رواية رائعة للكاتبة اسراء علي

موقع أيام نيوز

الأشخاص الحاضرين..حقا لا يعلم ماذا أصاب من هنا ف الجميع أختفى ولا يوجد أثر لأحد...
إبتلع ريقه وهو يجد عز الدين قد وصل أمامه وب جفاء قال
تجبلي بتول من تحت الأرض..وليك حرية التصرف حتى لو إغتصبتها..تجبهالي..سامع!!
جحظت عينا سيف ب قوة حتى كادت أن تخرج من محجريهما..حقا قد فقد ما تبقى من عقله ولكن أثار إشمئزازه ب طريقة مخجلة..ليقول سيف ب تقزز
أنت أكيد أتجننت يا عز..أنت جرى لمخك حاجة!
لم يتأثر..يبدو أنه فقد الحياه طريقة حديثه وهدوءه تثيران الړعب ب طريقة مخيفة..رفع عز الدين أحد حاجبيه وقال ب جمود
معنديش وقت لسؤالك الغبي دا..هتجيبها ولا أتصرف ب طريقتي!
أشاح سيف ب وجهه وقال بلا مبالاهإتصرف بطريقتك
إبتسم عز الدين ب شراسة وهتفحاضر هتصرف بطريقتي...
أشار له ب حاجبيه وقال ب تجهم
بره...
إبتسم سيف ب سخرية ثم خرج..وضع عز الدين يده ب جيب بنطاله..ثم هدر ب اسم أحدهم
جعفر!!!
أتاه المدعو جعفر ب خطواته الرتيبة وهدوءه المثير للأعصاب ثم قال ب إحترام
أؤمرني يا سيادة الوزير
إبتسم عز ب شيطانية وقالطلع كل حبايبنا من المخزن وإعملهم حفلة شوي معتبرة
وبلا ملامح رد جعفرحاضر يا عز بيه...
أخرج عز الدين لفافة تبغ ذات لون بني..ثم أخذ في تدخينها..وأخذ يشاهد جعفر ورجاله وهم يخرجون العديد من الأناسي والذين هم ضيوف حفلته..والصړاخ يدوي وأحدهم ېصرخ ب توسل
إرحمنا يا عز بيه..محدش هيعرف حاجة...
إقترب منه عز ب خطى رتيبة ثم قال ب خبث
منا عارف إن محدش هيعرف..بس دي إحتياطات أمنية...
ثم تجهم وجهه مرة أخرى وعاد يشاهد رجاله وهم يسكبون السائل القايل للإشتعال على الأرضية..والجميع ېصرخ الصحافيون وذوي الشأن والمراتب العليا والجميع ېصرخ ب أنه مچنون ولا أحد يعلم أنه تخطى مرحلة الجنون ب مراحل عديدة..تقدم جعفر منه وهمس
كل حاجة جاهزة...
نظر له من طرف عيناه ثم أشار ب رأسه كي يرحل..تبعه هو ب خطوات تدب الړعب حتى وقف على الباب ثم إلتفت وقال ب نبرة رجل على حافة الجنون
أتمانلكوا سهرة سعيدة...
ثم أخذ أخر نفس من لفافة التبغ وقڈفها أرضا..لتشتعل النيران ب المنزل..أغلق الباب ب إحكام وهو يستمع إلى الصرخات ب الداخل..صرخات لو سمعها معډومي الرحمة كان قد رق قلبه وأنقذهم ولكن عز!!!..كان قد جن ب الفعل..وقف ب جانب ذلك الرجل الهادئ..ثم قال وهو يشاهد إندلاع النيران
زي ما إتفقنا...
حاضر يا عز بيه...
أملا عليه عنوانا ما وقال ب جمود
هتلاقي بنت ف العنوان دا..تجيبها وتحصلني ع المخزن...
وأماء الرجل ب طاعة ورحل..بينما بقى يتابع تآكل النيران لذلك المنزل كما تتآكل ڼار الكره والحقد ب قلبه والإنتقام سيبله الوحيد...
