رواية رائعة للكاتبة اسراء علي
المحتويات
ومش ناوي أبعد خالص
جذبته مرة أخرى إلى أحضانه وقالت ب صوت مبحوحفكر بس تعملها وأنا أقتلك بجد المرادي...
ضحك يونس وهو
يربت على ظهر والدته..رفع أنظاره إلى والده الذي أدمعت عيناه سعادة..ترك والدته وإتجه إلى قدوته في الحياه..رفع رفعت يده وأخذ يتلمس وجهه وأنه حقيقة وأصبح بينهم الآن..كانت عينا الأول تنظر إلى والده ب إشتياق ف تشدق الأخير
ثم إرتمى في أحضان ولده وأكمل ب صوت مخټنق
كانت روحنا رايحة من غيرك يا بني..
ربت على ظهر والده وقالوأديها رجعت
برجوعك يابني..برجوعك...
جذب يونس يد والده قبلها عدة مرات وعيناه تلمع ب عبرات أبت النزول..ربت رفعت على رأسه ولده..ثم رفع أنظاره إلى تلك التي تتابع المشهد ب عبرات تنساب ممزوجة ب إبتسامة..إبتسم هو الأخر وقال ب هدوء
ترددت في التحرك ولكن نظراته الحنونة ونظرات والدة يونس شجعتها على التحرك..وصلت إليه وهى تبتسم ب توتر..أمسك يونس يدها وقال ل والده ب إبتسامة
دي بتول..مراتي
لم تتغير ملامحه الحنونة ولم يبد عليه الصدمة..بل إتسعت إبتسامته وقال ب جدية زائفة
مش واجب عليكي برضو تسلمي على حماكي!!
إرتبكت بتول كثيرا ثم إتجهت بسرعة وهى تمد يدها..تشدقت ب توتر وهى تنظر إلى والده وقد علمت من من ورث يونس ملامحه البشوشة
ضحك رفعت وقالحضرتي كويس..
ثم أكمل ب صرامة زائفة
ومفيش عمي تاني..من النهاردة بابا وبس
ضحكت بتول ب خجل ولكنها أماءت ب موافقة..ثم إتجهت إلى صفوة وإحتضنتها ب حب..لكز رفعت ولده ب خفة ثم هتف ب مرح
أيوة يا واد وعرفع تنقي
ضحك يونس وأكملأيوة يا واد خدت السنيورة...
وضحكا كلاهما...
وبعد مدة من الجو المرح والملئ ب الأجواء العاطفية وقد تفاجئت بتول من ردة فعلهم الودودة ..لم تتوقع كل ذاك القدر من الترحيب والسعادة بها..بل ظنت أنها ستنبذ وسيثور والده ما أن يبصرها..إلا أنه حدث العكس تماما...
إلا أن بتول إبتعدت عنه ورمقته ب ڠضب تفاجئ به..ثم تشدقت وهى تضع يدها في خصرها ب حدة
لا يا بابا لا..مضمنكش وأنت وعدت بابا...
وضع إصبعه أمام فاه وب وداعة طفل في الخامسة من عمره تشدق
والله هنام مؤدب
وضع يده على أذنيه وب مرح تشدق
وعد...
قبل الأخيرة الفصل الثلاثون
هكذا يرحلون دون وداع...
هذه الحياه قاسېة لتنتزع منا لحظات لم نعشها بعد...
داعبت كلمته قلبها ب رقتها..كلمة إنبعثت من شفتاه لتصيب قلبها..إبتسمت ب خجل ومن ثم هتفت ب خفوت
الكلام دا هياخد منحنى تاني..و..وكدا مش هينفع..أنت وعدت بابا
امممم..هتاخد منحنى تاني..زي إيه مثلا يا بتولي!!
تضرجت وجنتيها ب حمرة خجلة وقالت ب تلعثمآآ..أنت..أنت عارف
إتسعت إبتسامته خبثا وأكمللأ معلش عرفيني...
