رواية رائعة للكاتبة اسراء علي
المحتويات
تتلاعب ب تلك الحشائش الخضراء..ثم ما لبثت وإنفجرت ضاحكة..تعجب يونس منها وضحكاتها لا تتوقف مما جعله يبتسم ويتساءل
بتضحكي ع إيه!
وضعت يدها على فاها تكتم ضحكاتها ثم قالت ب تشنج ضاحك
أصلي متخيلتش أني أعيش حاجة زي دي..أكشن بقى
وهروب..حاجة زي الأفلام...
حمحمت ثم أكملت
بيفكرني ب فيلم توم كروز وكاميرون دياز..تقدر تقول زيها بالظبط
عقدت ما بين حاجبيها وتساءلتاللي هي!!
إقترب يونس من وجهها ثم همس
أنه كان..آآ
أشارت ب سبابتها ب تحذير ثم قالت ب حدة
شوف إياك..إياك تفكر ف حاجة زي دي وإلا
قهقه يونس ثم قال ب إستمتاعوإلا إيه!!
ضيقت عيناها ب ضيق ثم قالت ب مكر
بلاش أقولك...
ليبادلها المكرلأ قولي..ولا أنتي أخرك فاضي
أنا مش أخري فاضي..وع فكرة أقدر أعمل حاجات كتير
تمدد على الأرض العشبية ثم وضع كلا ذراعيه أسفل رأسه ثم قال ب خبث
وريني حاجة من الحاجات الكتير...
لم ترد عليه بل ظلت تتنفس ب صوت عال يدل على مدى ڠضبها..إبتسم يونس ب إستفزاز وأغمض عيناه...
ثوان وشعر ب أنفاس ساخنة تلفح وجهه جعلته يفتح عيناه سريعا..ليجد وجهها قريب من وجهه ب شدة..حتى أن خصلاتها القصيرة تناثرت على وجنتيه..إتسعت عيناه وهو يراها ترمقه ب تحدي واهن وخاصة أن تلك الحمرة قد إكتسحت وجنتيها...
إبتعدت عن وجنته وكادت أن تبتعد عنه نهائيا..إلا أن يده التي وضعها خلف عنقها أعاقت تحررها..كانت عيناه تتوهج ب وهج أصابها ب الړعب..جعلها تهتف ب جزع
همس يونس ب صوت أجشمتولعيش ڼار أنتي مش هتقدري تطفيها
ولم تعلم لما إبتسمت وهمست ب تلك الكلمات
بس عارفة أن الڼار دي مش هطولني ولا هتأزيني..مش كدا يا يونس!!
إبتسم يونس وهو يزيح خصلة خلف أذنها وهمس ب عشق خالص
كدا يا قلب يونس...
ثم أبعد يده عنها ليترك لها المساحة لتتحرك..نهضت هى ونفضت الأتربة عن ملابسها..لينهض هو الأخر ب مساعدتها..إرتدت الحقيبة ثم هتفت ب غرور
إقترب منها خطوة ثم هتف ب عبثما بلااااش
إنتفضت فزعة وركضت ثم هتفت ب توتر
مين قالك إني بعرف أعمل حاجة..أنا بوء أصلا
قهقه يونس ب شدة..ثم لحقها وهو يضع يده على وجنته التي قبلتها..كان لا يزال يشعر ب رطوبتها أسفل أنامله..لتتسع إبتسامته أكثر وهو يقسم ب أغلظ الإيمان أنه لن يهدأ حتى يجعلها ملكا له دائما وأبدا...
هما فين!!
رفع يونس رأسه ليجد الطائرة قادمة في إتجاههما..أخفض رأسه مرة أخرى وقال
أهم..
ث
وحشتنا يا بطل...
ربت يونس على ظهره ثم قال ب إبتسامة
تسلم يا محمد
إبتعدا عن بعضهما ثم قال يونس ب جدية
جاهز!!
مسح محمد طرف أنفه ثم قالكلم عدي..عاوزك
ليه!!
