رواية من نبض الۏجع عشت غرامي بقلم فاتيما يوسف
المحتويات
ترد على طمئنتها لها ثم أدارت وجهها للناحية الأخرى مما أزعج عمران كثيرا فاحتضنها من كتفها وقبلها من رأسها بحنو جعلها ابتسمت له بتقبل لموقف والدته مما جعل حركته تلك تش عل ني ران الغيرة داخل زينب فهي ظنت أنه بتلك الحركة يكيدها بأنه الداعم لزوجته ضد أفعالها
لم يعجب سلطان تصرفها هو الآخر فتحمحم متسائلا سكون كي ينزع عنها الحرج من موقف زوجته ويحفظ لها ماء الوجه
أحست سكون باللطف من رد فعل سلطان معها فأجابته بابتسامتها الملائكية
طبعا يابابا متقلقش اني هدخل لها دلوك وهطمن عليها وهطمنكوا وبإذن الله ربنا مش هيوجع قلوبنا عليها .
رمقها سلطان بنظرات ممتنة راقت لعمران وشعللت في قلب زينب أكثر ونظرت لها بأعين تكاد أن تفتك به
أمنت على دعائه بابتسامة ثم تركتهم وتلاها عمران فهو صمم ان يدلف معها كي يطمئن على شقيقته ويهدأ قلبه المولع
أما سلطان بادل زينب بنظرات التحدي التي شنتها عليه
انت قاصد تكيدني صوح ! طب اعمل لزعلي منيهم اعتبار ولا اني أصلا مليش اعتبار عندك يا عشرة عمري بالاسم بس !
إحنا في ايه ولا ايه يامرة إنتي !
اشغلي حالك ببتك اللي بين أيادي الله جوة داي ولا انت ما بتتعظيش !
ربنا عمل فينا اكده علشان خاطر جاية على الغلبانة اليتيمة اللي عماله تقتي فيها كل شوية اداكي فوق دماغك علشان خاطر تبعدي عنيها وبرده مش سالمين منك ولا من نظراتك ولا من نارك يا زينب
الحما حما لو كانت نازلة من السما .
حدجته بريبة لتنهره بحدة
ماشي يا حنين يا ابو قلب طيب واني ام قلب شرير ربنا يخليك للغلابة واليتامى واني ربنا يجحمني عشان اني ست قاسېة .
نفخ سلطان بضيق من كلماتها ثم نهرها بحدة وهو يضرب كفا بكف
لا حول ولا قوة الا بالله لمي تعابينك يا زينب اني ما متحملش دلوك واعصابي تعباني بسبب اللي احنا فيه هو انت ايه ما بتحسيش يا ولية انت !
زمجرت پغضب شديد من طريقته الحادة معها ثم توعدت له
طب وأيمان الله يا سلطان لهكون فايتاها لك ومش قاعدة لك فيها وابقي شوف مين هيعبرك بقي تاني لما بتي تخرج بالسلامة.
دب بعصاه أرضا من تشبش رأس تلك الثائرة هادرا بها
حدجته بنظرات ڼارية لتقول بإصرار
لما تشوف وهتكسر كيف وبردوا هنفذ اللي في دماغي ومش هطولك شعراية مني تاني اللي لما تتأسف على اللي انت عميلته معاي .
نفض جلبابه بحدة لېعنفها قبل أن يمشي من جانبها
حړق
أبو اللي جابك يابت نفيسة أدي المكان ليكي اهري وانكتي في حالك لحد ما راسك توج من الهرى والنكت اللي هترطيه من خشمك حرمة بدرجة عقرب .
اختمرت الفكرة برأسها وقررت تنفيذها بعد أن تركها مغتاظا من هرائها وهم في تلك الحالة وهي تحدث نفسها بضيق عارم
في ايه يا ماما هتكلمي حالك ليه
مطت شفتيها بامتعاض وهي تجيبها
فيه ان الدنيا اتقلب حالها وما عادش لست البيت هبيتها ولا كرامتها وكله بقي هينهش فيها ودي كلاته علشان رايدة الخير للكل .
