رواية كاملة بقلم إيمان حجازي
المحتويات
واثق فيكي حبيبي
دهب طب قول
محمد بحزن في ايه يابني ليه كل ده و دهب فاقت و لا لسه انت رافض اي حد يدخلها و قاعدين مش فاهمين حاجه
جواد بهدوء لسه مفاقتش انا قولت للدكتوره تحقنها بمهدأ عشان تفضل نايمه اطول فتره ممكنه مش هتحمل تفوق و تتوجع
عبيد مش مهم يابني المهم انها بخير
جواد بخير يا بابا الحمد لله اتفضل حضرتك خد الجماعه و ارجعو البيت القاعده ملهاش لازمه
مش هقدر اسيب بنتي انا هفضل معاها
جواد بحسم محدش هيفضل معاها غيري و هي كده كده نايمه يعني وجودك زي عدمه
ايمان طب يابني الي يريحك انا هرجع مع ابوك و كمان شويه هجيلك تاني اجبلك هدوم ليها و اكل كمان
ذهب اربعتهم و ظل اخيه منتظرا وصول مصطفي الذي اتي لهم بعد فتره قصيره
تحدث جواد بجديه و قد اتخذ قراره الذي لن يثنيه احدا عنه
فارس بعصبيه انت اټجننت يا جواد انت كده هتهد كل الي عملته
رد عليه بتصميم ريح نفسك انا مش هرجع عن الي فدماغي وجه حديثه لمصطفي قائلا جاي معايه و لا ااااايه
مصطفي معاك طبعا
وقفت سياره مصطفي التي كان يقودها و بجواره جوادنا الجامح امام احدي البنايات الشاهقه القابعه داخل احدي ارقي احياء مدينه القاهره
و بمجرد ان دخلو اثنتيهم تحول هذا الجواد الي اسدا غاضب تحرك تجاه غرفه نومه الخاصه و فتح خزانه الثياب اخرج منها حله سوداء انيقه يصاحبها قميصا من نفس اللون و بدأ تبديل ما يرتديه بها
جواد عارف و عامل حسابي متخافش مش بسيب حاجه ابداااا للصدفه و فقط انهي ما يفعله و سحب مفتاح سياره اخري غير التي اتو بها ثم اتجه الي المطبخ و منه خرج من بابا خلفي يؤدي الي الجهه الاخري للبنايه
ضغط علي زرا في يده فاصدرت السياره صوتا دليل علي فتحها
اغمض عينه لبعض ثواني ثم قام بالنظر للمراه الاماميه مد يده داخل عينه ليخلع عنها تلك العدسه الشفافه في شكلها و لكن مهمتها ان تحجب الرؤيا عنه ليصبح حقا اعمي
وضعها داخل جرابها الخاص ثم ادار محرك السياره و انطلق سريعا الي وجهته
بعد ان صمم جواد ان يذهب الجميع لم يجد محمد له رغبه في العوده الي المنزل مع تلك الحقيره اقترح عليه عبيد ان ياتي للجلوس معه علي ان يعودو ليلا للاطمأنان عليها
فاطمه بزعر ازااااي اوعي يكون كشفنا
توحيده باستهزاء انتي هبله يا بت و هو لو كان كشفنا كان زماني بكلمك
فاطمه فهميني طيب ايه الي حصل
توحيده انا جيت زي ما اتفقت معاكي علي اساس اسال عليها صدفه يعني و كنت متفقه مع فخري ان هوديهالو عشان يشيل الرحم طبعا معرفش ان هلاقي الزفت جواد اخدها عند الدكتوره يسرا ياختي و لما صممت و عملت الشويتين بتوعي عشان فخري ياخودها عنده مسك فيا و بهدلني
فاطمه بغل انا معرفش ايه الي رجعه احنا كان ترتيبنا كله انه يكون في الشغل و انتي تاخديها لفخري و علي ما يوصله الخبر و يحصلك عالمستشفي يكون الدكتور شال الرحم و خلصنا
توحيده ده الي هيجنني اااايه الي رجعه دي حتي معهاش تليفون عشان تتصل بيه يلحقها
فاطمه طب و بعدين
ده الشيخ كان مرتب حاله علي الرحم بتاعها مش
