رواية رائعة للكاتبة اسراء علي
المحتويات
قوة دفاع يطمس عقله وإدراكه يصب الجنون في جوفه حتى يطفح به إنه العڈاب والسرور اللانهائي.
ظلت تتأمل إقترابه من الكوخ ب نظرات قد تفجرت ب الهلع..ها قد أتى ليعيدها معه وإن تمنعت سيفعل ما فعله..وعند تلك النقطة إرتعش بدنها خوفا..أخرجها من جمودها صوت يونس وهو يأمر ب صرامة
أقفلي الشباك والستارة بسرعة...
وب أيد مرتعشة نفذت ما قاله..كان يونس لا يقل قلقا عنها..فقدانها هو الهاجس الذي يخشاه..كان ولا يزال يخشى أن يستيقظ يوما ما ولا يجدها..عاونته في الإعتدال وهتف ب تألم
طيب
قالتها وهى تركض ب إتجاه الباب لتجد ذاك الرجل يفتحه وما كادت تتكلم حتى قال الأخير ب جدية
يجب أن تختبئا..يبدو أن من كانوا يريدون قټلك..عادوا للبحث عنك...
وضع يونس يده على صدره وقال ب تهدجأين نختبأ!!
توجه الرجل نحو الفراش الراقد عليه يونس حتى وقف أمامه ثم أزال الحصير الردئ عن الأرض ليظهر من أسفله سرداق صغير..أشار إلى ذاك السرداق وقال ب هدوء
ثم إلتفت إلى بتول وأكمل
هيا عاونيه على النهوض..وأنا سأتولى أمرهم...
وتركهم لتتجه بتول إلى يونس تعاونه على النهوض ب رقة بالغة..سمعته يأن ب خفوت لتسأله ب توجس
في حاجة بټوجعك!
هز رأسه نافيا ثم قاللأ..ويلا مفيش وقت...
نزلا ذلك السرداق وأغلقا الباب..ليعود الرجل و يضع الحصير عليها وأخفى ما يدل على وجود غرباء عنده...
أسفة..أسفة
إبتسم ب وهن وقالمتعتذريش..أنا كويس...
شعر ب تلك الإرتجافة في جسدها..ف أمسك يدها يبثها الأمان الذي فقدته..سمعها تقول ب صوت مهتز
أنا خاېفة
وأراحت رأسها على منكبه..ليميل ب رأسه عليها هو الأخر ثم أمسك يدها يقربها من صدره ب القرب من خافقه وهمس
وبالخارج كان عز الدين وسيف يطوفان ب المكان..يطوقانه من جميع الجهات ف سيف قد أخبرهم أنهم لا يزالون هنا..أشار عز إلى أخر مجموعة من رجال ضخام البنية وقال ب أمر
وأنتم..طوقوا هذه المنطقة ولا تدعوا أحدا يهرب...
أضاف سيفوإن خرج أحدا غيرنا..لا تترددوا ب قټله
حذرهم عز الدين ب حدةعدا تلك الفتاه التي تعرفونها..لا أحد يلمسها...
من أنتما!..وماذا تريدان
وقبل أن يتفوه عز الدين ب حماقة تولى سيف دفة الحديث ب لغة إنجليزية متقنة
عفوا سيدي لإزعاجك
رسم سيف إبتسامة مصطنعة وقالألن تدعنا إلى الدخول!
إبتسم الأخر ب إصفرار وقال ب إعتذار جافعذرا على وقاحتي..تفضلا
وأفسح لهما المجال ليدلفا الأخران ب خطوات واثقة..كان العجوز أمامهما ليميل سيف على عز الدين ثم همس ب تحذير
متتكلمش أنت عشان متبوظش الدنيا...
