رواية من نبض الۏجع عشت غرامي بقلم فاتيما يوسف
المحتويات
في الرواق المؤدى إلى غرف الفحص التى يمكث بها المرضى ومن يراه يظنه أحد عارضي الأزياء من طوله الفاره ومشيته المتزنة فرأته الممرضتان الواقفتان بذاك الممر بعيناي متصنمة على واثق الخطى ذاك ثم غمزت إحداهن في أذن الأخرى وعيناهن تتآكله دون حياء
ياشتات الشتات يابت شايفة اللي أني شيفاه دي ولا نجوم السيما يخربيت جمال أمه .
ياخراشي يابت أول مرة اشوف راجل بنضارة وبالطو أبيض قممر اكده دي اكيد وارد بلاد برة ولا ايه حدفه الصعيد دي
أكملت الأخرى وهي تحرك شفاها الغليظة بطريقة لاتليق بممرضة
يوووه ولا ريحته حلوة قوووي تهبل دي المفروض يتحط في باترينة مش يمشي على الارض اكده يابووي .
بذمتك منك ليها مش مختشين من حديتكم دي اللي لايرضي رب ولا عبد !
الله الوكيل لو ماتلميتي منك ليها لهكون مبلغة الريسة باللي هتقوله واخلي عيشتكم مقدنلة اتحشمي يابت منك ليها
ثم عبرت من جانبهم وهي ترمقهم بنظرة استيائية وهي تهتف بحنق
كاتكم الهم بنات اخر زمن تجيب العاړ لأهلها .
أما ذاك الفارس قد استمع إلى بعض هرائهم وشعر بالاشمئزاز من أن هؤلاء من ضمن النسوة
دلف الى غرفة الفحص وكانت فريدة موجودة بنفس التوقيت في نفس العنبر فتهجم وجهها على الفور ما إن رأته أمامها ثم أنهت فحص المړيض الذي بيدها ودلفت إلى الشرفة الموجودة في الغرفة ويبدو عليها الاشمئزاز الشديد منه وهي تنظر إليه عن قصد نظرة استيائية جعلته اندهش من نظرتها وتهجمها عليه بتلك الدرجة وما زاده اندهاشا هو مغادرتها العنبر في وجوده
كانت تتابعه من خلف الزجاج بملامح متعجبة وعيناي مسهمتان على مايفعله ذاك المعتوه من وجهة نظرها
جميع من في العنبر احبوه بشدة وأصبحت الدعوات ترافقه منهم جميعا مما جعلها تجلس في الشرفة تحدث حالها ويكاد يض ربها الجنون من شخصية ذاك
أما هو فور أن أنهى جميع الفحوصات دلف الى الشرفة بملامح هادئة ووجه يبدو عليه الطيبة ثم ألقى السلام بوقار
السلام عليكم ورحمة الله .
لم تجيبه على سلامه فاندهش ثم تحدث ملاما لها بذوق جعلها تصنمت مكانها
رد السلام فرض يادكتورة ممكن اعرف ليه أول ما دخلت بصيت لي بصة مش لطيفة وسبتي الكشوفات اللي في ايدك هو انا صدر مني شيء زعلك تقريبا انا اول مرة اشوفك وكمان دخلت دلوقتي برمي تحية الإسلام ما ردتيش عليا هو انا شكلي في حاجه معصباكي
والله ! انت شكلك اتجنيت واني معرفاش
هو انت هتستعبطني اياك ولا بتقول في بالك داي صعيدية وهبلة هاكل بعقلها حلاوة .
