رواية أمبراطورية الرجال بقلم رحاب ابراهيم

موقع أيام نيوز

برقة بحبك بمنزل كاريمان تلقت كاريمان اتصال هاتفي فاعتدلت في فراشها وأخذت الهاتف من جانبها واجابت اتصل بيكي شوفتيه بعد الحفلة تأففت كاريمان من هذه الفتاة وأوامرها التي لا تنتهي فأجابت ما اتصلش ولا بيرد على مكالماتي بفكر اروحله واطب عليه في شقته اللي بقت مكتب !! فكرت شاهندة للحظات ثم قالت بعصبية طب خليها بعد كام يوم كده عشان ما يشكش في حاجة بس الفيديو اللي اتسجل من غير صوت !! وكمان المفروض أن جميلة كانت معاه يعني اللي بينهم المفروض أنه اتسجل !! نفذ رباط الجأش وهتفت كاريمان بعصبية بقولك ايه احنا الاتنين مصلحتنا واحدة يا عنيا يعني تتعدلي وانتي بتكلميني احسن اهد المعبد على دماغك !! وبصراحة كده انا اللي كتمت الصوت وخليته صورة بس عشان ما يبانش كان بيقولي ايه وكمان انا قفلت الفيديو لما طلعت وبقية خطتك ما قولتليش عليها يعني ماكنتش أعرف أن خطيبته هتكون موجودة وهيتكلموا هتغت شاهندة پغضب أنتي ناسية نفسك بتكلميني مين يابتاعة أنتي !! لو كنت بعمل كده فانا في الاساس
قريبته وبنت ناس محترمة مش تربية شوارع !! قالت كاريمان بسخرية واحتقار طب ماشي يابنت الناس المحترمة هنشوفك هتعملي ايه لما اوري عيلتك الفيديو اللي انتي بتتفقي فيه على جاسر وعمالة تخططي....مش بيقولوا في المثل من حفرة حفرة لأخيه ! اهو أنا سجلتلك زي ما سجلتيله بالضبط انتي مش هتغلبي بنت الشوارع يابنت...الناس المحترمة! نهضت شاهندة من مقعدها وهي ترتجف من الخۏف لكشف أمرها أمام الجميع قالت بأسف أنتي اللي نرفزتيني على فكرة عموما مش مشكلة الفيديو كفاية مش مهم صوت ولو أن لو خطيبته طلعت معاه في الفيديو وهما لوحدهم كانت هتبقى احسن كتير.. كاريمان متابعة سخريتها باحتقار ماهو من غبائك لو كنتي عرفتيني الليلة كلها ماشية أزاي كنتي وصلتي للي عايزاه كده اللي بينا خلص ومش عايزة اسمع صوتك تاني اغلقت كاريمان الهاتف بتأفف ثم قالت بنظرات متوعدة اللي بينا يا جاسر ده لعبتي أنا لوحدي محدش هيستفيد غيري أنا وبس بأحد المساجد في حي من أحياء القاهرة...بعدما ادى المصلين صلاة الظهر ورحل بعض النسوة من المسجد....جلست تقى توتو منزوية بأحد الأركان باكية بحړقة حتى أتت لها فتاة بخمارها الأبيض...كانت تشبه الأطفال في نظرات عينيها...ربتت على كتف تقى وقالت برقة بټعيطي ليه رفعت تقى رأسها ببطء وظهرت عينيها الحمراء من البكاء احتاجت للحديث ريثما مع أحد لا تعرفه ولا يعرفها تشتاق أن تعلن توبتها ربما كان الوقت متأخرا وهي على حافة المۏت ولكن أن تبقى آخر رمق
نفس بالحياة..فاستغفر الله أجابت تقى باڼهيار وندم غلطت كتير أوي عملت حاجات بشعة كنت مستسهلة الذنب !! ذنب ورا ذنب لحد ما بقيت أشوف الغلط عادي !! أي غلط بقى عادي محستش بالندم عمري ! قالت الفتاة دموعك بتكدبك !! ما تجلديش نفسك.. هزت تقى رأسها بنفي وقالت باكية جيت بعد ما وقعت بعد ما بقى المۏت قدام عيني في كل لحظة كان نفسي اجي وانا بقوتي من غير خوف يجبني قالت الفتاة بابتسامة لسه فيكي الروح وندمانة وعايزة تتوبي بجد وجيتي لهنا بإرادتك خوف ومحبة...أنك لا تهدي الأحبة والله يهدي من يشاء...الله يهدي من يشاء قالت تقى برجاء وتوسل يعني تفتكري ربنا يقبل توبتي الفتاة بذات الابتسامة ما أنا قلتلك الله يهدي من يشاء في ناس بتقابل ربنا وهي على معصية ما تابوش لكن وجودك هنا ودموعك دي بتقول أن ربنا عايزك وبيحبك...اخلصي النية في التوبة وقولي يارب...بقى اللي جابك هنا هيردك من غير ما يسمعك ويغفرلك ! تقى پخوف ودموع طب لو مرضي وصلني للمۏت قبل ما اكفر عن سيئاتي اجابت الفتاة بلطف لحظة توبة حقيقية بعمر كامل من الغلط خير الخطائين التوابون...