مطت حبيبة شفتيها هي الأخرى بعدم فهم وهي تسألها
وه حوصل ايه دي أني فايتني كتير بقي عاد
التوي ثغرها بحسرة وهي تلقي اللوم على حبيبة هي الأخرى
أه مانتي التانية من ساعة ما خلفتي ولادك وانتي ما بقيتيش تسألي في امك إلا لما ياجي لك كيفك شكل ما يكون ربيت وكبرت للغايبة والغايب وما بقاش ليا حد اشكي له همي واني وحدي لا اب ولا ام ولا اخ ولا حتى واد ولا بت مفيش غير الوحيدة اللي بين ايادي ربنا اللي كانت واخدة بالها مني وهتحبني وتخاف علي
ثم أكملت پبكاء عليها
ربنا يشفيكي يابتي ويرجعك ليا بالسلامة وتقومي على خير حسدوكي يا الغالية على جوازتك وملحقتيش تتهني بجوزك ولا
يتهني بيكي .
رفعت حبيبة جفونها ببطء ثم قالت باعتذار من تقصيرها في حق والدتها وقد تعلقت عينيها بالغرفة الملقاة فيها شقيقتها بين أيادي الله
معلش يا أمي حقك علي انت عارفة التوم مطلعين عيني ومش مخليني أبص وراي حتى غير اني قاعدة مع حماتي بردو مش وحدي وبعدين ربنا يخلي لك عمران ومرته ماليين عليك الدار هتعوزي مننا ايه تاني احنا وبعدين برده يا امي مش وقته الكلام في الموضوع دي ورحمة دلوك بين ايدين ربنا لما نروح بيها نتعاتب براحتنا
ربنا يقومك بالسلامة يا خيتي .
تأففت بامتعاض لحماقتها فيما قالته عن عمران وزوجته
أها عمران ومرته ! بس يا بتي بس كفاياني حسرة على اللي أني فيه شكل الدنيا قررت تديني فوق دماغي لحد ما تجيب اجلي اهو الواحد يرتاح ويقابل رب كريم من الهم اللي هو عايش فيه .
لم تريد حبيبة أن تستفسر عن ما تقصده والدتها لا الزمان ولا الظرف ولا المكان يسمحوا بتلك الهرائات من وجهة نظر حبيبة ففضلت الصمت وأصبحوا جالسين كل منهم ينهشه القلق على تلك الملقاة داخل غرفة الرعاية
أما بداخل العناية المركزة وبعد مرور عدة ساعات أخرى يجلس ذاك الزوج المنفطر ألما على حبيبته وهي الآن بين أيادي الله متعبة بشدة ويتحدث معها بشجن كما أنها تسمعه
حرام عليكي يارحمة بزياداكي بقي
بقى لك أكتر من عشر ساعات غايبة عني وعن وعيك فوقي بقي يابت قلبي فوقي خلي قلبي اللي هيبكي بين ضلوعي يبطل نبض ۏجع ممتحملش ليه تعملي في حالك وفيا اكده إنتي عارفة اني مليش غيرك وانتي بالذات لو مقمتيش منها ورجعتي لي هعيش مېت بالحيا ماهر الريان الصلب اتولد على يدك ورجع شاف الحياة الحلوة وبهجتها بسببك ولو رحتي فيها مهيرجعش تاني واصل ارحمي قلبي وفوقي يارحمة إنتي قوية وقدها وقدود وهتقدري وهترجعي لي
ثم نظر إلى السماء مناجيا ربه بأسى
ياااااااااااارب رجعها لي يارب وقومها منها سالمة غانمة يارب .