هو قال لعباس كده كل حاجه باظت
توحيده لا لسه الموضوع في ايدينا هو قال قبل ما يهل عليها هلال الشهر العربي الجديد يعني قدامنا حوالي اسبوعين نقدر نعمل فيهم الي عايزينه
فاطمه پخوف انا مش هقدر احطلها حاجه تاني يا خالتي كده هروح في داهيه
توحيده اطمني ربنا ستر و الدكتوره الهبله افتكرته حمل و عالعموم لو معرفتيش انتي انا هبقي اخلي محمد يعزمهم عندي في يوم و احطلها انا الدوا ووقتها محدش هيلحقها
فاطمه بفضول انتي ليه يا خالتي پتكرهي دهب كده دي بنتك الي محلتكيش غيرها
توحيده بغل تغوووور هي و ابوها يا نن عين خالتك انا ابويا و اهلي و عيالي القرش و بس
اوقف سيارته المعتمه امام بوابه مبني جهاز المخابرات الحربيه و بمجرد ان رأه مسؤول الامن فتحها له علي الفور و هو يؤدي له التحيه العسكريه
صعد الي الطابق الثالث و مشي في طرقاته وهو يدق الارض بقدميه و لم يلقي بالا لكل من يؤدي له التحيه العسكريه و يقفون له احتراما و لما لا و هو الرائد جواد التهامي من اكفأ ظباط المخابرات الحربيه و اكثرهم شراسه و عڼفا تجنبه الجميع وهو يسير بينهم في هيئه غاضبه فبرغم وسامته التي ظهرت بوضوح مع ارتداءه تلك الحله السوداء الفاخره مع طوله الفارع و جسده العريض ناهيك عن عيونه السماويه التي اصبحت ملبده بالغيوم فكان مظهره حقا مرعب
دون ان يلقي بالا ان ذاك الذي سيقتحم مكتبه الان هو رئيس الجهاز امسك المقبض و اداره بهمجيه ثم دلف للداخل و اغلق الباب ورائه بقوه ثم قال لذلك الذي انتفض خلف مكتبه تعالي يا جوااااد البلد محتجاك ماااااشي ابني الي مشفتوش و مراتي يتقتلو ماااااشي اتعمي و كنت ھموت ماااااشي كمل عشان بلدك ماااااشي عيش اعمي بجد عشان تكشفهم ماااااشي صړخ پقهر وهو يضع يده علي خافقه المټألم ثم اكمل انما قلبي لاااااا سااااامع دي بالذاااات لااااا يا باشاااا سااااامع قولتلي متخافش قولتلي هنحميها قولتلي كل حاجه عارفينها صححححح تقدر تقولي ازاي ماده محرمه دوليا وصلت لايد ال دي فين حرس الحدود هاااااا كنت هخسرها في لحظه لولا اني حسيت بيها انا مش هكمل تماااااااام
تركه يخرج غضبه الذي له كل الحق فيه و لكن عند تلك النقطه التي لن يسمح له بفعلتها وقف منتصبا كقائد اعلي فالجيش و صړخ به ثاااااابت يا حضره الظااااابط
فرد جسده سريعا ثم رفع يده بجانب راسه و قال بغل تمااام يا فندم
هكذا اعاد له رشده و لو قليلا اتجه اليه و وقف قبالته ثم ربت فوق كتفه و قال حقك تزعل بس مش من حقك ابداااا تنسي انك ظابط فالجيش و ان احترامك للقائد بتاعك ده واجب عليك و بعدين يا حضرت الظابط احنا كلنا عارفين ان روحنا علي كفنا في اي لحظه ممكن ڼموت فدي تراب البلد كام مره اتمنيت تستشهد و انت بتحارب الارهاب ايام ما كنت قائد كتيبه صاعقه حتي لما اخترناك تبقي واحد من ظباط المخابرات لكفائتك كنت بردو بتختار المهمات الصعبه عشان بس تنول الشهاده جاي دلوقت تقولي مش مكمل مش جواد التهامي ابداااا الي يهرب من واجبه تجاه بلده مهما كان التمن