عايزة أقولك حاجة بصدق...يابختك لو قابلتي ربنا بعد توبتك...المهم دلوقتي أن توبتك تكون حقيقية ومترجعيش للي كنتي بتعمليه ابدا قالت تقى ببسمة مرت على شفتيها رغم الدموع مش عارفة اقولك ايه ولا أشكرك أزاي انا حاسة زي ما أكون شوفتك قبل كده ! تنهدت الفتاة براحة ثم قالت عندك حق يا تقى احنا اتقابلنا قبل كده أنا سعاد محمود الشهيرة بسونيا اتقابلنا زمان في كباريه من اللي كنت بشتغل فيهم...ولما مرضت كنت زيك كده بالضبط سيبت كل حاجة وجيت لأقرب مسجد وبكيت وتوبت يمكن المړض اللي عندي لسه موجود بس انا راضية ومرتاحة... يمكن اتقابلنا صدفة عشان تعرفي أن ربنا جانبك ومعاكي...ده ربنا بيقول سبحانه وتعالىبسم الله الرحمن الرحيم قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ۚ إن الله يغفر الذنوب جميعا ۚ إنه هو الغفور الرحيم 53 الزمر ابكي واندمي وتوبي وربنا هيسامحك... ودعتها بابتسامة جميلة وهادئة ثم رحلت نظرت تقى للفتاة وهي تبتعد تذكرتها قديما منذ سنوات كان يضرب بها المثل في المجون والخلاعة والآن هي فتاة صالحة يرق القلب لرؤيتها الله يغفر الله يغفر... قالتها تقى لنفسها مرارا ابتسمت بأمل وأعين دامعة وتوجهت بردائها المحتشم اتجاه القبلة وبدأت طريق العودة...لربما المۏت يأتي الآن وربما يأتي غدا وربما يأتي بعد غد....لا يهم متى يأتي تحديدا مثلما يهم أن يأتي وقلب المؤمن يتلهف للقاء الله ربما في سجدة أو تسبيحة أو فرض تلهف له القلب للسجود ليقل متضرعا الى ربه أنه الفقير والله الغني الواحد الأحد... بموقع العمل كانت جميلة قد انتهت من المعاينة حتى أرادت وبشدة معاينة ذلك الطابق الآخير فجأة...دون أن يدري أحد من العمال...توجهت اليه حتى اوقفها جاسر بتعجب وقال رايحة فين ! أشارت له كي لا يحدث جلبة بالمكان وهمس هشوف حاجة وجاية ضيق جاسر عينيه بدهشة وحيرة حتى ذهب خلفها ليكتشف ما تخفيه ورا هذه النظرات المترقبة.... بالطابق الآخير.... انتبه احد العمال لصعود احدهم فهتف بعجالة في حد جاااي اخفوا اللي معاكوا بسررعة !! تفرق العمال بحركة سريعة وقلقة لإخفاء ما ينظمونه ببعض الصناديق...دخلت جميلة الطابق ومعها جاسر الذي كان يراقبها هي دون أي شيء آخر.... كان العمال استطاعوا أخفاء الصناديق بأحد الغرف البعيدة وقفت تتأمل وجوههم المتوترة بشك ! حتى وقعت نظرتها على شيء مدفون بكومة من الرمال المبللة بالماء....اقتربت له سريعا حتى أخرجته وازالت الأتربة من عليه...هي لا تعرف ماذا يكون شكل الجرعات المخدرة ولا حتى تعرف اسمائها...قالت وهي تنظر لما بيدها ايه اللفة دي !! اتسعت أعين الجميع پخوف حتى اقترب جاسر وأخذ منها اللفافة متفحصا....بمجرد أن بعد شرائط المخډرات التي تحتوي على أقراص مخدرة ضيق عينيه بذهول....نظر للعمال بنظرة غاضبة تطلعت به جميلة وادركت الأمر حتى قالت بهتاف كنت شاكة من زمان أن في حاجات هنا بتحصل مش مضبوطة بالذات ما لقيت سېجارة الحشېش هنا وصناديق بتختفي وبتظهر فجأة !! انا لازم ابلغ البوليس اللفة دي بتقول أن ده اتجار مش تعاطي !! اقترب العاملين منهما حتى هتف احدهم پعنف وأنتي مين بقى أن شاء الله ضابط ولا قاضي ! احتقنت عين حاسر بشراسة وھجم على العمال بلكمات عڼيفة وهتف پغضب لو كلب فيكوا كلمها كده تاني مش هيكفيني سجنكوا ! جذبته جميلة حتى لا يتصاعد الأمر أكثر من ذلك واتى رئيس العمال راكضا بقلق تساءل في ايه يا بشمهندس ! القى جاسر اللفافة بوجهه وقال في أنك بتشتغل مع عصابة بيتاجروا في المخډرات شوف اللي لقيناه هنا
