رواية رائعة للكاتبة اسراء علي
المحتويات
أعشقك لنفسك..كم أعشق تلك النظرة الزاجرة التي ترمقني بها..كم أعشق تلك الحدود التي تضعها...
وب يدها الأخرى..أحذت تسير بها على ظهره وهمست
لم لا تدعني أقترب منك..أنا أعشقك جون..أعدك فتاتك لن تعلم بتلك الليلة أبدا..ستكون سرنا..أنا وأنت فقط...
وإقتربت
أخذت تطرق على الباب دون إنقطاع وقلبها ينبض ب تلهف لمقابلة عائلتها..ثوان وأتت والدتها تفتح الباب وما أن أبصرت حتى صړخت ب سعادة تكفي لإشباع الكون كله
ولم تنتظر ثانية..جذبتها إلى أحضانها لتحيط بها ب حنو أمومي كانت قد إشتاقت إليه..ظلت والدتها ټشتم رائحتها الطفولية التي لطالما أحبتها..أخذت تبكي وهى تقول
بنتي حبيبتي وحشاني يا ضنايا...
وأبعدتها ثم ظلت تقبل كل إنش فيها..وأخيرا وضعت يدها حول وجهها وتساءلت ب حشرجة
قوليلي الواطي إبن الواطي عمل فيكي حاجة!..ضړبك!!..أذاكي!
جذبت يدها وقبلت باطنها ثم قالت ب إبتسامة
مټخافيش يا ست الكل...
إزداد نحيبها وعادت تضم إبنتها ب حب جارف ولا تزال عبراتها تتسابق ب النزول...
وعلى صوت الصړاخ بالخارج..دلف كلا من إسلام وإسماعيل من الغرف..لېصرخ كلاهما ب سعادة
بتول!!
وركض إسماعيل ب خفة شاب لا تليق ب سنه العجوز..إنتزعها من بين يدي بدرية وقال ب تأفف
إنتزعها ثم جذبها إلى أحضانه هو..شدد قبضتيه عليها وكأنه يخشى إختفاءها مرة أخرى..إبتسمت بتول وقد شعرت ب الأمان يغزوها مرة أخرى..أحاطت ب يدها والدها الذي هتف ب إشتياق
ااااااه يا بنتي..لو تعرفي أنتي وحشتيني أد إيه!!
ردت عليه بتول ب خفوت وأنت كمان وحشتني أوي
يا بابا..وحشني حضنك أوي..
وحشتني عيونك يا بنتي..وحشني صوتك اللي كان يصحي بلد..وحشتني شقاوتك...
رفعت كفها وأخذت تزيل عبرات والدها ثم هتفت ب مرح
وأديني جيت وهملالكوا البيت دوشة....
وهو أنا مليش نصيب...
قالها إسلام وهو يجذب بتول إليه ليحتضنها ثم رفعها وأخذ يدور بها عدة مرات وهى تضحك ب صخب..أنزلها ثم قال ب مرح يخفي خلفه عبرات كادت أن تنفلت
وكزته في ذراعه ثم قالت ب مزاحجرب كدا تاخدهم وأنا هكهربهم...
ضحك إسلام ب صوت عال وإحتضنها مرة أخرى..توجهت إليها بدرية ثم قالت ب بكاء
يلا يا ضنايا خشي إستريحي..أنتي جاية تعبانة...
أزالت عبراتها ثم قالت ب إبتسامة ضعيف
أنا..أنا عملالك الأكل اللي بتحبيه...
قبلت جبينها وقالت ب إبتسامةمنتحرمش منك يا ست الكل...
دلفت بتول والجميع لا يزال سعيد ولا يصدق أنها بينهم الآن...