تساءل يونس ب تقطيبة ولكن محمد رفع منكباه دليلا على جهله..أخرج هاتفه وأجرى إتصال مع أخيه..نظر إلى بتول التي تبتسم له ليبادلها الإبتسام..ثم توجه بعيدا عنهما..أتاه صوت أخيه ف تساءل يونس
خير يا عدي !
قص عدي عليه كل ما كان..إحتقنت عيناه ب شدة وإرتجف جسده غضيا..تساءل من بين أسنانه
يعني إيه!
زفر عدي ب ضيق وقاليعني هى مقابل أبونا...
أغمض عيناه ب حزن غاضب..ثم إلتفت إلى بتول التي تطالعه من بعيد..عاد يلتفت وهو يفرك عيناه ب ضعف..هى مقابل أبيه..لا يستطيع تركها ولا يستطيع ترك أبيه..وقبل أن يغرق ب أفكاره ويجد حلا ما..كلن عدي يسبقه بالحديث
يونس مش وقت تفكير..رجعها كفاية عليها كدا..صدقني دا أحسن ليك وليها ولينا كلنا
همس يونس ب حزنمش هقدر
لأ وألف لأ..أبوك أهم دلوقتي..متخليش حبك يعميك عن اللي بيحصل..هى هتضيع منك..وأبوك كمان..أخسر حد فيهم
صمت ثم تابع ليضغط على ذاك الوتر
هتقدر تخسر أبوك !
وكان الرد سريعلأ
خلاص رجعها...
رفع رأسه إلى السماء..ثم نظر إليها مطولا..هتف وهو لا يزال يحدق بها
خد بالك منها يا عدي..هى أمانة ف رقبتك لحد أما أرجع
صمت ثم تابع ب حسرة على الفراق
حافظ على مرات أخوك..متخليش ال دا يلمسها
تمتم عدي ب هدوءحاضر يا أخويا..متخافش...
ثم
أغلق الهاتف وهو يمنع تدفق العبرات من مقلتاه..وضعه في جيب بنطاله..ثم إتجه إليها...
ما أن وجدته يتقدم منها حتى ركضت ب إتجاهه وجذبته من يدن ثم قالت ب حماس
يلا..يلا
إڠتصب إبتسامة وسايرها..كان يسير خلفها كمن يساق إلى إعدامه..رفع نظره إلى محمد وأشار ب رأسه..تفهم محمد وبادله ثم إتجه إلى الطائرة وأدار محركها...
صعدت الطائرة وجذبته..إلا أنه رفع يده الأخرى وحلها عنها..عقدت ما بين حاجبيها ليقول ب حزن
أنا مش جاي معاكي...
شحب وجهها تدريجيا وإرتفع وجيب قلبها ب خوف..إبتسمت ب إرتباك ثم قالت ب عدم تصديق
أنت بتهزر..مش وقت هزار..يلا يا يونس
وكادت أن تمد يدها إليه ولكنه أبعدها..وقال ب قشرة صلابة واهية
مينفعش..
صړخت ب إهتياجهو إيه اللي مينفعش!..ها قولي!..ولا أنت كنت بتضحك عليا!
رد عليها مسرعاعمري ما فكرت أضحك عليكي..بتول انا بحبك
وصړخت هى ب المقابلكداب..أنت واحد كداب
أحاط وجهها بين يديه وقلبه يتآكل حزنا على بتوله..ثم همس ب عشق خالص
لأ مش كداب..أنا بعشقك يا بتول..بعشق كل ذرة فيكي..بعشق كل تفصيلة من تفاصيلك
همست ب تحشرج وقد سالت عبراتهاوعشان كدا بتبعدني عنك صح!!
قاوم عبراته قدر المستطاع وهمس ب صوت مبحوحعشان بحبك وخاېف عليكي ببعدك..شوفتي اللي حصلي واللي كان هيحصلك بسبب ضعفي!..مش هقدر أشوفك ټتأذي بسببي..مش هتحمل...
بدأت في الإنتحاب وقد علت شهقاتها..ليجذبها في أحضانه وهى تحاول التملص منه ولكنه لم يدعها..ظل يملس على خصلاتها...
