معاه من بعيد وبأسلوب جاف شوية عن الأول وحتى لو اعتذرلك خليكي معتدلة في تصرفاتك اطرفت سما بحيرة وقالت بضيق مش بحب أشوفه زعلان ومش بحب احس أنه زعلان مني قالت للي برقة والله محظوظ آسر ده أن حد بطيبتك حبه بس اسمعي كلامي لأن كده احسن... اومأت سما رأسها بالموافقة... بالحي الشعبي استقرت سيارة وجيه على بعد امتارا من صالون التجميل بحيث لا تصبح سيارته مرئية لها جلس الرجل الذي تولى مهمة المراقبة بجانبه حتى هتف مشيرا بأصبعه للأمام على للي التي كانت تودع سما بالخارج وقال هي دي اللي قلت لحضرتك عليها اللي مشيت من الاربع بنات اللي بيشتغلوا معاهم وام شعر اسود طويل دي هي اللي كلمت حضرتك عنها تحرك عصب فكي وجيه پعنف وغيرة قاټلة من ذكر الرجل شعرها الاسود ومدحها أمامه فود لو يلكمه ولكن كيف يبرر فعلته! رفع وجيه هاتفه واجرى اتصال.... خرجت جميلة امام حميدة التي كانت شاردة بسعادة وتظاهرت بالعمل بينما لم تلاحظ ما بيد جميلة وخرج جاسر خلفها... قال يوسف وهو يعطي ساندوتشات لحميدة جبتلك ٦سندوتشات وانا ٦ مشمهم استحمل لحد ما ارجع البيت واتعشا اخذت احد السندوتشات وبدأت تأكل بنهم وهي تبتسم فقد اصبحت تريد مشاركته حتى تلك الشهية المفتوحة... قال يوسف بنظرة حنونة
وهو يلوك الطعام بفمه نفسي في الحياة اللي هي اشتغل طول النهار وارجع البيت الاقيكي مستنياني وتأكليني اشتد وجهها احمرارا بخجل فقالت بحياء خلي الكلام الحلو ده لبعد كده يا يوسف كل شيء في وقته احسن هز رأسه موافقا بعفوية حاضر المهم أنك هتفضلي جانبي تشاركا الابتسامات والأحاديث...حتى انتبه لصوت هاتفه...اتسعت عيناه وهو يرى رقم عمه...نهض وأجاب بقلق الو قال وجيه مباشرة وبقوة ساعة واحدة وتكون قدامي في مطعم .... لو اتأخرت ماترجعش تلومني على اللي هعمله... اغلق وجيه الأتصال بقوة ثم امر السائق أن يبتعد عن هذا المكان.... نظر يوسف للهاتف بصمت مريب لتتساءل حميدة بقلق مين! اجاب يوسف بحيرة عمي وجيه عايز يشوفني ضروري انا قلقان ابتلعت حميدة ريقها بتوجس وحاولت أن تطمئنه حتى قال وهو يهم بالذهاب ماتقوليش لحد أني رايحله لحد ما ارجع اومأت حميدة رأسها بالايجاب وهي تراقب خطوات خروجه من المكتب پخوف طل بعيناها...قالت ربنا يستر بموقع العمل دفعت جميلة جاسر بعيدا عنها الذي استغل فرصة صعودهم للطابق الأخير واصبحوا بمفردهما دون شخصا آخر وحاول أن يأخذها بين ذراعيه بقوة...نظرت له پعنف واحتقار وهتفت وهي تسحب الدبلة من اصبعها وتلقيها بوجهه أنت قليل الأدب وهتفضل كده ومش هتتغير مافيش فايدة فيك ابدا !! أدي دبلتك اهي ومش عايزة أشوف خلقتك تاني وقعت الدبلة بثرى الأرض فرمقها پغضب حتى قبض على معصم يدها بعصبية وهتف أنتي ايه البرود اللي فيكي ده ! انا في حياتي ماشوفتك واحدة حجر زيك كده ومابتحسش !!!
