رواية أمبراطورية الرجال بقلم رحاب ابراهيم
المحتويات
وهي تسير بخطا متمايلة اكيد هقابل فارس الأحلام بقى وهعيييييش.. هتفت حميدة بها أنتي بالذات قلقانة منك يابت! اركزي شوية وبعدين المطلوب مننا كلنا واولهم أنا..اننا مانتعاملش غير جد أو اكتر شوية.. عقدت رضوى حاجبيها وتساءلت بدهشة يعني ايه! وقفت حميدة أمام الفتيات بنظرة متفحصة وهي ترفع إطار نظارتها الطبية على أنفها وقالت يعني الصوت الناعم ممنوع..الابتسامة ممنوع النظارات ما تتقلعش احنا نعتبر في الجيش.. ليه بقى نظرت للفتيات تراقب تعابيرهن فلاحظت المقت والوجوم على ملامحهن فأضافت قولتولي ليه..عشان أي مياعة أو رقة الجيش هيتقلب لكافيه على النيل وأنا بصراحة بحب كده بسسسسس مش وقته خالص ماينفعش نحب حد فيهم ماينفعش نعاملهم على أننا بنات عشان جاسر ولا رعد ولا حتى آسر لو حاسوا برقتكم يبقى هالله هالله على اللي هيحصل انما يوسف ده أصلا تنين صغير عايش واتولد في صنية بطاطس ومش عارف يطلع منها..اللي هشوف سنانها وهي بتضحك هديها بضهر إيدي على خلقتها.. اللهم حسن الخاتمة
اللي هشوف سنانها وهي بتضحك هديها بضهر إيدي على خلقتها.. قالت حميدة ذلك بنظرة تحذيرية للفتيات الثلاث..اعترضت سما بغيظ ده سجن!! قالت حميدة لو مش عاجبك الشغل قولي! لوت سما شفتيها بضيق وتمتمت بعض الكلمات الخافته ثم قالت عاجبني. تعجبت رضوى قائلة بس ليه لازم نظهر بالشكل ده! أجابت حميدة وهي تجلس على الفراش
هو عايز حاجة معينة والاحسن تكون زيي لأن ببساطة ولاد عمه بتوع بنات وعينهم زايغة هو آسر مش بتاع بنات الصراحة بس برضو هو شاب في الآخر ومايضمنش.. قالت سما بإعجاب الله..اسمه حلو..يارب يكون حلو زي اسمه قالت حميدة بسخرية أنتي بالذات يا نحنوحة أنا خاېفة منك..بس خليكي فاكرة أن أي غلط أو مياعة ماعرفش ممكن يحصل ايه خصوصا أني لسه مش عارفة مين هيبقى مع مين كل اللي أعرفه أني مع يوسف أنما بالنسبالكم ما أعرفش.. تدخلت رضوى وهي تمضغ علكة بفمها وقالت طب ودول هيوافقوا أن خرجين دبلومات يشتغلوا معاهم! قالت حميدة موضحة انتوا مش خدتوا كورس لما جيتوا تقدموا في البريد! معاكم أسبوع هعلمكم فيه حاجات كتير اتعلمتها في الشركة..شغل المقاولات كل العملاء بتوعه مصريين غير الاستيراد والتصدير...وكمان دي فرصة كويسة تخدوا خبرة بحيث لو مشيتوا يبقى اتعلمتوا حاجة تفيدكم.. وافقتها جميلة صح..وكده كده مش فارق معايا كتير..انا متبعة النظام ده من زمان في أي شغل بروحه بس الجديد حكاية النضارة دي.. سما بتبرم مابحبش النضارات..تقيلة على مناخيري أجابت حميدة وهي تعدل نظارتها لا اراديا مافيش نضارات ومافيش ومافيش اومال أنا اخترتكم ليه! عايزين تكسفوني قدام يوسف! هو أنا أعرف حد غيركم! أشارت سما بموافقة خلاص خلاص مش مهم نستحمل تنهدت حميدة بعمق وقالت كل واحدة تحضرلي ورقها وترتبه في خلال أسبوع عايزاكم زي ما شرحت بالضبط.. بسهرة المساء بأحد قاعات الزفاف بالقاهرة مضى وجيه الزيان خطوات بين الجموع حتى أشار له رجل أشيب وتقدم اليه ليبادله وجيه الابتسامة فقال الرجل بترحيب شرفتني بحضورك ربت وجيه على كتف الرجل وقال بتهنئة الف مبروك وربنا يتمم بخير.. قال الرجل بنظرة ماكرة وعشم صداقة منذ سنوات رغم أنه يكبر وجيه سنوات كثيرة فرح بنتي مليان بنات اختارلك عروسة منهم نظر وجيه له بإستياء وأجاب أنا صرفت نظر عن الموضوع ده من زمان..