ضم حاجبيه باندهاش من طريقتها ثم سألها مرة أخرى كي يفهم منها لم كل ذاك العداء وهو لأول مرة يراها
هو حضرتك بتتكلمي بجد أنا مش فاهم حاجة أنا أول يوم ليا هنا في المستشفى ومعرفش انت تقصدي ايه بالظبط فلو أمكن حضرتك يادكتورة تفهميني بطريقة راقية أنا صدر مني ايه بالظبط
مازالت على ذهولها من ذاك الشخص أيعقل أنه مصاپ بالزهايمر وهو في ريعان شبابه أم ماذا به
تلك التخيلات التى جالت ببالها جعلتها شعرت بالفزع من ذاك الكائن ثم على الفور قررت ترك الشرفة له ولكنه لحقها قبل أن تخرج وأمسكها من ذراعها برفق فاستدارت بجسدها كي ټصفعه لأجل ملامستها مرة أخرى فتقابلت عيناها بعينيه وتسمرا كلاهما ثم هتف هو الآخر وهو يشعر بجسده يهتز داخله متأثرا بعينيها السوداويتان مما جعله وقع أسيرا بها في التو فعينيها بهما لمعة وقوة لم يرهما في امرأة قط لقد استفزته بطريقتها وبتجاهلها له وطريقتها العڼيفة ثم سألها مرة أخرى وهو يتعمق النظر في مقلتيها مما جعل جسدها يشعر برجفة
هو إنت سايباني وماشية من غير ماتعرفيني أنا عملت لك ايه وليه الفزع اللي شايفه في عيونك ده مني وليه الطريقة العن يفة في التعامل دي أنا من حقي اسأل يادكتورة ومن حقي تجاوبيني اظن احنا بقينا زمايل
الى هنا ولم تستطيع التحكم بحالها وعلى الفور نزعت يدها من يد ذاك المتحرش وواجهته بما فعله معها والآن ينكره عن قصد فرددت بنبرة تهكمية
طب لو نفترض انك نسيت شكلي من ليلة وضحاها نسيت بردو لسانك اللي بهدلني ويدك اللي اتمدت علي !
اتسعت عيناه بذهول من كلامها وحتما كاد أن يصيبه الجنون أيعقل أنه مد يده على تلك الملاك ! أيعقل أنه عن فها بلسانه !
متى حدث وكيف فعلها
ثم شعر فجأة بأن الكون يدور حوله وعيناه زائغتين ودوار شديد امتلك رأسه ثم دلك جبينه من شدة الدوار وكأن ماقالته الآن يتجسد أمام عيناه في مشهد عرضه عليه عقله الباطن وذاك تفسيره ومن الأدهى أن عقله أكمل المشهد ورأها أمامه بشعرها الأحمر الن اري وهي ملقاه أرضا
أما هي دقات قلبها بدأت تقرع داخلها من ذاك الإنسان وأفعاله التي تشيب الرؤوس في عز شبابها وهي ترى علامات وجهه المتغيرة وتدليكه لجبهته وبرغم حالته تلك لم يرق قلبها لأجل ضياعه الآن أمامها إلا انها أكملت بتهكم
اه دي الظاهر اكده انك من إياهم اللي بيعملوا العملة ويلفوا ويدوروا علشان جرم اللي عملوه اصل مش معقولة تكون نسيت اللي حصل من امبارح للنهاردة
وأكملت وهي تنظر داخل عيناه قاصدة جرحه لما فعله بها دون أن تبالي بحالة التيهة والتشتت التي رأتهم في عينيه
إلا إذا كنت مختل عقليا بقى بس ساعتها محتاج انك تتنقل مستشفي الامړاض النفسية والعصبية تتعالج فيها يادكتور.
أفرغت مافي قبعتها من غل هي محقة به مع ذاك المتعجرف الذي فعل بها مالا يغتفر ثم تحركت من أمامه ولكن أمسكها مرة أخرى من ذراعها قائلا لها معتذرا عما بدر منه بكل صدق ظهر بينا من عينيه وبنبرة تقطر براءة أذهلتها هي الأخرى
أنا بجد بعتذر لك جدا يادكتورة لو صدر مني اي حاجة ضايقتك وانا مستعد لأي ترضية علشان اھانتك دي اللي أنا شخصيا مقبلهاش .
اتسعت مقلتيها بذهول من اعتذاره وكاد عقلها ان يصاب بالجنون اليوم من مفاجآت ذاك الفارس
ولكنها على الفور استغلت الفرصة وتحدثت بقامة وشموخ أنثى صعيدية بنبرة ساخرة وهي تخت طف ذراعها من يده
هما يفضحوهم في حارة ويصالحوهم في خندق !
وأكملت وهي تنظر داخل عيناه بقوة وهي تربع ساعديها أمام صدرها
انت أهنتني قدام زميل يوبقى لازم تعتذر لي قدامه
ده اولا
ثانيا تعتذر لزميلنا بردوا لانك أهنته هو كمان في مكتبه بعلو صوتك وتهديدك ليه اللي لايليق
بدكتور اصلا بتصرفك اللي حوصل منك وبعديها هشوف هقبل اعتذارك ولا له .
حرك رأسه للأمام بموافقة ثم تحدث وهو يشير بيده تجاه الباب بنبرة تقطر خجلا وندما مما فعله جعلته يقف الآن أمامها بوجه شاحب من شدة خجله مما فعله معهم وعقله يكاد ين فجر من عدم تصديقه ما أجرمه
تمام طالما غلطت يبقى لازم وواجب اعتذز لأن الاعتذار من شيم الكرام وأنا مقبلش اني أطلع انسان متغطرس وقليل الذوق .