تأففت ب حنق ثم أبعدت يده عن خصرها وإبتعدت هى..ضيقت عيناها ب حدة وأشارت ب سبابتها تحذيرا..ثم تشدقت من بين أسنانها
أنت ع فكرة مش محترم..وأنا هقول لبابا يرجعني...
وضع يده على فكه وظل يحركها عليه ب بطئ جعلها تتيقن أنها نطقت ب حروف حمقاء مثلها..وهذا ما سمعته وهو
يقترب منها ب خفة فهد
عيبك يا بتول الكلب إنك بتنطقي بحاجات أنتي مش قدها
إبتعلت ريقها ب صعوبة وهتفت ب شجاعة زائفةلأ قدها..وهروح دلوقتي...
وقبل أن تتحرك ب خطوات واهية كان هو ينقض عليها ويحملها على كتفه..تدلت رأسها على خصره وظلت تركل ب قدميها بعد شهقة قوية صدرت منها غير قادرة على الصړاخ..همست ب تحذير
يونس أهلك بره..وهياخدوا عنا فكرة مش حلوة...
ظلت تتلوى أسفله ب عڼف علها تتملص منه ولكنه كان يتراقص ب حاجبيه ب إستفزاز..إلى أن سكنت وهتفت ب تعب لاهثة
خلاص تعبت
إرتسمت ملامح خبيثة على وجهه وقالخلاص أريحك أنا
هتفت ب ذعريونس..بلاش تهور....
ضحك يونس ملئ فاه ثم نهض عنها..ولكنه ما أن ترك يدها حتى لاحظ حلقته النحاسية التي لم تنزعه عنها كما وعدته..نظر إلى زيتون عيناها ليجدها تنظر إليه ب إبتسامة رائعة ثم همس ب عدم تصديق
مقلعتيهاش!!
وضحكت ملئ فاها على ذلك اللقب الذي لا ينفك ويلقبها به..بالفعل تشعر ب أنها إبنة سلطان من العصور القديمة ما أن تتواجد ب جانبه..هدأت ضحكاتها ثم همست ب فضول
عوزاك تحكيلي حكاية يونس وعزيزة كلها
رفع حاجبيه ثم قال ب مداعبةتؤ
وضعت يدها على صدرها وقالت ب إلحاحعشان خاطري
تراقص ب حاجبيه مرة أخرى وقالمش قادر..بعدين...
لوت شدقها ب ضيق ثم قالت بعبوس
خليك فاكر هيجي اليوم اللي هتعوز تحكيلي فيه الحكاية ومش هسمعك
قرص وجنتها ب خفة وقاللما يبقل يجي اليوم..هخليكي تسمعيني ڠصب عنك...
أنت ب خفوت وهى تفتح عيناها..لتجد ظلام يحيط بها إلا من خيط رفيع من الضوء الصادر عن القمر..رفعت رأسها وهى تتأوه لتتسع عيناها ب ذعر وهى تتأمل السكون والفراغ حولها..حاولت النهوض ولكنها وجدت نفسها مکبلة..ظلت تصرخ ولكن خرج صوتها مكتوم من تلك القماشة التي تمنع فمها عن الصړاخ..ظلت تبكي ب نحيب وخوف..أخذت تتلوى ب عڼف ونحيبها يزداد...
فتح باب ذاك المكان الدامس ومعه صوت أزيز منفر..تبعه صوت خطوات رتيبة هادئة هدوء يبعث الرهبة في النفوس..توقفت حركتها وظلت تتطلع إلى الجسد الذي يتقدم إليها..كان الظلام يحجب عنها الرؤية..حتى أبصرت وجهه البغيض..إتسعت عيناها ب هلع وهى تهمس ب صوت مكتوم
عز الدين!!!
إبتسامة حقېرة إرتمست على وجهه..