رد عليه بانهزام عاشق انا روحي فدي بلدي بس هي لااااا مش هكلمك علي اساس القائد بتاعي لا هكلمك علي انك
كنت في يوم و مازلت ابويا التاني الي كمل تربيتي ووصلني للي انا فيه قلب ابنك اتوجع قد ايه علي يدك و انا شايف الي بيجرالها و مش قادر اقرب كام مره جاتلي حمي لما كنت بحس ان فيها حاجه و الدكاتره يقولو سبب نفسي مفيش حاجه عضويه و محدش كان بيصدقني غير لما تجيلك الاخبار و تعرف انها مكانتش بخير انت نفسك كنت بتستغرب ازاي ممكن حد يحس بحد كده انا اموت فدي بلدي بس هعيش ازاي من غيرها طب هتحمل ۏجعها ازااااي عارف لو كان الرحم اتشال كانت هتدمر اكتر ماهي مدمره انا مكنش هيفرق معايه اقسم بالله بس هي مكنتش هتتحمل ۏجعها بېحرق قلبي ليه مش عايز تفهم عارف انا اتصبت كتير حتي الحاډثه و ۏجعها كل ده ميجيش واحد عالمليون من الۏجع الي بحسه لو دمعه نزلت منها انا بعشقها يا ريس افهم ده
كاد القائد ان يبكي بعدما سمع هذا الحديث الذي خرج من اعماق قلبه المټألم علي صغيرته و التي عانت كثيرا و هو
عاش سنواته المنصرمه يتالم في صمت لۏجعها و يصبر حاله ان الايام ستمر و ستكون
معه و له و حينها سبعوضها عما عانته
ربت علي يده التي وضعها فوق خافقه مع اخر كلمه تفوه بها و قال و حيات ابني الي اتمنيت يكون من صلبي لهحطهم تحت رجليك تعمل فيهم الي يشفي غليلك
جلس جواد بتعب فوق اقرب مقعد ثم قال يسرا لسه هتحلل ډمها بس انا من خلال خبرتي مفيش غير ماده واحده بس هي الي تعمل كده وصلتلها ازاااااي انا هتجنن كل ما نقول خلاص قربنا و هنخلص منهم يتسرسبو من بين ايدينا زي المايه عايشين وسطنا و بيعملو كل البلاوي دي و مش قادرين نمسك عليهم حاجه
القائد و يدعي يامن هنوصل بامر الله هنوصل مش هيبقي اصعب من القضايه الي كنا فاقدين الامل فيها و اتحلت بس انا عايز الرائد جواد التهامي الي اسمه بيرعب اكبر المجرمين و اخطرهم اركن العاشق علي جنب عشان تقدر تحلها بسرعه و تعيش بامان انت و حببتك
جواد
الفصل السابع عشر
دلفت الطبيبه الي تلك التي تمثل انها غافيه كما اتفق معها جوادها و اكد عليها حينما قال اول ما تسمعي صوت الباب اعملي نفسك نايمه
ابتسمت يسرا علي تلك البريئه حينما لاحظت اهتزاز جفونها و هي تحاول اغلاقهم باحكام
هزت راسها بتعجب و تذكرت ما قاله لها هذا ال...غريب
فلاش باك
جواد انا همشي ...عندي مشوار مهم كام ساعه و راجع بامر الله ...مش عايز حد يدخلها غيرك انا فهمت الكل انها اخده مهديء و نايمه
يسرا تمام متقلقش و انا كل فتره هدخل اطمن عليها
جواد بتحذير مش عايزها تعرف الي حصل
يسرا باستغراب ماهي اكيد هتسالني
صمت جواد للحظات ثم قال بخبث قوليلها
يسرا بزهول ازاي ايه الي دخل ده في ده ...هاااااا انت يا جوااااد
نظر لها پصدمه ثم قال پغضب دي مراااتي يا زفته اااايه ....كل الحكايه انها معندهاش خبره نهائي ...اممممم...مش عارف اشرحلك ....بصي هي بتبقي مبسوطه و كده بس جسمها ڠصب عنها بيتخشب و مش قادره تشيل حاجز الخۏف من جواها مهما اعمل ...فانتي بقي تفهميها بالراحه انها لازم تتعامل عادي فهمتي
