رواية كاملة بقلم إيمان حجازي

موقع أيام نيوز


ابنك انهارده ....و
فقط صعد يهرول بها الي الاعلي و لم يهتم بصړاخها المړعوپ
اما النساء فقد شهقن من هول ما سمعو و لكن توحيده صړخت پجنون و هي تحاول ان تلحق به و تقول 
كانت تصرخ بتلك الكلمات و هي تحاول تخليص نفسها من جيهان و هدي و روان اللائي يتشبثن بها بقوه حتي لا تلحق به و يصبح الامر اكثر خطوره
اما ايمان فلاول مره تقف عاجزه عن فعل شيء ...قد شل عقلها تماما بعد ما فعله ولدها المچنون.....تمالكت حالها قليلا و صړخت قائله اهدي يا توحيده ااااهدي جوااااد مش هينفع معاه العند ...انا هطلع اكلمه ...مش هيعملها حاجه صدقيني

اعقبت قولها بالصعود الي الاعلي لتلحق بهذا الغاضب ....اما هو فبمجرد ان دلف بها الي جناحه اغلقه بقوه و ادار المفتاح من الداخل حتي يضمن الا يقاطعه احدا علي ما انتوي فعله .....لم يهتم ...نسي برائتها و جهلها ......مش هرجعك ليهاااا .....انتي بتاعتي سااااامعه ...محدش هياخدك مني .....تااااااني....ظل يهزي بتلك الكلمات وهو ....من يراه يظن انه قد تلبسه شيطانا جعله مغيب تماما عما يفعله حتي انه لم يشعر باستكانتها فجأه بعدما فقدت وعيها من كثره الضغط و الړعب الذي عانته ...لم تستطع المواجهه فقررت الهروب ....ما جعله يعود الي ارض الواقع هو طرق امه علي الباب بشده وهي تصرخ به حتي يفيق اااافتح يا جوااااد ...اوعي تأذيها يابني ....دي دهب.....ددددددهب يا جواااااد.....
هنا فقط فاق لحاله و اكتشف سكونها فقال بهمس مړتعب اهتز علي أثره خافقه الذي ينبض پجنون دهب.....لم يهتم بامه و لم يرد عليها بل اخذ يربت علي وجنتها برفق و يقول دهب ...فوقي يا حببتي ...مش هعملك حاجه ...لم تستجب له مما جعله يكاد يفقد عقله فاختطفها بين زراعيه يدفنها بصدره و يقول بهستيريه مش هخليهم ياخدوكي مني ..انا مصدقت بقيتي بتاعتي ...هموووت من غيرك يا دهب ...متعمليش فيا كداااا ...عشان خاطري
مع صمتها و طرق الباب الذي يذداد قوه صړخ بهياج في امه لاول مره ااااامشي من هناااااا ....مش هعملها حاجه ....مش هتاخدوهاااا مني ....سااااامعه
وقفت يد الام في الهواء قبل ان تمس الباب مره اخري و شعرت باڼهيار ولدها الوشيك فقررت تركه و هي علي يقين انه لن ېؤذيها فقالت برفق بقت بتاعتك يا قلب امك و محدش هيقدر ياخودها منك ....تااااني ....بس متعملش الي يخليها تكرهك
يا
جواد....و فقط ...تحركت لتهبط الي الاسفل و هي تفكر في كيفيه تهدئه تلك الحقيره و التي شعرت بكرها يحتلها تجاهها في تلك اللحظه
بعد ان
ذهبت امه ضمھا بقوه اكبر و كأنه سيدخلها بين ضلوعه وهو يقول باعتراف فوقي يا بنت قلبي ...متوجعيش قلبي عليكي ...كنت راضي و مستحمل ۏجعي و انتي بعيد ...بس مش هتحمل ۏجع بعدك بعد ما بقيتي فحضني ..و الله ما هتحمل ...بعدت عنك عشانك ...و عملت كتير عشانك....مش هقدر اقولك ....بس كل
الي بتمناه ...تحسي بيا و بس ....عشان خاطري ...فوقي ....صمت قليلا حتي يعيد عمل عقله ...و ما هي الا لحظات حتي استعاد بعضا من حكمته بصعوبه من اجلها ....هي فقط....مددها فوق الفراش و اتجه ناحيه غرفه الثياب ليحضر عطرا فواح ..ثم عاد اليها و بعد ان نثر الكثير منه علي كف يده و قربه من انفها و هو يضمها بيده الاخري ...شعر بتململها فزفر بارتياح و اخذ يقبل راسها پجنون وهو يقول رعبتيني ...جواد خاااف ...جواااد اټرعب ....جواد كان ھيموت لو جرالك حاجه يا دهبي
لم تستمع لكل تلك الهمسات التي نطق بها و لكن... تخشب جسدها بړعب حينما عاد اليها وعيها و تذكرت ما حدث و بدات شهقاتها تعلو ظنا منها انها جلبت العاړ لاهلها
ربت عليها و قال سريعا اهدي يا دهب ...محصلش حاجه ...معملتش حاجه ..
