رواية كاملة بقلم إيمان حجازي
المحتويات
بكلمه طول مانا معاكي اطمني انا فضهرك .
وضعت يدها فوق ثغره و هي تقول بوقاحه ااااايه ياعم الامور انت فاكر نفسك شاقطني من عالكورنيش و طالع بيا المقطم ....اغمض عينه بغيظ ثم فتحهم و جعلها تسحبها سريعا فقال يخربيت ام فصلانك يا شيخه ....زفر بحنق و اكمل مش لاقي حاجه اقولها ...انااااااا فهد المصري عاجز عن الرد
اعتدل في جلسته ثم ادار السياره لينطلق بها وهو يقول بحسم انا جاي معاكي يا حببتي ...فكرك ممكن اسيبك تواجهيهم لوحدك ...انسي
برغم انها سمحت له باحتضانها ....و برغم احتوائها له وقت ضعفه و احتياجه لها ...الا انها ما زالت مچروحه من تلك الكلمات السامه التي القاها عليها دون ان يعير قلبها ادني اهتمام.....غفيا معا دون ان يتفوه احدهما بحرفا واحد
يحدث ما لا يحمد عقباه....فقد تركهم كثيرا و حان وقت القصاص......بقي يومان علي ميعاد تلك الحيه مع الرجل الخفي ...يجب ان يكون حاضرا بنفسه لن يعتمد علي احدا.....برغم عدم تقصير رجاله الا انه يفضل دائما ان يكون حاضرا في قلب المعركه....لن يعتاد علي التواري خلف احد ....فليدخل الحلبه و يبدأ القتال ....
دلف عليه مصطفي وجده يجلس بهم داخل مكتبه ...اغلق الباب و تقدم منه قائلا مالك يا سليمان قاعد زي المطلقه كده ليه
نظر له پغضب و قال ابعد عني عشان و لا طايقك و لا طايق عيلتك كلها
ضحك مصطفي بصوتا خفيض و قال ليه بس يا سولي داحنا حتي عيله كيوت ....معندناش واحد مطلع عين اهالينا و لا ساحلنا في شغل ...و لا مخلينا نبعد عن حبايبنا
مصطفي بغلب امال انا اقول ايه ....مراتي و عيالي بقالي اكتر من شهر مشوفتهمش ...غير ان كل كلامي مع روان بقي خناق و نكد عشان عيزاني ارجع للعيله تاني و خاېفه اكون همشي في سكه ابوها و اخوها ..لما الواحد عيشته بقت مرار
سليمان پحقد اراهنك انه اخترع حكايه الكورونا دي مش عشان القضيه لا ده خبيث ...عشان يستفرد بالبت من غير ما حد يقاطعه ....منك للي كلت دراع جوزها يا جواد
اكمل عنه مصطفي وهو يمثل دور المرأه الشعبيه كشفت راسي و دعيت عليك ....الهي يجيلك و يحط عليك....نظر الي السماء و رفع يده للاعلي و اكمل اللهي تمسكو في بعض و دهبك تقلب عليك و تخليك قاعد زي خيبتها عشان تبقي قهرتك دبل
امن علي دعائه سليمان ثم نظرا لبعضهما للحظات و اڼفجرت ضحكاتهم الصاخبه
و التي قال من بينها الله يرحمك يا جواد زمان دهبه ولعت فيه ....و احنا بقينه زي خالتي بهانه قاعدين نندب حظنا
رد عليه مصطفي و هو يحاول ان يكتم ضحكاته بااااس الله ېخرب بيتك بدل ما حد يسمعني و يبلغ الزفت الي ربنا ينتقم منه ....انا المفروض جاي اټخانق معاك و انت كرامتك هتنقح عليك و تسيب الشغل و تمشي
نظر له سليمان بشړ و قال طب و الله فكره بس خالي الموضوع يقلب بضړب عشان عايز افش غلي و النبي
القاه بقلما كان امامه و قال بغيظ غوووور الله يحرقك انا ناقص كفايه الړعب الي عايش فيه بعد ما دبستوني معاهم منكم لله
...اعتادت ان يحاوطها بزراعيه و يغلق عليها ...اما اليوم هي ابتعدت وهو لم يلقي لها بالا.....حقا هي حزينه ....مچروحه منه و تشتاق له ....و لكن لن تضعف و لن تتنازل له فاذا كانت تعاقبه علي جنونه سابقا ...الان ستعاقبه علي جرحه لها و لن تسامحه بسهوله
