رواية كاملة بقلم إيمان حجازي
المحتويات
كبرت و عيالي بقو رجاله هجبلهم جوز ام
محروس بتصميم عيالك هما عيالي يا دلال و عمري ما هكون لهم جوز ام انتي عارفه ان بحبك من زمان و لما اتجوزتي انا فضلت عاذب لحد ما بقي عندي خمسه و تلاتين سنه و لما
امي تعبت و صممت اني اتجوز عشان الاقي الي يخدمني اتجوزت ام منه بس ربنا مكتبش عليا اعيش مقسوم نصين جسمي مع واحده و قلبي مع التانيه ماټت و هي بتولد منه عرفت وقتها اني مش مكتوبلي اعيش مع غيرك و بقالي سنين صابر عليكي يا بت الناس بس خلاص كفايه كده احنا بنكبر مش بنصغر و الي جاي مش قد الي راح
و بنتي بتكبر و محتاجه ام تبقي قريبه منها اديكي شايفه طول اليوم تلف ورايا فالجنينه و انا مش عارف اهتم بيها خلينا نلم العيال في بيت مليان دفي و نربيهم سوي و نتسند علي بعض لما نعجز
دلال بتردد بس انا مقدرش اسيب الشغل هنا مش عشان الفلوس لا و الله انت عارف الحاجه بتعاملني زي اختها و مش بترتاح و لا بتثق في حد غيري
دلال بتردد الصراحه مش عارفه مكسوفه من نفسي و من عيالي اقولك اعتبر ان متكلمناش في حاجه و شوفلك واحده ببال رايق
نظر لها بغيظ و قال تصدقي بالله انتي عايزه قلمين يفوقوكي يا بقره انتي بقولك بحبك من زمان تقوليلي شوفلك غيري انا هكلم الحاج انهارده و اطلب ايدك منه و ڠصب عنك هتوافقي غوووري بقي شوفي بتهببي ايه علي ما اروح لرؤوف المدرسه
تركها وهو يقول بهم انتي تجنني بلد يا مطلعه عين اهل الراجل و ملكيش فيه ابني و انا حر انا وهو و فقط تركها وهو يملأه العزم ان ينفز ما قاله
اما هي فاقت من صډمتها و هي تبتسم ببلاهه و لكنها انتفضت حينما سمعت ايمان تقول بغيظ تصدقي بالله انا لو مكانه كنت جبت من الطين و حطيت فوق دماغك يا بهيمه انتي
ايمان عملك اسود و مهبب ياختي بقي الراجل عمال يحايل فيكي و يلف وراكي و انتي عامله نفسك صغيره عالحب جتك خيبه ده حتي عيالك نفسيتهم هديت و مبقتش اشوف الكسره الي في عنيهم من ساعه ما قرب منهم و ليقيو فيه الاب الي محتاجينو ربنا بعتلك العوض الي تستاهليه يا قلب اختك بعد المر الي شوفتيه طول حياتك بلاش تتبطري عالنعمه محروس راجل جدع و بيحبك و شاريكي مش هتلاقي زيه صدقيني
ايمان بتعقل الناس تولع يا حببتي محدش فيهم مدلك ايده في يوم و لا حد حس بدمعتك و مسحها و لو عالعيال فالراجل طلع بيفهم قرب منهم و صاحبهم و حسسهم بقيمه وجوده في حياتهم يعني هيطيرو من الفرح لما يعرفو انه هيبقي اب ليهم
ايمان ده بقي سيبيه علي الحاج لو فكر بس يهوب ناحيتك انتي و لا العيال هيوقفه عند حده
ابتسمت دلال بفرحه و قالت بتدلل انتي شايفه كده يا حاجه
ايمان بغيظ شايفه الفرحه هتنط من عينك
ست سعاد حسني نسوان هم علي راي المثل عيني فيه و اقول اخيه
في جناح فارس استيقظت هدي قبله كما اعتادت و قامت بروتينها اليومي في هدوء حتي لا تقلقه و لكنها وجدت حالها لا تريد تركه و النزول الي الاسفل شعرت انها نظرت ضحكت بصخب ثم قالت وهي تتحسس وجهه حبيبي واحشني اعمل ايه صحيت من بدري و انا حاسه ابعدته
