قالت حميدة بحيرة يا ترى أبويا عايز البت رضوى في ايه ! لتكون عملت حاجة المنيلة ! جميلة لما تيجي نبقى نسألها تلاقي في عريس اتقدملها هو بيعمل معانا لما بيكون ده الموضوع.... ابتسمت حميدة بخبث عريس!! ده لو رعد سمعك هيخنقك !! جميلة بنظرة ماكرة تقصدي ايه ! ابتسمت حميدة بخبث حتى قالت جميلة بضحكة كمللللت وبقينا احنا الأربعة !! نهضت حميدة من على الأريكة ودلفت لغرفة النوم الخلصة بهما ثم جلست على الفراش واختلست النظر لسما التي تغط بنوم عميق بالفراش الآخر....اخرجت حميدة الاجندة الخاصة بيوسف التي قد بدأت قراءة بها منذ أن أخذتها منه ولكنها لم تخبره بذلك...فتحت الأجندة وبدأت تقرأ بأحرفها....كانت تبتسم احيانا كثيرة...وتنظر بعشق احيانا أخرى وتخجل في بعض الأحيان من المكتوب....كل هذا قد دونه دون كلل أو ملل على هذا الورق الأبيض... في الورشة جلس سمعة على مقعد خشبي يقابله مقعد آخر كانت تجلس عليه رضوى بنظرات متساءلة...جفف يداه المبتلة بالمنشفة القطنية الملطخة ببقع الزيت ثم قال بصي يابنتي انا مش هلف وأدور في الكلام هدخل دغري كده في المقصود....بصراحة بقى متقدملك عريس اطرفت رضوى عينيها بدهشة رغم أن الأمر ليس بالجديد فهذا حدث سابقا وتم الرفض...قالت بعصبية لم يكن مبرر لها مش عايزة اتجوز ياعم سمعة أنا قاطعها الرجل وأضاف خليني اكمل بس....هو أنتي هترفضي من قبل ما تعرفي هو مين حتى ! العريس اللي متقدملك يبقى واحد من الشباب اللي بتشتغلوا معاهم ....رعد اتسعت عينيها بدهشة...بل صدمت من ما فعله رغم ان هذا أيضا المتوقع ولكن صدمت من استعجاله بالأمر فاستطرد الرجل قائلا هو جالي بعد صلاة العصر وشربنا الشاي مع بعض واتكلمنا وكلمني بصراحة وقالي انه فاتحك في الموضوع بس انتي اتكسفتي تردي...ايه رأيك يابنتي جف ريقها ولم تعرف بماذا تجيب...وصوت بالقلب يغرد مبتسما ولكن الخۏف يبدو أنه اشتد أيضا فكرر الرجل سؤاله إيه رأيك يابنتي بصراحة هو محترم وشخصيته عجباني هو بقاله هنا في الحته فترة خلتني اخد فكرة عنه...لو وافقتي هنخلي كتب كتابك مع حميدة وجميلة....يعني بعد شهر وتبقوا مع بعض في ليلة واحدة... نهضت رضوى بنفضة ارتعد لها جسدها بكامله وقالت برفض مستحيل اوافق شهر ايه يا عم سمعة اللي اوافق عليه ! في خطوبة شهر ! الاسطعى سمعة لو شاغلك الجهاز ما تقلقيش أنا محوش قرشين وداخل في جمعيات وأمي كمان راكنة قرشين على جنب للزمن...واختي بهية الله يرحمها باعت الدكان اللي ورثته من جوزها وحطته في البنك باسمكم من سنين....هتدبر يابنتي ما تقلقيش...ده غير أن رعد فهمني انكم هتسافروا برا يعني حتى لو في حاجة مقدرتش اجيبهالك قبل الفرح على ما ترجعوا هتلاقوها جت...الفرحة بتيجي برزق ربنا عشان تكمل.. تمتمت رضوى وتلعثمت وكأن وضعت بحفرة عميقة بصحراء جرداء فقالت ياعم سمعة أنت مش فاهمني أنا مش بتكلم عن الجهاز...انا بتكلم عن أني مش
هقدر اتخطب شهر لواحدة يعتبر معرفهوش !! مش قال سمعة مقترحا الواد محترم بصراحة وانا حبيته ما يتخيرش عن يوسف خطيب بنتي لو انتي موافقة عليه قولي آه وسيبي الباقي على ربنا هو في حد بيفركش جوازة عشان الخطوبة قصيرة !! وبعدين هو مش مديرك في الشغل والمفروض تكوني عرفاه ! اقصد يعني أنه مش حد ماتعرفيهوش خالص !! رضوى بقلق وتوتر ظهر على ملامحها بشدة الشغل حاجة والخطوبة والجواز حاجة تانية سمعة بحزم يعني اقوله كل شيء قسمة ونصيب ولا اسيبك تفكري الأول ! صمتت رضوى بحيرة وملامحها كأنها على وشك البكاء رأف سمعة بتوترها وقال طالما محتارة يبقى محتاجة تفكري هقوله سيبها كام يوم تفكر... عادت رضوى لغرفة السطوح ويبدو عليها التوتر والشحوب دلفت للغرفة فلم تجد احدا مستيقظ بل خلدوا للنوم رغم أن الساعة لم تتعدى التاسعة مساء.... شعرت بأنفاسها تلهث تطلعت لبعض الهواء النقي لرئتيها اغلقت الباب بخفوت ووقفت بخارج الغرفة على سطوح المبنى المظلم تستنشق الهواء.... دق هاتفها الخاص الذي كان بيدها رفعت الهاتف أمام عينيها لتجد أن المتصل رعد دق قلبها بسرعة عالية وكادت ان تغلق الهاتف حتى لمحته على سطوح المبنى المقابل يراقبها !! شعرت بالغيظ منه لأنه لم يترك حتى الفرصة لها لتفكر قليلا !! نظرت للهاتف مجددا واجابت بصوت منفعل عايز ايه ! قال بنبرة مشاكسة عايزك توافقي أنا عارف أنك عرفتي اني اتقدمتلك شوفتك وأنتي خارجة من شوية واستنتجت اللي حصل... قالت بحيرة انت بتحطني قدام الأمر الواقع ! ابتسم من ملاحظة ثقل الحروف بكلماتها فقال ليه ما تقوليش أني مستعجل تبقي معايا ! أنا لما بنوي على شيء بعمله من غير تردد هتفت بعصبية على فكرة بقى انا كنت هرفض
لولا عمي سمعة قالي فكري الأول قبل ما ترفضي... صمت لبعض الوقت ثم قال طب بما أن انتي عصبية دلوقتي نتكلم بكرة في المكتب بأذن الله حبيت بس اسمع صوتك قبل ما أنام... اغلقت رضوى الهاتف فارتفعت ضحكته عاليا بالهواء رمقته بغيظ وتحركت بخطوات سريعة لغرفة السطوح مجددا..... اغلقت باب الغرفة ثم تسحبت ابتسامة لشفتيها لم تمنعها...صوته مشاكسته عناده تصميمه عليها شيء يحسب له باليوم التالي..... قد تاه من عقل حميدة أن تسأل رضوى عما كان سبب المقابلة مع والدها بالأمس فاستعدوا للذهاب باكرا للعمل.... بالمكتب..... بدأت حميدة عملها مع يوسف كروتين كل يوم بينما ذهب جاسر مع جميلة في زيارة لأحد المواقع... دلفت رضوى للمكتب بنظرات مرتبكة....أول نظرة ستكن حتميا مربكة لأنه حتما ينتظرها ليتحدث معها بأمر الزواج... دلفت للمكتب فرأته يستند بظهره على حافة المكتب الخشبي ويديه بجيوب بنطاله بثقة عالية يبدو أنيق اكثر من كل يوم بقميصه الأسود الذي اظهر لون بشرته البرونية...ابتسم بمجرد ظهورها أمامه وقال مستنيكي بقالي كتير جملته كانت تقل ابعد من المةقف ولكنها تجاهلت كل هذا واخذت مقعدها وبدأت فحص الأوراق....اعلنت بصمت رفض التحدث بشأن هذا الأمر ولكنه عنيد.... تركها تفعل ما يحلو لها ثم أخذ فنجان قهوته وكوب آخر قد ارسل في أعداده لها خصيصا... وضع كوب العصير أمامها على الطاولة ثم جلس وبيده فنجان القهوة أمامها على مقعد قريب.... بدأ الحديث قائلا نتكلم شوية قبل أي شغل بالنسبالي ده أهم وضعت رضوى الأوراق بعصبية وقالت أنت متسرع في كل حاجة !! ده شيء يتخاف منه !! وضع كوب قهوته بهدوء ولم يثيره قولها فأجاب مش هنكر أني مستعجل بس خليكي فاكرة أن فاضل قدامي شهر ونص للرحلة يعني يدوب اتجوز.... قالت بضيق في حد بيتجوز في شهر ونص ! اجابها ببساطة لو جاهز يبقى ايه المشكلة ! لو هنتكلم عن الشقة وكل الكلام ده فأنا اصلا مش هخليكي تجيبي حاجة لأن ناوي اصمم بيتي بنفسي لما اخد ورثي بعد كام شهر أنا عايزك أنتي وبس... هتفت رضوى بغيظ انت هتعمل زي عمي سمعة ! انا مش بتكلم عن جهاز أو شقة !! انا مش هقدر اتخطب شهر ونص !!! مدة قصيرة أوي !! تطلع بها رعد وقد بدأ يغضب بحق ايه اللي يرضيكي يا رضوى ابتلعت ريقها بتوتر ولم تجد اجابة مناسبة...اكمل عنها أنا قلتلك أن في حاجة مخوفاكي لو انتي موافقة على جوازنا مش هتفرق معاكي شهر أو سنة رضوى بعصبية وتفتكر هقدر أعرفك في شهر ونص ! هقدر اتعود عليك ! تفتكر هعرف اتعامل معاك عادي في شهر ونص ! انت ليه مش حاسس بيا ! لو فضلت تضغط عليا كده هرفض! ضيق عينيه پغضب لم يترك له العنان فقال انا مش بضغط عليكي !! وعموما أنا عندي حل رغم ان الحل ده تقيل عليا لكن مش قدامي غيره... انتظرت حديثه فتابع نتجوز
