رواية كاملة بقلم إيمان حجازي

موقع أيام نيوز


هي و امها في السرايا كما طلب جوادها من قبل ....حتي كان من المفترض ان يذهبو الي منزلهم قبل يو الحناء بليله و لكنه اصر الا يتركو السرايا الا يومها و قد ارسل معهم امه و هدي و برغم جنون فارس نظرا لبيات حبيبته لدي دهب الا انه اضطر ان يتحمل بعدها تلك الليله من اجل اخيه الغالي فقد طلب منه ذلك نظرا لخوفه علي دهبه من ان تحزنها تلك الحيه التي يقلقه صمتها المريب

و الغريب فالامر ان توحيده لم تعترض بل لم تحتك بدهب و لم تغضبها في تلك الفتره كل ما كانت تفعله
هو النظر لها بوعيد ارعبها
تجمعت النساء في منزل دهب للاحتفال بيوم الحناء كما المتعارف عليه ...و حينما ارادت توحيده ان تهتم بتنظيف جسد ابنتها مثلما يحدث مع الئس وجدت ايمان ترفض رفضا قاطعا و هي تقول لااا متتعبيش نفسك جواد جايبلها صاحبه اكبر بيوتي
سنتر في مصر جايه دلوقت هيا و بنتين عشان يجهزو دهب من كله
جنت توحيده و قالت ازاااي يعني ...انا لا يمكن اسمح ان بنتي تتكشف علي حد غريب ...كان المفروض ياخد راي الاول
ايمان بتجبر هو اتفق مع دهب و اظن دي حاجه تخصهم واحد عايز يدلع مراته ايه الي يزعلك ..و بعدين الحاجات الي في دماغك دي بقت موضه قديمه و بلدي اوووي يا توحه ...دلوقت في حاجات جديده بيشتغلو بيها ده غير الماسكات و الحمام المغربي ...حاجات كتير محدش فينا هيفهم فيها
وقفت تغلي كالمرجل ثم قالت وهي تجز علي اسنانها عاجبك الكلام ده يا ست دهب دانتي كنتي في جره و طلعتي لبره ...هتسيبي الغرب يشوفو جسمك
ايمان پغضب ايااااكي تفكري تنكدي عالبت ساااامعه ...مش هسمحلك تكسري فرحتها ...شردت بعيدا و قالت دي امانه في رقبتي ...و اذا كنت فرطت فيها قبل كده دلوقت لااااا ...نظرت لها بقوه و اكملت طبعا فهماني ياااا ...توحه
اهتزت بداخلها ړعبا من تلك الكلمات التي فهمت. معناها علي الفور و لكن لن تخرج مهزومه ...تحولت في لحظه و قالت بحزن لتستعطف تلك البريئه خلاااص استغنيتي عن امك يا دهب و اخدوكي مني ...و انا مليش غيرك غسلو دماغك عشان تكرهي امك حببتك الي ملهاش غيرك
كادت ان ترد عليها من بين دموعها المنهمره الا انها وجدت هدي تدخل عليهم و تقول بتهليل الناس وصلو يا دودو ..حتي الست الحنانه وصلت ....انا وصتها ترسملك الحنه في الاماكن الي جواد وصاني عليها ...اعقبت قولها بغمزه وقحه مما جعلها تحمر خجلا و تضحك ايمان عليها ...اما تلك الحقيره نظرت لهم بغل و قالت قبل ان تتركهم و ترحل احتليتو بيتي و كانه بيت ابوووكم
احتضنت ايمان تلك الباكيه بحنان ثم قالت كبري دماغك منها يا بنتي حقك عليا انا ...ابعدتها ثم نظرت داخل عيناها و قالت بقوه انهارده حنتك يا دهب و بكره فرحك ...علي جوااااد ...الغالي ...الي محبش و لا هيحب حد قدك فالدنيا ...اساليني انا علي عڈابه في بعدك ...ابني كان بيبكي بدل الدموع ډم فحضني وهو بيت من جواه و يقولي مش قادر اتحمل يا ماما ...وحشتني...بس مش هقدر اقرب منها ...تخيلي واحد اطول مني و ظابط قد الدنيا يبكي زي العيل وهو بيشتكي لامه ...و انتي الي شوفتيه و عشتيه مكنش قليل يا بنتي ...انسي ...و افرحي اليوم ده بييجي فالعمر مره واحده ...مش بيتكرر تاني ..عيشيه بكل تفاصيله ...لانك لو فكرتي تركزي معاها و تزعلي ..هتعيشي طول عمرك ندمانه انك ضيعتي فرحت عمرك ...عشان حاجه متستاهلش ...نظرت بحنان و اكملت فهماني يا قلب الغالي
ابتسمت لها و اخذت تمسح دموعها و هي تشعر انها ولدت من جديد و بداخلها طاقه هائله تريد اخراجها علي هيئه رقص ..غناء ...صخب ..ضحك....ستفعل كل شيء يصبح ذكري سعيده لهذا اليوم ...لن تسمح لاحد مهما كان ان يسرق فرحتها و ينتزع منها ....عشقها ....ارتمت في احضان تلك الام الحانيه و هي تقول ربنا يخليكي ليا ....يا ماما ...ابتعدت و قالت برجاء ممكن اقولك يا ماما
ضمتها ايمان بحب و قالت احلي ماما سمعتها يا احلي دودو
مسحت هدي دموعها التي هبطت تأثرا بما حدث و حاولت المزاح قائله يسلااام يا ست ماما يعني راحت عليا انا وولادك طب و الله لاقول لجواد انك عماله تحضني في دهبه ....