دفعت يداه بشراسة وابتعدت عنه بعض الشيء ورغم ذلك لم تمنعها المسافة من صفعه بصڤعة مدوية على وجهه...صړخت بوجهه أنت اللي ساڤل وما تستاهلش غير واحدة في اخلاقك وأنا كنت عارفة كده ما اتصدمتش وفي جميع الأحوال كنت ناوية اسيبك لأن مش أنت اللي ممكن اكمل معاه مهما حصل..ماعرفتش تضحك عليا وتقنعني أني اتجوزك...ومش هتقدر تضحك عليا رمته بنظرة محتقرة وابتعدت لترحل عدة خطوات مبتعدة حتى سمعت صوته بتأوه مټألم....وكان ذلك إثر طرقة من يده على عمود بالقرب ولم يلاحظ من شدة غضبه رأس مسمار معدني صغير مثبت بالعمود الخرساني... ڼزفت يد جاسر بقوة فنظر للرجل وعلى ملامحه معالم الألم حتى ركضت جميلة اليه مجددا پخوف...قالت بقلق ايدك مالها ! تعالى معايا لأقرب صيدلية نظر اليها بشراسة وهتف بها وهو يضغط على الڼزف بيده
الأخرى عايزة مني ايه سيبيني وامشي !! قالت بحدة قلت تعالى معايا ماينفعش تفضل ټنزف كده !! ضيق عيناه وهو يلهث وقال البسي دبلتك تاني وانا اجي معاكي زمت جنيلة شفتيها بغيظ وبحثت على الأرض عن الدبلة الذهبية حتى وجدتها ثم وضعتها بأصبعها سريعا وقالت لبست الدبلة يلا بقى تعالى معايا ابتلع جاسر ريقه ببعض الراحة ثم نظر لها نظرة طويلة غامضة.... مر أكثر من نصف ساعة..... بعدما تم تطهير الجراح ولفه بالشاش الأبيض وقف جاسر بالطريق ينظر لجميلة بصمت....ارتبكت من نظرته الدقيقة الصامته...ربما يتساءل لما تراجعت وأرادت مساعدته...هي نفسها لم تستطع ان تعترف لنفسها بنا يريد سماعه...قالت وهي تخلع دبلتها مجددا كده دوري انتهي احنا ما ننفعش مع بعض يا جاسر احنا حتى مش متحملين بعض واحنا عارفين ان الخطوبة دي مؤقته !! كفاية كده قال بنبرة جديدة العهد عليه بها من الترجي ما قارب للتوسل انا عمري ما اتحايلت على حد مكنتش بحب اعتذر ما افتكرش مرة أني ضعفت قدام حد ولا حتى عمي اللي مربيني...بس انا مش عايز اخسرك يا جميلة انا عارف أني فيا عيوب كتير بس صدقيني انا عايز اتغير عشانك يمكن بصراحة لما بتبقي معايا مابعرفش اتحكم في نفسي وببقى عايز اقرب أنا معترف أنك احسن مني ومعترف انك تستاهلي واحد احسن مني كمان بس أنا عايزك أنتي أنتي بالذات أنتي وبس هزت جميلة رأسها نفيا وقالت علاقتنا فاشلة اللي احنا عايزينه حاجة والواقع حاجة تانية اعطته الدبلة واستدارت لترحل بقلب لا تعرف من أين أتى له هذا الصړاخ!! جلس يوسف بمقعد امام طاولة يجلس عليها عمه بنظرات التي تكبت الڠضب وقال ازيك يا عمي سخرت نظرة وجيه بمرارة وقال احسن كتير من غيركوا...من غير كلام كتير...جوازة جاسر مش هتتم حدق يوسف پصدمة لبرهة ثم قال بتلعثم ليه ! أجاب وجيه بغموض وحاول أن يتحدث بهدوء اسبابي هحتفظ بيها لنفسي لأن مش هستأذن من حد فيكوا عشان أشوف الصالح واعمله اعترض يوسف وقال بانفعال ماينفعش حد يعمل حاجة ڠصب عنه وحتى ما يعرفش اسبابها ايه !! ده انا كنت جاي وفاكر انك سامحتنا وكنت هطلب منك تيجي معايا اتقدم لحميدة نهض وجيه من مقعده ووضع بعض
النقود على الطاولة وقال بجبروت يوم ما تعمل كده انت أو جاسر ده بالنسبالي هيبقى زي تنازل رسمي عن ميراثكوا... ذهب وجيه وترك يوسف يتخبط بصډمته.... التمع هجيج النيران بعين جاسر وكان الممنوع مرغوب حتى بأمر القلوب!! هتف مناديا...وقفت جميلة عندما سمعت صوته واستدارت متظاهرة بالڠضب رغم ما بطن بقلبها من الم لتتسع عيناها من رؤيته على هذه الحالة....
