رواية أمبراطورية الرجال بقلم رحاب ابراهيم

موقع أيام نيوز

أنك تلبسي كده وجبتلك اللي على الأقل اقدر اتقبل أنك تخرجي بيه وماحبتش احرجك واضايقك بكلمة راعيت مشاعرك لأقصى حد حتى النهاردة لما اخترتي فستان من اللي انتي جبتيه معترضتش لأنك لبستي الفورير عليه لكن المنظر ده عمري ما هقبله ولا هسمحلك تكرريها تاني... ادمعت عينيها وهي تنظر له وقالت أنت مش واثق فيا ! جعلته جملتها يتقد ڠضبا أكثر....مابها أصبحت غبية لهذه الدرجة !! ما علاقة هذا بذاك !! أجاب بعصبية وهو يقود السيارة مجددا طب افرضي انك خرجتي ولقتيني برقص مع اي واحدة من الموجودين في الحفلة كمجاملة او حتى بتكلم معاها على انفراد وكلامنا عادي في الشغل ماكنتيش هتغيري ! هل ده معناه أنك مش واثقة فيا ! انا بحترمك وبراعي مشاعرك في ادق التفاصيل لكن أنتي اتصرفتي من غير ماتفكري فيا ومفكرتيش لحظة واحدة أني ممكن اضايق !! هل لأني مش عايز حاجة من جسمك تبان ابقى مش واثق فيكي ! انا فكرت كتير اكلمك عن الحجاب لكن اجلت الموضوع شوية عشان محسسكيش انك مجبورة على حاجة للأسف يا للي رغم أننا قدرنا نكون مع بعض وعدينا صعوبات كتير بس أنتي لسه مش فهماني ولا عارفة اللي بيضايقني... اختنقت الكلمات بحلقها...ليس لشعورها بالظلم فيبدو أنه محق فيما قاله ولكن لوغزة الالم
التي الحقت بقلبها من اتهامه الآخير...عاد الصمت مثقل مرة أخرى بينهما وهو يقود السيارة بنظرات صامته منفعلة... وقفت الكلمات بحلقه !! أين هو ! اهذا حلم أم أنه يتوهم لبضع ثوان ! هل القلب أصبح ينشب احلام يقظة أمام عينيه ويغمر واقعه لها ليقع بهذا البرزخ ! ام هذا حقيقة واضحة بين ذراعيه !
تمتمت اسمه مجددا وهي تائهة بعالم آخر من التيهة واللاوعي بينما هذا جعله يبتسم ببطء فهذا سكنها وهو من ستكن له قال دون إرادة منه سما...خليكي معايا اوعي تبعدي عني انا مچنون بيكي سقطت من بين ذراعيه فاقدة الوعي تماما.... تجمد للحظات محاولا استيعاب ما تراه عينيه جسدها ملقى على الأرض دون حركة !! انتفض قلبه وانحنى محاولا افاقتها بنظرات خائڤة فوقي يا سما سماااااا وقف يلتفت حوله وشعر بعجز تام في ميل فكره ماذا يفعل ! كأن طفل يختبر كتابة الأحرف الأولى!! انتبه لكوب من الماء على طاولة قريبة فأخذه سريعا وبدأ ينقط بضع قطرات منه على وجهها
كانت تحرك جفنيها بشكل منزعج لا يبدو أنها اغماءة ولكن حالتها تدعو للقلق... حملها على ذراعيه ووضعها على الأريكة...ثم اقترب من الباب ليأت بقريبته الدكتورة عايدة ولكن توقف فأن خرج من الباب ربما يلاحظ أحد خرج سريعا من الشرفة مثلما أتى حتى يخبرها وتأت لتسعف تلك الفاقدة للوعي.... دلفت شاهندة لغرفة بالطابق الثاني للفيلا وهي تتسلل حتى لا يراها احد فتحت باب الغرفة لتلتقي بوجه كاريمان المبتسم... اغلقت شاهندة الباب بعدما دخلت الغرفة ثم استدارت لكاريمان قائلة هجيبهولك لحد هنا وتعملي اللي اتفقنا عليه وماتنسيش أنك انتي اللي جيتيلي عشان نلعب اللعبة دي على جاسر يعني أي غدر المعبد هيتهد على دماغك أنتي مش أنا اتسعت ابتسامة كاريمان بمكر وقالت خالد اللي وصلني ليكي المهم دلوقتي تبعتيلي جاسر ومالكيش دعوة بحاجة أنا هاخد منه اللي عايزاه... اومأت شاهندة رأسها مع نظرات متفحصة لكاريمان وقالت بتحذير بس