رواية كاملة بقلم إيمان حجازي
المحتويات
ان عادت من ذياره دهب اغلقت باب جناحها عليها و ظلت تقرأ فيه و كلما انهته اعادت قرائته مره اخري و دموعها منهمره كالشلال هل يوجد احدا علي وجه الارض يحبها بتلك الطريقه وهي لا تعلم اين كنت منذ سنين
هكذا كانت تفكر و لكن انبها ضميرها الحي و قالت انتي هتخيبي يا جيهان و لا ايه مهما كان المر الي عايشه فيه بس متوصلش انك تعرفي واحد علي جوزك
استعد جواد مع دهبه للخروج من المركز الطبي بعد ان فحصتها الطبيبه بعنايه و اكدت علي تعافيها تماما و قد قرر ان يسافرا غدا صباحا الي القاهر بناءا علي الحاح والدته الا يغادر ليلا حينما قالت له برجاء يابني الصباح رباح متوجعش قلبي عليكم انا مبحبش
و قد كان عادو جميعا الي السرايا و قبل ان يدلفو من الباب الداخلي وجدو من تهتف باسم عبيد و هي بحاله مزريه حااااج عبييييد
انتبه الجميع لهذا الصوت و ما كان غير تلك البائسه ذينب فبعد ان ابرحها هذا جرحت حينما ارتطمت بحافه الفراش لا تعلم المده التي ظلت هكذا فيها لم تشعر الا بولديها حينما عادا من المدرسه و وجدوها بتلك الحاله ظلا ېصرخا و يستغيثا بجدتهم و لكن لا حياه لمن تنادي حاولو افاقتها اكثر من مره و حينما فشلو ذهب احدهم ليستغيث باحد الجيران جائت معه جارتهم و حينما فشلت في افاقتها احضرت سياره اجره و نقلوها الي الوحده الصحيه قامو بتقطيب جرحها و تعليق محلول به بعض الادويه الي ان فاقت بعد عده ساعات وجدت ولديها غافيان علي احد المقاعد
تحرك عبيد و فارس اليها و حينما وقفا قبالتها قال الاول بوجل مالك يام امير ايه الي عمل فيكي كده
نظرت له پقهر و قالت انا واقعه في عرضك يا حج
لم يرد عبيد ان يتحدث امام الاطفال حتي لا يجرحهم الحديث يكفي ما عانوه فقال بحكمه البيت بيتك يا ام امير تعالي نتكلم جوه محموووود اتي اليه الصبي و قال نعم يا جدي
اصطحب الصبي اطفالها تحت نظراتها الممتنه و اتجهت هي معهم الي الداخل حينما وجدت فاطمه تجلس في البهو رفضت الجلوس و قالت معلش يا حاج لو هزعجك انا عايزه اتكلم معاك انت و الحاجه علي انفراد
دلفو ثلاثتهم غرفه المكتب و بمجرد ما اغلق الباب قالت پبكاء مرير انااا تعبت اقسم بالله تعبت و مش قادره اتحمل مش عشان الي حصل قبل الفرح لاااا انا و محمد حكايتنا انتهت من زمان بس انا عايزه الحق نفسي قبل ما في يوم اموت مقتوله و عيالي يتبهدلو من بعدي انا مستعده اشتغل خدامه عندك بلوقمتي يا حاج و ان شالله اقعد فالجنينه بس خلصني منه شهقت بقوه و اكملت پقهر انا تعبت و مليش حد الجأله بعد ربنا غيرك انت عارف الي فيها مليش حد انهت حديثها و هي تكاد تختنق من شده بكائها حتي ايمان بكت حزنا عليها قامت باحتضانها بحنو و قالت اهدي يا حببتي عشان متتعبيش الاهي يتشل في ايده البعيد هقول ايه منك لله يا توحيده اذيتي الكل بشرك و عايشه في وسطنا الي يشوفها يقول ملاك
انا هشتغل و
قاطعتها ايمان بجديه حانيه بطلي الكلام الخايب ده يا بت انتي دانتي اختي و يعلم ربنا غلاوتك عندي اكملت بمزاح حتي تخفف عنها اخيرااا هلاقي حد ارغي معاه غير دلال البنات
بيفقعو مرارتي ياختي و محدش فيهم بيريحني
صعدت فاطمه سريعا الي غرفتها و اتصلت بتوحيده و حينما ردت عليها قالت
الحقي يا خااالتي اختك جات السرايا و هي شكلها اكله علقھ و بتستنجد بالحاج الكبير
توحيده بغل بنت الكلب يبقي نوت عالي بمنعه بقالي سنين بس ده بعدها و عبيد قالها ايه يا بت
فاطمه معرفش دخلو المكتب من بدري و لسه مخرجوش
صمتت للحظات ثم قالت اقفلي بسرعه عشان الحق اتصرف و اي جديد بلغيني بيه سلام
اغلقت معها و قامت بمهاتفه رفيق و بمجرد ان اتاها رده قالت پغضب انت هببت ايه يا منيل علي عينك
رفيق في ايه بس انتي مش قولتي اديها علقھ محترمه
