رواية رائعة للكاتبة اسراء علي
المحتويات
يونس يده في خصره ب عصبية وهو يستمع إلى حديث شقيقه
هبعتلك محمد كمان أربعة وعشرين ساعة كحد أقصى وهقولك قبلها ع المكان المناسب...
إستدار يونس ليجدها تقف خلفه تحدق به ب تساؤل..ليقول على عجالة
طيب يا عدي..إتصرف وطمني..سلام دلوقتي...
ثم أغلق الهاتف وإتجه إليها..ف عاجلته ب سؤالها القلق
في إيه يا يونس!
أمسك يدها يجرها خلفه إلى داخل الكوخلازم نمشي من هنا حالا...
يعني لسه زعلانة!
رمقته ب ڠضب ثم قالتأنت مسرقتش مني عشرة جنيه عشان تقولي لسه زعلانة...سيف أنا مش طايقة أتكلم عن الموضوع دا..قفل السيرة أحسن..
وأدارات رأسها ناحية النافذة تاركة إياه وعقله يكاد ينفجر من الڠضب والإحباط معا...
عاوز إيه!
أتاه صوت عز الغاضبحالا يا سيف تكون عندي..حالا
عقد ما بين حاجبيه وتساءل ب ثقلخير!
صړخ عز الدين ب عصبيةمش خير..فيه إن يونس ال دا ستوكهولم..ولازم نلحقه قبل ما يختفي
إرتفع حاجبيه ب دهشة وإستدار ب رأسه إلى روضة التي طالعته ب إستفهام..ليكمل هو حديثه ب تساؤل
أجابه الأخر ب نفاذ صبرمش مهم عرفت منين..لازم تيجي دلوقتي..خلينا نتهبب نلحقه
أخرج سيف زفيرا من فمه وقالطيب..هوصل روضة وأجيلك
يوووووه...متتأخرش
ثم أغلق الهاتف في وجهه..قڈف سيف الهاتف ب عصبية..تابعته روضة ب فضول ولكنها آثرت الصمت حتى لا تثير شكه..إلتفت إليها ثم قال ب إعتذار
معلش يا روضة..هضطر أنزلك هنا عشان رايح لعز
ثم أكملت ب تساؤل
هو فيه حاجة!
صف سيارته ب جانب أحد الأرصفة ثم قال ب فتور
عز عرف يونس فين..وهنسافر دلوقتي
شحب وجهها وإتسعت عيناها دهشة..إبتلعت ريقها ب توتر ثم سألته ب نبرة ثابتة نسبيا
طب وهتعملوا إيه!
رد عليها ب شيئ من البروديا هنقتله..يا عز هيتصرف معاه
أنتوا عصابة...
في أثره ولم تعقب...
أخرجت هاتفها ثم هاتفت عدي ب صوت خفيض فقد تعلمت منه ألا تثق ب أحد بتاتا..ثوان وأتاها صوته العميق
أيوة يا حبيبتي خير!
همست روضة ب خوفمصېبة يا عدي..
إنتفض عدي من مجلسه وتساءل ب قلقفي إيه فهميني!
تركها في منتصف الصالة وأخذ يلملم حاجياته..وهى تقف تتابعه ب أعين خائڤة..وقف أمامها ثم أعطاها حقيبة ما وقال
غيري هدومك دي ب الهدوم دي عشان لو جرينا..وهتلاقي فيها كوتشي..يلا مستنيكي بره...
ولم ينتظر حديثها ودلف إلى الخارج..كانت تنظر إلى الحقيبة تارة وإليه تارة..هزت منكبيها ب قلة حيلة ثم شرعت في إرتداء ثيابها..والتي كانت عبارة عن كنزة طويلة تصل إلى بداية فخذها من اللون الرمادي الداكن وبنطال رياضي أسود..وإرتدت الحذاء الرياضي..ثم خرجت إليه وقالت
أنا جاهزة..
