رواية من نبض الۏجع عشت غرامي بقلم فاتيما يوسف
المحتويات
باختصار
أممم.. هي مقصداش تعمل اكده أصلها حالتها مختلفة شوية هي كفيفة لكن إنسانة راقية جدا.
اتسعت مقلتاي مها بشدة مما استمعت إليه فهي قد ظنت بها السوء
رأى جاسر ملامحها الحزينة ففسر ذلك على انها تأثرت بعدم سلامها وليس لحالتها واعتذر لها نيابة عنها
معلش يامدام مها عندي اني دي بس منة حد جميل قووي وهترتاحي في الشغل معها وبإذن الله المكتب بيكم انتوا الاتنين هيوبقى تمام.
له يامتر أني مزعلناش منيها واصل أني اتأثرت بس بحالتها حبيبتي ربنا ينور لها بصرها يارب ابتسم جاسر لتفهمها أولا وأنها أخيرا تدخلت معهم في الحوار وسمع صوتها
الناعم وكان في أذنه كسيمفونية أعذب الألحان
وظلا يتحدثان عن أمور العمل ومواعيد المكتب وبعض الأشياء الأساسية التي ستفعلها بكل أدب
من مكانها مستئذنة للمغادرة هي وعمران على أن تأتي للمكتب من أول غد في الساعة
الثانية مساء
وفور خروجها ظل ينظر على أثرها بنظرة حزينة فقد أحب تواجدها وحديثها وكل شئ ثم أخرج هاتفه ينظر إلى صورتها التي حفظها وهو يردد
صورتك اللي كنت بقول فيها أشعار ولا حاجة جنب حقيقتك ونبرة صوتك اللي يتحكى فيهم مواويل .
داي باين الأيام الجاية هتوبقى رواااق عليك يابن المهدي .
في مكان ما يجلس ذاك الرجل الكهل ذو الستين عاما على مكتبه كما الملك الذي يجلس على كرسي العرش وبيده سېجاره الفرنسي الباهظ الثمن يردد بنبرة آمرة لذاك الواقف الذي يرتعب أمامه
أجابه ذاك الرجل سريعا وهو يتلعثم خوفا فهو يخشاه بشدة
والله ياباشا عملت كل حاجة زي ما سعاتك أمرتني بالظبط وهتروح تلاقي كل حاجة تمام .
نفث الآخر دخان سېجاره الغزير هاتفا
بنبرة تحذيرية
تأمن على الكهربا كويس وتأمن على المحولات لو فصلت في ثانية إلا ثانية تكون شغالة لأن لو جهاز واحد وقف أو جري له حاجة مش هيكفيني عمرك كله وانت حر بقي .
والله ياباشا أنا مشغل اتنين مخصوص لا ومتخصصين كمان في الصيانة جمب المحولات دي وعامل بديل كمان علشان لو واحدة فيهم عطلت متقلقش سعاتك .
أشار له ذاك المتجبر أن يرحل من أمامه دون أن يرف له جفنا فهرول الآخر
ثم أمسك الهاتف وهو يعيد تشغيل الفيديو الذي صفع فيه ابنه بنظرات يملؤها الشړ والتوعد وأتى برقم أحدهم
أيوه يابني البت اللي بعت لك صورتها دي تجيبها لي فورا في خلال تلت ايام أكتر من كدة هشيعك لعزرائيل
أنهى مكالمته وأغلق الهاتف فورا ثم استند على كرسيه برأسه وهو ينتشي دخان سېجاره باستمتاع ثم أشغل تلك الغنوة التي يعشقها لكوكب الشرق وكأنه لم يقل أو يفعل شيئا الآن وهو يردد معها بسلطان
يا فؤادي يا فؤادي لا تسل أين الهوى
كان صرحا من خيال فهوى
يا فؤادي يا فؤادي لا تسل أين الهوى
كان صرحا من خيال فهوى
إسقني واشرب على أطلاله
واروى عني طالما الدمع روى
إسقني واشرب على أطلاله
واروى عني طالما الدمع روى
كيف ذاك الحب أمسى خبرا
وحديثا من أحاديث الجوى
لست أنساك وقد أغريتني
بفم عذب المناداة رقيق
لست أنساك وقد أغريتني
بفم عذب المناداة رقيق
لست أنساك وقد أغريتني
بفم عذب المناداة رقيق
ويد تمتد نحوي
كيد
من خلال الموج مدت لغريق
وبريق يظمأ الساري له
أين في عينيك ذياك البريق
يا حبيبا زرت يوما أيكه
طائر الشوق أغني ألمي
يا حبيبا زرت يوما أيكه
طائر الشوق أغني ألمي
يا حبيبا زرت يوما أيكه
طائر الشوق أغني ألمي
