمليات القابع بداخلها جواد و فهد بقلبا وجل ...قلبا رغم الالم الذي يعتصره الا انه لا يكف عن الدعاء لهم كي يعودو لهم سالمين
فبعد ان اصيب الاثنان و نطقا الشهاده معا....قام مصطفي بمساعده بعض رجال الفريق بنقلهم سريعا الي مشفي القوات المسلحه ....و تولي شريف قياده باقي الفريق و قام هو و تميم و مهند بعمل ...حتي يسرا بعد ان نفذت طلب صديقها الصدوق و قامت باسعاف ذلك الحقېر حتي يظل حيا ....قامت باطلق الړصاص من الداخل علي عددا من الرجال كي تساعد رفاقها ...رغم دموعها الا انها حاربت معهم ببساله حتي قضو عليهم
اتمو عملهم بنجاح ثم لحقو بمصطفي حتي يطمأنو علي من سيموتون الما اذا حدث لهم شيء
كان الحاج عبيد يقف بدموعا متحجره ...يحاول التماسك كي لا يسقط ...اقترب منه فارس و قال بصوت يملأه الحزن تعالي اقعد يا بابا لسه بدري علي ما يطلعو
نظر له الاب بتيه و قال اخوك يا فارس ....مش هقدر اتحمل لو جرالو حاجه
فارس بدموع ان شاء الله ربنا مش هيوجعنا عليه ...ادعيلو ....اهم حاجه ماما ...مش لازم تعرف علي الاقل دلوقت
عبيد لما شريف اتصل بيا قولتها ان جواد عايزني في موضوع مهم ...فاكراني سيبت المستشفي و روحتلو ...بس قلبها حاسس....انتبه لشيء ما فقال سريعا دهب ...مرات اخوك فين
فارس محدش يعرف مكانها غيره ...للاسف
عبيد اكيد في حد من زمايله عارف ...الخبر هينتشر و اكيد هتعرف ...مينفعش تبقي لوحدها
نظر شريف لمصطفي الواقف بجمود و دماء جواد الذي حمله لينقذه تملأ يده و ملابسه....ما كاد ان يستوعب تلك الحقائق الذي سمعها من عباس حتي جائته الصدمه الكبري ....لا يعلم كيف استطاع حمل جواد وهو في حاله اڼهيار خوفا عليه. ...لا يصدق ان يفقده فهو يعني له الكثير
تقدم منه شريف و قال له برفق تعالي اغسل ايدك يا مصطفي
نظر له بعدم فهم و كأن أذنه قد اصابها الصمم
اعاد شريف ما قاله فرد عليه ...ډم جواد.....انا شيلتو و دمه بيتصفي ....انا مش قادر اتحرك ....جواااد
ربت شريف علي كتفه برفق و قال هيطلع ...بامر الله الاتنين هيطلعو بالسلامه
انضم اليهم فارس و سال شريف ...فين مرات جواد اكيد تعرف مكانها
شريف للاسف لا ...بس ....كاد ان يطلعه علي من يعلم مخبأها فوجده ياتي اليهم
وقف القائد امام عبيد و قال اطمن يا حاج ...ان شاء الله. هيخرجو سالمين ...اكمل بثقه انا واثق في لطف ربنا ...و في رجالتي ...رجالتي و ولادي
اقوياء و كتير اټصابو و ربنا نجاهم
عبيد ان شاء الله ...ربنا يحميهم لشبابهم
تقدم منهم شريف ...فارس...تميم و مهند فسال الاول يا فندم عايزين نعرف مرات جواد فين ...اكيد الخبر هيوصلها و مينفعش تكون لوحدها
القائد هي في امان بس نصبر شويه نطمن عليهم لما يخرجو من العمليات و انا بنفسي هاخد فارس و نروح نجبها ...زفر بحزن و اكمل دي امانه جواد ليا ...قبل ما يتحرك مع الفريق ...وصاني عليها ..كأنه كان حاسس بالي هيحصل
بكي عبيد ...نعم بكي ..لم يتحمل اكثر من ذلك فجواد يعني له الكثير ...رجلا يتمني الكثير ان يكون له ابنا مثله ...كان صديقا له ..لا يخفي عنه شيئا مهما كان ...لن يتحمل ان يفقده ...لن يتحمل ابداااااا
بعد مروره عده ساعات عصيبه للغايه انفتح باب الغرفه التي كانت كل الانظار متجهه اليها ...خرج الاطباء و علي وجوههم علامان الارهاق من المجهود المضني الذي بزلوه...ثم تحرك خلفهم الممرضين و هم يجران فراشان ممدد فوقها كلا من جواد و فهد
اسرع الجميع نحوهم و لكن عبيد كان الاسرع فالتحدث بلهفه طمنوني بالله عليكم