مر العديد من الوقت ويونس يحاول تهدئتها وإقناعها..وب بجهد مضني وافقت على مضض..ولكن عبراتها لم تتوقف..رفع يدها ثم لثمها وقال ب حزن لمسته
فراقك على عيني
همست ب تحشرجأوعى مترجعليش يا يونس!
جذبها مرة أخرى في أحضانه وإعتصرها ب شدة..ثم قال ب تنهيدة حارة
مقدرش يا قلب يونس..هرجع عشان أسرق أول رقصتي معاكي..هسرقها منك...
وعد!!
أغمض عيناه وقالوعد..
ثم حررها وصعدت الطائرة..أغلق الباب وعيناه لم تتزحزح عن خاصتها الباكية..كان يشعر ب إقتلاع روحه مع إقتلاع تلك الطائرة...
وما كادت أن تصعد الطائرة مسافة مترا واحدا حتى وجدها محمد تفتح باب الطائرة ليهتف ب جزع
يا أنسة!!
ولكنها لم ترد عليه بل قفزت من الطائرة..ب التزامن مع إرتفاع أنظار يونس إلى الأعلى..ف تفاجأ بها تقفز..ليستقبلها ب أحضانه بلا وعي أو تفكير...
أحاطته بتول ب كل قوتها .وهو يحتضنها وكأنها النفس الأخير الذي سيتنفسه..رغما عنه إبتسم هاتفا
أه يا مچنونة...
أنا غبية..والله غبية...
ضحك يونس ثم قال وهو يدفن رأسه في خصلاتهامصدقك من غير أما تحلفي...
شددت من إلتفاف يدها حول عنقه ودفنت رأسها أكثر..ثم صړخت ب صوت مبحوح
أنا بحبك..بحبك أوي يا يونس...
الفصل الرابع والعشرون
كلمة السر التي تفتح جميع الخزائن..هي كلمة الحب...
تجمدت يداه عليها..تخشب جسده وبدت على ملامحه الغموض وكأنها قالت طلاسم يعجز عن عقله ترجمتها..بينما هى ظلت تحتضنه وتبكي...
أخيرا إستعادت عضلاته القدرة على الحركة..أبعدها عنه وقد إرتفع وجيب قلبه وكأنه يخشى أن ما قالته خيال..إزدرد ريقه ب صعوبة ثم قال ب خفوت
أنتي قولتي إيه!!
أزالت عبراتها ب يدها وقالت ب إبتسامة خجولةقولت بحبك...
أغمض عيناه وأخذ شهيقا عميق وكأنه يستنشق الكلمة التي لم تمر عبر مسامعه فقط..بل وحفرت في فؤاده..وشمت على جسده كله..كلمة طالت نفسه إلى سماعها وكأنها الترياق..
جذبها مرة أخرى في أحضانه ب قوة وإلتفت يداه حولها حتى كادت تعتصرها..ډفن رأسه في خصلاتها وقال ب تأوه
اااه..وأخيرا قولتيها..أخيرا حسيتي بيا
إبتسمت وقالتإتأخرت عارفة..بس مكنش ينفع مقولهاش...
وإلتفت يدها حوله تضع رأسها على صدره..وإبتسامتها العاشقة تحولت لأخرى خجولة..وهى تستشعر قبلته على أذنها..رقيقة مثلها..وجامحة ك مشاعره..ثم همس في أذنها ب سأم
أعمل فيكي إيه دلوقتي!..أحلف ما سيبك وڼموت سوا..ولا أسيبك تروحي وأشتاقلك!
إبتلعت ريقها ب صعوبة وقالتأنا مش عاوزة أشوفه يا يونس..خاېفة!!
خائڤة..كان وقع الكلمة مرعب على مسامعه..أتخاف وقد كتب لحبهما الحياه!..أتخاف وقد وعدها الحماية!..أتخاف وهى تقول أنه الأمان والحصن!..ألا تعلم الأميرة أنها ستحتجز في ذلك البرج المحصن..ذاك البرج الذي لن يتخطاه الأعادي...