لك إبطاء المذل المنعم
وتجني القادر المحتكم
وحنيني لك يكوي أضلعي
انتهي البارت
البارت الثالث
في مكتب ماهر البنان حيث يجلس في مكتبه يستشيط ڠضبا من تمرد تلك العنيدة فهو لم يتعافى بعد من مرضه وجس ده مازال واهنا
منذ البارحة وهو يهاتفها ولم تجيبه وفي كل مرة تغلق الهاتف بوجهه فتزيده ڠضبا من عنادها وتيبس رأسها والأدهى من ذلك أنها قد بلكته من جميع الاتجاهات مما جعله يدور حول نفسه بغ ضب عارم من فعلتها الشنعاء وهو يتوعد لها من الويلات مالم يخطر على بالها ظل على حالته تلك منتظرا مجيئها الى المكتب فهو فكر كثيرا لايريد الذهاب الى منزلها كي لايعلوا صوتهما والأمر يتفاقم إلى تدخل أيا من أهلها بينهم ووقتها ستحمل النفوس من أي كلمة لم تعجب الطرفين وظل ينتظرها في المكتب وقد وصل الغ ضب ذروته حتى مر أكثر من ساعتين على ميعاد مجيئها المكتب ولم تأتي بعد ولقد نفذ الصبر من صبره فقرر أن يذهب إليها في منزلهم وليكن مايكن وتتحمل عقباه وحدها
حمل مفاتيحه وهاتفه وكاد أن يخرج من مكتبه ولكنه وجدها تدلف إليه بوجه متهجم وملامح تدل على أن العواصف ستحدث بينهم لامحالة
نظر إليها نظرة مطولة تحوى كثيرا من المعاني التي فهمتها بتنقلاتها بجدارة ومن يملك دهاء رحمة المهدي غيرها
ولكنه يعرف أن الأمر برمته صعبا عليها فحاول تهدئة أعصابه الثائرة داخله فقد كان يغ لي كالبركان ثم أشار إليها أن تدلف الي المكتب بصمت تام ومن ثم عاتبها بهدوء ماقبل العاصفة
عايز أسأل سؤال وأتمنى إجابته متكونش زي اللي في بالي
وأكمل متسائلا إياها وهو ينظر داخل عيناها بنبرة هادئة كهدنة محارب قبل أن يشد أجزاء سلاحھ
انت عملت لي بلوك من على الواتساب والفيس أو تقريبا من كل الأماكن
بنبرة أشبه للجمود قد هيأت لها نفسها بصعوبة بالغة فهي أخذت موقفا مع نفسها وأعدتها للصمود أمامه ولن تضعف أو تستكين لأمر قلبها اللعېن الذي يشتاقه حد الجنون ولكن كرامة الأنثى داخلها وكبرياؤها غلب عاطفة اشتياقها
تجاهلت سؤاله وكأنه لم يقال أو يسل شيئا ثم مدت يدها بالورقة التى بحوزتها قائلة بشموخ ورأس مرفوع لأعلى
اتفضل يامتر ورقة استقالتي واعتبرني مش موجودة وسط فريقك من النهاردة.
انفعل ذاك الجامد المتصلب بطريقة لم توصف بعد ثم أخذ منها الورقة بأصابع متهجمة ومن ثم رماها من نافذة المكتب ثم جذبها من يدها بع نف واتجه ناحية الغرفة التى أعدتها هي بنفسها لاستراحته وأغلق الباب خلفه تحت تزمتها الشديد فحقا لقد أثارت حنقه ولأول مرة يتعامل أحدهم معه بذاك التجاهل ثم أقسم أمامها وهو يجز على أسنانه بغ ضب شديد
أقسم بالله لو كان مخلوق غيرك اتجرأ وعيمل وياي اكده لكان زمانه ورا الشمس دلوك .
أفلتت يداها من يده عنوة واصطنعت عدم الخۏف أمامه مع أن داخلها يرجف رع با وهلعا من منظره الغاضب ولكنها تمالكت حالها بثبات تدربت عليه جيدا قبل أن تجئ إليه الآن وهي على ثقة تامة بأن مقابلتهم تلك لن تمر مرور الكرام وهي تهتف بنفس نبرته الغاضبة من جذبه لها بتلك الدرجة المهينة وسحبه لها إلى تلك الغرفة عنوة عنها
انت إزاي تتجرأ وتجرني وراك بالطريقة داي وكاني عبدة وانت سيدها !
وأكملت بنفس قسمه وهي تجابهه غضبه عينا بعين وسنا بسن وهي تشير بأصبعها تجاه الباب الذي أوصده بإحكام
وقسما بالله ويمين على يمينك يا ماهر لو مافتحت الباب وسبتني أخرج لهتشوف من كيد الحريم ما لا يخطر لك على بال .