وظل يتحدث معها كما أنها تسمعه كي يسكن صوته عقلها الباطن فهذا ما يبلغه قلبه به أن يفعله
في المشفى التي تعمل بها فريدة فاليوم موعد سهرتها في المشفى
كانت تقف في الشرفة المطلة على غرفة فارسها متيمها ومالك روحها بحالمية
كانت تنظر إليها وتتمنى أن يخرج الآن كي تراه وتستقر عينيها في عينيه فقد شعرت بالاشتياق إليه كثيرا وأصبح يومها لم يكتمل بدونه وبدون مشاغباته معها وبدون كلامه المعسول الذي يلقيه على مسامعها
أصبحت تفكر به ليلا ونهارا وصار النوم يجافي عينيها كثيرا وعقلها لم يتوقف عن التفكير به وقلبها لم يتوقف علي أن يحلم به ويبدوا انها أصبحت مغرمة بها ولن يحلو يومها أو يكتمل بهاه بدون أن تعرف كيف قضى يومه
كيف كان مزاجه
هل دخل دوامة فارس المنفصم اليوم أم لا
كل تلك الأسئلة كانت تراود عقلها وما زالت عينيها متعلقة على باب مكتبه وداخلها يرغب شوقا في النزول إليه وأن تتحدث معه ولكن لا يصح فهو في كل مرة ذهبت إلى مكتبه تكون رغما عنها منه ظلت على حالها هكذا ساعة بأكملها إلى أن رأت مشهدا جعلها انصعقت ذاك المشهد الذي رأته قبل ذاك تلك الممرضة دالفة إليه غرفة مكتبه فلم تفكر كثيرا فهرولت مسرعة وهي تهبط الأدراج سريعا حتى التوت قدمها مع آخر درجة وتأوهت بشدة وهي تجلس مكانها تمسك قدمها بيدها وكأن القدر يمانعها علي أن تدلف لذاك الفارس معذبها ولكنها أصرت علي القيام وتعرجت بقدمها كي تصل إليه فهي لديها تصميم أن تدخل عليه في ذاك التوقيت خصيصا كي تواجهه أمام خطيئته وتعطيه درسا لن ينساه حتى تجعله يفيق من تلك الدوامة التي تنتابه في اليوم عشرات المرات
ظلت تعرج بقدمها التي تؤلمها بشدة ومن الواضح أنها أصابها كسر حتى وصلت إلى الغرفة التى أغلقتها تلك السافرة للتو والتهى معها
ذاك الفارس ونسي إغلاقها من الداخل
فتحت الباب فجأة وعلى حين غرة باغتتهم بوقوفها أمامهم ورأته في أقذر مشهد يمكن أن تراه أنثى لحبيبها ذاك المشهد الذي المسكين في العشق الأول
أما هم نظروا إليها پصدمة من تلك الممرضة أما ذاك الفارس نظر إليها نظرة مهتزة في البداية ثم تبدلت نظراته المهتزة إلى جاحدة هادرا بها
انتي إزاي يابني أدمة إنتي ټقتحمي المكتب بالشكل الھمجي ده هو انت هنا في الصعيد بهايم للدرجة دي معندكوش أداب الاستئذان
لم تعتري كلامه أدنى اهتمام ثم نظرت إلى الممرضة آمرة إياها بحدة لاذعة
وعهد الله المرة الجاية لهكون جاية بأمن المستشفي وأخليهم يلفوكي في ملاية واللي ما يشتري
أطلقت تلك الممرضة نظراتها المشمئزة وهي ترتدي تنورتها التي عبث بها ذاك الفارس على
دي من بعض ما عندكم يا دكتورة يا ص
بقى انت يابت البوابين تمدي يدك علي !
طب يمين على يمينك لأكون أني اللي جايبة لك الأمن اهنه لما تدخلي له ياحية وهشوف مين هيلبس مين الملاية يا داكتورة
بادلتها فريدة نفس نظرات التحدي دون ان تكترث لهرائها وبعيناي قويتين تشع منهما كرامة الأنثى الذي أهين أبيها للتو فتتت قوتها الواهية
دي بعدك ونجوم السما أقرب لك من انك تشوفيني في منظر زي دي
ليا بنتناقش في مرضى مشتركين فيها احنا الاتنين
هبقى شبهك
فمهما تعملي مش هتقدري توصلي للي في دماغك علشان اني لما ابقى داخلة اهنه اولا بسيب البب مفتوح ثانيا بدخل قدام كل الناس مش في انصاص الليالي واللي خلاني ادخل دلوك اني شفتك زي ما شفتك قبل اكده فاحترمي نفسك ولميها علش
يلا يا بت اطلعي بره من هنا وحذاري أشوفك تعتبي باب الأوضة دي تاني .
اقتربت منها تلك الممرضة وهي تنظر
لها بغيظ شديد ثم قررت أن ترد لها القلم الذي هوى على وجهها قبل أن تخرج فهي لن تستطيع ان ترده لها اذا ذهبت من أمامهم الآن ثم ناظرتها بغلظة ورفعت يدها وكادت أن تهبط على وجهها وقد تبدلت نظراته الغليظة الى مبتسمة باستفزاز لتخيلها أنها اخ عارفة هيحصل لك ايه وهوديكي فين ومش عايز اشوف خلقتك دي تاني في المستشفى خالص يعني تاخدي بعضك وتلمي نفسك وتقدمي استقالتك وما اشوفش وشك هنا تاني يا اما هخليكي تتندمي انك اتولدتي في الدنيا دي علشان يبقى لسانك ده يحترم نفسه بعد كده
ثم أكمل بأمر قاطع لا يقبل النقاش
ودلوقتي اعتذري لها حالا على الطريقة اللي كلمتيها بيها يا زفتة انت يا اما مش هيحصل لك طيب .