نهضت بنظرات غاضبة فيبدو أنه يسخر منها حتى أضاف ببطء وكأن ما يقوله ثقيل على نفسه وارادته نتجوز بس في حكم المخطوبين يعني مش هقربلك غير لما تاخدي عليا وتبطلي خۏفك مني ده اللي مش فاهمله اسباب!! توترت عينيها وتحاشت النظر اليه يبدو هذا العرض مربكا ومريحا بآن واحد ولكنه كان وقحا في قوله بهذه الصراحة!! قال بنظرة حادة كده اعتقد أنك هتوافقي صمتت ولم تجيبه فقال طالما سكتي يبقى تمام اصلك لما حاجة بتستفزك بتبقي قطر !! قالت بتلعثم ماهو شهر ونص خطوبة مش حاجة حلوة بالنسبالي عموما هفكر جلست مرة أخرى وبدأت بالعمل مع نظراته المغتاظة.... مر يومان..... بأحد الشاليهات الراقية بمنتجع سياحي حديث..... كانت تجلس على رمال الشاطئ تنظر لمياه البحر بشرود.....تحت أشعة الشمس الصافية الدافئة....راقبته وهو يسبح بخفة بالمياه علمت أنه لم ينفك عن متابعة تمارينه الرياضية بانتظام شديد يحسد عليه....خرج من المياه وهو يمرر يده على شعره ينفض المياه من جبهته....حتى ابتسمت ابتسامة واسعة عندما رأته....قالت يلا عشان الغدا جاهز اقترب اليها وجلس على الرمال مبتسما بأشراق وقال انا عارف أنك پتخافي من الميه بس نفسي... قاطعه نهوضها بوجه متذمر حتى جذبها من ذراعيها لتجلس مجددا....قال هامسا مش عايزك تخافي من حاجة كل لما بتشوفي بحر أو حتى حمام السباحة بحس بخۏفك في عنيكي... سقطت دمعة من عينيها وقالت انا مش بخاف من المية على اد ما بكرها بسببها اتحرمت من ابني اللي كنت مستنياه... شعر وجيه ببعض الغيرة ولكنه تغاضى عن الأمر لأنه يفهم شعورها الأمومي فقال لو فكرتي كويس هتلاقي أن ربنا بيحبك لو الطفل ده عاش كان هيفضل الرابط اللي بينك وبين ابوه المچرم لو كان عاش كان هيتعب في حياته أوي بسبب سمعة والده... قالت للي بصدق وهي تمسح دموع عينيها عندك حق يا وجيه قوم يلا جهز نفسك عشان نتغدا سوا... نهضوا سويا من على الرمال حتى الشاليه البحري.... اعدت للي بالداخل طعام الغداء على طاولة خشبية بلون البحر...بينما ارتدى وجيه ملابس رياضية وخرج للشرفة.... بدأو يتشاركون الطعام والضحكات حتى دق هاتفها الذي تركته على بعد خطوات منها على اريكة جلدية..... قالت وهي تنهض هروح أشوف مين اللي بيرن وراجعة....استناني بقى ما تاملش غير لما ارجع... ضحكت ضحكة عالية بينما كانت تسرع للهاتف....ابتلعت آخر ما في فمها من طعام واجابت الو ! اجابها صوت يبدو بعيدا ومريبا نستيني اكيد....أنا ما نستكيش ابدا راجعلك يا للي راجعلك والمرادي هتكوني ملكي حتى لو ڠصب عنك.... اتسعت عينيها بذهول مما تسمعه الصوت يبدو وكأنه شبحا !! مزيف بالتأكيد ولكنه شخصا يعرفها ! قالت بارتجاف وخوف أنت مين ! اجاب الطرف الآخر قدرك يا للي...أنا قدرك اغلقت للي الهاتف وهي تنتفض من الخۏف...لا يعقل أن طليقها المنتحر لا زال على قيد الحياة !! وقفت عاجزة حتى عن الحركة حتى استدارت وفي التفاتها اصطدمت بجسد...