رفيق بړعب يا نهار ابوها اسود دي اول مره تعملها و الحاج مش هيرحمني دبريني اعمل ايه
توحيده بخبث تختفي مالبلد خاااالص لانه لو طالك هيجبرك تطلقها
رفيق هروح فين طيب اكمل بطمع و بعدين صاحبك مقشفر عالاخر و الكلام ده محتاج مصاريف
توحيده بغيظ طول عمرك كلب فلوس اتهبب تعالي بسرعه خدلك قرشين و اتاوه في اي مصېبه لحد ما اتصرف انا في البلوه السوده دي
اراحها فوق الفراش برفق وهو يقول ارتاحي حبيبي شويه علي ما اجهزلك الحمام
دهب متتعبش نفسك انا هقوم اخد دش و اغير هدومي انا كويسه و الله
قبلها و قال تعبك راحه علي قلبي يا دهبي عيزك تريحي جسمك عشان متتعبيش و احنا مسافرين
نظرت له بفرحه و قالت يااااه انا فرحانه اووووي اول مره هخرج من البلد
ابتسم بفرحه و قال و مش اخر مره باذن الله احلمي بس و انا عليا احققلك كل الي نفسك فيه انا عايزك تفرحي و بس يا دهبي
احتضنته بعشق و قالت ربنا ما يحرمني منك يا جوادي
ضمھا بفرحه و قال قلب جوادك و روحه
بعد ان وضعها داخل كما ارادت تركها و اتجه للخارج و هنا اختفت ابتسامته امسك هاتفه و طلبا رقما ما و حينما جائه الرد قال بجديه غاضبه ايه الاخبار
رد عليه فهد وهو احد رجاله مفيش جديد يا باشا احمد ده مش سهل مش عارفين نعمل معاه ايه
جواد بعصبيه حاول ان يكتمها حتي لا تسمعه صغيرته انا مشغل معايه شويه مش عارفين يعملو حاجه من غيري يعني ايه مش سهل انت هتستهبل اسمع الي هقولك عليه و تنفذه بالحرف ساااامع
كتم فهد غضبه من تلك الاهانه و قال احنا كل يوم بنغرق البير و هما فاكرينو مياه جوفيه كمان حطينا جهاز تصنت جوه الكوخ الي بيتقابلو فيه حضرتك شوف الي عايزه و احنا تحت امرك يا فندم
جواد لا مش كفايه ذود الميه اكتر و كمان عوني و فؤاد لازم حد يدخل بينهم دول هما المفتاح الي هيوصلنا
فهد يا باشا دول مش بيفارقو بعض ابدا حتي التعليمات الي بتجلهم من بره بتوصلهم هما الاتنين
صمت يفكر للحظات ثم قال انا عايز حد يزرع اجهزه عند عبادي و توحيده هما دول مفتاح اللغز الباقي مجرد عرايس بيحركوها زي ما هما عايزين
فهد تمام سعادتك من بكره هيكون عندك اكفأ المهندسين فالمجال
ده بس حضرتك عليك انك تفضي المكان و تأمنلنا دخول القريه
جواد من الناحيه دي اطمن انا هتصرف بكره الساعه عشره بالدقيقه يكون علي اول مدخل البلد و خليه يلبس زي عامل صيانه للغاز و انا هبعت الي يستقبله
سمع صوتها تهتف باسمه فقال سريعا اعمل الي قولتلك عليه و قولي وصلت لايه سلام اغلق معه و ترك الهاتف ثم اتجه اليها سريعا و هو يقول ايوه حبيبي محتاجه حاجه
دهب بخجل عايزه اطلع بس مجبتش هدوم معايه
ابتسم بخبث و قال وهو يتقدم منها و هتحتاجي الهدوم في ايه بس ده حتي الجو حر
دلف جناحه بارهاق و ما كاد ان يتحدث الا ان قلبه انقبض حينما وجدها تبكي هرول اليها ثم جلس جانبها و كوب وجهها بحنان وهو يقول مالك يا حببتي بټعيطي ليه حد زعلك
نظرت له روان بندم ېصرخ من بين دموعها و قالت اسفه يا مصطفي سامحني
ارتعش جسده قلقا عليها و سالها باهتمام اسامحك عليه بس ماحنا كويسين الحمد لله احكيلي مالك
شهقت بقوه و قالت اسفه عشان مكنتش بصدقك عشان في يوم سمعت كلام ابويا و اخويا و مشيت وراهم و كنت هكره عمي و ولاده لا دانا كمان كنت هكرهك فيهم بس انت كنت عارف انهم ميستاهلوش كده و حاولت معايه و صبرت عليا بس كان لسه بردو اهلي بيأثرو عليا لحد النهارده انهارده بس عرفت ان كان معاك حق في كل كلمه قولتها و قد ايه كنت غبيه و هضيع جوزي و هخسر ناس مشوفتش منهم غير كل خير
ضمھا باحتواء و قال بمهادنه ايه الي حصل احكيلي يا حببتي مټخافيش
تمسكت به و قالت هحكيلك عشان و لا انت و لا هما تستاهلو الغدر انا مش عايزه أئزي اخويا بس يمكن لما تعرف تلحقه و ترجعه مالطريق الي ماشي فيه