ما تاخديش راحتك أوي اظن أنتي فهماني أنا بس عايزة اعترافه بعلاقته بيكي صوت وصورة عشان ميقدرش يتكلم ساعتها.... كاريمان بسخرية البت اللي خطبها يظهر مسيطرة ده مش بيرد حتى على تليفوناتي بعد آخر مرة شوفته فيها !! على العموم أنا هنفذ مهمتي وهمشي الفيديو بقى هسيبهولك هنا... شاهندة اوك خرجت شاهندة من الغرفة سريعا هبوطا للطابق الأسفل... همست حميدة لجميلة وهما يقفون في جمع وقالت بت يا جميلة سمكة راحت فين ! احنا تهنا في الزحمة لما العروسة جت وبعدها ما شوفتهاش تاني !! التفتتت جميلة حولها بحثا وقالت بقلق انا فعلا لاحظت ده ودورت عليها مالقيتهاش !! هروح اشوفها برا في العربية ولا لأ يمكن استنيتنا برا !! قالت جميلة لجاسر شيء سريعا ثم خرجت من الفيلا بحثا عن سما.... أتت احدى الخادمات حتى مكان جاسر وقالت له دكتور وفيق مستني حضرتك في مكتبه فوق تعجب جاسر من ذلك !! فأي شيء يريد قريب العائلة الدكتور وفيق التحدث معه الآن ومن المفترض ان اليوم عرس ابنته !! اومأ جاسر رأسه بالموافقة وذهب لمقابلته بالطابق الثاني في مكتبه الخاص.... راقبت شاهندة هذا من بعيد وغمزت للخادمة بتمام الأمر ثم لاحظت خروج جميلة من الفيلا..ذهبت خلفها سريعا واغتنمت هذه الفرصة التي أتت على طبق من ذهب فإذا حدث ما خططت له ستضرب عصفورين بحجر واحد!! جذب آسر يد السيدة الخمسينية من يدها لتقل عايدة بدهشة في ايه بس قولي يا آسر ! وقف آسر عند باب الشرفة الذي خرج منها وقال بقلق يعتصر بمقلتيه في بنت اغمى عليها ولازم تشوفيها حالا اقتربت عايدة من الاريكة لترى الفتاة الممدة عليها ويبدو وكأنها نائمة....تساءلت بدهشة مين دي ! اول مرة اشوفها ! شعر آسر ببعض الغيظ واجابها حيث علمت عايدة هوية الفتاة ومدى قربها من عائلة الزيان تذكرت فجأة افصاح ابنتها عن مخطط فادركت أن خلف ما يحدث ربما تكن ابنتها شاهندة قالت بغموض طب ابعتلي شاهندة لو سمحت على ما أشوف البنت فيها ايه ! هز آسر رأسه وخرج من الشرفة بحثا عن شاهندة....مر بالحديقة
حتى ترآى له بوابة الفيلا الاساسية ولكنه تفاجئ بظهور شاهندة وهى تتسلل بحذر وكأنها تراقب أحدهم....اقترب لها سريعا ولم يركز على تصرفها المريب لتصطدم شاهندة وتشهق فزعة عند رؤيته...قالت وقد شحب وجهها يخربيتك خضتني !! قال آسر سريعا دون جدال ولدتك عايزاكي فورا في الاوضة اللي على البسين روحيلها دلوقتي حالا... اغتاظت شاهندة وقالت طيب ماشي هروحلها ارجع انت الحفلة بقى... وقف آسر حائرا فهتفت به شاهندة بغيظ واقف كده ليه !! نظرت له بضيق حتى ابتعدت عنه متوجهة للغرفة المطلة على الحديقة وهي تتلفظ الشتائم بخفوت.... تنهد آسر بحيرة وقلق يبدو أن لهفته واضحة وظاهرة حد الشك...ماذا يفعل ! اطرق جاسر باب المكتب حتى اتاه صوت لم يستطع الانتباه له الا عندما فتحت كاريمان باب المكتب من الداخل ثم وعلى حين غرة جذبته للداخل واغلقت الباب بالمفتاح....
قال بذهول أنتي هنا بتعملي ايه ! وأزاي وصلتي لهنا اصلا ومين دخلك ! اقتربت له بلهفة ورفعت يديها لعنقها بلمسات تعرف أنها تثير أي رجل وقالت بصوت هامس عشان تعرف أني لما بحب اقدر اوصل للي بحبه لو حتى في آخر الدنيا ينفع كده يا قاسې ماتردش على مكالماتي خالص ! استنيت تجيلي أو تتصل حتى لكن وكأنك نسيتني !! 