ضحكت يسرا و قالت بغيظ ااااه يا لئيم بتستغل الموقف لصالحك ...و بعدين الكلام ده ميدخل دماغ عيل صغير استحاله تصدق
ابتسم جواد بهم و قال العيل بيفهم اكتر من مراتي ...انتي مش عارفه حاجه ....المهم اعملي زي ما بقولك بس و ملكيش دعوه
باااااااااك
عادت من تلك الذكري و هي تقترب من الفراش ثم جلست علي حافته و قالت بمزاح انا عارفه انك عامله نفسك نايمه ...زي ما جواد اتفق معاكي
انتفضت من مرقدها و شهقت ثم قالت بطفوله هو قاااالك
ضحكت يسرا بصخب هاديء ثم قالت يا حببتي انا الدكتوره و لازم اعرف....المهم انتي عامله ايه دلوقت حاسه باي ۏجع
دهب بكذب هاا ...لا مفيش انا كويسه
ابتسمت لها و قالت بمزاح قولي يا دودو لو في اي حاجه عشان جوزك ميعلقنيش علي باب المركز هههه ده عايزني كل شويه اديكي مسكن عشان متتألميش
ابتسمت دهب بحب و قالت كويسه و الله هو بس شويه مغص من هنا ...وضعت يدها اسفل بطنها لتشير لمكان الالم ثم اكملت بس بسيط يعني
يسرا انا مش حابه اكتر من المسكنات بس لو واجعك اووي ممكن احطهولك فالمحلول
تعمدت يسرا الا تفحصها اولا و ان تفتح معها ذلك الحديث الودي حتي ترتاح لها تلك الصغيره ...كي تتقبل ما ستقوله لها دون خجل
اعتدلت دهب لتسند ظهرها علي ظهر الفراش و هي تقول لا انا مش بحب اخد علاج كتير ...شىدت للحظه ثم اكملت اصلا ...بس عايزه افهم سبب الي حصل ...سالت جواد بس قالي لما تخفي هفهمك ..نظرت لها برجاء و اكملت ممكن تفهميني
يسرا هفهمك طبعا ...
نفت تلك التهمه عنها و قالت سريعا لا و الله ابدا
ابتسمت يسرا و اكملت بهدوء مقصودش ....انا قصدي انك مش بتخلي جسمك مسترخي ...يعني مش بتبقي علي راحتك ...و طبعا ......امممم.... ...بس كده
شردت دهب لعده
لحظات تحلل ما سمعته و اكتشفت ان كلامها صحيح فهي
نظرت للطبيبه و قالت بحزن يشوبه الخجل ايوه صح ...ده بيحصل
علمت يسرا ان جواد محق فيما قاله و انها ليس لديها اي خبره او معلومات عما يحدث فقررت ان تنصحها و تمدها ببعض المعلومات لتستفيد منها تلك الجميله الهادئه
يسرا بلطف ممكن تعتبريني اختك الكبيره او حتي مامتك و نتكلم مع بعض بصراحه
ابتسمت دهب و قالت ببرائه ايوه ممكن ...جواد قالي انه بيثق فيكي
و انا بصدقه
ابتسمت لها و بدات الحديث بجديه واضح انك معندكيش اي خلفيه ...
حتي لو مثلا الراجل بيكون اناني فالعلاقه و مش بيهتم بزوجته ...الست تقدر تغيره وتخليه يهتم بيها ...يعني تلبس ... ...تدلع عليه ....تحاول بذكائها
دي ...انما بقي لما يكون الاتنين بيحبو بعض الموضوع بيختلف كليا ....لان قلبهم الي بيحركهم ...و بيبقي كل واحد حرفيا عايز التاني ...و مش بيشبع منه ...و الحب الي جواه و مش لاقي كلام يعبر عنه بيه .. ...بس ده القلب هو الي حركك ...و لما يجتمع الحب بتبقي طايره في السما و مش عايزه الوقت ينتهي بينكم ابدا
كانت تركز في كل حرف تسمعه منها ..و الذي يؤكد عشق جوادها لها ...فما يفعله معها فاق كل الحدود ...و كانت حقا مصدومه من تصرفاته معها ...و برغم انه شرح لها و لكن بطريقه علميه
صمتت
متابعة القراءة