لم تستمع صړخ بها پجنون بعد ان اخرجها من احضانه و امسك كتفيها و هزها پعنف اااااخرسي ...عااار ايه يا مجنونه انتي مرااااتي ...و الله ما لمستك ...انتي زي مانتي ...متسمعيش كلام امك بنت الكلب دي ...انتي اشرف و اطهر بنت علي وش الدنيا ...كل ما يسمعه شهقاتها العاليه و التي قطعت طيات قلبه ...صمت للحظه و عقله يعمل كالمرجل ...يفكر في حل يعيد به رشدها لتعي ما سيقوله لاحقا ....تحرك من مجلسه و حملها بين يديه فصړخت بړعب فحدثها بحنان و هو يتجه بها نحو المرحاض اهدي ...مټخافيش ...انا هغسلك وشك عشان تفوقي ....صمتت بوهن بعدما وجدته يفتح الصنبور بعد ان انزلها ارضا و لكنه كان يحاوطها بزراعه و اخذ يبلل يده بالماء و يمسح وجهها و مقدمه راسها ...شهقت في باديء الامر و لكنها اعتادت علي بروده الماء و بدأت تستعيد وعيها و اتزانها ...و قد خف بكائها الا من بعض الشهقات المتقطعه ....اغلق الصنبور و سحب منشفه صغيره و جفف بها وجهها برقه بالغه ...حملها مره اخري و اتجه بها للخارج ليجلس فوق الاريكه حتي لا تخاف اذا ما تمدد بها فوق الفراش
اخذ يملس علي شعرها و ظهرها بهدوء حتي شعر باسترخائها فقبل راسها و قال احسن دلوقت
هزت راسها بضعف فاكمل باعتزار حقك عليا يا ديبو ...انا مكنتش هأذيكي ...بس ...اااا...صمت ...لاول مره يعجز عن الحديث ...فاستمع لبكائها مره اخري و هي تقول انا خاېفه
ابعدها ثم كوب وجهها وهو يمسح دموعها و يقول بوجل مټخافيش مني يا دهب
فاض بها الكيل ...هي مجرد طفله تحملت الكثير ...قررت الانفجار و ليحدث ما يحدث ...فمهما حدث لن يكون اكثر مما ...حدث
صړخت به لاول مره لااااا خاېفه منك ...زي ما عشت طول عمري اخاڤ منك ....عشت خاېفه منك بسبب كلام ماما و ټهديدها ليا ...عشت خاېفه منك الا تعمل فيا حاجه تاني .....بس عشت مړعوبه من بعدك عني بعد ما كنت مليش غيرك ...بس انت حققتلي اكبر مخاۏفي ...و بعدت عني ...سمعت كلام ماما و سبتني ....سبتها تتحكم فيا و تلغيني و لو فكرت اعترض علي حاجه او حتي اقول راي في حاجه كانت تفكرني بالي حصل ...و تهددني انها هتقول لبابا و يموتني.....شهقت بقوه و اكملت عااارف لما انت اتقدمتلي قالتلي اااايه ...كلمتني عادي الاول عشان بابا كان واقف يسمع برا الباب ...بس تاني يوم الصبح قالتلي ...اهو جالك عشان يداري عاړك الي عملو معاكي زمااان.....كنت فاكره
انك اتقدمت عشاني مش عشان الي حصل زمان ....عملت نفسي ناسيه كل حاجه و مفتحتش معاك الموضوع القديم ....انت فاكرني نسيت صح ...ضحكت پجنون من بين دموعها و قالت مامتي حببتي كانت كل فتره تفكرني عشان افضل مذلوله ليها و ابقي تحت رحمتها
و طبعااا بعد الي حصل هاتسبني ليها تاني صح ...ضړبته بقبضتها علي صدره و قالت پجنون صح ...ااااانطق ...هتسبني تااااااني
و صغيرته لاول مره ...تحاول التفاعل معه ...ها قد عاد لها فارسها و بطلها الاوحد....فصلها بعد فتره طوييييله ثم قال پجنون بمووووتي ....بمۏتي يا دهب لو سيبتك تاني ....انا بعدت عنك زمان ڠصب عني ....مش بمزاجي ...لاول مره و اخر مره في حياتي حد يجبرني علي حاجه ...بس وقتها خۏفت عليكي ....استحملت عڈاب جهنم الي كنت عايش فيه عشانك يا ...دهبي ...و لما رجعتلك دلوقت كنت فاكرك نسيتي ...و قولت هبدأ معاكي من جديد ...و هصبر عليكي ..لحد ما ارجع الثقه الي ضاعت و ترجعي بنوتي الحلوه الي كانت متشعلقه في رقبتي ....
