رواية أمبراطورية الرجال بقلم رحاب ابراهيم

موقع أيام نيوز

!! ابتسمت وقالت خطوبة ايه اللي طولت احنا لسه مخطوبين من يومين ! لم يستطح انكار الخبث بنظرته وقال بنبرة هامسة مستنيها تخلص بفارغ الصبر.... قالت جميلة بجدية تعالى نشوف بقية الادوار شكلك حبيت الكلام وهتنسى الشغل ... ضيق جاسر عيناه بغيظ وتمتم بخفوت هو احنا هنفضل في قبلين كتير مش هنشوف بعدين بقى ولا ايه !!! الله يمسيكي بالخير يا توتو أنتي وكيرا كتم ضحكته وهو يسير بجانب جميلة فتساءلت بتعجب بتضحك على ايه ! اجاب بابتسامة بعدين هقولك اڼفجر ضحكا وهو يرى نظرتها الغاضبة وقال هتمنعيني من التفكير كمان ! مطت شفتيها بضيق فيبدو أنه سيظل يفكر هكذا لوقت طويل !! بأحد الطوابق العلوية تطلعت جميلة جيدا حولها فرأت موضع الشكائر التي رأتها من قبل يبدو واضحا اليوم وكأنها نقلت من وقت قريب...توجهت الى المكان وتركت جاسر يفحص التشطيبات بعناية.... دققت النظر حةلها جيدا لترى دوائر الأتربة التي تركتها الشكائر علامة لموضعها على الأرض...حتى رأت اعقاب كثيرة من السېجار ملقى بأحد الزوايا ومن بينهم سېجارة ذات شكل غريب وكأنها ملفوفة على انامل اليد!! چثت جميلة وأخذتها بنظرة متمعنة...انتبه جاسر لما تنظر اليه بين أصابعها وذهب اليها بتعجب...خطڤ منها السېجارة وقال بضحكة شكلك صاحبة مزاج قالت بحدة هنهزر! البتاعة دي شكلها غريب ومش شبه السجاير اللي بتتباع !! اكيد دي بتاعت حد من العمال نظر جاسر حوله بنظرة ماكرة وابتسامة خبيثة على شفتيه وغمغم اكيد بيجيبو حريم هنا ما قالوليش قالت جميلة مستفسرة بتقول ايه اجاب جاسر ببساطة وابتسامة دي سېجارة حشېش يا روحي آه وربنا اتسعت عين جميلة ذهول ثم هتفت پعنف مش معقول ده يحصل هنا ! انا لازم اكلم رئيس العمال اللي هنا واهزقه الق جاسر السېجارة من يده على الأرض وقال بحدة وانتي مالك ! احنا هنا لينا شغلنا وبس مالناش دعوة بيشربوا ايه !! وبعدين انا هقول لرئيس العمال بطريقتي ما تتكلميش انتي خاااالص ضړبت جميلة الارض بقدميها وقالت بس الموقع ده مسؤول مننا !! اجاب جاسر وبدأ ينفذ صبره من عنادها مسؤولين عن الشغل اما العمال نفسهم مش مسؤولين مننا ده شيء خاص برئيس الشغل اقل اجابة هيقولهالك أنتي ليكي عندي الشغل اللي طلباه وبس اما العمال انا المسؤول عنهم....العصبية مش ذكاء على فكرة قالت بسخرية وأنت هتعمل ايه يا شمشون ! قال جاسر بحدة هعمل اللي هعمله بس خليكي انتي بعيد ومالكيش دعوة بحاجة غير الشغل ولو شوفتك بتتكلمي انتي حرة...خلينا نخلص بقى يوسف مكلمني من ساعتها والمفروض كنت رجعت المكتب بالمكتب حدج الشباب في يوسف بذهول ليقل رعد بابتسامة تدرجت لشفتيه عمي هيتجوز ! انت سمعت منه الكلام ده كويس ولا مافهمتش كعادتك !! اكد يوسف الأمر وهو يستند على حافة المكتب بظهره وقال متأكد وابصم بالعشرة كمان لو عايزني اتصلك بيه دلوقتي اسمعك هتصل... آسر بتعجب يا ترى ايه اللي يخليه يغير رأيه بعد ما كان رافض يتجوز تماما !
