رواية من نبض الۏجع عشت غرامي بقلم فاتيما يوسف

موقع أيام نيوز

بدأ بالدفاع عن نفسه أما ذاك الذي اصيب في ذراعه فر هاربا هو الآخر ولم يتبقى سوى الذي يتبارز مع عمران بحرفية فالآخر قوي البنيان مثله بل ومدرب على تلك الحركات القتالية ولكن عمران يجابهه بشراهة وبكل مايملك من قوة رجل صعيدي وتلك المبارزة بالنسبة له تعد من التفاهات في بلدتهم وهو يأمر شمس 
روحي على عربيتك اقفلي على نفسك ومتتحركيش من مكانك لأن اللي هربوا ممكن يترصدوكي استنيني.
اړتعبت من كلامه فجرت سريعا إلى سيارتها والخۏف ض رب بأوردتها
ض ربا ولكنها تعثرت بفستانها الطويل وكعبها العالي حتى سقطت أرضا وحدث ما لم تكن تتوقعه فقد وقعت على تلك الحجارة الكبيرة الممتلئة بالحديد المدبب ولم تراها فالليل وإنارة الشوارع غير كافية غير ذلك أنها كانت لاترتكز في جريها فخرت مغشيا عليها مما أصاب عمران بالقلق من ذاك المشهد فأنهى أمر ذاك الرجل سريعا بإطلاق رصاصة أخرى كان لايريد اللجوء إليها في مبارزته في قدمه مما جعله تهادى أرضا ثم هاتف الشرطة وأبلغ عنهم على الفور وذهب
ليطمئن على تلك الملقاة ودماؤها تسيل فرفعها بين ذراعيه ويده تحاول الكشف عن مكان جرحها حتى استقرت في جنبها فخلع الجاكيت الخاص به ودثرها جيدا ثم حملها وهي غائبة عن الوعي وأدخلها إلى سيارتها لأن عجلات القيادة لسيارته قد تعطلت بسبب هولاء الأوغاد ثم عاد سريعا إلى هذان الرجلان اللذان يحاولان الهرب ولكنه أطلق رصاصة في الهواء جعلتهم وقفا مكانهما ولم يصبر كثيرا حتى حضرت الشرطة وقص عليهم ماحدث سريعا فهو معروف عند رجال الشرطة لأنه تحدث مع صديقه فهتف له على الفور 
اني مضطر امشي دلوك لان البنت وقعت على الحجر وهي بتجري منيهم وجنبها اتخبط في سنون الحديد هروح بيها على المستشفي العام وانت ابقي تعالى حقق هناك داي وربنا يستر .
أشار إليه أن يتحرك بها بعد أن مشى بجانبه ورأى حالتها تلك فصعد عمران سيارتها وذهب بها إلى المشفى وهو يقود سيارتها بسرعة كبيرة وفي طريقه هاتف سكون وأبلغها ما حدث فهلعت لأجله 
وانت جرى لك حاجة ياعمران طمني بسرعة 
طمئنها على عجالة كي لا يستدعي قلقها 
مټخافيش ياسكون اني بخير مفيش حاجة عفشة اني قلت اعرفك بس علشان متقلقيش علي .
همت واقفة واتجهت إلى خزانة ملابسها لتقول له والقلق نهش بها 
اني هلبس وجاية لك المستشفي ومتعارضش علشان جاية يعني جاية .
نهاها بقوة 
له ياسكون كيف هتخرجي من البيت في الساعة داي !
اعقلي يابت الناس اني زين ومفيش حاجة حوصلت لي خليكي في دارك وهطمنك علطول في التليفون .
أصرت سكون على أن تأتي له 
مهما يكون الوقت ياعمران هاجي يعني هاجي متحاولش معاي .
نفخ بضيق من تصميمها فيكفيه ما به الآن ثم هتف بنفاذ صبر
ياسكون اقعدي بقي ومتتعبنيش وياكي عاد أني اللي فيا ومعاي مكفيني مش ناقص اشغل بالي في الوقت بمجيك انتي كمان .
شعرت بالقلق والتوتر أكثر من ذي قبل من كلماته 
له هو انت فيك حاجة ياعمران ! والله لا هاجي يعني هاجي
.
ثم أغلقت الهاتف معه وارتدت ملابسها على عجالة مما جعل عمران يختنق من تصرفها الأهوج ذاك ثم هاتف أبيه وأبلغه ما حدث كي لايترك سكون وحدها ويأتي معها وسمعت زينب ما قاله عمران فرددت بعويل وهي ټضرب على صدرها بعد أن أغلق سلطان الهاتف 
وه ياولدي كان متخبي لك فين البلاوى داي 
ثم قامت هي الأخرى وأصرت أن تذهب معه كي تطمئن على ولدها وحاول سلطان منعها ولكنها كانت متشبسة هي الأخرى بتصميم 
هبطت سكون الأدراج في هدوء كي لا تسبب الازعاج لسلطان وزينب ولكنها وجدت سلطان يجلس في الصالة فتحمحمت بهدوء وهي تلقي السلام 
السلام عليكم ورحمة الله بعد اذنك يابابا هروح المستشفى ضروري .
