رواية رائعة للكاتبة اسراء علي

موقع أيام نيوز

التي لم تفارقها
الله يسعدك يا حبيبتي...
إبتسمت بتول ب بهوت ولم ترد..ف خرجت السيدة ومعها الفتيات الأخرى اللاتي ساعدنها في العمل..نهضت بتول عن المقعد وأخذت تتأمل الثوب تارة و الحلقة النحاسية تارة أخرى..قربتها من فمها ثم قبلتها ب رقة ثم همست
بحبك يا يونس...
ثم أزالت عنها بقايا أحمر الشفاه ذو اللون النبيذي الداكن..نظرت إلى هيئتها البسيطة في المرآه بدءا من خصلاتها المصففة ب عناية والذي وضع أعلى رأسها تاج ألماسي رقيق..وقد تركت خصلاتها حرة تنسدل على مكنبها الأيمن..ثم إلى زينتها البسيطة وجيدها المزين ب عقد ماسي أخر يشبه التاج...
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
تنهدت بتول ب ثقل ثم إتجهت إلى الثوب وأمسكته ثم دلفت إلى المرحاض..إرتدت الثوب ودلفت إلى الخارج..عادت تتأمل هيئتها الفاتنة..ذاك الثوب والذي صمم خصيصا لها أظهر نحافة جسدها الرائعة..برزت عظمتي الترقوة من أسفل تلك الطبقة الشفافة..مما أضفى عليها فتنة...
ثوان وسمعت طرقات هادئة على باب الغرفة..إلتفتت بتول إلى الباب وقد شددت قبضتها على الثوب..وإرتفع وجيب قلبها...
دلف عز الدين..والذي بقى دقائق يحدق بها وقد فتن بها..هيئتها الناعمة..ثوبها الذي أضفى عليها جاذبية وإثارة رغم إحتشامه..ولكنه لم يستطع منع عيناه من تأملها وكأنها اللحظة الأخيرة..تقدم منها ب خطى بطيئة عيناه لا تحيد عنها حتى وقف أمامها..ثم قال ب إنبهار
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
ما شاء الله..ربنا يحميكي يا حبيبتي
هتفت ب توترش..شكرا
إبتسم عز الدين وقالبس لسه حاجة ناقصة...
ثم إلتفت خلفها وهى تعقد حاجبيها ب غرابة..شعرت ب شيئا ما يوضع على جزء وجهها العلوي..ف أيقنت أنه قناع...
كان من اللون الأسود وعلى طرفاه العلويان ريش نعام رمادي اللون..والجزء الأيمن السفلي يمتد على جانب وجهها ليخفي وجنتها اليمنى...
شعرت ب أنفاسه تقترب من عنقها بعدما أحكم ربط القناع..ليدب الړعب في أوصالها..لم تستطع أن تنتظر قبلته التي ستدنس عفتها ف إبتعدت على الفور..إمتقع وجهها خجلا ثم قالت ب تلعثم
مي..مينفعش..ممكن..حد يدخل...
ضحك عز الدين وهو يحك مؤخرة رأسه..ثم قال ب مزاح
بالرغم إن محدش هيدخل..بس دا كسوف...
تقدم منها ثم مد يده إليها وقال ب إبتسامته الجذابة
مش يلا ننزل..الناس مستنية!..
أماءت ب خفوت وقالتطيب...
وقبل أن يدلفا إلى الخارج إرتدى عز الدين القناع الخاص به والذي كان من نفس اللون ولكنه يخفي عيناه فقط..كان يرتدي حلة من اللون الرمادي اللامع يتماشى مع لون القناع..أمسك عز الدين يدها..وقد كابحت بتول حتى لا تتقيأ أو تبكي من فرط خۏفها..
وصل يونس في زمنا قياسيا إلى أرض وطنه الحبيب..ثم إستقل السيارة مع محمد ب الطبع لم يستطع إستقلالها مع شقيقه والذي نال عتابا لاذعا لأنه ترك عز الدين يرى محبوبته بل وأوصله إلى تلك الحفلة..وكم يشعر ب إنقباضة في قلبه أنبأته أنها تعاني الړعب...