قال يوسف بابتسامة اكيد حب أول مرة أشوف عنيه بتلمع كده وهو بيتكلم كان بيقولي الخبر وكأنه بيقولي أهم خبر في العالم...وفي نفس الوقت حسيت أنه بيداري فرحته !!! رمق رعد آسر بنظرة مغتاظة وهتف بطل عقدك دي يا آسر وبعدين عمي وجيه مش كبير ومن حقه يفرح الناس كلها كانت مستغربة هو رافض الجواز ليه بس أنا كنت عارف يوسف بتعجب عارف ايه ! نهض رعد من مقعده ونظر اليهم بمرح قائلا بثقة كل واحد فيكم أنا عارف بيفكر أزاي بالضبط جاسر بيحب جميلة بس مش عايز يعترف لنفسه كبرياء بقى وكده والمصېبة انه عايز يقنع نفسه أنه بيضحك عليها وانت يا يوسف كنت دايما بتحب حميدة بس كنت خاېف تقولها ولا حتى تبينلها أي حاجة وكنت بلاحظ نظراتك ليها وهي بتشتغل....اما آسر بقى نهض آسر من مقعده وهتف بعصبية مالي بقى أن شاء الله ! قال رعد بمكر لسه تايه ومتوها معاك خف على البت دي مش حملك وهتندم ندم عمرك لو خليتها تكرهك بغبائك ده هتف آسر پغضب ايه الهبل اللي بتقوله ده ! رعد بسخرية ماشي هبل بس اعتبرها نصيحة وفكر فيها عمي وجيه مكنش رافض الجواز يا اغبيا هو رافض يتجوز من غير حب انا متأكد أنه حب بدليل كلام يوسف عن فرحته وسعادته اللي بيحاول يداريهم.... يوسف بخبث طب وأنت بقى يا معلم ! ابتسم رعد وهو يضيق عيناه متذكرا حبيبته وقال باعتراف آه بحب رضوى مش کاړثة يعني بس مش هقولها غير لما احس أنها بتفكر فيا وهتوافق هفضل وراها لحد ما تحبني آسر بسخرية هو الحب بالعافية ! رعد بثقة أنا مش غبي زيك يا آسر اضيع سعادتي بإيدي يمكن البنات دول مش احلى بنات قابلناهم يمكن كمان اقل بنات شوفناهم من حيث الشكل بس انا عن نفسي حابب وراضي ومرتاح ومصمم انها تكون شريكة حياتي الجمال انا شوفته قدامي مليون مرة بس عمري ما حبيت وجود واحدة في حياتي اد رضوى...ساعات بحس أنها من دمي !! يوسف بابتسامة انت صح يا رعد انا فعلا بحب حميدة من زمان بس كنت خاېف من حاجات كتير....لكن جاسر ماينفعش نسيبه كده ! رفض رعد وقال لأ هو اللي يختار ويقرر انه يعترف لنفسه قبل أي حد لو واجهته هينكر زي ما بيعمل على طول سيبه لحد ما يوصل لبر الآمان وساعتها هتشوف جاسر تاني خالص... انفعلت نظرات آسر پغضب وقرر الذهاب قائلا أنا ماشي انتوا شكلكم فاضيين وما وراكوش شغل !! قال رعد بقوة فكر في اللي قولتهولك يا آسر وما تخليش العند ياخدك لطريق مسدود.... وقف آسر بنظرة مقتضبة ثم فتح باب المكتب وخرج مغلقا الباب خلفه... بمكتب آسر دلف
المكتب على ملامحه العابسة...حيرة تمتزج بمؤق العين...والم يطوف بالنظرات لا يبتعد عن حدقتيه...رمقته سما بنظرة سيريعة ولم تتعجب فهو يبدو هكذا في اغلب الأحيان..... جلس على مقعده امام المكتب وقد سار اليه ببطء حتى جلس...تطلع اليها بغموض ونظرة عميقة...تساءل في نفسه....الى أي مدى يبدو ظاهرا عليه العشق ! ايكن بنظراته تصرفاته أم أن غضبه الزائد معها تحديدا أصبح مشكوك به ولفت الأنظار ! ابتلعت سما ريقها بارتباك وهي تشعر بنظراته المسلطة عليها كأن الحديث كان يدور حولها !! اظهرت انشغالا زائد وهي تعمل على الحاسوب أمامها.... انتبهوا سويا لقرع الباب حتى لم تنتهي دقيقة ودخل فريق العمل المكون من ندى واسعد وكريم....نظر آسر لسما عندما توجه اليها أسعد بابتسامته هذه الذي يكرهها آسر بشدة...