قام من مكانه وهو يتعجل زينب مما جعل سكون تندهش 
يلا ياحاجة وعليكم السلام يابنتي اني رايح معاكي عمران كلمني والحاجة زينب راسها والف سيف تروح هي كماني .
خرجت زينب وهي تحكم خمارها على رأسها وتحركوا جميعا ذاهبين إلى عمران 
بعد وقت قليل وصلا إلى المشفى وزينب تركض في الطرقات ركضا وتلتها سكون والقلق ينهش قلبهم حتى عرفت سكون مكانه فهي تحفظ المشفى عن ظهر قلب 
ياحبيبي ياولدي كان متخبي لك فين يانضري احكي لي جرى لك ايه وايه اللي حوصل 
تنهد عمران وهو ينظر لسكون بملامة فهو كان لايريد أن يصيب قلبا والديه بالهلع أما هي نظرت إليه نظرات احتياج للامان
متقلقيش ياحاجة اني زين قدامك اها ومفيش حاجة
فيا ولدك راجل من صلب راجل مش عيل صغير علشان تترعبي عليه اكده.
أما سلطان سأله باستكانة 
ايه اللي خلى العيال داي تتعرض لك ياعمران وتشتبك وياهم هو أني مش منبه عليك لما تكون وحدك متدخلش اي عاړكة !
ليه ماتصلتش علي وواجهتهم لحالك افرض كان حوصل لك حاجة لاسمح الله 
قص عليه عمران ماحدث بالتفصيل ثم سألته سكون 
طب والبنت دي حالتها كيف وفين شنطتها نشوف أهلها علشان ياجو يستلموها .
هنا تحدثت زينب بشفقة 
ياعيني يابتي ياترى عيملوا فيكي ايه وكشفوا سترك ولا له 
هتف عمران نافيا ظنها 
له يا حاجة ملحقوش يعملوا فيها حاجة عفشة لاسمح الله اني شفتهم قبل مايوقفوا عربيتها ومن وقتها الاشتباك بيناتنا
ابتدى بس هي الله اعلم حالتها عاملة كيف داي وقعت على حجر اسمنت مدبب بالحديد وڼزفت ډم كتير قوووي .
كانوا يتحدثون وقلوبهم تدق بعدم الراحة ثم خرجت إليهم الممرضة وطلبت منهم 
الحالة اللي جاية معاكم ياجماعة محتاجة نقل ډم ضروري جدا.
هتفت سكون الى الممرضة وهي تسألها 
فين المسؤول عن القسم يا آنسة ماتجيبوا من بنك الډم وانقذوا الحالة.
أجابتها الممرضة وهي تعرفها جيدا 
إنتي عارفة يا داكتورة إن بنك الډم مفيهش رصيد كفاية .
سألها عمران 
أنا هديها أنا فصيلتي بتدي كل الفصايل.
اعترضت زينب وهي تمنعه أن يتحرك 
له متديهاش حاجة هي كمان هتاخد دمك وانت كنت ھتموت بسببها مش كفاية وشك ودراعك اللي هتحمله على يدك دي ډم كماني 
خلل عمران أصابعه بين خصلات شعره ثم نطق بنفاذ صبر
وه ياحاجة هي ذنبها ايه في اللي هتقوليه دي 
دي امر الله عاد وهو اللي بعتني في طريقها علشان أنقذها ودلوك في يدي حاجة بسيطة اعملها
علشان انقذ حياتها
اسيبها عاد همليني بقي ياحاجة زينب الله يرضي عنيكي خلينا نخلص من الليلة داي .
كانت سكون تقف صامتة بمشاعر مختلفة تستحوذ على عقلها وقلبها والأغلب انها مشاعر مخيفة يشعر بها قلبها ولم تعرف ما سببها أو ماورائها ولكنها كانت في وضع غير مريح لها ولعمرانها وفضلت الصمت ومشاهدة مايحدث حولها دون أن تتفوه ببنت شفة 
تركهم عمران ودلف إلى غرفة الفحص وبعد عدة أسئلة عن صحته اكتشفوا أنه لن يعاني من شئ فسحبوا منه ماسيحتاجونه من كمية الډم المطلوبة ثم حول أنظاره إلى تلك النائمة في ملكوت ۏجعها وهو يتحقق من ملامحها التي رآها بريئة وبات داخله يسأل ماذا كان لهولاء الرجال مع تلك الصغيرة التي يبدو على وجهها الآن أنها بوجه ملائكي حتى يفعلوا معها هكذا!