لقد زارها الاندهاش اليوم مالم تراها في عمرها بالأكمل لقد رأت في عينيه الندم حقا وبات داخلها يتسائل عن شخصه وتركيبته كيف تكون
لاحظ شرودها وصمتها وزادت عليهم نظرتها له ثم سئلها بنبرة تصاحبها الدعابة
هو أنا شكلي عجبك قووي كدة يا آنسة وواقفة متنحالي
أنهى دعابته وهو يبتسم لها ابتسامة رائعة راقية جذبتها إليه جعلت داخلها ينتفض من طريقته المرتقية للذوق العالي ومن يرى حوارهم ذاك يتهمها هي بالكبر والغرور ويصفونه بالتواضع والأخلاق
ثم تحمحمت وهي تتحرك من أمامه
أممم اتفضل معايا على مكتب الدكتور هاني .
تحرك كي يسبقها بخطواته فهو لا يصح ان يمشي ورائها كي لايخجلها فراق لها فعلته تلك
ثم أشارت إليه بأن تلك غرفة زميلهم تحت ذهولها وكأنه لم يدلفها أمس وكل ذلك جعلها تبني أفكارا في عقلها حتى وصلت إلى نقطة معينة ولكنها ظلت مستمرة معه كي تجمع نقاط افكارها
في بؤرة واحدة وتبدأ حينها كشف بداية الخيط كي تفسر حالته تلك
دق على الباب بكل احترام فأذن لهم الطبيب بالدخول ثم دلف هو وفريدة وراء بعضهم مما جعله اندهش هو الآخر من ذاك المشهد الذي لم يصدقه عقله ثم أذن لهم بالجلوس على المقاعد فبدأ فارس بالاعتذار بنبرة نادمة
أنا جاي اعتذر للدكتورة
لم يعرف اسمها فسألها عنه فأعلمته إياه ثم أكمل اعتذاره بصدر رحب
عن أي سوء فهم حصل مني بدون قصد قدام حضرتك يا دكتور علشان قالت لي انك كنت موجود وقتها ومره تانيه
يا دكتورة فريدة انا اسف جدا على اللي حصل مني وعلى التصرف الھمجي اللي اكيد كان من غير قصد مني
ثم نظر الى الطبيب وأكمل اعتذاره
انا بعتذر لك انت كمان يا دكتور على اي تصرف سيء حصل مني واوعدك ان شاء الله مش هتتكرر وهنبقى زملاء .
نظر كلتاهما إلى
بعضهم نظرة تحوى الكثير من المعاني وبالطبع قد انتقلا من رحلة الذهول إلى مرحلة دقت فيها قلوبهم رع با منها ومن الأفضل قبول اعتذاره ومحاولة تجنبه والابتعاد عنه ثم تحدث الدكتور هاني أولا بنظرة بشوشة مرسومة جيدا
وأنا قبلت اعتذارك يادكتور وأهلا بيك في بلدنا نورتنا .
ابتسم ذاك الفارس نفس الابتسامة التى أسرت تلك الفريدة منذ قليل مما جعله يتراجع عن قراره في الخۏف منه فابتسامته تجعل وجهه برئ كما الملائكة وتجعل من أمامه يتأثر به بل ويحبذ جلسته والنقاش معه كثيرا
أما فريدة قامت من مكانها وهي تعدل ذاك البالطو الأبيض الذي بدت به كملاكا يحلق في سماء الدنيا وهي تبتسم ابتسامتها المشرقة له فقد ردت لها كرامتها عن جدارة وبالرغم من أنها بادلته صڤعته بصڤعة مماثلة إلا أنها شعرت بالانتصار الآن فالاعتذار لها ومعرفته بخطأه ومجيئه معها للدكتور هاني جعلها قبلت الهدنة
وانت مش أكرم من الصعايدة يادكتور ولا كأن حاجة حوصلت ونورت المستشفى عندينا
ثم استئذنت منهم برقي
عن اذنكم عندي حالات لازم أشوفها .