نهضت سما من مقعدها واستأذنت بالأنصراف حتى اوقفها اسعد وقال بتهذيب ورقة رايحة فين خليكي معانا !! توقفت سما صامته للحظات واختلست نظرة جانبية سريعة لوجه آسر الذي وكأنه أصبح موقد النيران...ابتسمت لنفسها سرا حتى كرر اسعد جملته خليكي معانا يا سما صر آسر على أسنانه پعنف لتقل سما بجدية آنسة سما بعد اذنك ورايا شغل تاني هروح اعمله...بعد اذنكم أجفل اسعد من جديتها الزائدة وامتقع وجه وهو يقف مكانه بلا حركة... همت سما بالخروج وقبل أن تغلق الباب تقابلت نظرتها بالصدفة مع نظرة آسر الذي تبدلت واصبحت دافئة بابتسامة طافت على ثغره وهو يرمقها من مقعده..... اغلقت الباب ببطء وعيناها بحرب عشقية مع عيناه البندقية الماكرة.... ابتسمت عندما اغلقت الباب حتى استندت على الحائط بالخارج وهي تتنهد....ثواني وكانت حميدة تقف امامها بضحكة واشارت لها هااااااا مالك يابت يا سمكة ! تمخطرت سما في خطواتها وقالت بمرح اطلبيلي اي حاجة ترطب ڼار قلبي يا حميدة....هاتيلي نوعناع قالت حميدة بسخرية وايه تاني يا مصيبتنا حلست سما ووضعت قدما على قدم وقالت بتنهيدة بيغير عليا يالهوي القشطة على فراولة اللي جوه ده بغير عليا مكنش يوم قلبك
يا سمكة ضحكت حميدة وهي تجلس على مكتبها وتساءلت طب احكيلي حصل ايه يا مصېبة قالت سما بضحكة خافته وطفولية كل ما يشوف باشمهندس اسعد بيكلمني وشه يقلب زي الرغيف المتحمص بعد ما كان فينو طازة هههههه لما بيبقى رايق ما اقولكيش بقى.....شكله كان بيغيظني لما زعقلي... قالت حميدة بقلق وعتاب بقى هو ده اللي اتفقنا عليه ! مش قلنا نتقل وما تعتبريهوش موجود وتعاملك معاه شغل وبس ! قالت سما بتذمر ما هو اللي بيبتسم وبيخليني ابتسم بلاش ابتسم يعني ! اكشر في وش الراجل ! ده احلى مني هههههههههه كتمت حميدة ضحكتها بالكاد ثم قالت بصدق لا مش احلى منك يا عبيطة بالعكس بس لازم تغيري الدلقة بتاعتك دي شوفتي لما تقلتي عليه شوية بقى أزاي ! وكمان خدي بالك من حاجة يا سمكة....لو حصل نصيب بينكوا مش عايزاه يجي في مرة ويقولك اصلك كنتي تتمني اكلمك ومدلوقة عليا خلي بالك واعملي حساب لبكرة... نظرت لها سما بصمت وقد اخرجتها حميدة من احلامها السعيدة... كان جاسر بسيارته وفي طريقه للمكتب وجميلة تجلس بجواره...دندن مقطوعة وهو يصفر بفمه ببعض الأحين قولي ايوة قولي ايوة ايوة قووول منك أنت تبقى حلوة قولي قووول... نظرت جميلة للطريق واخفت ابتسامته فتابع جاسر بمكر فيها ايه لو قولتهالي كلمة واحدة تطفي ڼاري نظرت له بسخرية وقالت عندي صداع على فكرة قال وهو يرمقها بخبث يعني صوتي وحش ! مخدتيش بالك من الكلام طيب ! مافيش أي اشارة وصلت للرادار المصدي اللي جوه قلبك ده يا روحي ! أجابت لأ.... تنهد جاسر بغيظ ورفع سرعة السيارة لتحملق جميلة بدهشة وهي ترتجف من الخۏف.... بعد مرور بعض الوقت.....وقفت السيارة أمام المبنى...خرج من السيارة وتقدم لوجهتها حتى يفتح الباب لها ولمن جميلة خرجت بسهولة فقال بضيق يلا ياختي توجهت معه للداخل وهي تخفي ضحكتها بالكاد حتى دخلوا المصعد وضغط جاسر على اسنانه بضيق وقال أول مرة اتثبت مع واحدة التثبيته المنيلة دي دي لو توتو مكانها كانت قفلت الاسانسير بنفسها علينا... قالت جميلة بلطف ما تفك التكشيرة دي بقى !! نظر لها بضيق وقال انا بقيت بخاف اتكلم حتى ده مش اسلوب على فكرة طالما ما قربتلكيش خلاص لكن ايه المشكلة لما اخد راحتي في الكلام معاكي ! فتح باب المصعد