رواية رائعة للكاتبة اسراء علي
المحتويات
ومعك المشتري..وبعدها سنتحدث بل ونحتفل...
كز سام على أسنانه وب حنق قالسنكون هناك في غضون خمسا وأربعون دقيقة...
لا تتأخر عزيزي...
ثم أغلق الهاتف تحت نظرات أنچلي الذاهلة..قهقه يونس بلا مرح ثم إقترب منها وتشدق ب خبث
لا تذهلي هكذا..لم يكن من الصعب إكتشاف الحقيقة..أنا أعلم هويتك الحقيقية مذ أن إلتقينا عزيزيتي جوين...
أسف يا بابا إني حطيتك ف الموقف دا
إبتسم رفعت وقالجت سليمة يا سيادة الرائد...
أشار سعد إلى عدي قائلا ب جدية
أقعد يا عدي..عاوزين نتكلم
والدتك عرفت!
هز رأسه ب نفي وقاللأ عرفتها إننا ف شغل بعد اللي حصل وقتل فرقة الإستطلاع...
كويس
قالها رفعت ب إقتضاب..وبعدها إستلم سعد دفة الحديث
بص يا عدي..أكيد أنت عارف اللي حصل دا تدبير مين
إبتسم ب تهكم وقالطبعا
عظيم..
صمت سعد ثم قال ب نبرة ذات مغزى وهو ينظر إلى والده
مين يا فندم!!
العقيد رفعت
جحظت عينا عدي ب شدة ما أن سمع اسم ذاك الرجل..يتوقع أنه فاسد..يتستر على أفعال عز الدين المشينة..أما قتل أبناء الوطن!..هذا فاق ما يتصوره..نطق عدي ب صعوبة
إزاي يعني!!..أنا عارف إن سكته مش كويس..لكن قتل جنود!..لأ وألف لأ..دا لازم يترمي لكلاب السكك ينهشوا لحمه
تساءل عدي ب ڠضبوهتمسكوه أمتى!
تشدق سعد ب تقريربكرة..لما يطلع القرار
كور عدي قبضته ف هو كان يريد اليوم قبل غدا يريد أن ينتهى الکابوس ب وقت سريع..دقات الهاتف الخاص الذي يحمله جعلته ينتبه إلى ما يدور حوله..إلتقطته ليقول ب ذهول
أفتح الخط بسرعة
كان هذا صوت رفعت المتلهف..وبالفعل فتح الخط وكان يونس صوته يشق تلك الأجواء المتوترة
عدي!!
أيوة يا يونس معاك
جهزلي طيارة تجيلي بسرعة..أنا هخلص كل حاجة دلوقتي
جاءه صوت سعد الغاضبإتصرفت من دماغك ليه يا يونس!..بسرعة ليه كدا
و ب بساطة ردد يونسالظروف حطتني ف الموقف دا..كنت متراقب ولازم أتصرف...
حالا تتصل ب الدعم اللي عندك عشان يجولك..طبعا هيجموا ب رجالة كتير وأنت مش هتطلع سليم
رد عليه يونس ب مكرمتقلقش عامل إحتياطاتي
كان رفعت يستمع إلى صوت والده ولم يقدر على الحديث..بل هبطت عبراته التي عبرت عن مشاعر جمة...
صدح صوت يونس يتحدث ب جدية
لازم أقفل دلوقتي..ومتنساش يا عدي..الطيارة ب أسرع وقت...
رد عليه سعدبكرة هتكون عندك..والدعم هيوفرلك مكان لحد أما ترجع..أقرب من كدا مش هينفع...
تمام..وأهو ستوكهولم أقرب من ألاسكا..صح!
قالها ب مرح ليرد عليه عدي ب غيظ
ولك عين تهزر..يلا أقفل عشان نتصرف...
