رواية رائعة للكاتبة اسراء علي
المحتويات
من الركود..وكأن الطقس أصبح غائم والسماء تمطر ب غزارة..خمول شديد حل على أصحاب المنزل منذ إختفاءها...
والدتها تضع صورتها ب أحضانها وتبكي..و والدها لم يترك أحدا من معارفه ولم يطلب منه المساعدة..أخيها الذي إستطالت لحيته وقد بدأ يصيبه اليأس..فقد لذة الحياه مع فقدها...
صوت طرقات على باب المنزل نبأت إسماعيل الذي نهض ب فتور من مقعده ليتجه ناحية الباب..فتحه ليجد عز يقف أمامه..ف هتف ب ذهول
تسمحلي أدخل يا عمي!
تجهم وجه إسماعيل ب شدة فهو لم ينس أن ما حدث كان هو السبب الرئيسي به..إبتعد قليلا ليترك له المساحة ثم قال ب إقتضاب
إتفضل...
دلف عز الدين ولم يتعجب من حالة التهجم التي أصابته..ف هو يعلم أنهم يلوموه على ما أصاب إبنتهم..دلفت بدرية خارج الغرفة وهى تتساءل ب فتور
مين يا أبو...
وإنقطعت جملتها ما أن رأته أمامها..تطاير من عينيها الشرر إنطلقت في إتجاهه ك قاڈفة صاروخية وهى تهدر ب عڼف
قالتها وقد أتبعها نشيج..أمسكته ب تلابيبه وظلت تهزه ب قوة وب حړقة قلب أم على فلذتها قالت
ضيعت بنتي منك لله..حسبي الله ونعم الوكيل فيك..حسبي الله ونعم الوكيل فيك..بنتي ضاعت..بنتي ضاعت مني
قالتها ب تحسر..أما عز ف بقى جامدا يلا يتحرك..يعلم أنه يستحق ف هو من أوقعها في تلك المعضلة..أسرع إسماعيل يبعدها عنه وهو يقول ب حدة
كادت أن تتحدث ولكنه أشار ب يده لتصمت..ولكنها لم تكف عن حدجه ب نظرات مشټعلة..إلتفت إليه إسماعيل وقال
إتفضل
دلف عز ولم يؤثر به ما حدث..فقط محبوبته ستأتي وتكون ب أحضانه بعد عدة ساعات..جلس في الصالون ومعه بدرية وإسماعيل
وعلى إثر الجلبة الخارجية خرج إسلام..وما أن لمح هو الأخر حتى إرتسمت معالم الشراسة على وجهه..كاد أن ېتهجم عليه ضړبا ولكن والده أمسكه من معصمه وتشدق ب صرامة وحزم
هتف إسلام ب إعتراضبس يا بابا...
قاطعه والدهبلا بس و لا مبسش..أنا قولت كلمة
وعلى مضض جلس إسلام وهو الأخر يحدجه ب نظرات حاړقة..قابل عز كل هذا ب برود..ليبدأ إسماعيل الحديث
جاي ليه
يا عز!!
تنحنح عز وقالأنا عارف أنكوا مش طايقني لأني السبب ف إختفاء بتول
حدجه إسماعيل ب تحذير ليصمت إسلام على مضض..تجاهل عز الدين ما قاله وإستطرد حديثه
أنا عاهدت نفسي إني أحميها..بس فشلت مرة..وندمان..بس والله ما سكت أبدا..أنا عملت اللي عليا كله عشان أرجعها...
إبتسم ب حبور ثم تابع
وعشان كدا هي هتكون هنا كمان كام ساعة...
أنت بتقول إيه!
أيوة يا عمي بتول هترجع النهاردة
إنتفضت بدرية تسأله ب سعادة ممزوجة ب خوف
يعني أنا هحضن بنتي كمان كام ساعة!..طب هي كويسة!..محصلهاش حاجة صح!!