بينما عدي كان يصعد الدرج وجد من يجذبه ب عڼف من الخلف و ب صوت جهوري قال
عملتها يا ..ماشي إما وريتك
أزاح عدي يده عنه ب برود وقال ب نبرة هادئة
براحة ع نفسك يا سيادة الوزير أنا كنت بس بشوف شغلي
صعد عز الدين الدرجة الفاصلة وقالهتشوفوا من أيام سودة..أنت و أخوك
همش عدي ب إستفزازأعلى ما ف خيلك إركبه..أنت خلاص نهايتك قربت...
ثم أبعده ب يده..قال وهو يهندم ثيابه
إطلع إرتسم قدامهم..قولهم أنك رجعتها...
كز عز الدين على أسنانه ثم قال ب غيظ
روح أستلم أبوك...
ثم أضاف ب نبرة خبيثة
وأحمد ربنا أنك كش هتستلمه چثة..بس متستبعدش المرة الجاية
قبض عدي على ذقنه وقال من بين أسنانهمش هتكون فيه مرة تانية...
ثم هبط الدرج سريعا...
وب الأعلى جلست بتول على طرف الفرا ش تتلاعب ب الحلقة النحاسية ب إبتسامة..تنهدت تنهيدة حارة تحمل في طياتها الكثير ثم قالت ب إشتياق
أمتى ترجع بقى يا يونس..وحشتني من دلوقتي...
رفعت يدها ثم قبلت الحلقة مرة وأثنان وثلاثة..ثم هتفت ب ندم حقيقي وهى تحدق بها
يارتني أكتشفت مشاعري من زمان..يارتني أول أما شوفته كنت قولتله بحبك...
إبتسمت ثم هتفت ب عزيمة
بس لما ترجعلي ب السلامة إن شاء الله ههريك بيها..والله لزهقك منها...
مين دا اللي هيزهقك!
قالها إسلام ب مرح وهو يدلف إلى شقيقته..أما هى أخفت يدها ب جانبها وأخفت توترها سريعا ثم قالت ب مزاحها المعتاد
أنت..هخليك تزهق من بتول أختك...
تقدم منها وهو يبتسم ثم جلس ب جانبها وقبلها على وجنتها..ليقول ب حب
أنا عمري ما أزهق منك..لما بعدتي عني..حسيت بقيمتك أوي..حسيت أني ناقص من غيرك يا ست البنات
إبتسمت ب سعادة وردت له قبلته ب أخرى رقيقة..ثم أمسكت يده وقالت ب حب جارف
وأنا مقدرش أتخلى عنك يا ابويا إسلام...
وكزته في كتفه وقالت
دا أنت اللي مربيني يا جدع...
ضحك ثم جذبها إلى أحضانه وأخذ يربت على خصلاتها..وإستندت ب رأسها على منكبه..سمعته يتحدث
بتول كنت عاوزك ف موضوع
إبتعدت عنه وقالت ب عقدة حاجب
قول يا إسلام سمعاك
أمسك يدها وقالأنتي عارفة أني بحبك وأبعد عنك أي حاجة أحس أنها هتضرك..ف عشان كدا..آآ
صمت ولم يستطع أن يكمل..فهو يعلم كم تحب عز الدين..أو كانت تحبه..إبتسمت بتول ب هدوء..وضغطت على يده ثم قالت
كمل سمعاك
إبتلع ريقه وقالعاوزك تفسخي خطوبتك من عز...
كادت أن ترد عليه..إلا أنها سمعت صوتا غريب ب الخارج..نهضت وقالت ب جدية
تعال نشوف مين بره وهبقى أقولك ردي...
ودلفا إلى الخارج وهى تمسك يد أخيها..ولكنها تصلبت ب مكانها..شددتومن قبضتها على قبضة أخيها وقد بدأت تشعر ب برودة..لتهمس ب جزع لم تلتقطه الآذان
عز الدين!!!
الفصل السادس والعشرون
وفكرة أكمل وأنا مش معاه...مبتجيش ف بالي كأن الحياه...
خلاص واقفة عنده ورفضالي أعيش..وبفضل مكاني وبستناه...
