رواية أمبراطورية الرجال بقلم رحاب ابراهيم

موقع أيام نيوز

لما اخاڤ اطمن بوجودك...يعني حتى وانا بكره نفسي أنتي تحبيني...مش تتخلي عني في أول الطريق !! جميلة پألم انا بفكر بعقلي لكن أنت عايزني الغيه !! جاسر پألم وهو ينظر لها لو هتفكري بعقلك هتعرفي أن حبي ليكي أكبر بكتير من حبك ليا... رفع الدبلة الذهبية أمام عينيها وأضاف وهو يضعها بأصبعها فكري براحتك بس خلي الدبلة في ايدك لحد ما تقرري اعتبري أن ده آخر طلب ليا نظرت لأصبعها التي زينته الدبلة الذهبية حتى تفاجئت أن جاسر يخرج من السيارة قائلا بنظرة ملؤها الرجاء ما تظلمنيش قرري اللي يريحك وانا عارف ومتأكد ان اللي يريحك أننا نكمل ابتعد عن السيارة ببطء وقرر السير في الطريق على الأقدام...بحاجة لأن يسير منفردا بعد ما حدث.... حمدت ابتعاده بهذا الوقت...حديثه شتتها واربكها ان كان صادقا فلابد أن تمد يد الدعم له وتبقى ولكن ما يقلقها لو كان كاذبا !! رفعت عينيها للسماء وتضرعت لرب العالمين بتوسل باكي كي يدبر لها الأمر..... راقبت سما السيارة حتى استدارت فجأة على صوت آسر خلفها ولم تلاحظ خروج جاسر وابتعاده من السيارة.... قال وهو يضع يديه بجيوب بنطاله بنظرة متفحصة لارتباكها ايه اللي موقفك هنا ! مش قلتي هتمشي ! سما بعصبية وأنت مالك! زم آسر شفتيه بغيظ من اجابتها وأشار محذرا ماتعليش صوتك عليا ! وماتنسيش تيجي بكرة بدري عشان ورانا شغل كتير قالت لتستفزه هاجي بدري ساعة عشان امشي بدري ساعة هروح اقدم الملف بتاعي في شركتكم ضيق آسر عينيه بشعور يتقد من الڠضب ثم قال ساخرا معايا ملفك وشهاداتك الأصلية وهيفضلوا معايا لوت شفتيه بسخرية وقالت ومعايا الصور استاذ خالد اعتقد مش هيرفض على الأقل دلوقتي... آسر بانفعال مش هتاخدي ملفك ! سما بنص ابتسامة بس ممكن استاذ خالد يقدر ياخده منك بما أني هبقى سكرتيرته ! صر آسر على اسنانه پعنف وقال ماتنسيش أن شركة الزيان بتاعتنا يعني في دقيقة أنتي والاستاذ خالد بتاعك ده تبقوا برا !! سما وقد ارضاها عصبيته هندور على شغل تاني استفزه صيغة الجمع بحديثها وقال بحدة ماتحاوليش تستفزيني لأني مابحسبش ردود افعالي وانا عصبي واظن أنتي مجربة ! ولا تحبي تشوفي وتجربي تاني ! عقدت سما ذراعيها حولها وقالت بتعجب نفسي أنت اللي تجرب تشيلني من دماغك تجرب تنساني...ينفع هز رأسه برفض لأ ...عارفة ليه لأنك غبية وهتضيعي نفسك سما پغضب وفر نصايحك لنفسك متهيألي أنت اللي محتاج نصيحة !! ضيق آسر عينيه وتساءل تقصدي ايه ! سما بسخرية انت عمال تديني في نصايح وتدي غير نصايح وانت اصلا محتاج اللي يرشدك للصح ومتنساش ان الشركة اللي بتتكلم عنها دي أنت اتطرد منها واستاذ خالد اللي بتتكلم عنه ده اتكلم معايا بمنتهى الاحترام مش زيك !! اصبحت عين آسر مظلمة من غليان غضبه وهتف ما تتكلميش في اللي ملكيش فيه ولا تعرفي عنه حاجة وخالد انا مش هسيبك ليه لانك ماتعرفيهوش...دي طريقته مع كل واحدة بيعرفها جديد وبيخليها تشتغل معاه لحد ما ياخد اللي عايزه منها ويرميها... هتفت سما بتحدي بكرة تعرف مين فينا اللي غبي ولو خالد كده فمش
