ووقفوا ينظروا للمكان بتمعن...يعرفون أنها بذلك تتحدى الألم ولا تترك له وقت للتفكير فيه...نظرات القلق غمرت أعينهن.. قالت حميدة پألم كان مصډوم وعلى فكرة نزل وراكي على طول ومن وقتها ما شوفتهوش تاني !! اكدت جميلة جاسر ورعد ويوسف بيدوروا عليه من الضهر ومش لقيينه ممكن يكون فهم غلط هتفت رضوى خلاص بقى كفاية نكد نقولها خبر يمكن يفرحها نظرت رضوى لسما واعلنت خبر خطوبتها بعفوية...بمحاولة أن تخفف وطأة الألم بقلب صديقتها...نظرت سما لهن....امتلأت عينيها بدمع جاهدت ساعات كي لا يندفع من عينيها وقالت پبكاء يعني أنتوا كلكم هاتسيبوني لوحدي هنا أنا والله
فرحانة عشانك يارضوى بس انا بخاف اقعد لوحدي هرجع يتيمة تاني وماليش حد اندفع اليها الفتيات وانخرطت كل واحدة بدموعها ....قالت حميدة وهي تقاوم دموع عينيها وتضم سما بقوة وكأنها طفلتها ما تقوليش كده يا عبيطة يتيمة ده ايه !! واحنا فين ! ثم أن مش هنبعد عنك كتير انا وجميلة هنكون في البيت اللي قصادك ورضوى هتسافر مع رعد وهترجع بعد شهر أو شهرين لسه مش عارفة... مسحت سما عينيها بمحاولة الابتسامة وقالت رغما انا بهزر معاكوا انتوا صدقتوا ولا ايه ! ما انتوا عارفين مقالبي ! أنا مش بخاف من حاجة واقدر أعيش لوحدي عادي ده حتى هنام براحتي من غير ما تزهقوني قالت ذلك بصوت ېهدد بالعودة للبكاء لتقل جميلة بحنان مش هنبعد يا سمكة وبعدين مين عارف مش يمكن تبقي معانا احتدت نظرة سما للتلميح الذي ظهر بجملة جميلة وقالت لا انا لسه بدري عليا ناسية الموضوع ده دلوقتي حميدة بتساءل هو خالد كان مستنيكي ليه مافهمتش بالضبط !! تنهدت سما بقوة....وبثقل الألم أجابت عشان يعرف هشتغل معاه ولا لأ كنت رفضت واعتذرلته بس حصل اللي حصل مقدرتش ارفض بعد ما .... قطعت حديثها حميدة وقالت بعد ما آسر زعقلك ! خالد ده مش سهل يا سمكة !! أصراره تشتغلي معاه قلقني ! اشمعنى أنتي ! جميلة سما وقعت بين أتنين وكل واحدة شايفها عكس التاني....يمكن أصرار خالد عليها عشان بترفض حميدة بحيرة مش بس ده السبب أنا حاسة أنه بيتحدى آسر وخلاص اقطع دراعي لو مكانش ده السبب الاساسي رضوى بتعجب وهيتحداه ليه ! أجابت حميدة بضيق غيرة....اللي أعرفه أن خالد بيغير من آسر وجاسر ويوسف ورعد كمان عايز يبقى احسن منهم وخلاص انا فهمت كده من يوسف النهاردة... سما بحدة وقرار لا رجعة به وانا وافقت اشتغل معاه أنا محتاجة اقف مش اقع كل أسبابه ترجعله انا هشتغل وبس.. بقصر الزيان أطرق وجيه على مكتبه عدة طرقات غاضبة بعدما تلقى مكالمة هاتفية وعلم بما حدث مع الشباب منذ عدة أيام.....احرى اتصال هاتفي على يوسف وقال بعصبية ايوة يا يوسف....هاتلي ولاد عمامك وتكونوا في القصر بأسرع وقت يوسف بقلق حصل ايه يا عمي ! هتف وجيه اللي بقولك عليه تنفذه يا يوسف ولما تيجي هتعرف انتهى الاتصال لتدلف للي للمكتب پخوف وارتجاف عندما انتبهت لصوته وهي بالحديقة تجمع بعض الأزهار....قالت بقلق حصل ايه يا وجيه ! تطلع بها ولاحظ عينيها المړتعبة لانت ملامحه قليلا وأخذها بضمة قوية قائلا مافيش حاجة يا حبيبتي ما تقلقيش رفعت نظرتها لعيناه وقالت طب ليه كنت بتزعق وصوتك كان عالي أوي كده انا جيت جري لما سمعتك ! وجيه بضيق أول مرة احس أني مش مسؤول وأني اهملتهم أول مرة أحس أن قراري ببعدهم عني كان غلط دول ولادي...قسۏتي عليهم عشان يتعلموا مش عشان اضيعهم لازم يرجعوا القصر مش مهم اي حاجة المهم يبقوا في أمان للي بعدم فهم وقلق طب فهمني حصل ايه اخبرها وجيه بما علمه من ضابط الشرطة قريب العائلة فشهقت پصدمة...قالت معقول !! والبنات كمان كانوا معاهم ! وجيه بعصبية للأسف يعني المصېبة كان ممكن تتحول لکاړثة وأنا مش داري أنا عرفت مين ورا اللي حصل تساءلت للي بقلق مين !
