رواية رائعة للكاتبة اسراء علي
المحتويات
قوة..وبالفعل إنتبهت بتول لذلك التغير الذي أصابها..طريقة حديثها إختلفت وإن لم تكن ثرثارة ولكن طريقة سردها للأحداث وحركات يدها والتي لم تستخدمها في حياتها أبدا..وكانت هذه إحدى الصفات التي لاحظتها ب يونس فاقت على صوت والدته وهى تقول ب إبتسامة بشوشة
روحك إطبعت ب يونس..أنا شامة فيكي ريحة يونس إبني...
نظرت لها بتول ب صدمة لتقهقه صفوة ثم قالت ب نبرة رخيمة
إبتسمت بتول ب خجل وقالت ب خفوتأنا بحب يونس أوي..وعشان كدا جيتلك..كان لازم أشوف أي حد من أهله..عاوزة أحس ب وجوده جمبي ف غيابه..يونس بقى روحي لما ضاعت مني..أتاريها كانت معاه من الأول...
الفصل السابع والعشرون
أنني لا أستطيع أن أحبك أكثر..
وأكثر ما يضايقني في حواسي الخمس..
أنها بقيت خمسا.. لا أكثر..
إن امرأة استثنائية مثلك تحتاج إلى أحاسيس استثنائيه..
وأشواق استثنائيه.. ودموع استثنايه..
ودعت بتول السيدة صفوة ثم رحلت وعلى وجهها إبتسامة..ولم لا وهى باتت تعلم كل شئ عن يونس..طفولته المفعمة ب البراءة والرجولة في آن واحد..شبابه وحياته الجامعية..الحب الذي لم يطرق بابه ف كانت هى أول قصة عشق جامح يعيشها..تنهدت ب سعادة وهى تشعر ب فراشات ذات ألوانا مبهجة تحلق حولها..ولكنها إختفت وحلت مكانها الجراد ما أن أبصرت عدي..لوت شدقها ب ضيق وقالت بصوت خفيض
كان عدي يصعد الدرج وهو يتمتم ب سخرية
وأدي أخرتك يا عدي لما تكلم روضة الصبح وتقولك وحشتني...
ضحك ب تهكم ثم أكمل
هى هتبقى كل مرة كدا..أنسى موبايلي و ورق شغلي المهم...
رفع بصره ليجد بتول تقف أمامه وهى تعقد ذراعيها
أمام صدرها وتنظر له ب سخط..عض على شفتيه ب سخط ومن ثم هتف
حركت رأسها ب حركات دائريو وهتفت ب تهكملما اللي زيك ينكشحوا يا خفيف...
أغمض عيناه يكبح غضبه منها..سليطة اللسان..بل لسانها يفوقها ب الطول أمتارا..تغاطى عن قولها الذي يحثه على تحطيم فكها ثم تشدق من بين أسنانه
بتعملي إيه هنا!!
قرصت أنفه ب خفة ثم قالت وتدفعه من منكبه حتى تمر
مذهول..صدمة تعقد اللسان بل وتجبرك على إبتلاعه..هى كائن لا يمكن للمرء تحمله..وقفت قليلا ثم إستدارت له وقالت ب نبرة تهكمية
هو أنت هتفضل نص كم!!..يعني ربنا مش هيكرمك وتبقى كم!!..دا حتى الجو برد...
كور المفاتيح ب يده وأوهمها ب قڈفها بها..لتصرخ ب تخوف ثم هبطت الدرج سريعا ومن أسفل هتفت ب صوت عال
اه يا بنت المجانين..أقسم بالله أنتي محتجالك مستشفى لوحدك مش عنبر مجانين بس...
ثم أكمل طريقه إلى أعلى...
إنتهى يونس من تضميد جراحه مرة أخرى ب ذهن غائب..ف كل فكره ينصب على القادم..وعلى لقاء بتوله..بتول..ذاك الاسم المتكون من أربعة حروف والتس سلبت لبه ب ابتسامة واحدة ثم نظرة واحدة ليخر صريعا بعدها...