لو عايزة تفوقيها اتفضلي بس هكمل اللي بخططله سلاااام... خرجت شاهندة سريعا من الغرفة بينما وهي تخرج لمحت جميلة وهي تعود للفيلا مجددا فذهبت اليها وكأنها لا تعلم شيء.... تساءلت مالك شكلك قلقان كده ! قالت جميلة بقلق سما مش لقياها خالص مش عارفة راحت فين ! نظرت اليها شاهندة بمكر وقالت تقريبا لمحتها وهي مع صافي وطالعين فوق في الدور التاني تعالي ندور عليهم يمكن راحت تنضف الفستان... شعرت جميلة بشيء غامض بالأمر ولكنها لم تتكهن بمدى شړ هذه الفتاة إلى الآن...ذهبت معها حتى الطابق الثاني.... أتت شيرين وهي الشقيقة الرابعة لسمر وشاهندة ونور....اقتربت من يوسف قائلة برجاء ممكن لحظة يا يوسف نظرت حميدة له وهو يجيب موافقا بعفوية على شيرين ممكن طبعا يا شيري اخذته شيرين على بعد خطوات وقالت بتوسل نور تعبانة أوي يا يوسف حاولت ټنتحر تخيل !! ارجوك اطلع لها اوضتها واتكلم معاها شوية هي تقريبا مش بتسمع كلام حد غيرك انا استأذنت من ماما ما تقلقش صدم يوسف وقال ټنتحر !! ليه ! صمتت شيرين عن الاجابة فقال يوسف بصدق طب تعالي معايا نروحلها ذهب معها للطابق الثاني بينما ظلت حميدة تنظر له بنظرات مشټعلة من الغيرة والعصبية.... وقفت شاهندة بأول الممر وقالت وهي تنظر لهاتفها طب ثواني يا جميلة فوني بيرن هرد في ثواني ورجعالك خليكي هنا...أو اقولك روحي اوضة المكتب اللي هناك دي هي الوحيدة اللي ممكن صافي صاحبتي تفتحها ابتعدت شاهندة سريعا بعدما أشارت لغرفة المكتب...... وقفت جميلة حائرة من امرها فهي بمكان غريب لا يصح أنها تفتح احد الغرف بتلك البساطة...ترددت في الخطوات ولكنها توجهت لغرفة المكتب.... حاولت كاريمان باستماته جذب جاسر لسير تفكيرها المشين بينما انقذ نفسه سريعا بأول الخطوات ولم يتابع فدفع يدها بعيدا وقال امشي دلوقتي يا كريمان هتصل بيكي لما تعرفي اللي كلمتك عنه اقتربت كاريمان بعناق وقالت بضيق أنت مكنتش كده ايه اللي غيرك !! نفض يدها عنه بجهاد النفس وقال متلعثما قلتلك هتصل بيكي لم تتركه كاريمان وشأنه فابتعد عنها بعصبية وخرج من الغرفة ليصطدم بوجه جميلة.... تجمد جاسر بمكانه من الصدمة آخر شيء تمنى أن يراه الآن هي !! جف ريقه من رؤيتها أمامه بعدما كان بين ذراعي امرأة أخرى منذ قليل لم يضعف تماما
ولكنه ضعف قليلا....تفاجئت جميلة بعض الشيء وقالت باعتذار أنا اسفة...انا جيت ادور على سما هنا وشاهندة كانت معايا والله لم ينتبه جاسر لما قالته جميلة بل كان يتوجس من الذي تحاول فتح الباب من الداخل وشعر بذلك لأنه يتمسك بمقبض الباب حمد لله أنها لم تصدر صوت....ولكن ذلك سيحدث بالتأكيد... جذب جميلة من يدها واسرع بخطوات واسعة الى روف قريب من الغرف ويطل على الحديقة.. 