أنا كل مادا بلاقي اللي فات..مصمم ميقلبش ليه ذكريات...
وبتأكد أني ف غيابه مليش..نصيب تاني أرجع أحس ب حياه...
شددت قبضتها علها تبث في نفسها الضائعة بعض القوة الزائفة إن أمكن..أما إسلام ما أن أبصره حتى إشتدت عضلات فكه ب ڠضب..ثم هدر
جاي ليه يا عز!
إلتفت عز ومعه إسماعيل والذي تشدق ب تحذير
إسلااام!!..متعودناش نقول لضيوفنا جايين ليه
بس يا بابا..آآ..
أشار إسماعيل ب يده ثم قال ب صرامة
مفيش بس..جاي يتكلم مع أختك كلمتين وهيمشي..وهى اللي تحدد هتعمل إيه
نظر إلى عز الدين ب غل وقال متفكرش أنك تطول
منها شعرة...
تقدم منه إسماعيل وسحبه إلى إحدى الغرف..بينما بقيت بتول في مواجهته وحدها...
لم يكن عز ذو ذهن حاضر ليتسمع إلى ثرثرتهم بل كان في واد أخر ما أن أبصر بتول..وكأنه إنعزل عن العالم وبقى هى وهو فقط..كانت عيناه تلتهم ملامحها التي إشتاقها كثيرا..إقترب عز الدين منها و كاد أن يحتضنها إلا أنها إبتعدت ب نفور لم يلحظه ثم قالت وهى تكز على أسنانها
عز!!..أحنا ف بيتنا مينفعش كدا
إبتسم عز الدين ب حرج وقالمن لهفتي..وحشتيني...
إغتصبت إبتسامة خالية من الروح..ثم أشارت ب يدها اليسرى وقالت
تعال الصالون...
صدم عز الدين من تعاملها الجاف معه..ولكنه فسره كما يهوى..أنها لا تزال تعاني من صدمة الإختطاف..سار خلفها حتى وصلا إلى غرفة الصالون..أشارت له ب أن يجلس وجلست أمامه...
كانت تضع يده اليمنى خلف ظهرها تمنعه من رؤية صك الملكية الخاص ب يونس..أغمضت عيناها تكبح رغبتها في التقيؤ..نفورها كان واضح لم تستطع السيطرة عليه...
بينما عز لم يلحظ هذا أو ذاك ف لهفته عليها أقوى من اي شئ..أعمى بصيرته عن نفورها وعن رغبتها في التقيؤ..إقترب عز من مجلسها وقال ب حب
عاملة إيه!
إبتسمت ب تهكم وقالتواحدة كانت مخطۏفة..هتبقى عاملة إيه!
إبتسم عز الدين وقالعندك حقك..أنا آآ...
صمت ولم يعرف كيف يصيغ جملته..إلا أنه سعل ثم قال ب شئ من الحدة
قربلك!
رفعت أحد حاجبيها وقالتقربلي!!..من أي جهه بالظبط
قالتها وهى تعقد ذراعيها أمام صدرها..ليرد عز الدين ب سرعة
عملك حاجة!..أذاكي مثلا!
مالت ب رأسها إلى اليسار وقالتلأ تصدقك طلع نزيه..يعمل أي حاجة إلا إنه يأذي بنت...
توجس عز الدين من طريقتها ب الحديث وقد خطړ ب باله أنها علمت كل شيئا عنه..وعند النقطة شحب وجهه سريعا..إبتلع ريقه ب صعوبة ثم قال ب نبرة متوجسة
مالك يا بتول بتتكلمي معايا كدا ليه!
كانت تريد أن تنطق بما يجيش ب نفسها النافرة منه..فكرة جلوسها معه ب نفس الغرفة..كافية لجعل جسده ينتفض ړعبا..أخذت نفسا عميق ثم قالا ب نبرة هادئة نسبيا...
مفيش..كل الموضوع إن أعصابي تعبانة م اللي حصل..