إبتلعت ريقها ب صعوبة وهى تراه ينظر إليها نظرات بثت الړعب في جسدها..مد يده ليزيح القماشة عن فاها ولكنها تراجعت ب هلع..إرتفع حاجبيه ب ذهول مصطنع وقال ب براءة مريضة
الله مالك!!..دا أنتي حبيبة الۏحش..معقول تخافي مني..دا سيف حبيبي...
دمعت عيناها مرة أخرى ولم ترد عليه..رفع إبهامه يزيل العبرات ولم تملك سوى البكاء أكثر وملامحها ظهر عليها النفور جليا..همس ب فحيح أفعى سامة
مكنتش أعرف أنك حلوة أوي كدا..صحيح أول مرة أشوفك والظروف مش مساعدة..بس أحب أتعرف عليكي....
زاد نحيبها وقد بدأت ضربات قلبها في الټصارع من لهجته وملامحه المريعة..خفت قبضته عن خصلاتها وأخذ يملس عليها ب رقة..همست في داخلها
أنت واحد مريض...
إبتلعت ريقها الذي جف
ثم همست ب خوف
آآ..أنت عاوز مني إيه!!
مستعجلة ليه أدينا بندردش...
توقف عن تمليس خصلاتها وإستراح في جلسته..ثم أكمل حديثها ب هدوء
أنتي خطيبة سيف المستقبلية..مش كدا!
توسعت عيناها ب ذهول ولكن لم تملك سوى أن تومئ ب رأسها إتقاءا لجنونه..إبتسم ب خبث وأكمل
عظيم..طب هو عارف إن ست الحسن بتعط من وراه..لأ ومع مين!...
شحب وجها ب درجة كبيرة وقد فقدت قدرتها على النطق..ليكمل هو حديثه ب نبرة قاسېة
الرائد عدي أبو شادي...
البيت بيت أبونا والغرب بيطردونا...
وب خطوات غاضبة توجه إلى الغرفة وقبل أن يطرق بابها ب عڼف..وجدها تفتح الباب مع إبتسامة ناعمة..حدق بها ب بلاهة وهو يراها ترتدي منامة من اللون البني ذات بنطال واسع من خامة الحرير..تعلوه كنزة من نفس اللون ب الكاد تصل إلى بداية البنطال وحمالاتها رفيعة..رفيعة جدا..ف أظهر جمال منكبيها المرمري...
دلف إلى الغرفة مسلوب الإرادة فارغ الفاه..نسى غضبه وتطاير أدراج الرياح..فتح فاه كي يتحدث ولكن تطايرت الحروف وهو يرى خصلاتها السوداء الممزوجة ب اللون الذي حاكى لون منامتها وهو ينسدل حول وجهها ك هالة..إبتسمت ب رقة تذيب القلوب وهى تقول
مالك يا يونس!
رد هائمايونس!!..يونس عظيم...
ضحكت ب رقة أكبر ولم ترد..توجه إليها حتى وقف أمامها ثم همس وعيناه تدور على معالم وجهها الرقيقة
والمفروض أكون قديس وأنا معاكي ب المنظر دا..صح!!
طيب...
تصبحي على جنة
إتسعت إبتسامتها وهى تهمس ب حبوأنت من أهل الجنة...
إنطلقت السيارة ومعها رنين هاتفه..أخرجه ليجده عز..فتح الخط وصړخ ب كره
أقسم بالله ھقتلك يا عز خلاص أنت جبت أخرك معايا...
أتاه صوت عز الدين يضحك ب صخب ثم تشدق ب عتاب خبيث
أخص عليك يا سيف..وأنا اللي كنت هقولك تعالى عشان تستلم السنيورة...
تجمدت ملامح سيف وكذلك يده القابضة على الهاتف..ف أكمل عز الدين ب فحيح أفعى
تعالى ع العنوان دا وهتلاقي روضة هناك
هدر سيفعاوز أسمع صوتها
من عنيا...
ثم سمع صوت خطوات وبعدها بكاء مكتوم..ثم صوت روضة الضعيف يهمس
سيف!!