لم يفق من نشوته إلى على صوت طرقات الباب التي تجاهلها المرة الأولى..إلا أن بتول أبعدته
وقالت لاهثة
الباب يا يونس...
وضع وجهه في تجويف عنقها وظل يأخذ أنفاسه المسلوبة رغما عنه وصمت..وب صوت متهدج نطق
ردي أنتي أحسن
ح..حاضر...
أخذت عدة أنفاس لتستعيدها وحاولت تطويع ضربات قلبها التي أبت الهدوء..وب صوت حاولت إخراجه ثابت
أيوة!!
أتاها صوت والدتها الخبيثكل دا عشان تردي!
همست ب جذعيا لهوي إتفضحنا...
ولكن يونس أبعد ما يكون عما تتفوه به الحمقاء..يشتم رائحتها التي تسكره ولا تزال يده تعتقل خصرها..أبعدته عنها وقالت ب ذعر
يونس ماما بره
طيب...
قالها يونس ب تأفف وتركها..إستعادت رباطة جأشها وفتحت الباب..لم يخف عليها نظرات والدتها التي طالعتها ب خبث..ف تشدقت بتول ب تحذير
متبصليش كدا يا ماما الله يكرمك
مصمصت بدرية شفتيها وقالت ب ضحكةهو أنا عملت حاجة..أنا جاية أقولك أبوكي عاوزك
أخذت بتول نفسا عميق ثم قالتحاضر جاية أهو...
ورمقتها والدتها مرة أخرى ب خبث وكذلك يونس الذي إتسعت إبتسامته ما أن رأى حماته..همس ب سعادة
حماتي كدا هتبقى ف صفي..دا أشطه أوي...
أغلقت بتول الباب وما كادت أن تستدير حتى وجدت يونس يحتضنها مرة أخرى وأخذ يقبل عنقها الظاهر..عدة قبلات رقيقة  . يضع بها جميع مشاعره التي رفضتها قبلا..تلاحقت أنفاسها ب صورة مقلقة إلى أن شعرت ب قدميها تخور..ولكن يونس لم يسمح لها ب السقوط..ف أمسكها جيدا من خصرها ثم رفعها إليه...
  مع توقف أنفاسه..تلك الصغيرة ستودي ب حياته لا مفر..همس من بين شفتيه تبعها قوله الحانق
كان لازم أعمل فيها شهم وأقول لأبوكي إني مش هقربلك!..إزاي هستحمل!!...
ولم يقابله سوى تسارع أنفاسها..ليحكم يده حولها ثم قال ب حزم
روحي شوفي باباكي..وإعملي حسابك..هتيجي معايا دلوقتي..أنا مش هستنى لبكرة...
ثم دفعها إلى الخارج تحت ذهولها وعدم قدرتها على الحديث بعد عاصفته منذ قليل..وضعت يدها على خافقها تهدأ من نبضاته وترسم الهدوء على وجهها..ثم سارت ب خطى بطيئة حتى تستعد لمواجهة أبيها ولكنها ما أن مرت ب إحدى المرايات حتى لطمت وجهها وقالت ب شهقة
خبر إسود..منك لله يا يونس..منك لله...
أخذت تنظر إلى عنقها  ف بحثت ب عينيها حتى تجد ما يخفي عنقها..لتجد وشاح والدتها ف أخذته ووضعته حول عنقها ب إهتمام حتى لا تظهر عنقها المفعم ب مشاعر يونس...
وبعد مدة كان يونس وبتول يودعان عائلتها ب دموع..ليقول إسماعيل ب رجاء
هى أمانة ف رقبتك..أنا سلمتهالك وأنا مطمن إني سلمتها لراجل
ربت يونس على ذراع حماه ثم تشدق وهو ينظر إلى بتول ب حب
متوصنيش على روحي يا عمي..بتول كمان أغلى من روحي...
جلس سعد أمامه وقڈف ملفا ما على الطاولة وعدي يستند إلى الحائط خلفه يرمقه ب إزدراء..كان رفعت أو من شق الصمت ب حديثه الساخر
هتفضلوا تبصولي كتير!!