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
جلس يونس في المقعد الخلفي و ب صوت صارم قال
ب أسرع سرعة عندك يا محمد إطلع..بص عاوزك تطير
أنت تؤمر يا سيادة المقدم...
نظر يونس إلى المأذون الذي ظهرت عليه إمارات السأم..ليقول يونس ب جدية..
يلا إبدأ يا شيخنا
نظر إليه ذاك الشيخ وقالأبدأ إيه يا بني!
تأفف يونس وقالمراسم الزواج يا شيخنا..هو أنت بتشتغل حداد!
رد عليه المأذون ب عصبيةتحشم يا ولد..وبعدين فين العروسة !!..هنكتب الكتاب إزاي!
ضيق يونس عيناه وقالمبتتكشفش على رجالة..أكتب أنت بس..
أين الشهود
نهض يونس من مكانه ثم أطل ب رأسه إلى الأمام..وب بخبث تشدق
هتكتب الكتاب يا شيخنا ولا تشرفنا ف أمن الدولة!!
توتر الرجل وقال ب سرعةفين بطاقتك وبطاقة العروسة!!
أخرجهم يونس من جيب بنطاله وقد حصل على البطاقة الشخصية الخاصة ب بتول ب مساعدة محمد..وبدأ الشيخ في مراسم عقد القرآن ف قال ب الأخير
فاضل بس إمضة العروس وبصمتها...
ثم تساءل
هى قاصر!!
لأ..يعني تقدر تجوز نفسها...
وشرع يونس في تبديل ملابسه وإرتداء تلك التي تخوله إلى الدلوف إلى الداخل..وفي غضون خمسا وأربعون دقيقة..كانوا أمام المنزل..دلف يونس إلى المنزل ب خفةولم يلحظه أحد من الحرس...
هبطا الدرج تزامنا مع خفوت الأضواء..إستقبلهم ذاك الحشد ب تصفيق حار و
بعض الكلمات لعودة خطيبته سالمة..توقفا في منتصف القاعة..أمسك أطراف أصابعها ثم فرقع ب أصابعه لتصدح موسيقى الأوبرا..جذبها إليه  هتف ب أذنها
عارف إنك بتحبي الأوبرا..عشان كدا رقصتنا هتكون عليها...
تميالا على تلك الألحان ب مشاعر متناقضة..إحداها عاشقة والأخرى نافرة..كانا يتحركان ب إنسيابية وخطوات مدروسة..وأفلت أصابعها ف أخذت تدور في حلقات حتى إلتقطتها يد غلظية أقبضت على خاصتها بقوة مهلكة..وبيده الأخرى إلتفت حول خصرها كما تلتف الأفعى حول فريستها..رفعت عيناها لتجابه بنيته ف تعرفت على هويته بصمت..تراقصا وهى لا ترى سوى عيناه وهو يرتدي زي المحارب الأسطوري زورو و وقناعه يخفي جزء كبير من ملامحه ولكن نابضها تعرف عليه فقد إستشعر ذبذبات أرسلها خاصته لتصيبها في منتصف روحها..وحدقتيه لا تتزحزحان عن خاصتها..تمايلا على ألحان الأوبرا وها قد سرق منها تلك الرقصة الأرستقراطية..إنتهت الرقصة ليهمس في أذنها بهمس عاذب
وأديني وفيت بوعدي وسړقت رقصتي... سنيوريتا..
وإستغل إنطفاء الأضواء ليقبل نحرها النابض بقلبة رقيقة ليختفي في جنح الظلام كما ظهر تماما...
وتوقفت الرقصة..أضيئت الأضواء وظلت بتول تبحث عنه ب حدقتيها التي لمعت ب قوة وإزداد وجهها بريقا...
