رواية من نبض الۏجع عشت غرامي بقلم فاتيما يوسف
المحتويات
مش هرحمك علشان تبقى تطولي لسانك ده قوووي على أسيادك يابت إنت .
ثم تركها وغادر المكان بخطوات شموخ وكبرياء وقامة مرفوعة وهو يتوعد داخله بأنه سيريها أشد أنواع الهلاك على يديه ولكن قبل أن يغادر سمع ماجعله ارتد للخلف بخطوات سريعة وهي تردد بثقة وكبرياء أنثى دعست كرامتها
سيد الناس مداس يابتاع إنت
ومتخلقش لسه اللي يوطي راس فريدة حجاج للأرض وعمرها ماتركع وتطلب الصفح غير للي خالقها واصل ولو حطو السيف على رقبتي أكرم لي اني أطاطي لواحد زيك .
رجع إليها واقترب منها وعلى حين غرة صفعها على وجهها بيد قوية أثرها علم على وجهها ببراعة فقد جعلته يستشيط ڠضبا من كلماتها ولم يهمه ض ربها بتلك القسۏة
انت اټجننت إزاي تمد ايدك على زميلة ليك في مكتبي وبالمنظر ده ! أنا مش هسكت عن اللي حصل وهنعرف ناخد حق الإهانة لينا وض ربها ومد يدك عليها بالقانون ومش هنعمل زيك ونوبقى همجيين .
ودلوك اتفضل اطلع برة مكتبي ميشرفنيش وجودك فيه .
أما هي انطلقت بأقدام مسرعة ووقفت أمامه وهو ينظر لها من أعلى لأسفل نظرة سافرة تشبهه وعلى حين غرة فعلت مثله وصڤعته بيدها الرقيقة صڤعة مدوية لتقول بعيناي يملؤها الانتصار
مبسيبش حقي يبات برة باخده وقاتي القلم ده من يد صعيدية عمرك ماتنساه ياقليل الرباية.
أما ذاك الطبيب يقف مذهولا وكأنه أمام مشهد سينمائي لم يراه على الشاشات من قبل من عمق تجسيده
أما ذاك الفارس فر من مكتبه بعد أن رمقه بنظرات ح ارقة مرددا
ان ماوديتك إنت وهي ورا الشمس مبقاش أنا فارس الألفي .
أما تلك الفريدة دخلت مكتبها وأغلقته ورائها وتوارت خلفه وهي تضع يدها على فمها تكتم شهقاتها على ماحدث لها من ذاك الأحمق الذي قدر الله لها رؤيتها اليوم وحدوث ماحدث
وأثناء بكائها أنفها اشتمت رائحته في يداها بغزارة فأصابها الذهول من تلك الرائحة
على الفور أخرجت هاتفها من حقيبتها ثم نظرت في مرآته وهي تتحقق من مظهرها ووجدت حجابها موضوعا بإهمال على راسها وبعض خصلاتها هبطت على عينيها لأول مرة يحدث ذلك منذ أن ارتدت الحجاب من صغرها
فخلعت الحجاب وجدت شعرها مبعثرا وليس على هيئته أمسكت أخر خصلاته وللعجب أنها اشتمت نفس رائحة البرفيوم الخاص به فما أصابها بالإخت ناق أيضا في المصعد هي رائحته النفاذة بطريقة لاتوصف
دب الړعب في أوصالها من ماذهب إليه تفكيرها من هذا الحقېر
كيف له أن يفعل فعلته الشنعاء تلك ويستغل غيابها عن الوعي ويفعل بها مافعله !