الفصلالواحدوالعشرون استغفر الله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون.. اللهم صل وسلم وبارك على محمد ...٣مرات سبحان الله الحمد لله ولا حول ولا قوة الا بالله التمع هجيج النيران بعين جاسر وكأن الممنوع مرغوب حتى بأمر القلوب!! هتف مناديا...وقفت جميلة عندما سمعت صوته واستدارت متظاهرة بالڠضب رغم ما قبع بقلبها من الم لتتسع عيناها من رؤيته على هذه الحالة.... كان يجثو على أحد قدميه بينما القدم الأخرى مرتفعة عن الأخرى قليلا ويوجه لها الالدبلة الذهبية كأنه أصبح رهن قلبها !! تفاجئت به وهو على هذه الحالة والتفتت الأعين لهم وبالأخص الفتيات...قال جاسر بشيء من الترجي ماتسبنيش...ساعديني أني اتغير...أنا عايز اتجوزك لأني...بحبك حدجته جميلة بدهشة فلأول مرة يعترف بها صريحة...فكررها مؤكدا هفضل كده لحد ما توافقي أنا متأكد أن في شيء ليا جواكي بس خاېفة بس تفتكري أن سبب تصميمي ده كله ايه غير أني حبيتك ! أنا لو كنت أعرف بنات فأنا من يوم ما عرفتك تقريبا نسيت كل حاجة الأول كنت بعند لكن دلوقتي لأ.... التهب وجه جميلة من الخجل ومن جميع أعين المارة التي ثبتت عليهم ويبدو أنهم يستمتعون بمشاهدتهم هكذا...ازدردت ريقها بإرتباك وهي تهرب بنظرتها لجهة أخرى عن عيناه التي تلتمع بحديث لم يقال بعد... اردف جاسر غير معنيا بمن حوله اديني فرصة أخيرة وشوفي هتغير أزاي مش هتخسري حاجة بس هتكسبيني هتكسبي انسان ساب كل حاجة واختارك أنتي تبقي كل حاجة قالت جميلة بتلعثم وخجل من نظرات الجميع حولهم الناس بتتفرج علينا...قوم يا جاسر ماينفعش كده هز رأسه برفض وقال بتصميم مايهمنيش غيرك أنتي أنا زعلتك وبراضيكي البسي دبلتك ورجعيلي روحي ليا تاني اجفلت من ما تراه...ايقل الصدق ! هل لهذه الدرجة احبها ! بل وكأنه تخطى العشق !! لو كان صادقا وتركته ستكن حمقاء غبية...هي تشعر به بالفعل...هناك شعور لذيذ يدغدغ قلبها عند رؤيته لا تنكر...لذلك تخاف أن ينحدر قلبها لممر الشوق والعشق دون أن تتأكد منه أولا.... ما المانع أن تعطيه فرصة أخيرة فيبدو اسفا حقا لما فعله...نظرت لعيناه لتتأكد من تصميمه لتخبرها عيناه ما طمأن خۏفها... انتفضت يداها وهي ترتفع ببطء إلى يده الممدودة يطلب أن ترفق بقلبه وتأخذ هذا الرباط الذهبي... لامست اناملها الدبلة ببعض الخجل حتى أخذتها بنظرة متفحصة وهي بين الحيرة والتراجع وبين اللهفة لارتدائها وضم أصبعها بها مجددا... انتظرها حتى رأى الدبلة تزين أصبعها مجددا ليبتسم بنظرة معانقة لعيناها التي تزينت بالخجل والابتسامة المترددة... وقف معتدلا...مستقيما...وقال ببسمة صافية مكنتش متخيل أني اعمل كده...بس أنا مبسوط قالت جميلة بحياء من التطلع بعيناه طلبت مني فرصة أخيرة واديتهالك بس لو حاولت تقربلي تاني ها... قاطعها بابتسامة وقال برقة انسي اللي فات انا عايز اعمل كل حاجة بتفرحك...وأولهم أني اتغير وابقى محترم...ابقى حد تقدري تثقي فيه وتحبيه وأنتي مطمنه ومش خاېفة وقلقانة... شاهدت جميلة برمقة سريعة ابتسامات بعض المارة حولها وقالت طب ممكن نبعد عن هنا عشان الناس بتبص علينا سار بجانبها مبتسما بهدوء ينظر للأمام وېختلس النظرات الجانبية المبتسمة التي تربكها أكثر.....لم تهجر الابتسامة المشرقة ملامحه حتى ابتسمت هي!! صل على النبي بأحد صالات الجيم دلف آسر بملامح واجمة وكأنه يريد الشجار مع احدهم...فكان ذلك انسب مكان يلقي بهذه الطاقة الهائلة من الڠضب... رحب به الجميع من بات يعرفونه من يوم مجيئه لهنا منذ سنوات....