أيعقل أن تكون هاربة من أهلها كما قال له الرجل !
ظلت تلك التساؤلات تجوب خيال عمران حتى انتهى من إعطائها الډم المطلوب وقام من مكانه بسكون لشعوره بالدوار قليلا خرج من الغرفة وجد سكون تنتظره أمامها وبيدها زجاجة من العصير الفريش أتت بها له من كافتيريا المشفى 
تناوله منها سريعا فهو كان يشعر بالاحتياج إليه كثيرا نظرا لعطشه أولا وشعوره بالدوار ثانيا وبعد أن روى ظمئه نظر إليها وجد ملامحها باهتة حزينة فأراد ادخال السرور على قلبها وهو يرى تغيرها 
شفتي أهي الليلة انض ربت يادوك ولا غمزة ولا همزة ولا شقاوة ولا حتى حكمدار وعين ماهر رشقت فيا وزمانه هو اللي دايب في الغمزات والحوارات وأنا لبست في حوار مهبب وواحدة مرمية جوه بين الحيا والمۏت .
ضحكت من كلماته بل وخرجت الضحكات من قلبها على دعابته معها في تلك الظروف ثم رددت بأسف على اخر كلامه
معلش ڠصب عني ضحكت والله بس مين قال إنها عين ماهر بس دي الراجل زين والعيبة مبتطلعش منيه 
حرك رأسه رافضا بقطع
لااا اسكتي
اصلك متعرفيش حاجة دي عينه كانت هتاكلني واني مودي له رحمة وخصوصي لما بوستها من راسها دماغه تعبانة قريت في عينيه أنه عايز يديني بوكس في وشي اللي زمانه بردو دلوك هيدوق العسل وأني اهنه هدوق الډم والمحاليل ولسه حوار التحقيقات اللي هيفضل للصبح .
لكزته سكون بغيظ من كلامه 
الله هو الجدع مولود فوق راسك انت اللي هتنق عليهم اهه ربنا يستر عليهم بقي وبعدين هي مش مرته توبقى اختك اتمنى لهم السعادة وراحة البال.
سعادة وراحة بال في جملة واحدة مع رحمة أختي دي في الأحلام ... جملة استنكارية نطقها عمران بدعابة ثم أكمل بنفس دعابته 
داي رحمة هتنسيه اسمه من جنانها ودماغها المفوتة 
ثم داعب وجنتيها بأصابع يديه هاتفا بمشاكسة
يسلم لي العاقل الرزين اللي كان في ليلة فرحنا ملاك وقمر قووي 
ثم غمز لها مكملا 
ماتيجي نعيد الأمجاد ونروح كده اي بلد نقضي أسبوع اكده
اصل الجو اهنه اليومين دول بقي ملبش ومش عاجبني كاتم على انفاسي .
اتسعت مقلتيها بذهول
بجد ياعمران ! نسافر بالله عليك اصل اني مخڼوقة قوووي وعايزة أهج من اهنه وأغير جو شوية .
رفع حاجبه الأيسر هاتفا باستمتاع
آه قولي بقي انك وحشك الدلع وعايزانا نرجع ايام الشقاوة واحنا في مكان محدش يعرفنا فيه .
ابتسمت بخجل ثم حركت رأسها للأمام بموافقة وهي تحاول ان تتناسى الزمان والمكان والموقف ككل وانشغلت بعمرانها 
اها وحشني وعايزة أستفرد بيك عنديك مانع .
غمز لها مرددا بعبث 
ياباشا اني اصلا راجل صاحب مزاج وكيف عالي وبعشق الاستفراد والحوارات دي اصلا سكتي بس محتاج فرصة عدم الإزعاج علشان كله يستريح .
سألته ببراءة 
كله مين ياعمران اللي يستريح 
حرك إبهامه على وجنتها قائلا بمكر 
لما نروح هناك هبقى اشاور لك على كله حاجة حاجة بس انتي كترى الدعوات نخلص من الحوار دي وبعدين كله يستريح .
لكزته
بخفة في كتفه 
انت رخم قووي على فكرة.
هو في احلى من الرخامة بتعمل شغل عالي ياسكوني .
لااا دي انت باين انك كنت واخد جرعة وقاحة من شوية مش بوكسين معلمين في وشك .
ومالها الوقاحة مش أحسن من النكد بذمتك وياريت الواحد عارف يطولها بمزاج داي شكل مايكون كل حاجة متفقة عليا النهاردة تضيع الليلة والترتيبات اللي كانت في دماغي بس يالا الحمد لله خيرها في غيرها.