أنا أسف يا حبيبتي قالت وهي ترتجف وتبكي ومتعلقة بعنقه انا خاېفة يا وجيه ما تسبنيش خليك جانبي ارجوك ضمھا لقلبه أكثر همس بقرب اذنيها قائلا بابتسامة أنا جانبك وهفضل جانبك للأبد...أنا قدرك
الفصلالثامنوالثلاثون استغفر الله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون.. اللهم صل وسلم وبارك على محمد ...٣مرات سبحان الله الحمد لله ولا حول ولا قوة الا بالله أنا جانبك وهفضل جانبك للأبد...أنا قدرك كانت متعلقة برقبته تشدد قبضتها لتحتمي بصدره لتبتعد مسافة بسيطة فجأة انتابتها قشعريرة من هذه الكلمة ريثما أنه هو نفسه يرددها وبهذا الوقت !! تطلعت به وكأنها ستغيب عن الوعي بعد دقيقة تلعثمت في القول ورددت قدرك !! ابعد خلصة التصقت بجبينها رقة يديه على بشړة وجهها انعمت شيء بالقلب للتو تحدث أجاب بابتسامة صادقة مستغربة ليه ! مش أول مرة اقولهالك ! وبعدين أنا سمعتك وأنتي بتردديها دلوقتي...خاېفة كده ليه يا للي ! تنهدت بشيء من الراحة لم تعرف لما تسلل لها تعلقت برقبته كالطفلة مرة أخرى وقالت
أنا عارف أن اللي فات مكنش سهل بس دلوقتي خلاص كل شيء انتهى وبقيتي في الآمان...إلا لو كنتي خاېفة مني بقى !! قال ما قاله بشيء من المرح ظهر بصوته فنظرت
له بعتاب وقالت أنا ما خوفتش منك حتى وأنت بتحاول تقسى عليا بس انا ما اتعودتش على الفرحة يمكن في فرق رهيب بينك وبينه يا وجيه فرق زي المر والعسل... قال بهدوء رغم ما شعر به من غيرة لذكرها الماضي أنسي يا للي انا بضايق لما بتجيبي سيرته لما احس أنك فكراه حتى لو بتكرهيه أنا ما اقبلش يقاسمني في تفكيرك حد ! رغما ابتسمت تحب نظرته عند الغيرة ونبرته صوته عند الغيرة حتى تنهيدته الغاضبة تبدو جميلة... ابتعد بنظرته بعيدا عن عينيها تلك الماكرة تتسلى بغيرته وأن كان غاضبا من ذلك فتوجد ابتسامة أيضا بداخله من مكرها حبيبة الروح تثير جنونه يحب معها كل شيء.. فالرجل يثيره المكر الأنثوي يجذب رجولته وفكره شيء هام يكمل زخرف الأنوثة بعينيه... تلاعبت بمشاعره بنظرة عينيها المتسلية بابتسامتها الماكرة ربما أرادت أن تنأى عن فكرها تلك المكالمة الهاتفية...ومدى روعها منها...وقفت على أطراف أصابعها لتصل إلى أذنيه وهمست بنعومة تضعف ثباته
يبقى ليه خاېفة ليه بتفتكري ! نظرت لعينيه بعشق وقالت خاېفة لأني مش مستعدة لأي مفاجآت ممكن تفرق ما بينا ولأن بكرة مجهول خاېفة لأني مش هقدر أعيش من غيرك لحظة واحدة... اخفى ابتسامته وقال المفروض كده أنك صالحتيني ! عبست ملامحها وقالت وهي تبتعد عنه اوك اوك مش عايزة اكلمك !! كادت أن تتوجه للشرفة حتى جذبتها يده والابتسامة العريضة على محياه وقال بهمس وبضمة قوية لو ابتسمتي همد شهر العسل يومين كمان قالت مبتسمة بسخرية طب لو ضحكت ضحك عاليا ثم قال كده تبقي طماعة فعلا لأن ورايا شغل كتير مستنيني بس اكيد في أقرب وقت هسرق كده كام يوم من الشغل ونسافر في أي مكان تحبيه ابتسمت له برضا تام ومحبة حتى وضع على رأسها وقال