هيطول مني شعرة آسر بسخرية لاذعة آه ما انا عارف طريقتك !! طمنتيني بصراحة!! نظرت له پصدمة من مغزى حديثه...طفرت عينيها دمعة رغما عنها وقالت ان كنت أنت طولت مني حاجة فهو هيطول انا مش عارفة أزاي بقيت بكرهك كده ! لدرجة أني مش قادرة أقف قدامك دقيقة واحدة ومش طيقاك ! انا عمري ما کرهت حد في حياتي...بس كرهتك أنت...أنا بكرهك بكرهك اتت رضوى ورعد إصر بحثهم عن البقية حتى وقفت رضوى تنظر لكلاهما بتعجب علمت ان هناك مشادة بينهما لملامح الڠضب على سيماهم....تطلع آسر بعينيها وكأن لامسته صاعقة كهربائية...هي....ذاك الصوت وهو يردد ذات الكلمة يتردد بجانب اذنيه الآن...ولكن ذاك الموقف كان قديما منذ سنوات....مع والديه وامه تهتف عاليا بكرهك نظر رعد لآسر بعبوس وربت على كتفه قائلا تعالى معايا يا آسر نتكلم شوية... انزل آسر يد رعد من على كتفه وقال ولم تنسحب نظرته من عينيها بل طاف العڈاب بمقلتيه وهو يتحدث عايز ابقى لوحدي مش عايز أشوف حد ابتعد من أمامهم سريعا فأجهشت سما بالبكاء وضمتها رضوى بقوة....ظل رعد ينظر لخطوات آسر الذي تبتعد بضيق شديد..... بزاوية مزهرة بروف الفيلا بالطابق الثاني...... ظل يتأملها بصمت وهي تبك....شعوره بالأسف والاعتذار لم يرحل حتى بعدما انصفته ولم تصدق تلك الفتيات...قال يوسف بعبوس هتفضلي ټعيطي كده كتير ! انتي عارفة أني مظلوم يبقى الدموع لزمتها ايه ! جاهدت حميدة كي توقف هذه النوبة من البكاء ثم قالت صدقتك بس مش عارفة انسى شكلك وهي في ! اللي شوفته وجعني أوي ومش عارفة انساه وكمان زعلانة أنك ما قولتليش حاجة زي دي ! وضع يوسف يده على صدره بأسف وقال برجاء انا عارف ان عندك حق تزعلي بس والله انا مكنتش عارف اعمل ايه نور عندها القلب واي زعل بيخليها تتعب نور اختي يا حميدة ووقفي جنبها كان بالدافع ده بس لما حسيت انها فهمت اهتمامي غلط بعدت بعدت لأني بحبك انتي وبحترمك حتى في غيابك مكانش ينفع اقولك حاجة زي دي واضايقك خصوصا اني مظلوم
حتى اللي انتي شوفتيه ده اول مرة يحصل ومش عارف هي عملت كده أزاي !! اللي صبرني عليها هو مرضها... تابعت حميدة بكائها ليقل يوسف بضيق طب اعملك ايه عشان اصالحك ! اطلبي اي حاجة وهعملها بس بطلي عياط مسحت حميدة عينيها وقالت عايزة امشي من هنا يوسف بقلق هتمشي وانتي زعلانة مني ! مش هاين عليا اسيبك كده ! حميدة بضيق انا مصدقاك يا يوسف...بس مخڼوقة ومش عارفة ابطل عياط... يوسف بعصبية طب انا عايز اصالحك اعمل ايه دلوقتي ! انا مش بحب اشوفك بټعيطي ! ماهو لو أنتي مراتي كنت عرفت اصالحك صح... هتفت حميدة بعصبية يوووسف !! انا مش حذرتك من الكلام ده ! وضع يوسف يديه الاثنان على فمه كالطفل المعاقب وهز رأسه دلالاة الاسف فرغما عنها ابتسمت.... انزل يديه وظهرت ابتسامته المرحة وقال نستيني....كنت عازمك على كشړي بعد الحفلة نظرت له حميدة بغيظ فقال بحيرة يعني لا عايزاني اتكلم في الحب ولا في الطبيخ اومال هعيش ليه انا ! حميدة بحدة يلا نمشي يا يوسف يوسف بتذمر حاضر يا حميدو...اتفضل يا صاحبي انت الأول خرجت حميدة مع يوسف من الفيلا بعدما بحثت عن الفتيات ولم تجد واحدة منهن.....اقتربت للسيارة لتجد جميلة وسما يبكون بصمت ورضوى جالسة بجانبهما ويبدو انها فقدت الأمل في مواساتهم....هتفت حميدة انزاحوا شوووية جلست بجانبهم بالكاد ثم نظرت لجميلة وسما مرة اخرى واجهشت بالبكاء استدار يوسف الذي جلس بالمقعد الأمامي وقال بغيظ بټعيطي تاني يا عيوطه ! انتي مش كنتي بتضحكي من شوية يابنتي ! رفعت حميدة اصبعها بتحير وقالت ماتكلمنيش دلوقتي سيبني اعيط .. نظر يوسف لرعد الجالس خلف المقود ليقل رعد بيأس سيبها دلوقتي دي بتشاركهم احزانهم...