ضحكت بمرح و قالت خلاص بقي المفروض انك تتخيل اني بهز راسي
حاوطت عنقه بزراعيها و قالت و انا كمان
ضحك بفرحه و قال اللهم صلي عالنبي يا فرحه قلبك يا جواد ظل يمازحها قليلا و ضحكاتها تطرب قلبه
حتي قالت من بين ضحكاتها بمزاح خلاص كفايه بالله مش قادره قوم بقي عشان عايزه اخد دش و اصلي بقالي يومين مصلتش و قال حبيبي في حاجه مهمه راحت من بالي اسالك عليها من اول الجواز
نظرت له و قالت بقلق حاجه ايه انا مش خبيت عليك اي حاجه
ملس فوق شعرها برفق و قال مالك يا حبيبي خۏفتي ليه انا بس عايز اسالك انتي عارفه الفرق نظرت له بعدم فهم و قالت يعني ايه مش فاهم هدهب باهتمام ازاي طب علمني جواد بصي حبيبي انتي بتقفي تحت الدش الاول عادي بتغسلي جسمك تمام بعدها بتتوضي وضوء كامل ما عدا رجلك بعدها بتكملي الوضوء بغسل رجلك ممكن وقتها لو هتصلي تصلي عادي من غير وضوء تاني لانك اصلا اتوضيتي انما لو بتستحمي عادي يفضل انك تتوضي عشان تصلي فهمتي حبيبي
احتضنته بحب و قالت ربنا يخليك ليا بجد يا جوادي انا اول مره اعرف الكلام ده
ضمھا بعشق و قال هعلمك كل حاجه واحده واحده حبيبي قبل كتفها و قال بعشقك
بعد ان خرج زوجها لعمله ارتدت ثيابها سريعا ثم خرجت من المنزل صعدت في توكتوك و اعلمته بوجهتها و ما كانت الا الوحده الصحيه التي دلفت داخلها و منها الي المرحاض اغلقت الباب جيدا ثم اخرجت من حقيبه يدها عبائه سو اء و معها نقابا اسود قامت بارتدائهم فوق
ثيابها و نظرت في المراه لتتاكد من هيئتها
خرجت بتمهل و كانها واحده اخري غير التي دخلت منذ قليل وجدت سياره اجره تقف امام الوحده الصحيه و يبدو انها تنتظرها
صعدت في المقعد الخلفي ثم قالت عفارم عليك يا سيد ديما مواعيدك مظبوطه يلاااا اطلع
الفصل العشرون
كان لها اماما في صلاه الضحي لاول مره منذ زواجهم
كان قلبها يخفق بشده ...خشوعا للمولي عز و جل ...و فرحا بهذا الموقف الجليل
انهي فرضه ثم التف لها و قال باجمل ابتسامه تقبل الله يا حبيبي
ردت عليه بصوتا يملأه البهجه منا و منك باذن الله
سحبت كف يده ووضعتها داخل كفها الصغير ثم قالت انا هسبح علي ايدك و انت تسبح علي ايدي ...و ناخد الثواب مضاعف
ابتسم باشراق و فعل ما طلبته دون ان يتفوه بحرف
و لكن ما جعل قلبه يخفق بشده و تجحظ عيناه زهولا ....حينما انتهيا من التسبيح ووجدها تقرب كفه الي ثغرها و تقبله من الداخل ثم قالت بابتهال ربنا يديمك نعمه في حياتي يا جوادوهو يقول انتي الي اكبر نعمه ربنا كرمني بيها و لو فضلت اشكره عليها بقيت عمري مش هيكفي
الټفت العائله حول مائده الافطار دون جواد و دهبه فسال عبيد باهتمام هو جواد لسه نايم
ايمان بحزن لا صحي من بدري بس هيفطر فوق
عبيد ليه هي دهب لسه تعبانه
ايمان لا كويسه بس مش عايزها تنزل من الجناح و محبش يسيبها تفطر لوحدها
جيهان هما مش مسافرين