تقدم منها عز الدين والذي كان الشرر يتطاير من عيناه..من ذاك الذي يجرؤ على إختطاف الرقصة التي لطالما حلم بها..أمسك يدها وكادت أن تشهق ب اسم يونس..إلا أنها إبتعلتها وهى تراه ب هيئته الغاضبة..وقبل أن يهذي كانت هى ترد على عجالة
أنا معرفش إيه اللي حصل..بس أنت اللي سبته يرقص معايا..لو كنت منعته كنت هستحمل عصبيتك..بس أنت سبته...
ثم رفعت ثوبها وقالت ب قوة
أنا داخلة الحمام..بعد إذنك...
وتحركت من أمامه ونبضات قلبها كادت تصم أذنيها..دلفت إلى الداخل وقد خلا من رواده..أغلقت الباب وإستندت على الحائط خلفها..إبتسمت ب سعادة بل وقفزت ثم هتفت ب حماس
يونس جه...
ثم إتجهت إلى المرآه المعلقة على طول الحائط..وأخذت تتأمل وجنتها والتي قد تحولا إلى اللون الوردي..لم تشعر ب ذاك الذي دلف خلفها ث .شهقت بتول ولكن ما أن أبصرته..حتى هتفت ب عدم تصديق
يونس!!!
أبعدها عنه وأحاط وجههاوأنتي وحشتيني أكتر يا قلبي يونس من جوة
ثم أخرج من جيب بنطاله ورقة وقال ب جدية
بصي معندناش وقت..إمضي هنا إبصمي
عقدت ما بين حاجبيها وتساءلت ب توجسإيه دا!
سألها ب حنومش أنت بتثقي فيا!!
أماءت ب رأسها دون تردد..ف إبتسم ب عذوبة وقال
خلاص ثقي فيا وأمضي...
وب ثوان جذبت الورقة ومضت ثم بصمت كما طلب..أخذ الورقة وطواها..ثم إقترب منها و وطبع قبلة سريعة تشدق وهو يتحرك إلى الخارج
سلام مؤقت يا مراتي...
ثم خرج وتركها تحدق به ب بلاهة وصدمة عقب ما قال...
وخرج يونس كما دلف وأبدل ملابسه وكاد أن يدلف مرة أخرى إلا أن عدي أوقفه قائلا ب حدة
اللي بتعمله دا غلط
أزاح يونس يده وقال ب غلظةالغلط لما وثقت فيك..اللي جوه دي مراتي وأنا مش هسيبها عنده ثانية...
ثم دلف ب خطى سريعة..لم ينطفأ شوقه لها ما أن أبصرها في هذا الثوب والذي جعلها ك حورية هربت من الجنة..ف ما أن رآها ب هذا الثوب حتى هوى قلبه من فرط جمالها الفتاك...
تلك المرة دلف يونس من البوابة ب كل هيبة ووقار..ضړب كل حارس حاول أن يمنعه من الدلوف وقد ساعده محمد وعدي..وفي غضون دقائق..وصلوا أمام باب المنزل..ركله يونس ب عڼف و وقف يطالع ما حوله ب إزدراء...
عم الأجواء الصمت..وكل الأبصار توجهت إلى يونس..تطلع إليه عز ب عينان جاحظتان..وقبل أن تحرك من مكانه حتى وجد من يندفع خلفه ب أقصى سرعة..لتستقر في أحضان يونس...
تراجع يونس إثر الإصطدام ولكنه حاوطها ب يدها الصلبة..إلتفت يداه حولها ب تملك..ثم رفع أبصاره إلى عز الدين الذي شحب ك المۏتى..كان يقف كمن سكب عليه دلو ماء قارص البرودة..جسده قد تصلب من المفاجأة...
كانت عينا يونس تنظر إلى عز الدين ب حدة ك حدة الصقر..نظرات تبث السمۏم ك أفعى..عيناه ضيقة ب ڠضب حارق ېحرق الأخضر واليابس..عينان تهتفت ب وعيد أسود قاتم ك هوة جهنم..نظرات تخترق جسده وعيناه حتى كادت أن ټحرقها...