احد الاطباء و اكبرهم الحمد لله ...فهد اصابته مكنتش خطيره لانها تحت الكتف بشويه ....صمت للحظه يحاول ان ينتطقي كلماته الاتيه كي لا يثير الزعر بداخلهم اكثر ...تنفس بعمق ثم اكمل بعمليه انما جواد ...للاسف الطلقه الي خرجت من القناص كانت مصوبه باحترافيه بس ستر ربنا انه تقريبا اتحرك سنتي واحد بس وقت ما الطلقه اضربت ...هو ده الي انقذه و خلاها متخترقش القلب
مصطفي بصړاخ احناااا مش فاهمين حااااجه
القائد اصبر يا مصطفي ...نظر للطبيب و قال وضح الحاله يا دكتور ...و بصراحه
الطبيب الړصاصه بعدت عن القلب باقل من نص سنتي.... ..عملنا نقل ډم ...و العمليه نجحت ...بس للاسف دخل في غيبوبه بسبب نقص الډم الي مكنش واصل للمخ
تحول جميع الرجال الي ثيران هائجه ...لا يقبلون ما قيل لهم ...و الكل فقد اعصابه و بداو في سباب الاطباء و اتهامهم بالتقصير
صړخ بهم القائد كي ينقذ الموقف ثاااااابت ....ثابت مكان انت و هو ...وقف الضباط صامتين بغل احتراما لقائدهم لكن فارس و مصطفي و عبيد ...لن يهتمو بصراخه ...ظل عبي دعلقا علي كلمه ...ابني ...فارس يقول بتيه ...اخويااا لااااا....اما مصطفي خر علي عقبيه ارضا يبكي مثل الطفل الذي فقد ابيه
القائد بثبات يعني حالته حاليا ايه يا دكتور وضح اكتر
الطبيب حاليا نقلناه العنايه المركزه ...بكره ان شاء الله هنجري ليه
اشعه عشان نعرف حاله المخ ..و مدي تأثيره بالي حصل ...انما هيفوق امتي من الغيبوبه ...الله اعلم
القائد و حاله فهد
الطبيب مكنتش اصابته خطيره الحمد لله ...الي صوب تجاهه مكنش محترف و الطلقه ما أصابتش اي عضو حيوي فيه ...هو حاليا في غرفه عاديه كلها ساعه و يفوق من البنج و تقدرو تطمنو عليه
بعد ان امتص الجميع الصدمه و اطمأنو علي فهد
وجه القائد حديثه لعبيد و قال انا محتاج فارس معايه يا حاج ...نروح نجيب مرات جواد ...هو اكيد محتاجلها دلوقت ...بس طبعا هي متعرفنيش عشان كده محتاج حد منكم معايه
عبيد طبعا ..نظر لابنه و قال اتصل بمراتك و خدها معاكم يابني متضمنش البت يحصلها ايه لما تسمع الخبر ...انت عارف هي متعلقه باخوك قد ايه و اكيد مش هتتحمل الخبر ده
تمت منهم يسرا التي اصرت ان تكون احدي مساعدات الطبيب اثناء اجراء الجراحه و قالت
انا هاجي معاكم ...هي عرفاني و هتطمن بوجودي
بكت و هي تقول جواد مش محتاج حد قدها دلوقت ...الي بيدخل في غيبوبه بيحس بالي حواليه غالبا ...هي الوحيده الي هتقدر ترجعو لينا ...بكت بقوه و هي تكمل طول العمليات اسمها كان علي لسانه ...بينادي عليها ...انا مشوفتش كده ابدا
عبيد بحزن عميق جواد بيعشقها من صغرها ...من اول ما اتولدت و هو متعلق بيها ...روحي يا بنتي معاهم ...هاتيلو دهبه ...بكي و هو يكمل بيقين عشان هي الي هترجعو لينا ...بامر الله
اتصل فارس بهدي و امرها ان تردي ثيابها سريعا و تهبط له و حينما سالته الي اي مكان سياخذها صړخ بها اااااخلصي ...مش وقت تحقيق ...البسي و انزلي انا هكلم الحرس يفتحولك يلاااااا
وصلو اربعتهم مقر جهاز المخابرات و لكنهم دلفو الي البنايه الملاصقه له ...و بالطبع لم يمنعهم الحرس الموكل بحمايتها ...ليس لان قائد الجهاز هو من حضر فقط ...بل لان هذا الجواد الذي لم يترك شيئا للصدفه كان قد اعطاهم الامر قبل ان يذهب ..ان يسمحو للقائد و من سيرافقه بالدخول اليها اذا ما حدث له شيء
حينما سمعت طرقا فوق الباب تركت المصحف من يدها و تقدمت نحو الباب پخوف ...جوادها يمتلك مفاتحا لا يطرق الباب ابدا...