وأغلق عدي الهاتف ب حنق وهو يسب شقيقه على تهوره..يعلم سبب تعجيل الأمور ب الطبع الفاتنة ذات اللسان السليط..أفاقه صوت سعد الصارم وهو يرفع سماعة الهاتف
مش وقت سرحان يا عدي..يلا نفذ بسرعة..خلينا نخلص من الموضوع دا...
نهض عدي وأدى التحية العسكرية ثم رحل هو والده بعد أن حي العقيد سعد هو الأخر والذي تمتم مع نفسه ب تأفف
حسابك معايا على تهورك دا يا سيادة المقدم...
رافقت عز إلى باب المنزل بعد إصراره على تنظيم حفلة غدا من أجل عودتها..رفضت رفضا قاطع ولكنه لم يكن ليسمح لها..وبالنهاية أجبرت على الموافقة..ف من أجل يونس ستفعل أي شئ..وكم إشتاقت إليه!..شعرت ب فقدان لذة الحياة وشقاوتها ما أن رحلت عنه...
تذكرت إعترافها له بما يجيش ب قلبها من عشق لتبتسم ب خجل..تعلم أنه الأمان ويالا الغرابة..طوال جلستها مع عز الدين كانت يمناها تعبث ب تلك الحلقة النحاسية ف تبثها أمان وقوة..لتقول ب مرح
حتى أي حاجة من ريحتك بتحسسني ب
أمان..كدا أنا إتجننت رسمي يا معلم...
تنهدت ب حرارة ثم إتجهت إلى غرفة والديها..لتجد إسلام يتجه إليها وإمارات الڠضب جلية على وجهه وقبل أن تتفوه ب حرف سبقها هو ب صوت حانق
برضو رجعتيله يا بتول!
تنهدت بتول مرة أخرى ب يأس..لتجد والدتها ترد نيابة عنها
ما تستنى ع البت تاخد نفسها
إقترب إسلام من بتول وأمسك يدها ثم قال ب حزن
يا أمي هترجعله بعد اللي حصلها ب سببه!
تشدقت بتول ب هدوءأنا لا رجعتله ولا نيلة..كل الموضوع أني بعمل حاجة مقتنعة بيها
عقد والدها ما بين حاجبيه وقالكلامك متناقض
إقتربت بتول من والديها وجلست في المنتصف ثم وجهت حديثها إلى والدها
عارفة..وعارفة كويس أني لا يمكن أرجع لعز تاني..خلاص هو مينفعش يكون جزء من حياتي
ليتشدق إسلام ب غيظومقولتيش الكلام دا وهو هنا ليه!
ردت عليه ب بديهيةالراجل ف بيتنا دا أولا..ثانيا ميبقاش جاي يطمن عليا وأقوله أمشي...
وب الرغم من عدم إقتناعها بما تقول..ولكن لابد من إخفاء الحقيقة..لأجلها ولأجلهم ولأجل حبيبها..لم يبد على إسلام الإقتناع ولكن بتول أكملت
بكرة ف الحفلة هنهي كل حاجة بينا..هنهي الخيط الدبلان اللي بيوصلنا...
إختبأ يونس ومعه أنچلي في أحد الأركان وكان قد إستعان ب بعض الكاميرات حتى يستطيع رصد أماكنهم..نظر إلى هاتفه ف وجد رسالة تفيد ب وصول الدعم..إبتسم يونس ب ظفر وقال ب سعادة
أستنيني يا حبيبتي..جايلك بكرة...
كانت أنچلي فاقدة للوعي تماما حتى لا تفضح أمره..تقفد الحاسوب ف وجد عدد هائل من الرجال يحاوطون البناية وجزءا منهم قد صعد مع سام و المشتري..عبث يونس ب هاتفه..ثم إتتظر...
وب الخارج..دلف الرجال المنزل المظلم..وما كاد ينيره أحدهم حتى صدح صوت إڼفجار قوي إثر الغاز الذي تسرب..وكانت هذه إحدى الخدع البدائية التي تعلمها يونس...
قڈف سام في الهواء ومعه المشتري وما تبقى من رجاله..نهض الجميع وهنا صدح صوت سام الغاضب
خذوا حذركم..وأشحذوا أسلحتكم...