كان هو الأخر أنتهى من إرتداء ملابسه التي شابهتها..تقدم منها ثم قال ب جدية
ناسية حاجة
هزت رأسها ب لا وقالتدا أنا حتى جبت فستاني
كويس..يلا...
ثم جذبها من يدها وتحركا وسط الأشجار ب خفة ومهارة..كانت تتبعه ب سكون..ظلا أكثر من ساعتين يسيران حتى قالت وهى تستند على ركبتيها
خلاص نستريح شوية..أنا تعبت
أماء ب رأسه وقالطيب بس مش أكتر من عشر دقايق
هزت رأسها ب موافقة ثم جلست على صخرة ما..وجلس هو ب جانبها تشدقت هى لكسر هذا الصمت
هو أحنا سبنا البيت دا ليه!..إحنا مكملناش يوم
زفر هو ب ضيقوجودي إتكشف ولازم نتحرك بسرعة
نظرت له ب عدم فهم..ليوضح لها قائلا
بعد اللي حصل ف الحفلة أظن أنهم كشفوني
نظرت بتول إلى الفراغ بعض الوقت ثم هتفت ب شرود
مش أنت اللي إتكشفت
نظر لها ب عدم فهميعني إيه!!
إبتلعت ريقها ب صعوبة ثم قالتلما..اللي اسمه سام دا أخدني الأوضة..قالي..قالي..أن عز محظوظ بيا
إنتفض يونس ب قوة وتشدق ب ڠضب
أنتي بتقولي إيه!
أدمعت عيناها وقالت ب نشيجقالي أنه يعرف عز..مش سام دا واحد مش كويس!!
سباب لاذع خرج من بين شفتيه وأخذ يزفر ب ڠضب..جلس ب جانبها مرة أخرى وأمسك يدها..ثم هتف ب نبرة حادة
خلاص يا بتول متعيطيش..أكيد عز عرف أنتي فين دلوقتي
رفعت عيناها إليه ب صدمة وقد إرتفع وجيب قلبها ب ړعب..شهقة عڼيفة خرجت منها وهى تهتف ب يونس
هو..هو هيجي ياخدني!!
إنطلقت من عيناه شرارات غاضبة..كور قبضته ب حنق حتى برزت عروقه..بينما هى لم تتوقف عن البكاء..نظر إليها ليجد جسدها يرتعش ب قوة والتي لم تكن تلك الإرتجافة إلا ومصدرها الخۏف..لم ينتظر ثانية أخرى وجذبها في عناق حنون يهدئ روحها الملتاعة..ثم قال ب نبرة تحمل العزم
مش هسمحله ېلمس منك شعرة..مش هسمحله ياخدك مني..
لفت يدها حوله وقالت ب بكاءمستبنيش يا يونس..أنا خاېفة أوي..خاېفة منه أوي
مسد على خصلاها ب حنو وهتف ب دفئمش هسيبك..أنا روحي إتعلقت بيكي...
والقلب يهواكي
والعين تعشق رؤياكي
انتي نبض قلبي
انتي نور عيني
انتي رفيقه دربي
انتي نصفي الاخر
سأظل احميكي حتى اخر عمري حبيبتي
انتي نبض به احيا
انتي من أفقد أمامها عقلي ويصبح قلبي من يقودني ...
كل الطرق توصلني إلى طريق عشقك
يا اسم اجمل من الجمال نفسه
رغما عنه غفى..فقد نال منه التعب مبلغه..بينما بقيت هى تشاهده..إتخذت وضع القرفصاء تستند ب مرفقيها على ركبيتها وراحتي يدها أسفل وجنتيها..كانت تبتسم وهى تتأمل معالمه الساكنة ب الرغم من التعب والإجهاد الواضح على ملامحه..إلا أنها إحتفظت ب سيمتها الرجولية..ذقنه النامية التي نبتت بها بعض الخصلات البيضاء جذبتها لكي تتلاعب بها ف مدت يدها وأخذت تعبث بها...