اڼهارت كثيرا كلما اكتشفت في هيئتها المبعثرة شيئا آخر بل کاړثة من وجهة نظرها وما جعل الړعب يدب أوصالها أنها رأت مقدمة كنزتها مفتوحة وبدأ عقلها يرواضها أن ذاك الأحمق يستحق أن تفرغ فيه ألف رص اصة وأن تمسك سك ينا حادا وتق طع به يداه التي مدت عليها واستغل غيابها عن الواقع
كادت أن تذهب إليه وتلقي في وجهه عبارات الس ب والق ذف وأن تجعله لم يسوى شيئا بين الرجال ولكنها ترددت وامتنعت في أخر لحظة وأغلقت الباب مرة أخرى وقد قررت أن تن تقم لخصوصيتها التى اقتحمها ذاك المتح رش بطريقة مكر حواء الذي لم ولن تتركه إلا وهو ملقى تحت قدميها معتذرا عما بدر منه وداخلها يصمم أنها ستجعله حصيدا كأن لم يغن بالأمس
ولكن هل ستستطيع تلك الفريدة مراوضة ذاك المتح رش أم للقدر رأي أخر
هبطت رحمة من سيارتها التي اشتراها لها أبيها منذ أسبوعا واحدا أمام فيلا ماهر البنان عندما علمت بمرضه الشديد من صوته التي استمعت إليه في الهاتف فلم تتحمل معرفتها بإعيائه فأتت على الفور
دلفت إلى الحديقة الواسعة المزينة بالأشجار الخضراء المنمقة بمظهرها الرائع الخلاب
ويتوسطها حمام السباحة بمياهه الزرقاء الصافية وحوله الأزهار والورود من مختلف الأشكال والالوان بترتيب رائع ويبدوا أن أحدهم يراعي تلك الورود بحرص
وكان الهواء اللطيف يحرك أوراق وأغصان الأشجار مما يبعث في النفوس الفرح والسعادة
كان في الحديقة رقعة كبيرة من المساحات الخضراء التي تبعث في النفس الهدوء والسکينة
حيث كانت الأشجار كبيرة وعالية وذات اللون الأخضر الساطع وكان الهواء اللطيف يحرك أوراق الأشجار يمينا ويسارا
كما كان هناك الكثير من الزهور والورود الجميلة منها الأبيض والأحمر والأصفر ودرجات كثيرة من الألوان.
بالإضافة إلى رائحة الورود الجميلة ورائحة الورد البلدي الرائع
تلقائيا ارتسمت ابتسامة على وجهها تعنى الشعور بالراحة والاسترخاء والطمأنينة لقلبها لدلوفها ذاك المكان
أخذت نفسا عميقا وهاتفته كي تجعل العاملة الموجودة بالمنزل تفتح لها الباب
بعد ثواني وجدت الباب ينفتح وهانم تفتح لها الباب بابتسامة بشوش ونطقت
اتفضلي يا أستاذة نورتي مكانك .
ابتسمت لها رحمة وهي تمد لها يدها كي تسلم عليها فهي لاتحبذ التعامل بطريقة فرق الطبقات مع أي شخص وهي تردد سلامها بنفس البشاشة
ده نورك يا أم محمد مش اسم ابنك بردوا محمد
مدت العاملة يدها بوقار وقد انفتح قلبها لتلك الرحمة ومن مجرد سلام فقط استشفت روحها الجميلة في التعامل وأنها ليست بكبر
اه ياحبيبتي اسمه محمد اسم الله عليه في كلية ألسن في السنة الأخيرة والأستاذ ماهر الله يستره قال لي هيشغله معاه في مكتبه مترجم للفاكسات والمسؤل عن القضايا اللي بتاجي من برة وعلشان اكدة راوشني بكتب القانون اللي بتوبقى بالانجليزي داي ومخلص فلوسي عليها .
شعرت رحمة بالفخر بذاك الماهر الذي يثبت لها دوما أنه رجل أفعال بقلبه الكبير الممتلئ بالشهامة ثم ربتت على كتفها بحنو وكأنها تعرفها منذ أعوام فطبيعة رحمة أنها من ترتاح لهم من أول وهلة تعتبرهم من عائلتها
ربنا يفرح قلبك بيه ويوبقى حاجة زينة تفتخري بيه ويبارك في اخواته
ثم نظرت حولها وعينيها مشطت أرجاء المكان
أمال فين المتر وصحته كيفها دلوك
امتلئ ۏجع هانم بالحزن على ماهر فهي تعتبره مثل ابنها الذي وهبه الله لها بعد عمرا طويلا وتلته أختاه بكرم منه على عباده ثم أجابتها
والله ياحبة عيني مارضي ياكل ولا يشرب حاجة ومكتفي بالمحاليل وشكل دور البرد شديد عليه قووووي .
ضمت رحمة حاجبيها بحزن على زوجها وحبيب روحها فهي لم تتحمل أن يكون مريضا ولم تأتي لزيارته ولو علم أبيها أو أخيها مجيئها الى هنا لأقاموا عليها الحد ولكنها تشتاقه كثيرا فهي لم تراه منذ ثلاثة أيام وقررت أن تأتي اليوم وتراه وتمشي على عجالة قبل أن ينكشف أمرها وحتما ستسطر نهايتها فعمران أخيها يضع
عيناه عليها بتركيز فهو يغار عليهم
بشدة ولو علم مجيئها الى بيته لسح قها
ثم
طلبت من هانم
أن تأتي معها إلى غرفته ووصتها أن لاتتركها وتنزل أيا كان السبب
صعدت معها إلى غرفته وفور دلوفها نظرت إليه بوجه حزين وعيناي يملؤها القلق والتوتر من مرضه الذي جعله مكث في التخت أكثر من ثلاثة أيام
فور أن وقفت أمامه ألقت سلامها المملوء بالعشق والاشتياق له
ألف سلامة عليك ياماهر الظاهر إن
دور البرد شديد عليك قوووي.