إستفاق من نشوة فكره بها على ألم ب صدره..نظر ليجد يده تشتد على جراحه وتفاجأ ب تلك المضخة أسفل يده..ب مجرد التفكير بها يكون هذا حال قلبه!..ف ماذا إن لمسها!..تنهد أكثر من مرة ثم قال ب مرح
خلاص جايلك يا رحاب...
أنهى تطهير جرحه وأعاد تضميده..ثم أمسك هاتفه وإتصل ب أحدهم..ثوان وأتاه الرد من الطرف الأخر
أيوة يا سيادة المقدم...
وضع يونس الهاتف ما بين رأسه ومنكبه وشرع في إرتداء ثيابه ثم تشدق
أيوة يا محمد..إيه الأخبار!
البيه عامل حفلة بمناسبة رجوعها وهى هتروح تحضرها
توقف يونس عن إرتداء ثيابه وقد إشتدت عضلات فكه ب ڠضب..ثم تساءل ب صوته الملغم ڠضبا
وبعدين!!
توجس محمد من نبرته تلك ولكنه تغاطى عنها..ليتنحنح ثم أكمل
الحفلة هتبدأ ع عشرة كدا..يعني بالظبط ف معاد رجوعك...
كمل
بس كدا
تساءل يونس ب نبرة ذات مغزىيعني مشفهاش إمبارح!
ولكن صمت محمد ولم يستطع الحديث..كز يونس على أسنانه ب قوة كادت أن تهشمها..وقد كور يده ب ڠضب شديد حتى إبيضت مفاصله..وب صوت لم يخلو من العتاب والحنق
بقى هى دي الأمانة يا عدي!..ماشي
ثم وجه حديثه إلى محمد وأكمل ب جدية...
عاوزك تجبلي مأذون من تحت الأرض..الساعة عشرة تستناني ومعاك المأذون..فاهم!!!
ولم يترك له المساحة للرد ف أغلق الهاتف..قذفه ب عڼف على الفراش وأكمل إرتداء ثيابه ب عصبية...
دق جرس الباب ليتجه إليه يونس وفتحه ف وجد محمود أمامه وبلا أي مقدمات
يلا الطيارة جاهزة...
أماء يونس ب رأسه ثم تركه وإتجه إلى الداخل..جمع حاجياته ودلف إلى الخارج...
هبطا سويا الدرج ف تشدق محمود ب هدوء
سيف لسه هنا
توقف يونس عن الهبوط ثانية ثم عاد وأكمل..ليقول ب برود إمتهنه
مش مهم عندي سيف دلوقتي..دوره جاي
تمام..أنا حبيت أقولك
هز يونس رأسه وقال ب رزانةكويس إنك عرفتني..إرميله العضمة وخليه ينزل مصر...
ضحك محمود وأكمل طريقه مع يونس...
وقفت أمام منزل عز الدين وهى تقبض على يدها ب قوة..تشعر ب نفور حاد منه ومن دلوف منزله..ولكن ب الأخير ضغطت على نفسها وتقدمت منه..لم يجتج أفراد الحراسة معرفة هويتها أو تحقق منها..ف هى خط أحمر ب النسبة للجميع..
دلفت إلى حديقة المنزل ف وجدت الجميع في حالة إستنفار..الخدم تعمل على قدم وساق..والعمال ترهق نفسها عملا..زفرت ب إختناق وكادت أن تعود أدراجها..إلا أن صوت عز الدين جمدها مكانها
حبيبتي!!..رايحة فين!
كزت على أسنانها ب شراسة..وفي ثوان أخفت إشمئزازها ثم إلتفتت إليه ب بطء وقالت
مش رايحة المكان هنا زحمة وكنت هقف ف الجنينة اللي ورا
تقدم منها ثم قال ب حنوطب تعالي مټخافيش..أنا محضرلك السويت بتاعك...
كاد أن يمسك يدها اليمنى ولكنها أبعدتها ب ذعر..عقد ما بين حاجبيه وتساءل ب تعجب
مالك يا بتول..ليه مش عوزاني أمسك إيدك!