وب الرغم من جهله إلا أنه أماء ب نعم لتتهلل أسارير الجميع ب فرحة جعلت إسماعيل يسجد لله شكرا..لتضم بدرية يدها إلى صدرها قائلة ب بكاء
الحمد لله يارب..بنتي هترجع
وعلى الجانب الأخر ما أن أختفت الطائرة حتى جلس يونس على الأرض يضع رأسه بين يداه وإبتسامته لا تغادر شفتيه..ظلت كلمتها بحبكتتردد في أذنيه مرات لا يعلم عددها...
تمدد على الأرض واضعا يده خلف رأسه وقال ب حزن رصع ب السعادة
وحشتيني من دلوقتي يا بنت السلطان...
وظل عقله يعمل..كيف سيكون اللقاء بعدما ينهي عمله هنا!..بالطبع الإشتياق سيكون سيد الموقف..ليعود ويبتسم وكلمتها تتردد في أذنه...
وعلى بعد أمتار عديدة..كان أحدهم يراقب ما يحدث ب إبتسامة خبيثة..رفع هاتفه وإتصل ب عز الدين
أيوة..كل حاجة حصلت..وخطيبتك مشت
إبتسم عز الدين ب ظفر وقالمنا عارف..أخوه قالي
حك سيف ذقنه وقالطب هنعمل إيه!...
إلتفت إلى تلك التي تتطلع إلى يونس ب هيام..ليضحك ب سخرية..ثم عاد يسأل عز الدين الذي طال صمته
ما ترد!
وأتاه صوت عز الدين الخالي من الحياه ب نبرة تحمل عداء قال
أقتل يونس...
حاضر
خرجت تلك الحروف خبيثة من فاه ذلك المعتوه الذي يحلم هو الأخر ب مۏته..أغلق الهاتف ثم إلتفت إلى ذاك الذي يقف ب جانبه وتشدق
هيا أقتله...
أماء الرجل ب رأسه وتوجه ناحية يونس..أما الأخر ف إلتفت ب خبث وتشدق إلى التي تقبع ب جانبه
إن أردتي الفوز ب ذلك الحب..ف أنقذيه
نظرت له أنچلي ب عدم فهم..ليخرج هو سلاح من خلف جذعه ومد يده به ثم قال ب كلمات ماكرة
هيا أقتلي الوغد الذي سيقتل معشوقك
ماذا
هتفتها ب إستنكار وړعب..ليضع السلاح بين يديها وبنبرة إصطنعت البرود قال
لك الأختيار..أعتقد أنه سيموت لا محالة..هذا الأرعن محترف وأنتي ستخسرين حبا ب التأكيد...
ثم أغمض عيناه واضعا رأسه على مسند المقعد..وبعد ثوان سمع صوت باب السيارة يغلق..إبتسم ب خبث شيطاني وأدار المحرك ثم رحل...
وعلى الجانب الأخر كان ذاك الرجل قد وصل إلى يونس..وما كاد الأخير أن يلتفت حتى وجد تلك القبضة تهوي على وجهه...
ترنح يونس إثر الضړبة..ف قواه الجسدية منهكة ب درجة عالية..والأخر جاثيا فوقه يكيل له اللكمات وهو يحاول صدها قدر الإمكان..وب الفعل وب حركة سريعة أمسك حفنة من الرمال وقڈفها في وجه الأخر..تشتت و وضع يده على عيناه ليستغل يونس ذلك الوضع وينقلب الوضع..أبعده عنه ثم ركله ب بطنه ليسقط على الأرض...
نهض يونس والأخر نهض..وقبل أن يتقدم كان الرجل يخرج سلاحھ موجها إياه إلى وجهه..توقف يونس ليدرس الوضع..ولكن لم يكن هناك وقت..ف قد سحب الأخر صمام الأمان وبعدها إنطلقت الړصاصة...
أخذت تطلع إلى تلك الحلقة النحاسية ب إبتسامة شاردة..ولكنها كانت الأكثر عاشقة..ظلت تردد على مسامعها ب خفوت
من النهاردة مفيش غيرك يا يونس..مش هعرف أحب غيرك...