ضحكن معا تزامنا مع دخول العاملات
اللائي ارسلهم جوادها ليهيأنها ليوم الزفاف
بعد ان تعرفو عليها وجدوها متشبثه في ايمان خوفا و لن تجد بداخلها الجرأه علي كشف جسدها امامهم ...و في ظل محاولات اقناعها رن هاتف ايمان باسم غاليها فابتسمت و هي ترد عليه قائله جيت في وقتك و الله
فهم عليها و قال ادهالي
اعطت الهاتف لدهب و بعد ان وضعته علي اذنها وجدته يقول بحنو ادخلي البلكونه عشان تتكلمي براحتك يا ديبو
تحركت تجاه اله فوجدته يقول حبيبي احنا اتفقنا علي ايه ...انا مش هبعتلك حد يضرك يا روحي لو مش واثق فيهم مليون فالميه مكنتش بعتهملك و كمان هدي هتفضل معاكي مش هتسيبك...زفر بحنق و اكمل مع اني ھموت مالغيره عشان هيشوفو حاجتي بس معلش كله يهون عشان خاطر عيونك
دهب بهمس بس انا مكسوفه اوووي يا جواد ...مبقتش خاېفه اوووي بس ھموت مالكسوف
ضحك بهدوء ثم قال بوقاحه افضلي قولي جواكي انا بعمل كده عشان خاطر حبيبي ...مش انا حبيبك يا دهبي
احمر وجهها خجلا
و قالت جوااااد
نفخ بقوه و قال پجنون يااااا
بت خلي الكام ساعه الي فاضلين دول يعدو علي خير انا ماسك نفسي بالعافيه
دهب اللله و انا عملت ايه
جواد بعشق جواد بطريقتك دي بتجنني يا ديبو ..
ضحكت بهدوء و قالت طب خلاص حقك عليا
جواد حبيبي و الله حبيبي ...يلا روحي للناس الي مستنياكي دي انا قولت بس اكلمك عشان تطمني
دهب باستغراب و انت عرفت منين اني خاېفه
تنهد بعشقا خالص و قال قلبي قالي ...يا بنت قلبي
ها قد جاء اليوم المنتظر و طلت صغيرتنا بابهي صوره يمكنك ان تراها يوما ...بكي والدها فرحاا بها ...و حزنا عليها ....تجمدت توحيده مكانها بعدما راتها بكل هذا الجمال ....طار قلب ايمان و الفتيات فرحا بعدما رؤها بذلك البهاء
اما جوادها فقد فعل لاجلها ما لم يخطر علي عقل بشړ
و الجميع تفاجأ بفعلته الا فارس و مصطفي الذين نفذو ما يريده
قد خالف كل التوقعات بدلا من ان يرتدي حله انيقه مثل اي رجل في ذلك اليوم ...ارتدي جلبابا ابيض عبائه سوداء شفافه ...لف فوق راسه عمامه سوداء ....جهز فرسه بسرج من فضه جعل مظهره مبهر للغايه احضر جملا ووضع هودج ملكي جهزه خصيصا لها ....كان ذلك حلمها وهي صغيره
حينما سمعو صوت الطبول و الاصوات الصاخبه خرجت هدي و جيهان الي اله و حينما رأو هذا المنظر شهقو و دمعت عيناهم من الفرحه
هرولت هدي الي الداخل وهي تقول بصړاخ مامااااا جواد جاي بالادهم و جايب هودج لدهب
تصنمت مكانها و عقلها لا يستوعب ما سمعت ...عادت بذكراها سريعا الي اكثر من سبع سنوات حينما كانت تجلس معه في الحديقه و قد احضر لها عروس بفستان ابيض كما طلبت منه قبل ان يسافر
مازحها قائلا لقيت لعبه عريس لابس بدله بس شكله معجبنيش