أجابته ب تلعثمم..مفيش
ولكنه رد ب إصرارلأ فيه
ثم جذب يدها اليمنى بغتة..وحدق بها ف وجد بنصرها خالي من خاتم خطبتها وحل مكانه حلقة نحاسية غريبة..ظل يحدق بها ب جمود وبتول دقات قلبها تتصارع وبدأ تنفسها يعلو..رفع أنظاره لها وتشدق ب نبرة جامدة
فين الخاتم يا بتول!
أغمضت عيناها وقالت ب ذعرمع..معرفش
رغما عنه صړخ ب وجهها متعرفيش إزاي!!
وعلى إثر صراخه إلتفت الجميع وقد
توقفوا عن العمل..أجفلت بتول من صراخه وظلت ترف ب عينيها عدة مرات لتزيح تلك العبرات التي كادت تهطل..أغمض عيناه ب ڠضب وسب نفسه ما أن رأى خۏفها وعيناها التي لمعت..فتح عيناه مرة أخرى وتشدق ب إبتسامة
أسف يا حبيبتي مش قصدي أزعق...
لم ترد عليه بتول..ليتقدم خطوة أخرى وأمسك يدها مرة أخرى..ليرتجف بدنها..وقد زاغت عيناها ب توتر..عاد عز الدين يتحدث ب نبرة حنونة
متزعليش..أنا بس زعلت لما ملاقتش الخاتم..أكيد ضاع منك صح!
هزت رأسها ب نعم وجذبت يدها منه ب قوة..ب الرغم من رفضه لتركها إلا أنه لم يرد أن يخيفها ف تركها..وب تهدج نطقت
ف..فين السويت بتاعي..عشا..عشان أجهز...
هخلي حد من الخدم يوصلك...
ثم أشار إلى إحدى الخادمات التي أوصلتها الجناح الخاص ب تجهيزها...
دلفت إلى الداخل تتأمل ما فيه..أثاث كلاسيكي ممزوج ب حضارة العصر..ألوان نبيذية مختلطة مع اللون الفضي...
نظرت إلى الفراش ف وجدت ثوب أسود من خامة الشيفون مبطنة..لامسته ب يدها وتأملته كان النصف العلوي من خامة لامعة مزينة ب فصوص الألماس اللامعة وما فوق الصدر و الأذرع ملتفان ب نوع من القماش الشفاف من نفس اللون..والجزء السفلي من طبقات التل..ف كان أشبه ب ثوب سيندريلا...
لو إختلفت الظروف..لو بقت عاشقة له..لو لم تتقابل مع يونس..لكانت قفزت من السعادة والإنبهار..ولكن ما دار بها هو النفور و الكره...
إستمعت إلى دقات وصوت أنثوي من الخارج..لتتنهد وتقول
أتفضلي..
ودلفت سيدة جميلة الملامح..بدءا من وجهها الأبيض وعيناها الملونتان ب لون العسل..إلى حجابها الرقيق الذي زادها جمالا..وبعدها دلف عدة فتيات أخرى..تحدثت الفتاه ب إبتسامة
أنتي خطيبة مستر عز ..مو أليس كذلك!!
أماءت ب رأسها وقالت ب فتورأيوة..حضرتك مين!
تقدمت منها السيدة و وضعت يدها على ذقنها ثم قالت ب إبتامة بشوشة
لك ما شالله...ما شالله..أديشك كم أنت چميلة..عنجد حقا أنتي ما راح تحتاچي لشي..لك هل جمال شو يؤبرني...
ضحكت بتول ب قوة ثم قالت ب مرح
مع أني مش فاهمة أنتي بتقولي إيه..بس دا أكيد مدح فيا..صح!
ضحكت السيدة وقالتإيي بلى..صح..يلا نبدأ
دفعتها لتجلس على مقعدا ما وبدأت رحلتها في وضع مستحضرات التجميل...
كان يونس يجلس ب الطائرة التي أقلعت منذ فترة طويلة و قد بدى عليه التوتر..إنتبه له محمود وتساءل ب عقدة حاجب
مالك يا سيادة المقدم!..متوتر ليه كدا
رد يونس ب إقتضابمفيش..