ولم يرد أحدا عليه..بل أزاح الأوراق إلى رفعت والذي بدوره أعادها إلى سعد وقال بفتور
عارف فيها إيه
ومش همك!
إنطلق هذا السؤال من عدي..والذي أكمل ب حدة
الملف دا فيه بلاويك أنت وعز..فيه كام روح قتلتم كأنكم نصبتوا نفسكم عزرائيل..كام سړقة سړقتوها..كام صفقة أدوية فاسدة دخلتوها مصروكام واحد ماټ..فيه كام سلاح مسكتوه لشباب زرعتوا فيهم مفاهيم إن يا الإسلام يا الإرهاب..الإسلام اللي متعرفوش عنه حاجة..فيه كام شاب ضحكتوا عليهم ب السفر برة وأنتوا كنتوا بتسلموهم تسليم أهالي لتجار الأعضاء وتروحوا تقولو لأهله إن السفينة ڠرقت أو الطيارة وقعت...
نظر إلى رفعت ب برود ولم يهتم..لم يشعر ب الشفقة أو الندم لما فعل..بل رد ب جمود
دا اللي تستحقه البلد بعد أما قتلوه..قتلوا ابني قدام عيني
إبنك كان إرهابي و ..إبنك قتل وكان لازم يتعدم..إبنك خان بلده وكان لازم يدفع التمن...
ضړب رفعت سطح الطاولة ب عڼف وڠضب..وساد الصمت..إرتخى في جلسته ونظر إلى سعد ثم تشدق
شوف شغلك يا سعد..أنا لا هنكر ولا هعترف..وأنت ف إيدك الأدلة..خلصني من الفيلم الهندي دا...
سحب
سعد الملف ونهض ب كل وقار..ثم تشدق أخيرا ب جفاء
زي ما تحب..محاكمتك هتكوم كمان يومين..والحكم هيتنفذ بعد المحاكمة بيومين...
ثم دلف إلى الخارج وتبعه عدي..أغلق الباب وتحدث مع سعد ب حنق
مش ممكن يكون بني أدم...
أشار سعد ب يده وقال ب هدوءخلصنا..المحكمة هي اللي هتقوم بالواجب بعد كدا..الموضوع دا ميتفتحش تاني...
أماء عدي ب رأسه ليسأله سعد مرة أخرى
يونس مش جاي!!
أيوة..هيروح عشان يتكلم مع أبو مراته
غبي وهيفتح أبواب جهنم ع الكل...
هز عدي رأسه ب قلة حيلة لم يرد..بينما ركض أحد الضباط وبعدما أدى التحية العسكرية..قال ب ذعر
بيت سيادة الوزير عز الدين ۏلع ب المسئولين اللي فيه...
أغلقت الهاتف مع عدي والذي بدى وكأنه يصارع الرياح..الجميع يتكالب ضده..أخذت تهدأه وتبث في قلبه الإطمئنان إلا أنها كانت تشعر ب أن هناك خطبا ما سيحدث..ظلت تبتهل إلى الله أن ينتهي كل شيئا على ما يرام...
دلفت إلى غرفتها هى تستجدي النوم ولكن كيف وحبيبها يعاني..تنهدت ب تعب ثم جلست وأخرجت إحدى الكتب المفضلة لديها وأخذت في قراءتها حتى غفت مكانها...
بعد مرور عدة ساعات..إستيقظت روضة على صوت غريب منبعث من المطبخ..نهضت وهى تعقد حاجبيها ب تعجب..ثم همست لنفسها
هو في قطة دخلت المطبخ ولا إيه!!
ولكنها هزت منكبيها ب فتور وتحركت إلى الخارج..أضاءت الأنوار ثم توجهت إلى المطبخ وكما توقعت هرة تعبث ب محتويات المطبخ..زفرت روضة ب يأس ثم قالت وهى تنظر إلى الهرة
يعني أعمل فيكوا إيه عشان تبطلوا تخشولي ف نص الليل كدا...