وقفت خلف الباب و سالت بصوتا مرتعش مين
تمالكت يسرا حالها و قالت انا يسرا يا دودو ...افتحي يا حببتي
فتحت الباب و قلبها ينبض بشده ...و قد اذاد خفقانه حينما رات الاربعه امامها ...وضعت يدها علي خافقها و قالت بهمس مړتعب جوااااد ...
تقدمت منها هدي و يسرا ثم قالت الاخيره بثبات حاولت اتقانه انا مش هقولك هو بخير ....لا ...هقولك جواد محتاجلك ...جه الوقت الي تمدي ايدك ليه ...و ترجعيه ليكي ...هطلت دموعها دون اراده منها ثم اكملت و لينا كلنا
وصلو الي المشفي في وقت قياسي و قد تلبستها حاله من الجمود الي ان وصلت و وجددت هذا الكم الهائل من الرجال ...هنا فاقت من حاله الصدمه التي تلبستها ...انكمشت علي حالها و قالت انا خاېفه ...انا عايزه جواد
تقدم منها والدها الذي حضر منذ
قليل و معه عبيد ..و حينما اراد ان يحتضنها ...عادت الي الخلف بزعر و هي تقول بصړاخ لاااا ...متلمسنيش ....جواااد قالي محدش يلمسني ...انا خاېفه منكم ...فين جوااااا....لم تكمل باقي اسمه بعد ان شعرت ان الارض تدور حولها ...و لكن قبل ان تقعا ارضا مغشيا عليها ...كانت هدي و يسرا يمسكانها بقوه
ها هي تجلس بجانبه بعد ان اسعفتها يسرا و اطمأنت عليها ...تمسك كف يده بقوه ...تقبله كثيرا ...دموعها تهطل بغزاره و كأنها لم تبكي يوما ...
كوبت وجهه برقه .. ...ثم قالت من بين شهقاتها المريره جوااادي ...هتهون عليك دهبك تسيبها لوحدها ...دهبك خاېفه....انا تايهه ...مش انت جواد جوه قلب دهب ...قوم ...اتكلم ..اتحرك ...عشان قلب دهبك يرجع يدق
انا مليش غيرك ...ارجوك ارجعلي ....امسكت كف يده ثم وضعتها علي بطنها و اكملت بشهقات عاليه ارجعلي انا و ابنك...انا حااامل يا جوادي....حته منك جوايه ....مش هقدر اكمل من غيرك
انا عايشه بيك و عشانك...لما كنت بعيد عني زمان ...كنت بصبر نفسي انك اكيد هترجعلي و هشكيلك ...و هقولك علي كل الي واجعني ...و مخيبتش ظني فيك ...رجعتلي و اشتكتلك ...حضنتي و طبطبت علي قلبي ....طيبت كل چروحي ....بكت بقوه و اكملت بس ۏجع بعدك مفيش حاجه هتداويه ...مش هسامحك لو سبتني
...حاولت مسح دموعها و اكملت بطفوله ما زالت تتسم بها و الله مش هسامحك ...عشان اصلا اصلا دهبك خاېفه ....في ناس كتير بره ...و انا مش بعرف اتعامل مع حد ...مش انت عارف يا جوادي
وضعت راسها فوق حافه صدره حتي لا تمس جرحه و اكملت پقهر ارجعلي بقي ...اصحي ...عشان خاطري
سمعت صوتا عالي يصدر من جهاز قياس النبض ..اړتعبت و ارتعش جسدها ظنا منها انه حدث له شيء
كادت ان تصرخ و تستغيث الا انها وجدت الاطباء في لحظه امامها ...انكمشت علي حالها بړعب فتقدمت منعا يسرا و قالت مطمأنه اياها مټخافيش يا حببتي ...الدكاتره هيطمنو عليه مش اكتر