فعل الجميع ما أمرو به..ودلفو وسط الغمامة الرمادية..ليظهر يونس من العدم مستغلا تشوش رؤيتهم وبدأ في قټلهم..هذا ب كسر عنقه وأخر ب الذبح..حرفية رجل مخابرات متمرس...
وبعد قليل من الوقت..إختفت الغمامة..ليظهر چثث رجاله..جحظت عينا سام ب شدة وهدر ب شدة
أخرج و واجهني أيها الوغد!
كيفما تطلب...
قالها يونس وهو يتدلى من السقفية ومن ثم باغت سام ب ضړبة في جبهته..هبط يونس و وجه أسلحته إلى رأسه..مد يده وقال ب صرامة
أعتقد أنك تملك شيئا ملكي..أعطني إياه
نهض سام وقاللا أملك شئ..ثم أين أبنتي!!
لا تقلق بخير..أعطني ما معك أتركك ب سلام...
وفي لحظات ساد الهرج..حيث تبادل رجال سام مع الدعم ضړب ڼاري عڼيف..إستغل سام إنشغال يونس ب تلك الجلبة وإنقض عليه..وللأسف كان السلاح بين يدي سام والذي قال ب تشفي
أمن أمنية أخيرة!
أطلق
عقد ما بين حاجبيه ولكنها تلاشت ما أن إخترقت الړصاصة قلبه ليخر صريعا بعدها..نهض يونس وأخرج بطاقة ذاكرة صغيرة من جيب بنطاله الخلفي..توجه إلى المشتري وصافحه ثم قال
شكرا يا محمود
أدى محمود التحية العسكرية وقالالعفو يا سيادة المقدم..دا واجبي
ثم إبتسم وقال ب سعادة
بجد يا فندم فرحت لما عرفت إنك لسه عايش
ربت على ذراعه وقالعمر الشقي بقي..يلا لازم نمشي والدعم هينضف الفوضى دي
طب وبنته!
إبتسم وقالمش قولتلك الدعم هينضف الفوضى..يلا يا راجل موحشتكش مصر!
جدا يا فندم
طب يلا...
قالها يونس وهو يضع يده على منكب محمود ودلفا إلى الخارج..قابل أحد أفراد الدعم تبادلا في لحظات حديث مقتضب بعدها كان يونس قد إختفى تماما وما معه من معلومات قيمة....
في صباح اليوم التالي إستيقظت بتول وهى تشعر ب خمول تام في جسدها ولكنها أجبرت نفسها على النهوض..أزالت الغطاء عن جسدها وأخذت ثياب من خزانتها ثم توجهت إلى المرحاض...
قابلت في طريقها والدتها والتي تساءلت ب حنو
أحضرلك الفطار يا ضنايا!
قبلتها بتول وقالت ب رجاءأيوة والنبي يا أم إسلام..لحسن وحشني أكلك
ردت والدتها ب لهفةثواني والأكل يجهز ونفطر كلنا...
أماءت بتول وتحركت ناحية المرحاض..أخذت حماما علها تسترخي قليلا..تتمنى عودة يونس سريعا فهى لا تستطيع التمثيل طويلا حتما سيكتشف أمرها..أنهت حمامها ثم خرجت وهى ترتدي كنزة صفراء من خامة الحرير و بنطال قماشي ذو لون أسود..وقد عكصت خصلاتها السوداء على هيئة جديلة فرنسية ف أبرزت خصلاتها البندقية المتداخلة مع السوداء...
جلس الجميع يتناولون الفطور في جوا مرح حتى قطعه إسلام
رايحة فين من الصبح كدا!
إبتعلت بتول فيما جوفها وقالت ب توترهروح
مشوار كدا وبعدين هروح عند عز عشان الحفلة
تأفف إسلام ولم يرد..بينما قال إسماعيل
مشوار إيه اللي هتروحيه بدري كدا!