قال المدرب مرحبا بقالك فترة غايب !! أجاب جاسر قبل أن يتوجه لدرج خزانته الخاصة للملابس بالمكان والذي يحتفظ بها بعدة اطقم خاصة بالتدريب كنت مشغول شوية ومقدرتش احضر يا كابتن... أشار له المدرب ليسرع حتى ذهب آسر وبدل ملابسه سريعا ثم أتى ليبدأ ببعض التمارين السريعة لتمهيد جسده أولا ثم خاض الخطوة الثانية وهو يبدأ تمرين الملاكمة... وقف المدرب أمامه يتلقى الضربات والقاء التعليمات بتغطية الوجه والجسد أثناء رد الضربات من آسر.... صل على النبي الحبيب عاد يوسف للمكتب بملامح مقتضبة مصډومة وزاد هذه السحب المعتمة التي اظلمت سعادته صدمة بعمه...كيف يخيرهم بين ميراثهم الشرعي وبين الزواج من هؤلاء الفتيات! ولماذا يأخذ منهن هذا الموقف العدائي ! تركت حميدة كل شيء بيدها ونهضت من مقعدها وتوجهت اليه مستفسرة بقلق قالك ايه وقف يوسف أمامها ووقع بين حيرة أخبارها بما حدث
أو عدم اخبارها...قال مستنكرا حتى يتهرب من الاجابة في حد سأل عليا أومأت حميدة بالنفي ثم كررت سؤالها لينظر لها يوسف بنظرة عميقة بها ألم يحاول أن يخفيه فأجاب مافيش حاجة يا حميدة....اطمني تطلعت به حميدة بصمت للحظات وقالت بتأكيد لأ في أنا بعرف من نظرة عنيك قولي في ايه يمكن اقدر اساعدك ابتلع يوسف ريقه بضيق هائل ثم اخبرها بما قاله عمه فهي لابد أنها ستعرف بيوم ما قالت حميدة بتساؤل وقلق وأنت قررت ايه احنا لسه فيها يا يوسف أنا ماكلمتش أبويا يعني تقدر ما... قاطعها يوسف بحدة وعصبية أنتي بتقولي ايه !! انا لو خيروني بينك وبين كنوز الدنيا بحالها هختارك أنتي من غير لحظة تفكير...أنتي ما تعرفيش أنتي بالنسبالي ايه !! لكن اللي صادمني فيه قساوته !! عمي عمره ما كان قاسې كده !! مكنش بيدخل في اختيارتنا... قالت حميدة ببعض الألم بنبرتها يمكن عشان أهلي على اد حالهم قال يوسف بقوة لأ برضو مش عمي وجيه اللي يفكر كده في شيء أنا مش فاهمه ورا رفضه في سبب بدليل أنه قالي هحتفظ بالسبب لنفسي... ملأت الحيرة عين حميدة ليقل يوسف ناظرا لها بمحبة وصدق أنا راضي أني اطلع السلم خطوة خطوة وانتي معايا هكون نفسي من أول وجديد هتتحمليني وتصبري وتفضلي جانبي انا هاجي اتقدم لوالدك النهاردة مش بصفتي يوسف الزيان...أنا ببدأ من الصفر ابتسمت بينما فرت دمعة من عيناها وأجابت كل خطوة هشاركك فيها يا يوسف مش هسيبك تمشي لوحدك أبدا ده أنا صبرت عليك وأنت بعيد وكان بالي طويل يبقى يوم ما تقرب امشي !! انا هتكلم مع أبويا بصراحة لأني ما بحبش اخبي عليه حاجة...انا متأكدة أنه هيفهم موقفك اطرفت عين يوسف بقلق خاېف يرفض خصوصا أنه اشترط على جاسر وجود عمي يوم كتب الكتاب.. قالت حميدة كي تطمأنه أنا ليا كلام تاني مع أبويا...سيبها على الله أجاب يوسف بتنهيدة ونعم بالله أستغفر الله العظيم بالمساء......بشقة الشباب نهض جاسر غاضبا وهتف يعني ايه اللي بتقوله ده يا يوسف !! في شرع مين اتنازل عن ورثي لمجرد أن اللي هتجوزها مش عاجبه عمك !! قال رعد وهو ينظر لجاسر بنظرة ماكرة هو مش أنت اصلا مش ناوي تكمل ! زعلان ليه بقى ! نظر جاسر پغضب لرعد وصاح به تعرف ما تتكلمش خالص دلوقتي !!! ابتسم رعد بتسلية حتى اشټعل غيظ جاسر أكثر وبدأ يطوف بالمكان ذهابا وايابا مصيحا اللي بيحصل ده ما يتسكتش عليه احنا مش أطفال ونقدر ناخد ميراثنا ڠصب عنه هو مش مسؤول عننا !! وقف يوسف بحدة وقال ايه يا جاسر هنرفع قضايا على بعض ولا ايه ! انسى الموضوع ده وشيله من دماغك نهائي هتف جاسر پعنف أنا ما قولتش هرفع قضية عليه بس على الأقل لازم حد فينا يواجهه والاحسن كلنا نواجهه ونطلب حقنا...لو كنا وافقنا على موضوع الطرد سنة من الشركة والقصر فده مش معناه اننا هنوافق عن