رواية رائعة للكاتبة اسراء علي
المحتويات
تحط على الأراضي المصرية..هبطت بتول من الطائرة لتجد عدي يقف أمامها ينظر إليها شزرا ونظراتها لم تقل عنه..دنى منها وب تجهم قال
قدامي يا ست الحسن
إنتفخت أوداجها ڠضبا ومن ثم هتفت ب حنقأحترم نفسك يا ظابط نص كم أنت..ويلا عاوزة أشوف أهلي..
كظم غيظه ومنها ولم يرد..أشار ب يده لها كي تتقدمه..ب الفعل تحركت ب خطوات واثقة مرفوعة الرأس..شامخة..إرتفع كلا حاجبيه ب عجب وتمتم ب تعجب
الفصل الخامس والعشرون
يا حبيبتي البعد طال..وأنا قلبي داب من الإنتظار...
الشمس تطلع كل يوم..وأنتي غايبة ليل نهار...
كانت تتقدمه ب بضع خطوات وهو خلفها يعض شفتيه غيظا من عنجهيتها و شموخها اللا محدود..تسير أمامه وكأنه طليقها وقد فازت ب دعوى الطلاق..وسؤال واحد تردد في خلده..كيف أحبها يونس!...
حبيب القلب هنا!!
إلتفتت ب حماس وقد لمعت عيناها ب سعادةيونس!!
يونس!!..عقد ما بين حاجبيه ب تساؤل ودهشة..ثم تساءل ب حيرة
وإيه علاقة يونس ب الموضوع!!...
مالت ب رأسها إلى اليسار و تساءلت ب توجسأومال قصدك مين!
لوى شدقه وقال ب تهكمسيادة الوزير...
تجمدت قدماها عن السير..وقد سرت في جسدها رجفة..نوبة ذعر أصابتها وأخذت تهز ب رأسها يمينا ويسارا ب رفض تام..تعجب عدي من وقوفها وإلتفت إليها ليجدها على تلك الحالة المذعورة..عقد ما بين حاجبيه ب عدم فهم وقال
هذت ب هستيريةمش عاوزة أشوفه..هيعتدي عليا زيهم..هيموتني لو رفضت..
حل عنه عدم الفهم وبدأت تتوضح الصورة..ف هى قد علمت كل شئ..هذا ما أخبره إياه يونس..تقدم منها وقد إرتخت معالمه المتجهمة إلى حد ما ثم قال ب هدوء
أهدي..أنا أصلا وعدت يونس أنه مش هيقربلك..مټخافيش...
ولكنها ظلت تهز رأسها ب خوف..إلا أن عدي جذبها من يدها وقال بنفاذ صبر
وأكمل جره لها وكأنها شاه..وهى ترتجف خوفا وعيناها تدمعان..لم يكترث لها عدي وأكمل طريقه..وصل إلى السيارة والتي كانت بها روضة التي أصرت على الحضور ف كم أخبرها عدي ب كرهه لتلك الفتاه...
فتح باب السيارة الخلفي ودفعها ب خفة داخله وأغلق الباب..ثم إتجه إلى مقعده ب وجه خالي من التعبيرات..نظرت إليه روضة وتساءلت ب خفوت
نفخ ب ضيق وقالوهو حد يبقى معاه البلوى دي ويبقى كويس
إلتفتت روضة تتطلع إلى التي ترتجف ب الخۏف ف شعرت ب الشفقة عليها..إستدارت إلى عدي مرة أخرى ثم حدثته معاتبة
مينفعش كدا..البنت مېتة من الړعب ورا..
أدار عدي المحرك ثم تطلع إليها من المرآة الأمامية..تشدق وهو ينظر إلى روضة ب حنق
لولا يونس وصاني عليها مكنتش بقيت حنين معاها كدا...
تفضل ب الدخول
دلف يونس ب تمهل ونظرات متفحصة للمكان..أغلقت أنچلي الباب ثم أضاءت الأنوار..وب تفحص سريع..علم ب وجود كاميرات مراقبة صغيرة وب حنكة رجل مخابرات أستطاع التعرف على أماكن تواجدهم..إنتشله صوت أنچلي وهى تقول ب إنهاك
أختر غرفة كيفما شئت..المنزل نظيف وأنا لا آتي إلى هنا كثيرا...
مط شفتيه وتساءل ب برودوأنت أين ستمكثين!
رفعت حاجبيها ب تعجب ومن ثم قالت ب بساطةهنا..معك
إرتسمت شبه إبتسامة ساخرة على وجهه لم تلحظها هى..إصطنع اللامباه وقال
كيفما شئت عزيزتي...
نزعت حذاءها ذو الكعب العالي وحلت رباطة خصلاتها ثم جلست وقالت ب إهتمام
ماذا سنفعل الآن
جلس على مقعد أمامها وقالسننتظر...
صمت قليلا وإختلس النظرات يدرس بها الوضع العام للمنزل حتى يهيئ نفسه للهروب في أي وقت وكذلك رصد الأماكن التي لن تطولها الكاميرات..رفع رأسه بعدها أنتهى من تقييمه وتشدق ب جدية
أريدك أن تختفي عن الأنظار..لا تخرجي من هذا
المنزل أبدا...