ولكنها اجابت مافيش مانع نتكلم طبعا بس الكلام في حدود انا لو سيبتك تتكلم براحتك يبقى كده هترجع زي الأول صدقني أنا مش عايزة اضايقك بالعكس بس كمان مش عايزة اتعدى حدودي ضيق عيناه وقال يابنتي انا ھموت وتتعدي حدودك اصلا بس عموما كلها كام يوم ونتجوز هتفت جميلة پصدمة نعم ! كااام يوم !!! اطرق جاسر بحدة على الحائط وقال بعصبية كام شهر ارتاحتي كده ! لازم تفكريني يعني ده ايه الغلاسة دي ! لم تستطع تمالك نفسها من الضحك فنظر اليها بغيظ ثم تسللت ابتسامة الى شفتيه وقال انتي جبتيلي اعاقة في مشاعري ببقى نفسي اضربك كف خماسي وخطوة خماسية تقريبية اليكي قالت بتحذير وبعدين !! قال ببسمة ماكرة ايوة ايوة ماهو ده هيحصل في بعدين احنا لسه في قبلين ضحك بمرح فتركته ودلفت للمكتب بابتسامة تخفيها... وقف جاسر بمكتبه متأملا يوسف بدهشة انتابته ببادئ الأمر ثم ابتسم وقال بسعادة مش مصدق !! عمي وجيه هيتجوز ! اكد يوسف على ذلك فقال جاسر ببسمة ماكرة اقطع دراعي لو ماكنش الموضوع فيه قصة حب بس انا فرحان والله...انا كنت صدقت أنه خلاص نسي الموضوع ده.....بس هي مين اللي خلت القيصر يغير رأيه اجاب يوسف مقالش بس هنعرفها قريب في كتب الكتاب اكيد كلنا هنحضر اكد جاسر اكيد طبعا مش هنسيبه في يوم زي ده مهما كان اللي بينا بس احنا ډم واحد وعندي فضول قاټل أشوف عروسته ضحك رعد بمرح وقال كلنا عندنا ذات الفضول والخبر الكويس كمان أنه وافق يدينا ورثنا ووافق على جوازكم كمان جاسر بضحكة لا دي شكل العروسة واكلة الجو من اولها.... يوسف بجدية كتب كتابه يوم الجمعة الجاية والنهاردة الاتنين !! وخلي بالكم أن فرح سمر بعديه بكام يوم...وكده هخلي خطوبتي مابين كتب كتاب عمي وجوازه وبين فرح سمر .... قال جاسر بتفهم هتتحل ما تقلقش المهم دلوقتي اننا لازم نحتفل بالمناسبة السعيدة دي ايه رأيكم نخرج نتفسح مع البنات يوسف بحيرة ما اعتقدش أن ابو حميدة هيوافق وبينا بس قراية فاتحة خليها بعد الخطوبة احسن ونخرج كلنا مع بعض انتظرت جميلة بخارج المكتب عندما علمت باجتماع بين اولاد العم حتى اخبرتها حميدة بالخبر السعيد اتسعت ابتسامة جميلة بدهشة وقالت معقول ! الموضوع اتحل بين يوم وليلة كده ! قالت حميدة بارتياح الحمد لله
انا ماكنش هاممني حاجة بس كنت حاسة أن يوسف زعلان وشايل الهم انا مستعدة أعيش معاه تحت أي ظروف.. وافقتها جميلة وجاسر برضو كان مضايق ومش مصدق أن عمه يعمل كده خبر كويس وممكن يصلح مابينهم كتير كادت سما أن تجيب حتى انتبهت لخروج فريق المهندسين من مكتب آسر فنهضت قائلة للفتيات خرجوا هروح انا بقى للمكتب تاني كادت ان تلتفت حتى صدمت بأسعد ابتسم لها بنظرة غامضة وقال طب والله افتقدتك النهاردة والاجتماع من غيرك حسيت ناقصه حاجة ابتعدت سما بضيق من نظراته فنظرت حميدة له ببعض الضيق وقالت في حاجة يا باشمهندس ! أجاب اسعد وهو ينظر لسما لا ابدا بس استغربت أن آنسة سما ما حضرتش الاجتماع زي كل مرة ظهر آسر بمدخل مكتبه ووجهه مكفهر من العصبية وهتف آنسة سمااا نظرت سما اليه بتوتر فتابع بنظرة تتطاير ڠضب على اسعد ورانا شغل مش فاضيين لوقفة مالهاش لازمة نظر اسعد بقوة الى آسر وظهر بينهما تحدي وعصبية حتى قالت ندى لتهدأ الأجواء يلا يا اسعد لسه ورانا شغل تاني جذبه كريم للخارج ولا زالت نظرة آسر معبأة بالڠضب اتجاهه... توجهت سما
تم نسخ الرابط