قبل أن يرد هتفت هانم من ورائه بحزن مماثل وهي تمسك أسفل ذقنها بإحدى يديها
أه والله يابتي دي حتى ما أكلش حاجة من امبارح وكل وكله حاجات متشبعش عيل صغير
وأكملت وهي تلوى شفاها بامتعاض
صحيح صدق المثل اللي قال برد الصيف أحد من السيف.
كان ماهر يستند على التخت بنصف جسده وهو يرتدي تيشيرت من اللون الأسود وذقنه نابتة بعض الشئ ونصف جسده الآخر يعتليه غطاء خفيفا
ثم نظر إلى
رحمة وهو يبتسم برجولته المهلكة لقلبها بنبرة صوت متحشرجة من أثر مرضه
الله يسلمك يارحمة متقلقيش أني زين أهه الحمد لله عمر الشقي بقي
واسترسل حديثه وهو يطلب من هانم برزانة
اعملي فنجان قهوة لرحمة يا أم محمد .
أشارت هانم بيمناها ناحية عينيها
من عنيا يا أستاذ بس مش قهوة بقي أني هجيب الوكل اللي عميلته ومرضتش تدوقه وهي توكلك بيدها وكمان تاكل وياك هتلاقيها لسه متغدتش .
كادت رحمة أن تعترض وهي تنظر لها نظرات تحذيرية أن تخرج وتتركها وحدها معه في غرفته لكن أكملت هانم برجاء
وه دي جوزك يابتي مش حد غريب وكلها أسبوعين وتتجوزو وبعدين يهون عليك دي ياحبة عيني مدقش الزاد من عشية .
تنهدت رحمة بأنفاس مضطربة ثم أشارت إليها بالموافقة كي تنهي تلك الجلسة وتعاود إلى المكتب قبل أن ينكشف أمرها
ثم استمعت إلى صوته الرخيم من أثر الإعياء بنبرته المبحوحة وهو يشاغبها كالمعتاد
مكنتش أعرف اني هتوحشك اكده وانك مش هتقدري على بعدي يومين ولا تلاتة وألقاكي قدامي
وأكمل بغمزة من عينيه تصاحبها المشاغبة
دي الظاهر إني ليا تأثير جامد قوووي اللي يخلي الباش محامية رحمة المهدي تاجي اهنه لحد أوضتي على
ملى وشها .
احمرت وجنتاها خجلا من تلميحات ذاك العابث الذي لم يمنعه مرضه عن مشاغبتها واستغلاله فرصة تواجده معها بغرفته
تبسم ضاحكا لخجلها البائن على معالمها ثم اعترف لها بصوت أجش خشن وعيناي هائمة بها
وحشتيني قووي على فكرة .
مازالت على خجلها وذاك القابع بين أضلعها يخفق عشقا له ثم رددت بعشق مماثل
وانت كمان وحشتني قووي وبصراحة مقدرتش مجيش وأشوفك وانت صوتك في التليفون كان باين انك تعبان قووي قلقت عليك وبصراحة أكتر مش متعودة على وجودي في المكتب من غيرك .
تحرك من مكانه وأصبح يجلس على حافة التخت بالقرب من مقعدها ثم مد يداه لها طالبا منها بابتسامته الهادئة
مسلمتيش علي .
نظرت حولها خجلا من يده الممدودة ثم مدت يدها على استحياء تبادله السلام فهو زوجها
وما إن تلامست يداهما حتى شعرت بسخونة يداه التي احتضنت كلتاهما كفها بإحكام وهو يطبق عليهما
وفي حالتهما تلك لايطلق عليهم سوى المقولة
الحب ليس رواية شرقية في ختامها يتزوج الأبطال الحب أن تظل على الأصابع رجفة وعلى الشفاه المطبقات سؤال
حاولت افلات كفها بهدوء ولكنه ترجاها بنبرة احتياج لوجودها بجانبه فهو كان يسكن الغرفة وحيدا طيلة الثلاثة أيام المنصرمة وما كان يجعله محتملا غير محادثتها على الهاتف وقتا طويلا
بتشدي يدك ليه خليهم حاسس معاهم بالدفا .