كان يشعر ب تلك اللمسات الرقيقة على وجهه..ولكن أنبأه عقله أنها حلم..أو ربما أجمل حلم قد يراه وهى تعبث ب ذقنه والتي من المؤكد بات يعشقها الآن..ومع إستمرار تلك اللمسات إرتخت معالمه المتعبة وإستغرق في نوم أعمق..إبتسمت هى ب راحة ما أن لاحظت إرتخاءه ومن ثم همست ب لطف
نام يا يونس..أنا هفضل جمبك وأحميك زي ما أنت بتعمل بالظبط..دا أقل شئ أقدمه ليك...
إعتدلت في جلستها وإتجهت جانبه..جذبت رأسه لتلقيها فوق منكبها..وب يدها وضعتها على خصلاته القصيرة..وأراحت هى الأخرى رأسها فوق رأسه وغاصت معه في ذلك الحلم الذي عاد يجمعهما ب مشاعر يونس الواضحة ومشاعر بتول التي بدأت تزهر في قلبها له...
هب واقفا ما أن سمع عبارتها وردد خلفها ب ذهول غلفه الڠضب
أنتي بتقولي إيه!..عرفتي منين ياروضة!
ردت عليه روضة ب خفوتلما كنت معاه من شوية..هو قالي
ضړب
ب قبضة يده على سطح مكتبه ثم هتف ب صوت جهوري
نعم ياختي!..كنتي معاه فين إن شاء الله!
إرتبكت روضة ولكنها تشدقت ب تأفف زائفأنت ف إيه ولا ف إيه!..إتصرف قبل ما يحصل لأخوك حاجة
كز على أسنانه ب حنق ثم قال ب صلابةماشي يا روضة..حسابنا بعدين..أما بخصوص سيف الكلب دا..مفيش شغل ولا هتشوفيه تاني...
و دون أن ينتظر ردها أغلق الهاتف ب وجهها..نظرت هى إلى الهاتف ب ذهول وتمتمت ب سخط
إيه هو دا!..دا بدل ما يشكرني!!..
وضعت يدها في خصلاتها وأخذت تعبث بها ب عڼف وأخذت تحدث نفسها ب غيظ
وبعدين مش هينفع أسيب كل حاجة وأهرب..زي ما بدأت لازم أنهي...
وبعد ثوان وجدت هاتفها يصدح..أخذته سريعا وقد ظنت أنه عدي. لتفتح الخط دون النظر ثم قالت ب نبرة ظافرة
أكيد إتصلت عشان تعتذر!
أفندم!!
وصلها ذاك الصوت الرجولي الغريب عن صوته العميق..لتتنحنح ب حرج وقد تخضبت وجنتيها ب لون وردي باهت وقالت
أحم..سوري. مين معايا
رد عليها الأخر ب هدوءأنا دكتور رضا..المشرف على حالة والدتك
هبت واقفة وهى تتساءل ب خوفماما جرالها حاجة!
نفى الطبيب قائلالأ أبدا مفيش حاجة..بالعكس دي صحتها إتحسنت
تنفست روضة الصعداء وهى تتمتم ب الحمد..ثم تساءلت
طب خير يا دكتور!
أجابها ب جديةوالدتك طالبة تشوفك..تقدري تيجي!!
جذبت حقيبتها وإتجهت ناحية الباب ثم قالت
أنا جاية أهو...
ترجل سيف من السيارة وإتجه ناحية المنزل الخاص ب عز الدين..تركه الحرس يدلف ف قد أمرهم عز الدين ما أن يصل حتى يدعوه يدلف..كان يتفحص المنزل وحرسه ب نظرات هازئة وأستخفاف...
تتطلع أمامه ليجد عز الدين يتوجه إليه وهتف به ب ڠضب
أتأخرت كدا ليه!