وإن سألني سام!!
أخبريه أنك مختبئة خوفا من تلك العصاپات التي تريد ما معك..وأنك مختبئة في أحد الأماكن...
ثم أشار ب تحذير قائلا
إعلمي جيدا ب أن سام سيحاول قټلك إن سنحت له الفرصة ب ذلك
أعلم جيدا
قالتها ب برود وهى تتلاعب ب خصلاتها الڼارية..إلا أنها توقفت فجأة وسألته ب شيئا من الغموض
لم أرسلت فتاتك بعيد!
عقد ما بين حاجبيه وتساءل ب برودولماذا تسألي
رفعت منكبيها ب فتور وتشدقت هكذا من باب الفضول
نهض يونس عن مكانه وتوجه إليها ثم إنحنى ب جذعه العلوي حتى إقترب من وجهها..وتشدق ب نبرة ذات مغزى
وأنا سأشبع فضولك حلوتي..
إبتسم ب مكر وأكمل
لأنني أخشى عليها مما سيصبيها مما أفعله..لأنني أحبها بل أنا أتنفسها ولن أعشق غيرها..كما أنني لن أقوم ب خيانتها..ف هى ستكون زوجتي قريبا ولن أدع أحدا يفسد علينا صفوة هذا العشق
إمتعضت ملامحها ب قوة وقد ظهرت إمارات الڠضب جلية على وجهها..تفهمت ما يرمي إليه لتقبض على ذراع المقعد ب قوة..حاولت أن تخفي نبرتها الغاضبة وهى تتحدث ولكن لا فائدة
حقا يا رجل!!..
مطت شفتيها وهى تقول ب مكر وڠضب
أنا أعلم الرجال جيدا لا يكتفون ب إمرأة واحدة بل لا يشبعهم جيش ب أكمله..الرجال كلهم سواء يتتبعون غرائزهم ورغباتهم الحيوانية..وما أن تزول...
رفعت منكبيها وأكملت ب بساطة
هكذا يقذفونها بعيدا..ثم تأتي أخرى وأخرى وهم لا يملوا أبدا..بل تزداد رغباتهم توحشا...
قهقه يونس كثيرا..فهو يعلم أنها تقول ذلك لكي تجذبه إليها..ولكنه لم يتأثر ب مقدار ذرة..ف وضع سبابته على طرف أنفها ثم قال ب مرح
لست من ذاك النوع الحقېر...
عقدت بتول ذراعيها أمام صدرها وظلت ترمق عدي ب نظرات ساخطة..ف كلما تكلمت كان يزجرها ب عڼف..إلتفتت إليها روضة وعلى وجهها إبتسامة بشوشة وتشدقت
أنتي أسمك بتول صح!
ردت بتول ولا تزال تنظر إلى عدي ب سخطأه
ضحكت روضة وقالتوأنا روضة
إبتسمت بتول نصف إبتسامة وقالتاسمك حلو...
مرسيه
قالتها ب إبتسامة ثم إلتفتت إلى عدي وقالت ب همس
ما البت كيوت أهو
نظر إلى بتول شزرا ثم قال ب تهكم
دي برغوت مش كيوت
شهقت بتول وقد حلت ذراعيها عن صدرها وقالت ب حدة و سوقية
أنا برغوت يا صرصار أنت!!..
أشار ب يده إليها وقالشوفتي طولة اللسان!
إقتربت بتول ولكزته في ظهره ب قوة آلمته ..ثم هدرت ب إشمئزاز
أنت اللي بدأت..وأنا مش بسكت عن حقي
هدأتها روضة خلاص يا بتول محصلش حاجة
صړخ عدي محصلش حاجة إزاي!..دي ضړبتني
كتمت روضة ضحكاتها ب صعوبة على ذاك الثنائي الأكثر من مضحك..ربتت على كتفه وقالت ب نبرة مكتومة
معلش يا حبيبي
إبتسم عدي لها ولم يرد..بينما تساءلت ب عقدة حاجب
هو أنتي أخته!
أمسك عدي يدها وقاللأ خطيبتي وقريب هنتجوز
إبتسمت روضة ب خجل وقد تخضبت وجنتيها ب اللون الأحمر..تحركت بتول من مقعدها وإقتربت من روضة التي نظرت لها ب ترقب..ف همست الأولى
متتجوزيهوش
ضحكت روضة وقالت ب همس مماثلليه!
نظرت له بتول نظرة خاطفة ثم عادت تهمس ب أذن روضة وقد تقلصت عضلات وجهها ب حنق
مكشر على طول مبيضحكش لحد اما وشه هيكرمش وهيكون زي اللي عنده خمسين سنة...
صمتت ثم قالت قبل أن تبتعد
خدي بالك دا من النوع النكدي..يعني لو ضحكتي ف وشه ممكن يحدفك من الشباك...
إلى هنا ولم تستطع روضة كتم ضحكاتها والتي صدحت مع بتول..ضيق عدي عيناه وقال ب ڠضب
هي قالتلك إيه!
ردت عليه بتول ب إستفزازبسألها ع مقاش جزمتها...