مسحت دمعه
هبطت منها و قامت من مرقدها ....اخذت حماما منعش و ارتدت قميصا قطني ملتصق علي جسدها ....رفعت خصلاتها باهمال ....خرجت من جناحها و اتجهت نحو مكتبه....وقفت امام الباب ثم سحبت نفسا عميقا لتشجع حالها ...طرقت الباب بخفه و لم تقتحمه مثل السابق
سمع هو طرقها فابتسم بغلب و قال لسه لاويه بوذها ....تعاااالي
ادارت المقبض و انفتح الباب ...لم تقترب كثيرا بل قالت من مكانها بجمود احضرلك الفطار
مثل العبث في حاسوبه بعد ان ازاح عينه عنها كي لا يضعف و قال ببرود مليش نفس ....و فقط لم يضف حرفا اخر و مثل الاندماج فيما يفعله
اما هي فزفرت بحنق و هي تنظر له بغيظ ثم تركته مهروله ناحيه المطبخ و هي تقول بعض الكلمات التي لم يفهمها
وقفت تحضر لحالها كوبا من النسكافيه حتي يساعدها علي الافاقه ...وهي تتوعد له بالكثير .....هو الي غلطان وهو الي مقموص ايه ده بس ده يا ربي ...ماشي يا جواد ...و الله مش هكلمك
كان يراقبها من الخارج بعد ان لحقها دون ان تشعر ....
نظرت له بدموع و قالت معاتبه اياه و اعملك ليه ...في ستات كتير يتمنو يعملولك قهوه اكيد ...مكن تروح لواحده فيهم
لفها لتواجهه ثم رفعها لتجلس فوق الطاوله ....اسند يداه بجانبيها و قال بس انا مش بحب القهوه غير منك
عاتبته بطفوله ما زالت بداخلها يعني ممكن تبقي معاهم فاي حاجه و انا اعمل القهوه بس
رق قلبه المتجبر لها ... ....ابتعد قليلا و قال بحروف تقطر عشقا و لا عمري اتمنيت غيرك....اعشقها و تحبني.....اديها
روحي ...و تديني بس قلبها ....ادلع عليكي زي العيل الي بيحتاج امه ....و اكون ليكي الضهر و السند و الامان......ازعل منك و اراضيكي ...و تزعل مني و تحتويني ....اكل من اديكي.... اخلف عيال كتير ...يكونو حته مني و منك ....اغير عليك پجنون ...و تحسسيني ان مفيش راجل غيري يملي عينك ....ادلعك زي بنتي ...احكيلك زي صاحبي....و اشتكيلك زي امي ...قرب وجه لخاصتها ..اعيش معاكي و بيكي كل كلمه حب سمعتها في اغنيه.....اكون ليكي الاب الي بيدلع بنته....و الاخ الي بيحميها ...و الزوج الي بيتمني تراب رجليكي
انا عشقي مچنون يا حبيبي....ممكن غلط بس مش قادر اتحكم في قلبي الي بېموت عليكي ...انا بتنفسك يا دهبي .....
انتي كل ده ....كل ده و اكتر مليووووون مره جوايه ليكي....اتحمليني ....انا بمر بفتره صعبه ...محتاجك جنبي...عايز لما اتعب الاقي قلبك دوايه ...و لما اخاڤ الاقي حضنك اماني و ملجأي ...نظر لها برجاء و اكمل سامحيني ممكن ...انا عارف ان غبي و قولت كلام مينفعش اقوله عشان بس كرامتي
نقحت عليا ...بس انا بقولك انا غبي و حماااار كمان ...كرامه ايه و كبرياء ايه الي افكر فيه و انا مع حبيبي الي مليش غيره
بداخلها حربا ضروس ما بين قلبها الذي سامحه علي الفور ...و عقلها الذي يحرضها علي الابتعاد حتي تعاقبه....و لكن اي عقاپ بعد كل ما تفوه به ...اعتزر...اهان نفسه...اعترف بخطأه.....طلب الغفران.....يحتاجها ....ماذا تفعل
و كما عادته يراقبها ...يفهم ما يدور بداخل عقلها الصغير.....يشعر بقلبها الذي يهتف باسمه ....لم يعطيها الفرصه للتفكير بل سيشن هجوما ضاري عليها ...لن تستطع تلك البريئه التصدي له
اخذ يوزع قبلات رطبه فوق وجهها بعد ان احتواها بزراعيه و يقول حبيبي سامحيني ....