رد عليها سيف ب لهفةأيوة يا قلب سيف..أذاكي!
ولكنه لم يستمع إلى ردها بل إلى صوته الكريه وهو يقول
أهي كويسة أهي ومش ناقصة صابع حتى..تعال ع العنوان اللي هديهولك...
ثم أملاه العنوان و سيف قد قست ملامحه دون أن يرد..أكمل عز الدين حديثه ب جدية إتسمت ب الخبث
تعال بعد ساعتين وهتلاقيها هناك...
ولم
يمنحه الوقت للرد إذ أغلق الهاتف ب وجهه...
وعلى الجانب الأخر..مال عز الدين إليها وقال ب فحيح أفعى
إستعدي لل show العرض اللي هيحصل
ملس على وجنتها ب تقزز ثم عبث ب هاتفه..ثوان وفتح الخط ثم جاء صوته الرخيم
أيوة مين!!
إتسعت عيناها ب هلع وقد فطنت لمخططه القذر..إرتفع نشيجها وأخذت تتلوى ب عڼف..نظر إليها عز الدين بلا مبالاه ثم رد على عدي ب صوت ماكر
عندي أمانة تخصك!
جاؤه صوت عدي الغاضبأمانة إيه يا !
رد عز الدين ب عبوسطب وليه الغلط!..عموما هسمعك صوتها...
مد الهاتف إلى فاها ثم قال ب نبرة شيطانية
سلمي على حبيب القلب
هزت رأسها ب نفي..لتتلقى صڤعة مدوية على وجنتها جعلتها تتأوه..ثم عاد حديثه ب صوت جهوري
إخلصي
همست ب نحيبعدي...
تسارعت أنفاس عدي في تلك اللحظة وقد أظلمت عيناه ب درجة مرعبة..ولكنه قد بدى وأنه فقد النطق..جاؤه صوت عز الدين الذي تحدث ب مكر
إيه رأيك ف المفاجأة..تهوس مش كدا!
صدح صوت عدي الجهوريأقسم بربي لو لمستها لكون قټلك ب أبشع الطرق...
قهقه عز الدين بلا أي مرح ثم قال ب تجهم
قدامك ساعتين بالظبط..تيجي تستلمها ومعاك الأخوك..غير كدا صدقني هتستلمها چثة متقطعة...
أملاه العنوان وهو يستمع إلى سباب عدي إلا أنه لم يعط للأمر أهمية وأغلق الهاتف..دسه في جيب بنطاله..ثم إنحنى ومر ب إبهامه على وجنتها إلى عنقها هامسا ب إنتشاء
أتمنى إن عرضي البسيط يعجبك...
وتحرك ب خطى رتيبة كما دلف تماما..تاركا إياها في الظلام يؤنسها نشيجها...
فتحت جفنيها ب تثاقل وهى تشعر ب ألم رهيب في رأسها..كل ما تتذكره أنها إنتفضت فزعة على صوت عدي وهو يزأر ك أسد جريح...
عودة إلى وقت سابق
إنتفضت من نومها وصوت عدي قد صدح ب الخارج
يونس..بسرعة أطلع...
نهض يونس مسرعا وقد إنتفض قلبه ب فزع..فتح باب الغرفة ليجد عدي يسحبه وقد هاله منظر وجهه البشع..تساءل يونس ب قلب منقبض
في إيه يا عدي!
رد عدي ب كلمات إمتلأت رعباخطڤها..خطڤها يا يونس ومحتاج مساعدتك
أوقفه يونس جبرا وقد خرج الجميع على صوت عدي..ثم تساءل ب هدوء
مين اللي خطڤوها!!
روضة..أبوس إيدك يلا قبل ما يعمل حاجة فيها
لم يفكر مرتانثواني هلبس وجاي...
ثم تركه ودلف يبدل ملابسه..توجهت بتول تواسيه وقد إرتسمت ملامح الحزن على وجهها
هتلاقيها إن شاء الله
رمقها ب قسۏة
متابعة القراءة