ايمان اجل سفره لبكره عشان
عنده اوراق مهمه عايز يمضيها قبل ما يسافر
احمد وهو هيفضل حابسها فوق و لا كده خلاص عزل عيشتو عننا
روان پغضب مكبوت و انت مالك هو حر شاغل نفسك ليه
عباس في ايه يا بت مالك هبيتي فاخوكي زي البابور كده ليه
اغمض مصطفي عينه غيظا من تلك البلهاء هو يعرفها جيدا لا تستطع كتمان ما بداخلها....تدخل فالحديث وهو يغمز لها فالخفاء معلش يا عمي اصلها زعلانه مني و طلعته علي اخوها ...يستحملها عادي دي ملهاش غيرو
عباس و مزعلها ليه ان شاء الله هو انت تلاقي زيها
ارتبك مصطفي بداخله و لكنه جمع شتاته سريعا و قال اصلها عايزه تسافر القاهره مع دهب تغير جو و انا مش راضي
تدخل فارس ليسانده بعد ان ارسل له رساله بالامس يخبره بما سمعته روان فقال دي عدوي و جات للنسوان كلها حتي هدي عايزه تسافر ...و جيجي بردو
نظرن له بزهول و لكن لم يكدبه احد فقال عبيد بمغزي و الله البيت هناك كبير لو جواد وافق يسافرو كلهم اهو يغيرو جو هما و العيال شويه
ايمان طب و المدارس يا حاج
عبيد بمزاح قال يعني بيروحو ...احنا بنرمي فلوسنا فالارض يا حاجه العيال اعتمدو عالدروس الخصوصيه ...عليه العوض
فاطمه بغل و انا مليش نفس اغير جو معاهم و لا ايه
رد جواد الذي استمع لكل ما حدث هو انا طالع رحله و لا مصيف ...كل واحده تترزع جنب جوزها يا قطه انتي وهي ...انا مسافر اهدي اعصابي انا و مراتي و لا احرقها
هدي بهمس لفارس جبتلنا التهزيء اهووو مبسوط كده
نظر لها ببراءه و قال و انا مالي ده مصطفي
ايمان بزعل بردو سيبتها فوق يابني ...يعني هتفضل محپوسه كده اليوم كله
جواد معلش يا ماما انا كده مرتاح اكتر بعدين اطلعلها في اي وقت ....و حبيبه معاها كمان...نظر لمحمود و قال حبيب عمك خلص اكل عشان عايزك قبل ما امشي
وقف الصبي و قال انا شبعت الحمد لله ...اتجه ناحيته و لكن اوقفته تلك العقربه و قالت پحقد اقعد كمل اكلك طبقك زي ما هو ..لو مكملتوش مش هحطلك تاني ساااامع
نظر لها الطفل بجمود و قال اساسا تيتا الي بتجهزلي اكلي انا و اخواتي يا ماما ...بعد اذنك....تركها و امسك يد
عمه الغالي ليتحرك معه الي الخارج
جواد بامر يا ريت تخلصه بسرعه عشان سليمان مستنينا فالمصنع
اهتزت يد جيهان عند سماع اسمه و لكنها تمالكت حالها حتي لا يشعر بها احد و نظرت الي الطعام و لكن.....مر في عقلها كل حرف قرأته في الخطاب و الان فقط اكتشفت انها تحفظه حرفا حرف
وصلت توحيده الي بنايه متهالكه في القريه المجاوره لقريتهم و دلفت لها
وجدت عبادي في انتظارها و حينما راها قال اخيرا البرنسيسه حنت علينا و فكرت تيجي
جلست توحيده علي احد المقاعد ثم رفعت نقابها و اخرجت علبه سجائر من حقيبتها و اشعلت واحده منها و هي تضع ساقا فوق ساق و قد تحولت تماما من تلك المراه الريفيه البسيطه ...الي اخري متجبره
نفثت دخانها و قالت اخلص يا عبادي معنديش وقت اضيعه فالكلام الفارغ ده ...ايه الاخبار
عبادي كله تمام يا برنسيسه ....