ويمكن أنت كمان معاهم ! قال الرجل پصدمة يا نهار اسود ! حضرتك بتقول ايه ! جلسر بعصبية اللي سمعته اللي بيحصل هنا كان كفيل يودينا كلنا في داهية ويضيع مستقبلنا بس أنا عارف هعمل ايه رئيس العمال بتوسل يا بشمهندس اكتر العمال بيتعاطوا عشان يعرفوا يشتغلوا هما كده للأسف انا عارف أن من حقك تزعل وده خطړ على شغلك لكن اوعدك ما يحصلش تاني... جاسر بعصبية عشان اصدق كلامك لازم اشوف المكان كله مش يمكن في حاجة مستخبية هنا ولا هنا ! نظرت جميلة للعمال بنظرة متفحصة رأت الخۏف والغظر بعينيهم ربما يحدث ما لا يحمد عقباه قالت وهي تجذب جاسر بقوة يلا يا جاسر الريس عنده حق تعجب جاسر من تراجعها فهتف معترضا بالرفض...تظاهرت بالدوار وقالت انا حاسة أني دايخة ومش قادرة أقف ارجوك وصلني البيت دلوقتي... شعر ببعض الكذب بقولها ولكن نظرتها تقل له احذر....اخذها وخرج من المكان بالكامل..... وقف بالطريق خارج المبنى وقال بعصبية انتي كدبتي صح ! هو أنتي فكراني جبان !! قالت بنفي لأ طبعا بس قلقت منهم يا جاسر شكلهم فعلا زي العصابة والمجرمين لما قلت هتشوف المكان كلهم بصوا لبعض پخوف اكيد المكان ده فيه حاجة مخبينها مستحيل كانوا يسيبوك تكشفهم بسهولة كده أنا خۏفت عليك جاسر بضيق لو ده حقيقي فلازم نتصرف الموقع ده تحت مسؤوليتنا واي حاجة هتحصل فيه احنا اللي هنلبسها... قالت جميلة بقلق يبقى نفكر بعقل وأول حاجة لازم تحصل أن المشروع ده ينتهي باسرع وقت حتى لو هنسيبه لشركة تانية جاسر بحيرة الموضوع مش سهل في عقود واتفاق !! انا هقعد مع ولاد عمامي وندور على حل والنهاردة.. جميلة بدعم وانا معاك بالمكتب..... تجمع الشباب بمكتب واحد حتى روى لهم جاسر ما حدث...هتف يوسف بعصبية ولاد ال...ده احنا ممكن كنا روحنا في داهية بسببهم !! آسر وكأنه حمد تلك الکاړثة ليخرج غضبه لو لغينا المشروع هيبقى في شرط جزائي احنا مش حمله دلوقتي ولو كملنا يا عالم ممكن يحصل ايه والمفروض أن العمال دول تحت اسم شركتنا وبيشتغلوا معانا مش مع صاحب المكان نفسه ... رعد بتفكير احنا لازم نعرف المكان ده فيه ايه من غير ما حد يحس يمكن بيحصل فيه حاجات تانية هنسجل كل حاجة وانا معايا الكاميرا... وافق الشباب على هذه الفكرة ليقل جاسر يبقى النهاردة عشان ما يلحقوش يهربوا اللي مخبينه... في الخارج قد تجمع الفتيات أيضا ....سىدت جميلة ما رأته لتقل حميدة بغيظ ولسه فاكرة تقوليلي دلوقتي ! اجابت جميلة بتوتر مكنش في حاجة تخليني اتأكد انهم كده رضوى بحيرة المهم دلوقتي هنطلع من الحكاية دي أزاي ! سما بعصبية لازم يبقى في حل والا ربنا يستر بقى خرج الشباب من المكتب وخرجوا جميعا عصبة واحدة دون كلمة لمن يقفون ينظرون اليهم بقلق.... قالت حميدة بقلق هما رايحين فين ! جميلة بقلق ربنا يستر سما پخوف تبقى مصېبة لو رايحين الموقع !! رضوى بتوتر أنا خۏفت !! مر ما يقرب من اربع ساعات.....قد انتظر الفتيات جميعهن في المكتب ولكن لم يصل أي احد من الشباب...اتى سقراط للمكتب بنظرات غاضبة وهتف بيهن ماترجعوا الفجر احسن !! انتي لسه هنا ليه يا ولية انتي وهي! قالت حميدة بعصبية ولاااا انا مش طايقة حد قدامي السعادي ابعد عني احسنلك سقراط بسخرية يام يام يام خۏفت !! سما بانفعال الشباب مختفيين ومرجعوش لحد دلوقتي يا سقراط وقلقانين عليهم قالت رضوى يارب ما يكونوا بېتعاركوا ضيق سقراط عينيه بعمق وقال هو ايه العبارة فهموني يمكن اساعدكم روت سما له ما حدث حتى خلع سقراط معطفه الصيفي ثم ارتداه مرة أخرى... لوت حميدة شفتيه بسخرية حتى قال بنظرة ضيقة جيتوا في ملعبي....القوة والعراك ده بتاعي أنا مش النايتي اللي هتتجوزوهم !! حميدة بغيظ وهي تشير له ليصمت لم لسانك لقوم عليك ابططك !!