لأ فيه..أكيد مش من الطيارة..دي مش أول مرة...
زفر يونس ب إختناق ثم تحدث وقد سمح لنفسه ب الحديث عله يجد الراحة
خاېف ملحقهاش
هى مين!
وبلا تردد أجابمراتي
عقد محمود ما بين حاجبيه ب دهشة وقال ب شيئا من الدهشة
هو حضرتك متجوز!..أنا أول مرة أعرف
هز رأسه ب نفي ثم قالدا ب إعتبار ما سيكون...
بدى على وجه محمود الحيرة ب درجة أكبر..ولكنه هز كتفيه ب قلة حيلة ثم قال ب هدوء وكأنه أراد مواساته
إن شاء الله هتلحقها..متقلقش
سألع يونس ب توترقدامنا أد إيه ونوصل!
نظر محمود إلى ساعته..ثم نظر إلى يونس وقال
مفضلش كتير..كلها أربع ساعات ونوصل..
ضړب يونس المقعد ب عڼف وقال ب حدة
لسه فاضل كتير
ربت محمود على مكنبه وقاللو تحب نزود السرعة..مفيش مانع
رد عليه يونس ب لهفةياريت...
أماء محمود وهو يبتسم..ثم إنحنى ب جسده إلى الأمام وهمس ل سائق الطائرة ب كلمات مقتضبة..أماء الطيار ب طاعة..عاد إلى مكانه وقد شعر يونس ب إسراع الطائرة..نظر إلى محمود ب إمتنان وقال
شكرا يا محمود
العفو ع إيه بس..إحنا ف الخدمة...
أخرج يونس هاتفه وإتصل ب محمد الذي رد بسرعة
أيوة يا يونس..في حاجة!
أجابه يونس ب صوته الرخيمقدرت تتصرفلي ف مأذون!
ضحك محمد على كلمته تتصرفلي..ثم همس في نفسه
هو بنطلون!
تنحنح محمد ثم قال ب جدية
أيوة..وإحنا جايين نستقبلك
حلو..أنا كمان ساعتين وهكون عندك
تمام
وكاد أن يغلق ولكن هتاف يونس أوقفه ليسأله ب هدوء
في حاجة!
فكرتلي هدخل الحفلة إزاي!!
نظر محمد إلى الحقيبة ب المقعد الخلفي ثم تشدق ب غرور
عيب عليك يا معلم..
تمام أوي..متتأخرش يا محمد
متخافش..أنت وراك رجالة...
ثم أغلق الهاتف..وما كاد أن يضعه حتى صدح مرة أخرى..تناوله ف وجد صديقه عدي..رد عليه ب هدوء
أيوة يا عدي
محمد!!..أنت فين!
رايح ليونس دلوقتي..أنت اللي فين!
أنا وراك أهو...
قالها وهو يبعث أضواء ب سيارته لينتبه محمد إليها..ف بادله لكي يشير إليه أنها قد وصلته ثم قال
خلاص شوفتك..
هو لسه مصمم يروح لعز!..
تنهد محمد ب قلة حيلة وقالأنت عارف أخوك
منا عشان عارفه..وخاېف من اللي هيعمله..عاوز أمنعه ب أي طريقة
إبتلع محمد ريقه ب
توتر وقال ب صوت لا يقل عن توتر جسده
هو أنت عرفت التقيلة!
عقد ما بين حاجبيه وقالاللي هو!
طب بلاش..أنت كدا كدا هتعرف كمان شوية..
يعني..آآآ...
ولم يسمح له ب أن يكمل حديثه إذ أغلق الهاتف ب وجهه..ف علم عدي أت يونس يدبر لشيئا ما وب الطبع ستحدث کاړثة...
وبعد عمل دام ساعات..كانت بتول شبه جاهزة..ولم يتبق سوى الثوب..لملمت السيدة حاجيتها وقالت ب إبتسامتها
متابعة القراءة