رمقه عز الدين ب إزدراء ولم يرد..ثم تخطاه ب برود..ليضرب سيف على جانبي ساقيه ب قلة حيلة وتبعه..جلس الأول يتأمل المكان ب إحتقار وتأفف واضح..كان العجوز يقف في الجهه المقابلة ويقوم ب إعداد أقداح الشاي..ثم عاد وجلس أمامهم..تنحنح سيف وقال ب رزانة
حسنا سيدي..سأخوض الحديث مباشرة...
أماء الرجل ب رأسه وهو يعيد ب داخله ما سيردده على مسامعهم..ليتشدق سيف
أرأيت رجلا ما ومعه فتاه!...
كانت روضة في طريقها إلى العمل قبل أن يعترض طريقها سيارة رباعية الدفع..ترجل منها عدي ب ڠضب..ودون حديث أمسكها من مرفقها وجذبها إلى السيارة..لم تتلوى ولم تبدي أي رد فعل..دفعها إلى السيارة وإنطلق بها بسرعة...
بعد مدة إصطف ب السيارة وترجل منها يقف على حافة جبل المقطم..تأففت روضة وترجلت هى الأخرى من السيارة ب عڼف..صفقت بابها ب قوة وتشدقت ب عصبية
ياريت تبطل همجية واللي بتعمله دا
لم يهتم بما قالته..لتمسكه من مرفقه وتديره لها ب قوة..أشارت ب سبابتها إلى وجهه ثم هدرت ب عصبية
عدي بصلي وأنا وبكلمك..أنا مش جارية عندك عشان تعمل معايا كدا ف الشارع وتجرني وراك كدا...
رفع حاجبيه ب سخرية وتركها تخرج ما في جعبتها ف أكملت
أسمعني..أنا معملتش حاجة غلط عشان تعمل اللي بتعمله
إنقشعت قشرة البرود وظهرت عليه ملامح الڠضب جلية تفزع من تراها..أمسك كلا ذراعيها وهدر ب
صوت جهوري
لم أشوفه بيقرب منك ف الشارع مرة وأتنين..عاوزاني أعمل إيه!..صحيح مكنش عليا ليكي كلمة..بس حبك اللي ف قلبي كان بيكويني بڼار الغيرة..كنت بحس وقتها إني عاوز أقطم زمارة رقبته عشان بيقرب منك...
طالعته ب عينان متسعتان..ليكمل وهو يهزها بين ذراعيه ب قوة
كنت بټحرق پالنار دي لما أعرف أنه معاكي ف مكان لوحدهم..كنت بقعد أسأل نفسي هو بيعمل معاها إيه!..ياترى أتخطى حدوده أو ضايقها ب كلمة..كنت زي اللي ماشي على شوك...
حاولت الحديث ب عينان لامعتانعدي أنا..آآ
أخرسي...
إرتعدت فرائصها وهى ترى ذلك الجانب في شخصيته..تلك الغيرة التي تفتك به دون أن تشعر..عيناه ب قدر ما تحمله من ڠضب وغيرة..ب قدر ما تحمله من ألم وعتاب..ب قدر ما تحمله من عشق كاد يشطرها إلى نصفين من حدته ك نصل السيف..أكمل حديثه وقد تلونت نبرته ب شراسة
متخيلة أبقى عامل إزاي وأنتي خارجة تسهري معاه!..وبيوصلك ف نصاص الليالي..مت...
لم تدعه يكمل حديثه..إذ وضعت يدها على فاه وقالت ب رقة قد إرتسمت على شفتيها مع إبتسامة عذبة
هششش..عدي أنا بحبك أنت ومش هحب غيرك أنت..ولو رجع بيا الزمن وكنت هعرف أني هحبك..مكنتش فكرت ولو للحظة أني أرمي نفسي مع ال دا..بس أنا مستعدة أرمي نفسي ف الڼار عشانك..مقدرش أشوفك بتحارب لوحدك وأنا أفضل أتفرج..أعيط لما تخسر...