كانو يقفون مندمجين مع بعضهم في مشهد أليف جميل يمسح على حزنها كالقط الوديع وهي تبتسم له وتبادله خفته معه بلطف اعتادت عليه إلى ان استمعا إلى صوت زينب التي ذهبت تصلي الفجر وعادت إليهم تردد 
كيفك ياولدي حاسس بدوخة من نقل الډم 
طمئنها عمران وهو يربت على ظهرها بحنو 
زين ياحاجة متقلقيش مش تروحي ترتاحي عاد واني هفضل بس لحد ما الظابط ياجي هو كان قايل لي هكون عنديك ٨ الصبح خدي ابوي وروحو ارتاحوا في فرشتكم .
اعترضت تماما على
اقتراحه ثم قالت بتصميم 
مش هتحرك من اهنه ولا اني ولا بوك غير يدك في يدي متتعبش حالك 
ثم ناولت سكون الحقيبة الخاصة بتلك الفتاة 
خدي يابتي شنطة البونية اللي جوة أهي شوفي فيها ايه خلينا نعرف عنها اي حاجة .
أخذت منها سكون الحقيبة ثم فتحتها واخرجت منها البطاقة الشخصية الموجودة فيها وقرأتها وعرفت هويتها وأنها من القاهرة ولكن بالطبع لن يعرفون عنها شيء ثم بحثت في الحقيبة ووجدت ورقتان أخرتان فناولتهم لعمران فقرأهم واذا به يشعر بالشفقة تجاهها انها شهادة ۏفاة أبيها وأمها فردد عليهم بذهول وهو يتحقق من اسم والدها في البطاقة ووجده
مطابقا لشهادة الۏفاة 
ياحول الله داي امها وابوها ميتين وهي يتيمة ودول شهايد وفاتهم .
ه
نا ض ربت زينب على صدرها وهي تشعر بالشفقة والعطف تجاه تلك المسكينة
يا عيني عليكي يا بتي يعني زي ما قالت انهم كانوا جايين يخط فوها وهي فعلا يتيمة الأب والأم وربنا بعتك ليها في وقت الضيقة الله اعلم كان هيعملوا فيها ايه اللي ينشلوا في ايديهم دول .
اتى سلطان واقف بجانبهم وقصوا عليهم ما حدث فشعر بالعطف تجاهها هو الآخر ثم قال 
خلاص يا ولدي لما تفوق هاتها عندينا على البيت لحد ما تتعافي خالص وبعدين نشوف امرها ايه او هي موجودة اهنه ليه ما ينفعش ان احنا نتخلى عنيها واصل احنا عندينا ولايا عشان ربنا يبعت لهم اللي يقف جنبيهم وقت الضيق .
وجدت سكون هاتفها فأخرجته هو الآخر ثم ضغطت على الزر الخاص به واذا بها تنصدم من الصورة التي رأتها فكان ماهر زوج رحمة وهو يحملها بين يديه ويبدو انها كانت طفلة صغيرة ثم هتفت وهي تعرض عليهم شاشة الهاتف 
ايه دي ! داي باينها طلعت عارفة ماهر ومتصورة معاه كمان وهي طفلة صغيرة معقولة تكون قريبة ماهر وكانت بتحضر الفرح والناس داي اتعرضت لها !
تفحصت أعينهم جميعا الصورة والاندهاش ملأ ملامحهم ثم اخرج عمران هاتفه كي يتحدث مع ماهر ويعرف امرها ولكن والدته جذبت منه الهاتف وقد فهمت ما ينتوي فعله ناهية اياه 
هتعمل ايه يا ولدي بلاش ترن على جوز اختك في الوقت دي عشان ما يقلقوش وكمان دول عرسان وداي ليلة دخلتهم الصباح رباح وهي اكده اكده ما داريناش بحاجة لما تفوق وناخدها عندينا البيت نوبقى نكلمه ونشوف حوار البونية داي ايه 
استجابت لرأي امه ووقفوا جميعا يتحدثون وكل منهم يلقي ظنونه برأيه في ذاك الحاډث مما جعلهم حائرون للغاية بعد مرور ساعتين من التعب والارهاق لجميعهم دلفت سكون اليها لتطمئن على حالتها وفعلت معها بعض الأشياء الى ان فاقت فخرجت اليهم وأعلمتهم بإفاقتها فدخلوا إليها جميعا وما ان رات
زينب هيئتها الغاية في الجمال حتى رددت بتكبير 
الله اكبر تبارك الله البنتة جميلة جمال غير عادي بس يتيمة يا حبة عيني والزمن بيودي ويجيب فيها كبدي عليكي يابتي .
في ذاك الوقت بالتحديد شعرت سكون بأن شيئا ما ېهدد أمانها بعدما سمعت تلك الكلمات من زينب وض رب الخۏف بأوردتها مجرى الډم في العروق وخاصة كلمه يتيمة التي رددتها زينب وزادتها بجميلة ثم استمعت الى باقي حديثها الذي زادها هلعا من
تم نسخ الرابط