اړتعبت تلك الممرضة بشدة من تحذيرات فارس فلم تكن تتوقع أن يقف في صف تلك الفريدة خاصة أنه في بداية دخولها عليهم هدر بها وعنفها بشدة ولم تتحمل أمر استقالتها فهي تحتاج الى عملها بشدة فاقتربت منه وهي تتوسل إليه
أرجوك
يا فارس بيه هعتذر لها مش هاجي ناحيتها خالص بس ما تخلينيش اسيب شغلي اني بصرف بيه على بيتي وعلى عيالي عشان متجوزة راجل ما لوش لازمة في الدنيا
ثم وجهت أنظارها إلى فريدة تتوسل اليها هي الأخرى كي تجعله يسامحها ويعفو عنها فهي علمت مدى جبروته
ارجوكي يا دكتورة ما تخليهوش يأذيني انت عارفة احنا غلابة وشغلي دي مصدر رزق واكل عيشي اني وولادي واني والله بعتذر لك وحقك عليا وهطلب نقلي من الدور دي خالص لا القسم دي
أبعدتها فريدة بيدها وهي تشير ناحية الباب أن تخرج من الغرفة
طب يلا روحي شوفي شغلك واطلبي نقلك من الدور دي خالص ومش عايزه اشوف وشك تاني اهنه ويا ريت تحافظي على اكل عيشك ورزقك اللي ربنا بيبعته لك بالحلال ما تلوثيهوش بالقرف اللي انت بتعمليه دي وتبرر وأجزمت داخلها أنها لن تمر من هذا القسم مره ثانية وأن تبتعد عن ما ېؤذيها فقد تأدبت تلك المرة بشدة
اما فريدة نظرت إلى فارس ولم تستطيع أن تصمت فأقدمت بقوة وهي تعيره
ايه اللي انت فيه دي ! ازاي توصل نفسك انك ترتكب ذنب وكبيرة من الكبائر واهنه في مكان زي دي مستشفى لمعالجة المرضى !
انت ازاي بتقدر تعمل اكده فوق بقى اني تعبت منك ومن افعالك اللي قربت تجنني
نظر لها ببرود ممېت اصطنعه لحاله كي لايضعف أمامها وكأنها لم تقل شيئا ثم أخرج سېجاره وبدأ ينفس دخانه بشراهة أذهلتها فهو لم يكترث لڠضبها ولم يعي له أدنى اعتبار فأخذت منه السېجار ودهسته تحت قدميها مما جعله اقترب منها بهوجاء وهزها من كتفها مرددا بچحيم أذهلها
شكلك نسيتي نفسك واديتيها حجم اكبر من حجمها معايا انا فارس عماد الالفي يا هانم فوقي لنفسك واعرفي انتي واقفة قدام مين وبتتكلمي مع مين !
وما تتدخليش في حاجة ما تخصكيش انا حر أعمل اللي على كيفي مش انتي ربنا اللي هتحاسبيني ويالا اطلعي برة بدل ما اعمل حاجة تخليكي ټندمي عليها طول عمرك يلا .
انتفضت أعينها بحدة وهي تطالع ذاك الفارس الذي تحول لشرس كالذئب المخيف بنظراته القاتمة وعينيه الحمراوتين ثم هتفت بإصرار
مش هخرج يا فارس وريني بقى هتعمل ايه علشان خاطر ما يحصلش طيب النهاردة بسببك وبسبب دماغك الناشفة دي فوق يا فارس بقى اني تعبت منك ومعاك بقى لي كذا شهر معاك وانت
انا مش فاهم انت ليه مصرة تتعبي نفسك معايا امشي انا ما فيش مني فايدة مش عايز اشوفك تاني
يا اما هتتأذي بسببي
ثم أبدل طريقته الحادة إلى أخرى هادئة وكأنه المتحكم الوحيد في انفعالاته وذلك من حالته التي يحياها ودمرته بأكمله
امشي يا فريدة أحسن لك انا مش عايز اقلب حياتك المستقرة الهادية لعواصف ولا انا انفعك ولا انت تنفعيني .
قطبت جبينها وهزت رأسها بعدم فهم وتسائلت متعحبة
مش بمزاجك تقرر تبتديها وبمزاجك تقرر تنهيها احنا خلاص مصيرنا بقى واحد واني محتاجة منك انك تفوق وكل ما
متابعة القراءة