وضع يديه في جيبي بنطاله وقال ب برودكلمتني..جيت..متأخرتش بمزاجي يعني..أنا مش راكب طيارة
تأفف عز الدين ثم جذب سيف من مرفقه إلى الداخل..دلف سيف ليجد العقيد رفعت جالسا..ليفتح سيف كلا ذراعيه وقال ب ترحيب ساخر
باشا...رفعت بيه ذات نفسه هنا..لالالالا الموضوع كبير بقى
رمقه رفعت ب إشمئزاز ولم يرد..بينما دفعه عز الدين ليجلس ثم تشدق ب تحذير
إتكلم عدل أحسنلك يا سيف
جلس سيف واضعا قدم على أخرى وقال بغروروالله أنتو اللي عاوزيني مش العكس..ف أتكلم براحتي
تجاهله رفعت والذي يمقته سيف كثيرا ف هو أحد الأسباب الرئيسية في زجه ب تلك الهوة القڈرة..توجهت نظرات الأول إلى عز ثم قال ب جمود
حاليا مقدامكش غيره عشان تطلعوا من البلد بدون علم حد
رفع سيف أحد حاجبيه ولم يتحدث..ف أكمل رفعت حديثه
مش هقدر أتواصل مع السفارة ف السويد..أو أي حد مهما كان عشان يمنع يونس أنه يتحرك بره البلد...
يعني إيه!
كان هذا السؤال صادرا عن سيف ف أوضح رفعت حديثه
يعني يونس ف نظر الكل مېت وشبع مۏت من سنتين..ولما أطلع أنه عايش فجأة يبقى أكيد في حاجة غلط..يونس مش ظابط مخابرات عادي ولما يتمسك ويتعمل معاه تحقيق كامل..ودا من مصلحته ع فكرة
تشدق عز الدين ب عبوسمصلحته من حيث إيه!
تولى سيف الرد قائلا ب نبرة ساخرةمعاه كل الأدلة اللي توديك ف داهية..أو تودينا بمعنى أصح..وب كدا إنقلب السحر على الساحر
حك عز الدين صدغه ب عڼف ثم هتف ب إنفعال
يعني إحنا محصورين ف خانة السفر السري..
أماء رفعت ب رأسه وقالبالظبط كدا..ولازم تتحرك عشان لو عرف مش هتلحقه..
نهض رفعت وتبعه الأخرين..ليقول وهو يتحرك ب جدية وصرامة
لما توصل السويد ولو عرفت تمسك يونس..هاته هنا حي..فاهم يا عز!..أنا عاوزه حي...
ثم رحل ليبقى سيف و عز الدين..نظر سيف إلى الأخير ثم قال
هو أنت ليه مفكرتش تختطف حد من أهله!..مثلا أخوه أو أي حد تجبره يرجع!
كور عز الدين قبضته وتشدق ب قتامةمش عاوزه يجيلي مجبور..أنا عاوز أستمتع ب نصري وأنا بجيبه من قفاه وأفرمه تحت رجلي...
إستيقظت من إغفاءتها الصغيرة على صوت هاتف يصدح من تلك الحقيبة..أزاحت رأسه عنها ب بطئ..ثم توجهت سريعا لتلتقط الهاتف على عجالة حتى لا يستيقظ..وأجابت ب خفوت
أيوة!!
أتاها صوت عدي المتعجبمين معايا!
إبتعدت عدة خطوات حتى تتحدث ب الهاتف..وقفت على مسافة صغيرة وتساءلت
أنت عدي!
أغمضت عدي عيناه ب ضيق ف لم تكن سوى تلك المدللة في نظره..ثم قال ب توبيخ
فين يونس!..وأنتي بتردي عليا بصفتك إيه
نفخت ب حنق وقالت ب عصبيةيونس نايم تعبان ومرتضش أصحيه..ثانيا أرد بصفتي إيه!..أرد بصفة إن أخوك بيثق فيا...
صمتت تستعيد أنفاسها ف قد تحدثت ب عجالة ودون توقف..ثم
متابعة القراءة