هنا امتنعت عقارب الساعة عن الدوران إجلالا لما نتج من تحدي العناد أمام جيوش غضبه الذي أوصلته له تلك المسكينة التي سترى من الويلات على يد ذاك الماهر وهو يهتف بفحيح
كانك عقلك فوت ولسانك فلت منيكي ومهتعرفيش ان المرة متحلفش على جوزها يابت الناس !
واللي خلق الخلق لو ماظبطيش لسانك واتعدلتي وانت بتتحدتي ويا جوزك لاهكون مكس ر لك دماغك داي ومش بس اكده هتشوفي اللي عمرك ماشفتيه في حياتك يابنت سلطان .
دب القلق في صدرها مع تنهيدة حارة خرجت من ثغرها ولكنها تمالكت حالها سريعا كي لايستشف ذاك الداهي خۏفها البائن ثم هدرت به
وه ! هو خدوهم بالصوت قبل مايغلبوكم ولا إيه يامتر
واسترسلت بقوة واهية كي تجعله يشعر بجل خطأه فيما ارتكبه معها
أني حرة أعمل إللي علي كيفي ومحدش له حكم علي غير أبويا .
ض رب الحائط بقبضته الفولاذية وقد رفع ضغطه الآن بفضل عنادها ولتتحمل عواقب زهقه منها وغلظة مايتفوه به لسانه
حرة مين ياهانم فوقي لنفسك أني جوزك لو انت نسيتي
رفعت جفونها ببطء ثم نطقت بنبرة حادة وتفوهت بما جعله نفث ن ارا وصلها لهيبها ولكن تلك الحمقاء أكملت
كاتب كتابي بس ومليكش علي حقوق ولا أوامر وإذا كانت حتة الورقة داي هتخليك تعاملني كأني عبدة يوبقى نفضها سيرة ويادار مادخلك شړ وروح دلل وهنن الست شمس بتاعتك .
بمجرد أن تفوهت هرائها ذاك اندفع إليها ليشن حروب أفعالها فوق رأسها بكبرياء رجل عاشق لامرأة متمردة وكادت أن تكمل هزلها ولكن نظراته الحادة أرغمتها أن تبتلع ماعلق في حلقها من كلمات وتتراجع للخلف
فتتقدم خطواته بقدر تراجعها ويغ رس خن جر سؤاله في صدرها بهسيس وعيناي محمرتان من شدة ڠضبها
عايزة تتطلقي يارحمة !
ثم قبض علي معصمها بقوة وعنفها بصوته المملؤ بالجبروت
طب الكلمة داي لو لسانك نطقها تاني لهتشوفي النجوم في عز الضهر على يدي وهتشوفي الجح يم على الارض علشان توبقى تمسكي لسانك قدامي قبل ماترطي هبل على الفاضي .
دارت حوله في المكان بج سد ينتفض رفضا لطريقته وبنفس نبرته المملؤة بالحبروت هاتفته
والله أني مبتتهددش ومتخلقش اللي يوطي راس رحمة المهدي ومش هي اللي ترضى بالخنوع والذل وان كان على قلبي اللي هيعشقك هشق ضلوعي وأفرمه بيدي وأعيش بجسم من غير قلب ولا إن حد أيا كان مين يفرض سيطرته وهيلمانه عليا .
حاول تهدئة حاله من ثورة غضبه فمهما كان لابد أن يراعي غيرتها والآن لابد أن يفهمها الوضع بأكمله كي يجعلها تهدأ ا
ممكن بقى تبطلي هري وعصبية وكلام أهبل لاهيودي ولا يجيب
ممكن بردو دلوك تعرفيني سبب ضيقتك وثورتك وكلامك اللي عمالة تبخيه في وشي زي السم دي .
ياه كانك معارفش وبتتهمني بالجنون واني هقول اي كلام وخلاص ... جملة تهكمية نطقتها رحمة بنبرة ساخرة نظرا لتساؤله الأحمق من وجهة نظرها ثم عقبت بما ينهى ذاك الحوار
تمام هعمل بأصلى المرة داي غراب البين اللي جت لك داي تق طع قدامها كل الطرق وتغور في داهية تاخدها بعيد عننا وبعدها بقى نتفاهم ونشوف إزاي جت لك وسمحت لنفسك تقعد وياها وحديكم في البيت بدون رضاي والله اعلم لو مكنتش موجودة وقتها يمكن مكنتش عرفت بمجيها عنديك .