دهب بجديه احسن مش عيزاه لابس كده اصلا
جواد ليه يا ديبو ما العريس لازم يلبس بدله
دهب لا انا هخليك تلبس قفطان ابيض و تلف عمه سوده عشان شكلها احلي من البيضه و تركب حصان و كمان تعملي بيت كبير فوق جمل زي بتاع الملكه عارفو
نظر لها بزهول و قال اه عارفو بس انا هلبس كده ليه
دهب بحنق عشان انت عريسي يا جواد افهم بقي ...ايه ده بس يا ربي
عادت من شرودها علي ايمان و هي تبكي و تقول بفرحه عارمه الله اكبر عليك يابني
يحميك مالعين
لم تصدق ما راته عيناها ...اما هو حينما سمع زغاريط النساء علم انها تقف في تها ...رفع راسه تجاهها و كانه يراها و علي محياه اجمل ابتسامه رسمت علي وجهه يوما حتي ظن من حوله انه يراها
هبط بها والدها الي الاسفل و خرج بها حتي وصل اليه ...وجده هبط من فوق جواده و يقف امام الباب في انتظارها بقلبا لهيف
امسك كفها ووضعها في يده وهو يقول بدموع انا سلمتك حتي مني يابني حافظ عليها ...ثم همس و عوضها
رد عليه بنبره تقطر عشقا و الجميع يقف في سكون تام تبجيلا لهذا الموقف المؤثر في قلبي و في دمي الي بتجري فيه ...و انت عارف
ابتسم الاب فرحا ...اما هو ...ماذا يفعل ....ضمھا بحنو و هو يهمس لها قائلا نورتي قلبي و دنيتي يا ...دهب الجواد
اعقب قوله بحملها و تحرك بها عده خطوات مع صوت فارس الذي ينبهه بذكاء لطريقه وهو يقول الجمل قاعد بادب اهووو شكله خاېف منك يا جواد ههههه
فهم علي اخيه و تحرك تجاه الصوت ...وضعها بتمهل داخل الهودج و قلبها يكاد يقفز من مكانه فرحا و خوفا ...انطلقت اصوات الاعيره الناريه ...و اصوات الطبول و الزغاريط بعد ان جعل الجمل يقف بها ثم صعد فوق جواده وهو محتفظا بلجام الجمل في يده
بدأ الفرس يمشي بتمهل و حركات راقصه ببراعه فرحا بصديقه و هي تشاهد فرحته المرتسمه علي وجهه من الاعلي
كان المشهد ....حقا رائع
الفصل الرابع عشر
ما بك يا قلبي ...قد المتني من شده فرحتك ....اصبر قليلا ...قليلا فقط ....اشعر بلهفتك ....باشتياقك ....
بتمنيك لوجودها بين يديك و الان.....لكن مهلا ....صبرت كثيرا ...ما بقي الا القليل....
اهدأ ايها الجواد ...ستودي بهيبتك الي التهلكه امام الجميع اذا اتبعت چنونك ...
تري ماذا تفعل الان ....بالتاكيد تنتظرك ....هل يصح ان تتركها تنتظر ....الم تعلم انها تخاف بدونك....الم تجرب لهيب الانتظار ...لما اذا تتركها تذوق ويلات ۏجع الانتظار
كل هذا الجنون كان يدور داخل خلده وهو مفصول تماما عما يحدث حوله من احتفالات و رقص و غناء و موائد مليئه بشتي انواع الاطعمه....لا يهمه كل هذا ...كل ما يريده ان يصعد لها فقد انتظر ساعه من بعد وصولهم ...الا يكفي هذا
تحرك من مكانه و اتجه ناحيه ركن بعيد ليستطع التحدث مع امه بعيدا عن هذا الصخب....