بدت ابتسامتها المشرقة كشمس
سطعت بعد العتمة أضائت الكون بأكمله في عيناي ذاك الفارس الذي نظر إلى وجهها الذي أصبح محببا لقلبه بتلك الغمازات التى توسطت وجنتيها جعلت القابع بين أضلعه يخفق ولها بذاك الجمال الطبيعي وذاك الشموخ والكبرياء لكرامتها فقد رأى في عينيها الشجاعة التى لم تهب السلطة والنفوذ الذي ذكرته له أنه ه ددهم بها
فكانت مع كل خطوة تخطوها في الابتعاد عن الغرفة كأنها تسحب أنفاسه معها فتعلقت عيناه بها ومع كل خطوة يشعر بعضلات قلبه تنقبض وتنبسط في آن واحد
وبعد خروجها من المكان بدأ يشعر بالاخت ناق وكأن أحدهم يسحب رئتيه من صدره
في موقف غريب عجيب مهيب من تلك النظرات غير مفهومة المعنى
ثم قام هو الآخر وهو يمد يده للدكتور هاني مرددا ببشاشة
يسعدني ويشرفني إننا نكون أصحاب يادكتور
وأكمل بمداعبة وقد أشرق وجهه هو الآخر ابتسامة عذبة تأثر بها هاني
صدق المثل اللي كنت بسمعه من ماما زمان ما محبة إلا بعد عداوة .
بادله هاني مصافحته بابتسامة تنم عن قلبه الأبيض النقي
الشرف لينا ياباشا نورت مكتبي.
شكره بامتنان لحسن استقباله ومعاملته التى تدل على شهامته في قبول الإعتذار بصدر رحب ثم غادر الغرفة وخرج على الفور ذاهبا إلى نفس ذاك العنبر لعله يلقاها ثانية هناك
و بالفعل ذهب إلى العنبر وجدها تباشر الكشف على المرضى بعملية جادة فبدأ هو الآخر عمله حتى وصل إلى الحالة التى بجانب حالتها فوجد المړيضة تسألها
يادكتورة انا عاملة العملية من امبارح الصبح ممكن أعرف انتم حاجزيني ليه لحد دلوك
وأكملت المړيضة تساؤلها وبدا القلق على معالمها جليا وهي تنظر إلى ذاك المحلول المعلق
هي العملية بتاعتي منجحتش
اجابتها فريدة بابتسامة بشوش كي تجعلها تطمئن
لااا ازاي بقى داي نجحت مية في المية بس علشان رئيس القسم حدانا اهنه مبيخرجش أي حالة إلا لما يطمن عليها انها عدت مرحلة الخطړ .
أما هو أمسك ورقة الفحص الخاصة بها وقرأها بعناية وفريدة لم تأخذ بالها منه ثم تحدث مستئذنا
بعد اذنك يادكتورة حابب أوضح لها أكتر .
حركت فريدة رأسها بكل أريحية فهي من النوع صافي القلب وطالما اعتذر منها كأن شيئا لم يكن
أما هو نظر إلى المړيضة شارحا بالتفصيل
شوفي يا آنسة الدكتور في عملية الزايدة والمرارة بالذات لازم يتأكد بعد العملية وتقفيل المنظار ان كل حاجة في مكانها الصحيح خاصه ان ممكن الأجهزه اللي بيشتغل بيها ما تبقاش معقمة كويس بتعمل مشاكل خاصة مع صغار السن فممكن من المشاكل دي يحصل حوارات لا غنى عنها بالنسبه للست فلازم يعدي على عمليتك 24 ساعه تكوني متواجدة هنا معانا نتأكد ان كل حاجه سليمة مية في المية وده طبعا لمصلحتك فمتتعجليش .
ابتسمت له تلك الفتاة بحالمية رأتها فريدة ولكنها أشفقت على الفتيات ذو العقل المراهق مثلها أما هو رأى نظرتها للفتاة وللعجب أنها لم تعير نظراتها أدنى اهتمام فشعر بالغيظ قليلا
ثم أكملا كلاهما عمله وكل منهم يدعى الانشغال ويحاول جهدا أن لاينظر للآخر .
في منزل سلطان كان يجلس في بهو المنزل في الحديقة الخاصة به هو وزينب ويبدو على وجهه الوجوم من تصفيق زينب التى تهلل بفرحة وهي تعد أوراق الكوتشينة الرابحة معها أكثر منه
مش خبرتك قبل سابق يا سلطان انك مهتقدرش تكسبني المرة داي
ثم أكملت بنفس الشموخ المصطنع
علشان تعرف بس إن زينب مش شوية وتلعب بورق الكوشتينة لعب اكده .
زمزم سلطان بغيظ منها فهو في موقف الخاسر والرجل الخاسر من زوجته في وجهة نظره يغ لي من داخله ثم هتف وهو ينفث دخان الشيشة التى أمامه وهو يحاول كبت غي طه منها
متعشيش الدور قووي اكده يا زينب أني اللي هلعب وياكي تسالي اكده ومش عامل للعب أهمية مش في دماغي عاد
متابعة القراءة