رمقها شزرا لتخرج هى لسانها..لتتحول معالمه إلى الغيظ..أوقف السيارة ثم قال ب وجوم
وصلنا...
ثم إلتفت إليها وقال ب تحذير
متتكلميش..آآ...
لم يكمل حديثه إذ وجدها تندفع من السيارة وركضت إلى داخل بنايتها فقد إشتاقت حقا إلى عائلتها..لېصرخ عدي ب نفاذ صبر
شوفتي!!
ربتت على يده وقالتمعلش..أطلعلها...
نفخ ب ضيق عدة مرات..ثم هبط من السيارة وأغلق بابها ب عڼف وصعد إليها...
وعلى الجانب الأخر ظل عز الدين ينتظر كثيرا ولكن لا أحد يأتي إلى هنا..نظر إلى ساعته ذات الماركة ب نفاذ الصبر وأمر أحد حرسه ب جفاء
شوفلي حد من جوه..بقالي ساعة واقف ومحدش جه
رد الأخير عليه ب طاعةحاضر يا فندم...
ثم توجه إلى الداخل..هبط من سيارته و ظل واقفا ب جانبها وهو يحرك ساقيه ب عصبية ثم تشدق ب ڠضب
المفروض توصل من نص ساعة ومحدش جه...
عقد ساعديه أمام صدره..ليجد الحارس قد وصل ومعه أحد الضباط..صافحه ب إحترام بينما عز الدين بادله البرود..ثم قال ب جفاء
أومال
فين الرائد عدي!
عقد الشرطي ما بين حاجبيه وتشدق ب تعجبحضرتك الرائد عدي مي من نص ساعة...
تحولت ملامحه إلى صدمة ثم تساءل ب إنفعال
والبنت المفروض اللي يستلمها!
مشت معاه برضو...
أطلق عز الدين السباب اللاذع من بين شفتيه وتحرك من أمام الشرطي قبل أن يفقد أعصابه ويثور عليه..صعد سيارته متجاهلا نداءات الشرطي وأمر من السائق ب غلظة
أطلع ع عنوان الدكتور إسماعيل
حاضر يا عز الدين بيه...
وتحركت السيارة وعز يكور قبضته ب غيظ وڠضب..ثم هتف من بين أسنانه ب وعيد
طيب يا عدي بيه..إما وريتك...
ثم هدر ب السائق
سرع شوية يا بني أدم...
وبالفعل إنصاع إليه السائق..أخرج عز الدين هاتفه ثم إتصل ب أحدهم ب إقتضاب قال
نفذ...
ثم أغلق الهاتف وتطلع إلى الطريق وهو يمني نفسه ب رؤيتها...
دلف يونس إلى غرفته وكما توقع هناك كاميرات مدسوسة بها..إبتسم ب تهكم ولم يفعل أي شئ..بل دلف إلى المرحاض ومعه الحقيبة..توارى عن الكاميرا الموجودة ب أحد الزوايا..ثم عبث ب محتويات الحقيبة وتخلص من المعلومات الموجودة على الحاسب المحمول و وضعها ب بطاقة ذاكرة..وألتف الجهاز..وضع تلك البطاقة ب سلسال فضي وإرتداه مع البطاقة الأخرى..إرتدى السلسال وأخفاه جيدا ولم ينس ب الطبع وضع معلومات ليست لها قيمة ك فخا لهم..نزع ملابسه ب بطئ وقد ألمه جرحه قليلا...
شرد يونس بها وكيف كانت لمساتها تداويه دون الحاجة ل دواء..تذكر لمستها على ذاك الچرح وتلك الرفرفة الرقيقة على وجنته..وضع يده مكان قبلتها وإبتسم ب حب..يعلم أن لم يتبق سوى القليل ويصك ملكيته لها إلى الأبد..فقط تبقى القليل...
أخذ حماما ساخنا ثم بدأ في تطهير جرحه ب تلك الأدوات البسيطة الموجودة ب خزانة صغيرة..وبعد أن إنتهى ضمده جيدا وأكتفى ب إرتداء سرواله..ليبتسم وهو يقول ب مرح
أه لو بتول شافتني وأنا كدا..كانت عملتلي مرشح عن الأدب...
ودلف إلى الخارج ليجد أنچلي ترتدي منامة صيفية ڤاضحة..تتمدد على الفراش ب طريقة تلهب القلوب..تجبر الكاهن على إرتكاب الخطيئة..ولكن ليس شخص ك يونس..نظر إليها ب جمود تام..ثم غض بصره ما أن وقعت على مفاتنها البارزة وب نبرة غليظة هدر
أغربي عن وجهي ولا تدعني أراك هكذا مرة أخرى...
نهضت ب دلال وهى تتعمد إبراز جسدها وتقدمت منه ب خطوات متغنجة.. وإقتربت منه قائلة ب همس
دعنا نلتحم لمرة واحدة فقط وأعدك لن يعرف أحد...
نظر لها مطولا وقد ظنت أنه بدأ ب الإقتناع..لتقترب أكثر
ليتك تعلم كم أعشق وسامتك..كم
متابعة القراءة