هز راسك ووافق حتى لو مكنتش فاهم حاجة احسن تولع فيك وانت قاعد يرضيك ټموت وانت مش فاهم أي حاجة في البطيخ كده ! يوسف بغيظ والله كانت بتضحك واحنا جايين !! رعد بهمس كل بنت جواها عفريت نكد...لما بتشوف حد من صحابها بيعيط العفريت بيطلع...اوعى تقرب للعفريت دلوقتي....اقسم بالله انا ما فكرت اكلم رضوى بقالي نص ساعة. هتفت حميدة يوووسف نظر يوسف لرعد متوجسا وأشار بتمتمة اعمل ايه اعمل ايه ! انا خاېف ! رعد بنظرة جانبية سريعة استنى يمكن تسكت هتفت حميدة مجددا حتى قال رعد ليوسف رد بس بشويش قال يوسف بقلق نعم حميدة بغيظ معاك مناديل ! اخرج يوسف علبة من سترته ومد يده بها دون ان يلتفت فهمس رعد شاطر شاطر ثم الټفت رعد وبدأ يحرك السيارة فأتت عيناه بالصدفة بعين رضوى من خلال المرآة الجانبية
غمز لها بمكر فكتم ابتسامته من الارتباك الذي جعلها تلتفت جانبا بخجل.... بعد منتصف الليل...... تجمع الرباعي الفتيات على اريكة بجانب النافذة بغرفة السطوح....بعدما أخبرت حميدة وسما عن سبب بكائها باستثناء رضوى التي فضلت عدم الافصاح عن امرها حتى تاخذ قرارها دون ضغوط....وجميلة التي لم تخبر احدا بما كاد يفعله جاسر واكتفت انها تشاجرت معه في الحديث... قالت حميدة بتنهيدة انا عارفة أن يوسف مش خاېن بس ڠصب عني مش عارفة انسى اللي شوفته قالت سما بالم اومال لو أنتي زيي يا حميدة كنتي عملتي ايه ! كانت جميلة تائهة عن أي حديث يدور فلم تتحدث قالت رضوى لسما انتي ناوية بجد يا سمكة ترجعي الشغل مع آسر ! انا خاېفة عليكي ! هتفت حميدة بغيظ والله انا ما خاېفة عليها من آسر رغم اللي عمله الخۏف كله من خالد !! انا ما اشتغلتش معاه بس اسمع انه كان بيجيب بنات في الشركة ولما مستر وجيه عرف خلاه يمضي استقالته خالد مش سهل خالص يا سمكة وبصراحة مش موافقة تشتغلي معاه... سما بضيق وعصبية انا مش صغيرة عشان حد يضحك عليا يا حميدة !! ولو خالد كده هعرف اوقفه عند حده ومش هخسر التحدي اللي آسر حطه قدامي وبحمد ربنا أن خالد ظهر في طريقي فجأة...وبعدين انتوا خلاص حكمتوا انه هيلعب بيا ويحاول يقربلي مش يمكن عرض الشغل ده جه معاه كذوق مش اكتر لما عرف اني سيبت الشغل.... رضوى انا قلقت من كلام حميدة يا سمكة مش عشان تخلصي من آسر توقعي نفسك في متاهة !! ولو التحدي اللي بتتكلمي عنه ده هيجبلك مشاكل فالاحسن تبعدي عنهم هما الاتنين... نهضت سما وهتفت بدموع انا بقيت بكرهه وعايزة انساه وبحاول بأي طريقة هو اللي لما بيلاقي حد عايز يقربلي او حتى بيحاول بيتجن !! انسان أناني ومابيحبش غير نفسه !! مش عايزني ..بس كمان مش عايزني ابقى مع اي حد غيره !! انا خلاص قررت هشتغل عنده الاسبوع ده وهمشي عشان ما يقولش اني خاېفة منه أو بهرب... دلفت سما للغرفة الجانبية سريعا وحررت دموعها بخفاء.... نظرت رضوى لجميلة الشاردة بقلق وقالت وانتي كمان مالك يا جميلة ! مش حكاية كلمة منه زعلتك دي اكيد في حاجة حصلت ! نظرت لها جميلة بتيهة واجابت ببطء انا تعبت من التفكير والحيرة مابقتش عارفة اكمل ولا ابعد  