نظر إليها محمد ف وجدها تتطلع إلى تلك الحلقة وإبتسامتها تحكي عنها..إبتسم هو الأخر وتشدق ب هدوء
يونس إنسان كويس..كويس أوي ويستاهل إنك تحبيه
إنتبهت ب أنه يحدثها..لتقول ب إستفهام
أنت قولت إيه!!
إبتسم محمد وأعاد قوله بقولك يونس إنسان كويس أوي ويستحق أنك تحبيه
إبتسمت ب
إتساع وظلت أصابعها تحرك الحلقة وب خجل قالت
منا أخدت بالي
تنحنح محمد وقال ب جدية يونس مش هتلاقي زيه أبدا ..ف حافظي عليه..لأن اللي زي البني أدم دا لما نخسره مبنعرفش نعوضه تاني...
وب إصرار طفولي قالتأنا عمري ما هزعله أبدا..يونس وراني مفهوم تاني للحب..الحب اللي كنت فاهمها غلط..معاه وبس إكتشفت حاجات كتير...
وإبتسم لها مجاملة وصمت بعض الوقت..ثم عاد ليتشدق
إحنا قدامنا عشر ساعات ونوصل...
وعلى وجهها لمح ذلك السؤال المغلف ب خوف ل يقول ب إطمئنان
مټخافيش..عدي هو اللي هيستلمك و يوصلك لأهلك...
إلتوت شفتيها ب ضيق ثم تمتمت ب حنق طفولي
لأ دا عز أرحم من الظابط على ما تفرج دا...
إنطلقت الړصاصة وعم السكون..وضع يونس يتحقق من نفسه هل أصابته الړصاصة أم لا!..بات يشك أنه كان محض خيالات..ولكن إنهيار چثة ذلك الأرعن والدماؤ تتدفق من ظهره..جعلته يوقن أن ما حدث حقيقي...
ومن خلف إنهيار الچثة وجد أنچلي تمسك السلاح بين يديها المرتجفة وهى تحدق في الچثة الهامدة ب أعين متسعة..إتجه يونس إليها سريعا وهو يسألها ب حدة
كيف علمتي أين أنا!
نظرت إليه ب شرود وقالتهل ماټ!
زفر يونس ب ضيق ومن ثم جذبها من ذراعها وتحركا من ذلك المكان..ف صوت الړصاص كان مدويا وب الطبع ستحدث الكثير من الجلبة...
وبعد مدة من التحرك أجلسها على صخرة ما ثم جلس أمامها وطلب منها ب لطف
أخبريني ماذا حدث!
إبتلعت ريقها الذي جف من الأساس وبدأت في سرد كل شيئا عليه..ليتمتم ب ذهول
أنت أيضا أنقذتني تلك المرة الأولى!
أماءت ب رأسها ب خفوت ولم تتحدث..تخللت أصابعه خصلاته القصيرة ب عصبية..وهو لا يصدق ما يحاك خلف ظهره..أغمض عيناه ليهدأ من إنفعالاته وبدأ يتحدث ب صوته الواجم
إذا كنا نساق إلى فخ!
بلى
قالتها ب صوت خفيض..حدق هو بها ب قوة ثم قال ب جدية
حسنا..سأطلب منك شيئا..فهل ستلبينه!
أجابت ب لهفةب الطبع..أي شئ...
ظهرت طيف إبتسامة على شفتاه..ف ها هو سيعود إلى محبوبته في أسرع وقت..تدفق الإدرنالين من فرط الحماس..ليتشدق ب نبرة جدية
حسنا..أريد منك أن تخبري رئيسك بالعمل أنني مت..وأن كافة المعلومات معك..إتفقنا!
وبلا أي تردد هتفتإتفقنا...