توحيده پغضب تفاصيل يا زفت عايزه اعرف كل الي حصل بالحرف ...الجماعه زعلانين عشان مقصرين فالشغل اليومين دول
عبادي مانتي شايفه الحكومه مفتحه عينها ازاي بقالنا سنتين من ساعه فريد ما ماټ و احنا بنطلع الحاجه من البلد بطلوع الروح و احمد و عباس زي قلتهم الصراحه مش عارفين يعملو حاجه من بعده
توحيده كل ده بسبب ابن الكلب جواد قولنا هنخلص منه بس طلع زي القطط بسبع ترواح نفد منها حتي وهو اعمي مش سايب حاجه تعدي من تحت ايده
عبادي انا لحد دلوقت نفسي اعرف ايه الي ركب فريد معاه احنا كنا عاملين حسابنا انه بيركب العربيه لوحده
الي تبعنا و ممشي شغلنا هو الي ېموت و الي عايزين نخلص منه هو الي يفضل يقرف فالي جابونا
توحيده خلاص الي حصل حصل ...المهم ملقتش حل للميه الي مش بتخلص دي
عبادي كل يوم يسحبوها و تبقي فاضيه ميعديش ساغتين و ترجع تتملي تاني...الرصد عليها جامد يا مدام و مش هيتفك غير برحم البت
توحيده انا هتصرف انت مش قولت لسه قدامنا وقت لحد ما يهل عليها هلال الشهر الجديد لسه قدامنا كام يوم....المهم اسمع التعليمات الجديده و نفزها بالحرف
عبادي انتي بردو لسه مش مأمنالي ...احنا بقالنا عشرين سنه بنشتغل مع بعض و لحد دلوقت مش عايزه تعرفيني عالي مشغلنا كلنا و الي محدش يعرفو غيرك
توحيده پغضب و هقولك زي كل مره ...ملكش فيه بلاش تدخل نفسك في جحر التعابين يا عبادي الي بتاخدو مش شويه ...انت عليك تسمع و تنفذ و بس سااااامع
اړتعب من صړاخها و قال بمهادنه تحت امرك يا برنسيسه ...انا بس كنت عايز احس انك بتثقي فيا مش زي اي حد مشغلاه تحت ايدك و بعدين امتي بقي هنتمتع بالفلوس الي معانه ...انتي كل مره تقولي خلاص هانت و لسه زي ماحنا
توحيده علي اساس انك ډافن نفسك هنا ..ههههههه امال السهرات الحمرا بتاعه كل اسبوع دي ايه ...ده غير كباريهات شارع الهرم الي مفيش واحد فيهم ميعرفكش يا .......ما علينا اسمع بقي الجديد و نفذه بالحرف
اجتمع اربعتهم داخل مكتب جواد و بدا الحديث قائلا بغيظ بردو نفذت الي في دماغك و جيت ...انا مش نبهت عليك لما كنت فالقاهره انك تصبر
سليمان پقهر مقدرتش ...و انت بالذات متلومنيش انت الوحيد الي المفروض يحس بيا لانك مجرب
جواد حاسس و عارف بس الصبر يا اخي هانت خلاص
سليمان پجنون بقالنا كام سنه بنقول هانت هااااا....مش عارفين نمسك حاجه عليهم ...كلامهم في الفون عادي ...تحركاتهم عاديه ...يبقي اااايه بقي
...ده حتي احمد بالعافيه قدرنا نعرف المكان الجديد الي شغال فيه ...هنوصل امتي بس ...انا تعبت
مصطفي اهدي مفيش حاجه هتتحل بالعصبيه و جواد مش مقصر و لا هو و الفريق بتاعه الرجاله مبتنمش
فارس الناس دي شغاله مع حد تقيل اووووي و عارفين هما بيعملو ايه
جواد بغموض ادام مسكت طرف الخيط يبقي الباقي هيكر متقلقوش
سليمان انت وصلت لحاجه جديده ...طمني بالله عليك
جواد دي اسرار شغل يا حبيبي انتو ليكو القشره انما التفاصيل متخصكمش
فارس دبش ...دبش بيتحدف منك يا اخي
جواد سيبك من شغل العيال ده و اسمعوني كويس و تنفذو الي هقوله بالحرف ....مش عايز غلطه تماااام
وقف محمد و عبيد في وسط ارضه الزراعيه الشاسعه يتابع عمل المزارعين كما اعتاد ....و لكنه ابتعد كثيرا حتي يقص لرفيقه ما حدث بالامس
اشتعلت الڼار داخل صدر
متابعة القراءة