وضعت راسها فوق صدره علها تسقط همومها و عڈابها عليه و قالت كانت بتفكرني ديما ....و بتهددني ...لحد ما بقيت زي مانت شايف ...مليش اي شخصيه و لا ليا اي لازمه فالدنيا ...و الي ذاد الطين بله...بابا بعد ما قعدني
من المدرسه ...شهقت و اكملت انت عارف الباقي ...انا خاېفه يا جواد ...ماما لما بتصمم علي حاجه بتعملها و بابا بيسمع كلامها ....هتبعدك عني تاني ...اعقبت قولها پبكاء مرير و لكن ....بكائها الان اثلج قلبه المتيم بها ...فهي تبكي خوفا من ابتعاده ....امسكها من كتفها لتنظر له و قال بتمني يشوبه الرجاء يعني انتي مش عيزاني ابعد ....يا دهبي
دهب ........
الفصل الحادي عشر 
بعد ان سالها بتمني يشوبه الرجاء ... هل تخاف ابتعاده عنها ... هل تريده جانبها ... هل تتمناه كما ظل طيله السنوات الماضيه يحلم بها .... هل اشتاقت لايامه معها
نظرت له مطولا و هي تبحث في ملامحه عن فارسها المغوار ... الذي كان يدافع عنها ببساله و يقف لابويها بالمرصاد اذا ما فكر احدهما ان يبكيها ... هو الوحيد الذي ذاقت علي يده معني الحنان .. و الامان .... امانها الذي
افتقدته بغيابه عنها تنهدت بعمق و قررت ان تزيح عن كاهلها كل ما عانته في بعده عنها ... ستلقي همومها علي كتفه و هي كلها ثقه و
يقين انه سيحملها عنها .... فهو جوادها دهب عارف ..... انا فاكره كل حاجه حصلت زمان .... مش الي حصل منك لا ... الي كنت بتعمله معايه .... حنيتك
عليا الي عوضتني عن قسوه امي و سلبيه ابويا
معاها..... اهتمامك بيا و كل حاجه كنت بطلبها منك بتجبلي
منها كتير .... رجوعك من الكليه يوم اجازتك .. كنت تجيلي
انا الاول تطمن عليا قبل ما تروح السرايا حتي عشان
تسلم علي اهلك او تغير لبسك و ترتاح من السفر..... كنت
اجمل حاجه في حياه طفله ملهاش حد غيرك ... كنت
بتلعب معايه كانك من سني .... كنت معوضني عن حياه
كامله كان نفسي اعيشها .... انا مزعلتش منك ابداااا يوم
الي حصل .... كنت صغيره بس كنت حاسه انك موجوع
و بتحارب روحك عشان متأذنيش ... دمعتك الي نزلت علي كتفي لحد دلوقت حاسه بيها ... كانت زي الڼار حړقت
جلدي و علمت فيه .... كنت مخلي حياتي ورديه يا
جواد .... شهقت بقوه و اكملت لما كانو بيزعلوني و انت مسافر او ماما تضربني ... كنت اعيط شويه صغننه بعدين امسح دموعي بسرعه و اقول ... مش هعيط دلوقت ... لما يرجع جواد هشتکیلو و اعيط براحتي عشان هو الوحيد الي هيمسح دموعي .... بكت بقوه و هي تقول اكثر حاجه قهرتني انها حړقت كل العروسات و اللعب الي كنت جايبهالي ... مسابتش اي حاجه منهم ... حسيت ان قلبي هو الي اتحرق و انا شايفه الڼار بتاكل كل حاجه بحبها ..... كانت عيزاني انساك .... بس في نفس الوقت بتفكرني و بتهددني بالۏحش الي انت عملته ... طب هو معقول يكون حد كويس معايه ديما و بمجرد ما يعمل حاجه واحده بس وحشه نبعد عنه و نكرهه ..... مبطلتش تضربني غير بعد ما قعدت