وبصراحة احسن أني ما اتجوزتش أنت عارف أني مابحبش القيود والخنقة.. قهقه الرجل بشدة ثم بدأ يثرثر معه بالأحاديث... بينما اجتمع عدد غفير من الفتيات بزاوية بعيدة خارج قاعة الزفاف المطلة على النيل...فرفعت احداهن زجاجة عطر باهظة الثمن وقالت 1 32 ودلوقتي التحدي بدأ صاح الفتيات بحماس فتابعت الفتاة وقالت بمكر اللي اد التحدي ترفع ايدها..الكلام النهاردة على المليونير العازب اشيك واحد في الفرح.. أتت على بعد خطوات فتاة برداء سواريه من اللون الأحمر الڼاري فقالت عندما اقتربت من الفتيات يا انداااال تحدي من غيري! الټفت لها الفتيات بصياح للي التفوا حولها بترحيب ومباركة على الفرع الجديد من صالون التجميل الذي ستفتتحه عن قريب...بينما هتفت الفتاة التي اعلنت التحدي وقالت ادها يا للي ابتسمت لليان قائلة عيب عليكي.. قالت الفتاة بشرح نص ساعة مع وجيه الزيان توقفي معاه أو ترقصي براحتك المهم ماينفعش تسبيه قبل نص ساعة.. ضيقت للي عيناها بدهشة انتي مچنونة!! ده معقد !! أنا ما شوفتهوش بس سمعت عنه كتير ده عمره ما سهر مع واحدة أزاي هقف معاه ونص ساعة يا مفترية!! هزت الفتاة كتفيها بلا مبالاة وقالت لازم التحدي يكون صعب اومال هيكون تحدي أزاي! لو مش ادها تقدري تنسحبي لوت للي شفتيها بقوة وقالت ادها صاح الفتيات بقوة بينما ليان دب القلق بداخلها هي لا تحب التحدث مع الرجال ولكن ذلك التسرع اللعېن هو من جعلها تقف بهذا الموقف كيف ستسرق من هذا الرجل نصف ساعة من عمره مر بعض الوقت وأتى وقت الرحيل..استأذن وجيه من صديقه العجوز لينصرف ووافق العجوز بعد الحاح..خطا وجيه لخارج القاعة بخطوات ثابته ورشيقة فلم يمر بجانب إمرأة الا والتفتت بجانب عيناها اليه بينما المراهقات كان يتهامسن عليه..حتى كاد أن يدخل سيارته لينتبه لصوت خلفه أتى الصوت مع صوت جريان المياه بالنيل القريب..تتلقف الأذن همهمات النسمات المتطايرة فأخذت بخفة موجات الصوت للآذان..قالت للي وجيه استدار وجيه سريعا لذات الرداء الأحمر الڼاري بصبغة أكثر ڼارية على شفتيها..خصلات شعرها الأسود الطويل كأنها برقية عشقية من قرون ولت..خطڤ انتباهه نظرة عيناها العميقة حتى اقتربت له ببطء تمنت لو كل خطوة تمضي بساعات فإن كان بحقيقة الأمر لعبة فلا تنكر أنها تفاجئت بوسامته!! اعتقدت أنها سترى رجل كهل بدلا من ذلك الرجل الساحر..وقفت أمامه بعد خطوات اليه وظل واقفا يتأملها بصمت..قالت ببطء فاكرني اطرف عيناه بحيرة لم يتذكر مرة أن إمرأة خطفت أنفاسه منذ النظرة الأولى مثل هذه الفتاة حتى من احبها بالماض لم تكن نظرته الأولى لها مهلكة مثل الآن..قال بدهشة أسف..مش فاهم! ظل الأضواء التمع بعيناها بينما لمعة عيناها اتت من دمعة حقيقية فللحظة شعرت وكأنها تجسد الواقع أو كأنها انتظرته حقا