وقف في مكانا هاديء و قام بالاتصال عليها و حينما ردت قال بلهفه انتي فين يا ماما
ايمان فوق في جناحك يا حبيبي
جواد طلعتيها زي ما قولتلك و لا امها قعدتها مع النسوان عشان يبحلقو فيها
نظرت لتوحيده التي تنظر لها بغل ثم قالت ثواني هدخل اكلمك مالمكتب ...القت نظره لهدي مفادها متتحركيش من هنا ...فمهت عليها دون حديث
اغلقت الباب خلفها و قالت يابني انا عملت زي ما قولتلي دخلنا بيها و مقعدتش حتي و الله الناس باركولها و قدمولها الهدايه و هي واقفه اديتها لهدي و خدتها و طلعت
جواد باهتمام و الحيزبونه ...اكيد زعلتها صح
ايمان كانت هتتشل عشان البت تقعد بس انا صممت و طلعت معانه بس متخافش مدخلتهاش اوضه النوم و مش سيباها انا و هدي ...بس عماله تبص للبت بصات غبيه لما
مخلياها مېته في جلدها يا حبه عيني
جواد خلي هدي معاها و هاتي بنت الكلب دي و انزلي عشان انا داخل دلوقت
ايمان بزهول ازاي يابني لسه بدري ...عشان الناس الي جيالك من اخر الدنيا ...اصبر شويه و متخافش عليها و الله انا مش هاسيبها
جواد بتصميم مامااااا ...انا قولت كلمه ...تولع الناس انا اصلا زهقت و حاسس انهم بيتفرجو عليا ...اتخنقت يلا عشر دقايق و هدخل سلام....و فقط اغلق معها و قبل ان يخطو خطوه وجد اخيه يقول ايه يابني الجنان ده الناس تقول عليك ايه
جواد بهمجيه الناس ياخي ...يلا عشان انا مش هقعد دقيقه واحده
تفهم اخيه موقفه و احساسه فامسكه من زراعه و قال بمغزي اوعي يا جواااااد
فهم ما يعنيه اخيه فرد بتنهيده حاره مش قادر يا فارس هموووت
فارس بتعقل بعيد الشړ عنك يا حبيب اخوك ...انا حاسس بيك و الله ...بس اصبر فات الكتير مبقاش الا القليل ...متبوظش كل الي عملناه
جواد مش هتاخد بالها
فارس خلينا فالمضمون ...و غلاوه دهب عندك اسمع كلامي ...و الايام جايه كتير
جواد بحزن بس ده اهم و احلي يوم كنت بتمناه من سنين يا فارس
رد عليه اخيه بمهادنه كله يتعوض ادام بقت معاك و ربنا يجعل كل ايامكم الي جايه خير ...
زفر بهم و قال ماشي ....خلاص و الله ..بس يلا خليني اطلع اتخنقت
وصلا الي منتصف الحديقه فاشار فارس الي مصطفي فاتجه ناحيتهم سريعا ...وجد فارس يخرج سلاحھ الڼاري و يرفعه للاعلي ليطلق عده اعيره ناريه ...فهم مصطفي ما يريده فقام بفعل المثل ....وقف عبيد بجانب محمد و قال بغيظ الواد اټجنن و شكلو هيسيب الفرح و يطلع ... يا ولاد الكلب هتفضحوني ....العيال اتجنت ...ابتسم محمد و قال
بفرحه
كنت عارف ان جواد مش هيقعد اكتر من كده
الټفت اليه و اكمل بقلب ممزق سيبه يفرح بحببته يا عبيد الناس ملهيه فالاكل و الرقص ...
التف حوله الرجال ليقومون بتهنأته و لكن ذلك الخبيث ...اراد ان يكسر فرحته فقال بغل مبروك يابن عمي ...استني اجي اوصلك و لو محتاج مساعده انا موجود
صمت الجميع بوجل في انتظار رد هذا الذي فهم المعني مثلهم ....اشار له ليقترب و كأنه سيهمس له و لكن بمجرد ان تحرك ه ...ضحك الجميع عليه اما هو فقال باستهزاء وقح كنت عايز تردلي الجميل لما ساعدتك يوم فرحك يابن عمي ...بس للاسف انا اساعدك اااه ...انما ....انت فاهم بقي....رفع يده كأشاره للتحيه و قال بصوت جهوري ...شرفتونا يا رجاله البيت بيتكم ....
صعد الي الاعلي بمصاحبه امه و توحيده وسط زغاريط النساء العاليه
كان يصعد بهيبه حاول الحفاظ عليها و لكن قلبه الملهوف يامره بالاسراع
وصل اخيرااااا....فتحت له هدي ....وقف في منتصف الصاله و قال بتبجح.....شكرا....نورتونا و الله ...شوفو ضيوفكم بقي
نظرت له پصدمه مع شهقتها العاليه فابتسم و قال انا مش بطردهم ...انا بس خاېف
 

تم نسخ الرابط