أحست من نبرته المترجية ضياعه فسألته وهي تحتضن يداه بكفها الآخر بتملك كي تشعره بوجودها بجانبه وتسائلت بقلق
مالك يا ماهر حساك متضايق اكده ومتغير وحاسة إن ملامحك حزينة
تنهيدة حارة خرجت من صدره تؤكد إحساسها ثم سحب يداه ورفع الغطاء عنهما ثم اعتدل بجلسته على التخت ومد قدماه أسفله ثم سحب يدها مرة أخرى ودف نها بين كفاي يداه بتملك وأجابها وهو ينظر داخل عيناها
مش عارف يارحمة بقيت حاسس اني اتعودت على وجودك في حياتي لاااا مش اتعودت دي أني أدم نت وجودك جنبي وبقيت بخاف من الفراق أو أي حاجة تحصل تخلينا نبعد عن بعض ومنكملش
واسترسل حديثه بنبرة يملؤها الشجن
بس خسارتك انت بالذات يارحمة هتوبقى ډم ار ماهر الريان .
أخذت نفسا عميقا تستحضر به كما من الطاقة داخلها كي تستطيع محو ذاك التشتت من قلب ماهرها رجلها الذي ح اربت لأجل أن يكن لها وتحملت معه عاما صعيبا كي يصلا إلى طريقهما ذاك
طب ليه بس تفكر بالطريقة اللي ټوجعك داي أنا ليك ياماهر مهما طال العمر ومعاك هكمل عمرى بإذن الله وبيك دنيتي اللي مشفتش الحب والعشق اللي فيها .
احتضن وجنتها بين كفاي يداه وبعيناي هائمة بها رددها بقلب يخفق ولها بها
بعشقك ياقلب ماهر اتوحشتك قوووي واتوحشت شقاوتك وكلامك وهزارك ومقالبك كل دي في تلت أيام بس ومن الواضح إن الثانية في بعادك قلبي مهيتحملهاش .
كانت أمامه فاقدة للوعي وكأنها مسلوبة الإرادة سحبتها عيناه الجذابة بكلماته المعسولة إلى عالمه أكثر وأكثر
ثم تحدث خوفا عليها وهو يريد أن يجذبها إلى أحضانه ويشبع من دفئها ويعطي قلبه بضعا من الإحتواء والإحساس بالشبع قليلا لعناقها ولكنه سحب يداه وابتعد عنها معللا پخوف عليها
طب هبعد عنيكي بقى علشان ماتخديش البرد مني ووقتها مهتحملش أشوفك مرضانة .
ربتت على قدمه بحنو
ولا يهمك يامتر متقلقش علي أنى مأمنة حالي وأخدت المصل اللي بيتاخد للبرد .
ماشاء الله عليكي واخدة بالك من حالك قوووي ... جملة دعابية نطقها ماهر وعقب عليها وهو يغمز لها بعيناه
طب لما نتجوز بقى وتاجي اهنه الأوضة داي وتوبقى حرم خط المحاكم ابقي اعملي حسابك تهتمي بيه في الحاجات داي علشان هو ضايع خالص ومش بيهتم غير بحاجات تانية بس بصراحة ماهر فيها قوووي .
كان يتحدث وعيناه جالت ناحية التخت مما أخجلها بشدة بطريقته الجديدة كليا عليها فهي لم تعهده عابثا قبل ذاك
فعلى الفور قامت من مكانها كي تستأذن منه فهو أخجلها بكلماته ولكنه انتصب واقفا وأمسك يدها هو يهمس لها
على فين يارحمتي هي مش هانم قالت لك اني ما دقتش أي وكل من عشية اكده تمشي وتسبيني جعان .
فتحت عيناها بخجل من محاصرته لها ثم نطقت بصعوبة بالغة من توترها من اقترابه المهلك
أمممم .. ماهو أني لازمن أمشي دلوك علشان متأخرش وانت عارف عمران أخويا واقف لي على الواحدة اليومين دول ومطايقش شغلي معاك في المكتب من ساعة ماكتبنا الكتاب .
زفر بحنق من عقل ذاك العمران وتفكيره في إبعادها عنه ثم هتف بنبرة منزعجة
هو أخوكي عايز ايه بالظبط وماله مركز معايا قووي اكده ! أني جوزك لو هو بيتعمد ينسى .
حركت أهدابها الكثيفة بضيق وأجابته بتعقل
عمران بېخاف على شويه وشايف ان دماغي متهورة ومچنونة وطبعا
متابعة القراءة