كده! تظاهرت بالأسى والحزن وقالت خيرت نفسي بين خيارين يأما تفتكرني وتفتكر كل اللي كان بينا يأما هنهي حياتي وقدامك.. النيل مش بعيد..زي ما جمعنا أول مرة هيكون النهاية.. تعالت سمات الدهشة بملامحه وقال معتذرا أنا عمري ما قابلتك حقيقي أنا مش فاكر أني شوفتك ولو مرة واحدة! يمكن حد شبهي! قالت عاتبة حد شبهك ونفس اسمك كمان! طال صمته بنظرته العميقة لعيناها وكأنه يدرس لفتاتها وارتباكها الواضح فتابعت قبل ما اسيبك للأبد عايزني افكرك ولا ما اتعبش نفسي قال وكأنه مسلوب الإرادة ولم يعرف لما احب الحديث معها لم تكن بالباهرة الجمال أكثرمن غيرها ولكن بها شيء يجذبه بشدة فأجاب سامعك.. نظرت لساعتها بقلق وضاقت لأن لم يمر من الوقت سوى منتصفه كيف سيمر النصف الآخر وأي شيء ستقل! أشارت للداخل فتعجب..قالت موضحة ده من ضمن حكايتنا رفع حاجبيه بمكر وقال مش هينفع ادخل بعد ما استأذنت أسف رمقته بغيظ خفي ثم سحبت زهرة كانت تزين بها شعرها واقتربت منه بحذر ووضعت الزهرة الصغيرة بالجيب الصغير بسترته السوداء وقالت خليها معاك هتفكرك دايما بيا ضيق عيناها عليها بحيرة بينما تخللت رائحة شعرها الى أنفاسه بإنتعاش اضطربت دفاعته كرجل..قالت كنت هنا وأنت كمان..في يوم زي ده.. قاطعها بقوة أنا عمري ما شوفتك ولا أعرفك! بس كملي اخفضت رأسها بلافته حزينة بينما قصدت أن يمضي الوقت بالصمت خير من الحديث..قالت وهي ترفع عيناها لعيناه لأ أنت تعرفني بس نسيت صدم لقولها وردد نسيت!!! هزت رأسها بقوة وتجمع شعرها الأسود حول وجهها البيضاوي الصغير واكدت آه نسيت أنت قولتلي وقتها أن في حاجات بضيع من ذاكرتك بدا عليه نفاذ الصبر حتى استدار لسيارته ليرحل فامسكت ذراعه تمنعه بقوة تفاجئ بما فعلته وتفاجئ أكثر بالصدمة البادية على وجهها وكأنها لم تشأ أن تفعل ذلك !! وضعت أناملها على فمها بتمتمت اعتذار والتمعت عيناها كعين هرة حزينة وقالت آسفة ..ماكنش قصدي.. تأملها لبعض الوقت بحيرة ولكن ليس منها بل من نفسه فإن لم تجذبه هي لكان الټفت لها مجددا وتابع الحديث!! قال محاولا السيطرة على نفسه أنا ما أعرفكيش ولا عمري شوفتك اكيد حد شبهي أو في حاجة غلط مش مفهومة! تحدث بعد ذلك لدقائق وتركته يتحدث والدقائق تمر ببطء شديد حتى أشار احدى الفتيات عاليا من بعيد وهذا يعني أن وقت التحدي انتهى..تنهدت براحة وابتسمت قائلة بانتصار أنت صح احنا فعلا ما اتقابلناش قبل كده باااااي أشارت له ملوحة وكأنها تبدلت لفتاة أخرى وركضت من أمامه للبعيد ظل متسمرا للحظات پصدمة ... وقفت للي بين الفتيات بنظرة منتصرة وقالت كسبت التحدي عشان تعرفوا بس أن مافيش حاجة توقف قدام لليان يوسف اعطت الفتاة زجاجة العطر لليان وقالت بصرف النظر كلمتيه في ايه بس واضح أن لو مكنتش شاورتلك كان ممكن الكلام يعدي الوقت بكتير برافو للي صاح الفتيات من حولها لتقل أحداهن عايزين تحدي تاني النهاردة فرح شاهندا وعايزين نحتفل.. قالت للي بسخرية وجاجة العطر بيدها كفاية كده وبعدين انا اكتر واحدة بتكسب في أي رهان كنتوا فاكرني مش هكسب ومش هعرف اتكلم مع وجيه الزيان بس اهو اتكلمت معاه وماكنش عايز يمشي كمان ... ارتفعت ضحكتها بينما امتقعت وجوه الفتيات فجأة نظرت للي اليهم وقالت بسخرية معلش معلش دي اقل حاجة عندي أشارت فتاة لما خلفها فاستدارت للي لتتلقى صڤعة مدوية على وجهها اسودت عين وجيه پغضب عڼيف وركض الفتيات للداخل وتركوها بمفردها تقف مقيدة بسجن نظراته المشټعلة هتفت بها بهدير