ه..شعرت هى ب إرتخاء يده عن ذراعيها اللذان تغمدان ب الألم لتستقر على خصرها..ف أكملت ب نبرة صادقة
طول ما أحنا لسه ف الدوامة دي وكلنا ف خطړ..ف أنا مش هسيبك..أنا جزء لا يتجزأ منك..اللي يوجعك يوجعني..ومينفعش أشوفك پتتوجع على أخوك وأسكت..طالما ف إيدي حاجة أعملها .. مش هتردد ثانية
إستند ب جبينه على جبينها ثم قال وقد رقت نبرته
أنا مش عاوز منك غير إنك تحبيني..سيبي شغلك معاه..أنا مش مخونك..أنا خاېف عليكي منه..بغير عليكي منه..بكره قربك منه...
إبتسمت وقالتمش هيقربلي..طول الفترة اللي عرفته فيها مخلتوش ېلمس مني شعرة..أنا ليك وهفضل ليك يا عدي..حتى لو الدنيا فرقتنا..أنا هستناك ف الآخرة...
عقد العجوز حاجبيه ب تعجب مصطنع ك باقي حديثه وما سبق منه ثم قال
رجل وفتاه!!
أجل
ضحك العجوز ب شدة..مما جعل سيف وعز الدين ينظران إلى بعضهما ب تعجب..ليقول الأول وقد هدأت ضحكاته
يا رجل..يمر من هنا مئات المتاحبين..يتسلقون الجبال ويقومون ب التخييم..أعذرني يا سيد ف أنا حقا لا أعرف عمن تتحدث
أخرج سيف من جيب سترته صورتان..إحداهما لبتول والأخرى خاصة بيونس..ليقول سيف ب هدوء خارجي
حسنا وماذا عنهما
أخذ العجوز الصورتان ب يد ترتعش بما يمر به من سن..وتفحصهما ب دقة قبل أن يهز كتفيه ب عدم معرفة وقال
صدقا لا أتذكر..قلت لك..مئات المتحابين يمرون من هنا...
ضړب عز الدين على الطاولة وهدر ب شراسةإسمع أيها العجوز..أعلم أنك تراوغ..فلم لا تقول الحقيقة
لم يهتز جفنا واحدا لدى العجوز وهتف ب برود
قلت ما لدي..وأرى أنها خطيبتك أليس كذلك!
وأشار إلى يد عز الدين اليمنى قاصدا الحلقة الفضية..ليؤمئ عز الدين ب رأسه..ف أكمل العجوز ب غموض
إذا إبحث عنها في طيات نفسك..أعتقد أنك أضعتها
كاد عز الدين أن يستفهم ما يقول..ولكن يد سيف أمسكت قدمه من أسفل الطاولة ليمنعه عن الحديث..إبتسم الثاني ب تكلف وقال
هل يمكنني أن أستخدم المرحاض
رمقه العجوز مطولا وقالحسنا..لا بأس..تفضل من هناك...
نهض سيف وهو يهز رأسه ب إمتنان..ثم إستدار إلى عز الدين قائلا
خلاص يا عز..روح أنت وأنا هحصلك
بس..آآ
قاطعه سيف ب إشارة من يدهخلاص يا سيادة الوزير..الراجل ميعرفش حاجة..أنا هدخل الحمام وأجيلك...
وبالفعل إنصرف عز الدين على مضض وإتجه معه العجوز..إستغل سيف إنشغاله مع الأول وبدأ يفحص المكان ب عيناه..توجه إلى الغرفة الأولى في أول ذاك الرواق ولكنه لم يجد شيئا..وأكمل إلى الأخرى وفتحها..شملها ب نظرة ولكنه لم يجد....سوى كنزة قطنية ملوثة بالډماء..إرتسمت إبتسامة ظافرة على وجهه وأغلق الباب ب هدوء ثم إنصرف...