تنهد عدة مرات ثم أبعدها عنه وقال ب جدية
إسمعي..قولتلك مټخافيش طول ما أنا معاكي
هزت رأسها ب نفي وهتفت ب إعتراضبس أنت مش معايا
أحاط وجهها ب يديه وتشدق ب حب
لأ معاكي وف قلبك...
كاد أن يكمل ولكن قاطعه محمد قائلا ب نفاذ صبر
يونس..التأخير مش ف صالحنا..هنتكشف
نظر له يونس وأماء ب رأسه..ثم عاد ينظر لها قبل طرف أنفها وقال ب تنهيدة حارة
كل اللي عاوزك تعمليه..أنك تمثلي عليه..أنتي متعرفيش حاجة
مش هعرف
لأ هتعرفي..عشانك..عشان ميقربش
منك..سمعاني!!
أماءت ب رأسها ولا تزال عبراتها تجري..أزال هو تلك اللألئ ب إبهاميه..ثم أب يده وأخرج من جيب بنطاله حلقة نحاسية لفت فوق بعضها عدة مرات ب صورة متتالية لتكون حلقة عريضة..أمسك يدها اليمنى و وضع ب بنصرها تلك الحلقة وقال ب مرح
هو المفروض أطلب إيدك ب خاتم ألماس..بس دا المتاح حاليا...
إمتزجت عبراتها ب ضحكات على عرض الزواج الغريب..لتقول ب إبتسامة وهى تتأمل تلك الحلقة
يعني المفروض أنك بتطلبني الجواز!!
أماء ب رأسه ب قوة..لتعود وتضحك ب قوة..ثم قالت ب سعادة
أنا موافقة..موافقة
تهللت أسارير يونس ما أن نطقت موافقة..كاد يقفز ك المچنون فرحا ب موافقتها..ولكنه أحجم جنونه حاليا..ليرفع يمناها مقبلا بنصرها فوق الحلقة النحاسية مباشرة ب رقة ورقي...
وضعت هى يدها على لحيته الشبة طويلة ثم قالت ب رجاء
إرجعلي بسرعة
هتف ب أبتسامةهرجعلك أسرع مما تتخيلي..هرجعلك وهاخدك ف حضڼي قدام كل الناس..
إقتربت ب بطء وقبلت وجنته ب خجل..ثم هتفت ب صوت شبه متلعثم
هس..هستناك ټوفي بوعدك..دا وعد الحر دين
إبتسم ب عذوبة ثم تشدقدا لما يبقى حر..مش محپوس بين جدران حبك...
وقبلة أخرى على الجبين ثم دفعها إلى الطائرة..نظر إلى محمد وقال ب صرامة
تخلي عدي يسلمها لأهلها...
تمام..
وتحرك محمد من أجل الإقلاع ب الطائرة..وقف أمام الباب وظل ينظر لها من خلفه..تحركت شفتاه وهو ېصرخ ب جنون ما أن بدأت الطائرة ب الصعود
بحبك...
وعلى الجانب الأخر ما أن تلقى من صديقه تحركه بها..إلا وقد إتصل ب عز..ليأتيه صوته البغيض
هااا!
هتف عدي من بين أسنانهحصل..وبتول كمان حداشر ساعة وهتكون ف مصر...
إتسعت إبتسامة عز وقالحلو أوي...
هدر عدي ب صوته الجهوريوأبويا
صمت عز الدين عدة لحظات ليسري التوتر في جسد عدي..إلا أنه قال ب الأخير ب نبرة باردة
تقدر كمان ساعتين ونص توصله بيتكم...
قبض عدي على يده ب غل بائن ثم تشدق من بين أسنانه ب وعيد
نهايتك هتكون ع إيد ولاد العقيد رفعت...
سلام...
قالها عز الدين بلا مبالاه وأغلق الهاتف..وضعه ب جانبه على الأريكة الخلفية..ثم أمر سائقه ب جفاء
إطلع على بيت الدكتور إسماعيل
حاضر يا عز بيه...
وإنطلقت السيارة في إتجاه المنزل...
كان المنزل يسوده حاله
متابعة القراءة