تنحنحت وقالتالظابط اللي جابني إمبارح..كان قايلي أروح القسم عشان عاوزني ف كلمتين
اللي هما!!
أجابت بتول ب نفاذ صبراللي حصل يابابا
تشدق إسماعيل ب هدوءخلاص هاجي معاكي
لاااااء
قالتها بتول مسرعة ليعقد أبيها ما بين حاجبيه..لتوضح بعدها ب حرج
الموضوع مش مستاهل..وأنا مش هتأخر..دي حاجة روتنية
طب خدي إسلام
تأففت بتول وقالتإسلام عنده شغل
رد عليها شقيقها ب جمودالشغل يتأجل
يووووه...يا جماعة الموضوع عادي مفيش حاجة..وبعدين أنا عاوزة أتمشى شوية وأشم نفسي لوحدي..ف أرجوكم سيبوني ع راحتي...
نظر لها أبيها مطولا ثم قال ب تنهيدة يائسة
طب خلاص..بس كلميني كل شوية
حاضر
ثم نهضت تقبل والدها ثم والدتها وأخيرا شقيقها ثم دلفت إلى الخارج...
ظلت تتطلع إلى العنوان المدون ب الورقة ثم إلى البناية لتتأكد أن العنوان صحيح..كانت قد حصلت عليه من روضة التي أعطتها إياه أمس..وضعت الروقة في جيب بنطالها ثم صعدت...
كان أكثر ما يقلقها ويشعل ڠضبها هو مقابلة ذاك السمج والذي يدعى عدي..ظلت تدعي داخلها ألا تجده..وقفت أمام باب المنزل وقد إرتفع وجيب قلبها..ثم دقت الجرس ب أصابع مرتعشة...
ثوان و وجدت الباب يفتح وتظهر من خلفه سيده في عقدها الرابع..إبتسمت صفوة وقالت ب هدوء
حضرتك عاوزة مين!
إبتلعت بتول ريقها ب توتر ثم قالتحضرتك والدة المقدم يونس..مش كدا!!
تلاشت إبتسامتها تدريجيا وكادت أن تغلق الباب..إلا أن بتول منعتها وقالت ب رجاء
أستني أرجوكي...
ردت عليها صفوة ب جفاءمن فضلك أمشي من هنا
هتفت بتول مسرعةأنا شفت يونس وكلمته...
تجمدت صفوة في مكانها..ولم تتحدث..بينما إبتسمت بتول وقالت ب نبرة ناعمة
ممكن تسمحيلي أدخل أتكلم معاكي...
أفسحت الطريق لكي تدلف...
جلست بتول على أحد المقاعد ب غرفة متوسطة ولكنها ذات ذوق راق..كانت ممتلئة ب صور ليونس وعائلته..إبتسمت وهى تراه في مرحلة مبكرة من عمره..وكان لا يقل جاذيبة عما هو الآن...
دلفت صفوة وهى تحمل حلوى وكأسين من العصير الطازج..نهضت بتول وأخذت منها الصحن وجلست مرة أخرى..تنحنت بتول وقالت
حضرتك أكيد مستغربة من كلامي..بس أنا هحكيلك
أشارت صفوة ب يدها وقالتأتفضلي...
بدأت بتول في قص عليها ما حدث منذ أن قابلته حتى الآن..كانت معالم صفوة ترتخي تارة وتنقبض تارة..ولكن ب الأخير كانت الإبتسامة تشق وجهها..إنتهت بتول من السرد وقالت
بس كل دا اللي حصل...
ولكن لم ترد صفوة بل ظلت تبتسم..أجبرت بتول أيضا على الإبتسام وتساءلت
خير يا طنط!!
إقتربت صفوة منها وجلست ب جانبها ثم قالت ب نبرة أمومية
تعرفي أنك شبه يونس أوي..حتى حركاتك إيدك وعلامات وشك وأنتي بتحكي
تهللت أساريرها وقالتبجد!...
أماءت ب رأسها ب
متابعة القراءة