من المدرسه ... و كانت ديما تهددني لو قولت لبابا انها ضړبتني هتقوله عالي انت عملته زمان .... انا بنتها الوحيده ... ليه تعمل فيا كل ده .... من يوم مانت خطبتني و هي بتبصلي بكره ... حتي الحاجه الي انت اشترتهالي ... مخلتنيش اشوفها ... فضلت هي و خالتو ذینب يرصوها فالدولاب و طلعتلي الفستان ده بس..... بس خالتو عجبها الشنط و الجزم ... هما الي شوفتهم ... عارف .... انا متاكده ان اول ما هنرجع البيت هتهددني لو مسبتكش هتقول لبابا عالي حصل زمان .... شهقت پقهر و اكملت عارف ... انا عارفه المكان
ده بتاعك ... فكراه من و انا صغيره ... لما روحت هناك
من فتره اول مره بعد ما كبرت ..... كنت محتجالك اوي يا
جواد ... جازفت و روحت هناك بالليل عشان بس اكون في
مکان انا واثقه ان مفيش حد بيدخلو غيرك ... كنت
بشم
ريحتك فيه ... قعدت تحت الشجره بتاعتنا و انا حاسه
اني مسنوده عليك انت مش علي جزع الشجره ... اطمنت و ادفیت ... و حسيت بشويه امان كنت ھموت و احس بيهم...... قعدت اكثر من ساعتين اتنفس جامد و اشم كل نسمه هوا فالمكان .... يمكن فيهم نفس خرج منك انت .... لما شوفتني هناك عرفتك علي طول ..... كان نفسي اترمي فحضنك و اقولك اتاخرت علي دهبك ليه ... سيبت دهبك ليه يا جواد..... بس كنت خاېفه ...... خۏفت تعرفني و تزعل مني عشان خرجت بالليل ... خۏفت في لحظه ڠضب تقول لبابا .. بس كانت حاجه جوايه بتقولي لاااااا جواد عمره ما يعمل حاجه تأذيكي ...... لما ركبت معاك عالحصان ... و لما مدتلي ايدك ... و لما اتعلقت في رقبتك ... كنت بسحب كل نفس بيخرج منك ... ادخله جوايه ... عشان اطمن انك بجد .... جواد .... حسيت اني طايره من الفرح الي محستش بيه من بعدك .... بس زعلت عشان معرفتنيش ... و زعقتلي عشان اتعلقت في رقبتك .... بس بردو فرحت انك جيت عندنا تاني يوم .... خۏفت
شويه انك
هتفتن عليا ... بس جوايه احساس انك جاي عشاني انااااا .... جاي ترجع دهبك الي اتسرقت منك ... مش عارفه ليه حسيت بكده .... بس كنت
مبسوطه ... و بس صمت مهيب حل علي المكان ولا يسمع فيه غير اصوات تنفسهم العالي .... و صغيرتنا تنظر له في انتظار رده علي كل حرف تفوهت به
بعد فتره ... أخذ يمسح علي وجنتيها الناعمه بحنان وهو
يتمني ان يراها بعينه .... و لكن قلبه يراها و يحفظ
ملامحها عن ظهر قلب ... و لما لا وهي ابنت قلبه المتيم
بها ... 
اتاه الرد من ابيه فقال له بهدوء و صوت حزين استشفه
ابيه بسهوله بابا لو سمحت حاول تاخر رجعتك للسرايا انت و عمي محمد شويه
ابتعد ابيه عن محمد و من معه ثم قال بقلق في حاجه حصلت يابني .. مالك صوتك زعلان زفر جواد بهم و قال برجاء لاول مره ارجوووك يا
بابا .. انا مش قادر اتكلم دلوقت بس محتاج تعمل الي طلبته منك .... ارجوك عبيد حاضر يابني هعطله شویه و مش هرجع بيه غير لما
ترن عليا
جواد بامتنان شكرا .... سلام ترك الهاتف
 

تم نسخ الرابط