جميلة وهي تحمل حقيبتها مستحيل استنى اكتر من كده انا رايحة الموقع حالا ويحصل اللي يحصل ركضت جميلة وتبعها الفتيات حتى رتب سقراط خصلات شعره الخشن وقال بغرور أنا اللي هنقذهم حلاوتك يا معلم سقراط بموقع العمل...... رفع رئيس العمال السلاح بيده ثم أشهره على المقيدين الأربعة وقال بسخرية بقى انتوا بقى اللي جايين هنا عشان تكشفونا !! هتف يوسف ويداه وقدميه موثقين بحبال سميكة ما تعملش فيها راجل واحنا متكتفين فوكني وشوف هعمل فيك ايه !! وكزه رعد وهمس اسكت يا يوسف استنى توجه رعد بالحديث مع الرجل وقال هتعمل ايه يعني ! قول اخرك ! قال الرجل بضحكة ساخرة ما تخافش يابطل مش هموتكوا بس هطلعكم من هنا متكسحين كان جاسر يرمقه بشراسة وصمت ولولا تلك الضړبة
التي تلقاها على رأسه ما كان ليستطيع احد قيده بهذه البساطة.... قال آسر بعصبية قول أنت عايز ايه نظر الرجل لهم بصمت وظل يفكر لبعض الوقت..... تسلل الفتيات بخفاء للمبنى حتى الطابق الأخير....اشارت حميدة لهن ان يحذروا من احداث أي صوت يظل بوجودهن....أخذ الصعود بخفاء وبطء بعض الوقت حتى اختفى الفتيات خلف السور الخارجي للمبنى وشهقت كلا منهن عندما رأو هذا المشهد....صرت حميدة على اسنانها بعتف وتمتمت يابن ال... قال جميلة بخفوت وقلق ده اللي كنت خاېفة منه ! سما پخوف حيرة هو..هو سقراط فين ! رضوى وهي تبتلع ريقها اختفى معرفش راح فين !! أشهر الرجل سلاحھ نحو يوسف وقال أنا هموتكم بلا ۏجع دماغ لو سيبتكم هتقرفوني وهتبلغوا عني واظن انا ماليش علاقة اكيدة بواحد فيكوا ومحدش هيشتبه فيا ولا في واحد من رجالتي شهقت حميدة پذعر وتبعها الفتيات حتى قفز سقراط أمام الرجل فجأة وخلع نظارته الشمسية وكأنه يؤدي مشهد سينمائي وأشار للرجل قائلا هتعمل ايه يابغل أنت ! 
الفصلالتاسعوالثلاثون تطلع رئيس العمال بدهشة من الذي قفز فجأة أمامه مثل الارنب...قال جاسر بخفوت لرعد الضحك اللي هضحكه دلوقتي مالوش أي تلاتين لازمة فرد سقراط يديه بحركة بهلوانية وكأنه يستعد للقتال حتى تلقى صڤعة صاړخة على جانب وجهه.... صمت سقراط وكأنه اصبح لوح ثلج بينما فقد جاسر ثباته وكتم ضحكة لم تكن وقتها الآن.... هتف رئيس العمال برجاله فأتوا الرجال الثلاث من غرفة قريبة وقال خدوا الواد الأهبل من قدامي السعادي نظر سقراط للسلاح بيد الرجل حتى استطاع أن يسرقه من يده فجأة
تم نسخ الرابط