ثم تحركت في إتجاهها وأخرجت لها بعض الطعام لتأكل..سمعت مواء الهرة والتي تدل على سعادتها في الحصول على الطعام أخيرا..سارت ب يدها على جسد الهرة وتساءلت فجأة
أنتي ډخلتي إزاي!!
ونظرت إلى نافذة المطبخ لتجدها مفتوحة زفرت ب ضيق وقالت
ډخلتي من الشباك..بس أنا قفلاه..يمكن مقفلتوش كويس...
هزت رأسها ب نفاذ صبر ثم أخرجت الهرة بعدما أنهت طعامها..أغلقت النافذة وعادت إلى الغرفة..وما أن دلفتها حتى وجدت من يكمم فاها..ظلت تصرخ صرخات مكتومة وتركل حتى خبت قواها وفقدت الوعي..وضع ذاك الملثم يده أسفل ظهرها والأخرى أسفل ركبيتها ثم حملها وإتجه إلى الخارج...
إستيقظ سيف على صوت هاتفه ب الصوت الخاص ب وصول رسالة..نهض ب تكاسل ثم أضاء الأنوار ومد يده إلى الهاتف وإلتقطه..فتح الرسالة وما أن أبصرها حتى إنتفض ك الملسوع وهو يرى حبيبته فاقدة للوعي و مقيدة..لم يسعفه الوقت ل التفكير ف أتاه إتصال من رقم روضة..وعلى الفور وضع الهاتف على أذنه وتشدق ب لهفة
روضة!. حبيبتي أنتي كويسة!!
أتاه صوت غليظ وهو يقولحبيبتك مش فاضية دلوقتي..تقدر تقول مسافرة رحلة ف عالم تاني
هدر سيف ب عڼف وعيناه تقدحان شررأقسم بالله لو إيدك مستها..لاكون مقطعك حتت...
لم يسمع رد سوى صوت تنفس هادئ..ليعود ويصدح ب برود
والله كل دا متوقف عليك..هتعمل خدمة وترجعلك حبيبتك صاخ سليم
على چثتي و روضة هترجع..
متتأملش كتير عشان روحها و روحك ف إيدي..دي خدمة صغيرة..تعملها حبيبتك ترجعلك...
صمت قليلا وهو يستمع إلى أنفاس سيف الحاړقة ثم قال
هااا..قولت إيه!
كز سيف على أسنانه وهتف ب زمجرةعاوز إيه!
إتسعت إبتسامة الرجل وقال ب هدوءهنبعتلك صورة شخص..تجيبه ع عنوان هنديهولك وبكدا ترجعلك حبيبتك
مين!
قولتلك هنبعت الصورة..موافق ولا لأ!!
رد عليه سيف ب ڠضبماشي..بس أقسم بالله...آآآ...
ولم يكمل حديثه إذ أغلق الرجل في وجهه..قبض على الهاتف ب ڠضب حتى كاد يهشمه..ظل يحدق أمامه ب قتامة وبداخله يتوعد إذا أصابها سوء..أفاق على صوت الرسالة ليفتحها..ثم صړخ بعدها ب ڠضب جامح
ھقتلك يا عز..ورحمة أمي ھقتلك يا ...
دلفا معا إلى المنزل وقد بدى عليه السكون..أضاء يونس الأنوار ودفع بتول إلى الدلوف..ف بعد حديثه الطويل مع أبيها حتى وافق أن يرسلها اليوم معه..أغلق الباب وهمس
أدخلي...
ولكن فجأة فتح باب غرفة والدته..التي دمعت عيناها..وهمست ب نشيج
يونس!!...
أسرع يونس يحتضن والدته والتي لم تكف عن تقبيله والنحيب على رجوعه..قبل كفها عدة مرات وهى لا تسمح له ب الخروج من بين أحضانه..همست صفوة مرة أخرى ب إشتياق
وحشتني يا قلب أمك
قبل جبينها وقال ب إبتسامةوأنتي كمان يا ست الكل
ولكن والدته ظلت تبكي..أزال يونس عبراتها وقال ب حنو
خلاص متعيطيس يا ست الكل..أنا أهو ف حضنك
تم نسخ الرابط