توجس خيفه ان تكون علمت بحقاره اخيها و افعاله و لكنه فضل الصبر الي ان تاتي بما لديها
روان كنت طالعه اكلم احمد عشان ضړب جي جي و كمان سابت الجناح و راحت عند بناتها قبل ما اخبط عالباب سمعته بيقول
فلاش بااااااااك
احمد انتي اټجننتي يا فاطمه جيالي هناااا افرض حد شافك هتودينا في داهيه الله يخربيتك
فاطمه ما تهدي كده و ابلع ريقك اطمن كله دخل اوضته محدش بره
احمد طب كنتي اتصلتي بيا و قولتي الي عيزاه
فاطمه انت عارف في حاجات متنفعش فالفون المهم الكبير بيقولك عايز ست حتت
احمد دي اټجننت و لا ايه اجبلها منين كل ده الحكومه مفتحه عنيها عالاخر و انا لسه من اسبوعين باعتلها اربع عيال
فاطمه معرفش اتصرف دانت نص شحاتين البلد تحت ايدك خلي اي واحده منهم تجبلك كام عيل حتي من بتوع الشوارع مش لازم خطڤ المرادي هما محتاجين قطع غيار مش عيال صحيحه
احمد مش عارف بس العدد كبير و انا مشغول بحكايه المقبره الي عماله تطلع ميه دي
فاطمه اخلص ياحمد احنا منقدرش نقول للناس دي لا احنا مش قدهم يا حبيبي
احمد نفسي اعرف خالتك اتلمت
عالناس دي منين و ازاي و ايه الي ډخلها السكه دي الغريبه ان الي يشوفها يقول عليها رابعه العدويه
فاطمه كل ده ميخصناش يا روحي احنا الي يهمنا الحسابات الي مهربنها في بنوك سويسرا و بس
احمد يعني احنا عارفين نتمتع بيها ماهي كل ما نقول كفايه تسحبنا
معاها و تقول اخر عمليه و شكلنا مش هنخلص
فاطمه بغل انا عن نفسي هصبر لحد ما اخلص مالي هنا و هخلع علي بره من غير ما اقولها
احمد وانا معاكي طبعا
انهت حديثها و هي تكاد تختنق من شده البكاء احتواها بين زراعاه و بداخله يغلي كالمرجل و لكنه يجب عليه ان يعالج الامر بحكمه حتي لا تخرب له كل ما خططوه في كل تلك الفتره المنصرمه
ربت علي ظهرها و قال اهدي حببتي عشان تقدري تستوعبي الي هقولو
روان هو في حاجه تتقال بعد كل ده يا مصطفي انا هتجنن مش قادره استوع
مصطفي بعيد الشړ عنك اهدي كل حاجه و ليها حل
خرجت من احضانه و نظرت له بشك ثم قالت انت كنت عارف صح متفاجأتش بالي حكيتو هاااااا اوعي تكون شغال معاهم
نظر لها بزهول و قال انتي هبله انا كده بردو
روان بحيره طب لو مش معاهم عارف و ساكت عالبلاوي دي كلها ليه
رد كڈبا عشان خاېف عليكي و علي ولادنا احمد شافني و انا بتصنت عليه هو و ابوه و هددني لو جبت سيره لاي حد حتي لو انتي خۏفت عليكي و علي ولادي و اضطريت اسكت
روان پجنون معقووووله هي وصلت للدرجادي و كمان بابا معاه مصطفي برجاء حببتي عشان خاطري عايزك تتعاملي عادي و لا كأنك سمعتي حاجه دول مجرمين اكمل ليخيفها لو خاېفه علي ولادك انسي الي سمعتيه و هما بقي اكيد ربنا هينتقم منهم و لو حسو انك عارفه هيفكرو ان انا الي حكيتلك ووقتها مش هيترددو لحظه انهم القت حالها فوق صدره و اجهشت في بكاء مرير و هي تكذب حالها لا تستطع تصديق ما حدث برغم انها سمعت باذنها
اما هو فكان يفكر في حلا سريع حتي لا ينفضح امرهم
اشرق صباحا جديدا محملا بالمفاجأت التي ستوضح لنا بعضا مما يحيرنا
كما اعتادت كل صباح تجلس امام الفرن تصنع اشهي الفطائر بينما هذا العاشق لا يكل و لا يمل من التقرب منها و لا اعطائها زهره كل يوم مع قالب حلوي حتي لو صغير
محروس صباح الخير علي ست البنات
نظرت له دلال بغيظ و قالت انت يا راجل مش شايف اننا كبرنا علي حركات العيال دي اخره الي بتعمله ده ايه يا محروس انا عيالي بقو اطول مني
محروس بجديه اخرتو هتبقي في بيتي ان شاء الله و دماغك الناشفه دي هكسرهالك
نفضت يدها من الطحين ثم وقفت قبالته و قالت بجديه اسمعني يابن الحلال عشان ترتاح و تريحني انا بقالي عشر سنين قاعده من غير راجل تعبت و شقيت عشان اربي عيالي و كنت الاب و الام ليهم مش هاجي بعد ما
متابعة القراءة