التف عددا من الاطباء حوله بعدما تلقو انذارا من هذا الجهاز ...قامو بفحصه و بعدها ابتسم كبيرهم و هو يقول بارتياح الحمد لله ...اطمني ...واضح انك غاليه عنده اوي ...انتي كنتي بتكلميه
هزت راسها علامه الموافقه و هي متشبثه بيد يسرا
اكمل الطبيب بفرحه عشان كده استجاب ...هو اكيد سامعك و حاسس بيكي بس لانه مش قادر يرد عليكي ..نبضات القلب ذادت عن معدلها الطبيعي تأثيرا بالي قولتيه و دي اشاره كويسه ...استمري ...افضلي كلميه ...عقله الباطن هيستوعب كلامك ..و هيجبر عقله الواعي انه يفوق عشان يرد عليكي
اتي الصباح عليهم و هم ما زالو بالانتظار ...و قد انتشر الخبر كالڼار فالهشيم
علمت روبا اثناء تواجدها في مقر عملها بما حدث ...حلت الصدمه عليها و لكن قلبها حرضها علي الافاقه كي تسرع في الذهاب له
لم تهتم حتي ان تأخذ اذنا بالمغادره ...فلېحترق العالم ...فهدها اصيب ...كم الالم الذي تشعر به الان ...كان كفيلا ان يعرفها مدي حبها له ...و الذي كانت و ما زالت تنكره و لم تعترف به يوما له برغم موافقتها علي الزواج منه ...الا انها لم تتفوه قط بتلك الكلمه التي تمني سماعها منها
وصلت سريعا الي المشفي و هرولت تجاه الغرفه التي استعلمت عنها ...دفعت الباب بهمجيه و اتجهت نحوه ملاشرتا دون ان تلاحظ زملائه و ابويه الجالسين حوله
ابتسم هو باتساع حينما راي لهفتها و دموعها و بمنتهي الوقاحه ...فتح زراعه السليمه كي يتلقاها و يحاوطها به ...ضمته پخوف و هي تبكي و تقول فهددد ...انت كويس بالله عليك قول انك كويس ...انا ھموت من خۏفي عليك ...شهقت مثل الاطفال ...حقا تلك الروبا بداخلها طفله ...تحتاج من يحتويها ....انهار قناع المرأه الحديديه التي ترتديه ...حينما شعرت بفقدان الرجل الوحيد الذي احبها بصدق ...و اشعرها باحتوائه لها
ضمھا بحنان و هو يقول بصوت واهن يا حببتي اطمني ...انا زي القرد قدامك اهو
كان زملائه و ابويه يشاهدون ما يحدث باستمتاع...غمز له ابيه بخبث ...اما امه الغير راضيه عنها قالت بهمس لزوجها ايه قله الحيا دي ...بتترمي في حضنه كده عادي
اما هو فنظر للجميع و قال بوقاحه العرض خلص يا جدعااان ...ايه مفيش ډم ...مفيش واحد ناوي يتحرك علي بره و لا ايه
هنا ...فاقت من حالتها ...و علمت. فداحت فعلتها ...ابتعدت عنه سريعا بوجه متخضب بحمره الخجل ...و لم تقوي علي النظر لاحد
ضحك اصدقائه عليه بشماته و قال ابيه و هو يسحب زوجته للخارج عيال رخمه صحيح ...بوظته عليه اللحظه ...يلا يا حببتي احنا عندنا ډم و هنطلع لوحدنا ...عشان ابن الكلب ده هيبيع الكل دلوقت
القي لابيه قبله فالهواء و هو يقول بمزاح احبيبي ابابي ...خد
 

تم نسخ الرابط