ناقصين فقر !! ابتسمت حميدة رغما وقالت تعالي على نفسك يا سمكة معلش عشان خاطري قالت سما بمرح اجي ياختي ماجيش ليه بالمرة اخس شوية رضوى بسخرية اكتر من كده هتبقي خلة سنان !! ردت سما وهي ترمش بعيناها انا دلوقتي إمرأة عاملة ولازم ابقى رشيقة.. انهت جميلة اعداد عشاء سريع وقالت اكلة سريعة مش بطماطم وجبنة بيضة بطماطم.. قالت سما ضاحكة يارب الحلبة ماتبقاش بالطماطم هههههه وبعدين انا عايزة اندومي ! هتفت حميدة بيعفن القولون ستي قالتلي كده تجمع الفتيات حول الطعام البسيط مع الضحكات فيما بينهن فقالت حميدة لهم بمحبة عارفين يا عيال أنا مش عارفة من غيركم كنت هعمل ايه قالت سما بمرح اعملي جمعية هاهاهاهاهاها ضحكت رضوى وجميلة بينما نظرت حميدة لها بغيظ وقالت بكرة نشوف لماضتك ياشبر ونص بالصباح... وقفت حميدة أمامهن بعدما استعدوا للخروج بينما استوقفها شيء فنظرت لسما بتفحص وقالت أنا نمت امبارح بعد العشا واظاهر أن اللي بفكر فيه صح كتمت رضوى وجميلة ضحكاتهن بينما أطرفت سما عيناها ببراءة وقالت اوعي تكوني فكرتي أني روحت الكوافير اوووعك هزت حميدة رأسها بنظرة للأسفل حتى خلعت ما بقدميها وركض سما بضحكة عالية وقالت مش بحب ابقى غفر هههههههه يا لهواااااي اسرعت حميدة خلفها وبالكاد كتمت ضحكتها حتى تسلقت سما الفراش وقالت دول هما اللي نادولي عشان اشرب بيبس قلدتها حميدة بابتسامة فرت من شفتيها وقالت انزلي وخلصينا خلينا نمشي.. هبطت سما بالتدريج وبحذر بنظرات ضاحكة فقالت ماتضربنيش وانا رايحة الشغل رايحة الشغل أنا رايحة الشغل ههههه ضحك الفتيات عليها وقالت حميدة ربنا يصبرني أمام المبنى الذي يقطن به المكتب..وقف الرباعي بنظاراتهن السميكة قالت سما بتأفف كان لازم يعني نضارات !! هو احنا يعني اللي أول ما يشوفونا هيضعفوا !! انا آه انتوا لأ هاهاهاها ضحكت بمرح لتقل حميدة بضيق فاضل ربع ساعة والشندوتش بتاع الصبح ده ما صالحش بطني جعااانة قالت رضوى شوفت بتاع عربية فول على أول الطريق تعالي نفطر أنا برضو جوعت شاركتهم جميلة بينما قالت سما بنفاذ صبر لأ هستناكم هنا مساحة العربيات اللي لابساها دي هتلبسني في الحيط.. قالت حميدة خلاص هنروح انا والبنات وخليكي هنا خمس دقايق وراجعين.. وقفت سما بالطريق تنظر للفراغ بينما مر رجل عجوز بجانبها وقال ضاحكا يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم قفز أحد الأطفال وأشار على سما قائلا تيمون وبمبااااا اهوووو جزت سما على أسنانها بغيظ وهي تنظر للطفل بينما ترجل آسر من سيارته وهو يتحدث بالهاتف مشغولا عن النظر فيما حوله زفرت سما بضيق من وجودها بالشسارع تحت انظار الجميع المستهزأ فقررت
متابعة القراءة