حقك علي قلبي ...مقصدش اوجعك....ردت عليه بصعوبه بس انت وجعتني اوووي يا جواد ...كلامك جرحني
كوكب وجهها بيده لينظر داخل عيناها بعشقا خالص و يقول حقك علي قلبي ....انتي مفيش زيك يا دهبي ...ستات الكون كله ميسووش تراب رجليكي ...هصالحك ...و هداويكي ...ثم اكمل بتهدج ...متبعديش عني ...
...و لم يعطيها حق الموافقه ... حتي لا تفكر ان تبعده ....حاولت ...يعلم الله انها حاولت بكل ضعف الابتعاد عنه ...و لكن ...كيف وحشتيني حبيبي ...اوووي
نظرت له ثم قال اوعي
جلس جانبها يناولها حبه الدواء و هو ينظر لها بحزن و لما لا ...فهي. حبيبته و عشرت عمره الطيبه كما يلقنها دائما ...لم تتحمل جزءا من حقيقه ولدها المره ...ماذا ان علمت باقي قزاراته ...يعلم الله كم يحمل هم تلك اللحظه التي ستكشف فيها الحقائق ....و لكن لا شيء يبقي سرا سيعلم الجميع بكل شيء و وقتها فليهونها الله
ابتلعت دوائها فقال بابتسامه بالشفا يا حاجه ..كده بردو تخضيني عليكي انت مش عارفه غلاوتك عندي يا عشره عمري الطيبه
نظرت له بدموع و قالت بحزن ڠصب عني يا حاج ...مش قادره اصدق ان فريد....ابني الكبير يعمل كل ده ...طب ليه ...لو كانت مراته مش مكفياه كان قال و كنت جوزته بس يضحك عالبنات الصغيره ...و يحاول ېقتل عياله و كمان ميعترفش بيهم .....بكت پقهر و اكملت هان عليه لحمه يرميه كده ...نبقي عايشين في سرايا يرمح فيها الخيل و عيال ابني مش لاقيين ياكلو
ربت علي يدها بحنو و قال بحكمه احنا لسه متاكدناش يا حاجه ...هكلم دكتور صادق يبعت حد من معمل التحاليل ياخد مني و من العيال عينه ډم و لا خصله شعر و نشوف النتيجه ...لو طلعو فعلا ولاده يبقي هناخدهم و امهم الله يسهلها ..