لو قربتلي هرمي نفسي من الشباك وهوديك في داهية ... ايقظه قولها من البئر الذي كاد أن يغرق به ورفع يده باعتذار حقيقي قائلا جميلة...ارجوكي...أنا أسف مش عارف حصلي ايه بس فعلا أنا .... قاطعته والقت الدبلة بوجهه وصړخت پبكاء مش عايزة أشوف وشك تاني توجهت الى الباب ولكنه وضع يده عليه كي لا تستطع فتحه قبل أن يتحدث ...قال بتوسل أنتي وعدتيني أنك مش هاتسبيني ابوس ايدك خليكي جانبي اقسم بالله انا ما كنت في وعيي صړخت باكية ليه مسطول ولا شارب حاجة ! قال مرتبكا تائها مش عارف اشرحلك بس أنا محتاجلك احنا لازم نتجوز باسرع وقت قالت پألم كنت بحاول احسن نظرتي ليك بس هديت كل اللي بعمله أنت ما تستحقنيش أنت أخرك واحدة من اللي بتعرفهم ...انسى أنك في يوم قابلتني وعرفتني وخليك مع اللي شبهك وهيفرحوا أوي بأخلاقك دي... فتحت جميلة باب المكتب وكأنها تهرب من الچحيم...ركضت باكية بعدما قررت قطع هذا الرابط بينها وبينه إلى الأبد... مرر جاسر يده على شعره بزفرة حارة ملأت رئتيه من الضيق والڠضب وقال يا كاريمان يابنت ال أنتي السبب في اللي هبتته وربنا يستر في اللي جاي... خرج من المكتب محاولا استعادت هدوئه بقدر الإمكان وهو يعلم أنه على شفا أن يقيم حرب حتى تعود حبيبته إليه... بعدما دلفت شيرين مع يوسف لغرفة شقيقتها نور والتي كانت بجوار غرفة المكتب حاولت أن تيقظ نور بقدر المستطاع ولكن نور لم تستجيب الا عندما تحدث يوسف قائلا الف سلامة عليكي يا نور فتحت عينيها التي امتلأت بالدموع ونظرت له عاتبة ثم اجهشت بالبكاء...ضمتها شقيقتها شيرين بحنان لتقل نور بصوت بالكاد خرج سبيني مع يوسف لم يكن أمام شيرين الا ان تطيعها فوافقت وخرجت من الغرفة...نهضت نور بجسد متعب يكاد يسقط من فرط الوهن والمړض حتى سقطت على صدر يوسف باكية بقوة وهي تتمسك به لتقل بنحيب سبتني ليه وبعدت عني ليه أنت عارف أني ماليش غيرك لهذا السبب ابتعد يوسف عنها... كان يساعدها كشقيقة صغرى له ولكنه لاحظ أن موقفه قد ترجم خطأ منها ومن أسرتها بالكامل فأبتعد تماما....قال وهو يربت على كتفها مجبرا نور اهدي...انا مابعدتش
بس... رفعت نظرتها لعينيه وقالت بتوسل وعينيها مليئة بالدموع وحياة أغلى حاجة عندك ماتبعدش عني أنا بمۏت من غيرك كلهم بعيد عني...طول عمرهم وهما بعيد عني وسايبني أنت اللي خدتهم مكانهم كلهم وبقيت اغلى حد في حياتي...هونت عليك يا يوسف تسيبني وتبقى عارف أني مريضة وما تسألش عني حتى بالتليفون ! أنا زعلانة منك اوي... بدا الاسف والضيق على سيماه حتى تراجعت بضمة قوية وقالت بقوة لأ مش زعلانة مش مهم اللي فات المهم أنك هنا جانبي يوسف بحيرة تملأ عينيه وقد ضاق من قربها هذا نور عشان خاطري اهدي أنتي عارفة أنك بالنسبالي أختي الصغيرة. انتفض جسدها پبكاء وهي تتمسك به أكثر واعترضت بقوة
لو قلت كده تاني ھموت نفسي أنا غالية عندك وبتحبني قولهالي ولو مرة واحدة....ماتسبنيش اموت وتمشي يوسف بضيق يا نور ! قاطعته بنظرة ڼارية وټهديد قول أنك بتحبني وهتفضل جانبي وإلا ھموت نفسي نظر يوسف بعجز تام عن الاعتراض فضل الصمت ولكنها لم ترضى حتى بالصمت....أشارت له ليقل ما أرادته ويبدو أنها في نوبة هوس..... قال مرغما حتى تهدأ أنتي عارفة أنك غالية عندي وبحبك وهفضل جانبك بس بحبك .... يوسف !! اتسعت عين يوسف پصدمة واستدار حتى اتجاه الباب ليصطدم بحميدة التي تقف وخلفها شيرين وشاهندة.....نظرت له حميدة بأعين دامعة لآواخر الحديث ولقرب هذه الفتاة منه ولم يبدي اعتراض لذلك....حرك يوسف شفتيه بتمتمة خافته فقد اختنق صوته من الصدمة....تمسكت نور به وضمته بقوة هاتفة بتحدي يوسف بيحبني أنا وهيتجوزني أنا أهلي كانوا معترضين بس هخليهم يوافقوا... سقطت دمعة من عين حميدة وهي تنظر بخذلان وپقهر الى يوسف انتفض قلبه ودفع نور بعيدا وركض اليها قائلا بدفاع هتصدقيني ولا هتكدبيني وتصدقي واحدة أول مرة تشوفيها ! ابتلعت حميدة ريقها بمرارة وظلت لدقيقة صامته ثم قالت لو قلت أنت عايز مين هصدقك قال يوسف بمنتهى الصدق قسما بالله قلبي ما دق غير ليكي أنتي يا
تم نسخ الرابط