الفصلالسادسوالثلاثون استغفر الله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون.. اللهم صل وسلم وبارك على محمد ...٣مرات سبحان الله الحمد لله ولا حول ولا قوة الا بالله نظرت لها جميلة بتيهة واجابت ببطء انا تعبت من التفكير والحيرة مابقتش عارفة اكمل ولا ابعد....أنا مش عارفة افكر !! أول مرة أحس أني مش عارفة أخد قرار في حاجة في حياتي !! قالت رضوى وكأنها وجدت الطريق طب بقولك ايه...صلي استخارة وطلعي صدقة لله بنية أن ربنا يبعد عنك الشړ يعني لو جوازك منه هيبقى شړ يبعدك عنه ولو خير تكملي معاه... هزت جميلة رأسها بموافقة ثم قالت بتساءل تفتكروا لو كملت مع جاسر هبقى مبسوطة ! كل ما بحاول اتخيل أني مبسوطة بلاقي دماغي راح لحته تانية... تنهدت حميدة ببعض الحيرة يمكن عشان خاېفة اسمعي كلام رضوى يا جميلة لا انا ولا أي حد هيقدر يفيدك استعيني بالله وادعي على اد ما تقدري وربنا هيتقبل ومش هيسيبك... التفتت جميلة لحميدة بعينين مليئة بالعبرات وقالت كنت اديتله الدبلة ونهيت كل حاجة بس لبسهالي تاني لحد ما أخد قراري...أنا بحبه يا حميدة والحب مرايته عامية وشكلها كده هتتكسر على دماغي !! قالت حميدة برقة أنتي من جواكي عايزة تكملي صح ابتلعت جميلة ريقها پألم حتى هزت رأسها ببطء دلالاة الموافقة....فقالت حميدة طب ما تطولي الخطوبة شوية ! جميلة اذا كان كل مشاكلنا بسبب أنه مستعجل على الجواز ومحتاجلي جانبه !! هروح أقوله نأجل ! هزت حميدة رأسها بضيق ويأس ثم قالت أنا احترت بصراحة ومش عارفة أقولك إيه سبيها على ربنا ومحدش عارف بكرة فيه إيه... هتفت رضوى صحيح يا حميدة نسيت...هو سقراط مشي ليه وسابنا في الحفلة ! لما طلعت من الفيلا ما لقيتهوش!! اجابت حميدة بتوضيح ما تقلقيش...الدوا بتاع ستي خلص وأبويا مكنش لاقيه في أي صيدلية هنا فكلم سقراط يجيبه... بقصر الزيان تململت في نومها بطيف ابتسامة على ثغرها....يبدو أنها نالت قسطا من السعادة حتى في أحلامها....فتحي للي عينيها بجفون ثقيلة في اضاءة الغرفة الساحرة...كأن المصابيح الصغيرة في الزوايا هي نجوم السماء بمؤق الليل... والهواء يمايل الستائر الحريرية للنافذة.....استنشقت هواء جديد بملأ رئتيها...تأخذ ما تستطع نيله من تلك الأيام المبتسمة بجانبه.. تمر
بنا الصعاب ربما... تأخذ منا بعض الهدوء انما..... يبقى الحب دائما هو حياة القلوب..... اضاءت المصباح الكهربائي بجانبها ثم اعتدلت قليلا متكأة على مرفقها الأيمن وشعرها يتدلى على كتفيها بنعومة... ابتسمت بحنان عندما لاحظت ملامحه الهادئة في غفوة تبدو عميقة....وملامح وجهه تحديدا المنحوته كلوحة لتمثال أغريقي لأحد الأساطير القديمة....ربما لأسطورة عاشق لأنه يليق به أن يرق بعد الهيبة....هكذا يجب أن يكون الرجل العاشق...كثيرا من الهيبة وكثيرا من العشق وقليلا من القسۏة... تعترف أنه بعالمها اجمل الأقدار وبعينيه أجمل ما قيل في الحب...اشتاقت يدها أن تمر على رأسه برفق...وتثير رائحة عطره الذكية التي أثارت أنفاسها.... ة سريعة ثم نهضت متوجهة لحمام الغرفة وبيدها الطبقة الحريرية من روبها الروزي... خرجت بعد دقائق وشعرها يقطر ماء من أطرافه أقترب للمرآة ونثرت العطر الخاص به وهي تبتسم ...ثم سحبت المنشفة من ظهر مقعد المرآة بهدوء ثم وقفت تجفف شعرها برفق حتى تفاجئت وهي تبعد المنشفة عن وجهها بوقفوهه مبتسما بمكر أمامها...قال وهو يقترب اليها بنظر خبيثة بتستعملي البرفيوم بتاعي ليه ! مش عندك
تم نسخ الرابط