ايمان بيقين ولاده يا عبيد ...قلبي بيقولي انهم احفادي ده غير ان الولد نسخه من فريد الله يرحمه ....بكت پقهر و اكملت تلت عيال جم للدنيا عشان يتظلمو ...محمود انطفي و تحس انه بقي مكسور من يوم ما عرف ان امه هتسيبو مقابل الفلوس ...و اهو اتنين تانيين امهم هاتسيبهم عشان تتجوز و تعيش حياتها ...انا مش بلومها و الله بس العيال صعبانه عليا ..مهما حاولنا نعوضهم هيفضل جواهم كسره و
احساس بالنقص كل ما هيشوفو باقي العيال حواليهم عايشين وسط امهم و ابوهم ...و هما يا حبه عيني اتيتمو من ابوهم الي ماټ ...و اتيتمو من امهم الي باعتهم مهما كان سببها ايه
احتضنها عبيد مربتا علي ظهرها بحنان و هو يقول سيبيها علي الله يا حاجه ...احنا معاهم و ربنا يقدرنا و نعوضهم
بعد انتهاء صلاه المغرب دلف فارس مرتديا زي التعقيم و قال للنساء اجمعو كل الي فالبيت و ادخلو المطبخ بسرعه
هدي بقلق في ايه يا فارس
فارس بجديه دهب اتعدت من جواد و جايب فريق طبي هيعقم السرايا كلها ...يا ريت تتجمعو بسرعه في مكان واحد لحد ما نخلص
فاطمه طب و ماما الحاجه دي تعبانه مش هتقدر تنزل
فارس انا هتصرف بس يلا بسرعه الناس واقفه بره
انتشر عددا من الرجال داخل السرايا بحجه تعقيمها ...و لكن كان لكل ذلك سببان اولهم ...زرع اجهزه تصنت داخل غرفه فاطمه ....زرع كاميرات مراقبه داخل غرف الاطفال لتامينهم
اما السبب الاخر و الاهم هو خروج دهب و جواد من السرايا دون ان يشعر بهما احد
مال فارس علي هدي قبل ان تلحق بالجميع و قال بهمسا جاد اوعي فاطمه تطلع الجنينه و لا تدخل السرايا لحد ما نخلص فاهمه
هدي باستغراب فهمني في ايه انا قلبي مش مطمن
فارس اعملي زي ما قولتلك ضروووري و بعدين هفهمك يلاااا....كبريلها الموضوع عشان تخاف علي نفسها و متتحركش غير لما نخلص
وقف فهد الذي كان متنكرا في زي الطبيب و معه رجلان مع جواد بعد ان ازالو رداء التعقيم من عليهم
مد فهد حقيبه كبيره لجواد وهو يقول ده اللبس بتاعك انت و المدام
وجه جواد حديثه لمهند و الرجل المرافق له حدودكم المطبخ و الصاله ...اشار تجاه غرفه مغلقه و اكمل و الاوضه دي الي هتنامو فيها بالتناوب ....نظر لهم بقوه و اكمل بصوت يشوبه الرجاء قليلا عيلتي امانه في رقبتكم ...مش عايز عنيكم تغفل عن اي حد
مهند اطمن يا باشا دول اهالينا بردو و نفديهم بروحنا ...اتكل انت علي الله و متشيلش هم و ربنا يقويك عالي جاي
دلف لدهبه التي تجلس داخل جناحها كما المعتاد ...اغلق الباب و قال بعجاله دهب تعالي البسي الهدوم دي بسرعه
نظرت لما يقدمه لها بزهول و قالت ايه ده يا جواد ...البس ايه و ليه
ترك ما بيده و قال بحسم و اهتمام حبيبي عشان خاطري ...مفيش وقت اعملي الي بقولك عليه و بعد ما نطلع من هنا هفهمك علي كل حاجه
دهب پصدمه نطلع من هنا ...طب ليه
زفر جواد پغضب يحاول ان يكتمه فليس لديه الوقت للشرح وهو انشغل في الساعات الماضيه و لم يتسني له اخبارها برحيلهم..... بها ثم قال عشااااااان خاطري اعملي الي بقولك عليه بسرعه و هفهمك بعدين
خرج الفريق المكلف بالتعقيم و معهم دهب و جواد اللذان ارتديا نفس الثياب ....وضع دهبه امامه محاولا مداراتها حتي لا يلمح احد قصر قامتها و اختلافها عن باقي الرجال ...ترك مكانه مهند و رجلا اخر يدعي وائل كي يراقبا كل ما يحدث و يكونا درعا واقيا مع فارس و رجاله اذا ما حدث شيئا هنا
خرج من السرايا بسرعه ...صعد بها السياره الخاصه بفرقه التعقيم المزعوم ....شعر برعبها فاحتواها تحت زراعه بعدما اغلق الباب عليهما ....طرق بخفه فوق الحاجز الذي يفصله عن السائق ....انطلقت السياره بسرعه و خلفها واحده اخري تحمل فهد و باقي الرجال
و الجميع يبتهل
بداخله ان يتم مهمتهم بسلام دون ان يفقدو احدا ...منهم او من ....احبتهم
السابع والثلاثون
وصل بها الي مكانا لم يتوقعه او يخطر علي بال احدا من البشر لا يعلم هذا المكان الا هو و فهد و
متابعة القراءة