أخذ منها السلاح و وضعه خلف جذعه ثم قال وهو ينهض
وأخبريه أن يكون المشتري حاضرا في أسرع وقت..لأن رجال عز الدين يبحثون عنها هم الأخرون...
أماءت ب رأسها..ثم أمسكت هاتفها وب بضع كلمات مقتضبة وجادة للغاية..حقا إنبهر يونس ب ثباتها وتمثيلها الرائع..تمنى أن تكون بتول مثلها من أجلها قبل أن يكون من أجلهما..إنتهت محادثتها وإلتفتت إليه قائلة
طلب مني أن أذهب إلى المنزل ومعي تلك المعلومات..
أماء ب رأسه وقالعظيم..هى بنا
وكادت أن تتحرك..إلا أنه أمسك يدها وب إمتنان حقيقي تشدق
حقا شكرا لك..أنقذتي حياتي مرتين
إبتسمت ب خجل وقالتلا داعي لهذا..فقط أفعل ما توجب علي فعله..كما أنني أفعل أي شيئا من أجلك...
تلاشت إبتسامته تدريجيا وقد فهم ما ترمي إليه ولكنه تصنع عدم الفهم وقال ب إقتضاب
هيا لا داعي أن نتأخر...
وبعد مرور عشر ساعات..كان عدي يقف في ذلك المكان المتفق عليه..وفي ظل الإنتظار وجد عز الدين قادم..حل ساعديه وإتجه إليه ب خطى سريعة وقد تخطى الحرس ب سهولة..وب نبرة حادة تشدق
أنت إيه اللي جابك هنا!
جاي عشان خطيبتي..
ب برود قالها ليستفز عدي أكثر..كور عدي قبضته ومن بين أسنانه هتف
مينفعش تكون موجود..أنا هوصلها لأهلها وأنت تقدر تشوفها من هناك
إقترب عز الدين منه ودنا ب وجهه ثم ب نبرة هادئة حادة قال
مش ب مزاجك..أنا هنا لخطيبتي ومحدش هياخدها لأهلها غيري
زفر عدي ب ضيق وتشدق ب نفاذ صبرأسمع الكلام...
لأ
قالها عز الدين ب حزم ثم أكمل ب قتامة
ومنين أأمنلك..ما أنت ممكن تطلع زي أخوك وټخطفها
حجظت عيناه وقال ب صوت هادرأنت جرا لمخك حاجة...
تحولت نظرات عز الدين إلى الشراسة وقبل أن يتفوه كان عدي يسبقه ب ڠضب
خلي رجالتك يمشوا ورانا..ومش من حبي فيها هخطفها مثلا..أنا هوصلها لأهلها ودا ب أمر رسمي..
تشدق عز الدين ب حدةخلي أوامرك تنفعك..أنا اللي هاخدها...
زفر عدي ب ضيق..يعلم أنه لن يستجدي من تلك المحادثة ب شئ..لذلك ب عڼف دفع الحرس وإتجه إلى الداخل..وب سرعة أخرج هاتفه وحاډث محمد صديقه الذي رد عليه على الفور
حالا يا محمد تغير مكان نزولك لمدرج تلاتة..هنجهزهولك حالا
حصل حاجة!!
هدر عدي ب عڼفسي عز زفت واقف..وأنا مش هقدر أخلي بوعدي مع أخويا
حتى لو كنت بكرها..
رد عليه محمد ب تفهمخلاص..خلاص. أنا أصلا قدامي بالظبط نص ساعة..كلمهم وأنا هنزل هناك...
تمام...
تمتم بها عدي ب إقتضاب..ثم إتجه إلى وحدة التحكم وأخبرها ب تغيير مدرج الهبوط إلى الثالث..أماء الرجل ب طاعة وقال
حاضر يا عدي باشا...
وب خطى سريعة تحرك عدي إلى الخارج..رمق عز الدين نظرات ساخطة ومن ثم إختفى عن ناظريه...
وبعد نصف ساعة كانت الطائرة
متابعة القراءة