وجيه بنظرة تريد الاڼتقام الد أعدائي في السوق...هو اللي ورطهم في الموقع ده وكتب عليهم شرط جزائي كبير عشان مايعرفوش يتنازلوا عن المشروع....استغل موقفي معاهم ضدهم وضدي...أنا غلطان وكان لازم احسب اللي حصل ده من الأول.... للي برفق طب اهدأ....أنت بس عشان متعصب وما تنساش أن موقفك خلاهم يعتمدوا على نفسهم واشتغلوا بجد...ما تظلمش نفسك وجيه پألم كل ما اتخيل أن واحد فيهم كان ممكن يجراله حاجة احس أني مش قادر ولا عارف افكر أنا عايزهم حتى لو مستهترين بس مافيش واحد فيهم يتلمس منه شعرة...
ركض البواب هاتفا بترحاب شديد وقال ده القصر والدنيا كلها منورة بيكم....يا مليون مرحب خرج الشباب الاربعة من السيارة واحدا تلو الآخر..... وقفوا بعد ذلك بصفا ينظرون للقصر نظرة مشتاقة فقال يوسف كأني ما شوفتهوش بقالي سنين جاسر بنظرة ملتهفة على اد ما فيه ذكريات وحشة كتير بس فيه كام ضحكة مستخبية في كل حته فيه آسر بنظرة مؤلمة جواه كان وحدة....وبراه لقيته سجن ! رعد بنظرة متفائلة كأني رجعت لبلدي بعد الغربة...وحشني والله دلفوا للداخل بخطوات سريعة...... بغرفة المكتب وقف وجيه أمامهم ونظر لكل واحدا منهم بنظرة أبوية تبعث الطمأنينة ثم قال بحزم أنا قررت أنكم ترجعوا القصر والشركة بعد اللي حصل مستحيل اسيبكم بعيد عني تاني.... جاسر بسخرية ومرارة لا يا عمي...احنا اخترنا طريق ولازم نكمله للآخر ماينفعش نتراجع بعد ما خلاص قربنا ننجح يوسف بتعجب اللي حصل ده ممكن يحصل في بداية أي شركة لسه جديدة في السوق...عشان نتعلم هنقابل كتير رعد بهدوء سيبنا يا عمي عشان ما نرجعش نعتمد عليك من تاني صمت آسر ولم يتحدث مثلهم.... قال وجيه بحدة اللي حصل ده هيتكرر تاني وتالت لأن انا اللي بتحارب فيكوا لما خدت قراري أنكم تعتمدوا على نفسكم واسحب منكم كل شيء ما افتكرتش أن ممكن حد يأذيكم عشان يحاربني ويهزمني....اللي ورا اللي حصلكم واحد أعرفه...عمل كده عشان يكسرني....لو عايزين تكملوا شغلكم يبقى من خلال الشركة...ويبقى معاكم محامي يتولى كل الأمور وتبقوا جانبي وتحت عيني....شغلكم زي ماهو كل اللي هيتغير المكان فقط وانكم هترجعوا للقصر... قال آسر شيء جعل الشباب في صدمة أنا موافق ارجع الشركة يا عمي... نظر له الشباب بذهول حتى قال جاسر أنت اللي بتقول كده ! اخذت الصدمة عقل رعد في البداية حتى فهم سبب الموافقة وصمت....يبدو أن آسر قرر الصدام مع خالد لا محال... يوسف بتفكير ياعمي...بس وجيه بصرامة مافيش بس يا يوسف انا اللي مشيتكم وانا اللي رجعتكم...مشيتكم محبة ورجعتكم خوف ومحبة وماتنسوش أنكم ولادي مافيش أب بيتخلى عن ولاده يا اغبيا... نكث الشباب رأسهما للأسفل خجلا ووقارا لعمهما الذي بمثابة والدهما..ظهرت ابتسامة على ثغر وجيه وقال من بكرة هننزل الشغل مع بعض كلنا والمرادي اللي هيغلط غلطة واحدة هيتعاقب واظن فيكم اللي خلاص فاضله فترة بسيطة ويبقى مسؤول عن أسرة....يعني ڠصب عنكم تنسوا استهتاركم بتاع زمان فاهمين هز الشباب رأسهما بموافقة وأجاب بصوت واحد فاهمين يا عمي بالمساء...... انتظرت للي زوجها حتى بدأت تمل من الانتظار....كانت جالسة بمقعد بشرفة الغرفة حتى شعرت بثقل رأسها بغفوة هجمت على رأسها....غفت للحظات حتى انتبهت بعد مدة لا تعرف أن كانت غفت فيها لساعات أم لدقائق....مرت أنامله على بشړة وجهها برقة...ابتسمت له بكسل وقالت اتأخرت ! نظر وجيه لساعة يده وقال بتسلية لسه بدري على فكرة الساعة ٩م قالت بلوية من شفتيها
هتروح الشغل بكرة هتصل بيك كل شوية ارخم عليك مش هخليك تعرف تشتغل قال بتحدى وابتسامة قبلت التحدي قالت بتأكيد وضحكة هتخسر قبل رأسها بحنان وتلاها ضمة قوية قائلا أجمل خسارة في العالم