نظراته أخبرته
ب بساطة ب تملكه لها..أنها ملكه وليست لغيره..أنها باتت له وليست لأحد أخر..نظراته كانت أبلغ من أي حديث..نظرات تحكي ألف قصة وقصة بداية من الإنتقام وحتى النهاية إنتقام لاذع..مر المذاق..ف يونس المحارب قد حظى ب أميرته وإنتزعها من بين يديه...
الفصل الثامن والعشرون
قد نضيق بالحب إذا وجد ولكن شد ما نفتقده إذا ذهب.
أخذ منه الأمر سويعات حتى يستقبل مخه إشارت تدل على أنها ترتمي في أحضان غيره..تجاهل تلك العينان التي تنظران إليه ب ۏحشية تهدد ب الفتك به..تطايرت الشرارات الغاضبة من عيني عز الدين ثم إنطلق ك القذيفة ينتوي نزعها من أحضانه نزع..وكادت يده تمتد إليها..إلا أن يد يونس الصلدة منعته من ذلك..قبض على معصمه ب قوة كادت أن تهشمه من فرط عنفها..لم يخف الغل و الحقد التي أودعها يونس ب قبضته...
وب يده الأخرى جذبتها من خصرها لتحتمي خلف ظهره..ولم يظهر سوى عيناها اليمنى وقد إختفت تماما خلف جسده العريض..كانت عينا عز الدين لا تتزحزحان عن خاصتها ب نظرات دبت الړعب في أوصالها..تلك النظرة الأكثر شراسة على الإطلاق..نظرات نمر قد هربت فريسته وأخذ يتربص بها حتى هربت..هذا ما رأته في عيناه مما جعلها تغلق عيناها ب قوة وتعتصر جفنيها..قبضت ب يدها الصغيرة على قميص يونس عل تلك القوة النافذة منه تتسرب إليها...
علا صوت تنفس عز الدين ب ڠضب ثم هدر ب صوت أجفل الجميع عداه وهو يقف أمامه شامخ ك الأسد
تعالي هنا!!
تحرك يونس إلى اليمين ثم ب قبضة حديدية أدار فكه ب قسۏة وردد
بصلي أنا...
سحب عز الدين يده ب عڼف ومن ثم هدر ب عصبيةأطلع برة...
إبتسم يونس ب إستفزازمنا هطلع...
ثم أكمل ب نبرة خبيثة
مع مراتي...
وتاهت الدنيا من حوله..زوجته!!..متى وكيف!!..توسعت عيناه ب قوة مندهشة ثم تشدق ب تلعثم وقد شعر أن قلبه ينشطر إلى نصفين ب سکين بارد
م..مرا..تك
أومأ يونس ب رأسه ورد عليه ب برودأينعم..أظن لا أنت ولا رئيس الوزرا يقدر يمنعني عن مراتي
كدااااب...
همهم يونس ب تسلية ثم تشدق ب تهكم
مممم..هعديهالك عشان بس أعصابك
أدار رأسه نصف أستدارة ثم قال ل بتول ب حنو
يلا
أومأت ب رأسها عدة مرات ب نعم وهى تشعر ب الإختناق..تريد الخروج من هنا ب شتى الطرق..أمسك يدها يبثها الأمان وما كاد أن يلتفت حتى باغته عز الدين ب لكمة أسقطته أرضا..صړخت بتول ب خوف ثم چثت على ركبيتها تتفقده...
ولكنها لم تصل إلى الأرض ف قبضة عز الدين أحالت دون ذلك جاذبا إياها نحوه..توسعت عيناها ب هلع وهى ترى نظراته التي تكاد ټحرقها..أخذت تتلوى بين يديه ولكنه لم يسمح لها ب الهروب..نطق بما جعل الډم يتحسب رويدا من جسدها كما روحها التي شعرت بها تنساب تدريجيا..همس
تم نسخ الرابط