هخاف اني اياك منك يابرنسيسة زمانك .. نطقها ماهر بسخرية مماثلة ثم تابع بنبرة حادة وحاسمة
للمرة المليون
بقولك اظبطي لسانك معاي يارحمة واعرفي انك ببتكلمي ويا جوزك
واسترسل حديثه وهو يحاول أن يهدأ من نبرته الغاضبة الي أخرى لينة وهو يمسح بيده على خصلات شعره الأسود
باختصار هي
في أزمة شديدة وقبل ماتتهميها بالكذب أني اتوكدت من كل كلمة قالتها ولجأت لي كمحامي أولا
وكبيناتنا عشرة قديمة ثانيا فخليكي عاقلة يارحمة
واعرفي إن لو قدامي الف ست في الدنيا ومقفول علي معاهم باب واحد وكلهم رايدني وقتها هكسر البيبان وهاجي حدك بين ايديكي علشان مشايفش فيهم كلهم ضفرك ياحبيبتي .
لقد ص ډمها الآن بقراره ذاك فقد كان يشعر بأنها فقدت السيطرة على حالها في اقترابه واشتاقته ولكن ذاك الماهر لم يفهمها جيدا ويدرس شخصيتها العنيدة التي لاتقبل أبدا أن تدلف احداهن إلى حياته ومن بالتحديد انها أخت زوجته المتوفاة يالك من رجل متجبر ايها الماهر !
أحست بالمهانة الآن لأول مرة من تصميمه في الوقوف بجانبها ثم انسدلت دموع عينيها وشعر بسخونتهما عندما هبطت على يديه معلنة على أنه چرح كبرياؤها وأنه الآن على مشارف خسارتها فهو في موقف يحسد عليه الآن إما أن يلقى بتلك اليتيمة في غيابات الجب ويخسر رجولته أمام نفسه
شعر بأنه يح ترق الآن وأنه داخل دوامة ضيقة بل
في نظره أضيق من خرم الإبرة بذاته
ثم جفف دموعها بأصابع يديه القويتين بحنان رجل عاشق ورفع عيناها المغشية بالدموع وجعلها تقابل عينيه وهمس لها بنبرة راجية
صدقيني يارحمة دموعك بيق طعو في قلبي كانهم سي وف بس والله العظيم ڠصب عني مقدرش مكونش راجل مقدرش أشوفني بني آدم يقدر يساعد بني أدم شريد قدامه واحتمال في وقت حياته تتعرض للخطړ وفي يدي مساعدته ومساعدهوش
وأكمل بنفس نبرته الراجية وهو يسحبها داخل أحضانه
خلي عقلك كبير واعتبريها ملهاش وجود .
فقدت الأمل بشتى الطرق في إقناعه والآن لأول مرة هزمت رحمة المهدي بل والأدهى في معركتها هي
يالك نفسي من شعور الخذلان الذي حاوطك من حبيبك الأول
جعلني أدمع أتوه أتمنى الم وت ولا أن أراك ترمش فقط لامرأة غيري
قل لي حبيبي الأول أضايقتك غيرتي المحقة بها ! أأرهقك عشقي وروحي المتعلقة بروحك كي تجعلني أتندم
لاا
ماهري فصغيرتك على الحب كما لقبتها كهلت الآن وأصبحت ترى الفراق متقدم
كلمات رحمة المهدي
بقلمي فاطيما يوسف
بغرامها متيم
ثم همست بجانب أذنيه بنفس كلمتها وهي الآن يرواضها عقلها أنها امرأة مهزومة خائبة
طلقني ياماهر .
تشبس بأحضانها كالطفل الصغير في أحضان أمه وخائڤ من أن تتركه وحده وهو يهمس بنبرة صوت أجش من فرط مشاعره التي تبعثرت في اقترابها
لو السما انطبقت على الأرض معملهاش يا بابا انسى انك توبقى لحد غير ماهر .
تنهدت بأنفاس ساخنة طويلة شعر بدفئها
وهي تتحسر داخلها من خېانة قلبها لها وانسياقه وراء غرامه المتيم بذاك الحبيب ولكن وعت لحالها وهي تبعده عنها برفق نظرا لأعصابها المفككة من اقترابه ثم حملت حقيبتها وخرجت من الغرفة بل من المكتب بأكمله وهي تنوي الفراق لامحالة فهو قد فضل تلك الشمس ووجودها عليها وهي لم ولن تستكين .
في المشفى حيث خرج ذاك الطبيب من غرفة مكتبه الخاص وهو يرتدي البالطو الأبيض رافعا رأسه لأعلى ويزين وجهه نظارته الطبية التى أعطته وسامة زادت على وسامته فقد كانت الساعة السادسة صباحا فذاك موعد مروره على المرضى ناهيك
عن رائحته التى عبئت المكان بأكمله
كان يتمشي
متابعة القراءة