تنهد عز الدين ب راحة وب أسف في آن واحد وقال ب ندم
أسف يا حبيبتي إني حطيتك ف الموقف دا...
نهض من مجلسه ثم جثى أمام ركبتيها وقال ب حنو
أوعدك أني هنسيكي كل اللي حصل دا ومش هيتكرر تاني
تشدقت بتول ب نبرة عميقةاللي حصل مش ممكن يتنسي..ولا حتى يتغير..أنا مش عوزاه يتغير..أصلي إتعلمت منه حاجات جميلة...
زي إيه!
إبتسمت ب إصفرار وقالتف وقته هتعرف...
غرس يونس أصابعه في خصلاتها ومن ثم و ب قسۏة جذبها منه حتى كاد يقتلعه..وب صوت ك فحيح أفعى قال
أتظني ب أنني سأخضع لعاهرة مثلك
تأوهت أنچلي ب قوة من قبضته التي تمزق خصلاتها ثم قالت ب ألم
قلت لك..لن يعلم أحد..وهى لن ترانا أو تعلم
قبض يونس على فكها ب قوة حتى كاد يهشمه ثم قربها منها و تشدق
إن كانت لا تراني ف الله يراني..إن لم تعلم ف الله يعلم..أنا لا أخاف عقابها قدر خۏفي من عقاپ الله...
ثم دفعها ب حدة عنه..وضعت يدها على فكها وعيناها تتوسعان ب دهشة..ثم هتفت ب عدم تصديق
أأنت مسلم!
إرتفع جانب فمه ب سخرية..وب نبرة لا تقل سخرية قال
لا..أنا أعتنق اليهودية..ما شأنك بي...
هزت رأسها ب نفي وقالت ب تقريرلا أنت مسلم..هم ذو ديانة غريبة..ويعتنقون مبادئ أكثر غرابة..وهم من يتفوهون ب تلك الحماقات...
كاد يونس أن يرد ب ڠضب عما تقول ولكنها أكملت وهى تعقد ذراعيها أمام صدرها ب سخرية...
ولكني لا أعتقد أنها لا تزال موجودة..ف الغرب بثوا السمۏم من خلال أشياء كثيرة وأنتم العرب حمقى صدقتموها وقد شكلتم كيفما نريد..حقيقة أنا لم أعد أرى دينكم كما تقصونه علينا فيكم...
إقتربت منه ب خبث ثم تشدقت
بل أرى أنكم ب ثقافة الغرب ولكن ب صورة محتشمة قليلا..تمارسون العهر ف الخفاء ثم تتلونون..والدليل أنت آآآ...
لم يدعها تكمل حديثها بل إنهال عليها ضړبا..كان غاضبا إلى أقصى حد..إبتعد عنها لاهثا من فرط إنفعاله وقد كانت مسجية على الأرض فافدة القوى..أشار ب سبابته ثم هدر ب قسۏة
أمثالك لا يحق لهم الحديث عن المبادئ والدين..ف الإسلام أطهر من أن يدنس ب حماقات تتفوه بها عاهرة مثلك..تعرضين جسدك وما أن رفضك أحدثتي تلك الفوضى...
جذب ملابسه ودلف إلى المرحاض وأبدل ملابسه ثم دلف خارجه ليجدها لا تزال
كما تركها..تحرك ناحيتها ثم جذبها من خصلاتها .وقام ب تقييدها إلى أحد المقاعد..ثم إتجه إلى أحد الكاميرات...
أعلم يا سام أنك تراقبني..إن كنت تريد إبنتك حية..تعال إلى هنا..وإلا
دقائق مرت وقد دق هاتفها..أخذه يونس وما أن أمسكه حتى صدح صوت سام الغاضب
أقسم أنك إن أقتربت منها ستكون جثتك هدية لوطنك...
رد عليه يونس ب برودتعال إلى هنا
متابعة القراءة