بعد مدة من الإنتظار عاد سيف بعدما قام ب توديع العجوز..تحركت السيارات وتحرك الجميع من محيط المكان..زفر عز الدين ب ضيق ثم قال وهو يكز على أسنانه ب عڼف
هيكون راح فين..الراجل دا عارفهم مكانهم
رد عليه سيف ب برودلأ ميعرفش..لو كان عارف كانت ظهرت ف نبرته توتر أو خوف
عاجله عز الدين ب الردإيده كانت بتترعش
بحكم السن
أتاه رده القاطع والغير مكترث بالمرة..ليغمض عز الدين عيناه
ب ڠضب..ظل يتوعد ب داخله ما أن يعثر على يونس حتى يقتلع رأسه عن جسده وستعود بتوله إلى أحضانه....
زفرت ب إرتياح ما أن سمعت أصواتهم تختفي..تشدقت ب إبتسامة صغيرة
مشيوا أخيرا
يلا نطلع
كان صوته واهن ب طريقة أفزعتها..لتسأله ب هلع ونبرتها تقطر خوفا
يونس أنت كويس!
تأوه ب صوت خفيض وقال ب لوعةلو بطلتي تقولي اسمي بالطريقة دي هكون كويس
همس أمام وجهها وقد أحړقتها حرارة أنفاسه
إرحميني يا بنتي..إرحمي قلبي اللي هلكتيه
تضرجت وجنتيها ب حمرة قانية وقد إرتفع وجيب قلبها ب درجة ملحوظة..ولكنها هتفت ب تذمر
مش وقت غزل الله لا يسيئك..أحنا ف مصېبة..
تأفف ثم أكملت ب ضيق حتى تخفي ذاك التوتر الذي خشيت أن يزداد
وبعدين يلا نطلع من المكان الضيق دا..أنت عارف تتنفس كدا!!..يلا يلا بدل أما نفسك ينقطع
هز رأسه ب يأس وب قلة حيلة قالورجعت ريما لعادتها القديمة..أطلعي يا بلائي الأسود...
رفعت باب السرداق عنها وصعدت..ثم عاونت يونس على الخروج..أجلسته على الفراش وقد لا حظت بقعة الډماء التي لوثت ذاك الشاش الطبي..لتقول ب جزع
الچرح پينزف!
كادت أن تتحرك ولكنه أمسك يدها وقال ب ألم
مفيش وقت..لازم نتحرك
نزعت يدها وإبتعدت عنه ثم قالت ب إصرار
مش هنتحرك من هنا وأنت كدا..هنغير ع الچرح يعني هنغير ع الچرح..ومسمعش صوتك الحلو دا..
وتحركت ب خطى سريعة قبل أن يمنعها..ضحك يونس وهو يردد عبارتها
صوتي الحلو دا!!..اااه يا تاعبة قلبي وعقلي يا بنت السلطان..
وبعد دقائق عادت مع العجوز وبيدها حقيبة صغيرة..تلك الحقيبة ذكرته ب ما معه..ليهتف ب صدمة
بتووول!!
إنتفضت بتول وهى تقول ب خوفإيه مالك!!..في حاجة بټوجعك!
تجاهل حديثها وسألها ب حدةفين الشنطة
نظرت إليه شذرا ثم قالتيا شيخ خضتني..
تحركت ب إتجاهه وهى تحمل مقص..ثم قالت ب فتور
متخافش ف الحفظ والصون...
أتاهم صوت العجوز
يجب أن تتحركا سريعا من هنا..أعتقد أنهما سيعودان مجددا..ذلك الرجل الماكر يبدو أنه لم يصدقني..لذا أنهيا ما تقومان به وتحركا..
أماء يونس ب رأسه..أما بتول ف قد صمت أذنيها عن هذا الحديث الذي يصيب جسدها ب إرتجافة فزع..أمسكت المقص وبدأت في قطع الشاش..تحرك العجوز من محيط الغرفة بعد أن قال
قال أنه خطيبك..أعلم أنه صادق وأعلم أنه
متابعة القراءة